"افرم يا سيسي".. حسرة الصحفيين على أيام الرئيس مرسي!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"افرم يا سيسي".. حسرة الصحفيين على أيام الرئيس مرسي!


حسرة الصحفيين على أيام الرئيس مرسي.jpg

(02/05/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

"ماذا يعني الجزاء من جنس العمل؟"، يعني أن ينقلب السيسي على من أيدوا انقلابه على الرئيس محمد مرسي، حتى لو كانوا صحفيين تحميهم نقابة من المفترض أن يحميها الدستور، الذي هو أيضا مطعون على "أهليته" بالنوايا الحسنة! ويتساءل المراقبون أيهما أشد واخطر إجراماً اقتحام نقابة الصحفيين من قبل قطعان السيسي، أم قتل الآلاف من الأرواح والأنفس بمجزرة رابعة والنهضة، تحت شعار "افرم يا سيسي" التي كان يرددها بعض المنتسبين لصاحبة الجلالة، بحجة مواجهة الإرهاب المحتمل!

البعض يريد أن يبرئ الجنرال المختل عقلياً، فيردد اسطوانة أن اقتحام النقابة صراع بين أجهزة أمنية بالدولة البوليسية، وهو ما يذكر بحكاية "الطرف الثالث" التي روج لها إعلام العسكر لارتكاب المجازر والجرائم، وسحق ثورة 25 يناير.

إيه المصيبة دي؟

وتصدر هشتاج نقابة الصحفيين موقع "تويتر" بعد اقتحام قطعان السيسي للنقابة في رابعة النهار، والقبض على الصحفيين محمود السقا وعمرو بدر، اللذين كانا ضمن حملة "تمرد"، التي أطلقتها مخابرات الجنرال قبل أن يستولي على الرئاسة.

غرد الصحفي "سامح شكرى"، ينعي الحرية في زمن العسكر بالقول:

"أصبح الصحفي المدافع عن النظام كمن يدافع عن مغتصبي أمه، لو كان له من كرامة على الأقل فليخلع عنه رداء الصحافة".

وقارن "سامى كمال الدين" بين انبطاح النقيب "يحي قلاش" للانقلاب، وبين موقف سلفه "مكرم"، بالقول :"رفض مكرم محمد أحمد دخول وزير الداخلية زكي بدر إلى مبنى النقابة من قبل وخلال توليه منصب النقيب لأن معه سلاح، ولم يدخل النقابة إلا حين ترك سلاحه"!

وغرد أحد المؤيدين للانقلاب، حائرا بالقول:

"ايه المصيبة اللى احنا فيها ده ولا مسؤل عنده حنكه سياسية.. يا ناس يا خلق عمرى ما شوفت ولا هشوف ناس بتشتغل ضد مصلحتها لله الامر.. بيضغطوا بكل قوتهم عشان يهيجوا الشارع عليك يا ريس السيسي لكن انت زي الجبل واقف ووراك شعبك بيحبك".

وغرد "محمد" مقارناً بين الحرية في زمن الرئيس محمد مرسي، وبين القمع في زمن السيسي، بالقول: "بقى لو كان الاقتحام ده أيام مرسي كنت هتعقد تبرر الاقتحام وتقول إنه عادى ومش عارف إيه". أما داخلية الانقلاب - كالعادة – تنفي ارتكاب الجريمة رغم التلبس وشهادة الشهود، وقال اللواء أبو بكر عبد الكريم إن :"4 ضباط فقط دخلوا نقابة الصحفيين"، وضبطوا الصحفيين ببوابة يناير الإخبارية عمرو بدر ومحمود السقا تنفيذا لقرار صادر من النيابة العامة، ونفى اقتحام 50 فردا وضابطا رآهم الصحفيون رأي العين.

وعندما سأل عن غلق الطرق المؤدية للنقابة وحصارها، على طريقة ما يفعله الاحتلال الصهيوني في الضفة والقدس المحتلة، اصطنع عبد الكريم "الهبل"، وقال إنه لم يعلم أي شيء عن هذا!

اعتراف!

في مجالسهم الخاصة وبعيدا عن جواسيس السيسي، يعترف معظم الصحفيين بأن الرئيس محمد مرسي، كان يتسم في حواراته مع الصحفيين بالندية وقبول الآخر، بعكس ما زعمه ضياء رشوان، النقيب السابق المؤيد للانقلاب العسكري، الذي قال إن حوار السيسي مع الصحفيين يشبه الديالوج وليس المونولوج الذي كان يتم مع مرسي!

ويعتبر السيسي الصحفيين بمثابة صف ضباط وعساكر في خدمته، ويلتقي فقط بمجموعة مختارة من رؤساء تحرير الصحف المؤيدين له، الحكومية والخاصة والحزبية وهو يثبت عكس ما يدعيه رشوان؛ حيث قال: "إن لقاء السيسي بالصحفيين للمرة الثانية في أقل من شهر هو خير دليل علي سعة صدره وحرصه علي التواصل مع الإعلاميين من أجل إيصال وجهة نظره بشكل سليم"، مضيفًا أن عمل السيسي على مخاطبة الرأي العام من خلال لقائه بالصحفيين هي طريقة أكثر تفاعلية من الخطابات التي اعتدنا عليها في الماضي".

وبعد اقتحام قطعان "السيسي" للنقابة يوم الأحد، قال رشوان في عبارة يصعب فهمها: إن "اقتحام نقابة الصحفيين يسيء للسيسي والدستور"، فكيف إذا كان أمر الاقتحام بعلم قائد الانقلاب نفسه، والآن كيف يرى رشوان سعة صدر الجنرال السيسي؟!

