"مريم أحمد ياسين": هكذا كان أبي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٤٩، ٢ أكتوبر ٢٠١١ بواسطة Ahmed elsaied (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"مريم أحمد ياسين": هكذا كان أبي

[01-04-2004]

مقدمة

الإسلام كان همَّه الأول.. وكان يقول: "بغير دماء تسيل لن تعود فلسطين"

•رفض تجديد البيت ولم تسمح ظروفه المادية بأن يُدخل أبناءَه الجامعات

بين مشاعر الفرح والحزن والامل.jpg

"مريم أحمد ياسين" أو "أم همام".. هي الابنة الرابعة من أولاد الشيخ "ياسين"، إذ إن الشيخ رزقه الله تعالى أحد عشر ولدًا، منهم ثماني بنات، وثلاثة بنين، و"أم همام" حاصلةٌ على الشهادة التوجيهية عام 1987 م، ولديها سبعةُ أطفال، وهي من مواليد (غزة) في عام 1969 م.

وفي هذا الحوار معها تروي عن الشيخ "ياسين" أنه كان لا يفكِّر مُطلَقًا في تجديد البيت؛ لأنه كان مشغولاً في تجهيز بيتِه في الآخرة، كما أن اهتمامه بقضيةِ وطنه ملأَت عليه كيانه، لكنه كان يقتطع من أوقات راحته القليلة ليتابع أمور زوجته وأولاده وأحفاده، ولم تكن ظروفه المادية تسمح له بأن يُدخل أبناءه الجامعات، برغم أنه كان يستطيع أن يتصرف في كثير من الأموال.

وتضيف أن همَّه الأول والأخير كان هو الإسلام، كما كان لوقْع خبر استشهاد الشيخ "صلاح شحادة"- بصاروخ- بالغَ الألم عليه، وكان يقول: "هذا طريق التحرير.. وبغير دماء تسيل لا يمكن لفلسطين أن تعود".والآن إلى نصِّ الحوار


أسرة الشهيد

  • في البداية: حدِّثينا عن أسرة الوالد الشهيد، واجعلينا كأننا نعيش داخل منزلِكم، فنحن نريد أن نحدِّث أخواتنا في المجالس عن كفاح الوالدة وصبرِها خلْفَ ذلك الشهيد.
كان بيت الشيخ يتكوَّن من 3 غرف، وفي البيت شبابيك متهالكة جدًّا.. بيتٌ متواضعٌ جدًّا.. كان أبي لا يحب الدنيا.. بل يحب بيوت الآخرة، وقد عُرض على أبي الكثيرُ.. أن يكون له بيت مثل بيوت الرؤساء.. عُرض عليه من السلطة بيت ضخم في أرقى أحياء (غزة)، لكنَّه رفضَ هذا العَرضَ؛ لأنه يريد الآخرةَ ولا يهتم بهذه الشكليَّات الدنيوية.
البيت مساحته ضيقة، لا يوجد بلاط، المطبخ متهتك جدًّا، في الشتاء باردٌ جدًا، وفي الصيف حارٌ جدًا، لا يفكر مطلقًا في تجديد البيت؛ لأنه كان مشغولاً في تجهيز بيته في الآخرة.. أما عن الوضع النفسي، فالحمد لله رب العالمين نحن صابرون، وإن شاء الله نراه في الآخرة..
نحن صابرون ونتمنى الشهادة مثلَه، والحمد لله الميتة مشرفة، وترفع رأسنا والحمد لله، وبالنسبة للوالدة فقد تأثرت جدًّا، والآن الحمد لله هي صابرة، وإن شاء الله تكون من الصابرات، والأخوات جميعًا صابرات، ويتمنَّين الشهادة مثله، والإخوة أسال الله أن يخفف عنهم ويشفيهم؛ حيث هم في العناية المركَّزة ووضعهم صعبٌ، والحمد لله "عبدالغني" خرج من العناية.. الوالد كانت معاملته طيبة جدًّا لنا، كان أبًا حنونًا رحيمًا بأطفاله وشعبه، وكان عطوفًا جدًّا، كان يعطف على الصغير والكبير، لم يبخَل على أيِّ أحدٍ، واستُشهد معه زوجُ أختِي "خديجة أحمد ياسين"، واستُشهد معه "خميس مشتهي" يرحمه الله.


