الفرق بين الصفحتين: «الموتى يتكلمون» و«مصر:التحديات الأمنية والإسلامية والسياسية»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
(الفرق بين الصفحتين)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
 
 
سطر ١: سطر ١:
[[ملف:الموتى يتكلمون.jpg|300بك|center]]
'''بقلم : د. شريفة زهور '''


'''بقلم الأستاذ / [[سامي جوهر]]'''
'''[[سبتمبر]] [[2007]]'''


== مقدمة ==


==مقدمة==
تعد [[ مصر]] قوة رئيسية وقوة [[سياسية]] في الشرق الأوسط إلى جانب كونها من أهم الدول التي تتلقى المساعدات المالية الأمريكية من أجل الأغراض العسكرية والاقتصادية، فمصر تمثل أهمية للمصالح الأمريكية في المنطقة من ثلاثة جوانب منها مشاركتها في معاهدة السلام والاتفاقات مع إسرائيل ومشاركتها في حربها على الإرهاب وفي التحول لأمة أكثر [[ديمقراطية]] وازدهارا.


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
وفي هذه الدراسة تقول الدكتورة [[شريفة زهور]] بأن جهود الحكومة المصرية لإحكام سيطرتها علي الوضع السياسي تقوم بإعاقة عملية [[الديمقراطية]].


تناول الكاتب في هذا الكتاب قصة تنظيم [[1965]]م والتي أتهم فيها جماعة [[الإخوان المسلمين]] بعدد من التهم التي لا ترتقى لأن تكون تهم حقيقية بسبب تنافس قوى الصراع من رجال [[جمال عبدالناصر]] في نيل الحظوة لديه والسيطرة على مقاليد وزمام الأمور في [[مصر]] والتحكم في مقدارات الأمور وإرضاء الرفيق السوفيتي حتى ولو كان على حساب أبناء الوطن الشرفاء، ومن ثم انتهزوا فرصة تلفيق قضية ل[[لإخوان]] وزجوا بآلاف الأسماء الذين اعتقلوا في أيام بسيطة وزج بهم في آتون مذبحة لم يشهدها القرن العشرين داخل السجن الحربي وسجن القلعة. وفي هذا الكتاب يوضح الكاتب هذه المذبحة التي تعرض لها [[الإخوان]] والتي بلغت قسوتها أن كتب أحد الضباط الأحرار ورفيق [[جمال عبدالناصر]] وهو[[ كمال الدين حسين]] أن كتب له رسالة يقول له فيها :"اتق الله" من هول ما وصله من أخبار وتعذيب داخل السجون ضد أناس عزل
وباسم الحرب على الإرهاب فإن هذه الجهود ربما لا يمكنها أن تضع حدا لاندلاع العنف المسلح بشكل متقطع والذي عاد للظهور مرة أخرى بعد هدنة عام [[1999]] مع أكبر هذه الجماعات المتطرفة.
ويوضح سامي جوهر في مقدمته هذه المعاني التي تناولها خلال الكتاب فيقول
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله..
وقد توسعت حالة الطوارئ، التي طالما اعتُرِضَ عليها، لتمنح الحكومة المصرية سلطات غير مسبوقة، وقد تطلب هذا العمل تعديلات دستورية صُدق عليها مؤخرا من خلال استفتاء، إلا أن قانون الإرهاب الجديد سوف يعصف بكل هذه الإجراءات.  


لقد عبرنا الهزائم  والسلبيات بكل مرارتها.. وبدأنا نعيش الانتصارات والإيجابيات بكل حلاوتها...
فقد احتجت [[المعارضة السياسية]] على هذه الأفعال التي تقوم بإلغاء بعض التقدم الذي تم إحرازه في السابق مثل مراقبة القضاء للانتخابات وكذلك منع أكبر تنظيم إسلامي ([[الإخوان المسلمين]]) من التحول إلى حزب سياسي كبير.  
عادت إلينا  الكرامة  .. بعد أن عشنا سنوات من الهوان.


عادت إلى نفوسنا الطمأنينة.. بعد أن عشنا سنوات من الخوف.
وكخلفية لفهم هذه الأحداث تقوم الدكتورة شريفة بشرح طبيعة المشكلات المتأصلة في [[التنمية السياسية]] والاقتصادية في [[مصر]] وكيف أن هذه المشكلات تتعلق بالجماعات الإسلامية المسلحة المتعددة التي تظهر بداخلها.  


عادت إلينا الحرية.. بعد أن عشنا سنوات من القيود.
كما أن هذا الشرح وهذه الأزمة الحالية تقوم بتحدي بعض التوصيات النموذجية التي شوهدت في مناقشات نماذج الدولة الفاشلة.  


عشنا الستينات... وكانت نكسات..
ويسر معهد الدراسات الإستراتيجية أن يقدم هذه الدراسة كمساهمة لمناظرة الأمن القومي حول هذا الموضوع الهام.


انتكست فيها وحد [[مصر]] مع [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]]..
== ملخص ==


انتكست فيها تعاليم الدين الإسلامي.. وأصبح المسلم يقتل أخاه المسلم في حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]].
تقدم هذه الدراسة ثلاثة قضايا معاصرة في [[مصر]]: فشل الحكم و [[ التطور السياسي]] ، واستمرار قوة التيار الإسلامي، ومكافحة الإرهاب.  


انتكست فيها الحرية.. حرية الشعب بأكمله... وأغلقت أبواب السجون والمعتقلات على الآلاف من خيرة أبناء الوطن.
ومن السهل تناول هذه القضايا في  [[مصر]] إذا ما كانوا منفصلين ولكنهم على أية حال ليسوا منفصلين أو مستقلين يقومون بالتهديد كظروف حصرية سوف تقود إلى زيادة الأزمة.


انتكس فيها الرجال.. فأطبق فمه وصمتوا أمام كل ما كانوا يشاهدونه من انحرافات واعتداءات وانتهاكات لكرامة الإنسان المصري وآدميته..
فشل نظام الحكم المصري خلال ثلاث مراحل وهم مرحلة الملكية والتجربة الليبرالية ومرحلة القومية العربية ومرحلة الانفتاح المصري للغرب خلال فترتي الرئيس [[السادات]] والرئيس مبارك.  


انتكست فيها العدالة.. وأصبح التمسك بنصوص القانون تخلفا لا يرضى الحاكم ويجب تقويمه.. فقد كان ذبح العدالة فى محاربها هدفه الأكبر.
وبالاشتراك مع مؤسسة عسكرية وأمنية كبيرة في [[ مصر]] فإن هذا الفشل يعني تواصل حكومة سلطوية تعمل وتستخدم أنظمتها الأمنية لمنع أي تحول سياسي مهم.  


وانتكست فيها كل وسائل الإعلام.. أصبح الشعب لا يقرأ فى الصحف والمجلات إلا ما يريده الحاكم له أن يقرأ.. ولا يسمع فى محطات الإذاعة إلا ما يريده الحاكم له أن يسمع.. ولا يشاهد على شاشات التليفزيون إلا ما يريده الحاكم أن يراه..
وينتج عن فشل الحكم مظالم للإسلاميين المسلحين والمعتدلين وكذلك للعديد من المصريين العاديين كما أنه يمنع نمو [[التقدم السياسي]] والمدني.  


نكسات.. ونكسات عاشها شعبنا العظيم ولم يفقده الأمل فى نور فجر جديد..
وقد قامت الحكومة المصرية بعمل هدنة عام [[1999]] مع أكثر الجماعات الإسلامية إزعاجا.  


نكسات.. ونكسات.. أدت إلى النكسة الكبرى في هزيمة [[يونيو]] عام [[1967]]..
وعلى أي حال فقد ظهر العنف مرة أخرى من قبل مصادر إسلامية جديدة مسلحة من العام [[2003]] وحتى العام[[ 2006]].  


والذى يبحث في التاريخ سيجد أن إرادة غير مصرية كانت وراء كل تلك النكسات.. سيجد وراءها بصمات من لون الدم الذى أريق على جبال [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] وفى صحراء سيناء.. أيادى حمراء وراء كل نكسة..
ويتضح لنا من كل ما سبق دور الدولة القوي تجاه الجماعات وهو الدور الذي أدى إلى الهدنة وهو ما امتنعت عنه الدولة الآن لظهور "القاعدية" والتي يمكن أن تنتشر في [[مصر]] والمنطقة بشكل كامل، وبالتالي تقاعست عملية [[التحرر السياسي]] المهمة، وخلال ثلاث أو أربع سنوات، إن لم يكن أقل، سيصبح [[الأمن السياسي]] والاستقرار المصري في خطر، فانتشار السخط الاقتصادي والسياسي يمكن أن يعجل بهذا الخطر.  


الانفصال في [[سبتمبر]] [[1961]] كان وراءه الأيدي السوفيتية التى أرادت أن تلقن الرئيس السابق  [[عبد الناصر]] درسا لمهاجمته النظام الشيوعى في مخازن موسكو لتستخدمه القوات المصرية..
وإضافة إلى ذلك فإن الدعم الشعبي للتيار الإسلامي الحالي يمكن أن يقود إلي حالة من تآكل حالة السلام الحالية إلا في حال تحقيق تسوية سلمية شاملة تجاه الصراع ال[[فلسطيني]] العربي الإسرائيلي وإذا أتت عوامل أخرى إلى الساحة.  


والنكسة الكبرى في [[يونيو]] [[1967]] كانت بتخطيط السوفيت.. هم الذين أشاعوا الحشود الإسرائيلية على حدود  [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]].. وهم الذين شجعوا الحاكم المصرى على دخول حرب لم يكن مستعدا لها .. أوهموه أنهم سيقفون معه وكانوا أول من تخلى عنه..
وهناك ملاحظات وتوصيات حول المستقبل داخل هذه الدراسة وتضم الأفكار التالية:  


وقبل النكسة الكبرى... لفقت القضايا لأداء السوفيت في [[مصر]].. ودخل الصحفى [[مصطفى أمين]] السجن.. وسقط الشهداء من [[الإخوان المسلمين]] في عام [[1965]].. بعضهم شنق بحكم من القاضى  الأوحد الدجوى.. وبعضهم لقى ربه من قسوة التعذيب  قبل المثول به أمام القاضى الأوحد.. وإن كان سيلقى نفس المصير.. لو طال به العمر! ودخل الآلاف منهم السجون بعد ما لاقوه من تعذيب مراكز القوى الذين قدموا إلى القضاء المصرى بعد أن أعاد الرئيس المؤمن [[محمد انور السادات]] للقانون سيادته...
1. يمكن توقع أن يرى صناع القرار السياسي الأمريكي الظهور المتواصل للعناصر الإسلامية المتطرفة في [[مصر]] نظرا لانتشار الأيديولوجية الإسلامية في المنطقة وفشل الحكم والقمع والظلم في تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب وروح الكراهية تجاه السياسات الغربية والإسرائيلية.  


وللإنسان كرامته... وللإعلام حريته... وللمواطن أمنه وللوطن الحبيب أرضه التى احتلتها القوات [[الصهيونية]] فى عهد الرئيس السابق [[عبد الناصر]].
2. يوشك التقدم الاقتصادي أن يقوم في [[ مصر]] ولكن هناك بعض الضروريات لضمان استقرار الشعب.  


وإننى فى هذا الكتاب سأحاول أن أكون منطقيا مع الحوادث والأحداث.. وهو ليس مؤلف بل هو تحقيق صحفى عن قمة النكسات ... انتكاسة الدين الإسلامى فى البلد الإسلامى .. سأروى واكشف التفاصيل .. كل التفاصيل عن مذبحة [[الإخوان المسلمين]] فى عام [[1965]] .. المذبحة التى لم يسبق أن تعرض لمثيل لها [[الإخوان]] منذ نشأة دعوتهم بقيادة زعيمهم الشهيد[[ حسن البنا]] وحتى فى أيام الملكية الفاسدة.. المذبحة التى سقط فيها خمسة شهداء ... وسجن فيها المئات من خيرة الرجال سنوات طويلة حتى أعاد ليحل مكانهم فيها هؤلاء الذين حريتهم.. وخرجوا من السجون ليحل مكانهم الذين كانوا يمسكون بالسياط فى العهد الماضى يلهبون بها طهورهم وينتهكون بها كرامتهم وآدميتهم.. معتقدين أن لدينا لهم.. وأنهم عن جرائمهم لنم يحاسبوا.. ناسين أن الله يمهل ولا يهمل... وعلى الباغى تدور الدوائر... وفى التاريخ عظة... ولكن الطغاة دائما لا يتعظون...
3. يحتاج صناع [[القرار السياسي]] لمعرفة قوة التيار الإسلامي في [[مصر]] وأن يعرفوا أن إضفاء الشرعية واحتواء الإسلاميين المعتدلين – وهو التوجه القائم في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] – ربما يكبح الإسلاميين المتطرفين ويمنع سخط العامة.  


4. بينما تعهدت [[ جماعة الإخوان المسلمين]] في [[مصر]] بالعدالة تجاه الفلسطينيين قام التنظيم بأكمله بالتحول إلى عدد من القضايا الأخرى.


'''<center>[[سامي جوهر]] </center>'''
وربما لا يكون من الحكمة دعم الهجمات الحكومية على هذه الجماعة بسبب هذه القضية أو تبني [[الديمقراطية]] في حال إقصاء العناصر الإسلامية فقط. 


</div><noinclude> </noinclude>
5. يجب أن يدرك صناع القرار أن [[مصر]] سوف تشهد نقطة تحول سياسي بحلول العام [[2011]]، إن لم يكن قبل ذلك.


==الباب الأول==
6. يجب أن يقوم صناع [[القرار السياسي]] الأمريكي بتعليم أنفسهم أشيئا عن التأثيرات الثانية لتحول [[الاقتصاد]] المصري وخطط التنمية، فيجب عليهم أن يقوموا بتشجيع الحكومة المصرية لإصلاح التعليم العام والرعاية الصحية بشكل تام وإتاحة وسائل للمواطنين للمشاركة في القرارات التي تعتمد على توافق المجتمع، كما يجب إيجاد ثقافة أكثرَ مدنية.


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
7. يجب أن يصر صناع القرار الأمريكي على أن الحكومة المصرية تضمن الحقوق الإنسانية والسياسية للمواطنين وإنهاء استخدام وسائل التعذيب والانتهاكات الجسدية المخالفة للقانون والاعتقالات العشوائية وإعادة المراقبة القضائية علي العملية الانتخابية، فسوء المعاملة للمعارضة السياسية والسجناء والعنف أثناء الانتخابات والأفعال الشاذة التي صاحبت الانتخابات الأخيرة ليس لها مكان في  [[مصر]] حرة و[[ديمقراطية]].


* تمهيد
8. يجب على صناع [[القرار السياسي]] الأمريكيين أن يكونوا على دراية بالكره المصري للرؤى الأمريكية التي تعبر عن الإسلام والمسلمين في "الحرب على الأفكار"، ثم إن معاملة المسلمين المصريين كما لو كانوا مصدرا للحرب على الإرهاب بدلا من كونهم محالفا في هذه الحرب يعد أمرا غير بناء.  
* بداية النكسات...
* السوفيت... ونكسة الانفصال
* قلب فأر... وصوت أسد
* السوفيت.. وحرب اليمن
* السوفيت... والقضايا الملفقة.


9. يجب أن لا يتم إقصاء أو إبعاد المصريين أنفسهم عن المناقشات التي تدور حول مكافحة الإرهاب أو مستقبل الشرق الأوسط والتي تأخذ مكانها في مرحلة صناعة [[السياسة]] الأمريكية.


===تمهيد===
10. يجب أن يأخذ صناع [[القرار السياسي]] الأمريكيين في الاعتبار نقد عام [[2006]] حيال المساعدات العسكرية الأمريكية التي قدمت لمصر ومطالب الإصلاح السياسي ووقف دعم مسلحي [[غزة]] بتصديق من قبل الكونجرس عام [[2007]] والمتعلق بحصة قدرها 200 مليون دولار من هذه المساعدات.


مات [[عبد الناصر]].. الرئيس السابق ل[[مصر]].. فى [[سبتمبر]] عام [[1970]].. واختلفت الآراء فى وصف أيام حكمه... البعض يترحم عليها ويتمنى أن تعود... , قلة ضئيلة من أبناء الشعب المصرى .. والبعض يدعو الله ألا يأتى ل[[مصر]] رئيس مثله أبدا... وهى الأغلبية التى تعيش على حب [[مصر]] وتتمنى لها الخير..
فالحجم الكبير لقوات الأمن في[[ مصر]] (مليون رجل أمن) بالاشتراك مع الجيش واقتصاده السياسي يتطلب تكرار إعادة النظر وبالتحديد مع فهم [[السياسة]] الخارجية الإقليمية لمصر.  


وللتاريخ .. فإن الرئيس المؤمن [[أنور السادات]] استطاع بكلمات موجزة جداً أن يصف فيها أيام [[[جمال عبد الناصر]].. قال يوم 26 [[يوليو]] سنة [[1976]] أمام أعضاء هيئات التدريس بجامعة [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] " أن كانت كلها هزائم وسلبيات .. السبعينات بداية انتصارات وإيجابيات".
فمحاولات ربط المساعدات العسكرية بالسياسات الداخلية المصرية قد أغضب المسئولين المصريين.


وهى الحقيقة الكاملة وذلك بعد حذف الشهور التسعة من العام الأول فى السبعينات التى كان فيها  [[عبد الناصر]] ما زال رئيسا.
وقد أٌعلن عن خطة لعشرة سنوات جديدة من المساعدات العسكرية في نهاية [[يوليو]] [[2007]].  


كانت الخمسينات انتصارات وإيجابيات لأن [[عبد الناصر]]  لم يكن يحكم  بمفرده طول الوقت.. كان يشاركه فى الحكم الأخوة الذين خرجوا معه ليلة 23 [[يوليو]] يتفانون فى خدمة وطنهم ... كل فى مجاله.
وعلى أي حال فإن ارتباط المساعدات بالإصلاح يمكن أن يظهر مرة أخرى في المستقبل.


كان هناك [[السادات]] يحاول ارساء أخلاق القرية فى الاتحاد القومى... وقواعد الدين الإسلامى عن طريق المؤتمر الإسلامى... وإطلاق حرية الكلمة عن طريق إشرافه على جريدة الجمهورية.
== نظرة شاملة ==
تقدم هذه الدراسة ثلاثة قضايا في [[ مصر]] المعاصرة: فشل الحكم والتطور السياسي، والقوة المتواصلة للتيار الإسلامي، ومكافحة الإرهاب.  


كان هناك البغدادى و وعصاه السحرية ينفذ المشاريع ويشق طريق الكورنيش ثم يحاول ان يرسى قواعد الديمقراطية السليمة فى أول مجلس للأمة فى عام [[1957]] عن طريق رئاسته له.
ومن السهل تناول هذه القضايا ي [[مصر]] إذا ما كانوا منفصلين ولكنهم على أية حال ليسوا منفصلين أو مستقلين يقومون بالتهديد كظروف حصرية سوف تقود إلى زيادة الأزمة.


كان هناك [[كمال الدين حسين]] يحاول أن يصلح من شئون التعليم ويدق ناقوس الخطر ويطالب الإهتمام بالتعليم الفنى وليس فقط التعليم الجامعى.. ويحاول النهوض بالبلاد وقت أن كان وزيرا للتعليم ثم رئيسا للمجلس التنفيذى.
فشل نظام الحكم المصري خلال ثلاث مراحل هي مرحلة الملكية والتجربة الليبرالية ومرحلة القومية العربية ومرحلة الانفتاح المصري للغرب خلال فترتي الرئيس [[السادات]] والرئيس مبارك.  


وكان هناك [[زكريا محيى الدين]] و[[عبد الحكيم عامر]] و[[صلاح سالم]] و[[حسين الشافعى]] و[[جمال سالم]] و[[حسن إبراهيم]].. كل منهم فى مجاله إيجابياته أكثر بكثير من سلبياته.. وحتى السلبيات كانت  تقع من بعضهم بحسن نية..
وبالاشتراك مع المؤسسة العسكرية والأمنية الكبيرة في [[مصر]] فإن هذا الفشل يعني تواصل حكومة سلطوية تعمل وتستخدم أنظمتها الأمنية لمنع أي تحول سياسي هام.  


وكانت الانتصارات فى الخمسينات..
ويتسبب فشل الحكم في مظالم للإسلاميين المسلحين والمعتدلين وكذلك للعديد من المصريين العاديين كما أنه يمنع نمو التقدم السياسي والمدني.  


تم تحرير الفلاح المصرى من ذل العبودية والإقطاع دون إراقة نقطة دم واحدة أو تعذيب أحد..
وقد قامت الحكومة المصرية بعمل هدنة عام [[1999]] مع أكثر الجماعات الإسلامية إزعاجا.  


تم جلاء المستعمر البريطانى من الأراضى المصرية.
وعلى أي حال فقد ظهر العنف مرة أخرى من قبل مصادر إسلامية جديدة مسلحة منذ العام [[2003]] وحتى العام [[2006]].  


ثم استرداد قناة [[:تصنيف:إخوان السويس|السويس]] وأصبحت تديرها الخبرة المصرية بكفاءة اذهلت الأعداء الأصدقاء.
وكل ما سبق يبين لنا دور الدولة القوي حيال الجماعات وهو الدور الذي أدى إلى الهدنة وهو ما امتنعت عنه الدولة الآن لظهور "القاعدية" والتي يمكن أن تنتشر في [[مصر]] والمنطقة ككل.  


صمدت [[مصر]] أمام قوات العدوان الثلاثى  فى عام [[1956]] ولم تستسلم رغم احتلال قوات العدوان بور [[:تصنيف:إخوان بور سعيد|بور سعيد]].. ثم حولت هزيمتها إلى نصر...
وبالتالي فقد تقاعست عملية [[التحرر السياسي]] المهمة وخلال ثلاث أو أربع سنوات، إن لم يكن أقل، سيصبح [[الأمن السياسي]] والاستقرار المصري في خطر، فانتشار التدهور [[الاقتصادي]] والسياسي يمكن أن يعجل بهذا الخطر.  


رفعت [[مصر]] شعار القومية العربية والوحدة العربية... وتحققت الآمال.. وتمت أول وحدة شاملة بين [[مصر]] و[[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] فى سنة [[1958]]... وانضمت إلى الدولة الجديدة [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] أيام كانت فى حكم الإمام أحمد...
وإضافة إلى ذلك فإن الدعم الشعبي للتيار الإسلامي الحالي يمكن أن يقود إلي حالة من تآكل وضع السلام الحالي إلا في حال تحقيق تسوية سلمية شاملة تجاه الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي أو ظهرت عوامل أخرى على الساحة.


تزعمت [[مصر]] كتلة عدم الانحياز... احتلت مكانتها بين دول العالم ...رافعة شعارها  نعادى من يعادينا.. ونصادق من يصادقنا.. وكانت صديقة للسوفيت... وصديقة للأمريكان فى نقس الوقت... ووقفت الدولتان وراءها فى العدوان الثلاثى ضد الدول الثلاث.
== الفاعلية المصرية في الشرق الأوسط الجديد ==


دخلت [[مصر]] ميدان الصناعة.. بدأـ تشيد السد العالى ..
بمجرد فحص ما لا يعرفه صناع [[القرار السياسي]] الأمريكي والأمريكيين عامة؛ فإننا نستطيع البدء في شرح ضرورة وضع [[مصر]] في الاعتبار.  


انتصارات على طول الخط.. وإن لم تخل الخمسينات من بعض السلبيات.. سلبيات  لم يشارك فيها زملاء  [[عبد الناصر]].. وإنما كانت بتخطيطه هو وبعض المتسلقين من رجال الصف الثانى..
ويجب أن نقوم بشرح؛ لماذا على الأمريكيين أن يكونوا أكثر دراية في الوقت الذي اقتربت فيه [[مصر]] من أن تصبح غير معروفة في وسائل الإعلام الأمريكية إلا بكونها بلد المومياء وأهرامات [[:تصنيف:إخوان الجيزة|الجيزة]] العظيمة.  


كانت هناك أزمة [[مارس]] لسنة [[1954]].. كان الشعب يريد عودة الديمقراطية والحياة النيابية.. وكان[[ عبد الناصر]] لا يريد وحرك [[عبد الناصر]] المظاهرات بتدبير منه.. كما استعان برجال البوليس الحربى ورجال[[ مجدى حسنين]] فى مديرية التحرير تطالب بعدم عودة الحياة النيابية... ونجحت خطته.
فالتطور السياسي والاستقرار المصري في سياق الحرب العالمية على الإرهاب والصراع العربي الإسرائيلي يجب أن يكون ضمن اعتبارات صناع [[القرار السياسي]] الأمريكي والأمريكيين اليوم وفي المستقبل.  


===بداية النكسات===
ويجب على الأقل وضع ظهور التطرف الإسلامي في [[مصر]] مرة أخرى والاستقرار ومستقبل النظام في الاعتبار. فمن غير المتوقع أن يكون الرئيس مبارك (البالغ من العمر 79 عاما، وهذه هي الفترة الرئاسية الخامسة له) في منصبه في العام [[2011]].


وجاءت الستينات.. ومنذ عامها الأول كانت تحمل الهزائم والسلبيات... والنكسات... كانت أولى الانتكاسات فى عام [[1960]] هى صدور ما سمى وقتئذ بقانون الصحافة... وآلت ملكية الصحف إلى الاتحاد القومى... التنظيم الشعبى الوحيد فى البلاد... كانت مبررات الرئيس السابق وقتئذ فى إصدار هذا القانون هو تحرير الكلمه من سيطرة أصحاب الصحف.. وتحرير الصحفيين من تبعيتهم لملاك الصحف... ولم تكن تلك الحقيقة أو الهدف... وإنما كان هناك سببان رئيسيان لتنظيم الصحافة...
ومن الواضح أن عددا كبيرا من المصريين لن يوافق على أي شخص يقوم بتعيينه مبارك أو حتى من قبل الجيش هذه الطبقات التي سيطرت على منصب الرئيس منذ نهاية الملكية في عام[[ 1952]].  


'''السبب الأول:'''
كما أن هذا الاحتجاب المصري لا يمثل قضية داخل الشرق الأوسط حيث أن الإعلام العربي الإقليمي والشعوب العربية ينظرون بعين الاعتبار للأحداث في [[مصر]].


أن تكون الصحافة خاضعة تماما للحاكم الذى كان رئيسا للإتحاد القومى... فيستطيع أن يعزل من يشاء من أصحاب الصحف وكانوا هم رؤساء التحرير.. ويعين من يشاء من أهل الثقة مكانهم... ونفس الشىء بالنسبة للصحفيين.
فعلى سبيل المثال يقوم المراقبون في المنطقة بالمتابعة وقراءة الافتتاحيات عن الإضرابات ومظاهرات العمال التي وقعت في [[ديسمبر]] [[2006]] والهجمات غير المسبوقة على النساء في الشوارع في عيد الفطر في [[أكتوبر]] [[2006]] وكذلك احتجاج القضاة واحتجاج أتباع [[الإخوان المسلمين]] واحتجاج المصوتين وهجمات الإسلاميين المتطرفين في منتجعات شبه جزيرة سيناء وظهور حركة كفاية السياسية.  


'''السبب الثانى:'''
ولا يقوم الأمريكيون بمتابعة هذه المشاهد، وبينما وعى صناع القرار مثل هذا من خلال تقارير أخرى فإنهم لم يواجهوها ومن ثم تمت السيطرة عليهم من قبل التغطية الإعلامية.


فقد كان للانتقام من مصطفى و[[على أمين]] صاحبى دار أخبار اليوم بسبب خطأ قد يكون مقصودا أو غير مقصودا.. فقد صدرت جريدة " الأخبار" فى أحد أيام شهر [[فبراير]] سنة [[1960]] وكان [[عبد الناصر]] وقتئذ فى رحلة لزيارة الهند و[[:تصنيف:الإخوان فى باكستان|باكستان]].. فى نفس الوقت كانت أجهزة الأمن تتعقب مجرما اسمه [[محمود أمين سليمان]] أطلقت عليه الصحف لقب السفاح ولقى مصرعه... وكانت عناوين الجريدة فى ذلك اليوم هى...
ويعرف العديد من الأمريكيين أن [[:تصنيف:الإخوان في السعودية|السعودية]] كانت من بين الدول المنفذة لأحداث 11[[ سبتمبر]] [[2001]]، وربما لا يكون هناك علم بأن أحد المنظمين لهذه الهجمات، [[محمد عطا]] ، كان مصريا وأن المتحدث الرئيسي للقاعدة، [[أيمن الظواهري]] ،[[ مصري]].  
(مصرع السفاح عبد الناصر فى كراتشى).


واعتبر [[عبد الناصر]] أن وضع العناوين بهذه الصورة أمر مدبر لوصفه بأنه سفاح وأنه يحمل أمنية صاحبى الدار فى مصرعه وخاصة بعد أن بدأت الهمسات تتردد فى الأوساط كلها عن مذابح تتم خلف أسوار السجون.. كمذبحة [[الإخوان المسلمين]] فى داخل ليمان طرة والتى استشهد فيها 17 من المساجين فى قضايا [[الإخوان]] عام [[1954]].
فإذا كان هذا هو كل ما يعرف عن الاتصالات المصرية مع المسلحين فإن الأمريكيين ربما يستفيدوا من الفهم الأكثر تفصيلا للبلدان الإسلامية والعربية والأفريقية حيث يظهر التيار الإسلامي المتطرف ويتراجع ويعود مرة أخرى للظهور ويتعايش الفقر مع المشاريع الفعالة وتقوم المنظمات غير الحكومية للمشاريع الاجتماعية بتدوين الملاحظات حول العولمة.


ونسى [[عبد الناصر]] أن [[مصطفى أمين]] أحد صاحبى الدار, وقد غامر بحياته أيام العدوان [[1956]] واستقل طائرة بمفرده حلقت به فى سماء [[مصر]] التى كانت مليئة بطائرات الأعداء ليجوب عواصم العالم حتى أمريكا ومعه مجموعة من الصور عن آثار العدوان ليكشف للعالم كله الوحشية والجرائم التى ترتكبها قوات العدوان الثلاثى ضد الشعب المصرى.. وذلك من خلال مؤتمرات صحفية كان يعقدها  فى تلك العواصم..
== [[مصر]] من الناحية الأمنية ==


وكشفت الأيام بعد ذلك حقيقة نوايا [[عبد الناصر]] من قانون تنظيم الصحافة.. إذا تولى رئاسة التحرير فى كل الصحف من ليست له علاقة بالصحافة باستثناء جريدة الأهرام التى كان يرأس  تحريرها الصحفى [[هيكل صدقى عبد الناصر]] وأحد أسباب نكبة [[مصر]] كما وصفه لى [[كمال الدين حسين]] فى لقاء  لى معه..
يجب على صناع [[القرار السياسي]] الأمريكي أن يعيروا اهتماما خاصا لمصر للأسباب التالية:


ولم يقتصر الأمر على رؤساء التحرير.. بل تعرض عدد من الصحفيين للتشريد والفصل.. ونقل البعض للعمل فى مؤسسات لبيع الأحذية أو اللحوم أو الملابس ... وحل محلهم أبعد الناس عن الصحافة... كان هناك صول فى الجيش يتحكم فى مؤسسة أخبار اليوم... وكل مؤهلاته أنه موضع ثقة [[كمال رفعت]] المشرف على المؤسسة... كان هناك المكوجى الذى يشرف على إنتاج المحررين ... ومؤهلاته أنه شيوعى حكم عليه بالسجن فى قضية شيوعية.
أولا: المخاطر الأمنية الموجودة في[[ مصر]] في الوقت الحالي، وتضم تهديدات لاستقرارها الداخلي ولمعاهدة السلام مع [[مصر]] وللدول الأخرى في الشرق الأوسط وربما تهدد دول الجوار في الجنوب مثل [[:تصنيف:الإخوان في السودان|السودان]].  


وكان قانون تنظيم الصحافة أول انتكاسة الستينات ضاعت الحرية من أقلام الكثيرين من الصحفيين.. أصبح أغليهم يخاف أن يكتب كلمة الحق فيجد نفسه مفصولا إن كان سعيد الحظ أو معتقلا.. واحترم البعض القليل جدا من أمثال [[جلال الدين الحماصى]] و[[إحسان عبد القدوس]] شرف الكلمة وابتعدوا عن ميدان الصحافة تماما... واضطر البعض أن يكتب غير ما يؤمن به حفاظا على لقمة العيش... وظلت تلك الصحافة طوال الستينات ... وحتى شهر [[سبتمبر]] سنة [[1970]] عندما رحل [[عبد الناصر]] إلى الآخرة... ,وعادت للصحافة حريتها وللصحفيين مكانتهم.
ثانيا: أن الدولة قد اعتبرت مثالا للدولة الفاشلة أو دولة على وشك الفشل.  


===السوفيت.. ونكسة الانفصال=== 
ويقول المتخصصون المصريون أن هذا توسع غير ملائم لنموذج الدولة الفاشلة؛ فهو نموذج أفضل حالا من ظروف دولة مثل أفغانستان.  
كانت [[مصر]] و[[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] قد اتحدتا فى دولة واحدة هى الجمهورية العربية المتحدة.. كانت أول وحدة شاملة تتم بين بلدين عربيين .. وكان ذلك فى [[فبراير]] عام [[1958]].. أى فى الخمسينات.. أيام الانتصارات والإيجابي
وفجأة.. وفى يوم الخميس 28 [[سبتمبر]] سنة [[1961]] قامت قوات من الجيش السورى وكان يطلق عليه اسم الجيش الأول بحركة انفصالية... واحتلوا  مبنى إذاعة دمشق بل وحاصروا المشير [[عبد الحكيم عامر]] الذى كان موجودا فى ذلك الوقت بدمشق وطالبوه بتوقيع بيان يتضمن اعترافا بأخطاء فى الحكم وتعهدا بإصلاحها... ورفض المشير فوضعوه فى طائرة وأعادوه إلى [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] وكان الانفصال أول صدمة حقيقية تلقاها الرئيس السابق [[عبد الناصر]] منذ انفراده بحكم البلاد... كما كانت الوحدة هى بداية شعوره الداخلى بزعامته التى لا تقهر وانفراده بالحكم..


ومن جنون الرئيس السابق عندما جاءته أنباء الحركه الانفصالية ... توجه إلى مبنى الإذاعة فى الصباح.. وأذاع بيانا أخفى فيه كعادته عن الشعب حقيقة الأوضاع.. أوهم الشعب كما كان يوهم نفسه أن الحركة تقوم بها قوة صغيرة من الجيش سيتم الانتصار عليها... وكانت تلك أول مرة منذ أن أصبح حاكما يتوجه فيها إلى مبنى الإذاعة ليذيع بيانا.. فقد كانت أجهزة الإرسال تنقل إليه.. ولا ينتقل إليها..
وعلى كل حال فإن مظهر الدول الضعيفة التي تمثل مركز مذهب الجرب العالمية على الإرهاب التي تقودها أمريكا هو ما تتوافر فيها ظروف الفشل سواء كان عدم القدرة على الحكم أو غياب الحكومة أو ضعف الحكومة الذي يؤدي لنمو الجماعات الإرهابية ومعدل تسلح التيار الإسلامي الموجود في [[مصر]].  


