"دولة العواجيز".. الظهير الفعلي للانقلاب العسكري؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"دولة العواجيز".. الظهير الفعلي للانقلاب العسكري؟

القاهرة

(الأربعاء 14 مايو 2014)

مقدمة

دولة العواجيز.. الظهير الفعلي للانقلاب العسكري.jpg

"شعر إسود في القبور.. شعر أبيض في الطابور" .. كلمات تناقلها شباب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ليصفوا بها انعدام الإقبال الشبابي على الاستفتاء على الدستور الذي طرحته سلطات الانقلاب واقتصار الإقبال الضعيف على فئة "العواجيز" بعد مجازر في عدد من ميادين مصر راح ضحيتها الكثير من الشباب، معتبرين أن أحد أبرز أسباب الأزمة الحالية المتفاقمة في مصر هو الجيل القديم المسمى بجيل "العواجيز".

وواصل الشباب تحليلهم لرضا هذا الجيل بالانقلاب العسكري على إرادة الشعب بأن

"غالبيته عاش خانعًا لنظام المخلوع على مدار 30 عامًا، ويوم أن قامت الثورة، ظل هذا الجيل يرفض ثورة يناير، ويتهم من هم بالتحرير، بالشباب الطائش وغير المسئول".

وبينما يرفض محللون تقسيم الشعب باعتباره أجيالا وفئات عمرية مدللا على كثير من النماذج لكبار السن الذين ساندوا الثورة ووقفوا في وجه الطغيان، يدلل آخرون بصور استفتاء العسكري الذي كان في معظمه عبارة عن طوابير من كبار السن، ويردون بأن هذا التقسيم هو المعظم الشبابي الذي يغلب على فئة الثوار، وكبار السن التي تغلب على مؤيدي الأنظمة الفاسدة دون نكران حق وفضل الثوار من كبار السن، أو نكران عجز وتواطؤ مؤيدي الفساد من الشباب.

عواجيز مبارك

رؤية الشباب الغاضب لم تكن الوحيدة في هذ المجال؛ إذ ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أبرز أسباب الأزمة المتفاقمة في مصر هو سيطرة "العواجيز" على المناصب الرئيسية في الدولة.وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 مارس أن "عواجيز" نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك هم من يتصدرون المشهد السياسي في مصر حتى الآن، بينما يدفع الشباب فاتورة ذلك، حيث تبخرت أحلامهم في مستقبل أفضل.

وتابعت "الجارديان" أن ثورة يناير قامت للتخلص من الفساد والتمتع بالحرية، إلا أن أمنيات الشباب المصري تبخرت تماما بعد أن طغى عواجيز نظام مبارك على المشهد السياسي مجددا؛ وهو ما أصابهم بإحباط شديد وفاقم من الاضطرابات التي تشهدها مصر.

دولة العواجيز

ومن جانبه، قال د. سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن دولة العواجيز لابد أن تختفي من المشهد الحالي، وأن يتم تمكين الشباب الذي قام بالثورة، مؤكدا أنهم الرهان الرابح.

وأوضح أن الشباب أمامه فرصة كبيرة لاستكمال الثورة الحقيقية، مؤكدا أن الشباب هم سبب الثورة وهم من سيتمتعون بمكاسب الثورة، وأنهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل.ولفت إلى أن النخبة التي تتحدث عن تمكين الشباب وهم يقتلونه ويعتقلونه ويجتثون كل تظاهراته وحرياته بينما تقوم حكومة الانقلاب بتصدير العواجيز وشباب ثورة يوليو 1952 في المشهد.

وأكد أن الثورة لم تقم من أجل تمكين العواجيز الذين أفسدوا الحياة السياسية طوال السنوات الماضية، مؤكدا أن الشباب هم شعلة الثورة ويجب استكمال مشوار ثورتهم واستعادتها وأن مشهد الاعتذارات كان يمثل انتفاضة كبيرة من الشباب وتلاحم ضد البطش والظلم، لكن أصحاب المصالح قاموا بتفريق الصف وخطفوا شعلة الحماس من قوى الثورة.

وفي السياق ذاته قال الكاتب الصحفي أحمد سعد، عندما نصر على التصنيف فيما بيننا في هذا الواقع الوهمي ما بين مع أم ضد الثورة، ونتناسى ذلك مع الأجيال الأكبر الذين يمكن أن نطلق عليهم (دولة العواجيز)، فهم الأخطر على الثورة، ليس زميل الجيل الذي مثلك جديد عهد في هذا الصراع والذي خانته قدماه في بداية خطواته.

وأضاف في تصريحات صحفية، عندما نصر على أن نكون رد فعل عصابة العواجيز بكل تصنيفاتهم وانتماءاتهم، بكل رموز فكرك وانتماءاتك سواء تحترمهم أو لا؛ فهم معاتبون جميعًا على تقصيرهم، وتضيعهم فرصًا حقيقة على مر العقود، والعتاب القاسي منا لهم على تخاذلهم البين الواضح عن الوقوف الحقيقي الوطني من ثورتنا، ومع هذا نصر أن نكون تابعين لأفعالهم الحمقاء.

الترحم على أيام مبارك

وتساءل سعد: إلى متى سنستمر في هذا؟! إلى متى سنظل عندما نأخذ أي خطوة في سلم الفعل لا نكملها حتى نصعد السلم إلى النهاية، بل نفرح كالساذج المجذوم بالأخ الكبير حين ينزله من على السلم! عندما نصر أن نقع في دائرة المثل الشرقي المشهور "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، عندما نصر على أن نواصل دائرة حماقة (دولة العواجيز).

وأضاف:

"إلى متى سنستمر في ذلك؟! حتى تدور بنا الدائرة وتخرج الأجيال الجديدة لتعاتبنا وتصنفنا ضمن تلك المجموعة من الأجيال التي ضاعت وضيعت الوطن. كفانا جميعًا من الواقع الوهمي، يجب أن نثور على تلك الأجيال قبل أن يثور علينا أجيال المستقبل".

وعن أسباب وقوف جيل العواجيز، ضد الثورة ودعمها للانقلاب يقول "عمرو.أ" محاسب، أن هذا الجيل تربى على السكوت منذ 60 عامًا، ورغم ما رآه من ظلم واضطهاد في العهود السابقة، لم يحرك بنت شفة لمناهضة هذا الظلم ـ إلا من رحم ربي، ولم يكتف بالسكوت فحسب، فعندما قامت ثورة يناير، ظل هذا الجيل رافضًا النزول من بيته، مكتفيًا بالسخرية ممن في ميدان التحرير، واصفًا إياهم بأنهم "بيأذنوا في مالطة".

وأضاف:

وعندما نجحت ثورة يناير، ظل هذا الجيل يترحم على أيام مبارك والاستقرار المزعوم، رافضًا للحرية، لاعنًا للثورة، وعندما أجريت الانتخابات الرئاسية، ذهب ليعطي صوته لشفيق، الذي كان يمثل نظام المخلوع مبارك، إلى أن قام السيسي بانقلاب عسكري على الرئيس محمد مرسي، فوجد هذا الجيل في السيسي من يعيدهم إلى عصرهم المفضل، وهذا جاء واضحًا خلال مشاركته في استفتاء دستور الانقلاب العسكري، مختتمًا حديثة قائلاً: "الجيل اللي ظالمنا بسكوته، جاي دلوقتي يدفنا بصوته".

المصدر