هل شُغِل عن بيتِه؟

  • هل كانت قضية فلسطين تشغله عن بيته أم أنه كان يجد متسعًا من الوقت ليوفق بين مختلف أمور حياته؟
لا شك أن اهتمامه بقضية وطنه كانت تملأ عليه كيانه، وتأخذ معظم وقته، إلا أنه كان يقتطع من أوقات راحته القليلة ليتابع أمور زوجته وأولاده وأحفاده، فهو برغم مشاغله لم ينقطع عني في أي مناسبة؛ فكان يُشاركني أفراحي في ميلاد أبنائي، وكان في رمضان لا ينسى أن يمر في أوله وآخره، وفي الأعياد كان يجلس بين أحفاده يداعبُهم ويقبِّلهم؛ فكان برغم المشاغل الكثيرة مثالاً للأب الحنون والإنسان العطوف.
لم يكن ليِّنًا فقط مع أبنائه وبناته، ولكن أيضًا مع جيرانه؛ فكان يشاركهم في جميع مناسباتهم، كأنه لم يكن عنده ما يشغله من هموم وطنه.
  • كيف كان الشيخ الجليل يوصي أبناءَه بمستقبلهم؟
أحمد ياسين وصناعة النجاح 2.jpg
الشيخ- رحمه الله- كان حريصًا على أن يكون مستقبل أبنائه مستقبلاً إيمانيًا؛ فكانت تهمُّه عبادة الله وعلاقتهم مع الله سبحانه وتعالى، وكان يهتم بمستقبلهم الدنيوي؛ فعلَّمهم وأوصلهم إلى التوجيهية (الثانوية العامة)؛ حيث لم تكن ظروفه المادية تسمح له بأن يُدخلهم الجامعات، وبرغم أن أبِي كان يستطيع أن يتصرَّف في كثير من الأموال فإنَّه لم يسمح لنفسه بأن يستخدمها مطلقًا في أمور شخصية؛ ولذلك فالحمد لله جميع بناتِه منقَّبات، وجميع أولاده من أبناء الحركة الإسلامية، وأخواي "عبدالحميد" و"عبدالغني" كانا مشاركَيْن لوالدي في مشوارِه الجهادي، والحمد لله كانت تنشئَتًُه لنا إيمانيةً، وضمن لنا مستقبلاً دنيويًّا مستورًا.


مرصودمن اليهود!!