وعاش [[عبد الناصر]] على أمل أن تفشل الحركة الإنفصالية.. ومرت الأيام وبدأت الحركة التى تزعمها [[مأمون الكزبرى]] بمعاونة ضباط فى مكتب المشير نفسه تثببت أقدامها.. وأيقن [[عبد الناصر]] أن [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] ذهبت. فأعلن يوم 5 [[أكتوبر]] فى بيان يحاول به أن يكسب عطف الشعب السورى أنه ليس من المحتم أن تبقى [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] قطعة من الجمهورية العربية المتحدة ولكن من المحتم أن تبقى [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] وتضاربت الأقوال  عمن كان وراء لحركة الإنفصالية... وهل هو الغرب فى المخابرات البريطانية.. أم الشرق ممثلا فى الاتحاد السوفيتى.. كل أجهزة الإعلام كانت تردد الحركة الانفصالية حركة رجعية استعمارية دبرها رجال المخابرات البريطانية... ولكن [[عبد الناصر]] كان يعلم أنها من تدبير السوفيت وحدهم.. ويعلم أنهم استطاعوا أن يشتروا زعماء البعث السورى... وزعماء البعث السورى دائما مستعدون أن يبيعوا مبادئهم فى سبيل مصالحهم الشخصية..
كما أنني أقول بأن المشكلات المتنامية والحكومة الفقيرة تمثل أهمية في نمو التسلح الإسلامي ولكنها لا تمثل الأسباب الوحيدة لظهوره.  


وللتاريخ فإن [[عبد الناصر]] كان يعلم بذلك وإن أخفاه حتى عن إخوانه... كان يعلم أن السوفيت أرادوا بهذه الحركة تأديبه لأنه يهاجم الحكم الشيوعى فى [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]] ويشهر بحكم [[عبد الكريم قاسم]].. ولأنه أيضا اعتقل جميع الشيوعيين فى [[مصر]] ليلة رأس السنة عام [[1959]] ولفق لهم القضايا للرد على تغلغل الشيوعية فى [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]] ومحاولة السوفيت مساندة [[عبد الكريم قاسم]] ليكون منافسا له فى زعامة المنطقة العربية.  
وسوف نثبت هذا في المناقشات التي ستجري فيما بعد.  


وكشفت الصحف الأجنبية تلك الحقيقة وقتها.. فقد نشرت جريدة الديلى ميلر البريطانية يوم 30 [[سبتمبر]].. أى بعد الحركة الانفصالية بيومين تحت عنوان" الشيوعيين يربحون من الحركة الانفصالية  فى [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]]" أما نص الخبر فهو أن نفوذ الرئيس [[جمال عبد الناصر]] فى [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] كان حصنا منيعا يقف فى طريق الشيوعيين فى هذا الجزء من العالم  وأن الذين سيجنون كل الفوائد من وراء الحركة الانفصالية هم السوفيت.


وتأكد ما نشرته صحيفة الديلى ميلر.. فإن الاتحاد السوفيتى لم يصدر أى بيان عن الحركة الانفصالية سواء بالتأكيد أو بالتهديد .. وكان الأمر يهمه فى شىء.. ثم كان من أوائل الدول التى تعترف بالحركة الانفصالية قبل أمريكا ودول الغرب.. وتبعته فى الاعتراف جميع الدول الشيوعية... كما أن [[خالد بكداش]] زعيم [[الحزب الشيوعى السورى]] الذى كان نفى نفسه فى الخارج منذ قيام الوحدة أعلن عن عودته إلى دمشق وأنه يعرض خدمات الشيوعيين على [[مأمون الكزبرى]] لتوطيد حكمه... وجاء الإعلان الصريح بعد ذلك من خروشوف نفسه فى خطاب ألقاه يوم 17 [[أكتوبر]] تضمن أن الاتحاد السوفيتى سوف ينمى علاقاته الاقتصادية مع [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] التى انفصلت عن [[مصر]].
== دولة فاشلة أم تسعى للفشل؟ ==
في أغلب الأحيان لا يكون تعبير الدول الفاشلة مقدما من قبل المتخصصين المصريين أو المتخصصين في الشرق الأوسط أو تأتي من داخل العالم العربي أو الإسلامي باستثناء المجاهدين الإسلاميين المسلحين الذين يتهمون حكوماتهم المسلمة بالفشل في واجباتهم الإسلامية.  


===قلب فأر وصوت أسد===
وخلال أعمال المتخصصين في المنطقة تم استبدال مفهوم "'''الدولة الفاشلة'''" بشكل آخر مختلف وشامل حول [[التطور السياسي]] والاجتماعي الاقتصادي، ويرجع هذا إلى أن [[مصر]] ببيروقراطيتها الكبيرة وعدد سكانها الكبير وتطور مشكلاتها لم تفشل أبدا في أن تكون موجودة أو أن تقع في خضم ثورة.


تأكد [[جمال عبد الناصر]] أن السوفيت أصبحوا قوة فى المنطقة وأنه بدونهم أصبح صفرا.. أنه استطاع أن يقضى على الملكية فى [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]] وأن تقوم داخلها ثورة بعد عدة خطب ألقاها عقب إعلان الوحدة مع [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] هاجم فيها ملك [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]] وولى عهده الأمير عبد الإله.
أما ثورة[[ 1919]] فقد كانت احتجاجا شعبيا وثورة [[1952]] فقد كانت انقلابا عسكريا.  


... [[ونورى السعيد]] رئيس وزرائه.. قامت ثورة [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]] بعد شهور من تلك الخطب.. ولكنه ظل يهاجم نظام الحكم الشيوعى فى  [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]] منذ [[ديسمبر]] عام [[1958]]... ولم تحدث ثورة...
فأي تكهناك داخل هذه الفوضى والجو النفسي الفاسد والآمال الخالدة والأسلوب المعقد الذي تتخذه الأحداث السياسية والسلطة يمكن أن يتم منعه إذا ما طبق النموذج الغربي الحالي للدولة الفاشلة.  


وأحس [[عبد الناصر]] بعد الانفصال بالخطر على زعامته ل[[مصر]] نفسها.. أصبح يحمل  بين ضلوعه قلب فأر.. وإن كان مازال يحتفظ بصوت الأسد.. وبدأ مستعدا لأن يعمل أى شىء للإبقاء على نفسه رئيسا للجمهورية.. أى شىء مهما كان.
أما الفشل في هذا البناء الغربي الحكومي غير الأكاديمي فيكون متمثلا في الفشل في وظائف التخطيط والتوزيع المصرية وإعاقتها للمشاركة السياسية وهو ما يعزز الاضطراب وكذلك الهيكل الضخم لقواتها الأمنية وبذلك سوف يستمر اللجوء إلى الإرهابيين.  


كان يحس أنه كما انفصلت [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] عن [[مصر]] فإنه من السهل أن يستيقظ فى صباح أى يوم فلا يجد نفسه رئيسا.. وغيره يتولى .. ويهوى الزعامة ويعشقها منذ أن كان تلميذ فى الثانوى.. ولا يقبل أن تكون نتيجة أى استفتاء على رئاسته للجمهورية أقل من 99,98%.
ولا يعني هذا أن الغرب لا ينقصه شيء أو أن[[ مصر]] قد فقدت أي احتمال لتصبح [[ديمقراطية]]، فبكل تأكيد لم يزل الفقر في أمريكا لمدة طويلة ينبه أن الوظائف التوزيعية الأمريكية تحتاج أن تصير أفضل وقد نبه إعصار كاترينا الأمريكيين إلى مثل هذه الحقيقة.  


وبدأ صوت [[عبد الناصر]] يخفت فى مهاجمة الحكم الشيوعى فى [[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]].. والذى يراجع الصحف والمجلات التى صدرت بعد الانفصال  يجد أن الهجوم اختفى تماما.. بينما كانت عناوين الصحف فى نفس يوم الانفصال تحمل أنباء كاذبة عن قيام [[عبد الكريم قاسم]] والشيوعين بقتل مئات المواطنين ب[[:تصنيف:الإخوان فى العراق|العراق]].
ولكن [[مصر]] ما زالت بعيدة عن النموذج المثالي الموجود في الحكومات الأخرى في الشرق الأوسط ليس فقط في فشلها في أمور متفرقة ولكن في مفاهيم أخرى للحكم.  


وأحس السوفيت بذلك.. وبدأ [[عبد  الناصر]] يمد يده من جديد لمصافحة خروشوف.. ولم يرفض الزعيم السوفيتى.. وبدأت العلاقات المصرية السوفيتية تتخذ مسارا جديدا.. مسار لا يعلن  للشعب ولكن يتم فى الخفاء.. والذى بتتبع خطوات السياسة المصرية بعد الانفصال لابد أن يلحظ أن البلاد بدأت تتجه إلى كل شىء سوفيتى.. ولم تنته سنة [[1962]] إلا وبصمات السوفيت كانت واضحة تماما على صفحات الحكم فى [[مصر]].. قفز [[على صبرى]] رجل السوفيت الأول فى [[مصر]] إلى منصب رئيس المجلس التنفيذى وهو المجلس الذى حل محل مجلس الوزراء... ولأن عبد الناصر تخلية عن الإنفراد بالسلطة وتشكيله مجلسا للرئاسة يضم جميع من بقى من أعضاء مجلس الثورة على  وفاق معه وأضاف لهم [[على صبرى]] رجل السوفيت الأول وكان المتحدث بلسان المجلس و[[كمال رفعت]] وهو لا يقل فى الولاء للفكر الشيوعى عن رئيسه [[على صبرى]] وشريكه فى عمليات تعذيب [[الإخوان المسلمين]] عام [[1954]]... ولم تكن تلك هى النية الحقيقية للرئيس السابق.. بل كان الهدف من وضع زملائه فى مجلس الرئاسة هو سلبهم المشاركة فى  الحكم وإبعادهم عن تولى المناصب الوزارية... كان  الهدف من مجلس الرئاسة انه أعلى سلطة فى البلاد هو الذى يلاسم السياسة ويصدر القوانين.. وبعد جلسات قليلة اكتشف أعضاء المجلس أنهم ليسوا سوى ستار ولا يعرض عليهم شىء هام أبدا.. بل كانوا يفجأون بقراءة القوانين والقرارات التى يصدرها [[عبد الناصر]] فى الصحف دون المشاركة فى مناقشتها.. واستقال البعض وابتعد وبقى البعض لا يعارض..ز وكان موقفه ذلك منتهى الحكمة ..فلو كان عارض لقصاه [[عبد الناصر]].. وبذلك كان يخلو الميدان لمعاوينه من رجال السوفيت أمثال [[على صبرى]].. وهى حكمة تجنى ثمارها انتصارات حاليا...
وفي الغالب يطرح مفهوم الدولة الفاشلة تفسيرا للإرهاب وخاصة الإرهاب الإسلامي ليشمل الإرهابيين وعناصر القاعدة الذين أتوا من [[مصر]] إلى جانب العنف الإسلامي الذي ظهر منذ السبعينيات إلى [[1999]] والعنف المتقطع منذ عام[[ 2003]].  


===السوفيت... وحرب اليمن===
كما أن العديدين ممن يؤيدون فكرة الدولة الفاشلة يعرفون تطور فكرة التطرفية الإسلامية والإرهاب إلى أن تصبح جهادا عالميا.  


اهتزت زعامة [[عبد الناصر]] للعالم العربى بعد الحركة  الانفصالية .. بدأ وزراء سوريون أيام الوحدة يكشفون للرأى العام العربى حقيقته.. وتعرض لهجوم قاس فى اجتماعات مجلس الجامعة العربية التى عقدت فى شتورا ب[[:تصنيف:الإخوان فى لبنان|لبنان]] فى [[أغسطس]] عام [[1962]] لبحث شكوى [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] من تدخل [[عبد الناصر]] فى شئونها الداخلية.. ولم يستطيع [[عبد الناصر]] ان يرد على الحملة التى أدراتها [[:تصنيف:الإخوان فى سوريا|سوريا]] ضده فأعلن انسحاب الجمهورية العربية المتحدة من الجامعة العربية يوم 28 [[أغسطس]] سنة [[1962]].
وهذا التطرف الحالي والإرهاب الذي سبق الحركة الإسلامية المعاصرة (ويرجع في الحقيقة إلى قرون مضت) لم يتم التطرق إليه كثيرا، ويمكن وصفه بأنه طريق مسلح دائم للتيار الإسلامي أو بالتحديد سلوك مدمر لبعض العيوب في الإسلام أو الدين أو الثقافة الإسلامية أو حضارتها.  


وبدأت الأحداث فى العالم العربى تجرى ملاحظة متلاحقة.. وفى يوم 19 [[سبتمبر]] سنة [[1962]] أعلن نبأ وفاة الإمام أحمد أمام [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] فجأة وتولى ابنه الأمير البدر الحكم..
فالتيار الإسلامي والتسلح الإسلامي قد تطورا بالتغير الكبير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي طالت انجلترا وفرنسا وألمانيا وأماكن أخرى.  


وفى يوم 27 [[سبتمبر]] قامت ثورة [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] وأعلن الثوار أنهم قتلوا الأمير البدر.. وأنهم قاموا بثورتهم لتخليص البلاد من الحكم الرجعى.
وربما نحتاج إلى الفحص الدقيق للأسباب الأيديولوجية والمادية لهذه الأحداث ومن ثم نبقي علي اتصال بالتحول الإستراتيجي لمثل هذه الجماعات العديدة.


ووجدها [[عبد الناصر]] فرصة لاسترداد زعامته وأعلن تأييده المطلق للثورة اليمنية ومسندتها وخاصة بعد ما أشيع أن [[:تصنيف:الإخوان فى المملكة العربية السعودية|السعودية]] تقاوم الثورة وتحاول رشوة مشايخ القبائل [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] بالذهب لمناهضتها وإعادة الملكية إليها.. واستشار الاتحاد السوفيتى.. ووجد التأييد الكامل له.. بل والمساعدة فى التورط عسكريا.. فقد أرسلوا إلى [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]].. وكانت [[مصر]] لا تمتلك الأسطول الجوى الكافى لنقل القوات بسرعة..
ولتوضيح أكثر فإن مثل هذا التسلح لا يمثل العقبة الوحيدة أمام [[التطور السياسي]] والاقتصادي الاجتماعي في [[مصر]].  


وكان الإتحاد السوفيتى يهدف إلى تحقيق عدة أشياء له من حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]].. فهو أراد أن يكون له وجود جنوب الجزيرة العربية ليستطيع أن ينشر المبادىء الشيوعية بتلك المنطقة التى يتمسك  أفرادها بالدين الإسلامى وإن كانوا يعيشون الفاقة كلها بسبب حكم الأئمة. والشيوعية  دائما تجد الطريق أمامها ممهدا فى المجتمعات التى تعانى من الفوارق الاجتماعية الكبيرة.. وإذا ما تحقق له الوجود فى تلك الأجزاء من الوطن العربى فإنه سيسيطر على مداخل البحر الأحمر فى الجنوب ويستطيع أن يهدد كل الدول الإسلامية التى تتحطم عليها كل آماله فى نشر مبادئه الهدامة.
وعلى أي حال فالحقيقة أن الحكم الأفضل والمساهمة والتخطيط ودعم المشاركة السياسية تعد أمورا مرغوبا فيها، فالاعتراف بهم يجب أن يؤدي إلى التقليل من لجوء عناصر المعارضة إلى الأساليب الإرهابية وخاصة إذا ما رأينا حرية متزايدة ومشاركة سياسية ودعما للقيم المدنية و [[الديمقراطية]].


وبالإضافة إلى هذا الهدف, هناك هدف آخر سببه الصينيون أنفسهم الذين  كشفوا نواياه فى الهيمنة والسيطرة قبل ذلك بعامين.. كانت الصين قد بدأـ تنفيذ مشاريع عمرانية فى [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]].. وخشى السوفيت من الوجود الصينى فى المنطقة.. ولذلك كان يهمهم جدا إبعاد الصنيين..ولن تأتى ذلك إلا بأن يخلوا محلهم عن طريق مساعدة [[عبد الناصر]] لهم..
وكما يقترح ويليام زارتمان فإن الدولة تصبح فاشلة عندما تكون إما (1) لا تستطيع أن تمنح الأمن أو تقدم الخدمات لمواطنيها أو (2) أنها لا تقوم بوظائفها الأساسية.   


اما ثالث الأهداف فقد كان التخلص من الأسلحة السوفيتية القديمة المكدسة فى مخازنهم... فالحروب دائما تحتاج إلى السلاح .. ودخول [[مصر]] حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] يضمن لهم تصريف  هذا المخزون من السلاح بالأسعار التى يحددونها وبطرق الدفع التى يختارونها...
وليس هناك اتفاق حول الوظائف الأساسية للدولة أو من يجب عليها خدمتهم.  


وكأن الهدف الرابع والخير هو إضعاف قوة [[مصر]] العسكرية بتشتيت جيشها فى [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]]... ونتيجة لذلك فإنهم يستطيعون ان يقدموا الحماية للحاكم بقوات لهم يأتون على هيئة خبراء.
فالدولة تحتاج فقط أن تقدم الأمن والخدمات لبعض المواطنين أو في بعض الأوقات.  


ومن أجل هذه الأهداف شجع السوفيت [[عبد الناصر]] على التورط فى حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] بعد أن أوهموه عن طريق عملائهم أنها حرب لن تستغرق سوى أيام.. ولكنها استمرت 5 سنوات.. وفقدت [[مصر]] فيها الآلاف من خيرة الشباب.. والملايين من الجنيهات... وانتهت حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]]... كما بدأت... ولم تتحقق ل[[عبد الناصر]] الزعامة التى كان يريدها.
وهناك نموذج آخر أكثر تعقيدا لفهم الدول يتأتي من السياسات المقارنة المبكرة  والتي من أهم مفاهيمها شرعية النظام، حيث تمثل هذه الأفكار تأكيدا قويا على بناء مؤسسات سياسية يمكنها دعم مشاركة سياسية أوسع.  


وعاش الشعب المصرى لا يقرأ عن حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] إلا ما تنشره له الصحف بتوجيه من [[عبد الناصر]].. كانت الصحف تنشر يوميا عن انتصارات وهمية فى معارك يخسر فيها الأعداء الآلاف من الجنود... وعاش الشعب فى غيبة عن الحقيقة.. حتى جاء يوم أصبح فيه لكل عائلة من عائلات [[مصر]].. فى القرى أو المدن.. شهيد  سالت  دماؤه فوق جبال [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]].. وبدأ الناس يتحدثون ويفكرون همسا فى حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]].. فقد كان الحديث عن حرب [[:تصنيف:الإخوان فى اليمن|اليمن]] بصوت عال جريمة عقوبتها الإعدام.. أو الاعتقال..
وفي بلدان مثل [[مصر]] (أو[[:تصنيف: الإخوان في سوريا| سوريا]]) كان تمثيل الأمة والمساواة الاجتماعية والاقتصادية والقدر الكبير من المشاركة من أهداف دولة القومية العربية.  


===السوفيت ... والقضايا الملفقة===
وبالقياس على معايير علم الاجتماع السياسي الأمريكي؛ فإن هذا النوع من المشاركة لا يقود إلى شرعية ما دامت الدولة هي الرقيب عليها.  


وأحس [[عبد الناصر]] أن فى النفوس ثورة.. أغلق أذنيه أمام كل نصائح المخلصين له من زملائه.. وفتحها على همسات معاونيه الجدد من أعوان السوفيت.. وكان هؤلاء العملاء أول من أكتشف  أنه أصبح يحمل بين ضلوعه قلب الفأر.... فأخذوا يرسمون سياسياتهم للتخلص من كل أعداء لهم.. مستغلين فيه" قلب الفأر"... وبدأت [[مصر]] فى عام [[1965]] وكأنها كلها تتآمر على [[عبد الناصر]] لقلب نظام الحكم..
وتشهد [[مصر]] تحولا منذ فترة ظهور القومية العربية في الستينيات.  


مؤامرات وهمية بطبيعة الحال.. ألبسوها ثوب الحقيقة ليظهروا أمام أنهم المخلصون له.. المحافظون على عهده وحكمه.. الحارسون على حياته.. ضد قوى الرجعية والإمبريالية و[[الصهيونية]] .. وهى ثلاث صفات كانوا يطلقونها على كل من كان ليس شيوعيا .. أو مسايرا لهم..
وعلى أي حال فإن التحول قد حبس الوظيفة الأساسية الأخرى للدولة "تقديم الأمن" وجعله مقتصرا علي أمن الأنظمة أكثر من أمن شعوب الأمة.  


وكانت اولى القضايا الملفقة اتهام [[مصطفى أمين]] بالتجسس.. كان [[عبد الناصر]] يستعين ب[[مصطفى أمين]] فى الإبقاء على جسور التفاهم مع أمريكا.. وكان [[مصطفى أمين]] يقوم بهذا الدور خدمة لبلاده  ووطنه يريد أن ينقذه من السقوط فى هاوية الهيمنة السوفيتية.. كان يبلغ [[عبد الناصر]] بكل اتصالاته.. أحيانا يبلغه شخصيا وأغلب الأوقات يبلغها إلى [[سامى شرف]] سكرتيره الخاص للمعلومات...
أما حركات المعارضة فكانت دائما ما تظهر عن طريق عوامل التشتت والطرد والإعاقة وطبيعة نظرائهم – الدولة – القمعية.  


ولم يكن أحد يتطرق اليه الشك فى أن [[سامى شرف]] هو عين السوفيت على كل تحركات [[عبد الناصر]] واتصالاته.. الكل كان يجهل تلك الحقيقة التى كشف  عنها منذ سنوات كتاب "ك .ج. ب" وهى رموز المخابرات السوفيتية.. والذى تضمن أسماء عملاء السوفيت فى الشرق الأوسط وكان من بينهم [[سامى شرف]]..
وإضافةإلى فشل الدولة في مصر والمحفزات الأيديولوجية لنشاط [[الجهاد]] فإن هناك متغيرات أخرى تشرح كيف أن حركات [[الجهاد]] قد نمت واستمرت حتى ظهرت مرة أخرى.  


وكان [[مصطفى أمين]] هدف كبير يسعى السوفيت لازالته هو وشقيقه المرحوم [[على أمين]] من أجهزة الإعلام.. وكانت تقارير [[مصطفى أمين]] عن نتائج اتصالاته برجال السفارة الأمريكية تشير إلى احتمال استجابة أمريكا لطلبات [[مصر]] وإعادة شحن القمح لها.. ووصلت التقارير إلى السوفيت من خلال [[سامى شرف]] .. ,:أن لابد من التخلص من [[مصطفى أمين]] لتحقيق هدفين..
وقد كانت هذه التغيرات الإضافية ردا من الدولة على تحديات من قبل كل من الإسلاميين المعتدلين والمسلحين. وفي [[مصر]] ، فإن القمع المتزايد من قبل الحكومة للإسلاميين وعائلاتهم وحتى مجتمعاتهم قد أثار رد فعل مسلح حتى من أولئك الذين لا يميلون للأعمال المسلحة.


أولهما: القضاء على رمز مقاومة الشيوعية فى أجهزة الاعلام المصرية..
وعلى سبيل المثال ففي صعيد [[مصر]] ، وهي منطقة متخلفة تماما وفقيرة جدا، قامت الدولة بالتصديق علي العنف (الثأر) القائم بين الإسلاميين والشرطة تماما مثل ما حدث بين السنة والشيعة في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] منذ [[فبراير]][[ 2006]].


وثانيهما: منع التقارب الأمريكى المصرى..
وقد كانت هناك مؤخرا تحليلات أوروبية مصرية حول الهجمات السنية بين عامي [[2004]] و [[2006]] لإخضاع البدو المتضامنين مع فقرهم وانسلاخهم المبكر.


ورسمت المخابرات السوفيتية الخطة بإحكام.. استطاعوا أن يوغروا صدر [[جمال عبد الناصر]] ضد [[مصطفى أمين]] .. نقل إليه [[سامى شرف]] أن [[مصطفى أمين]] لا يكف عن التشهير به فى كل مجالسه .. وأن تقارير المخابرات تشير بذلك... أبلغه أن [[مصطفى أمين]] يقول فى مجالسه أن [[عبد الناصر]] مصاب بنوع من مرض السكر يؤدى بصاحبه إلى الجنون فى بعض الأحيان.. أنه يقول عن سهرات حمراء يقضيها صديق عمره وزميل كفاحه المشير عامر فى أحضان الساقطات.. أنه يشهر بنظام الحكم...
== [[الديمقراطية]] ==


وفى نفس الوقت طلب [[سامى شرف]] من [[صلاح نصر]] مدير المخابرات العامة وقتئذ مراقبة [[مصطفى أمين]] لأن هناك معلومات عن اتصاله بالأمريكان وأنه يتجسس لحسابهم.
صرح الرئيس بوش في العام [[2005]] قائلا: '''"إن إحياء الحرية بشكل متزايد على أرضنا يعتمد على نجاحها في الأراضي الأخرى، وأكبر أمل للسلام في عالمنا يكون من خلال نشر الحرية في كل أنحاء العالم."'''


ونفذ [[صلاح نصر]] التعليمات.. وضع ل[[مصطفى أمين]] أجهزة تسجيل فى منزله.. بل ودس عليه أحد رجاله ليعلموا فى خدمته كسفرجى... وسجل أحاديث [[مصطفى أمين]] مع رجل المخابرات الأمريكية بروس أدويل... وتم القبض على [[مصطفى أمين]] يوم 21 [[يوليو]] سنة [[1962]] فى [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] أثناء اجتماعه بأدويل.. وجندت جميع أجهزة الإعلام للتشهير ب[[مصطفى أمين]] وإظهاره بمظهر الجاسوس الخائن لوطنه. وتعرض لأبشع ألوان التعذيب ليعترف أنه جاسوس.. وأقر [[مصطفى أمين]] فى كل التحقيقات اتصاله بالأمريكان وأن ذلك  تم بعلم الرئيس السابق [[عبد الناصر]].. وكانت تلك الحقيقة.. ورغم ذلك بعث [[عبد الناصر]] بخطاب ينكر فيه تكليفه [[مصطفى أمين]] بذلك.. وقدم للمحاكمة وصدر الحكم عليه بالمؤبد.. وعندما انقشعت غمة الضلال عن البلاد وأعاد [[السادات]] الحق للبلاد, أفرج عن [[مصطفى أمين]] وعاد للعمل بالصحافة ودخل [[صلاح نصر]] السجن لتمضية عشر سنوات لقيامه بتعذيب [[مصطفى أمين]] لحمله على الإدلاء باعترافات كاذبة!!
وقد ظهرت هذه الكلمات لدعم عملية [[ديمقراطية]] حقيقية في الشرق الأوسط؛ تتمثل في التحول الذي يرمي إلى رفض إيواء الإرهاب، فقد مثلت [[الديمقراطية]][[ السياسة]] الأمريكية في الشرق الأوسط.  


والذى لاشك فيه أن سجن [[مصطفى أمين]] كان تخطيطا سوفيتيا ففى نفس الوقت, يوم أعلان القبض عليه أعلن عن توجيه الدعوة إلى [[عبد الناصر]] باسم زعماء السوفيت لزيارة بلدهم , كما قام رجال السفارة السوفيتية فى [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] بتوزيع زجاجات الفودكا على أصدقاءهم من الصحفيين الذين ابتليت بهم الصحافة المصرية منذ تولى رئاسة تحريرها أعوان السوفيت.. بل أن بعض  السوفييت علق على نبأ القبض على [[مصطفى أمين]] بأنه يفوق نبأ جلاء القوات البريطانية عن [[مصر]].. وعندما أفرج [[السادات]] عن [[مصطفى أمين]] شنت أجهزة الدعاية السوفيتية حملة ضد [[السادات]] وأدعوا أنه خروج عن الخط الاشتراكى ومبادىء [[عبد الناصر]]..ولم تكن قضية [[مصطفى أمين]] أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم بتدبير من [[حسين توفيق]] ومجموعة من أصدقائه... ,:ان الهدف من تلك القضية اقحام اسم الرئيس [[أنور السادات]] واحاطته بالشبهات.. فقد كان ايمان [[السادات]] بالله شيئا يزعج السوفيت, وكذلك كراهيته للشيوعية السوفيتية.
وقد تم التنويه عن [[الديمقراطية]] منذ أعوام ليس فقط من قبل الحكومة الأمريكية ولكن من المؤسسات الأخرى التي تهدف إلى إيجاد الحرية في الرؤية السياسية والاقتصادية والأيديولوجية.  


وقد روى لى [[عبد العزيز خميس]] أحد الذين اتهموا فى تلك القضية ان مراكز القوى حاولوا أن يحصلوا منه عن إجابات على أسئلة تحمل معنى اتصال [[السادات]] وتأييده لزعيم المؤامرة المزعومة [[حسين توفيق]].. وكان [[السادات]] قد اتهم مع [[حسين توفيق]] عام [[1946]] باغتيال [[أمين عثمان]] الوزير الوفدى الذى كان يقف فى صف المستعمر ضد آماله مواطنيه.. ورفض خميس ان يذكر لهم سوى الحقيقة, وأن [[السادات]] بعيد تماما عن [[حسين توفيق]].. وتكررت نفس المحاولات مع كل متهم فى المؤامرة المزعومة. سبق أن شارك [[السادات]] السجن وقت اغتيال [[أمين عثمان]]... وفشلت كل المحاولات.
وعلى كل حال فقد سبق وأن أكد الرئيس بوش على [[الديمقراطية]] تجاه الشرق الأوسط في فترته الرئاسية الأولي.


ولم يفت ذكاء المخابرات السوفيتية أن تلفق قضية تآمر أخرى فى نفس الشهر أيضا ووصفت المتهمين فيها هذه المرة بأنهم يعملون على قلب نظام الحكم عن طريق تنظيم شرعى أطلقوا عليه اسم [[الحزب الشيوعى العربى]].. واختارت لتلك القضية مجموعة من المتهمين يتزعمهم محام اسمه [[مصطفى أغا]]..
وقد دهشت المنطقة بأسرها من مناقشات حول '''"[[الديمقراطية]] المفروضة بالقوة"''' و '''"[[الديمقراطية]] من خلال السلاح"''' و '''"[[الديمقراطية]] المحلية"''' و '''"[[الديمقراطية]] التدريجية"''' وغير ذلك.  


وقد قرر [[سمير ناجى]] وكيل النيابة الذى حقق مع هؤلاء المتهمين أمام الدكتور [[أحمد خليفة]] رئيس المركز القومى للبحوث وأمامى أن القضية كانت خيالات فى أذهان المتهمين.. تخيل [[مصطفى أغا]] أنه  قام بانقلاب وأنه أصبح رئيسا للبلاد واختار لحكمه وزراء من أصدقائه.. وكان من بينهم عميل للمخابرات السوفيتية سارع بنقل خيالات الدخان الأزرق على أنها حقائق إلى رجال المخابرات المصرية.. والتقط [[صلاح نصر]] الخيط وسارع إلى [[عبد الناصر]] يخطره باكتشافه المؤامرة لقلب نظام الحكم.. ليزداد تقربا اليه ويحصل على المزيد من ثقتة.. وكانت قضية وأحكامها بالمؤبد والأشغال الشاقة لعدد آخر من الشبان..
فتعزيز [[الديمقراطية]] الأمريكية خلال العقود الماضية التي شهدت العلاقات المصرية الأمريكية وخلال برنامج [[الديمقراطية]] منذ عام[[ 2005]] قد شهد بعض المشكلات في إدراكها وجوهرها وفاعليتها.  


وفى تلك الأيام..  ومن قبلها بأيام بدأ الشيوعيون فى [[مصر]] ينفذن مخططا سوفييتا للإطاحة ب[[الإخوان المسلمين]].. ولم يكن الهدف الأكبر هو أشخاص من [[الإخوان المسلمين]] بقدر ما كان الهدف الأكبر هو الإطاحة بالدين الإسلامى كله... بأن يتحول الإنسان المؤمن  إلى إنسان يخاف أن يكشق عن إيمانه حتى لا يتهم بأنه من [[الإخوان المسلمين]].. وأن يحل الإتحاد محل الإيمان... وهذاما سأتناوله فى الفصل الثانى.
وكما أشار دانيال برمبرغ أن المنهج الرسمي المأمول للديمقراطية في [[2003]] لم يكن بالضرورة ليعكس سياساتنا الفعلية.  


</div><noinclude> </noinclude>
ولمدة عقد على الأقل ساعدت برامج المساعدة [[الديمقراطية]] الأمريكية الحرية البيروقراطية أكثر من إنهائها بسبب صياغتهم وإستراتيجياتهم غير الواعية. 


==الباب الثانى==
وعندما قامت البرامج بتمويل الجماعات الصغيرة أو التفاعل معها على مستوى '''"المجتمع المدني"''' والذي يعني المنظمات غير الحكومية في [[مصر]] والتي ترمي لأن تكون مؤيدة للديمقراطية متطلعة للبدء معها وهؤلاء الأشخاص لم يتحولوا لطريق التفكير الجديد حول حكومتهم.


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
ومثل هذه المنظمات غير الحكومية قد بدأت في مشكلات مع أجهزة الأمن المصرية والتي تقوم بدور تسجيل هذه المنظمات غير الحكومية ومراقبتها.


• مؤامرة على الإخوان
وفي النهاية فإن هذا النوع من البرامج لا يتواصل مع الشكل الحكومي أو إجراءاته للإصلاح.
• * معالم على الطريق
• إعلان فى موسكو


ويلاحظ برمبرغ أن حرية الحكام البيروقراطيين في الشرق الأوسط والتي حصلوا عليها من خلال تحفيزهم عليها، قد أحبطت [[الديمقراطية]] بدلا من أن تدفعها إلى الأمام.


===مؤامرة على الإخوان===
== "الشرق الأوسط" الجديد ومعاداة الأمركة ==


أطاح الرئيس السابق [[عبد الناصر]] بالمئات من [[الإخوان المسلمين]] فى عام [[1965]].. زج بهم داخل المعتقلات والسجون .. وكانت تلك هى المرة الثانية التى يطيح فيها بالمئات من [[الإخوان المسلمين]].. المرة الأولى كانت فى عام [[1954]] وكانت بتدبيره وبإرادته وبعلمه..
ويجب ملاحظة أن مشاعر العداء تجاه أمريكا قد تزايدت في[[ مصر]] منذ إذاعة التفجيرات التي وقعت في أفغانستان مع حكومة طالبان كَرَد على أحداث 11/ 9.  


أما فى تلك المرة فقد انساق اليها نتيجة مؤامرات شيوعية متتالية على [[الإخوان المسلمين]]..
وكغيرهم من شعوب المنطقة فقد اهتم المصريون بالتصريحات التي صدرت حول الحرب على الإرهاب وأنها تستهدف المسلمين ومعتقداتهم وقد بلغت هذه القلاقل ذروتها بالاحتلال الأمريكي للعراق.  


