"بوش" و "بلير" هل سينتحران؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"بوش" و "بلير" هل سينتحران؟

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لقد أعلن الصليبيون الحرب، ولم يعد خافيا علينا أن الأفعى الصهيونية كانت من وراء ذلك الإعلان، لقد غرر الصهاينة بالرئيس الأمريكي "بوش" الذي أعماه الفكر الصهيوني حتى وقع في شر أعماله، لم يكن في خلد اليهود أن الهزيمة للصليبيين قد تكون هي النتيجة الحتمية لهذه الحرب الصليبية التي لا يرى العالم بأسره أن هناك سببا موضوعيا واحدا لإعلانها، ولكن مما لا شك فيه أن المستفيد الوحيد من انتصار هذه الحملة الصليبية – لا قدر الله - هم الصهاينة، لأن انتصار الصليبيين سيسهل عليهم الانقضاض على الشعب الفلسطيني لتصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني، بل سيسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم الشيطانية وعلى رأسها هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، والهيمنة على الأمة العربية والإسلامية، .

وإقامة ما يسمى "بإسرائيل العظمى" من النيل إلى الفرات، ومن العجيب أن يسلب الصهاينة عقل "بوش" و "بلير" ليصبحا أداة طيعة في يد الصهاينة فيقدما الأمريكان والبريطانيين قرابين من أجل الصهاينة الذين أوقدوا هذه الحرب التي لن تنتهي بإذن الله إلا لصالح المسلمين، وصدق الله إذ يقول عن اليهود المفسدين (أو كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)، وإطفاؤها إنما يكون بإذلال من أوقدها وهم الصهاينة من اليهود.

وهناك العديد من المؤشرات التي تدل على شعور رؤوس الشر الصليبي بالخوف والإحباط، وأهم المؤشرات الكذب، فقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن قادة الصليبيين كانوا يكذبون على أعلى المستويات، فقد أنكروا وجود قتلى في صفوفهم، وأنكروا وقوع الأمريكان في الأسر، وأنكروا سقوط طائراتهم، وكذبوا العراقيين عندما نفوا سقوط أم قصر عندما أعلن الأمريكان سقوطها، ولقد كذب ساستهم عندما تحدثوا عن انتفاضة في البصرة، هذا غيض من فيض، حتى أن الساسة الصليبيين فقدوا مصداقيتهم أمام العالم، وبدأ الإعلاميون يشكون في كل ما ينشر الأمريكان من معلومات حول المعارك الدائرة على أرض العراق خاصة بعد نجاح الإعلام العراقي في إثبات مصداقيته، ولو أن قادة الشر في العالم لم يصبحوا أسرى الشعور بالهزيمة لما استعانوا بالكذب.

ومن المؤشرات أيضا أن معالم الخوف والقلق كانت بادية على وجوه الجنود الأمريكان الذين وقعوا في الأسر، كانت عيونهم وقسمات وجوههم تتحدث عن الشعور العميق بالهزيمة وصدق الله إذ يقول (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت)، كما أن المتفحص في ملامح قادتهم أمام الكامريات يشعر أن هناك إرهاقا شديدا وانكسارا ظاهرا وقلقا مزلزلا قد استولى عليهم، وأنهم كثيرا ما يميلون إلى طأطأة رؤوسهم حتى لا تفضحهم عيونهم، ولقد عجبت لأمر "بلير" في مؤتمره الصحفي حيث كان يشرب الماء بعد كل سؤال تقريبا بينما كان الإعلاميون يجلدونه بأسئلتهم التي تشكك في كل ما أجاب به.

ومن المؤشرات أيضا أن العراق لم يبدأ معركته وهذا ما يعترف به قادة الغزو الصليبي، فإذا كانت كل هذه الخسائر التي مني بها الصليبيون بينما العراق لم يدخل المعركة بعد فما بالنا لو دخل حوالي سبعة ملايين مسلح عراقي غمار المعركة في الوقت الذي استولى فيه الخوف والإحباط على قلوب الجنود الذين غرر بهم الصهاينة الصليبيون وجاءوا بهم ليقبروا في صحراء العراق.

ومن المؤشرات أيضا أن الإرهابيين الغزاة لم يترددوا في إطلاق قنابلهم المدمرة على رؤوس المدنيين، وهذا دليل قاطع على إفلاسهم في المواجهة مع المقاتلين البواسل من أبناء العراق الشامخ، كما أن قتلهم المتعمد بصواريخهم الذكية للمدنيين فضح أكاذيبهم التي روجوا لها طويلا بقولهم أنهم إنما جاءوا ليحرروا شعب العراق، فها هم يقتلون أطفال ونساء وشيوخ المسلمين في العراق، وها هم يختارون هدأة الليل لإطلاق قنابلهم المدمرة وكل هدفهم ترويع أطفال العراق وهم في هجعة الليل، فكيف يمكننا أن نصدق مزاعمهم بأنهم إنما يقتلون الشعب العراقي من أجل تحقيق حريته ورفاهيته؟!!!.

ومن المؤشرات أيضا الحديث الذي بدأ يتردد على ألسنة قادة الإرهاب والغزو بأن المعركة ستكون طويلة وصعبة وهم الذين تغنوا طويلا قبل المواجهة مع أبطال العراق بالحديث المليء بالتبجح أن المعركة ستكون خاطفة قصيرة وينتهي كل شيء باستسلام سريع للعراقيين، وعندها سيرفع العراقيون الراية البيضاء ويرحبون بالغزاة الصليبيين، .

ولكن واقع الحال قد صفعهم بقوة حيث أننا لم نر إلا ثباتا واستبسالا عراقيا، مما اضطر الأمريكان أن يلعقوا أقوالهم ويتخبطوا في تصريحاتهم، فهذا وزير الدفاع الأمريكي يقول بوجه شاحب وعيون ذابلة منكسرة في مؤتمره الصحفي ليلة الأربعاء أنه لن يوجه الآن نداء للعراقيين كي ينتفضوا على النظام لأنه يخشى على حياتهم من النظام، ونسى "راماسفيلد" في لحظة الارتباك والإحباط التي استبدت بقلبه أنهم شجعوا الشعب العراق ي على الانتفاض عشرات المرات من قبل، .

وأنهم ألقوا على العراق يين ملايين المناشير المحرضة على ذلك، وعندما سئل عن التصريحات السابقة بأن الحرب ستكون سريعة تشكل صدمة قوية ينهار بعدها النظام، فإذا به يقول أنه لم يصرح هو شخصيا بذلك ولكن الذي صرح بذلك غيره من القادة، وكأن لكل قائد خطة مختلفة عن خطة القائد الآخر، وكأنهم لا يعملون كمؤسسة إرهابية واحدة !!!!

على أية حال لقد أصبحت هناك قراءات قوية بأن الغزاة لن يحققوا أهدافهم بإذن الله وهذه أدنى دركات الهزيمة، وأصبح من المتوقع أن خسائرهم ستكون بالآلاف بعون الله، ومن هنا فإننا أصبحنا أمام سيناريوهات عدة أيسرها على الصليبيين أن يوقفوا عدوانهم بقرار من الأمم المتحدة هم يسعون لاستصداره ليفروا من الميدان ببعض ماء الوجه، وأشدها وطأة عليهم هزيمة تضع حدا لشرورهم وغرورهم وهيمنتهم على العالم وعندها من حقنا أن نتوقع نهاية "لبوش" و "بلير" كنهاية "هتلر" ...

فهل سينتحران؟

المصدر


للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.