  • ألم يكن شيخ الشهداء يعلم أنه مرصود من اليهود، وأنه لم يكن أبدًا بعيدًا عن مرمى العدو في كل وقت؟ وفي رأيِكِ: ما الهدف من توقيت هذه العملية في هذا الوقت بالذات والعدو الصهيوني يعلن اعتزامه الانسحاب من (غزة) وفكِّ الارتباط؟
لقد كان أبي يعلم أنه مستهدف وأنه مقصود، لكنه كان مطمئنًّا إلى قدر الله، وأن ما يقدره الله سيكون، مهما أَخذ من احتياطات، وأبي أخذ احتياطات أمنية من باب الأخذ بالأسباب، لكنه كان يريد أن يقدم نموذجًا للشباب في ألا يخافوا من الموت، وأننا نطلب الشهادة بصدق؛ ولذلك عندما خرج من المسجد وقبل 5 دقائق من استِشهاده قال له أخي "عبدالغني":
يا أبي.. هناك زنَّانة (طائرة الاغتيال) في الجوِّ، فقال والدي: "وأنا أنتظرها أيضًا" بنوعٍ من التحدِّي، وكان ما كان.. أما توقيت العملية فنحن نعلم أن "شارون" مجرم، وهو يريد رأس أبي منذ زمن، ولعله اختار هذا التوقيت بالذات ليؤكد استهزاءَه بكل العرب وبالقمة المقبِلة، وأنه لا يخشى أحدًا.
  • كيف كان شيخ الشهداء يفكر في فلسطينيِّي الغُربة والشتات؟ وكيف كان يراهم من منظوره الخاص؟ وهل كانت له تطلعات خاصة بالجيل الجديد ممن وُلِدوا في خارج وطنهم؟
أما أبي فقد كان لفلسطينيِّي الغُربة والشتات مكانةٌ عظميةٌ في قلبه، وكان في جميع مواقفه يحرص على أن يوصل لهم صوته تشبثًا منه بحقِّهم في العودة، وكان لا يتوانى عن الاستجابة لأي مطلب أو كلمة تُطلَب منه في أي حفل أو جامعة يُدعَى لإلقائها عبر الهاتف.
  • لماذا لم تكن له توجيهات عبر وسائل الإعلام المُتاحة؛ لشحذِ همم الشباب بالخارج، وتقوية مشاعرهم التضامنية، واستجلاب دعمهم لضمان استمرار الدعوة لتحرير الأرض من الداخل والخارج؟
اهتمامه بهم عبر وسائل الإعلام كان في حدود إمكاناته؛ فهو كان ذا إمكانات محدودة، ولو كان لديه من وسائل الإعلام ما يستطيع أن يتحدَّث فيه لمن بالخارج لجعل لهم من البرامج ما يطمئن صدورهم.
  • هل كان شيخ الشهداء يعلم عندما أطلق سراحه من المعتقل بأنه كان ضمن صفقةٍ لتبادل شيخ المجاهدين باثنين من العملاء الصهاينة؟ وهل كان موافقًا على ذلك؟ ولماذا؟
أبي كان في السجن، ولا يعلم شيئًا من نشرات الأخبار.. من أنه سوف يُطلَق سراحه أو أي أسباب أخرى، فقط فوجئ بفتح باب الزنزانة عليه، ثم طلَبوا منه أن يُلملِم حاجيَّاتِه- من خلال المساعد له في (الزنزانة)- لأنه مشلول، ولم يُعلموه إلى أين!! فظن أن ذلك نقلٌ إلى سجن آخر داخل فلسطين، لكنَّه استيقظَ والملك "حسين" بجواره؛ يصافحه ويهنِّئه بالسلامة، فلم يكن ينتظر منه موافقةً أو عدمَها.
أما لو كان يعلم لما كان يخرج مقابل أي شيء؛ فإن أبي كان يرفض أن يخرج لأي شرط مهما كان بسيطًا، وقال قولته المشهورة: "لو اشترطوا عليَّ أن أخرج مقابل أن آكل البطيخ لرفضت ذلك"، مع أنه كان يحب البطيخ، ولكنه يريد أن يبين أنه لا يقبل أي شرط.