وكان [[عبد الناصر]] قد أفرج فى منتصف عام [[1964]] عن مجموعة من رجال [[الإخوان المسلمين]] الذين حاكمهم فى عام [[1954]] ولم تصدر ضدهم أحكام بالإعدام كغيرهم من الشهداء... وكان من بين الذين افرج عنهم المرحوم الشهيد [[سيد قطب]] أحد أئمة الفكر الإسلامى فى [[مصر]]...
وقد عارض الرئيس مبارك خطة احتلال العراق واستبدال حكومة [[صدام حسين]] لأنه يؤمن بأن هذا سوف يثير المسلحين المتطرفين في المنطقة وقال أيضا أن هذا يمكنه أن يوجد مائة من أمثال بن لادن.


وكان خروج [[الإخوان المسلمين]] من السجون يسبب ذعرا للشيوعيين فى [[مصر]].. فهم دائما الصخرة التى تحطم فوقها كل محاولاتهم فى التأثير بالمبادىء الشيوعية على عقول الفلاحين والعمال والشباب... كانوا يرون [[الإخوان المسلمين]] دائما يقفون فى موجهتهم ويتصدون لمحاولاتهم فى القرية أو المصنع أو الجامعة..
ولقد وجد العديد من المصريين كغيرهم من المسلمين في جميع أنحاء العالم تأكيدا في وسائل الإعلام ومن خلال الأحداث التي تجرى في المنطقة أن الحرب الأمريكية على الإرهاب ما هي إلا حربا على الإسلام.  


وبدأ التخطيط للتخلص من جماعة [[الإخوان المسلمين]]... تخطيط وضع فى موسكو وبدأ تنفيذه فى [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]... وكان التخطيط على خطوات..
لقد صدم الجميع وكُربوا جراء أحداث 11 [[سبتمبر]]، فهم بكل تأكيد لم يريدوا هجمات مسلحة في شوارعهم وتعطل أعملهم وانقطاع مرتباتهم، كما لا يريد الجميع أن تكون الأفكار المصرية البديلة وكتبها أو ما تقدمه من ثقافة خارجة عن القانون كما فعلت طالبان.  


وبدأت الخطوة الأولى... وكانت بعد انتخاب [[عبد الناصر]] رئيسا للجمهورية  فى [[مارس]] [[1965]] بنسبة 99,9% وهى النسبة التى كان لا يرضى بأقل منها... وأصبح [[عبد الناصر]] رئيسا... و[[على صبرى]] رئيسا للوزراء... واتجهت البلاد تسير نحو أرضاء السوفيت بكل الإمكانيات... والمجال أمامهم مفتوح.. وحتى الذين كانوا يخشون  معارضتهم او الوقوف ضدهم أصبحوا بعيدين هن السلطة مثل كمال [[كمال الدين حسين]] و[[عبد اللطيف البغدادى]]..
وبعد أحداث 11 [[سبتمبر]] انزعج العديد من المصريين بشكل كبير بسبب الدمار الهائل وقتل المدنيين في أفغانستان ثم بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى المدنيين جراء العنف الطائفي في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]].  


أما الباقون أمثال [[زكريا محيى الدين]] و[[حسين الشافعى]] و[[حسن إبراهيم]] فقد اصبحوا نوابا لرئيس الجمهورية بلا سلطات...
كما أن القيم الشعبية والإسلامية تتطابق مع من ليس لهم شأن من الفقراء والبائسين كما يبدوا للعديدين في المنطقة أنها حملة عالمية للانتقام من أحداث 11 [[سبتمبر]].  


وفى يوم 25 [[أبريل]] عام [[1965]] نشرت جميع الصحف المصرية بيانا كان مفاجأة لكل المصريين... البيان من [[الحزب الشيوعى المصرى]] ويتضمن أنه ينهى وجوده المستقل وأنه أصدر قرارا بإنهاء الشكل المستقل له... وجاء فى البيان تقييما مفصلا للتحولات الاجتماعية التى جرت فى [[مصر]] تحت قيادة  [[عبد الناصر]]... وانتهى إلى أنه بالتطلع للإتحاد الإشتراكى فإنه يرى أن الأهداف واحدة ولذلك قرر أن ينصهر داخل هذا التنظيم...
إضافة إلى ذلك فإن فكرة أن الإسلام بنفسه هو الذي يخلق العنف فكرة قديمة عند الغرب كما ترجع دراسة العالم الإسلامي إلى العصور الوسطي.  


كان البيان مفاجأة للمواطنين, غذ علموا لأول مرة أن فى [[مصر]] حزبا شيوعيا تعلم عنه الدولة رسميا وهى التى حلت جميع الأحزاب منذ عام [[1953]].. وأن الشيوعيين قد انخرطوا داخل الاتحاد الإشتراكى.
ثم إن الجهود المضاعفة والمتكررة لمساواة الإرهابيين بالمسلمين، وخاصة أولئك الذين لا يحبون الولايات المتحدة سواء بسبب موقفها السياسي تجاه إسرائيل أو رفضها الوجود الأمريكي في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]]، قد أثار غضب العديد من المصريين.  
وبطبيعة الحال توجس المتمسكون بالدين الريبة من هذا الإعلان ... أن معنى ذلك أنهم سيعملون على الإطاحة بأى جماعة مسلمة تحاول ان ننشر تعاليم الدين الإسلامى والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية...


وفعلا .. تحقق ما كان يتوقعه أفراد جماعة [[الإخوان المسلمين]]. فقد بدأـ المؤامرات الشيوعية  ضدهم تشير إلى وجود تنظيم منشورات داخل نقابة الصحفيين تهاجم نظام الحكم عليها اتجاه [[الإخوان المسلمين]] للإساءة اليهم.. وتأكد [[الإخوان المسلمون]] أن الشيوعيين وراء تلك المنشورات ورفعت المباحث العامة تقريرا إلى المسئولين تؤكد أن المنشورات ليست من صنع [[الإخوان المسلمين]] وتلاحقت مؤامرات الشيوعيين والدس ل[[لإخوان]] لدى أجهزة الأمن.. أشاعوا أن [[الإخوان المسلمين]] أعادوا تنظيم أنفسهم وأنهم يحاولون انتخاب رئيس جديد وأنهم يرشحون للرئاسة ثلاثة: هم [[منير الدلة]] و[[سيد قطب]] وشخص وهمى اسمه [[مصطفى الملا]] وهو غير موجود طبعا.
وسواء ما إذا كان رد الفعل الغربي على أحداث الرسومات الدانيماركية التي سخرت من النبي محمد وأحداث الغضب التي ملأت العالم الإسلامي، أو كانت تصريحات البابا بينديكت السادس عشر التي أساءت فهم القرآن وسفهته وقللت من شأن تعاليم القرآن والتعاليم الإسلامية؛  أو كان أي شيء آخر فإن الانطباع العام في مصر يقول بأن هذا الاتجاه السلبي في العلاقات الغربية الإسلامية قد قوي بظهور سياسات حملة الحرب العالمية على الإرهاب.  


كما قاموا بدفع الناس فى [[:تصنيف:إخوان أسيوط|أسيوط]] إلى إرسال شكاوى وتلغرافات إلى رئاسة الجمهورية والمباحث العامة بأن [[الإخوان المسلمين]] مسيطرون على مؤسسة هناك اسمها [[المؤسسة الإسلامية]] يتبعها مستوصف خيرى وتقوم بنشاط إسلامى إجتماعى.
وعلى نحو مماثل فإن هناك كراهية لمشروع [[الديمقراطية]] الأمريكي في الشرق الأوسط، وهناك غضب عارم بسبب الغطرسة الأمريكية وتبنيها فرض [[الديمقراطية]] في العام [[2003]].


وكانت أخطر المؤامرات ما وصل إلى علم [[الإخوان المسلمين]] من أن الشيوعيين فى [[مصر ]] وعلى رأسهم [[كمال رفعت]] يحرضون الحكومة على [[الإخوان]]. وأنهم وضعوا فى طريق الرئيس مع شواين لاى أثناء عودته من [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] مواد ناسفة ثم أبلغوا الجهات المسئولة عنها قبل أن تأتى السيارة الرئيس وضيفه ونسبوها إلى [[الإخوان]] وكان شواين لاى قد حضر لزيارة [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] فى يوم 28 [[يونيو]] سنة [[1965]] وعقد اجتماع قمة ضم الريس السابق  [[عبد الناصر]] وشواين لاى و[[أيوب خان]] رئيس [[:تصنيف:الإخوان فى باكستان|باكستان]] سابقا و[[أحمد سوكارنو]] رئيس [[:تصنيف:الإخوان فى اندونيسيا|اندونيسيا]] سابقا.
وهناك آخرون ممن يدعمون الرئيس مبارك كانوا مندهشين من التصريحات الرسمية وتساءلوا لماذا تظهر الولايات المتحدة، التي طالما دعمها رئيسهم، الآن وتسحب دعمها للحكومة المصرية.  


وفعلا أتت كل تلك المؤامرات ثمرتها.. واستشعر [[عبد الناصر]] الخطر من [[الإخوان المسلمين]] وأعطى الضوء الأخضر لرجال المباحث الجنائية العسكرية للقبض عليهم وكشف تآمرهم عليه... وكان السبب القوى لذلك ما قدمه له معاونوه من تفسيرات لكتاب" معالم على الطريق" ل[[سيد قطب]] وكانت الحكومة قد أباحت طبعه وتوزيعه ولكن بعد التفسيرات التى قدموها له أمر بجمع الكتاب...
وقد اتخذ المتحدثون الرسميون للحكومة المصرية مواقف لم يكن لبوش أن ينتقد [[مصر]] من خلالها؛ بل إنه قال أن المنطقة يجب أن تتبع الخطوات التي اتخذتها [[مصر]] لتحقيق [[الديمقراطية]] التدريجية.  


وكانت التفسيرات التى قدموها اليه للإستناد إلى أن الإخوان المسلمين يتآمرون عليه كثيرة..
ومع ذلك فقد لاحظ وزير الخارجية [[أحمد ماهر]] أن حتى طلاب الجامعات يعرفون أن [[الديمقراطية]] تشير إلي التمثيل الذاتي والتي لا يمكن أن تفرض من الخارج.  


===معالم على الطريق===
وخلال السنتين الأخيرتين بدت الولايات المتحدة وقد تراجعت عن نداءاتها الملحة ب[[الديمقراطية]] وواصلت دعمها القوي للحكومة القائمة بالرغم من عدم الانفتاح الذي أظهرته خلال العملية الانتخابية.


إن الذى يؤكد للمباحث ان تفسيرات كتاب " معالم على الطريق"  التى قدمها معاونو [[عبد الناصر]] اليه للإطاحة ب[[الإخوان المسلمين]]... وكان أغلبهم من عملاء السوفييت وعلى رأسهم [[على صبرى]] و[[سامى شرف]]... وأن هذه التفسيرات ضمنها [[سمير ناجى]] وكيل نيابة أمن الدولة فى محضر فرز الأوراق والكتب المضبوطة فى منزل السيدة [[زينب الغزالى]]... اختص هذا الكتاب فقط من مجموعة الكتب المضبوطة بإبداء ملاحظاته على محتوياته...
وقد قام النظام المصري بأقل ما يمكن عمله من الحلول الوسط، كما قام [[الحزب الوطني الديمقراطي]] الحاكم، [[الحزب السياسي]] المسيطر، بسحب خطته لخلق إصلاحات سياسية ثم قام بالاحتفاظ بقوته بقدر الإمكان.  


ومن الغريب أن نفس تلك الملاحظات تضمنها تقرير اللجنة التشريعية بمجلس الأمة عند إقرارها قانون فرعون الذى أصدره [[عبد الناصر]] وكان يحمل رقم 119 لسنة [[1964]]... وهو ما سنتناوله بالتفصيل فى الباب الرابع...
وتحت قيادة نجل الرئيس، جمال، أغلق الحزب تحولا حقيقيا للديمقراطية في نفس الوقت الذي ادعي فيه الحزب أنه سوف يمثل [[الديمقراطية]].


وفى الصفحات القادمة تقدم ملاحظات[[ سمير ناجى]] التى جاءت فى محضره المحرر يوم 31 [[يناير]] سنة [[1966]] عن كتاب" معالم على الطريق" وحده رغم المضبوطات كانت تشمل 40 كتابا آخر... ولكنه أثر هذا الكتاب فقط لكى يشمله بملاحظاته...وأنا هنا أنقل بالنص ما كتبه المحقق.
== عقبات [[الديمقراطية]] في مصر ==


أولا: كتاب معالم على الطريق مؤلفه [[سيد قطب]] والناشر مكتبة وهبة 14 شارع الجمهورية بعابدين ويقع فى 249 صحيفة ويحوى فصولا هى:
وفي غضون ذلك، بالنسبة لهؤلاء الذين يؤمنون بأن زيادة الحرية '''(ولو بقدر قليل)''' سوف تقلل من الإرهاب – بالتأكيد هو واحد من مظاهر نموذج الدولة الفاشلة – فإن [[مصر]] لم تصبح أكثر حرية. 


معالم على الطريق , وجهل قرآنى فريد, وطبيعة المنهج القرآنى ونشأة المجتمع المسلم وخصائصه و[[الجهاد]] فى سبيل الله ولا إله إلا الله منهج حياة وشريعة كونية و[[الإسلام]] هو الحضارة والتصور الإسلامى والثقافة وجنسية المسلم عقيدته ونقله بعيدة واستعلاء الإيمان وهذا هو الطريق.
ومن الأسباب أن موجة جديدة من العنف من قبل جماعات متطرفة صغيرة وجديدة وغير معروفة كان يجب التعامل معها وأن الرئيس رفض التخلي عن قانون الطوارئ الذي يمنح القوة للأجهزة الأمنية.  


فى فصل معالم على الطريق – أورد فى الصفحة التاسعة ما نصه:" أن العالم يعيش كله فى جاهليه من ناحية الأصل الذى تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها. جاهلية لا تخفف منها شيئا هذه التيسيرات المادية الهائلة وهذا الإبداع المادى الفائق!
وهناك عقبة أخرى تتمثل في الطبيعة المعقدة للبيروقراطية والطريقة المعقدة التي ينتفع بها بعض المصريين من جهود الخصخصة من خلال انتشار الفساد.  


هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله فى الأرض وعلى أخص خصائص الإلوهية... وهى الحاكمية... أنها تسند الحاكمية الى البشر فتجعل بعضهم لبعض أربابا لا فى الصورة البدائية الساذجة التى عرفتها الجاهلية الأولى ولكن فى صورة ادعاء حق ووضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والأنظمة والأوضاع بمعزل عن منهج الله لحياة وفيما بإذن به الله.
وقد قام مانحون آخرون أمريكيون ومصريون ودوليون بدعم الخصخصة لمواجهة بعض أزمات [[الاقتصاد]] المصري العنيفة التي سببها الأداء الاقتصادي لحكومة مبارك والتي أظهرت أن [[التغييرات الاقتصادية]] في البلاد لم تقم بتقديم أي فائدة للشعب، كما أعرب مؤيدو الخصخصة عن تحذيرات كبيرة وإنذارات من الطريقة التي تتم بها الخصخصة في [[مصر]].  


وفى الصفحة العاشرة يتساءل:" كيف تبدأ عملية البعث الإسلامى انه لابد من طليعة تقوم هذه الفرقة وتمضى فى الطريق تمضى فى ضم الجاهلية الضاربة الأطناب فى أرجاء الأرض جميعا تمضى وهى تزاول نوعا من العزلة من جانب ونوعا من الاتصال من الجانب الآخر بالجاهلية المحيطة. ولابد لهذه الطليعة التى تعزم هذه العزمة من " معالم على الطريق" – ويستطرد فى نهاية الصفحة !!" لهذه الطليعة المرجوة" المرتقبة كتبت" معالم على الطريق" ما نصه " نحن اليوم فى جاهلية  كالجاهلية التى عاصرها [[الإسلام]] أو أظلم كل ما حولنا جاهلية . تصورات الناس وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم موارد ثقافتهم فنونهم وآدابهم شرائعهم وقوانينهم... حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ومراجع إسلامية وفلسفة وتفكيرا إسلاميا هو كذلك من صنع هذه الجاهلية.
وقد قدم نقص التطور السياسي أشكالا من الفساد لفترة طويلة وآمالا للتصويت لصالح السياسيين بدلا من الموالاة وهو نوع من نظام المساهمة غير الرسمي.  


وفى الصفحة 23 يقول " ثم لابد من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلى والتصورات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة المجتمع الجاهلى ولا أن ندين بالولاء له فهو بهذه الصفة صفة الجاهلية غير قابل لن تصطلح معه  أن مهمتنا أن نغير من أنفسنا أولا لنغير هذا المجتمع أخيرا – أن مهمتنا الأولى هى تغيير واقع هذا المجتمع.
كما أن هذه المظاهر في مصر وغيرها من ضرورة الرشوة بسبب الأجور غير المجدية قد ساهمت في تزايد [[الفجوة الاقتصادية]] غير الرسمية والسياسية وحتى الثقافية.  


مهمتنا هى تغيير هذا الواقع الجاهلى من أساسه.. هذا الواقع الذى يصطدم اصطدما سياسيا بالمنهج الإسلامى وبالتصور الإسلامى والذى يحرمنا بالقهر والضغط  من أن نعيش كما يريد لنا المنهج الالهى أن تعيش – وفى الصفحة 24 يورد" وسنلتقى فى هذا عنتا ومشقة وستقرض علينا تضحيات باهظة لكننا لسنا مخيرين إذا نحن شئنا أن نسلك طريق الجيل الأول الذى أقر بالمنهج الإلهى ونصره على منهج الجاهلية.
والمهم الآن هو أن عددا كبيرا من الناس أكثر من ذي قبل قد احتجوا على بلادة الحكومة تجاه فتح النظام واستبداله، مما يعني أن هناك احتمال أكبر للعنف.  


وفى فضل طبيعة المنهج القرآنى: أورد عن العرب فى ص 28 " أنهم كانوا يعرفون أن الإلوهية تعنى الحاكمة العليا وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وافراد الله سبحانه وتعالى بها معناها نزل السلطان الذى  يزاوله الكهان ومشايخ القبائل والأمراء والحكام ورده كله إلى الله"...
ونظرا لخفة ظل المصريين والمسالمة، والجدير بالملاحظة أن العنف يقطع طريق العيش والأجهزة الأمنية الكبيرة والجيش لن يقوما بدعم أي موجة عنف سياسي وبذلك يجب على كل شخص أن يكون حذرا في تقديم تكهناته، ولكن في الحقيقة يبدوا أن الحالة السياسية قد اختلفت هذه الأيام.  


وورد فى ص 29 ما نصه:" وربما قيل انه كان فى استطاعة محمد صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين الذى حكمه أشراف قريش قبل ذلك فى وضع الحجر الأسود وارتضوا حكمه قبل الرسالة انه كان فى استطاعته أن يثيرها قوميه عربية تستهدف تجميع قبائل العرب التى أكلتها التيارات ومزقتها النزعات وتوجيها وجهه قومية لاستخلاص أرضها المغتصبة من الإمبراطوريات المستعمرة.. الرومان فى الشمال والفرس فى الجنوب.. وإعلاء الراية العربية والعروبة وإنشاء وحدة قومية فى كل أرجاء الجزيرة, وفى نهاية ص 30 يستطرد:" ولكن الله سبحانه وهو العليم الحكيم لم يوجه رسوله صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه . إنما وجهه إلى أن يصدع بلا إله إلا الله وأن يحتمل هو والقلة التى تستجيب له كل هذا العناء! ولماذا! أن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يعنت رسوله والمؤمنين معه إنما هو سبحانه يعلم أن ليس هذا هو الطريق. ليس الطريق أن تخلص الأرض من يد طاغوت الرومان أو طاغوت فارس إلى يد طاغوت عربى فالطاغوت كله طاغوت".
وهذه الموجة الجديدة من السخط الشعبي ترتبط بالعرف المصري والذي تكرر ظهوره بشكل رسمي وغير رسمي مثل ما حدث في ثورة [[1919]] ضد بريطانيا وثورة [[1952]] التي أنهت الملكية وأخرجت [[الملك فاروق]] والمظاهرات الحاشدة التي خرجت تعارض تنحي الرئيس عبد الناصر في [[1967]] وكذلك أعمال الشغب التي جرت في [[1977]] نتيجة لارتفاع الأسعار وهناك أيضا عصيان قوات الأمن المركزي في [[1967]] '''(نتيجة لأسباب اقتصادية أيضا)''' وكذلك السخط الشعبي من [[2004]] وحتى [[2005]] حول القضايا السياسية.  


وفى ص 32 أورد:" وربما قيل أنه كان فى استطاعة محمد صلى الله عليه وسلم أن يرفعها راية اجتماعية وأن يثيرها حربا على طبقة الأشراف وأن يطلقها دعوة تستهدف : تعديل الأوضاع ورد  أموال الأغنياء على الفقراء! ويجيب على ذلك فى ص 33" ولكن الله سبحانه وتعالى وهو العليم الحكيم لم يوجهه هذا التوجيه".
وخلال الخمس سنوات الماضية، حيث كانت المناقشات حول الشرق الأوسط الجديد تمثل لب [[السياسة]] الخارجية لأمريكا، قامت موجة جديدة من العنف الإسلامي المتقطع بإثارة صناعة الإرهاب في [[مصر]].  


وينتهى فى ص 39 بالقول:" وما كان هذا المنهج المبارك ليخلص لله لو أن الدعوة بدأت خطواتها الأولى دعوة قومية أو دعوة اجتماعية أو دعوة أخلاقية أو رفعت أى شعار إلى جانب شعارها الواحد:" لا إله إلا الله".
وقد هزت حالة الرضا واليقين التي قامت بها [[مصر]] من خلال الهدنة مع الجماعات الإسلامية الرئيسية في العام [[1999]] '''(الجماعات الإسلامية وجماعة [[الجهاد]])''' كما قامت بحل أزمة الدولة مع الإرهاب والاعتراف بأن أحداث 11 [[سبتمبر]] كانت خاطئة أو أنها كانت تصرفا من قبل إرهابيين قامت[[ مصر]] بطردهم.  


ويورد فى ص 43 عن الدين الإسلامى ما نصه:" انه ليس نظرية تتعامل مع الفروض أنه منهج يتعامل مع الواقع. فلابد أولا أن يقوم المجتمع المسلم الذى يقر عقيدة : لا إله إلا الله وأن الحاكمية ليست إلا لله ويرفض أن يقر بالحاكمية لأحد من دون الله ويرفض شيوعية أى وضع لا يقوم على هذه القاعدة.. وحين يقوم هذا المجتمع فلا تكون له حياة  واقعية تحتاج إلى تنظيم وإلى تشريع لقوم مستسلمين أصلا للنظم والشرائع رافضين أصلا لغيرها من النظم والشرائع.
كيف ستجارى[[ مصر]] هذا التحدي الجهادي الذي يعود للظهور على فترات إلا بالحديث عن حرب مستقبلية طويلة الأمد.


وفى ص 52 أورد ما نصه:" يجب أن ندرك خطأ المحاولة وخطرها معا فى تحويل العقيدة الإسلامية الحية التى نحب أن تتمثل فى واقع حى متحرك وفى تجمع عضوى حركى تحويلها عن طبيعتها هذه إلى نظرية للدراسة والمعرفة الثقافية لمجرد أننا نريد أن نواجه النظريات ا لبشرية الهزيلة بنظرية اسلامية. أن العقيد الإسلامية يجب أن تتمثل فى نفوس حية ةفى تنظيم واقعى وفى تجمع عضوى وفى حركة تتفاعل مع الجاهلية الراسبة فى نفوس أصحابها.
== أهمية [[مصر]] في المنطقة ==


وفى ص 58 أورد ما نصه:" أن الجاهلية التى حولتنا كما أنها نضغط على أعصاب بعض المخلصين من أصحاب الدعوة الإسلامية فتجعلهم يتعجلون خطوات المنهج الإسلامى هى كذلك تتعمد أحيانا أن تحرجهم فتسألهم: أين تفصيلات نظامكم الذى تدعون اليه وماذا أعددتم لتنفيذه من بحوث ومن دراسات ومن فقه مقنن على الأصول الحديثة.. كان الذى ينقص الناس فى هذا الزمان لإقامة شريعة [[الإسلام]] فى الأرض  هو مجرد الأحكام الفقهية والبحوث الفقهية الإسلامية.. وكأنما هم مستسلمون لحاكمية الله رضوا أن تحكمهم شريعته ولكمهم فقط لا يجدوم المجتهدين فقها مقتنا بالطريقة الحديثة. وهى سخرية هازلة يجب أن يرتفع عليها كل ذى قلب يحس لهذا الدين بحرمة.
بلغ عدد سكان[[ مصر]] أكثر من 78.877.000 نسمة في عام [[2007]] (ذكر تقدير وكالة الاستخبارات المركزية أنهم 80.335.036 لعام [[2007]] ومن بينهم من هم بالخارج) وبذلك يمثل الشعب المصري أكثر من ربع سكان الشرق الأوسط بأكمله.  


وفى الفصل المعنون الجهاد فى سبيل الله أورد حديثا عن السمات فى المنهج الحركى ل[[لإسلام]] وأورد عن السمة الأولى فى ص 77 ما نصه:" السمة الأولى" هى الواقعية الجدية فى منهج هذا الدين.. فهو حركة لا تواجه واقعا بشريا وتواجه بوسائل مكافئة لوجوده الواقعى انما تواجه جاهلية اعتقاديه تصورية تقوم عليها أنظمة واقعية عملية تسندها سلطات ذات قوة مادية. ومن ثم تواجه الحركة الإسلامية هذا الواقع كله بما يكافئه.. تواجهه بالدعوة والبيان لتصحيح المعتقدات والتصورات وتواجهه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها..
وقد ارتبط تاريخ[[ مصر]] القديم وسيطرتها القوية على المنطقة بخصوبة وادي نهر النيل، فالإنتاج الزراعي المصري من القطن وأهميته الإستراتيجية منذ حفر قناة السويس يشرح اهتمامات بريطانيا العظمي الاقتصادية والسياسية في هذا البلد.  


وأورد عن السمة الثانية ص 77 أنها هى الواقعية الحركية وأن الدين حركة ذات مراحل..  
وقد استمرت هذه المصالح بعد الاستقلال الاسمي لمصر في عام [[1922]] قم من بعد معاهدة [[1936]] مع بريطانيا والخروج المتوقع من منطقة القناة في عام [[1949]].  


وأن السمة الثالثة هى أن هذه الحركة دائبة الوسائل متجددة وأن السمة الرابعة هى الضبط التشريعى بين المجتمع المسلم وسائر المجتمعات الأخرى وقام ذلك الضبط على أساس أن [[الإسلام]] لله هو الأصل العالمى الذى على البشرية كلها أن تفىء إليه وأن تخلى بينه وبين كل فرد يختاره ولكن لا يقاومه ولا يحاربه فإن فعل ذلك كان على [[الإسلام]] أن يقاتله حتى يقتله  أو حتى يعلن استسلامه. واستنكر من يحاولون أن يحصروا [[الجهاد]] فى [[الإسلام]] فيما يسمونه اليوم بالحرب الدفاعية. وأورد فى ص 81 فى ذلك ما نصه:" أن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر فى كل  صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها والتمرد  الكامل على كل وضع فى أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور".
وبينما كانت بريطانيا تتوقع أن يكون [[جمال عبد الناصر]] رجلا لينا يمكنه أن يعمل على تأجيل انسحابهم، اتضح أنه ليس من هذا النوع من الرجال.  


واستطرد فى ص 82 يقول:" وقيام مملكة الله فى الأرض وإزالة مملكة البشر وانتزاع السلطان من أيدى مغتصبة من العباد ورده له وحده وسيادة الشريعة  الالهية وحدها والغاء القوانين البشرية كل أولئك لا يتم بمجرد التبليغ والبيان لأن المتسلطين على رقاب  العباد والمغتصبين لسلطان الله فى الأرض لا يسلمون فى سلطاتهم بمجرد التبليغ والبيان".
ونتيجة لسلسلة من الأحداث التي قطعت العلاقة السياسية بين الولايات المتحدة وبين [[مصر]] أصدر[[ جمال عبد الناصر]] قرارا بتأميم قناة السويس، ونتيجة لذلك تآمرت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل آملة إسقاط حكومة [[عبد الناصر]] بهذا العدوان الثلاثي على البلاد.  


ويستطرد بأن هذا الإعلان لتحرير الانسان فى الأرض إنما كا إعلانا حركيا واقعيا وإيجابيا ولم يكن بد من أن يتخذ شكل الحركة إلى جانب شكل البيان.
وبدلا من إسقاط حكومة[[ عبد الناصر]] قامت حرب السويس بدعم شعبية عبد الناصر في المنطقة وسمحت له بتعزيز أفكار الوحدة العربية والقومية العربية بينما كان يقبل المساعدات الاقتصادية والعسكرية من الاتحاد السوفييتي.  


وفى ص 4 أورد ما نصه:" وإذا كان البيان يواجه العقائد والتصورات فإن الحركة تواجه العقبات المادية الأخرى وفى مقدمتها السلطان السياسى القائم على العوامل الاعتقادية التصورية والعنصرية والطبقية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة المتشابكة".
وبينما قامت الولايات المتحدة بتعزيز ميثاق بغداد لدعم مصالحها في المنطقة قام [[عبد الناصر]] بنبذ هذا.  


وفى85 يورد:" إن العبودية الكبرى فى نظر [[الإسلام]] هى خضوع البشر لأحكام يشرعها لهم ناس من البشر".
ولقد كانت سيطرته على أغلب المناطق العربية واضحة جدا حتى حرب عام [[1967]] مع إسرائيل.  
وفى ص87 تحدث عن [[الإسلام]] بأنه يهدف ابتداء إلى إزالة الانظمة والحكومات التى تقوم على أساس حاكمية البشر للبشر وعبودية  الإنسان للإنسان ويورد ما نصه" أن مدلول الدين أشمل من مدلول العقيدة أن اليدن هو المنهج والنظام الذى يحكم الحياة وهو فى [[الإسلام]] يعتمد على العقيدة  ولكنه فى عمومه أشمل من  من العقيدة. وفى [[الإسلام]] يمكن ان تخضع جماعات متنوعة لمنهجه العام الذى يقوم على أساس العبودية لله وحده ولو لم يعتنق بعض هذه الجماعات عقيدة [[الإسلام]]".


وفى ص 90 يورد" أنها سذاجة أن يتصور الإنسان دعوة تعلن تحرير الإنسان من نوع الإنسان فى الأرض.. كل الأرض.. ثم تقف أمام هذه العقبات تجاهد باللسان والبيان حينما يخلى بينها وبين الأفراد خاطبهم بحرية وهم مطلقو السراح من جميع  تلك المؤثرات. فهنا لا إكراه فى الدين. أما حين توجد تلك العقبات والمؤثرات المادية فلابد من إزالتها أولا بالقوة للتمكن من مخاطبة قلب الإنسان وعقله وهو طليق من هذه الأغلال!
ولذلك فإن العديد من شعارات الناصرية كانت الوحدة العربية والفخر بالهوية العربية والاشتراكية العربية والتصميم على الانتهاء من الماضي البغيض (العهد البائد).  


إن [[الجهاد]] ضرورة للدعوة إذا كانت أهدافها هى إعلان تحرير الإنسان أعلانا جادا يواجه الواقع الفعلى بوسائل مكافئة له فى كل جوانبه ولا يكتفى بالبيان الفلسفى النظرى.
ثم إن المفهوم الثقافي المصري حول العالم الإسلامي الخارجي قد ظهر مرة أخرى على شكل "الصحوة" وهي اليقظة الإسلامية أو إحياء الإسلام التي ظهرت في السبعينيات كرد فعل على الهزيمة العسكرية أمام إسرائيل وكرد على فشل [[الأحزاب]] القومية العلمانية والقومية العربية كقوة سياسية.  


وفى 105 أورد ما نصه:" وكما أسلفنا فإن الإنطلاق بالمذهب الإلهى تقوم فى وجهه عقبات ماية من سلطة الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة وهذه كلها هى التى ينطلق [[الإسلام]] ليحطمها بالقوة".. هذه ملابسة لابد منها تولد مع ميلاد [[الإسلام]] ذاته  وهذه معركة مفروضة على [[الإسلام]] فرضا ولا خيار له فى خوضها وهذا صراع طبيعى بين وجودين لا يمكن  التعايش بينهما طويلا.
وبينما يمكن ذكر عدد كبير من الشخصيات فإن هناك أمثلة لكل من الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين الذين أتوا من [[مصر]] والذين كان لهم تأثير على كل من العالم العربي والإسلامي ومن بينهم [[حسن البنا]] مؤسس [[جماعة الإخوان المسلمين]] عام[[ 1928]] و [[سيد قطب]] قيادي[[ الإخوان المسلمين]] الذي شنق في السجن عام [[1966]] بأمر من الرئيس [[عبد الناصر]] وكذلك [[عبد السلام فرج]] من جماعة [[الجهاد]] الإسلامي المصرية، الجماعة التي قامت باغتيال الرئيس [[السادات]]، وشعارهم "الفريضة الغائبة" وهي الجماعة التي قامت بتعزيز [[الجهاد]] المسلح ولها سيطرة كبيرة على التنظيمات الإسلامية الأخرى.  


إذن أن يزيل العقبات كلها من من طريقة ليخاطب وجدان الأفراد وعقولهم  دون حواجز ولا موانع مصطنعة من نظام الدولة السياسى أو أوضاع الناس  الاجتماعية".
وهناك أيضا [[أيمن الظواهري]] ، المسلح المصري والرجل الثاني بعد [[أسامة بن لادن]] ، وكذلك الرجل الأكثر اعتدالا[[ يوسف القرضاوي]] شيخ [[جماعة الإخوان المسلمين]] المنفي والذي تذاع برامجه على قناة الجزيرة بقطر والتي أعطته جماهيرية ضخمة (مثل [[عمرو خالد]] ، الداعية الإسلامي وليس برجل دين).  


ويورد فى ص 110 ما نصه:" و[[الإسلام]] ليس مجرد عقيدة حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان إنما هو منهج يتمثل فى تجمع تنظيمى حركى يزحف لتحرير كل الناس والتجمعات الأخرى لا تمكنه من تنظيم حياة رعايا وفق منهجه هو ومن ثم يتحتم على [[الإسلام]] أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرير العام".
ولم تقتصر الصحوة الإسلامية في [[مصر]] على المعارضة السياسية أو ما يمكن أن نسميه "[[الإسلام السياسي]]"، فقد وجدت الصحوة أنصارا لها من بين المواطنين العاديين والمدرسين وأساتذة الجامعات وموظفو الحكومة وعددا من رجال الجيش.  