ندم صحفي!

وبعد اقتحام مقر النقابة أمس الأحد، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمقارنة بين موقف الرئيس مرسي، في موضوع الحريات وعدم تكميم الأفواه، وبين ما فعله الجنرال الذي لا يتورع عن الحمق قبل الدم، واستشعر الصحفيون اختلافاً مثل السماء والأرض، بين طريقة رئيس مدني منتخب ديمقراطياً، وبين جنرال يلقب بـ"الـ .. .. ص" في طريقة التعامل مع الصحفيين.

ويرى مراقبون أن المقارنة بين الرئيس مرسي، وبين الجنرال " الـ .. .. ص" لن تكون لصالح السيسي أبدا، خصوصا بعد كارثة اقتحام النقابة، بل هي لصالح الرئيس مرسي بامتياز، ومن نواح عديدة، لعل في مقدمتها وأهمها هي شجاعة مرسي في دعوته للصحفيين، من مختلف التيارات المؤيدة له والمعارضة له، وحتى تلك التي كانت تدير معركة شاملة معه، كلهم توجه لهم بالدعوة لحضور لقائه بالصحفيين في قصر الاتحادية.

وكانت لقاءات الرئيس مرسي بالصحفيين- بحسب المراقبين- ثرية وصريحة وقوية ومترعة بالندية بين السلطة والصحفيين، حتى أن أحد رؤساء تحرير الصحف الخاصة الشهيرة والمعارضة بشدة للرئيس مرسي وقف أمام الجميع وقال له: "نحن لا نخاف منك يا سيادة الرئيس، بل أنت الذي يجب أن تخاف منا "، فهل يستطيع أن يفعلها أحدهم اليوم مع الجنرال الدموي؟! وهو الأمر الذي قابله "مرسي" بابتسام وموافقة، مؤكدا على أن النقد يقومه وأن الخوف لا مكان له في مصر الآن بعد ثورة يناير.

الـ"جعجعية" يتحسرون!

كان عدد الصحفيين الذين يلتقيهم الرئيس مرسي كبير جدا، لا تتسع له أي طاولة مستديرة، وكان كلام الصحفيين وتعليقاتهم ومداخلاتهم أكثر من كلام الرئيس مرسي نفسه، وغالب المتحدثين كان معارضا، ومنهم "جعجعية" مشهورون لا يشبعون من الكلام والضجيج، أما اليوم فيعتريهم الصمت المطبق ولم يعلقوا على اقتحام النقابة.

وبرأي مراقبين أنه بقياس الحريات التي أرساها الرئيس محمد مرسي، وتمتع بها كل الشعب ومنهم الصحفيون، على ما يحدث الآن من قمع على يد الجنرال السيسي لوجد فارقا ضخما، لا يوجد رئيس تحرير صحيفة مصرية حكومية أو خاصة أو حزبية، يمكنه أن يخاطب السيسي بتلك الروح الجسورة والتي تتوعده بالغضب والخوف والتحدي، بل الكل يتزلف ويتمسح ويلتمس القرب، حتى بعد اقتحام النقابة!

وبالمقارنة البسيطة فإن ضيوف لقاءات "السيسي" الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف المؤيدة بشدة له، يتم انتقائهم بدقة شديدة من أخلص لاحسي "البيادة"، حيث لا يوجد صحفي واحد معارض ولا رئيس تحرير صحيفة واحدة معارض يحضر لقاءاته، لأنهم ببساطة إما رهن الإقامة والبطالة الجبرية، أو نزلاء في احد سجون ومعتقلات العسكر.

وبرأي خبراء فإن اقتحام النقابة بالأمس كشف عن ارتباك السيسي، وقلقه الشديد من الإعلام الحر وعدم اتساع صدره للنقد، بل إنه في معظم خطاباته يشن حملات غاضبة على صحف ومواقع على الانترنت، بدعوى أنها تهدد مسيرة العسكر وتشوه ثورة 30 سونيا المجيدة، وهي طريقة أقرب لشجارات الشوارع، ولا يصح أن تكون تصريحات رئيس دولة، يأمر باقتحام نقابة تعبر عن الرأي!

إحراج دولي

يسبب السيسي الكثير من الحرج للدول الغربية الداعمة للانقلاب العسكري، نظراً لكونها – ولو في الظاهر- تشجع على النظم الديمقراطية وصيانة الحريات وحقوق الإنسان، في حين يمثل اقتحام نقابة الصحفيين أثناء احتفال العالم بعيد العمال، صدمة للشعوب الأوروبية في حكوماتها التي تراهن على غباء الجنرال!

السيسي لا يجيد الحوار إلا مع نفسه وجنرالاته فقط، ويتعامل بالهراوة والرصاصة مع المخالف له في الرأي، يستوي في ذلك المعارض للانقلاب والمؤيد له، إن ما حدث يوم الأحد الأسود في بهو النقابة، هو نوع من قمع السلطة للصحفيين ورسالة مبطنة للجميع، حتى يكونوا موالين و"أبواقا" للعسكر.

رسالة الاقتحام الأحمق للصحفيين ملخصها التالي: جملوا وجه الانقلاب.. واستروا قبحه.. وتصدوا لمعارضيه.. لتكن تلك وظيفتكم.. سواء كنتم صحف حكومية أو حزبية أو خاصة.. لا تلتفتوا لثورة عظيمة تسمى 25 يناير.. اهبطوا بمستواكم المهني والأخلاقي تنعموا بالأمان في أحضان الجنرال!

المصدر