دروس مستفادة

  • ما الدروس التي يستفيدها الشباب المجاهد من سيرة الشيخ؟
نشأة حماس.jpg
أما عن الدروس المستفادة فهذا ما يحتاج إلى كتاب، وباختصار أعطى أبي نموذجًا للرجل الذي عاش للإسلام؛ فكان كلُّه للإسلام.. أوقاته وجهده وماله لدينه؛ فكان يخرج من الصباح الباكر يدور على المساجد يدعو إلى الله- سبحانه وتعالى- وهو الرجل المشلول، ويكون صائمًا؛ فيدركُه المغرب وهو في مكان بعيد عن البيت، فيمرُّ على بقالة فيأخذ كوبَ لبن يفطر عليه، ثم يواصل الدعوة إلى الله، ومشواره في باقي المساجد، فما من مسجد من قطاع (غزة) إلا وألقَى فيه درسًا أو خطَبَ فيه خطبةً، وما من مخيَّمٍ إلا وحَرَص أن يوجِد فيه فردًا يعمل للإسلام.
ودرس آخر في الجهاد والمقاومة.. فرغم أنه المعذور عن الجهاد- بسبب شلله وصحته- فإنه أبَى إلا أن يكون مع المجاهدين الأبطال؛ فقام بتشكيل أول تنظيم إسلامي مسلَّح عام 1984 م، وقام باستثمار وتفجير الانتفاضة الأولى، وبرغم تحذير الكثير من المفكِّرين له من أن المنظَّمة سوف تستثمر هذا الجهد الجهادي فإنه أراد أن يعذر إلى الله؛ أننا ما تركنا الجهاد ونحن قادرون على أداء أي جزء منه، ودرس ثالث في الزهد في الدنيا؛ فبرغم أنه كان مسئول حركة عظيمة، فإنه كان يعيش في بيت متواضع لا يقبل أن يسكنه أفقر الناس، ويرتدي ملابس بسيطة، ويتناول طعامًا دون المتوسط.
ودرس أخير.. هو الثقة فيما عند الله- سبحانه وتعالى- والاطمئنان على الأجل؛ فبرغم أنه كان مهدَّدًا بالاغتيال، وبرغم محاولة اغتيال فعلية فاشلة تعرَّض لها فإنه كان على ثقةٍ بأمر الله- سبحانه وتعالى- فكان يجلس في البيت، ويرفض أن يغادر حتَّى لقيَ اللهَ شهيدًا.
  • احكي لنا يومًا من حياة الشيخ.. كيف كان يستقبل نتائج العمليات الاستشهادية؟ واحكي لنا مواقف المداعبة وموقفًا بكى الشيخ فيه، وموقفًا اندهشتي لتصرفه فيه؟
عندما كان يستقبل العمليات كان وجهه يتهلل فرحًا أن مكَّن الله جند الإسلام من النَّيل من عدوهم؛ فكان يحمد الله- تعالى- وتلمع عيناه لدموع الفرح، ويقول: "هذا طريق التحرير.. وبغير دماء تسيل لا يمكن لفلسطين أن تعود"، وكان يفتخِر بهؤلاء الشباب الذين يُقدِّمون أرواحهم رخيصةً ويظهرون جبن وخسة العدو الغاشم، وعن المداعبة فقد كان والدي كثيرَ الملاطفة والمِزاح، ولا يترك مجالاً للمرَح إلا استخدَمه.
أما عن موقف بكى أبي فيه- وقلَّ أن يبكي أمثال أبي- فقد كان يوم استشهاد الشيخ "صلاح شحادة"؛ حيث كانت للشيخ "صلاح" في قلبه مكانةٌ عظيمةٌ، فكان لوقْعِ خبرِ استشهادِه- بصاروخٍ يزِنُ طنًّا- الأثر البالغ الألم، كما كان لوصية الشيخ "صلاح" ألا يُصنع له عزاءٌ وألا ترفع له صورةٌ.. الأثر الذي زاد من حُزن الشيخِ عليه؛ لذلك شيَّع شيخُنا الشيخَ "صلاحَ" بكرسيِّه وليس وهو راكب في سيارته مثلما كان معتادًا.
ومن مواقفه التي أدهشتني.. كان انطباع والدي الهدوء والاتزان، إلا إنه ذات مرة- وبعد صلاة الجمعة- دخلت علينا امرأةٌ تولوِل لأنَّ زوجها يريد أن يوقِع بها بطشَه، وكان ظالمًا لها، فما كان من أبي إلا أن صرَخَ في وجهه، وخرج عن طوره، وحدَّثه غاضِبًا أن يكفَّ عن هذا الأمرِ، وفِعلاً اتَّزَن الزوج وهدأ، وجلس مع الشيخ ليحلَّ قضية الزوجة المظلومة المتظلمة.