وفى الفصل المعنون:" لا إله إلا الله منهج الحياة". تساءل فى ص 120 عما هو المجتمع الجاهلى وما هو منهج [[الإسلام]] فى مواجتهه وأجاب عن ذلك بما نصه:" إن المجتمع الجاهلى هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم وإذا أردنا التحديد الوصفى قلنا انه هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده فتمثله هذه العبودية فى التصور الاعتقادى وفى الشعائر العبودية وفى الشرائع القانونية وبهذا التعريف الموضوعى تدخل فى إطار المجتمع الجاهلى جميع المجتمعات القائمة اليوم فى الأرض فعلا". ووردت فى ص 124
ولكن الصحوة الإسلامية خارج[[ مصر]] لم تكن على النموذج المصري بسبب التطور الذي حدث في نفس الوقت وشعبية [[الجماعات السلفية والصوفية]] الأخرى سواء التي جاءت من [[:تصنيف:الإخوان في السعودية|السعودية]] أو من[[:تصنيف:الإخوان في الأردن| الأردن]] وكذلك سيطرة الشيعة في إيران والمنظمات العراقية و[[ حزب الله]] .


ما نصه:" وأخيرا يدخل فى إطار المجتمع الجاهلى تلك المجتمعات التى تزعم لنفسها أنها مسلمة".
== الجيش والأجهزة الأمنية ==
وهذه المجتمعات لا تدخل فى هذا الإطار لأنها تعتقد بإلوهية أحد غير الله – ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضا ولكنها تدخل فى هذا الإطار لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضا ولكنها  تدخل فى هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده فى نظام حياتها. فهى – وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها وكل مقومات حياتها تقريبا.


وفى الفصل المعنون" جنسية المسلم عقيدته".. وفى الصحيفة 194 أورد" وطن المسلم الذى يحن اليه ويدافع عنه ليس قطعة ارض وجنسية المسلم التى يعرف بها ليست جنسية حكم وعشيرة المسلم التى يأوى إليها ويدافع عنها.. ليست قومه.. وراية المسلم التى يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم. وانتصار المسلم الذى يهفو اليه ويشكر الله عليه  ليس غلبة جيش".
وتمثل[[ مصر]] أهمية عند الولايات المتحدة بسبب قوتها العسكرية فهناك 450 ألف جندي مصري في الخدمة إضافة إلى جنود الاحتياط والقوات شبه العسكرية والتي تقدر بما بين 405 ألف إلى مليون جندي وبذلك تكون [[مصر]] هي أكبر قوة عسكرة في المنطقة.  


ويستطرد فى الصحيفة 195 قائلا: وكل أرض تحارب المسلم فى عقيدته وتصده عن دينه وتعطل عمل شريعته فهى دار حرب ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته.وكل أرض تقوم فيها عقيدته وتعمل فيها شريعته فهى دار اسلام ولو لم يكن له فيها أهل ولا عشيرة ولا قوم ولا تجارة".
كما أن قوة القوات شبه العسكرية تقوم بمساندة استقرار النظام بينما قواتها العسكرية تجعلها واحدة من الدول الرئيسية التي تحث على تحقيق السلام الدائم بين إسرائيل والدول العربية.  


وبهذه الملاحظات استطاع المعاونون للحاكم من عملاء السوفيت أن يوغروا صدره  ضد [[سيد قطب]] و[[الإخوان المسلمين]].. قالوا له أن [[سيد قطب]] يصف عصره بالجاهلية.. يطعن فى حكمه.. يصفه بأنه طاغوت لأنه يريد أن يكون زعيما للعرب.. يستعد لإقامة دولة إسلامية ويقضى على حكمه.. يحارب مبادئه الاشتراكية بسلب الغنى ماله بحجة أعطائه للفقير.. وأنه  يرفع لواء الثورة على حكمه.. فهو يعلن أن العبودية الكبرى فى نظر [[الإسلام]] هى خضوع البشر لأحكام يشرعها لهم ناس من البشر..
وبين عامي [[1999]] و[[ 2005]] أنفقت [[مصر]] حوالي نصف مساعداتها المالية العسكرية الخارجية على معدات مثل طائرات إف-16 وطائرات الأباتشي العمودية ودبابات M1A1.  


===إعلان فى موسكو===
وفي سبيل الحفاظ على المساعدات العسكرية الخارجية لمصر قام المسئولون المصريون والأمريكيون بتقديم أمثلة أخرى للدعم المصري للأهداف الأمريكية ومن بينها تدريب 250 من رجال الشرطة العراقيين و 25 دبلوماسيا عراقيا في العام [[2005]]، وكذلك نشر 800 جندي في منطقة دارفور في [[:تصنيف: الإخوان في السودان|السودان]] عام [[2004]]، والقيام بإرسال فريق طبي ومستشفي ميداني إلى قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان بين عامي[[ 2003]] و[[ 2005]] وتسهيل مرور 861 سفينة بحرية عبر قناة السويس ودعم هذه السفن أمنيا بين عامي [[2003]] و [[2005]] والسماح بمرور 36.553 طائرة عسكرية أمريكية عبر المجال الجوي المصري بين عامي [[2001]] و [[2005]].


واستمع [[عبد الناصر]] لدسائس معاونيه... وطلب من صديقه الوفى المشير [[عبد الحكيم عامر]] أن يتحقق من وجود تنظيمات [[الإخوان المسلمين]] على الإطاحة به.. وعهد المشير عامر إلى رجله الأول [[شمس بدران]] بهذه المهمة... ووجد [[شمس بدران]] الفرصة أمامه ليثبت وجوده وحرصه على حياة زعيم البلاد.. وتمت أضخم عمليات اعتقال ل[[لإخوان المسلمين]].. ونسجت حولهم القصص وحيكت المؤامرات ولفقت  لهم أعمال التخريب التى سيقومون بها.. ولم يعرف الشعب المصرى شيئا عن عمليات اعتقال [[الإخوان المسلمين]] وما كانوا يدبرونه.. أو قيل أنهم كانوا يدبرونه.. وسافر الرئيس السابق [[عبد الناصر]] إلى موسكو يوم 27 [[أغسطس]] [[1965]] تلبية لدعوة زعماء السوفيت التى كانوا وجهوها إليه فى نفس يوم إلقاء القبض على الصحفى [[مصطفى أمين]] بتهمة التجسس فى شهر [[يوليو]].. وهو الذى يعتبرونه ألد أعداء الشيوعية فى [[مصر]].
وإضافة إلى القوات العسكرية الأمريكية المنتشرة في [[مصر]] من أجل القيام بمناورات النجم الساطع نصف السنوية فإن هناك حوالي 600 جندي أمريكي دائمين ضمن قوات المراقبة الدولية المتمركزة في معسكر شمالي في شمال سيناء بالجورة على بعد حوالي 25 كم من الحدود الإسرائيلية ومعسكر آخر في الجنوب في مدينة شرم الشيخ في أقصي جنوب سيناء بين شرم الشيخ وخليج نعمة ولهم ما يقرب من 30 نقطة مراقبة بين هذين المعسكرين للتأكد من عدم وجود عنف من قبل القوات المصرية أو الإسرائيلية وكذلك لضمان إمكانية الملاحة في مضيق تيران.  


'''وفى يوم 29 [[أغسطس]].. وبعد وصوله إلى موسكو بيومين اجتمع بالطلبة الدارسين هناك وقال لهم بالحرف:'''
أما قوات المراقبة الدولية فتضم قوات من بين عشر دول وقد وجدت في العام [[1979]] بعد اتفاقات كامب ديفيد عام [[1978]] ومعاهدة السلام بين[[ مصر]] وإسرائيل وقد تم تعيينها في العام [[1982]].   


" قد تحصل مؤامرات زى الكلام اللى حصل من [[الإخوان المسلمين]] أخيرا اللى انكشف هذا الشهر..و احنا رفعنا الأحكام العرفية من سنة ومن أكثر من سنة... من [[مارس]] [[1964]].. وصفينا المعتقلات... و[[الإخوان المسلمين]] إحنا عملنا لهم قانون علشان نرجعهم لشغلهم...طلعوا كلهم من المعتقل.. كل واحد فيهم رجع لشغله.. كل واحد فيهم أخذ ماهية... بيجى الشهر ده نمسك مؤامرة من [[الإخوان المسلمين]] فى [[مصر]]... بنلاقيهم عاملين تنظيم سرى وعندهم سلاح وجايبين مفرقعات وجايلهم فلوس من [[سعيد رمضان]] من الخارج".
وقد هوجمت قوات المراقبة الدولية مرتين جراء اندلاع العنف الإسلامي في سيناء والتي أدت إلى أسئلة حول حساسية القوات الأمريكية والقوات الخارجية الأخرى في البلاد.  


وكان هذا هو أول إعلان عما سمى مؤامرة [[الإخوان المسلمين]]..والغريب أن [[عبد الناصر]] اختار موسكو لكى يعلن فيها النبأ.. علما بأنه كان قبل  رحلته لموسكو بيومين فى زيارة [[:تصنيف:الإخوان فى المملكة العربية السعودية|السعودية]].. وهذا ما يؤكد الشبهات من أن السوفيت كانوا وراء المؤامرة..
أما بالنسبة للقوات المصرية فهناك أسئلة حول تحديث قواتها المسلحة والتعاون الذي يمكن تحقيقه بين الولايات المتحدة وبين [[مصر]].  


وأن إعلان [[عبد الناصر]] لها  فى موسكو هو طريق لسكب المزيد من صداقتهم.
فالقوات المصرية تختلف بشكل كبير عن القوات الأمريكية نظرا لمتطلباتها فضلا عن التطوع وطبيعتها، كما أن حجم القوات العسكرية وشبه العسكرية يجب أن يثير بعض الاهتمام.  


وتأكد ذلك عندما عاد [[عبد الناصر]] إلى [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]... نظم له [[على صبرى]] المظاهرات على جانبى طريقه من المطار إلى منزله بمنشية البكرى.. آلاف وقفوا هتفا واحدا " دبح... دبح.. يا جمال.. لا رجعية ولا إخوان".. وفى مناطق أخرى من الطريق كان هناك أخر هو" شنق ... شنق يا جمال .. لا رجعية ولا إسلام".
وكواحدة من أكبر المؤسسات التي تضم موظفين داخل الدولة فإن الجيش يقوم بكبح التحول السياسي والاقتصادي بطرق مختلفة.  


وهكذا أصبح [[الإسلام]]... رجعية والإلحاد ومبادىء الشيوعية هو التقدمية.. وكانت تلك تعليمات السوفييت.. محاربة [[الإسلام]] فى أى مكان.. مهاجمة أى تجمع اسلامى.. وتأكد ذلك بعد عام... فى عام [[1966]] عندما فكرت [[:تصنيف:الإخوان فى المملكة العربية السعودية|السعودية]] وإيران فى تكوين حلف اسلامى يضم الدول الإسلامية لتقف ضد التيار الشيوعى.. وهاجم [[عبد الناصر]] هذا الحلف فى جميع خطبه وصفه بالرجعية والعمالة للإستعمار و[[الصهيونية]]..
وقد كتب روبرت سبرنج بورج عن زيادة تصنيع الجيش للأسلحة وللمنتجات غير العسكرية أيضا في أواخر الثمانيات، فتحول الجيش إلى منتج بجانب كونه موظفا يعد شرخا مهما في الاقتصاد ولكنه يضمن ولائه للحكومة والحزب المسيطر '''([[الحزب الوطني الديمقراطي]])''' .  


ووقف [[كمال رفعت]] وكان واحدا من المتحمسين منذ بدء الثورة لمهاجمة [[الإسلام]] وتعذيب المسلمين وكان له دور بارز فى تعذيب [[الإخوان المسلمين]] عام [[1954]] مع [[على صبرى]].. وقف[[ كمال رفعت]] يوم أول [[أغسطس]] عام [[1966]] يخطب فى أعضاء أول مؤتمر للمبعوثين كان يعقد ب[[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] ليكشف عن المخطط الشيوعى فى تدبير التآمر عن [[الإخوان المسلمين]].. قال:
وقد كان من أهم عملاء السلاح عند[[ مصر]] في فترة الثمانينيات هو الرئيس العراقي [[صدام حسين]] وقامت الولايات المتحدة بتشجيع هذه الصفقات التي ساعدت [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] في حربها علي إيران في هذه الفترة.  


" ومن الملاحظ أن دعوة الحلف الإسلامى بدأت تظهر حينما فشلت الرجعية المحلية فى الجمهورة العربية المتحدة من تحقيق أهدافها فى ضرب ثورة 23 [[يوليو]] والذى كان يتمثل أساسا فى مؤتمرات جماعة [[الإخوان المسلمين]] ويلاحظ أيضا أن [[الإخوان المسلمين]] كانوا يتلقون دعمهم المادى من [[:تصنيف:الإخوان فى المملكة العربية السعودية|السعودية]] أحد أركان هذا الحلف.. من ذلك يتضح لنا  أن الحلف الإسلامى هو أحد أساليب الاستعمار الجديد فى السيطرة الجديد فى السيطرة على الشعوب وهكذا وصف[[ كمال رفعت]] [[الإخوان المسلمين]] بالتآمر .. والحلف الإسلامين بأنه أحد أساليب الاستعمار.. وكانت تلك هى لغة الشيوعيين فى مهاجمة أى تمسك بالدين الاسلامى..
وقد تعلق مظهر مثير للجدل للإنتاج غير الحربي للجيش بإعادة توجيه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مبالغ بمقدار 200 مليون دولار ليتم توجيهها إلى شركة "General Motors" بالاتفاق الذي وقع مع "ناسكو" في العام [[1986]].  
ولكى أكون منصفا.. وللتاريخ .. هل كانت حقيقة مؤامرة من [[الإخوان المسلمين]] فى عام [[1965]] لقلب نظام الحكم؟


أن هذا ما سأتناوله بالتفصيل فى الباب التالى..
ولقد كان هذا الاتفاق الذي أمل فيه الجيش يرمي لإنشاء مصنعا ضخما ويتطلب موافقة وزير الدفاع[[ محمد عبد الحليم أبو غزالة]].  


</div><noinclude> </noinclude>
كما قام الجيش كذلك بتقديم المنتجات الغذائية وذلك أنهى استصلاح الأراضي مع تأييد للبيع والتحويل للقطاع الخاص الذي قام بدعم نظام الرعاية المتطور والذي يمول الهيكل العسكري المدني.


==الباب الثالث==
وقد استولي قادة الجيش المتقاعدين ورجال الأعمال البارزين على جهود السياحة والبناء.


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
ومثل هذه المحاولات للحصول على الربح ذهبت بعيدا للتفكير في تطورات جديدة مخططة لبناء سكنات للجيش والشرطة في أماكن متعددة من العاصمة، ولما تصاعد التوتر مع الجماعات الإسلامية المسلحة و [[جماعة الإخوان المسلمين]] الأكثر اعتدالا في هذه الفترة، قام الجيش بشكل مثير للاهتمام بعزل نفسه عن السياسات القمعية لوزارة الخارجية بقيادة [[زكي بدر]] ، وقد قام هذا بحماية الجيش على الأقل أمام أعين العامة.


* الإخوان بعد المذبحة
ولم يتغير الموقف بشكل أساسي خلال سنوات التداخل للقول بأن واحدة من عقبات وجود [[الديمقراطية]] يتمثل في تحول السلطة من [[الحزب الوطني الديمقراطي]] الذي هو على علاقة وثيقة بقيادة الجيش والشكل الإنتاجي العسكري المدني.
* عودة النشاط
* عميل المباحث العسكرية
* الاقرار الشامل


وتشير الأجهزة الأمنية في الغالب إلى مباحث أمن الدولة، فهم يقدمون الأمن للدولة والاستخبارات كما أن لهم يد في حماية مصالح [[الحزب الوطني الديمقراطي]] ما دامت مصالح الحزب لا تتعارض ومصالح الحكومة.


===الإخوان بعد المذبحة===
ولما كان الجيش المصري في عام [[1973]] يقدر بمليون جندي فقد انخفض عدده الآن بشكل كبير وزاد عدد عناصر الأمن ليقدر بمليون عنصر.


اختفى نشاط [[الإخوان المسلمين]] تماما بعد المذبحة التى تعرضوا لها فى عام [[1954]]. وكانت المذبحة قد دبرها [[عبد الناصر]] للتخلص من جماعة [[الإخوان المسلمين]] التى كا يوم من الأيام عضوا فى جهازها السرى ويعمل تحت رئاسة زعمائها.. وإن كان دائما ينكر تلك العلاقة..
ثم إن الأجهزة الأمنية كلها تضم الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة تحت رعاية وزارة الداخلية التي تتعامل بشكل مباشر مع قضايا الأمن الداخلي، المخابرات العامة تحت رئاسة الرئيس، والمخابرات العسكرية تحت رئاسة وزارة الدفاع والتي تقوم بدعم المخابرات أيضا.  


ولشعوره بعقدة الذنب كان  دائما يحاول تبرير تصرفه ضد [[الإخوان]] فى عام [[1954]].. ومن ذلك ما قاله يوم 18 [[نوفمبر]] سنة [[1965]] أمام الشباب فى [[:تصنيف:إخوان حلوان|حلوان]] بعد أن أطاح للمرة الثانية بجماعة [[الإخوان]].. قال بالحرف الواحد:
وإضافة إلى ذلك قامت الأجهزة الأمنية بعمل محاكم خاصة للاستماع للقضايا المتعلقة بتهديد الأمن القومي والتي يكون الحكم فيها عن طريق القانون الجنائي وكذلك هناك أنواع أخرى من القضايا تكون تحت سيطرة قوانين الطوارئ ، ويمكن أن يشار إليها بمحاكم الأمن القومي أو محاكم أمن الدولة العليا.  


- أنا قبل الثورة كنت على صلة بكل الحركات السياسية الموجودة فى البلد.. يعنى مثلا أعرف الشيخ [[حسن البنا]].. لكن مكنتش عضو فى [[الإخوان]].. فيه فرق بين أننى أعرف الشيخ [[حسن البنا]] وفرق أننى أكون عضو فى [[الإخوان]]... وكنت أعرف ناس من الوفد وكنت أعرف ناس من الشيوعيين.. وأنا بأشتغل فى السياسة من أيام ما كنت فى ثالثة ثانوى.. وفى ثانوى انحبست مرتين.
ومنذ فترة رئاسة ناصر لعبت قوات الأمن دورا سياسيا مثيرا للجدل لضمان سيطرة الدولة على المعارضة والمنشقين، كما لعبت دورا قويا في الدول العربية السلطوية الأخرى (مثل [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] و[[:تصنيف:الإخوان في سوريا|سوريا]] و[[:تصنيف:الإخوان في الأردن|الأردن]]) ولكنها في [[مصر]] قد ذهبت بعيدا عن كونها مجرد شرطة.  


وأول ما اشتركت.. اشتركت فى مصر الفتاة.. وده يمكن اللى دخلنى فى السياسة.. كنت ماشى فى [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]].. ولقيت معركة بين الأهالى والبوليس.. اشتركت مع الأهالى ضد البوليس.. قبضوا عليه ورحت القسم.. بعدها  رحت القسم سألت الخناقة كانت ليه.. وكنت فى سنة ثالثة ثانوى... فقالوا إن رئيس [[حزب مصر الفتاة]] حيتكلم والبوليس جاى يمنعه بالقوة.. وقعدت يوم وثانى طلعت بالضمان الشخصى ورحت انضميت ل[[حزب مصر الفتاة]].
وفي [[مصر]] تنوعت أساليب الأجهزة الأمنية باختلاف وزراء الداخلية، وخلال معاركهم الوحشية مع الإسلاميين في التسعينيات والتي أظهروا عنفا كبيرا للسيطرة على ممثلي المجتمع وخاصة ممثلي [[الحزب الوطني الديمقراطي]] الذين يسعون للديمقراطية أو الذين يحاولون تسجيل انتهاكات حقوق الإنسان بمختلف أنواعها.


وبعدين حصل خلافات وسبت مصر الفتاة وانضميت للوفد.. وطبعا أنا الأفكار اللى فى رأسى بدأت تتطور.. وحصل عندى نوع من خيبة الأمل بالنسبة لمصر الفتاة.. ورحت الوفد.. وبعدين نفس الشىء حصل مع الوفد وبعدين  دخلت الجيش.. وبعدين ابتدينا نتصل  فى الجيش بكل الحركات السياسية ولكن مكناش أبدا فى يوم أعضاء فى [[الإخوان المسلمين]].. كأعضاء أبدأ..
== المساعدات والضروريات والعنف في دولة فاشلة ==


ولكن [[الإخوان المسلمين]] حاولوا يستغلونا.. وأنا كانت لى علاقة قوية بالشيخ [[حسن البنا]].. رحمه الله... ولكن علاقة صداقة ومعرفة... وزى ما قلت لكم.. أنا ما كنتش أبدا فى [[الإخوان المسلمين]].. وأنا  لوحدى يمكن اللى كان ليه علاقة ب[[حسن البنا]]... وإخواننا كلهم ما كانش لهم علاقة.. ولكن كنت بأقول لهم على الكلام اللى حصل معاه..
تتلقي إسرائيل 3 مليار دولار في العام من الولايات المتحدة، وسوف تتلقي الآن 30 مليار دولار عقب معاهدة المساعدات للعشر سنوات المقبلة.  


وأنا كان لى أيضا علاقة ببعض الناس من [[الإخوان]] كعلاقة صداقة.. وكان هم ليهم تنظيم فى داخل الجيش.. وكان يرأس هذا التنظيم ضابط اسمه [[أبو المكارم عبد الحى]].. وقامت الثورة.. وفى أول يوم من قيام الثورة جالى بالليل [[عبد المنعم عبد الرءوف]] ومعاه أبو المكارم.. وكان عبد المنعم معانا فى اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار واستقال قبل الثورة  بستة شهور لما رفضنا اقتراحه بضم  حركة الضباط إلى [[الإخوان]]... جانى  عبد المنعم وأبو المكارم وطلبوا  أن احنا نديهم أسلحة علشان [[الإخوان]] يقفوا جنبا إلى جنب مع الثورة.. وأنا رفضت أن إحنا نديهم هذه الأسلحة.. قلت لهم اخنا مستعدين نتعاون.. وبدأ التعاون بيننا وبين [[الإخوان المسلمين]].. قلت لهم يشتركوا فى الوزارة بعد كده.. ورشحوا عدد من الناس للإشتراك فى الوزارة .. ولكن جه بعد كده تصادم وجالى ثلاثة من [[الإخوان المسلمين]] وقدموا لنا شروط..
وفي الماضي كانت الولايات المتحدة تمنح [[مصر]] مساعدات أكثر مما تمنحه لأي دولة أخرى ما عدا إسرائيل، وحتى بعد خفض المساعدات كانت [[مصر]] لا تزال تتلقي 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية وقد كانت هناك إضافة في العام [[2006]] بمقدار 495 مليون دولار متعلقة بالإصلاحات الاقتصادية.  


'''الشرط الأول:''' إنه لا يصدر قانون إلا إذا أقره [[الإخوان المسلمين]] .
أما الخطة العامة للمساعدات التي نشرت من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بين عامي [[2004]] و [[2006]] فيتم عرضها من خلال الجدول رقم 1.  


'''الشرط الثانى: '''أنه لا يصدر قرارا إلا إذا اقره [[الإخوان المسلمين]].. أى بمعنى أوضح أن [[الإخوان المسلمين]] يحكموا من وراء الستار.. ورفضنا هذه الشروط..
فالمساعدات الاقتصادية تهدف إلى دعم احتياجات الدولة ولكنها لا تلبي جميع هذه الاحتياجات بأي شكل من الأشكال.  


وهكذا كشف [[عبد الناصر]] بنفسه بعد 11 عاما من مذبحة [[الإخوان]] أسبابها الحقيقية وكان تمثيلية محاولة اغتياله فى المنشية هى إشارة البدء للتخلص من [[الإخوان المسلمين]].. للتخلص من ماضيه.. والتخلص من [[محمد نجيب]] الذى كان يطالب بعود الحياة النيابية للبلاد ويطالب بحكم ديمقراطى تسوده الحرية والعدالة..
وإضافة إلى هذا فقد تم تخفيض قدر كبير من ديون مصر كتسوية لها جزاء مشاركتها في حرب الخليج عام [[1991]].  


وفى يوم أسود من أيام عام [[1955]] تم شنق 6 دفعة واحدة من أعضاء الجماعة [[الإخوان المسلمين]]..  واحد منهم وهو[[ محمود عبد اللطيف]] بصفته الفاعل الأصلى فى محاولة اغتيال [[عبد الناصر]].. والخمسة الآخرون محرضون ومدبرون وهم المحامون [[عبد القادر عودة]] و[[إبراهيم الطيب]] و[[هنداوى دوير]] والواعظ الشيخ فرغلى ورئيس الجهاز السرى [[يوسف طلعت]].. ودخل السجون حوالى الألف من أعضاء جماعة [[الإخوان المسلمون]] بأحكام.. ودخل المعتقلات ألاف بدون أحكام..
جدول 1. الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية [[2004]]-[[2006]]


وعاش بقية أعضاء جماعة [[الإخوان المسلمين]] فى ذعر.. وعاش البعض يفكر فى الثأر لدم شهداء [[الإخوان]].. ومن هؤلاء الذين تمكنوا من الإفلات من ايدى مراكز القوى وهربوا إلى الخارج البلاد قبل المذبحة وفى مقدمتهم [[محمد سعيد رمضان]] و[[كامل الشريف]] و[[مصطفى العالم]] و[[العشماوى سليمان]]..
الغرض الرقم السنة المالية [[2004]] السنة المالية [[2005]] السنة المالية [[2006]]


وف خلال عام [[1955]]... وبعد إعدام زعماء [[الإخوان المسلمين]] بدأ التفكير فى الانتقام.. واتصل [[محمد سعيد رمضان]] بتاجر موبيليات فى [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] اسمه [[خطاب السيد خطاب]] الذى استطاع أن يقنع ثلاثة من أعضاء جماعة [[الإخوان]] بالاشتراك معه فى إحياء جماعة [[الإخوان المسلمين]] وهم المهندس [[محمد فؤاد إبراهيم]] والمأذون الشرعى [[مصطفى محمود ساهل]] و[[أحمد حسن أبو العلا]].. وأوهم خطاب فى مقابلاته مع [[محمد سعيد رمضان]] أنه قام بتشكيل تنظيمات مسلحة ويحتاج إلى المال.. ورسم له [[سعيد رمضان]] خطة لنسف قطار [[عبد الناصر]] وأمده بأصابع جليجانيت والمال.. وأخذ خطاب المال وألقى بالمفرقعات فى البحر.. وكان ذلك عام [[1955]] ولم تعلم الحكومة شيئا.. وبعد عشر سنوات وخلال عمليات الإطاحة ب[[الإخوان المسلمين]] عام [[1965]] تم القبض على [[خطاب السيد خطاب]] وزملائه الثلاثة وقدموا للمحاكمة لأنهم فكروا فى عام[[1965]]  فى محاولة اغتيال [[عبد الناصر]].. وعدلوا عن التنفيذ ولم يسعوا اليه بعد ذلك.. وحكم عليهم بالأشغال الشاقة يوم 7 [[سبتمبر]] سنة [[1965]] وهكذا كانت عدالة زمان.
إيجاد وظائف من خلال التجارة والاستثمار 263-016 472.340 428.309 426.500


والذى لا شك فيه أن داخل قلب كل مسلم مؤمن بدينه كانت ثورة لما يراه من اتجاه بالبلاد إلى مخالفة تعاليم الدين.. ولكن أحد لم يكن يستطيع أن يتكلم.. وتفريق  أعضاء جماعة [[الإخوان المسلمين]] حتى لا يقعوا تحت قبضة عملاء السوفيت من أعوان [[عبد الناصر]]..
البنية التحتية والموارد الطبيعية 263-018 7.400 2.000 1.100


وفى عام [[1957]] بدأ الزحف الشيوعى على البلاد.. وكانت تصدر مجلة باسم السيدات المسلمات تشرف على تحريرها السيدة [[زينب الغزالى]].. وفى آخر عدد صدر من تلك المجلة كان بتاريخ [[يونيو]] سنة [[1957]] استطاعت [[زينب الغزالى]] أن تطبع العدد وبه مقال بتوقيعها عنوانه : سيدى الملك" وهو عبارة عن رسالة للملك سعود ورد به"
الإدارة 263-019 9.940


" سيدى الملك.. أكتب اليك اليوم و[[الإسلام]] فى محنة.. وكم استصرختكم وإن كنت أحس استماعك لكل [[مصر]] تستصرخكم ل[[لإسلام]].. غير أنى كأى مؤمن يتحرك غيظا من نشر الكفر من حوله وهو عاجز عن محاربته اللهم إلا بذلك السلاح الضعيف.. اللسان والقلم والقرطاس.. بنفس فيها غيظة.. وحتى تلك الأسلحة الضعيفة قلما يستطيع صاحبها أن يستغلها.. فالحديد والنار أقوى من القلم ومن  القلم ومن اللسان.. وهما عدة الذين ينشرون  الكفر فى ربوع المسلمين, وذلك هو الأمرالذى جعلنا نستصرخكم يا سعود فأنت المسلم القادر اليوم على الدفاع عن [[الاسلام]].. وكم استصرختك لصد التيارات الجارفة الكافرة الحمراء على بلادنا المسلمة ومحاربة كافة أنواع الإستعمار غريبا كان أم شرقيا..
الصحة وتنظيم الأسرة 263-020 29.230 26.900 17.200


يا سعود اشهد الله عليك.. أنت مسئول,, وإننى قد أبلغتك بما عليك لله وللرسول وللمؤمنين.
الديمقراطية والحكم 263-021 37.050 34.900 25.400


وأثار المقال سخط السفارة السوفيتية قبل سخط [[عبد الناصر]].. واحتجت لديه على المقال.. وصدر قرار بإغلاق المجلة واعتقال [[زينب الغزالى]]..
تحسين التعليم الأساسي 263-022 15.648 38.611 24.800


وعاد الهدوء مرة أخرى.. لا أحد يتحدث عن [[الإخوان المسلمين]] ولا أحد يفكر فى إحياء نشاطها.. فقد كان زعماؤها أمثال[[ حسن الهضيبى]] و[[سيد قطب]] و[[صلاح شادى]] و[[عمر التلمسانى]] و[[صالح أبو رقيق]],.. وغيرهم كثيرون داخل السجون.. والذين كانوا خارج أسوار السجون شباب صغير السن تنقصه الدراية بشئون التنظيم.
الإجمالي (بالآلاف) 571.608 530.720 495.000
وبالرغم من تخفيض المساعدات في السنوات الأخيرة فإن المساعدات العسكرية الأمريكية كانت ترمي لتحسين قدرة الجيش المصري، وبعض هذه المساعدات كان لتحديث أو استبدال الأسلحة والطائرات والسفن السوفييتية.  


===عودة النشاط===
وهناك عناصر أخرى تدعم التدريب وكذلك تدريبات دولية نصف سنوية مهمة تسمي بالنجم الساطع.


وبذل عدد من هؤلاء الشبان جهودا لإعادة تكوين جماعة الإخوان .. وكان هناك أكثر من تنظيم.. وأكثر من تفكير لإعادة التنظيم فمثلا بعد الإفراج من المعتقل عن المهندس مراد الزيات أخذ يدعو إلى فلسفة خاصة لأحياء جماعة الإخوان وهى: أن كل مجموعة يتعارفون ويتزاورون بصفة غير دورية وغير منتظمة ويتكلمون فى الدعوة والمشاكل القائمة دون أن ينظموا أنفسهم فى شكل اسمى أو يخضعون لقيادة معينة.. حفاظا جماعة الإخوان المسلمين من أن تتمكن السلطات البلد من محاربتهم.. وكان المفروض فى رأيه أن النشاط بالصورة دى كفاية فى ذلك الوقت ويمكن أن يكون نواة للتنظيم فى المستقبل.. وفعلا تجمع حوله 20 فردا.. وكان ذلك فى أوائل الستينات..
وقد درس برنامج المساعدات العسكرية الأمريكي من قبل مكتب المحاسبة التابع للحكومة الأمريكية وقدم في تقرير إلى لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب.  


وكانت هناك محاولة ثانية بدأت فى عام 1957 واستمرت حتى منتصف عام 1959 وكانت برئاسة أحمد عادل كمال وهو كان من المسئولين عن الجهاز السرى للإخوان عام 1954 وفصله حسن الهضيبى  لخلاف بينهما.. وقد أنهى أحمد تنظيمه عام 1959 هندما أحس أن رجال الأمن فى البلد بدأوا يتتبعون خطواته.. وجرت محاولة بعد ذلك فى أوائل الستينات لإعادة هذا التنظيم بصفته إلى تنظيم تولاه على عشماوى وأمين شاهين إلا أنه لم يعقد سوى اجتماع واحد ثم بدأ أحمد كمال يتخلص من العمل فى ذلك التنظيم.
وقد انتقد عضو الكونجرس توم لانتوس بقوة برنامج المساعدات العسكرية المقدمة لمصر قائلا أنه ليس هناك دليل على أن [[مصر]] قامت بتحويل قوتها بشكل فعلي إلى طريق التحديث وتحسين الأداء الأمني كما ينبغي بالرغم من التكلفة العالية للبرنامج.  


وكانت هناك عدة تنظيمات صغيرة فى سبرا وكان يتولاها عبد الفتاح حسين وعبد الله عبد العاطى.. وتنظيم تحت إشراف فريد عبد الخالق أحمد زعماء الإخوان ولكن كانت مهمته جمع التبرعات للإنفاق على عائلات ضحايا مذبحة عام 1954 الذين أعدمهم عبد الناصر أو أدخلهم السجون والمعتقلات.
وقد وجد التقرير نفسه أن البرنامج يوضح مساعدات مصر للمصالح الأمريكية ومن بينها السماح بالمرور من قناة السويس والمرور من خلال المجال الجوي المصري والسعي للسلام المصري الإسرائيلي.  


فالتعريفات الحقيقية للحداثة وقابلية التشغيل لهذه القوة ليست في موضعها الصحيح وليس هناك تقدير حول تقدم أهداف وزارة الخارجية الأمريكية أو وزارة الدفاع الأمريكية. 


===عميل المباحث العسكرية ===
ومع ذلك فإن هذه المحاولات ومحاولات أخرى سبقتها في [[2007]] لتخفيض أو تغيير بنود هذا الدعم لمصر قامت بمقاومتها وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض.


ولم تكن الحكومة تعلم شيئا عن تلك التنظيمات حتى عام 1965 عندما كشف عنها جميعا أحد قادة التنظيم الذى أطيح به فى تلك السنة.. وهو أحمد عبده عشماوى.. وكان يعمل كاتب حسابات بالشركة المصرية العامة للأساسات.. وقد تضاربت الأقوال فى حقيقة على عشماوى .. البعض يؤكد أنه كان من المخلصين لفكرة إحياء جماعة الإخوان المسلمين وظل كذلك حتى تم القبض عليه وحوكم وصدر ضده حكم الإعدام ثم خفف للمؤبد.. والبعض  يؤكد أنه كان عميلا لجهاز المباحث الجنائية العسكرية وعندما استشعر أن هناك نية للإحاطة بالإخوان المسلمين سارع بتقديم خدماته لرجال المباحث الجنائية العسكرية وحرر إقرارا مكون من تسع صفحات يتضمن كل المعلومات التى كان يعرفها عن ذلك التنظيم وأضاف إليها معلومات لإقحام اسم محمد رشاد مهنا ضمن التنظيم للإطاحة به .. وكان رشاد مهنا من المعروفين بعدائهم للشيوعية ولعبد الناصر .. ويؤكد الذين يرددون ذلك أن على عشماوى لم يمكث فى السجن طويلا ثم أفرج عنه وهاجر إلى أمريكا حيث يقيم بها حاليا..
فالبيان الذي قدم للكونجرس قد أفاد في فهم القضية وكيف أن المساعدات ترتبط بشكل فعلي بالتشجيع الأمريكي للإصلاح السياسي، فإذا أخذنا في الاعتبار هذه الملاحظات التي ذكرها السفير الأمريكي السابق لمصر ديفيد ويلك، وهو الآن رئيس شئون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية: "...إننا قد رأينا أن نقوم بالتطوير بشكل عام تجاه مجتمع أكثر [[ديمقراطية]] في[[ مصر]] كما أننا نؤمن بقوة أن المساعدات الأمريكية لمصر يجب أن تستمر، فالمصريون أنفسهم يريدون عملية إصلاح.  


وأيا كان مدى صدق القولين.. فإن الأوراق تؤكد أن على عشماوى كان هو الخيط الذى أدى إلى الإطاحة بجميع الإخوان المسلمين عام 1965.. والإطاحة برقاب ثلاثة من أشد المؤمنين بالله وهم الشهداء سيد قطب وعبد الفتاح اسماعيل ومحمد يوسف هواش.
كما أننا نؤمن بأن مصالحنا الأمريكية القومية تظل مرتبطة ومتشاركة بما سوف يصبح تحديا للأجيال.  


وفيما يلى نص الإقرار الذى حرره على عبده عشماوى بعد أن قبض عليه رياض إبراهيم أحد ملوك التعذيب مصادفة!!
وبتجهز جيل جديد من القادة للظهور في[[ مصر،]] وخطورة مثل هذا على المصالح الأمريكية وعلى حياة المواطنين العاديين كانت الولايات المتحدة على اتصال كامل بهذه الشراكة الصعبة. "
وقد نادت معظم جهود الكونجرس الأخيرة بسحب 200 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة إلى[[ مصر]] لحين وضع حد لانتهاكات الشرطة وإصلاح نظامها القضائي ومنع تسرب الأسلحة إلى [[غزة]].


ففى المستندات محضر تحقيق محرر بمعرفة الجلاد رياض إبراهيم وبدون تاريخ وفيما يلى نصه.
وعلى كل حال فقد وعدت وزارة الخارجية الأمريكية باتفاقية مساعدات عسكرية لمدة عشر سنوات بمقدار 13 مليار دولار إلى مصر (بعد كتابة هذه الدراسة).


'''محضر تحقيق..'''
== التنمية والعنف ==


بمعرفتنا نحن الرائد رياض أحمد إبراهيم من المباحث الجنائية العسكرية وبناء على أوامر السيد قائد المباحث الجنائية العسكرية العليا بضبط المدعو موسى مصطفى موسى أبو طال وتفتيش شخصه ومنزله الكائن بالمسكن الشعبية بإمبابه بلوك15أ. وعليه فقد توجهنا وبرفقتي تنفيذ ذلك حضر المدعو على أحمد عبده عشماوى فى منزل المدعو موسى مصطفى موسى فقمنا بالقبض عليه وبتفتيشه عثرنا على الأتى:
أدى كل من الدفاع المصري والخسارة المصرية في الحرب مع إسرائيل، إلى جانب سلسلة من الفشل في تحقيق التنمية الاقتصادية والتخطيط '''(التطبيق الجزئي للاشتراكية)''' بمصر إلى أن تكون دولة فقيرة.  


*بطاقة شخصية باسم على أحمد عبده عشماوى رقم 28152 روض الفرج.
والأصعب من هذا هو الأمر الذي يتم مناقشة بشكل نادر والذي يتمثل في العلاقة بين الانحدار السياسي والاقتصادي وبين التيار الخفي للاستياء والعنف المتقطع بالتنوع الإسلامي.  


* كارت باسم حامد حسن اسكندر ومدون عليه بالحبر محرم بك شارع محسن باشا غرفة 32 دور رباع.. الأستاذ فؤاد رزق ومدون عليه أيضا رقم 802593.
فهناك العديد من أشكال العنف المحلي والثارات التي تندلع من أجل أمور متعلقة بالمال والحاجة إليه.  


* نوتة صغيرة بجلدة بنى بها أرقام تليفونات وعناوين أشخاص مختلفة.
وقد وصف تيمثي ميتشيل تراث العنف في مصر حول المكاسب الاقتصادية بأنه الأدب الذي كلل الحداثة والتطور التكنولوجي الذي بدأ في الستينيات ويجب أن يكون قد قام بتحسين حياة المصريين بشكل كبير في عهد الرئيس مبارك اليوم.  


* مبلغ خمسمائة جنيه وهو عبارة عن خمسين ورقة مالية فئة العشرة جنيهات.
وكتب ميتشيل عن أساليب العنف التي استغلها ملاك الأراضي للسيطرة على الفلاحين وخاصة مع تزايد عدد الأراضي أو للحصول على أراضي الآخرين عن طريق التعذيب أو حتى القتل لخلق '''"ثقافة الخوف"''' .


وأقفل المحضر على ذلك فى ساعته وتاريخه وبمعرفتنا نحن محققه السابق وتحرزت المضبوطات وتعرض والمحضر والمتهم على السيد قائد المباحث الجنائية العسكرية للنظر.
وقد استمرت هذه الثقافة كحزب يطالب بتمثيل الحشود، الاتحاد الاشتراكي العربي، من خلال الشروع في [[سياسة]] الإصلاح الزراعي، والأمل في تحويل الانتباه عن المظاهرات الشعبية المستمرة والمسيرات والاحتجاجات ضد الحكومة مما يعانيه الفقراء اقتصاديا.


وهكذا تم ضبط على عبده عشماوى مصادفة.. أو هكذا أراد لها أن تكون رياض إبراهيم.. ولم يحرر تاريخ الضبط أو رقم إذن التفتيش او شيئا عن الشخص الذى ذهب إلى منزله لضبطه..هكذا وبطبيعة الحال كتب على عبده عشماوى إقرارا.. مثله مثل كل الذين كان يقبض عليهم رجال المباحث الجنائية العسكرية.. والإقرار تشعر وأنت تقرؤه أنه حرر بنظام ليشمل كل الجوانب القضية التى أرادها نظام الحكم وقتئذ للإطاحة بالإخوان.. وفيما يلى صفحات تضم نص الإقرار الذى كتبه على عبده عشماوي..
فالإصلاح الزراعي قد منع بعد حرب[[ 1967]] مما يعني أن العديد من النخبة المستوطنة في الريف سوف تقوم بالعودة إلى أراضيها داعمة الإطار السياسي للدولة وضامنة الارتياب المتواصل من قبل الفلاحين.  


ثم إن كل الوعود التي منحت لهؤلاء الناس قد تم التخلي عنها ونقضها في العقود التالية من التخطيط الاقتصادي.


===الإقرار الشامل===
== الموقف الاقتصادي ==
لم يزل الموقف الاقتصادي سيئا جدا بالنسبة لأغلبية المصريين تجاه كل من التوظيف والإسكان والمدخرات والخدمات الصحية بشكل أسوأ مما ذكرته الإحصاءات القومية.


فى صيف سنة 1963 تقريبا تقابلت مع عوض عبد العال عوض بميت غمر وقد تمت بيننا مناقشة حول موقف الجماعة ووجوب القيام بإعادة تنظيمها وقد ألح لى أنه فى حالة وجود تنظيم هل أقبل الإشتراك به ولم يزد فى هذه المقابلة على ذلك.
ويمثل سكان الحضر 43 % ويمثل سكان الريف 57 % وقد تم حساب الناتج القومي للفرد بشكل مختلف فقد بلغ 3.810 بتقدير بيت الحرية وبلغ 4000 بتقدير السي آي أيه و 3.700 بتقدير الاقتصاديين.  


ثم بعد ذلك حضر لى بالقاهرة وأخبرنى بوجود تنظيم لمحاولة القيام باغتيالات وحدثت مناقشة بيننا حول هذا الموضوع ثم عرض على أن أقابل المسئول ورتب لى موعدا بالمنصورة فذهبت حيث قابلت الأستاذ عبد الفتاح الشريف  لأول مرة فى إحدى اللوكاندات وقد عرض على فى هذه المقابلة فكرته القائلة بإعداد مجموعة تستطيع أن تقوم بعمل فدائى ضد الحكام وقد ناقشته فى النتيجة ومن يتولى الأمر بعد ذلك فقال ذلك لا يهم وكان رأيه عدم العمل بالقاهرة والاعتماد على الأقاليم فقط وحاول أن يسألنى إن كنت  أعرف أحدا ويسأل عن أسمائهم ولكنى لم أجاوبه فلم يعجبه منى هذا التصرف وانتهت المقابلة ثم حدد لى عوض موعدا آخر معه بالقاهرة وكان كل همه معرفة ما إذا كنت متصلا ببعض الشخصيات الإخوانية بالقاهرة وأسمائهم ولكنى لم أجاوبه فانتهت المقابلة ولم أقابله بعدها .
وقد وضع هذا مصر خلف المؤشرات الاقتصادية الأردنية ولكنها تقدمت عن [[:تصنيف:الإخوان في سوريا|سوريا]] وإندونيسيا.  


ثم جاءنى عوض وأخبرنى أنه توجد بالجيش مجموعة ضباط تابعة لرشاد مهنا وأن عبد الفتاح الشريف يعرف واحد منهم وأنهم عرضوا عليه أن يقوم الإخوان بإغتيال الرئيس ثم يقومون  هم بعد ذلك بإنقلاب لصالح رشاد مهنا.
ثم إن المعدل ربما لا يعطي الصورة الأكثر وضوحا للفرص المحدودة لؤلئك الذين لم يحصلوا على تعليم باللغة الأجنبية مما يعني أن يتم الحصول على شهادات من خارج الجامعة '''(التعليم القومي)''' والتي تتيح وظائف أفضل ورواتب أعلى.  


ولكنى عارضت هذه الفكرة وأخبرته أى فى هذا خطورة على الإخوان فى حالة الفشل فالإخوان هم فقط الذين سيصابون, أما الضباط فيكونون فى أمان ثم أخبرنى أنهم يفكرون فى الوسائل الممكنة لتنفيذ عملية الاغتيال وأنهم يدرسون محاولة نسف القطار وقد أخبرتهم أنه يمكن أن يتم النسف بواسطة جهاز لاسلكى ولكن يبدو أن إمكانياتهم لم تكن كافية.
فالاستياء العنيف الخفي في البلاد له جذور اقتصادية وسياسية ويدخل هذا في التشكيل الثقافي أيضا.


ثم بعد ذلك رتب لى عوض مقابلة مع الشيخ  عبد الفتاح إسماعيل وقد قالبنى واخبرنى أنه لابد أولا من تكوين مجموعة من قيادة تنظيم هذا الأمر ويتم فيها مناقشة الموضوع وقد رشح هو محمد فتحى ورشحت أنا أحمد عبد المجيد وكانت تلك أول مجموعة قيادة تتشكل بعلمى وهم كانوا فى أول سنة 1963:
== المساعدات المالية ==


1)عبد الفتاح اسماعيل
ومنذ فترة السادات الرئاسية ([[1970]]-[[1981]]) أصبح كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية متدخلين بشكل كبير في التخطيط الاقتصادي في [[مصر]].


2)محمد فتحى رفاعى.
وطالما كانت هذه الوكالات تقول بأنه يجب على [[مصر]] أن تتخلص من النظام القديم للدعم '''(الدعم الغذائي ومنه الخبز والقمح بأسعار مخفضة للجميع وزيت الطعام والسكر ببطاقة أطعمة إضافة إلى الشاي والوقود)'''،  وخصخصة شركات الدولة وخلق مناخ يساعد بشكل أكبر على الاستثمار الأجنبي.  


3) على عثمان
وقد كانت هذه آثار الدولة غير الناجحة التي تقودها الاشتراكية العربية أيام [[عبد الناصر]] ، فالإعانات المصرية مكلفة جدا.


4)أحمد عبد المجيد
وعلى سبيل المثال فقد كان هناك نقد خارجي يقول بأن دعم الخبز – وهي نقطة حرجة في هذا البرنامج – مكلف جدا والسبب في ذلك هو خفض أسعار الخبز للقادرين على دفع المزيد وهؤلاء الذين لا يقدرون.


وقد تم الحديث حول ما يرون من إعداد حوالى من 20 إلى 30 فردا للقيام  بعملية اغتيال الرئيس.  
وقد كافحت الدولة من أجل تحقيق العديد من الأهداف في التوفيق بين الاقتراحات الخارجية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتقليل الإعانات المالية، ولكن بدون المساعدة العامة وبعض أنواع السيطرة على الأسعار''' (الإسكان والإيجار والضرائب)''' فإن العدد الكبير للفقراء ومن قاربوا حد الفقر لن يقدروا على العيش.  


'''وقد عارضت أنا وأحمد عبد المجيد تنظيم الجماعة مرة أخرى بقدر المستطاع فوافقوا أخيرات وقسمنا العمل كالآتى:'''
وهكذا فإن التحول لنظام الخصخصة الذي يقوم فيه السوق الحر برفع الأسعار يقوم بتهديد الأمن العام.


1)عبد الفتاح اسماعيل: يتولى الإشراف على الشرقية وخط القناة.
وبالمقارنة مع[[ الاقتصاد]] المغلق الذي سبق فترة الانفتاح الاقتصادي التي بدأها [[السادات]] لأول مرة في عام[[ 1974]] فقد أتيحت العديد من المنتجات للمصريين الذين يقدرون على شرائها.  


2)محمد فتحى رفاعى: يتولى الإشراف على الدقهلية والغربية والاتصال بالإسكندرية.
فالتعريفات التي كانت مفروضة أيام [[عبد الناصر]] قد خفضت أيام [[السادات]] كجزء من هذه [[الحرية الاقتصادية]].  
3) على عشماوى 0 يتولى الإشراف على القاهرة.


أحم عبد المجيد – يتولى الإشراف على وجه قبلى.
ولكن المشكلة كانت تتمثل في أن هؤلاء أصحاب الأجور المنخفضة لا يمكنهم شراء هذه البضائع الجديدة، ثم إن بعض أمثلة استهلاكهم قد تغيرت على نحو صعب.  


وفى هذه الجلسة أخبرنا عبد الفتاح اسماعيل أنه يوجد مبلغ أربعة ألاف جنيه لخدمة هذا التنظيم ولكنه رفض نهائيا رقتها أن يخبرنا بمصدرها.
فالنظام الليبرالي الجديد بالنسبة للعديد من المصريين قد قام بتقوية تحليل الإمبريالية الجديدة التي أكد عليها اليسار والتي تبنتها بعض الجماعات الإسلامية واليسار الإسلامي.  


'''وظلت هذه المجموعة تزاول عملها فترة شهور بسيطة حتى سافر فتحى رفاعى على الجزائر, فتم إعادة تشكيل المجموعة مرة أخرى كالآتى بعد تمثيل الإسكندرية فيها:'''
وبالرغم من أن هذه الجماعات تعزز التيار الإسلامي أكثر من الاشتراكية كحل لهذا التشوه الذي حدث في المجتمع.


1) عبد الفتاح اسماعيل: الشرقية وخط القنال( ومسئول عن التمويل).
ويشتكي بعض رجال [[الاقتصاد]] من أن التقدم الذي يدعيه نظام مبارك إنما يعد دربا من دروب الهزل أو أنه قصص كاذبة عن النجاح، وقد سبق هذا عدة أساطير مثل تزايد عدد سكان [[مصر]] ونقص الأطعمة.  


2)صبرى عرفة: الدقهلية  والغربية( وانتخب رئيسا للمجموعة)
وكما أشار تيمثي ميتشيل فإن جميع ما كتب في [[مصر]] يقول بأن هناك كثافة سكانية عالية جدا في منطقة صغيرة جدا من [[مصر]] "منطقة الدلتا" ولكنه قال بأن المشكلة ليست في تزايد أعداد السكان في السبعينيات وبداية الثمانينيات وليست في نقص الأطعمة بالرغم من التحول في نوعية الأطعمة ولكن القضية تتمثل في استيرادها وتوزيعها على المجتمع.


3) مجدى عبد العزيز متولى: الإسكندرية والبحيرة ( مسئول عن المعلومات العسكرية).
والبعض الآخر يري أنه الانفتاح الاقتصادي وصعود حركة حماية المشترين التي أضرت بالقيم المصرية وعززت التفرنج ورفعت من درجة القلق حتى مع أولئك الذين يعملون بشكل جيد، فإنجازات من سموا '''"فريق الأحلام"''' وهم '''(وزير الاستثمار[[ محمود محي الدين]] ووزير التجارة الخارجية والصناعة [[رشيد محمد رشيد]] ووزير المالية [[يوسف بطرس غالي]])''' قد أفادت المستثمرين الأجانب ولم تقدم شيئا لفقراء المصريين.  


4) على عشماوى : القاهرة والجيزة و( مسئول عن تخزين السلاح)
فهذه الإنجازات لم تقم إلا بوضع نخب جديد وجماعات ثرية جديدة يمكنها العمل بشكل جيد وتركت الطبقة المتوسطة التي تعتمد على الدخل الثابت تعاني ما تعانيه والفقراء لا يزالون فقراء بينما استفاد من هذه الأحكام الاقتصادية الجديدة '''(الانفتاحيون – وهم أولئك الذين استفادوا من الانفتاح)''' الذي بدأ في السبعينيات.


5) أحمد عبد المجيد: وجه قبلى( مسئول عن المعلومات).
وقد ادعي [[عثمان محمد عثمان]] وزير التنمية الاقتصادية أن البطالة انخفضت من 9% إلى 8.5% في [[ديسمبر]] [[2006]] ، هذا في الوقت الذي أوضح فيه تقرير رسمي آخر بأن معدل البطالة يتراوح بين 11.7% و 23.7%.  وسواء زادت هذه الأرقام أو قلت فإن الحكومة قد استثنت من يمتلكون عقارات أو لديهم عقود إيجار.  


وفى هذه الفترة أخبرنا عبد الفتاح اسماعيل أنه توجد شخصية متمرنة على مثل هذه الأعمال وأنهذه الشخصية يمكن الاتصال  بها وأن المرشد يزكيها وكانت تلك الشخصية هى الوزير السابق عبد العزيز على.
وهناك تقديرات تقول بأن نسبة البطالة 25% والمعارضة السياسية في [[مصر]] تقول بأنها قد وصلت 40%. وبوضع أولئك الذين ينتظرون التوظيف ومن يحاولون السفر إلى الخارج للعمل في أي مكان ([[:تصنيف:الإخون في ليبيا|ليبيا]] ودول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة) في الاعتبار فإن هذه المعدلات ستصل إلى أعلى نسبة لها.  


وقد كلفناه أن يقوم هو بمقابلة هذه الشخصية أول مرة وعلمنا أنه قابله فى منزل زينب الغزالى وأنه.. أى الرجل يريد أن يلقانا ورتبنا اللقاء بمنزلى وكان فى حديثه هذه المرة لا يخرج عن حدود الدعوة العامة للإسلام وأنه لا يمكن أن ندخل عددا من الشبان المسلمين وخلافه فى أوجه النشاط ولم تطل المقابلة وكانت هذه رغبته والتقينا به حوالى 7 -8 مقابلات تمت فى دار يرأسها هو تابعة لوزارة الشئون ومقرها بجوار سينما روكسى وفى آخر مقابلة طلب الينا أن نعطيه كشفا بأسماء وعناوين جميع الأفراد المشتركين فى التنظيم ولكننا رفضنا ذلك  ولم نقابله بعدها.
ويقدر الفقر بين العمال الفقراء بدولار واحد يوميا كما أن عدد العمال المصريين الفقراء (باستثناء العديدين) يعيشون في مستوي أحط من هذا، ففي 2000 كان هناك 52.7% من الشعب المصري يعيشون بأقل من 2 دولار يوميا.  


وفى هذه الأثناء كان الحاج عبد الفتاح اسماعيل يحضر لنا بعض ما يكتبه سيد قطب من السجن نتداوله فى هيئة مخطوطات باليد وبعد ذلك خرج سيد قطب من السجن ورتب معه  الحاج عبد الفتاح اسماعيل مقابلة لنا وذهبنا له برأس البر وتوالت بعد ذلك اجتماعاته بنا كل  حوالى 15 يوما أو أسبوع كان فيها يحاول أن يرسم لنا خطا وأن أى خروج عليه يعتبر انحرافا عن منهج الإسلام وهذه الفكرة تتلخص فى وجوب تكوين قاعدة من الأفراد يفهمون الإسلام بالطريقة التى يحددها فى كتبه ويظلون على ذلك أطول فترة ممكنة حتى تتعمق فيهم الفكرة, ثم بعد ذلك تعتبر المجموعة نفسها أمة داخل الأمة ولكنها منفصلة انفصالا كاملا ولا تتصل بها إلا فى حكم الضرورة
كما أن التحول في أعداد المصريين الذين يعيشون بما يقارب 2 دولار يوميا يعكس إحصاءات حول الشرق الأوسط ككل ويظهر كمؤشر لانخفاض الفقر.  


وياتى وقت تعلن فيه هذه المجموعة لباقى المجتمع أنهم هم المجموعة المسلمة من انضم معهم فقد أسلم ومن امتنع فقد حكم على نفسه بالكفر وبعدها يفصل الله بينهم بأى شكل أما بقتال أو بهجرة أو أى شىء آخر. وتمت معه مناقشة موضوع انكشاف التنظيم قبل القيام بأى خطوة مما يذكر فقد اتفق معنا أنه لابد من تكوين قوة رد فى حالة أى طارىء تستطيع أن ترد بحيث تكون قوة الرد كبيرة ما أمكن ولا تكون المسألة ( زوبعة فى فنجان) وكان قد أخبرنا أن من يخلفه فى هذا العمل هو محمد يوسف هواش وأنه يجب الاتصال به فى حالة اعتقاله.
وعلى كل حال فقد ظهر التضخم وأثر على سعر المعيشة وعلى حجم المشتريات ونوعها حيث أن 2 دولار لم تعد مجدية بالرغم من تنوع البضائع في [[مصر]].  


وبدأ على عبده عشماوى بعد ذلك فى كشف أفراد التنظيم فكتب أسماء مجموعة قيادة تنظيم القاهرة منه ومن مبارك عبد العظيم ووهبة الفيشاوى.
كما أن معدلات سوء التغذية قد وصلت حوالي 40% في بعض المناطق مثل شبه جزيرة سيناء وصعيد [[مصر]]،  وبعض أزقة المدن ومناطق الدلتا حتى وإن بدأت نسبته تتقلص.  


ثم أخذ يحدد النقباء التابعين له وعم مصطفى الخضيرى وحمد حسن صالح وسيد نزيلى محمد .. وأسماء الأعضاء الذين يتبعون كل نقيب فذكر أسماء حبيب عثمان ورشدى حبلص وبكير وعلى ومحمد عبد الحى وزكى بشندى ومصطفى عزال وحسن عامر.
ليست كل الأخبار سيئة فالمنظمات غير الحكومية وحركات التمويل الصغيرة تقوم بالعمل على تشجيع أيجاد الدخل (مع أنه لا يوجد عدد كاف من المصريين)؛ انخفاض عدد وفيات الأطفال '''(بفضل مشاريع تقوم على نظام التمويل الخاص وبالرغم من العجز الكبير وسوء الإدارة وقطاع الصحة العامة غير الشعبي الذي يخضع للإصلاح )'''.  


كما ذكر أسماء مجموعة أخرى من النقباء وهم محمد الخطيب وكمال الفرماوى ومحمد رأفت الشندويلى وأحمد توفيق وكامل حنفى وعبد الكريم حسن الطويل وحسن وأسماء مجموعة أفراد تابعين له مباشرة وهم عبد الحميد عفيفى والشهيد اسماعيل الفيومى الذى مات من التعذيب فى السجن ومحمد عبد الرسول.
والمشكلة هي أن العديد من هذا يعتمد على مساعدات المانحين، فما الذي يمكنه أن يحدث إذا ما إذا ما أوقفت الولايات المتحدة هذه المساعدات أو على سبيل المثال هل يمكن لحكومة غير صديقة للمصالح الأمريكية أن تأتي إلى السلطة؟


ثم ذكر أسماء الأشخاص الذين يعرفهم ويتبعون مبارك عبد العظيم زميله فى مسئولية قيادة تنظيم القاهرة وهو فاروق المنشاوى وسيد شريف وفايز محمد اسماعيل ومحمد عبد المعطى وممدوح وذكر أسماء الذين يتبعون زميله الثالث وهبة الفيشاوى وهم أنور أمين وعبد المنعم دحروج.
وفي الحقيقة كانت سيطرة مساعدات المانحين محل نقاش في [[مصر]] منذ أن وجد أنها تغرس في لب القيم الاقتصادية والسياسية داخل الجماعات المحلية والتي يمكن أن تكون بمثابة سيطرة دولية على المصريين.


وفجأة يتوقف استرسال على عبده عشماوى فى كتابة أسماء من يعدم صلتهم بالتنظيم ليضع بندا مستقلا تحت اسم معروف الحضرى .. وهو أحد الضباط الأحرار الذين كانوا على خلاف مستمر مع عبد الناصر وقد اعتقل فى عام 1954 ثم أفرج عنه.. ثم لفق له اتهام انضمامه لمؤامرة يدبرها حسين توفيق وقبل أن يحاكم أريد أن يشمله الاتهام أيضا فى تنظيمات الإخوان المسلمين فكتب على عشماوى عنه فى إقراره ما نصه:
== الفقر والضياع والانضمام للقتال ==


علمت من عبد الفتاح اسماعيل أنه كان يشارك معروف الحضرى فى تصدير البرتقال, وأنهم فى هذه الأثناء وبالاشتراك مع الشيخ عشماوى سليمان من قويسنا قد حاولوا تجميع عدد من الإخوان لعمل ما لا أعف نوعه ولكن المحاولة فشلت لعدم استجابة الإخوان لهم فى هذه المرحلة.
انقسمت الآراء حول دور الفقر أو الانسلاخ الاجتماعي في الجذب للعسكرية، فأفقر الفقراء ليس لديهم الوسائل أو الطاقة للانضمام إلي العسكرية النظامية.  


ثم بعد ذلك انشغل معروف بأحواله الخاصة ولقد قمنا بإعادة المحاولة معه حيث زرته فى منزله أنا وعبد الفتاح اسماعيل تقريبا فى أوائل 1964 وكلمه عبد الفتاح فى الأمر ولكنه بعد أن طلب مهلة يفكر رجع بعدم الموافقة فى الاشتراك فى هذا وأن المسالة تحتاج إلى عددا كبير من الأفراد يعدون لدخول الكلية الحربية من جديد والانتظار حتى يصيروا فى أماكن قيادية وأنه لا يوجد طريق آخر ثم لما التحقت بالشركة التى كان فيها عضو مجلس إدارة جاء فى أحد  الأيام وأخبرنى ان نوايا الحكومة تجاه الإخوان سيئة فسألته كيف عرف ذلك فأخبرنى أنه كان مدعوا فى عقد قرآن شقيق الرئيس وابنة المشير  وأن المقالبة لم تكن ودية ثم قال لى ( يجب أن تعلموا أننى لست  على استعداد أن أضحى بقطرة من دمى فى سبيل هذا الشعب)
وقد عبر ماركس عن آراء مشابهة عن الفلاحين الذين اعتبرهم منعزلين جدا وهناك ريبة في خدمتهم كطلائع للتغيير والصعوبة في حشدهم.


وهكذا حقق عشماوى هدف عبد الناصر فى تقديم معروف الحضرى للمحاكمة بتهمة عمله بالتنظيم ولم يبلغ...
ومن ناحية أخري فهناك سبب للإشارة إلى مفهوم ماكس ويبر عن عملية [[الانحراف الاجتماعي]] في [[مصر]] والتي جربها الناس علي أنها التهجير والانسلاخ والقنوط.  


كنا نعتمد فى ذلك على الشراء من التجار الذين يبيعون السلاح سرا وقد اشتريت 2 مدفع كارل جوستاف وقام الحاج عبد الفتاح بشراء باقى كمية السلاح وقد اشتريتهم من كرداسة من تاجر اسمه ( السنوسى) شريك نصار مكاوى.
ففي الأجواء الاجتماعية التقليدية تساعد الحلول غير الرسمية والشبكات الناس في التغلب على مشكلاتهم التي لا تستطيع الدولة حلها، وما زال الناس يستفيدون من هذه الشبكات.  


أما عن الحاج عبد الفتاح فأعتقد أنه كان يشترى من تجار بالقرب من منطقتهم ولا أعرف منهم أحدا بالتحديد ( تفسير ذلك أن هناك تاجر جبنة فى بلدة بجوار بلقاس كان وسيطا فى شراء السلاح وقد أرسل مرة الحاج عبد الفتاح لهذا التاجر محمد عواد واسم التاجر الحاج نجاح صاحب معمل جبنة بقرية بجوار بلقاس).
وعلى كل حال فإن التحولات الأخرى مثل زحف التمدن إلى القرى والريف والانشقاق داخل العائلات وبعض المظاهر السلبية الأخرى تقود الناس للتأكيد على الدين وفي بعض الأحيان إلى أيديولوجيات أكثر تطرفا وفقا لرؤى ويبريان.


أما  عن كمية القنابل فهى: 8 قنابل روسية و4 قنابل ايطالية وصندوقان من المواد المتفجرة وبعض مفجرات الكهرباء فقد علمت أنها كانت عندهم أيام كانوا يفكرون فى العمل الذى كان يتزعمه عبد الفتاح الشريف وقد كان الذى قام بالشراء يدعى أحمد سلام  من الغربية وكانوا يصفونه انه ذو خبرة واسعة فى هذه المسائل وأن له معرفة بأشخاص يحضرون له ما يريد من العريش وهو يعمل الآن بالسد العالى حسب علمى بعد أن نصب على أحد فلاحى المحلة الكبرى وأخذ منه ثمن فدانين وأخبره أن المبلغ قد انتهى فى التجارة ومن وقتها قطعوا صلتهم به.
== التراث وعدم المساواة بين الجنسين ==


وقد سلمونى هذه الكمية بعد تولى صبرى عمله بالمنطقة  واتصل بأفراد طنطا وبحث عن الشخص الذى عنده هذه الأشياء وأرسلها إلى  مع كمية من الطلقات  يعلوها الصدأ وقد رميتها.
يؤكد الغرب على التسامح والمساواة في تعريفه للديمقراطية.  


علاوة على ذلك كان بعض الكيماويين الذين يتبعون مبارك عبد العظيم يصنعون لنا مادة متفجرة من نترات الأمونيوم ويصنعون لنا قنابل مولوتوف.  
ولا يجب أن تنطبق هذه في [[مصر]] على المعارضة السياسية فقط بل على المرأة والأقليات والجماعات التي لم تحصل على مزايا مثل العديد من الشباب المتشردين والأطفال أيضا.  


'''ويأتى على عشماوى بعد ذلك على سر تفاصيل اتصال التنظيم بالخارج فيكتب:'''
ويقوم بيت الحرية بتعريف العديد من العوامل تظهر بوضوح مزيدا من الحرية للمرأة.


قام الحاج عبد الفتاح فى أثناء سفره إلى السعودية ثلاث سنوات متتالية بالاتصال بسعيد رمضان وكامل الشريف والشيخ عشماوى سليمان وقد علمت بعد مرة أنهم مصدر مبلغ الأربعة ألاف جنيه التى حدثنا عنها وكان صبرى منتديا بالسعودية وقد علمت أن المبلغ أحضر بمعرفة صبرى وانه كان يقوم بحلقة اتصال بين الشيخ وبين السعودية.
وعند تطبيق مثل هذا في [[مصر]] فإن هذا يقوم بإعطاء حرية أقل للرجال بالرغم من أنهم يتميزون عن النساء بشكل قانوني واقتصادي.  


وقد قمت سنة 1964 بالسفر إلى السعودية فى موسم الحج وحدث بسبب ذلك خلاف شديد بينى وبين عبد الفتاح اسماعيل ولا أعرف لماذا كان يصر على عدم سفرى.
وهذه العناصر تمثل عدم التمييز العنصري والسماح بالعدالة والاستقلالية والأمن والحرية الشخصية والحقوق الاقتصادية وفرصة المساواة والحقوق السياسية والتعبير المدني والحقوق الاجتماعية والثقافية.  


وقمت فى السعودية بالسؤال عن اتصال عبد الفتاح  فأخبرونى انه قد أشاع  أن العملية معدة فى مصر ولكنها تحتاج إلى مبلغ عشرين ألف جنيه وأن هذا الأمر انتشر جدا مما أغضب من اتصلت بهم وهم محيى هلال ومصطفى العالم. وقد وجدت أصرارهم  على أن الجميع بالسعودية لا ينوى التعامل مع من بمصر فى حالة وجود عبد الفتاح بينهم فحاولت تهدئتهم وأخبرتهم انه لا أمر له ولكن الأمور فى يد  مسئولين وهكذا قد اقتنعوا وعرفونى أنهم يمكن أن يرسلوا لنا أى مبلغ بعد فترة وانه يمكن إرسال أسلحة عبر حدود السودان أو ليبيا.
فمصر تدعم التراث وتؤمن بأنه يساعد التطور فالتعليم والرعاية الصحية قد تم تأميمهما في فترة الرئيس [[عبد الناصر]].  


وبعد ذلك حين حضرت ثارت مشاكل بين كل من ا حول هذا الأمر الشيخ وصبرى من جهة وأنا من جهة.. كل منا يشكك فى جهة اتصال الآخر.
ولسوء الحظ فإن النظام القومي للتعليم كان مثقلا نظرا لقلة الموارد، والعديد من الطلاب يتلقون تعليمهم الثانوي في مدارس ذات فترتين ولا يمكنهم دفع المصاريف لاستلام الكتب أو الدفع من أجل الدروس الخصوصية اللازمة للمرور في الامتحانات.  


وبعد ذلك أرسل  لنا من بالسعودية مع رسول سودانى خطابا أخبرونى فيه أنهم على استعداد لإرسال بعض الأسلحة لم يحدد كميتها فعرضت الأمر على سيد قطب فرفض وقال أخبرهم بتأجيل هذه العملية حتى تتحسن الأحوال.  
كما أن تسجيلات الجامعة والقطاع العام ككل تزايدت بشكل تدريجي في حجمها بسبب أن جميع الخريجين المصريين قد وعدوا بالتوظيف.  