كيف كان يوجِّه أبناءه؟

  • حياة المجاهد العظيم- الذي طلق العجز وتزوَّج الحماسة- مليئةٌ بالكفاح والتضحيات ونماذج البطولة والفداء.. كما أنه كان مربيًا فاضلاً تربَّى على يديه الكثيرون.. فكيف كان الشيخ المجاهد يوجِّه ويربِّي أبناءه، برغم انشغاله الدائم في دروب الجهاد؟ وما أكثر المواقف التي أثَّرت في تربيتِكِ أنتِ شخصيًّا ولا تستطيعين نسيانَها، وتسيرين على هذا الدرب في تربية أبنائِكِ؟
كانت مشاغل أبي- رحمه الله- لا شك كبيرةً؛ ولكنه كان يعلم أن لأبنائه عليه حقًّا؛ فلذلك كان يقتطع جزءًا من وقته يحادثُهم ويطمئِنُّ على تحصيلهم، ولا ننسى أنه كان مدرِّسًا وكان يهتمُّ بأدائهم للعبادات ومشاركتهم للندوات وفي مراكز التحفيظ، وكان يريد أن يكونوا من أبناء الحركة العاملين لهذا الدين، ولقد حقَّق الله له ما يريد؛ فهاهم إخوتي وأخواتي جميعًا من المحبِّين لدينهم.. الراغبين في أن يقدموا أرواحهم لهذا الدين.
أما الموقف الذي أثَّر في تربيتي وما زِلتُ أسير على نهجه في تربيه أبنائي فهو حرصُ أبي- رحمه الله- على الالتزام بالصلاة منذ الصغر؛ فكان يؤكِّد علينا دائمًا ويتابعنا دائمًا، بل ويعاقبنا أحيانًا عندما نقصِّر في أدائها، ولا يرتَاح إلا عندما يشعُر أنَّنا جَميعًا نؤدِّيها برغبتنا ومتى نادى المنادي.. وهذا ما أحرِص على إلزام أبنائي به مهما كانت الشواغل.


مناقبه التربوية

  • ماذا عن المناقب التربوية للشهيد؟
والدي كان داعيةً.. همُّه الأول والأخير هو الإسلام، ومناقب أبي كثيرة وتحتاج إلى مؤلَّف، ولعلَّ بعضَ الدعاة يقومون بذلك، لكن كان له العديد من المواقف التربوية التي كان يصحِّح المفاهيم فيها؛ فذات يوم تبرَّع أحد التجَّار بكمية من (القمصان) الفاخرة جدًّا للتوزيع الخيري؛ ليشرف الشيخ على توزيعها فرآه أحد أبنائه، فاقترح عليه أن يستبدل بـ5 قمصان من الفاخر 200 قميصًا متوسط الجودة؛ حتى يغطِّيَ أكبرَ عددٍ ممكنٍ، ولكنَّ الشيخَ رفضَ، وقال: "أليس من حق الفقير أن يلبس قميصًا فاخرًا؟! ألأنه فقير يُحرم من قميص فاخر؟! وهل عليه أن يبقى يرتدي قميصًا رديئًا فقط لأنه فقير؟!"
ذات مرة اشترى ثلاجةً جديدة وقدمها إلى عائلة فقيرة ففرحوا بها فرحًا هائلاً، ولم تصدِّق أنها- وهي الفقيرة المعدمة- تُقدَّم لها ثلاجةٌ جديدةٌ.


أهم الكتب التي كان يقتنيها

  • ما أهم الكتب التي كان الشيخ يقتنيها، وما أهم الكتب التي كانت مقربةً لديه وبين يديه؟

كانت لديه مكتبة كبيرة ضخمة تزيد عن ألفَي كتاب، إلا أن كتابات الشهيد "سيد قطب"- وخاصةً (في ظلال القرآن)- كانت تمثِّل له زادًا مستمرًّا.

وكان أبي- رحمه الله- قد طبَع في حياته الجزءَ الثلاثين لتفسير (الظلال)، ووزَّعه على نطاق واسع في قطاع (غزة)، وملأ به المساجد؛ لأنه كان يرى أن الجزء الثلاثين بالذات لـ"سيد قطب" نموذج رائع لبناء شخصية إسلامية متميِّزةٍ، وأن مَن يريد أن يصوغَ شخصيةً حركيةً عن دراسة وتفحُّص لا غِنى له عما كتبه "سيد قطب" في تفسير الجزء الثلاثين.
كما كان لكتابات الداعية الإسلامي الكبير والمفكر العراقي الشيخ "محمد أحمد الراشد" نصيبٌ كبيرٌ من مطالَعات الشيخ، لا سيَّما ولقد كان في أواخر أيام أبي قد أُهديَت له سلسلةٌ نادرةٌ من كُتيبات الراشد بطباعة (دار المحراب)، كما كان أبي يوصي كلَّ داعيةٍ عامل بالاطلاع على هذه السلسلة، وهي من 8 كتب: (أصول الإفتاء)، و(الاجتهاد التطبيقي) 4 أجزاء، و(منهجية التربية الدعوية)، (الفقه)، (اقتضاء الصراط المستقيم)، و(آفاق الجمال).. هذه الكتب الثمانية استُشهد أبي وهو يطالعها، كما كان لكتابات الإمام "البنا" بالذَّات- مثل الرسائل- حظٌّ وافرٌ من مطالَعات أبِي.


افتخري به

  • أختي في الله.. أرجو أن تكوني فخورةً بالمآل الذي آلَ إليه والدُك كما نراه كلنا، وأنا أرى أن هذا الموقف بدايةَ مرحلة جديدة في حياة الأمة الإسلامية..!!
هذا فخرٌ واعتزازٌ بهذه الشهادة، والحمد لله لم يكن موتُه عاديًا فهو شهيد.. فهي شهادة ترفع رأسَنا ورأسَ الأمة الإسلامية جميعًا للأعلى؛ فهنيئًا لنا هذه الشهادة، وأدعو الله أن يكون الجميع شهداءَ مثلَه.

فلسطين المحتلة 48

نظرة أبي لإخوانه في الداخل أنه كان يرى فيهم العُمق الإسلامي، ويرى فيهم المؤمنين الذين استعصوا على التطبيع، وفشلت أمام إرادتهم وإيمانهم كلُّ محاولات ومؤامرات اليهود باحتوائهم؛ فكان يرى فيهم المؤمنين الصابرين، وكان كثيرًا ما يذهب هناك إلى النَّقب في مهرجاناتهم العامة واحتفالاتهم، وكثيرًا ما كان ينقل إبداعاتِهم وابتكاراتهم إلى قطاع غزة.. كما أن إنشاء أول فرقة إسلامية في غزة كان بعد أن حضر حفلاً هناك في النقب.


مساعدة إخواننا

أرى أن الإخوة في الخارج يستطيعون أن يساعدوا إخوانهم في فلسطين من خلال أمرين:
الأول: أن يحافظوا علي إيمانهم وإيمان ذريتهم في هذه الغربة المليئة بالفِتَن، وأن يكونوا رسلَ خير لإخوانهم في الجالية الإسلامية والمجتمع الذي يكونون فيه، ويوضحوا الصورة الإسلامية وصورة فلسطين وقضية فلسطين لهم.
والثاني: من خلال الإسهامات المالية التي تدعم المقاومة؛ وكما نعلم فإنَّ المؤامرة الآن على تجفيف المنابع المالية التي تمدُّ المقاومين، وإذا وقفت هذه المساعدات ضاقَ الأمر بالمقاومة، والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المصدر