وبعد ذلك أرسلوا متشككين فى قدرتنا وزعلانين أننا كلفناهم مالا ومشقة وبعد ذلك لم تتم العملية.
ومع ذلك لم تستطع الحكومة الحفاظ على السلام المطلوب في حين أن التوظيف في القطاع العام أصبح صعب المنال.  
وكان  لسيد قطب صلة خاصة ببعض العراقيين والليبيين وقد حضرت مرة لقاء له مع عراقيين وسلموه مبلغ مائتى جنيه وأخبروه أن هذا المبلغ هدية من إخوان العراق.  وقبل أن ينتهى على عشماوى من تحرير إقراره يذكر تحت بند الخطة.. ما كان يديره الإخوان فيكتب:


منذ حوالى ثلاثة شهور وبعد لقاء لنا مع سيد قطب أخبرنا ان هناك إشاعات وكنا قد سمعنا الكثير عنها وكان تفسيره لهذه الاشاعات أنها بدايى ضربة جديدة سوف توجه للإخوان. واتفقنا على إطلاق إشاعة مضادة تقول أن الشيوعيين باتفاق مع الحكومة تطلق هذه الشائعات وترتب أحداثا تبرر بعد ذلك ضرب الإخوان مرة أخرى.
وقد تحول بعض الطلاب إلى المدارس الفنية التي تعدهم لقطاعات المهن والبناء بعد أن أصبح من الصعب تأمين وظيفة.  


واتفقنا على أن نجلس وحدنا وندرس إمكانياتنا والعمل الممكن تأديته وجعلتنا نقترح أسماء أعضاء القيادة جميعا مع كبار ضباط الجيش مع كبار رجال المباحث.
وبالرغم من وعد التعليم للجميع فقد كان معدل التعليم بين الذكور 67.2% ومعدله بين الإناث 42.6% فقط''' (مما يعني أن هناك ما يقرب من 45% من جميع المصريين أميين وأن 56.4% من المصريين نساء)''' .  وقد تحسنت نسبة التعليم للإناث بين سن 15 إلى 24 ولكنهم بعد تخرجهم لا يعملون في وظائف بدخول جيدة.  


وبعد استعراض إمكانياتنا تبين أننا لا نستطيع تأدية العمل إلا فى شخصية الرئيس والسيد على صبرى مع ضرب جميع محطات  الكهرباء بالقطر والتليفونات وعرضنا النتيجة على سيد قطب وكنت أنا وأحمد عبد المجيد والحاج عبد الفتاح فقط برأس البر وقد أعلن موافقته على أن نحاول إذا استطعنا أن نضرب مدير البوليس الحربى وشمس بدران مدير مكتب المشير فإن الأحوال بذلك تصل إلى درجة من الارتباك.
وبالرغم من أن الناس يؤمنون بأن المرأة تحوز الوظائف دون الرجل فإن المرأة تأخذ خمس دخول الرجال.  


وبعد ذلك اجتمعنا وتقرر أن يتولى مجدى العملية الأولى وهى عملية اغتيال الرئيس ولكنه علقها على دراسة إخوان إسكندرية للأوضاع وأنسب مكان يمكن تأدية العملية منه وكنا فى انتظار سفرة يوم الخميس ونلتقى يوم السبت مساء حيث تتقرر طريقة العمل والإمكانيات المطلوبة ولكن الجمعة تم القبض علينا.
ولكن الفكرة العامة هي أن الرجل يظل العائل، والحقيقة أن المرأة تمثل 30% من الأسر المصرية.  


ملاحظة: بع اعتقال سيد قطب اتصلت بى حميدة قطب عن طريق زينب الغزالى وأخبرتنى أن أخاها أخبرها أن يتصل أحدنا بمحمد يوسف هواش إذا اعتقل هو ورتبت لنا موعدا فى كازينو الحمام بالجيزة ولكنه لم يحضر واعتذر وأخبر أنه مطلوب القبض عليه وأصبح اللقاء غير ذى قيمة وبعد ذلك قابلت حميدة فى منزل زينب الغزالى فأخبرتنى أن هواش يوصى أن كان لابد من العمل فلابد من ضرب أربعة هم : الرئيس والمشير والسيد على صبرى والسيد زكريا محيى الدين. ولم أقابله بالمرة.
ويمثل هذا وجها من أوجه عدم المساواة بين الجنسين في [[مصر]] والتي تفسر الفجوات بين النظري والواقعي في التغيير الاجتماعي.  


وانتهى  بذلك إقرار على عبده عشماوى الذى كان الخيط فى الإطاحة بكل جماعة الإخوان المسمين فى عام 1965.. والذى يؤكد القول بأن على عشماوى كا صنيعة لرجال المباحث الجنائية العسكرية أنه هو الذى كان دائما يسعى فى الاجتماعات لتحويل اتجاه نشاط التنظيم من التربية الدينية إلى القيام بعمليات الاغتيال والعنف.. وهو الذى تعاقد على صفقة سلاح ترسل من السعودية عن طريق السودان.. وهو الذى أيد القيام بعمليات اغتيال للرئيس السابق فى اجتماع عقد يوم الخميس وتم تكليف زميله مجدى عبد العزيز بدراسة الإمكانيات واطلاعهم عليها يوم السبت.. ولكن تم القبض على كل المجموعة فى يوم الجمعة22 أغسطس سنة 1965.. مصادفة.. هكذا.
ومن أشكال التحول الكبير في الانفتاح الاقتصادي انخفاض الدعم العام والحماية والزيادة الكبيرة في استئجار العقارات والأراضي الزراعية.   


ومن الغريب أن جهاز المباحث الجنائية العسكرية بدأ عمله بالإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين فى أواخر شهر يوليو سنة 1965 .. ألقى القبض على محمد قطب شيق سيد قطب.. واحتج سيد قطب لدى رجال المباحث العامة على الطريقة التى تم بها القبض على شقيقه.. وبعد أيام ألقى بدأ  القبض على أفراد من جماعة الإخوان المسلمين  ... ولم يجد رجال المباحث الجنائية العسكرية ما يوجهونه  من اتهامات اليهم حتى جاء اقرار على عبده العشماوى فى 22 أغسطس سنة 1965 .. وإن كان لم يذكر تاريخه ولكن استنتاجا من عمليات القبض التى تمت فى ذلك اليوم..
وهذه المؤشرات العديدة للتقلقل الاقتصادي مهمة بالنسبة لمدرسة الفكر التي تدعي أن دعم العنف المتطرف إنما يأتي من اليأس الاقتصادي.  


وامتلأ السجن الحربى بالآلاف من شباب الإخوان المسلمين.. وتعرضوا لأبشع ألأوان التعذيب لتأكيد ما تضمنه إقرار على عشماوى.. وهو تعذيب معروض على المحاكم حاليا بعد أن أعاد السادات للقانون سيادته.. أما ألوان التعذيب فهى موضوع الباب القادم..
وحتى لو كان معظم اليائسين ليسوا بأنصار أكبر الجماعات فإن الإسلاميين المتطرفين قادرين بكل أمانة على الإشارة إلى تدهور العدالة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.  


</div><noinclude> </noinclude>
ومن وجهة نظرهم فإن العدل لا يمكن أن يطبق عن طريق الجاهلية '''(وهي الفترة التي سبقت الإسلام)'''، ويشير هنا إلى حكام [[مصر]].


فأسامة بن لادن و [[أيمن الظواهري]] ليسوا من الطبقات التي عانت من [[الاقتصاد]] ولا هم من الأعضاء القيادية في [[الإخوان المسلمين]].


ومع ذلك فإن اليأس الاقتصادي يمكن أن يلقي الضوء على زعزعة النظام ويضيف الحجة لادعاءات الإسلاميين.


==الباب الرابع==
== مناقشات الشخصيات الوطنية ==


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
إن الرد الدائم على المخاوف التي تقول بأن [[مصر]] ربما تنفجر من الداخل في شكل عنف مدني رأيناه في [[:تصنيف:الإخوان في لبنان|لبنان]] و[[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]]، هو أن المصريين لا يميلون بطبيعتهم إلى العنف.


*مذبحة كرداسة
'''(وهذه الفكرة تتعارض مع رؤى المستشرقين حول الخداع وعنف الفلاحين مع سلوكهم الخانع الذي افترضه جيمس مايفيلد )''' .  
*ألوان التعذيب
*الحملة الإعلامية... والصحفى الأوحد


وهناك حجة أخرى تثيرها الرؤية الماركسية وهي أن فقرهم يعوق التنظيم وضرورة الحشد من أجل العنف.


===مذبحة كرداسة===
وسواء ما إذا كان ذلك حقيقة أم لا فيجب القول بأن المصريين معتدلين '''"معتدلين"''' في سلوكهم ودينهم كما أنهم لا يميلون مطلقا إلى العنف.


بدأت مجموعات الإخوان المسلمين تتوافد على السجن الحربى يوميا.. بل وفى كل ساعة.. كان يفتح الباب ويدخل الضحايا فرادى أو مجموعات.. والكل كان يستقبل بالكرابيج تنهال على جسده منذ أن تخطو قدمه الخطوة الأولى داخل مبنى السجن..
وهذا الرأي الشائع عن المصريين ربما يكون خطيرا وغير دقيق، فالظروف السياسية الصعبة في البلاد تبين أن المصريين ربما يحتجون بالكلام أو بالسخرية من قيادتهم إلى درجة ربما لا تكون مقبولة في بعض الدول السلطوية، ولكن هذا السلوك ربما يخدم كصمام أمان لهذا الشعب.  


كل الأسماء التى ذكرها على عشماوى كانت تخرج مجموعات من رجال المباحث الجنائية العسكرية تفتش عنها وتعود بأصحابها ليتعرضوا إلى تعذيب يصل إلى حد العاهات المستديمة أو التشويه.. ومن كانوا لا يجدونه فى منزله يحضرون بدلا عنه أفراد عائلته... الأم الأب.. الزوجة الأولاد.. الطفل والشاب.. كل من يمت اليه بصفة لارغامه على تسليم نفسه.
وبالتأكيد فقد كان هناك مزيد من الغضب ضد النظام والذي تزايد في العقود القليلة الأخيرة، وقد لوحظ هذا كثيرا في الغضب العام من مؤامرات [[الحزب الوطني الديمقراطي]] وتزوير الأصوات في انتخابات [[2005]].  


وكان من بين لأسماء التى ذكرها على عشماوى اسم السيد نزيلى على أنه مسئول عن مجموعة الإخوان فى امبابة.. ويقيم فى كرداسة... وتوجهت مع غروب الشمس يوم 21 أغسطس مجموعة من زبانية المباحث الجنائية العسكرية بملابسهم المدنية إلى القرية الهادئة فى امبابة.. كان عددهم ثمانية.. وسألوا عن منزل السيد نزيلى..  وأعتقد أهالى القرية أنهم أصدقاء له حضروا لتهنئته بزفافه.. فقد كان زفافه تم قبل ذلك بأيام.. وتوجهوا إلى المنزل.. واقتحموه عنوة.. ولم يكن السيد نزيلى موجودا.. كانت عروسه فقط هى التى بالمنزل مع شقيقه عبد الحميد.. وسألوا عن السيد ولما علموا بعدم وجوده تفرقوا فى غرف المنزل يفتشون وينهبون.. وكانت  تلك هى عادتهم بجانب البحث عن أى أدلة يبحثون عن المال والمصوغات .. يقدمون الأدلة أن وجدت وأغلبها الكتب الدينية إلى رؤسائهم ويخفون فى جيوبهم المال والمصوغات..
ولكن هذه التعبيرات الشعبية قد تم التعامل معها من قبل أجهزة أمن الدولة.  


وأعتقد عبد الحميد أن الثمانية عصابة من اللصوص.. خرج إلى الشرفة يستغيث وتجمع أهالى القرية.. وأراد الثمانية اصطحاب عبد الحميد وعروس شقيقه إلى السجن الحربى ليضطر السيد نزيلى إلى تسليم نفسه.. أعتقد الأهالى أن الثمانية يخطفون ابن قريتهم وعروس شقيقه.. وتصدى كل أهالى القرية للثمانية... ونشبت معركة رهيبة انتهت بهروب سبعة من الثمانية أما الثامن فقط سقط قتيلا..
ومن خلال هذه الخلفية الكبيرة من المعلومات دعونا نتأمل قضية [[الديمقراطية]] ومقتضياتها للمنطقة، فعندما بدأت الولايات المتحدة مناقشاتها حول [[الديمقراطية]] في الشرق الأوسط الجديد كانت نقطة البداية هي أنه لا يوجد ديمقراطية في أي بلد في المنطقة سوى إسرائيل.  


وبعد ساعة... تحرك موكب من المصفحات إلى القرية  الساكنة وأكثر من ألفى جندى من جنود الجيش فى حملة تأديبية للقرية وأهلها الذين تجرأوا على " ضرب الحكومة" وكانت أوامر الحملة صادرة من شمس بدران الذى استطاع الهرب حاليا إلى انجلترا لينعم بالملايين التى سرقها من مال الشعب وتمكن من تهريبها.. وتحولت القرية إلى ساحة معركة.. واستمر دوى الرصاص طوال الليل... والصرخات.. صرخات الرجال والنساء والأطفال تنطلق إلى السماء تحمل الأنين والشكوى إلى الخالق العظيم..
ولكن في الحقيقة كان هناك أنواع مختلفة من الأنظمة السياسية التي كانت قد شاركت في الحرب الباردة العربية من الخمسينيات إلي السبعينيات.


وتم تفتيش كل منازل القرية... ونهب كل قرش فى كل بيت ثم تم جمع الرجال وربطهم بالحبال كقطيع ماشية واقتادوهم إلى اللوريات لتنقلهم إلى السجن الحربى... وفى لوريات أخرى تم تجميع الزوجات والأمهات...واتقدن أيضا إلى السجن الحربى..
== [[الديمقراطية]] المصرية في المنطقة ==


وفى فناء السجن ... جمعوا الرجال ووقف الفريق محمد فوزى يستعرض " السبايا" وكأنه قائد جيش يستعرض أسرى جيش الأعداء.. وكان الرجال وقوفا.. وصرخ فيهم ما يسترو التعذيب صفوت الروبى أن يركعوا أما القائد ويسجدوا.. وانهالت الكرابيج على ظهورهم..
يجب أن تختلف مساعي [[الديمقراطية]] في الشرق الأوسط بسبب الاختلاف السكاني والبنيوي والتاريخي بين الدول المختلفة (انظر الجدول 2).  


ثم صدرت  ألأوامر تمتطى  كل امرأة من كرداسة ظهر زوجها أة أبيها أو جارها.. وأن يحبو الرجال والنساء فوق ظهورهم فى الفناء.. بينما اصطف عدد آخر من أهالى كرداسة على هيئة دائرة وصدرت اليهم الأوامر أن يصفع كل منهم جاره ويبصق فى  وجهه.. ولاحظ السجانون أن بعض الصفعات ضعيفة.. فكانوا يلهبون ظهور أصحابها بالكرابيج..
ف[[:تصنيف:الإخوان في المغرب|المغرب]] و[[:تصنيف:الإخوان في الأردن|الأردن]] دول ملكية برلمانية أما [[:تصنيف :الإخوان في السعودية|السعودية]] فملكية مطلقة بالرغم من الوجود الاستشاري.  


كانت صورة ما تعرض له أهالى كرداسة الذين اقتيدوا إلى السجن الحربى ليبقوا بداخله 29 يوما يكررون فيها المشاهد السابقة.. أما نفس القرية فقد احتلتها قوات المباحث الجنائية العسكرية وأصدرت أوامرها أن يلزم الكل منزله لا يغادره أبدا.. وأغلقت المساجد وأمرت بتعطيل الصلاة.. وتصادف أن مات أحد شيوخ القرية وهو محمد عبد العزيز حيدر.. ورفض رجال المباحث الجنائية العسكرية دفنه.. وبقى فى فراشه ثلاثة أيام حتى تعفنت جثته.. وعندما صدرت الأوامر بأن يتم دفنه خرج نعش الرجل يحمله أربعة رجال فقط ولا يتبعه أحد إلى المقابر..
ثم إن البرلمان الكويتي قد تصدي لعدة أهداف في التحول إلى الملكية وقامت الاعتراضات البرلمانية أيضا بالتغلب في قضية ترشيح المرأة.  


وتقوم كلا من [[مصر]] والسلطة الفلسطينية بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء البرلمان.


===ألوان التعذيب===
ومع أن السلطة التنفيذية الفلسطينية ليست مسيطرة بشكل كامل وكذلك السلطة التنفيذية المصرية بعيدة بشكل كبير عن السلطة أكثر من أي عنصر آخر داخل الحكومة.


كان ذلك ما تعرض له أهالة قرية كا ذنبها أنها خرجت تدافع هن أحد من أبنائها اعتقدوا أن عصابة تقوم بخطفه هو وعروس شقيقه.. ولم يكن يعلمون ان أفراد العصابة هم من رجال البوليس وقتئذ.. فقد كانت الطريقة التى سلكها رجال المباحث الجنائية هى نفس الطريقة التى يسلكها رجال العصابات..
فمصر تنتخب البرلمان ولكن تحولها من الهيئة التشريعية، التي يسيطر عليها الحزب الواحد الذي يمثل ما ترغب فيه السلطة التنفيذية، إلى هيئة تشريعية مستقلة تماما ما زال مستمرا.
 
أما المتهمون بالانضمام إلى تنظيم الإخوان المسلمين فقد تعرضوا لأبشع ألوان التعذيب التى تخطر على البال.. والتى لا يمكن أن تخطر على بال.. كل منهم تعرض لنفس الألوان من التعذيب حتى تنهار مقاومته ويعترف بما يريدونه له أن يعترف به.
 
ولعل  أصدق صورة لألوان التعذيب هى التى يرويها واحد ممن تعرضوا  لها... وفى الصفحات القادمة يروى العقيد متقاعد نصر الدين محمد الإمام كيفية تعذيبه أنه وتسعة من زملائه كانوا يدبرون لنظام الحكم..
 
وكان نصر  واحد من المتهمين فيما أسموه مؤامرة مدرسة المشاة.. وزملاؤه فى الاتهام هم العقداء إبراهيم طه وإبراهيم وبهى الدين مرتضى وعلى إبراهيم الجندى والمقدم مهندس عادل المنياوى والملازم أول عبد الملاك ميخائيل غطاس.. والمتهم الأخير وهو مسيحى وضع لابعاد الشبهة عن حقيقة تدبير السوفيت للإطاحة ببقية المتهمين... فقد كان وتأدية المتهمون التسعة من المعروفين بشدة تمسكهم بتعاليم الدين وتأدية الصلاة فى مواعيدها حتى وهم فى مكاتبهم.. وكان ذلك يثير الخبراء السوفيت الذين انتشروا فى مختلف وحدات الجيش بحجة تدريب قواتنا على السلاح السوفيتي.. واستطاعوا أن يحركوا أعوانهم  فى مكتب المشير وفى سكرتارية عبد الناصر ضد تلك المجموعة وخاصة بعد أن كان بعضهم بدأ يناقش حرب اليمن وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا أم لا.. لأنها حرب ليست لنشر العقيدة الإسلامية وإنما حرب يقاتل فيها المسلم  أخاه المسلم...
 
وكانت تلك هى الحقيقة التى كان يتناقش فيها المتهمون عندما فوجئوا بالقبض عليهم بتهمة تدبير انقلاب عسكرى للإطاحة بالحكم ويروى العقيد نصر الدين محمد الإمام تفاصيل القبض عليه.. قال أنه فوجىء برجال المباحث الجنائية العسكرية يقتحمون مسكنه برئاسة تلميذ له هو الرائد حسن كفافى.. كان الوقت بعد منتصف الليل.. أيقظوا أطفاله وزوجته وأمه المريضة التى لقيت ربها بعد ذلك بأسبوعين..حبسوا الجميع فى غرفة.. وبدأوا يفتشون مكسنه.. وعثر حسن كفافى على مبلغ ألف وخمسمائة جنيه كان نصر أدخرها لشراء تاكسى يعاونه إيراده فى مجابهة تكاليف المعيشة.. وأخذ حسن لنفسه المبلغ مدعيا أنه سيعيده عندما يتأكد من مصدره.. وطبعا اختفى المبلغ للبد... وبعد أن مزقوا المراتب بالمطاوى بحثا عن أدلة ولم يجدوا شيئا اصطحبوه إلى السجن الحربى...
 
'''ويقول العقيد متقاعد  نصر الدين محمد الأمام:'''
 
ولم أكن أعلم لماذا قبضوا على.. حاولت أن أسأل حسن كفافى عن السر وراء ذلك.. لم يجبيني بشىء إلا أنه تلقى الأوامر بذلك وأن زملاؤه تلقوا أوامر مماثلة للقبض على آخرين من الضباط..
 
حاولت أن أعرف منه أسماء زملائى الذين قبضوا عليهم.. ولكنه لم يكن يعرف شيئا....
 
ودخلت السجن الحربى... كنت ارتدى ملابسى المدنية... وقبل أن يغلق باب السجن... ,جدت مايستروا التعذيب فى السجن الحربى صفوت الروبى وكان برتبة رقيب أول ثم رقى فى خلال عام  1966 ترقية استثنائية إلى رتبة مساعد.. وفى عام 1967 رقى ترقية استثنائية إلى رتبة  الملازم لمهارته فى تعذيب من يوقعه سوء حظه ويدخل السجن الحربى..كان صفوت يقف ممسكا بكرباج وحوله ثلاثة أشبه بعمالقة القرون الوسطى.. ولكل اسم مستعار.. أحدهم يطلقون عليه الديزل والثانى سامبو والثالث الأسود..  وانهال الأربعة على بالكرابيج...وكنت كلما جريت ناحية واجهنى أحدهم بكرباجه بعد أن تلقيت ما يزيد عن المائتى كرباج.
 
وأسعفونى.. وكان الذى يقوم بعمليات الإسعاف العقيد طبيب حاليا ماجد حمادة وكان برتبة الرائد.. ثم حملونى إلى زنزانة مظلمة تماما... ليس بها أى منفذ ضوء... وألقونى داخلها... وارتميت على الأرض ورفعت عينى إلى سقف الزنزانة وصرخت " يا رب"..
 
وفتح باب الزنزانة بعنف ودخل " الديزل:" وانهال على جسدى المكوم فى ركن الزنزانة بالكرباج وهو يردد " مستنكرا" أنت بتقول يارب... يا ابن.. هنا مفيش ربنا... وأن جه حنحطه جنبك فى الزنزانة... ثم أمرنى بالجلوس القرفصاء ووجهى إلى الحائط وأن أرفع ذراعى إلى أعلى... وامتثلت لأوامره... ولا أعرف كم من الوقت مضى على وأنا فى ذلك الوضع... ولكننى أفقت على الكرابيج تلهب جسدى ويبدو أنى من شدة الإرهاق غلبنى النعاس فارتميت على جانبى...
 
وأمرنى صفوت الروبى بخلع ملابسى... توقفت عند ملابسى الداخلية فانهالوا على بالكرابيج ... وأصبحت عاريا تماما... وألقوا لى بافرول أزرق ممزق به اثار دماء ممن سبقونى فى  ارتدائه... واقتادونى إلأى خارج الزنزانة... إلى الفناء... وعلى باب غرفة مدير السجن قال لى صفوت:
 
حتقابل دلوقت شخصية كبيرة... عايزك تجيب قدامه كل  اللى فى بطنك... ماتخبيش حاجة.
 
'''ووجدتنى وأنا العقيد أقول للرقيب أول:'''
 
- حاضر يا بك..
 
ودخلت الغرفة... وكان شمس بدران يتصدر الغرفة جالسا وراء مكتب.. وعن يمينه مختار صالح رئيس المخابرات الحربية وعن يساره وإلى جواره جلال الديب نائب الأحكام...
 
'''وبادرنى شمس قائلا:'''
 
-اتكلم يا نصر عن كل حاجة.. زملاءك اعترفوا وما تحاولش تنكر.
 
'''وتساءلت بصدق:'''
 
-عن إيه يافندم أتكلم.. أنا ما أعرفش حاجة.. أنا مخلص لبلدى وجيشى.. أنا...
 
ولم أكمل جملتى فقد شعرت بثقل جبل يسقط فوق رأسى فارتميت على الأرض وفى ثوان كنت معلقا من يدى وقدمى.. رأسى إلى أسفل وقدمى إلى أعلى.. أشبه بالذبيحة فى محل الجزار.. وصوت شمس بدران  يأمر قائلا:
 
ألف..
 
وانهالت الكرابيج على قدمى.. وصوت يعد واحد.. اثنين.. وأغمى على ولم أسمع شيئا  بعد رقم 297.. وعندما أفقت وجدت نفسى ملقى فى نفس الزنزانة وأمامى الدكتور ماجد حمادة يضمد جروحى..
 
وبقيت فى الزنزانة ثانى يوم.. بدون طعام أو شراب حتى الليل.. عندما فتح بابا الزنزانة مرة أخرى كنت فى حالة من الإنهاك والإنهيار التام.. ويحبونى إلى خارجها .. إلى فناء السجن حيث يوجد  تمثال كبير لجندى ممسكا ببندقيته.. وحول التمثال على شكل دائرة 6 جنود.. ثلاثة منهم ممسكين بالكرابيج وثلاثة ممسكين بسلاسل مقيد بها ثلاثة من كلاب الحرب... والكلب منهم فى حجم الحمار الصغير... وفى منتهى الشراسة.. وأمرنى  صفوت أن أجرى حول التمثال.. وحاولت أن أنفذ الأمر.. ولكن قدمى لم تستجيبا للأمر.. كانت متورمتين.. وبدأت أمشى بخطوة سريعة.. وعندما أصل فى دورتى إلى أحد الجنود الممسكين بالكرابيج يلهب ظهرى أو وجهى أو صدرى بكرباجه ... وعندما أصل إلى  أحد الممسكين بالكلاب.. يطلق كلبه لينهش فى جسدى بعد أن مزق ما بقى من الافرول الأزرق ...
 
'''وبعد عدة جولات حول التمثال سقطت من شدة الإعياء فأطلقوا الكلاب لتنهش فى جسدى.. ولم اشعر  بشىء...'''
 
وعندما فتحت عينى.. ولا أعرف كم من الأيام أو الساعات.. وجدت أننى لست بمفردى فى الزنزانة.. وضعوا حاليا فى معرض الطب البيطرى بالعباسية.. ولكن قدرة الله سبحانه وتعالى حولت ذلك الكلب الشرس.. كلبا وديعا جدا معى... بل كان أشد رحمة بى من الإنسان فى السجن الحربى...
 
ويصمت العقيد نصر الإمام للحظة وقد اختنق صوته بالبكاء ... وهو يتذكر تلك الأيام الحالكة السواد فى حياته فحسب بل وفى حياة الأمة بأكملها ويقول:
 
شعر الكلب بما أقاسيه ... وكان يأتى يتمسح فى جسدى... يلعق بلسانه جراحى... وعندما كان يفتح باب الزنزانة لتقديم  وجبات الطعام له.. وكانت  فى الصباح آنية بها لبن... وفى الظهر أنية بها شوربة بجوارها لحم نيىء... وفى المساء... وكان يشرب من الآنية بعض اللبن ثم يدفعها بأرجله ناحيتى.. وكنت أشرب ما تبقى منه من لبن..
 
'''ومرت أيام وأنا على تلك الحال... ثم اصطحبونى إلى التحقيق مرة أخرى.. وقبل أن أدخل غرفة التحقيق سألنى صفوت الروبى.'''
 
- تعرف عفت؟
 
وقلت له: إن هذا اسم زوجتى
 
فقال لى ناصحا: أنهم أحضروها وسيهتكون عرضها إن لم ترح شمس بدران بك وتوافقه وتحكى له كل شىء..
   
   
ولم أصدق أن النذالة تبلغ بهم تلك الدرجة.. ودخلت غرفة التحقيق وقد قررت أن أستغل بطولتى السابقة فى المصارعة فى أحداث عاهة لأى شخص يقترب منى محاولا تعذيبى .. وكنت قد استرددت بعض قواى فى الأيام السابقة التى تركونى فيها داخل الزنزانة مع الكلب عنتر...
جدول 2. الاختلافات العامة في بعض دول الشرق الأوسط


وبدأ شمس بدران يسألنى عن صلتى بالعقيد إبراهيم طه... وقلت له أننى لم أره منذ عام وكان من تلاميذى فى مدرسة المشاه .. ولم تعجب أجابتى شمس ... فانهال بالشتائم... وفى لحظات وجدت نفسى ملقى  فوق الأرض... وفى لحظات معلقا كالذبيحة والكرابيج تنهال على حتى فقدت الوعى..
[[الديمقراطية البرلمانية]] / الأنظمة البرلمانية الحزب الديكتاتوري المسيطر


وافقت بعد يوم أو أيام.. لأجد نفسى فى نفس الزنزانة... والكلب عنتر  يلعق بلسانه جراحى.. ثم أخذونى إلى الخارج... ووقف حلفى العسكرى  سعد درويش وهو حاليا عسكرى مطافىء بشركة الغزل والنسيج فى كفر الدوار ومحبوس على ذمة قضايا  التعذيب.. وكان سعد يقوم بنفس دور العسكرى الأسود الذى استخدمه إبراهيم عبد الهادى أحد رؤساء وزراء مصر فى عهد الملك النقراشى السابق فاروق لتعذيب الإخوان المسلمين بعد حادث اغتيال زميله النقراشى..ووقف صفوت الروبى أمامى.. وسأل سعد:
[[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] [[:تصنيف:الإخوان في ليبيا|ليبيا]]


- هل  اعتديت عليه يا سعد؟..
أفغانستان [[:تصنيف:الإخوان في سوريا|سوريا]]
[[: تصنيف:الإخوان في لبنان|لبنان]] [[مصر]] (في حكم عبد الناصر)


'''وأجاب سعد:'''
السلطة الفلسطينية


- لسة يا افندم 
[[:تصنيف:الإخوان في تونس|تونس]]
                       
- ورد صفوت: طيب خده..


- ودفعنى  سعد أمامه.. فرتميت على يد صفوت الروبى أقبلها معلنا استعدادى أن أقول أى شىء... وأمره صفوت أن يتركنى.. وأخذنى إلى غرفة التحقيق.. وسألنى شمس :
الملكيات الجمهوريات الإسلامية


- ايه الاتفاق اللى تم بينك وبين محمد نجيب؟
[[:تصنيف:الإخوان في الأردن|الأردن]] إيران


- وأجبته صادقا: محمد نجيب لم أره منذ عام 1959 ... رأيته مصادفة أخر مرة وكانت معه حراسة فى محل يشترى أطباقا...
[[:تصنيف :الإخوان في المغرب|المغرب]] [[:تصنيف:الإخوان في السودان|السودان]]


- ورد شمس: أنت كداب.. أنتم كنتم حتجيبوه رئيس الجمهورية لما تنجح حركتكم مع الإخوان المسلمين..
المملكة العربية [[:تصنيف:الإخوان في لسعودية|السعودية]]


- وأجبته صادقا:
[[:تصنيف: الإخوان في الكويت|الكويت]]


- أنا ماليش دعوة بالإخوان أو بمحمد نجيب
[[:تصنيف:الإخوان في البحرين|البحرين]]


- ووقف شمس بدران ثائرا  وتقدم منه صفوت سائلا: اعمل له مولد يا افندم..


- وأجبا شمس باقتضاب: طيب.
وليس هناك معارضة ناضجة لأن [[الأحزاب السياسية]] لم يسمح لها بالانفتاح التام فيما يتعلق ببرامجها والظهور من خلال وسائل الإعلام كما أنها لا تتصرف بسلوك المعارضة الطبيعية.  


- وفى ثوان كنت معلقا كالذبيحة.. ثم وضعوا بين أصابع قدمى ورق كرتون وأعتقد أن الرحمة نزلت فى قلوبهم وأرادوا إبعاد أصابعى عن بعضها حتى  لا تحتك الجروح بها... وفوجئت بهم يشعلون النار فى الكرتون وتحترق أصابعى بالنار وهم ينهالون على ضربا بالكرابيج... حتى فقدت الوعى...
ويجب معرفة أن السلطة الفلسطينية ليست دولة على الحقيقة فليس لها حقوق السيادة الحقيقية على المواطنين أو على الجيش بل إنها تخضع للسلطة العليا لإسرائيل والجيش الإسرائيلي.  


- وعندما افقت.. بعد يوم أو أيام لا أدرى... وجدت نفسى فى الزنزانة وشعر الحراس بأننى أتحرك... وجاء لى صفوت الروبى واقتادونى إلى الخارج وأعلننى أنه صدر الحكم بإعدامى رميا بالرصاص.. ولكن شمس بدران بك قرر أن أدفن حيا.. وفعلا اقتادونى إلى حفرة كبيرة وألقوا بى بداخلها ثم بدأوا يهيلون الرمال فوقى حتى غطتنى تماما ما عدا رأسى.. وأغمضت عينى بعد أن رددت الشهادتين..ز وفجأة دوى صوت أعتقد أنه صوت شمس بدران أو حمزة البسيونى يأمر بإخراجى ... وأزاحوا الرمال وأخرجونى...
وبدون تعليق على بقية دول الشرق الأوسط فيجب ملاحظة أنه نظرا للاختلاف الكبير في الأشكال السياسية فإنه لا يوجد طريق واحد للديمقراطية.  


- ووقفت أمام حمزة البسيونى... وشمس بدران.. وقال  حمزة.
كما أنه عندما يعترض شعب واحدة من هذه البلدان على السلطوية فإنه دائما ما يكون هناك درب من دروب السلطوية في دولة قريبة.


- ازاى نبعته لربنا وفيه فى جسمه حتة سليمة..
== التطور السياسي في [[مصر]] ==


- وقاموا بخلع ملابسى ... ووقفت عاريا تماما... وكانت آثار السياط والجروح تغطى كل صدرى وظهرى وذراعى وقدمى... ونظر حمزة البسيونى إلى عضوى التناسلى وأشار ضاحكا:
قدمت [[مصر]] نموذجا معارضا للإمبريالية في بداية القرن العشرين أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة مطالبة شعوب الدول العربية الأخرى بالنظر إلى السياسيين المصريين مثل سعد زغلول كقادة مهمين وأبطال قاوموا الاستعمار.  


- ده لسة سليم ليه؟ احرقوه..
فصورة بريطانيا العظمي (جون بول) لمصر '''(فتاة ترغب في الحرية والدستور والحق في رسم مستقبلها بنفسها)''' قد كانت في الرسوم السياسية كما أخذت أولوية في المذكرات والمقالات السياسية في بداية هذا القرن.


وعلى الفور أحضروا سيجارة مشتعلة وبدأوا يحرقون العضو التناسلى فى عدة مواضع ثم قيدونى وبدأ حمزة البسيونى بنفسه بواسطة آلة فى يده ينزع أظافر أصابعى العشرين.. أصابع يدى وقدمى...
وقد استمرت هذه المطالبة بالحرية بعد الاستقلال الجزئي الذي منح في العام [[1922]] وتحول إلى صرخة من أجل الحريات الاجتماعية والسياسية التي تمنح المواطن المصري العادي المساواة مع طبقة البشوات.  


ونقلونى فى هذه المرة إلى المستشفى... مستشفى السجن وعندما أفقت وجدت ذراعى وفيها إبرة الجلوكوز".. وجاءنى جلال الديب نائب الأحكام الذى استطاع الهرب هو الآخر حاليا إلى الخارج... ونصحنى أن أعترف بكل شىء... وطلبت منه أن يكتب أى شىء وأنا مستعد للتوقيع عليه..
ويظل تحقيق هذه الحريات عملاً من أجل التقدم.  


وتحسنت معاملتى.. وأحضروا لى طعاما فاخرا... ولكننى لم أكن أستطيع أن أمضغ أى طعام, لتورم شفتى وتهشم أسنانى.. وكانوا يساعدوننى فى وضع كوب العصير فى ناحية من فمى لأرتشف نقطة أو اثنين وأتوقف من شدة الآلام عندما أحرك شتى..
وبسبب العديد من معايير الثقافة التقليدية المصرية والاتجاهات السياسية المعاصرة والوضع الحرج للسلطة غير العادلة إلى جانب الفساد؛ فهناك أزمة سياسية ترجع للسلطة المطلقة الممنوحة للسلطة التنفيذية والهيئة التشريعية.  


ثم جاءنى جلال الديب بإقرار يتضمن قصة خيالية عن مؤامرة كنا ندبرها للقيام  بانقلاب عسكرى للإطاحة بالرئيس السابق... ووقعت على القرار.. ودخلنا السجن... حتى جاءت النكسة وصدر قرار جمهورى بالعفو عنا وشطب القضية وكأنها لم تكن... وأفرج عنا... ولكننا عدنا للسجن مرة أخرى بعد 43 يوما لنبقى به حتى أفرج عنا الرئيس  السادات بعد أن أطاح بمراكز القوى وأعوان السوفيت من المحيطين بالرئيس السابق جمال عبد الناصر.
وقد قامت الجمعية الوطنية بالعمل بشكل ما في فترة عملها أيام الليبرالية منذ عام [[1922]] إلى عام [[1952]].  


'''وتلوح شبح ابتسامة على ملامح العقيد نصر الدين الإمام وهو يقول:'''
وبالرغم من ذلك فلم يكن التشريع مستقلا كما يجب بسبب الوجود [[الإمام حسن البنا والمحتل الإنجليزي والقضية المصرية |الإنجليزي]] وسيطرته على الملك ومجلس الوزراء.


انهم كانوا يتفننون فى ألوان التعذيب... كانوا لا يتركون وسيلة سمعوا  عنها أو قرأوا  تفاصيلها من وسائل التعذيب إلا واستخدموها التعذيب النفسى.. يجعلونك تعيش ساعات وكأنك أصبحت مطلق السراح وأنهم أصدقاء لك ثم  فجأة ينقلبون إلى وحوش كاسرة تنهال عليك بالضرب والركل بالأقدام...
أما في فترة [[عبد الناصر]] فقد فقدت الهيئة التشريعية استقلالها أيضا، وبقي هذا الوضع مع وفاته عام [[1970]] وما زال العمل به قائم حتى يومنا هذا؛ فالمجلس التشريعي حافل بأعضاء حزب الرئيس ([[الحزب الوطني الديمقراطي]]).  


لقد اتبعوا تلك الوسيلة مع زميل العقيد بهى الدين مرتضى رئيس مجلس مدينة راس سدر حاليا وواحد من الذين شاء سوء حظهم أن يقع فى أيديهم لشدة إيمانه بالله..
والآن يمكن القول بأن هذا النقد يأتي من قبل المعارضة وأن المواطنين العاديين لا يكترثون ولا يقومون بتحدي فساد الحكومة أو المساهمات السياسية التي قللت من دخول الخدمات العامة مع أن الشخصيات السياسية التابعة للحزب الوطني الديمقراطي يمكنها أن تلبي الآمال العامة.  


إنهم استخدموا معه كل وسائل التعذيب التى استخدموها معى... ولم يخضع لرغباتهم فى الاعتراف بأشياء لم تحدث... وفى إحدى الليالى اقتادوه من زنزانته إلى غرفة التحقيق... ووجد شمس بدران فى انتظاره... وما كاد يراه حتى احتضنه شمس بدران معلنا أسفه الشديد لما حدث له وأنه كان نتيجة خطأ سيعاقب بسببه المسئول عنه... ثم دعاه إلى عشاء فاخر... وأثناء جلوسهما طلب منه شمس أى يرى له أحدث ما سمعه من نكت سياسية... وأطمأن بهى إليه وإلى الجو الودى المحيط به... وكان بهى معروفا بأنه رواية نكت ممتاز وروى له النكتة الأولى...  
كما أن هذا البرهان يتناول انحدار النمو السياسي في [[مصر]] فضلا عن مقاومة الإصلاح.  


وضحك شمس بدران... وطلب نكتة أخرى... ورواها بهى..
وإضافة إلى الارتباك الكائن في السلطة التشريعية، الذي ذكر من قبل، قام القضاء بالنضال من أجل تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية.  


وضحك شمس بدران... ثم وقف ثائرا وقلب المائدة قائلا: اضربوه حتى يموت.. أنه مصدر كل النكت عنا السوفيت..
وقد تم ملاحظة أهمية القانون كوسيلة للسيطرة على السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية من خلال تزايد أعداد القضايا القانونية التي رفعها المحامين الإسلاميين ضد الحكومة في كل من محكمة النقد والمحكمة الدستورية، فإصرار القضاء على الحكم في هذه القضايا بدون الضغط من السلطة التنفيذية يعني أن نظام المحاكم المصري أكثر استقلالا من النظام السوري حيث ترى المحاكم الدستورية مكانا يعمه الهدوء.  


وهكذا كان التعذيب داخل السجن الحربى... وكانت تلك ألوانه.. وهى نفس الألوان التى تعرض له أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ليدلوا باعترافات تؤكد قيامهم بعزمهم على قلب نظام الحكم.. وتحمل الكثير منهم كل أصناف العذاب.. وسقط البعض شهداء وتم دفنه في رمال الصحراء الممتدة خارج مبنى السجن الحربى..
وعلى أية حال فهناك المزيد من أجل حرية القضاء أكثر من استخدام المستويات العديدة للمحاكم.  


واستمر تعذيب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فرادى وجماعات وكانت ترسل التقارير إلى الرئيس السابق عبد الناصر باعترافاتهم قبل أن يدلوا بها.. كان شمس بدران ينسج بخياله الواقعة التى  يريد المتهم أن يعترف بها ويسارع بأخطار عبد الناصر بأن الاعتراف تم وذلك قبل أن يحدث يتعرض المتهم لكل ألوان التعذيب حتى يوقع على إقرار يتضمن اعترافه بتلك الواقعة..
ومن بين أهم الأمور التي كافح القضاة من أجلها هي مطالبتهم أو محاولتهم المطالبة بمراقبة العملية الانتخابية، ومن ثم رأينا القضاة المصريين على رأس انتخابات[[ 2005]] مشيرين إلى أن استقلالهم ما زال في المهد.  


وكان شمس بدران يستغله السوفيت في إقحام اسم الملك فيصل ملك السعودية في المؤامرة والإدعاء أن بعض المتهمين اعترفوا أنه كان وراء تمويل حركتهم.. وكان هدف السوفيت إبعاد التقارب الذى كان بدأ قبل رحلة عبد الناصر إليهم مباشرة في 27 أغسطس سنة 1965... وفعلا قدم شمس بدران اعترافات كاذبة بذلك للرئيس السابق عبد الناصر..
وهناك رؤية عامة للعوامل المتغايرة التي يمكن أن تساعد أو تشجع على[[ الديمقراطية]] في [[مصر]] في الجدول 3.  


وبالرغم من العوامل المتعددة لتشجيع [[الديمقراطية]] وإظهار مزيد من التوازن للسلطات الحكومية ربما يكون من الغريب أن تعدل [[مصر]] في الوقت الحالي إلى النظام الوراثي في القرن الحادي والعشرون.


===الحملة الإعلامية والصحفى الأوحد===
وعلى أية حال فسنوات الضعف المفرط وقمع المعارضة السياسية وحركات العمال المشلولة وبعض العوامل الأخرى التي تثبط الهمم قد كان لها تأثير على القادة في تحدي الوضع الراهن.


وعندما تجمعت لدى عبد الناصر الصورة الكاملة أعلن عن ما أسماه مؤامرة الإخوان أثناء وجود في موسكو وبعد أن وصل إلى القاهرة يوم 6 سبتمبر كلف صحفيه الأوحد محمد حسين هيكل رئيس تحرير الأهرام أن يبدأ الحملة لبث الكراهية.. كراهية الشعب للإخوان المسلمين..
== التوجهات [[الديمقراطية]] مقابل التوريث ==
 
   
'''وفى 7 سبتمبر انفرد الأهرام بنشر أول معلومات عن المؤامرة المزعومة وصدر الأهرام في ذلك اليوم وكانت عناوينه الرئيسية كالآتى:'''
 
* أول التفاصيل عن مؤامرة الإخوان المسلمين الأخيرة.
 
* كشف تنظيم سرى إرهابى والقبض على كل خلاياه وضبط كميات ضخمة من الأسلحة والمفرقعات.
 
* عمليات اغتيال واسعة النطاق كان يجرى تدبيرها إلى جانب خطط لنسف بعض المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومحطة الإذاعة.
 
* خطة لالقاء قنابل حارقة في عدد من دور السينما والمسارح وفى بعض الشوارع.
 
* مقاومة مسلحة للبوليس حينما ذهبت قوة منه لضبط مخزن أسلحة في قرية كرادسة في محافظة الجيزة.
 
* الوثائق تؤكد أنه هناك تمويل خارجى وراء التنظيم الإرهابى الجديد يصرف عليه من سعة ويؤمن وصول السلاح له.
 
الإرهابى الجديد يصرف عليه من سعة ويؤمن وصول السلاح له.
 
'''كانت تلك العناوين.. أما تفاصيل الخبر  الذى نشرته فكان:'''
 
سمحت سلطات التحقيق لأول مرة أمس بنشر معلومات عن القضية الخطيرة التى اكتشف خلالها تنظيم جديد سرى لجماعة الإخوان المسلمين, وكانت سلطات التحقيق تضع حظرا للنشر لكفالة سلامته وبالفعل فإنه بعد تسرب بعض الأنباء عن القضية تمكن احد المتهمين فيها, وهو مساعد طيار بشركة الطيران العربية اسمه يحيى حسين  من الفرار عندما كان مع هيئة قيادة إحدى طائرات الشركة في الخرطوم وذلك منذ ما يقرب من أسبوعين.
 
ويمكن استنادا إلى حجم التحقيق وتشعبه, وإلى كثرة الأدلة وتعددها أن يقال أن هذه القضية سوف تكون من أخطر القضايا الإرهابية.


'''وقد بدت عدة مظاهر في هذه القضية تلفت النظر وتستوقف الاهتمام:'''
وخلاف سابقيه لم يقم الرئيس مبارك بتحديد نائب للرئيس، بالرغم من أنه قد عمل نائبا للرئيس [[السادات]] منذ عام[[ 1975]] وحتى العام [[1981]]، وقد طولب أكثر من مرة بتعيين نائب للرئيس وخاصة بعد محاولة اغتياله عام [[1995]].


1-أن التنظيم الارهابى الذى تم ضبطه كانت وراءه مصادر تمويل تنفق عليه عن سعة, كما أن هذه المصادر كانت إلى جانب المال توفر له مقادير ضخمة من الأسلحة والذخائر كما أنها كانت تتولى توصيلها اليه في داخل الجمهورية العربية المتحدة بطرق متعددة.
ولكن فشله في تأسيس سلسال وراثي واضح قد أشعل التخمينات حول احتمالات التوريث.  


2- أن هذا التنظيم الارهابى رسم خططه للعمل داخل الجمهورية العربية المتحدة يقصد تدمير وبدون أى مفهوم سياسي أو اجتماعي, وبغير مراعاة لمن سوف يقع عليه الضرر ومن الذى سيخسر في النهاية إذا نجحت أية خطة من الخطط التى رسمها.
وقد اندلعت هذه الاحتمالات بتوريث بشار الأسد في [[:تصنيف:الإخوان في سوريا|سوريا]] وهو الأمر الذي عزز النقد القوي من قبل المعارضة المصرية، ولم ينتقد من قبل المصادر المؤيدة للحكومة، لتعيين نجل الرئيس "[[جمال مبارك]]" '''(وهو أحد ولدي الرئيس [[حسني مبارك]] وقد كان رجل أعمال في السابق)''' كأمين عام للحزب الوطني الديمقراطي ، وقد وقع الحدثين في العام [[2000]] وجاء ليعزز التخمينات حول مستقبل [[مصر]].  


3- أن هذا التنظيم الإرهابى اعتمد أساسا في تجميع صفوفه على الجو الديمقراطى الذى تأكد برفع الأحكام العرفية – وكل ما كانت تتبعه من إجراءات, فقد استغل هذا التنظيم صدور العفو عن البعض الذين كانوا معتقلين من جماعة الإخوان المسلمين, فأعاد تجنيدهم وضم اليهم عناصر أخرى.
جدول 3. العوامل التي تعزز[[ الديمقراطية]] أو التي تعوقها في [[مصر]]


وقد بدأوا أول خيط في هذه القضية الخطيرة بتكشف منذ ما يقرب من ثلاثة شهور, وذلك بملاحظة خطة حركة غير عادية لتهريب وتخزين الأسلحة في القاهرة وفى عدد من القرى.
التعزيز الإعاقة


وفى ذلك الوقت شكلت هيئة خاصة نتابعة هذا الخيط الخطير ولم يكن التقدير أن تتكشف العملية عن الحقائق المذهلة التى تكشفت عنها, وعندما تم القبض على بعض الذين تأكد  أن في حوزتهم أسلحة ومفرقعات, في بدء استجوابهم  راحت خلايا التنظيم السرى تظهر واحدة  بعد واحدة لتكشف عن شبكة واسعة وضعت خططا تكاد لا تصدق للوهلة الأولى لغرابتها وبعدها عن التصور.
الظهور في سياسات المنطقة والتعبيرات الثقافية سنوات ضعف المعارضة السياسية وترسيخ القمع السياسي


* كانت هناك خطط واسعة للقيام باغتيالات لعدد كبير من القادة والمسئولين.
الاستقلال القضائي، وإن كان ضعيفا، وزيادة القضايا المقدمة إلى المحاكم العليا


* وكانت هناك خطط لليقام بنسف بعض المنشآت الكبيرة منها بعض المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومحطة الإذاعة ومبنى التليفونات.
المنزلة الوضيعة للاستقلال التشريعي والقضائي


* وكانت هناك خطط لالقاء بعض القنايل الحارقة في عدد من دور السينما والمسارح وفى بعض الشوارع.
عدد السكان الكبير ومجتمع مدني فعال زيادة معدل البطالة ونقص العمالة
وحدث اثناء التحقيق أن سئل أحد المتهمين:


-على من سيقع الضرر من نسف هذه المنشآت.. ومن هذه القنابل الحارقة في دور السينما والمسارح والشوارع؟
التسويات التي تم إنجازها مع أكبر الجماعات الإسلامية المتطرفة ([[جماعة الجهاد الإسلامي]] والجماعات الإسلامية) [[الضعف الاقتصادي]] الذي يؤكد على الخصخصة والدعم المالي وميزان التجارة وقلة المدخرات


وجاء الرد بأ، الهدف كان إحداث أكبر كمية من الفوضى والذعر وأن هذا قد يؤدى إلى سقوط النظام؟
المنهج الشعبي القائم تسييس المهنيين '''(من خلال النقابات)'''
- وماذا كان سيحدث عندما يسقط النظام؟


- وكان الرد:
عدم وجود حماسة للحرب ضد إسرائيل السلام "البارد" الطويل


- يقوم مجتمع الإسلام
[[الحركة النسائية]] النشطة الضعف والحركة الارتجاعية لتفويض المرأة
 
- وسكت المتهم حين قال له المحقق:
 
- هل يمكن أن يقوم مجتمع الإسلام بنسف المصانع والقناطر ومحطات الكهرباء والمطارات والقاء القنابل الحارقة في دور السينما والمسارح والشوارع وبالقتل وسفك الدماء؟
 
كان هذا جانبا مما نشره الأهرام.. وقد تكشف مدى الإدعاء الذى كان يحيويه ذلك حتى في خلال المحاكمات.. كما كان ما نشره الاهرام من أن التحقيقات أجريت لا يمثل الحقيقة.. فقد ثبت عند بدء المحاكمات وتداول ملفات القضية أن النيابة العامة وهى السلطة الوحيدة  التى لها حق التحقيق لم تخطر بأى شىء إلا يوم 3 أكتوبر سنة 1965 أى بعد أن نشر الأهرام ما أسماه تحقيقات بحوالى شهر.
وفى اليوم التالى مباشرة يوم الأربعاء 8 سبتمبر نشر الأهرام مجموعة أخرى من أكاذيب تلك التحقيقات تحت عناوين بغرض الصفحة الأولى وهى ما تسمى بمنشيتات.. وكانت 4 عناوين كبيرة هى:
 
* تحقيق كامل عن التنظيم الارهابى.
 
* هدف خطط الاغتيال والنسف والتخريب كانت تتجه في النهاية إلى الاستيلاء على السلطة.
 
عدد الذين سوف سقدمون إلى المحاكمة في قضية الإرهاب يصل إلى 400 شخص.
 
الفلسفة المجنونة التى تجمع من حولها التنظيم والوسائل التى تم بها تجنيد الأفراد.
 
'''أما التفاصيل التى نشرها"الأهرام" فكانت بالنص:'''
 
علم مندوب " الأهرام".. ولم يذكر اسم المندوب وأن كل كان من في مصر بل والعالم العربى يعرف أن هذا المندوب هو الصحفى الأوحد لذلك العهد محمد حسين هيكل.. وكان ما علمه المندوب أن عدد أفراد التنظيم السرى الارهابى الجديد للإخوان المسلمين الذين قبض عليهم وسوف يقدمون إلى المحاكمة يقترب عددهم من أربعمائى فرد وكانت الخطط التى تم ضبط الوثائق المثبتة لها والأسلحة والمفرقعات التى أدت لتنفيذها ترسم صورة مروعة.
 
1- عدة خطط بديلة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر, واحد أثناء الموكب الرسمى في القاهرة, أو في الإسكندرية في احتفالات يوليو, وواحدة لنسف القطار يستقله, وواحدة معدة للتنفيذ في شارع خليفة المأمون وفى الطريق إلى بيته بمنشية البكرى.
 
وكانت هذه الخطط تعد أيضا لاغتيال المشير عبد الحكيم عامر ونواب رئيس الجمهورية وعدد آخر من المسئولين.
 
'''كان التخطيط الارهابى بعد عمليات الاعتيال  يفترض تمكن التنظيم الارهابى من الاستيلاء على الحكم وكانت هناك بعد مجموعة الاغتيالات موجهة إلى ثلاث اتجاهاات:'''
 
نسف القناطر الخيرية وبعض محطات الكهرباء ونقط تقاطع السكك الحديدية ومطار القاهرة ومحطة الاذاعة ومبنى التليفوانات وبعض مراكز البوليس والمباحث العامة بقصد إحداث شلل عام في جميع المرافق.
 
اغتيال عدد كبير من قادة الجيش وذلك حتى لا يقدر الجيش على التحرك لإقرار الأمن.
 
نسف عدد من دور السينما والمسارح والمطاعم وإلقاء عدد من القنابل الحارقة في الشوارع وذلك حتى يلزم جميع الناس بيوتهم ذعرا ومن ثم يصبح الجو مفتوحا لاستيلاء التنظيم على سلطة الدولة.
 
بعد ذلك يتقدم التنظيم إلى الحكم بغير مراجعة..
 
ومما يثير الدهشة أن التنظيم الارهابى استطاع تجنيد عدد من خريجى كليات الجامعات, ثلاثة منهم من كلية الهندسة تولى التنظيم عن طريقهم دراسة محطات الكهرباء لمعرفة أحسن مكان لوضع شحنات التدمير ليكون عطلها كاملا.
 
كذلك فإن بعض الكيماويين ممن تم تجنيدهم استطاعوا تجهيز عبوات كثيرة من مادة نتوجلسرين المتفجرة وكذلك من كوكتيل مولوتوف الحارق. بل إن واحدا منهم جاء بتركيب مادة ناسفة شديدة الانفجار وهو نترات الامنيوم واستطاع إعداد كميات منها.
 
واستطاع التنظيم الارهابى اقناع احد الحدادين بصنع مئات الخناجر ذات الحدين للتنظيم على أساس أنها لجمعية الكشافة.
 
وهذه الأسلحة كلها فضلا عن الكميات الضخمة من المدافع الرشاشة والمسدسات والقنابل اليدوية المتفجرة والحارقة وقوالب الجليجانيت الناسفة.
ثم سرد الاهرام من باب الإثارة أن أفراد التنظيم أعدوا كشفا لاغتيال أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ونجاة وشادية.
 
وعندما بدأت المحاكمات.. وطبقا للوثائق ومحاضر النيابة عن الأسلحة المضبوطة لدى كل أفراد التنظيم والتى كانوا يستخدمونها للتدريب استعدادا لرد أى اعتداء يقع عليهم.. فإن تلك الأسلحة لم تكن سوى خمس مدافع رشاشة و6 مسدسات ومجموعة من زجاجات مولوتوف.. وهى التى قال الصحفى الأوحد تلميحا أنه وراء التمويل الضخم للتنظيم وتبين من خلال المحاكمات أن التمويل لم يكن سوى 4 آلاف جنيه دفعها أعضاء الجماعة الذين هربوا من بطش الحاكم إلى السعودية ووجدوا أن من حق إخوانهم المحبوسين في سجون مصر عليهم أن يقدموا لهم المعونات..
 
ولكنها كانت إرادة الرئيس السابق نفذها صحفيه الأوحد لتبرير كل التصرفات التى تتخذ بعد ذلك ضد هؤلاء المتهمين.. وكان لابد من محاكمتهم... لو تمت المحاكمة أمام القضاء العادى فإن قضاء مصر لم يكن يرهبهم سلطان أحد وكانوا سيحكمون بضمائرهم وهكذا دائما القضاء المصرى.. ولكن كيف تتم المحاكمة.. وبأى قانون هذا ما سنتناوله بالتفصيل في الباب التالى.
 
</div><noinclude> </noinclude>
 
 
 
==الباب الخامس==
 
<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
 
*قانون فرعون.
*تمثيلية الديمقراطية.
*الارهاب والجهاز السرى.
*نواب السلطة.
 
 
===قانون فرعون===
 
ونجحت المؤامرة الشيوعية... وتمت الإطاحة بجماعة الإخوان المسمين.. بل وبأقوى المعارضين للسياسة الشيوعية... وأصبحت سيرة الأخوة المسلمين على كل لسان...
 
وداخل السجن الحربى تعرض الإخوان المسلمين لأبشع ألوان التعذيب ليكتبوا إقرارات باعترافات كاذبة عما كانوا ينوون القيام به.. وتلقت أجهزة الاعلام الإقرارات لتنشرها.. وانتشر أعضاء الاتحاد الإشتراكى في كل مكان ينفثون الدعايات ضد الإخوان.. يقولون أنهم اعترفوا بأن من أهدافهم قتل أم كلثوم وعبد الوهاب وعدد من المطربات والمطربين... أنهم كانوا سينسفون كل دور السينما وأماكن اللهو تطبيقا لشريعة الله.. وهكذا نجح الشيوعيون في التشهير بشريعة الله أيضا..
 
وبدأ الشعب يزداد خوفا.. بل وأصبح الكثيرون من المؤمنين يخشون ارتياد المساجد حتى لا يقبض عليهم زبانية المباحث الجنائية العسكرية.. فقد أصبحت الصلاة جريمة.. والصوم جريمة.. وذكر اسم الله جريمة... وهكذا ما كان يهدف إليه الشيوعيون..
 
وبدأ التفكير كيفية محاكمة الإخوان المسلمين.. أنهم لو قدموا على القضاء المصرى فسيحكم ببراءة الجميع لبطلان التحقيقات التى أجريت معهم.. يكفى أنه تم اعتقالهم في شهر أغسطس ولم تباشر النيابة الهامة صاحبة الحق الأول في التحقيق معهم إلا بعد مضى أكثر من شهرين.. وتذكر عبد الناصر أنه زيف على  مجلس الرئاسة سنة 1964 القانون رقم 119 لسنة 1964 الخاص بتدابير أمن الدولة وأصدره بمفرده مدعيا انه عرض على أعضاء مجلس الرئاسة ووافقوا عليه.. وقد وصف كمال الدين حسين هذا القانون في شهادته أمام غرفة المشورة يوم 29 يونيو سنة 1975 بأنه  قانون فرعون ... بل إن فرعون نفسه لم يكن لديه مثل هذا القانون.
 
والقانون الذى  تذكره عبد الناصر كان قد صدر يوم 24 مارس سنة 1964 وقبل عودة الحياة النيابية إلى مصر بيومين.. واعتبر المواطنين.. مخالفا لوثيقة اعلان حقوق الإنسان وكافة المبادىء الدستورية بل وللقوانين العادية.
 
وسر خطورة هذا القانون أنه يخول لرئيس الجمهورية في غير الحالات الاستثنائية والطارئة المقررة في قانون الطوائ, وبدون ابداء الأسباب أن يقبض على المواطنين وأن يحتزهم فما أسماه بمكان امين, وأن يفرض الحراسة على أموالهم وممتلكاتهم وأن يكون للنيابة العامة لدى تحقيقها سلطات مطلقة وغير مقيدة بما ورد في قانون افجراءات الجنائية من قيود وضمانات للأفراد.
 
كما يخول ذلك القانون لرئيس الجمهورية الحق في أن يأمر بتشكيل محاكم استثنائية من العنصر العسكرى الخالص لمحاكمة المواطنين عما هو منسوب اليهم من جرائم, بل وأنه أعفى هذه المحاكم من أى تقييد إلا بما ينص عليه في أمر تشكيلها من إجراءات .. وحظر في النهاية الطعن بأي وجه من الوجوه في احكامها.
 
وتذكر عبد الناصر إذا القانون.. وهو قانون لا يستخدمه إلا من أراد أن يحكم البلاد بقانون ضد سيادة القانون.. وكان مجلس الأمة في عطلته الصيفية... وأصدر عبد الناصر قانونا في 9 نوفمبر 1965.. قبل أن  تنتهى التحقيقات في جميع القضايا التى لفقتها الشيوعيون ضد مصطفى أمين والإخوان المسلمين..
 
'''وكان هذا القانون مكونا من ثلاث مواد:'''
 
المادة الأولى: لرئيس الجمهورية أن يستخدم الحق المخول له بمقتضى المادة الأولى من القانون رقم 119 لسنة 1964 المشار إليه بالنسبة إلى أى شخص  من الأشخاص الذين سبق لسلطات الضبط والتحقيق ضبطهم أو التحفظ عليهم.. وذلك في جرائم التآمر  ضد أمن الدولة والجرائم المرتبطة بهاو التى تم اكتشافها في الفترة  ما بين مايو سنة 1965 وآخر سبتمبر سنة 1965. وله أن يطبق في شأ،هم التدابير الخاصة بوضع أموالهم وممتلكاتهم تحت الحراسة ولا يقبل الطعن بأي وجه من الوجوه في الأوامر او القرارات التى أصدرتها سلطات الضبط والتحقيق قبل العمل بهذا القانون.
 
المادة الثانية: تنص على أنه لا يجوز الطعن بأي وجه من الوجوه أمام أية جهة كانت في قرارات رئيس الجمهورية الصادرة وفقا لأحكام هذا القانون.
 
'''والمادة الثالثة:'''
 
هى المادة التقليدية وتنص على أن ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخ نشره.
... وهكذا وجد الرئيس السابق القانون الذى يبيح كل التصرفات التى اتخذت ضد الإخوان المسلمين... وضد مصطفى أغا وزملائه.. وعى القضايا الأربع التى كانت لا تزال موضع التحقيقات .. وكان هذا القانون يبيح له أيضا أن يأتى بقاضيه الأوحد الفريق محمد فؤاد الدجوى ومن على شاكلته ليحاكموا المتهمين في تلك القضايا.. ولكونوا كالببغاوات ينطقون بالأحكام التى تملى عليهم.
 
 
===تمثيلية ديمقراطية===
 
ولم ينس الرئيس السابق أن يعطى لقانونه صفة الديمقراطية... فعند عودة مجلس الأمة للإنعقاد في دورته الجديدة في 4 ديسمبر .. قامت الحكومة بعرض القانون على مجلس ليأخذ الصفة الرسمية التشريعية وكان على رأس الحكومة على صبرى.. ولتستكمل التمثيلية كل فصولها فقد أحال المجلس القانون إلى لجنته التشريعية... وعقدت اللجنة اجتماعا يوم 14 ديسمبر... وأعدت تقريرا عن القانون ضمنته نفس الملاحظات التى تضمنها محضر سمير ناجى وكيل نيابة أمن الدولة عن كتاب معالم على الطريق والتى ذكرناها في الباب الثانى.. ولعله توارد خواطر..
 
رغم أن الجلسة كانت يوم 14 ديسمبر سنة 1965 ومحضر فض الأحراز الذى حرره سمير ناجى كان بتاريخ 31 يناير سنة 1966... ولكن هكذا كانت إرادة الحاكم.
 
ولتبلغ التمثيلية آخر فصولها فقد فقد تم عرض تقرير اللجنة على أعضاء مجلس الأمة في جلسة 20 ديسمبر سنة 1965.. وتبارى أعضاء المجلس. ككل  مجلس في الإشادة بالقانون... وكان من المتحمسين له أحمد يونس أحد الذين كانوا دائما يتحمسون للسلطة
 
ويدعى دائما أنه من أنصارها... بينما هو يعمل لنصرة نفسه فقط وصالحها...
 
في الصفحات القادمة نص تقرير اللجنة تلاه المستشار محمد عطية اسماعيل رئيس اللجنة وقتئذ .ز أما التعليق عليه فهو متروك لضمائر أعضاء اللجنة الذين ما زالوا على قيد الحياة... وفيما يلى النص:
 
أحال المجلس بجلسته المنعقدة صباح السبت 11 من شعبان سنة 1385 الموافق  4 من ديسمبر سنة 1965 إلى اللجنة هذا القرار بقانون, فنظره بجلستها المعقودة بتاريخ 14 ديسمبر سنة 1965, واتضح لها من مراجعة أحكامه, أنه شرع لمناسبة قضايا التآمر على أمن الدولة الى اكتشفت في الفترة الأخيرة.
 
وإذا استرعى نظر اللجنة ان الغالبية من قضايا التآمر هذه ارتكبتها الجماعة التى تسمت باسم"
الإخوان المسلمين". فقد رأت اللجنة أن من واجبها – قبل أن تتعرض لموضوع هذا القانون ورأيها فيه – أن تمهد لذلك بعرض  تحليلى لهذه الجماعة التى أساءت إلى الدين أفدح إساءة, فاتخذت منه شعارا تتستر وراءه وتخفى به نواياها الحقيقية, وافتعلت لأحكامه تفسيرات خاطئة مضللة تتعارض وحكمته الإلهية السامية, مستهدفة من ذلك وقف تيار التقدم والقضاء على كل ما كسبه الشعب بالدم والعرق خدمة للاستعمار والرجعية أعداء الحياة والتطور...
 
والرجعية في مختلف صورها ومراحلها, قد حاولت تصوير الدين على أنه قوة روحية خالصة لا علاقة لها بتنظيم شئون الحياة, بل حاولت الرجعية – أكثر من ذلك – أن تجعل الدين متناقضا مع العلم والمعرفة ومع كل وسائل التقدم المختلفة. ولم تكن هذه الجماعة إلا حلقة من محاولات الرجعية التى تتناقض مع الحقائق المسلم بها, وهى أن جوهر الرسالات الدينية لا يتصادم مع حقائق الحياة, وإنما يتيح التصادم في بعض الظروف من محاولات الرجعية أن تستغل الدين ضد طبيعته وروحه لعرقلة التقدم, وذلك بافتعال تفسيرات له تتصادم مع حكمته الالهية السامية.
 
وقد أبرز الميثاق أهمية العقيدة الدينية باعتبارها ضمانة أساسية توافرت لدى النضال الشعبى لكى يحقق الشعب العربى المصرى الثورة الشاملة ذات الاتجاهات المتعددة فى سبيل حرية الوطن والمواطن, وبناء مجتمع يقوم على الكفاية والعدل, وإذ نص الميثاق على أن من الضمانات التى حققت ذلك" إيمانا لا يتزعزع بالله وبسله ورسالاته القدسية التى بعثها بالحق والهدى إلى الإنسانية فى كل زمان ومكان".
 
وإيمانا بهذه المثل الخالدة حرص الدستور على النص فى المادة الخامسة على أن الإسلام دين الدولة  واللغة االعربية لغتها الرسمية والنص فى المادة السابعة على أن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق والوطنية.
 
ولقد حرصت الدولة على وضع هذه النصوص موضع التطبيق العملى بما تبثه فى نفوس الناشئة من الإيمان بالله وكتبه ورسله وبما تنشئه من دور العبادة والتعليم,وبما يسعى اليه من إقامة مجتمع الرفاهية مجتمع الكفاية والعدل, ومن جعل تعليم الدين إجباريا فى جميع المدراس, إيمانا من الدولة برسالته وتأكيدا لسلطانه...
 
كما عادت الثورة بالدراسة فى الأزهر الشريف إلى شكلها الذى يدعو إليه كبار المصلحين الذين أدركوا حقيقة الدين الاسلامى إدراكا سليما وعملوا على أن يعود المسلمون إلى الإسلام الصحيح, فأصبح الأزهر الآن جامعة لا تقتصر مناهجها على الرداسات الدينية وحدها, وإنما إلى جانبها علوم الطب والهندسة والذرة وفى ذلك عود بالدين الاسلامى إلى أصوله الصحيحة.
 
ومع كل ذلك تعمى جماعة الإخوان المسلمين عن هذه الحقائق التى يسجلها ميثاقنا ودستورنا, وتنطبق بها أعمالنا تأكيدا لرسالة الدين ودوره الطليعى فى المجتمع فتعتبر أن  كل نظم الحكم جاهلية حتى التى تدعى الإسلام فى مواثيقها ودساتيرها".
 
ولئن كانت هذه الجماعة قد تسترت وراء الدين واتخذته شعارا لها تخدع به جماهير شعبنا عن حقيقة هدفها فى خدمة الاستعمار والرجعية, فإن الدعوة التى تعتنقها بعيدة كل  كل البعد عن رسالة الإسلام الذى يدعو إلى المحبة والإخاء ونبذ التعصب ذلك أن الاقتناع الحر هو القاعدة الصلبة للإيمان , والإيمان غير الحرية هو التعصب هو الحاجز الذى يصد كل كل فكر جديد ويترك أصحابه بمناى عن التطور المتلاحق الذى تدفعه جهود البشر فى كل مكان, نصوص الشريعة الإسلامية السمحة واضحة الدلالة فى إفادة هذا المعنى, ويكفى فى ذلك أن نشير إلى قوله تعالى:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن".
 
وتستمد دعوة الإخوان أصولها من مجموعه من الرسائل والكتب, جعلوا منها منهاجهم الفكرى ودليل عملهم التآمرى, أملتها روح الحقد على المجتمع والدعوة إلى نبذ التعاون معه, وإلى إبقاء المجتمع على  حالة من الرجعية والفقر والتخلف, والتآمر  على أمن الدولة وسلامتها وهم فى هذه الكتب  والرسائل يعمدون إلى تفسير الدين وآيات القرآن الكريم بما ينطق بالتناقض وتضليل المسلمين وخديعتهم وصرفهم عن حقيقة الدعوة الإسلامية, وما تنطوى عليه من اتجاه تقدمى , وذلك بافتعال  تفسيرات للدين تتصادم مع حقيقته,وهذه الكتب واضحة الدلالة على ما يأتى:
 
'''1- انكار القومية العربية:'''
   
   
فهم يقولون فى أحد  هذه الكتب " أنه كان فى استطاعة محمد صلة الله عليه  وسلم ان يثيرها قومية عربية تستهدف تجميع قبائل العرب,وإعلاء راية العربية والعروبة, وإنشاء وحدة قومية فى كل أرجاء الجزيرة ولكن الله لم يوجه رسوله هذا التوجيه, لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن ليس هذا هو الطريق, ليس الطريق أن ينحدر الناس  فى هذه الأرض من طاغوت رومانى أو فارسى إلى طاغوت عربى.
وقبل تولي [[جمال مبارك]] دورا قياديا في [[الحزب الوطني الديمقراطي]] كان العديد من المراقبين يقترحون أن من سيخلف مبارك سوف يكون من الجيش مثل الأربعة الذين سبقوه ([[نجيب]] و[[ناصر]] و[[السادات]] و[[مبارك]] نفسه والذي كان طيارا وقائدا للقوات الجوية).  


فدعوة القومية العربية – من وجهة نظرهم – دعوة لا يريدها الله لأنها طاغوت عربى يستوى تماما مع الطاغوت الرومانى والفارس.
وبداية فقد كان هناك آراء تقول بأن وزير الدفاع الأسبق [[محمد عبد الحليم أبو غزالة]] والمولود عام [[1930]] ربما يخلف الرئيس [[مبارك]].  


ولكن هذا الرأي قد تغير عندما عزل من منصبه بشكل غير متوقع وأصبح مستشارا رئاسيا في عام [[1989]]، ثم اختفي الرجل من الحياة السياسية عام [[1993]].


2'''- الدفاع عن الطبقية والاستغلال:'''
أما وزير الدفاع الحالي [[محمد حسين طنطاوي]] المولود عام [[1935]] والذي يظهر بصفة دائمة بجوار الرئيس[[ مبارك]] فقد كان سيخلف الرئيس مبارك في حال إذا ما نجحت محاولة اغتيال [[مبارك]] عام [[1995]]، ثم أشيع أن الطنطاوي ليس بصحة جيدة عام[[ 2000]] لذلك توجهت كل احتمالات التوريث إلى [[عمر سليمان]] رئيس المخابرات العامة وهو في الستينيات من عمره، وهذا الرجل ليس ملائما ليكون نائبا للرئيس ولكنه وبكل تأكيد شخصية مسيطرة داخل الحكومة.


ويقولون: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين والمجتمع العربى كأسوأ ما يكون المجتمع توزيعا للثروة والعدالة قلة قليلة تملك المال والتجارة وكثرة كثيرة لا تملك إلا الشطف والجوع... وربما قيل أنه كان فى استطاعة محمد صلى الله عليه وسلم أن يرفعها راية اجتماعية وان يطلقها دعوة تستهدف تعديل  الأوضاع ورد أموال الأغنياء على الفقراء... ولكن الله سبحانه وتعالى هو العليم الحكيم لم يوجهه هذا التوجه, لقد كان الله سبحانه يعلم ان هذا ليس هو الطريق.
وهناك احتمال آخر يشير إلى [[مجدي حتاتة]] الذي ولد عام [[1941]] وهو رئيس أركان القوات المسلحة المصرية.  


ومعنى ذلك أن العدالة الاجتماعية  يأباها الله ولا يريدها لرسول. ومعنى ذلك فى عبارة أخرى أن الإسلام يؤمن بالطبقية ويتخذ من الاستغلال شرعة ومنهاجا.
وكل هذه الاحتمالات يمكن اقتراحها من قبل هؤلاء الذين يقومون بالدراسات الأمنية.  


ولكن بعد فترة الغضب التي تبعت مد فترة العمل بقانون الطوارئ في عام [[2006]]، قام المصريون بتقديم العديد من المقترحات الأخرى للقيادة لأنهم قد أُربكوا من فكرة التوريث أو أرادوا تغيير سيطرة [[الحزب الوطني الديمقراطي]].


3'''-انكار الوطنية والأسرة والقرابة:'''
== مؤشرات [[الديمقراطية]] ==


ولا نقيم هذه الجماعة وزنا للوطنية ولا للقرابة ولا للأسرة... فمن وجهة نظرها..." وطن المسلم الذى يحن إليه ويدفع عنه ليس قطعة أرض, وجنسية المسلم التى يعرف بها ليست جنسية حكم, وعشيرة المسلم التى يأوى إليها ليست قرابة دم... وراية المسلم التى يتعز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم... وانتصار المسلم الذى يهفوا إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش"... وذلك أن" عصبة العشيرة والقبيلة والقوم والجنس واللون والأرض عصبية صغيرة مختلفة... عصبية جاهلية".
يمكن للضغوط الاقتصادية القوية أن تعرض الاستقرار المصري للخطر، فمصر بها عدد كبير من السكان كما أن المعدل المطلق للفقر قد انخفض بعض الشيء خلال حكم مبارك.  


4'''- تحطيم المجتمع:'''
وعلى أي حال فإن البطالة ونقص العمالة قد أوجدا نطاقا من الإرهاق الاجتماعي، فعلى سبيل المثال لا يجد العديد من الأفراد مقومات الزواج.


فهم يقولون فى كتاب لهم: أن بعث الاسلام يبدأ بقلة تنسلخ عن مجتمع الجاهلية – وهو كل مجتمع لا يدين بالولاء لهم – وتخاصمه, لا تعرف لها فيه وطنا ولا أسرة ولا قانونا ولا عرفا وانما تعرف شيئا واحدا هو التحطيم الشامل الذى لا يترك صغيرة  ولا كبيرة.. لابد من إزالة كل أنظمة الحكم لأنها أنظمة جاهلية, حتى تلك التى تدعى الإسلام فى مواثيقها ودساتيرها وحتى التى يؤمن أفرادها بالله ولكنهم يعترفون بما يسمى بالقيادة السياسية والقيادة الجماعية...
وهكذا فإن [[الديمقراطية]] التي يمكن أن تنهي أي عنصر من المخاطر المادية يمكن معارضتها من قبل مصالح الأعمال وأولئك الذين يعتمدون على إعانات الدولة.  


وهى فى الوقت الذى تنكر فيه على الإسلام تورثته وتقدميته وتنكر على الدين عدواته لكل صور العبودية من استعمار واستغلال وتفرقة عنصرية, تدعو إلى عدم الإيمان بالوطن والقومية والأسرة وروابط الدم والقرابة تدعو الإتباع على هدم ما بناه المجتمع
فتسييس المهنيين والمثقفين من خلال [[النظام النقابي]] '''(اتحادات العمال غير قانونية لذلك فإن النقابات المهنية في موضعها الصحيح متبعة الحكومة لحماية المهن المتعددة)''' يمكن أن يقود لظهور معارضة سياسية جديدة.


وما حققه من مكاسب وطنية أو دولية... وهى فى عملية الهدم والتدمير هذه لا تقدم بديلا ولكنها تجعل مجرد السؤال عن هذا البديل حراما على الاتباع  وكفرا" لأن الذين يريدون من الإسلام ان يصوغ نظريات وأن يصوغ قوالب هذا الدين"..
ومن ناحية أخري فإن نقابات المحامين والأطباء والمهندسين قد استقطبت الإسلاميين بشكل كبير إلى أن دخلت الحكومة الانتخابات بشكل مباشر.  


وهى فى هذا تلزم اتباعها بالطاعة العمياء...طاعة تجعل منهم آلات صماء بلا رأى ولا تفكير... وإنما طاعة بغير حدود ومن غير مراجعة ومن غير شك... فعضو هذه الجماعة يجب أن يفترض فى نفسه الخطأ وفى القيادة الصواب دائما..
وليس من الواضح كيف أن هذه النقابات تقود البلاد إلى[[ الديمقراطية]] بالرغم من أنها قامت بذلك.  


وينتقل التقرير بعد ذلك إلى الجزء الثانى منه وقد خصصه عن وسائل الإخوان فى الوصول إلى الحكم... ولم يشر التقرير إلى مصادر معلوماته... إنما ذكرها  دون الاستناد إلى مصدر... وكان معلوما أن التقرير من إعداد الحكومة التى كان يرأسها عميل السوفييت على صبرى...وكان رئيس اللجنة التشريعية والشيوعيين... وفيما يلى نص هذا الجزء الثانى:
فالديمقراطية التي تمكن الإسلاميين وتعارض التقدم الذي أحرز تجاه المرأة من خلال الإصلاح القانوني أو تفشل في إصلاح العقبات التي ما زالت موجودة أمام المساواة ربما تكون محبطة للحركة النسائية المصرية.  


1'''- الارهاب والجهاز السرى:'''
وقد بذل النشطاء قصارى جهدهم لتحقيق الإصلاحات القانونية التي تخاطب المظاهر العنصرية في القانون الجنائي وقانون الأسرة، فعلى سبيل المثال استطاعوا في النهاية أن يقوموا بإنهاء قانون تشجيع المرأة للتزوج من مختطفها/مغتصبها كما قاموا بمساعدة من الرئيس بالعمل لتمرير قانون "الخلع" لعام [[2000]] والذي منح المرأة طريقا أسهل للطلاق. 


تستهدف هذه الجماعة الوصول إلى الحكم على طريق مقروض بالدم والخراب والأشلاء... يتمثل فى جهازهم السرى... والخيانة التى تتمثل فى التعاون مع الإستعمار والرجعية.
وقد قام الرئيس المصري بالمساعدة في العديد من هذه التغييرات والتمكين لها، ومن بينها هذا القانون، والتي عارضها الوفد وبعض الإسلاميين والمحافظين وقاموا بمواجهتها بشكل قانوني.


فقد اتخذت هذه الجماعة من الإرهاب شريعة ومنهاجا بفلسفة قادتها... ويضلون ويحرفون آيات الجهاد عن مواضعها تبريرا له... وهى لم تتجه بهذا الإرهاب إلى جنود الاحتلال الجاثم على أرض الوطن. وإنما وجهته إلى الآمنين من ابناء البلاد.
== دور [[مصر]] في المنطقة ==


لقد  حاوت هذه الجماعة أن تفرض وصايتها على الثورة , ولكن الثورة وقد قامت بغير وصاية من أحد وإنما قامت تعبيرا عن إرادة التغيير واستجابة لمطالب جماهير الشعب فى إزاحة كابوس الإستعمار والرجعية, وما كانت لتقبل وصاية هذه الجماعة.
بالرغم من توقيع [[مصر]] لاتفاقيات كامب ديفيد للسلام إلا أن سلامها مع إسرائيل سلام فاتر أو "بارد"، فقد عانت [[مصر]] من خسائر كبيرة في حربها مع إسرائيل وبالرغم من المرارة تجاه معاملة أسرى الحرب المصريين فإنه لا يوجد تأييد كبير للحرب الآن.  


ولما تيقنت هذه الجماعة أن الثورة جادة فى تنفيذ المبادىء الستة التى أعلنت عنها وقى مقدمتها القضاء على الإستعمار وأعوانه من الخونة المصريين, والقضاء على الإقطاع وعلى الاحتكار وعلى سيطرة رأس المال على الحكم تنكرت للثورة وتآمرت عليها فى تحالف آثم بينها وبين الاستعمار والرجعية.
وقد كان هناك بعض الاعتراضات على السلام، إلا أنه ليس غريبا في غياب [[الديمقراطية]] في [[مصر]] أن يقوم الرئيس [[السادات]] بالتصرف منفردا بدون استشارة أو بدون استفتاء شعبي حول هذه القضية.  
ولم تجد  الحكومة بدا من مواجهة الأمر بالحزم, إيمانا منها بأنه لا يجوز أن يسمح بتكرار مأساة رجعية باسم الدين,ولا  أن يستغل الدين يتلاعب بمصائر هذا البلد بشهوات خاصة, ولا أن يستغل الدين فى خدمة الأغراض والأهواء, فأصدر مجلس قيادة الثورة فى 14 يناير سنة 1954 بحل هذه الجماعة.


وفى خلال ذلك كان جهازهم السرى يخطط ويدبر لإثارة الفتنة فى البلاد ونشر الذعر بين المواطنين, ثم لاغتيال قائد الثورة توصلا إلى الاستيلاء على الحكم لمنه الثورة من السير فى الطريق إلى مداه... وقى الها الثورة وقائدها سيئات ما كادوا وبعد أن حلت جماعة الإخوان المسلمين, وتمت محاكمة أعضاء الجهاز السرى, سارت البلاد من نصر إلى نصر, فكسرت احتكار السلاح وأممت قناة السويس وحطمت الأحلاف العسكرية وانتصرت على جيوش البغى والعدوان فى بورسعيد وخلصت الوطن من التبعية, ووقفت إلى جانب الحركات  التحررية وأصدرت القوانين الاشتراكية كرامة وحقا وعدلا للإنسان العربى.
ويعني هذا أن معارضة اتفاقية السلام كانت وسيلة للشكوى من الطبيعة السلطوية للحكومة المصرية.  


ورأت البلاد أن تعفو وأن تصفح , فأفرجت عن كثير من قضت محكمة الشعب إدانتهم فى جرائم الإرهاب والجهاز السرى ولم تكتف الحكومة بالإفراج عن هؤلاء المنحرفين, بل أعادتهم إلى أعمالهم فاستصدرت القانون رقم 176 لسنة 1960 الذى قضى بإعادة هؤلاء إلى سابق عملهم.
وإضافة إلى ذلك فقد عارض العديد من المصريين الاتفاقية بسبب الفشل في تناول احتياجات وحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى سبيل المثال فقد كانت هذه هي رؤية [[الإخوان المسلمين]] من البداية والعديد من المصريين العلمانيين أيضا.  


ولكن  أنى لجماعة مثل هذه الجماعة أن يستقيم أمرعا او ينصلح حالها..ز فى الوقت الذى كان الشعب يخوض فيها معاركه  المتشابكة المتعددة الجوانب, السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية, كانت هذه الجماعة تعمل فى الخفاء, كانت تسير فى خطها المرسوم تستهدف تحطيم مكاسب الشعب ووضع العراقيل فى سبيا نهضته وتقدمه, والعودة بالبلاد إلى عهود التبعية والإقطاع والرأسمالية المستغلة فقد أعلن الرئيس جمال عبد الناصر أنه بالرغم من إلغاء الأحكام العرفية فى مارس سنة1964 والإفراج عن جميع المعتقلين حتى تتاح الفرصة لجميع المواطنين بما فى ذلك من كان قد انحرف عن ضلال أو تغرير, لكى يشاركوا مثل بقية المواطنين الشرفاء فى بناء مجتمعنا الجديد القائم على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص تلك المبادىء المستوحاة من مبادىء الاسلام وعلى هدى من روحه... فقد اكتشفت خلال شهر أغسطس مؤامرة دبرتها جماعة الإخوان المسلمين  الهاربين فى الخارج.
وفي الحقيقة فقد كان الرئيس [[السادات]] نفسه محبطا وغاضبا من رفض إسرائيل التفاوض حول الوضع الفلسطيني، وبعد فترة قصيرة من الوقت تبعت الاتفاقية قامت العديد من النخب والقطاعات داخل الشعب، وخاصة المثقفين، بمعارضة هذا.  


'''وقد دلت أعضاء الجماعة على أنهم استهدفوا:'''
فالنقابات المهنية اتفقت على أننا لم نكن مضطرين للتواصل مع إسرائيل وربما كان علينا الاستمرار في مقاطعتهم، وبالرغم من ذلك فقد خالفهم بعض الأفراد داخل النقابات حول هذا الأمر.


تخريب المنشآت التى بناها الشعب بعرق أبنائه وكدهم  كالقناطر الخيرية ومحطة كهرباء شمال القاهرة ومبنى التليفونات الرئيسى واغتيال سفراء الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لخلق أزمات مع هذه الدول... وكانت إشارة البدء عندهم هى اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر...
فالعديد من المثقفين والكتاب والشخصيات السياسية أرادت التواصل مع الإسرائيليين ولم يفقدوا الأمل في التوصل إلى حل قاطع من أجل الفلسطينيين.  


وقد كان وجود السياح الإسرائيليين في[[ مصر]] وبعض التغييرات الثقافية التي طرأت حتى عام [[1982]] تثير النقد البيروقراطي والصحفي، كما أن الشعب المصري قد اغتاظ بسبب الغزو الإسرائيلي [[:تصنيف:الإخوان في لبنان|للبنان]] عام [[1982]] وهو الذي حول الكثير عن طبيعة التسوية لاتفاقية السلام.


2'''- التعاون مع الاستعمار'''
وفي النهاية قام الرئيس [[مبارك]] بإصلاح العلاقات مع العالم العربي بشكل رسمي في [[نوفمبر]] [[1987]] بقرار من القمة العربية والذي سمح للدول العربية بإعادة العلاقات مع [[مصر]] ومن ثم استعادت [[مصر]] مقعدها في [[المؤتمر الإسلامي]] السنوي.


لم تكن المؤامرة التى كشف عنها السيد الرئيس جمال عبد الناصر فى أغسطس سنة 1965 إلا حلقة جديدة من سلسلة طويلة فى تعاون هذه الجماعة مع الاستعمار وهو أمر ليس بالجديد على تفكيرهم ومنهجهم.
كما كان هناك برامج تعاون سياسي واقتصادي مع إسرائيل ومن ثم كانت [[مصر]] قادرة من خلال تحقيق اتفاقية كامب ديفيد وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة أن تقوم بلعب دور في جهود إنهاء الصراع إلى جانب عدد من اللاعبين العرب ومن بينهم الفلسطينيين.


ويبدو هذا واضحا فى موقفهم من المقاومة المسلحة التى نظمتها الثورة ضد الاحتلال البريطانى فى القناة عام 1954 غذ أنهم نكصوا عن الإشتراك فى هذه المقاومة وفلسلفوا ذلك بقولهم على لسان مرشدهم الهضيبى:" إننا نحن الإخوان المسلمين لا نعترف بحدود جغرافية فى الإسلام.ونحن ننظر إلى مصلحة الإسلام. ننظر للذود عنه معركة تشمل العالم الاسلامى بأسره, فمثلا قد لا تكون مصلحة الاسلام أن نبدأ معركة فى القناة.. أن لنا خططنا وأهدافنا وقيادتنا المستقلة.. وأنه لا يجب أن تفيد تفكيرنا بالأوضاع المحلية.
== دور [[مصر]] في [[الجهاد]] العالمي ==


'''وبدأوا فى اتصالات مشبوهة بالاستعمار البريطانى وذلك على التفصيل الآتى:'''
يجب أن تهتم الولايات المتحدة بمصر ومستقبلها بسبب انبعاث [[الجهاد]] العالمي.


1- فى شهر مايو سنة 1953 ثبت أن هناك اتصالا بين بعض الإخوان المسلمين المحيطين بالمرشد وبين الإنجليز عن طريق الدكتور محمد سالم, وقد عرف الرئيس جمال عبد الناصر  من حديثه مع حسن العشماوى انه حدث اتصال فعلا بين منير الدلة وصالح أبو رقيق وبين مستر ايفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية وحينما اجتمع الرئيس جمال عبد الناصر بالمرشد أبدى له استياءه من اتصال الإخوان بالإنجليز والتحدث معهم فى القضية الوطنية الأمر الذى يدعو إلى التضارب فى القول وإظهار البلاد بمظهر الانقسام.
وبينما كان القائد [[أيمن الظواهري]] مرتدا عن العدالة المصرية التي من أهدافها التحول عن تنظيم [[الجهاد]] الإسلامي في [[مصر]] إلى أهداف القاعدة العالمية كما أنه يضرب مثالا لاتجاه بين الإسلاميين المتطرفين الذين قاموا بالعمل ذات مرة في [[مصر]] ولكن الحكومة نجحت في قمعهم.  


2-  لما استجوب الدكتور محمد سالم عن موضوع اتصال الإنجليز بالمرشد ومن حوله اعترف بأن القصة تبتدىء وقت أن كان  وفد المحادثات المصرية يتباحث رسميا مع الوفد البريطانى.
ثم إن بعض الباحثين الذين قاموا بدراسة ظهور [[الجهاد]] العالمي أو ركزوا على التسلح في [[مصر]] لا حظوا أنها كانت مكافحة محلية ناجحة للإرهاب ساهمت في [[الجهاد]] العالمي بمعني الحركة والمسلحين الذين يجعلون من أمريكا عدوهم اللدود، وقد كان قائد الإرهابيين في هجمات 11/9 [[محمد عطا]] ، مصريا.  


3- فى أبريل سنة 1953 اتصل القاضى جراهام من السفارة البريطانية وطلب من محمد سالم أن يمهد مقابلة بين مستر ايفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية وبعض قادة الإخوان, وقد تمكن محمد سالم من ترتيب مقابلة فى منزله بالمعادى بين منير الدلة وصالح أبو رقيق عن الإخوان ومستر ايفانز عن الجانب البريطانى, وتناول الحديث موقف الإخوان من الحكومة وتباحثوا فى تفاصيل القضية المصرية ورأى الإخوان وموقفهم من هذه القضية .
ويأتي التهديد الخطير للاستقرار السياسي داخل[[ مصر]] من قبل الجماعات الداخلية المتطرفة في السبعينيات و [[جماعة الجهاد]] الإسلامي مؤخرا والجماعات الإسلامية.  


4- قال محمد سالم أن اجتماعا آخر عقد فى منزله حيث طلب مستر ايفانز مقابلة المرشد, فوعد منير الدلة بترتيب هذا الاجتماع الذى تم فعلا فى منزل المرشد ودار الحديث فى هذا الاجتماع عن القضية المصرية وموقف الإخوان منها.
وتهدف هذه الجماعات لقض مضجع الحكومة المصرية وإقامة حكومة إسلامية على الشريعة الإسلامية بدلا منها.  


5- ذكر الدكتور محمد سالم أن مستر ايفانز دعا منير الدلة وصالح ابو رقيق لتناول الشاى فى منزله وقد أجابا الدعوة مرتين.
وعندما قامت زمرة من [[جماعة الجهاد]] الإسلامي باغتيال الرئيس [[السادات]] وقامت بشن عمليات قتالية لمدة شهر؛ فإنهم قد بالغوا في تقدير قدرتهم على إسقاط الحكومة المصرية.  


6- ذهب حسن العشماوى العضو العامل فى جماعة الإخوان المسلمين يوم 10 يناير سنة 1954 إلى منزل مستر كرويل الوزير المفوض بالسفارة البريطانية ببولاق الدكرور فى الساعة السابعة صباحا ثم عاد لزيارته أيضا فى نفس اليوم فى مقابلة دامت  من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى الساعة الحادية عشرة  من نفس اليوم.. وهذه الحلقة من الاتصالات بالإنجليز تكمل الحلقة الأولى التى روى تفاصيلها الدكتور محمد سالم فيما تقدم.
وقد كانت هناك مناقشات في هذا الوقت حول تقدير أعداد الإسلاميين المتطرفين أمثال الذين قتلوا[[ السادات]] في القوات المسلحة.  


وعلى العكس من هذه الجماعات التي من أهدافها الرئيسية إسقاط الحكومة المصرية واستبدالها بحكومة أخرى إسلامية، أكدت عناصر القاعدة على ما سماه أوليفر روي "الأمة العالمية" وعدم التأكيد على الهوية القومية للمتطرفين أو خصومهم، في الوقت الذي ينقسم فيه العالم إلى المجاهدين الصالحين والمسلمين الأشرار وغير المسلمين.


3'''-التعاون مع الرجعية والإقطاع:'''
== العنف الإسلامي ==


تدخل فاروق ليفرض حسن الهضيبى صهر نجيب سالم ناظر الخاصة الملكية مرشدا للإخوان, وذهب الهضيبى عقب تعيينه مرشدا  إلى مقابلة الملك فى عربة ملكية  يحوطها جنود الحرس الملكى, واستمرت المقابلة الملكية وقتا طويلا خرج بعده الهضيبى ليقول" مقابلة كريمة لملك كريم.. إن الإسلام يدعو إلى الطاعة لولى الأمر"
أربك العنف الإسلامي الدولة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، لذلك قامت الدولة بعقد الهدنة مع الإسلاميين المتطرفين في عام [[1999]] والتي سوف نناقشها فيما بعد.  


2-حينما شرعت الثورة فى تحديد الملكية الزراعية كان من رأى جماعة الإخوانالمسلمين أن يكون الحد الأقصى للملكية 500 فدان وذلك تأييدا لجمعية املاك التى تألفت فى أخريات وزارة على ماهر التى جاءت عقب الثورة, وقد قامت هذه الجمعية للدفاع عن مصالح الإقطاعيين وكان الإخوان المسلمون أداتهم فى تحقيق أهدافهم...(هكذا).
وهناك اختلافات حول أفكار ظهور العنف والذي يقول بعض الخبراء بأنه استشرى من خلال طرق أجهزة الأمن المصرية.  


3-تعاون الإخوان المسلمين إبان أزمة مارس سنة 1954 مع فلول الأحزاب الرجعية للتآمر على الثورة ومحاولة تحطيمها ولكن الشعب الذى آمن بثورته أفسد عليهم تدبيرهم وقضى على فتنتهم من مهداها.
ومهما يكن فإن الهدنة لا تنبئ بإنهاء العنف الإسلامي كما كان متوقعا بشكل عام في هذا الوقت.  
وينتهى الجزء الثانى من تقرير اللجنة بذلك... ويأتى الجزء الثالث تحت عنوان واجب المسلمين فى تقوية هذا الانحراف شاملا تحريض الشعوب الإسلامية لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين.


'''ولولا إحياء لأضاف تأييد السياسة السوفيتية والمبادىء الشيوعية .. وفيما يلى نص هذا الجزء:'''
كما أن المصريين الذين حسبوا أنفسهم في منعة من التهديدات التطرفية للجهاديين أمثال أولئك الذين قاموا بهجمات الحادي عشر من [[سبتمبر]]، كانوا قد صدموا بانبعاث العنف مرة أخرى منذ عام [[2004]].  


'''أولا :''' حين اتخذت من الدين شعارا يخفى حقيقتها كعدو للشعب وخادم للاستعمار والرجعية فى الماضى وفى الحاضر.
وقد أثارت هذه الأحداث الأخيرة تساؤلات حول احتمالات انتصار العنف الإسلامي والآخرون لدرجة يولد فيها القمع عنفا لا ينتهي.  


'''ثانيا:''' حين ادعى قطب هذه الجماعة لنفسه النبوة. وقبلت الجماعة ادعاءه, وقرر أن القرآن منهج مرحلى وأنه قد نزل على ثلاثة عشر عاما لأنه منهج لا نظرية منهج نزل لخدمة مجتمع معين يقع فى حيز معين وأحل مشكلات معينى, من ثم فلا يجوز أن نستن منه اليوم نظريات وعلى هذا الأساس استنكر كل محاولات الفقة الاسلامى وقرر أن الجاهلية ستظل تحكم فى العالم طالما حكم البشر... البشر وأن المجتمع الاسلامى لن يخرج إلى حيز الوجود إلا حين يصل هو وصفوته المختارة إلى الحكم, وعندئذ فقط سيتوقف حكم البشر للبشر.. لأن حكم الله سيعود بواستطه غذ سيتوقف التشريعات فى هذا المجتمع على أساس التلقى من الله وسيلتقى هو الوحى كما تلقى النبى صلى الله عليه وسلم, ويسنن على هذا التلقى تشريعاته.
وخلال 30 عاما من المناوشات بين المتطرفين والدولة المصرية هددت الجماعات المتطرفة الصغيرة والمزعجة بمهاجمة السلطة المصرية.


'''ثالثا:''' على اساس هذه النبوة المزعومة وضعت هذه الجماعة نفسها فى موضع الوساطة بين الرب والعبد, وأعطت نفسها الحق فى أن تمنع الإسلام وتمنحه وفقا لأهوائها.
ومن خلال هذه الأفعال قاموا بمساعدة الدولة حيث قامت الدولة من أجلهم بالعمل في ظل قانون الطوارئ وقامت بمنع التغييرات [[الديمقراطية]].  


'''رابعا:'''
وقد بدأ تحول[[ مصر]] إلى [[الديمقراطية]] يغرق هذه الأيام حول هذه القضية وحول التحول من نظام شعبي وقطاع عام كبير في محاولة لتحويل نفسها إلى نظام اقتصادي رشيد بدون حل أي من مشكلات التطور العميقة.
وعلى أساس ادعاء النبوة, وعلى أساس ادعاء الانفراد بالإسلام دون المسلمين جميعا,وعلى أساس دمغ الآيات القرآنية التى تنادى بإحلال السلام بين المسلمين ووصفها بأنها آيات مرحلية معينة دبرت هذه الجماعة ونظمت لأحداث فتنة دموية مدمرة مخربة عمياء بين المسلمين, أحلت فيها دم المسلم للمسلم.


'''خامسا:''' وعلى أساس ادعاء النبوة والقدرة على التلقى من الله لحظة الوصول إلى الحكم, رفضت هذه الجماعة فى إصرار مبيت أن توضح  أهدافها من الانقلاب الذى تدبر لأحداثه, وأنكرت أنها تستهدف هدفا وطنيا أو اجتماعيا أو أخلاقيا معينا, ووصفت كل محاولة لتبيان طبيعة المجتمع الجديد الذى تزعم أنها بصدد التمهيد له. بأنها مؤامرة وأن طبيعة هذا المجتمع لن تتبين إلا يوم يقضى باقوة على المجتمع الحالى, يوم يسود حكم جماعة الإخوان وتبدأ قيادتها فى التلقى من الله.
وكما قال السفير المصري للولايات المتحدة [[نبيل فهمي]] أنها لا تتحرك في "طريق حازم" نحو [[الديمقراطية]].  


أن على الهيئات الإسلامية وعلى رأسها الأزهر الشريف أمانة نشر الوعى الدينى وانقاذ الدين من هذا الخداع والتضليل وتعرية  هذا الفكر الرجعى وبيان حقيقته من الدين الحنيف... وفى يقيننا أن الآزهر الشريف بما له من تاريخ حافل مجيد قادر على النهوض بهذه المسئولية.
وفي المقابل يبدو أنها قد وقعت في الشرك وتجمدت بين الحاجة للاستقرار والسيطرة القوية للرغبة في [[الديمقراطية]] المصرية من أجل الحرية وزيادة التبعية المدنية والشفافية التي قامت إدارة بوش بدعمها شفهيا إلى نهاية العام [[2006]].  


إن من واجب الحكومات الإسلامية والعربية والشعوب الاسلامية والعربية أن تنتبه إلى خطر هذه الجماعة وإلى حقيقة دعوتها التخريبية المستترة وراء الدين.
وبزيادة البطالة والتضخم والأنواع المختلفة للضغوط الإسلامية على المجتمع بقي الوضع على ما هو عليه.  


ولا يفوت اللجنة أن تشير إلى أن وعى الشعب وسلامة الفطرة الدينية وأصالة الفكر الاشتراكى ويقظة الثورة وعينها الساهرة على الشعب ومكاسبه قادرة على أن تكشف دواما هذا الخداع.
أما المراقبون الذين يتخوفون من تجهيز الرئيس [[مبارك]] لابنه كي يتولي الأمر من بعده كانوا قد مروا بأوقات غاية في الصعوبة وقد حملوا اعتباراتهم للعالم غير العربي بسبب السلطات سلطوية الحكومات الحالية.  


وترى اللجنة أن هذا القرار بقانون قد أمليته ضرورات المحافظة على أمن الدولة وسلامتها وصدر مطابقا لشروط والقواعد التى نصت عليها المادة 119 من الدستور ومن ثم فلا اعتراض للجنة عليه... وهى ترجوا المجلس الموقر الموافقة على رأيها.
ولهذه الأسباب حققت حركة كفاية الصغيرة إنجازا ملحوظا في خلق احتجاج شعبي صغير.  


وفي[[ سبتمبر]] [[2005]] قامت كفاية مظاهرة تضم 5.000 شخص وأخرى كانت تضم 10.000.


===نواب السلطة===
ومثل هذه التعبيرات للاستياء العام قد شكلت شكلا مغايرا لجهود الاحتجاج الأولي، والتي كانت منذ تطبيق الحركة العمالية وجماعات المعارضة السياسية الأخرى في ظل حكم [[عبد الناصر]] ، غير القانونية والتي كانت قوات الأمن تعاقب عليها.


وانتهى بذلك تقرير اللجنة الذى فى مجلس الأمة مقرر اللجنة محمد عطية اسماعيل وكان نائبا عاما ثم رشح نفسه فى الانتخابات ونجح.. وفتحت باب المناقشة العامة فى التقرير كما تقضى بذلك القواعد البرلمانية.. وأعطيت الكلمة لعدد من النواب .. نواب محدودين  بالذات لقنتهم مراكز القوى الكلمات التى يلقونها وجرى العرف على تسميتهم نواب السلطة.. ومن ضبطه المجلس لتلك الجلسة أنقل تلك المناقشات وكلها مظاهرة تأييد الحاكم وقانون فرعون..
وخلال سنوات حاول الطلاب والمواطنون القيام بمظاهرات، سواء كانت للاحتجاج على الأفعال الإسرائيلية أو على [[حرب الخليج الأولي]] عام [[1991]] أو على التفجيرات الأمريكية في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] في ظل إدارة كلينتون، وكذلك سمحت الحكومة للمتظاهرين بالتجمع في غير الأماكن العامة.  


'''وبدأت المناقشات بإعطاء الكلمة لأول المتحدثين وهو:'''
على سبيل المثال فإن المحتجين داخل الجامعات ربما تركوا أو قمعوا أو ربما الاثنين، ولذلك فعندما بدأت كفاية مظاهراتها وكذلك جماعات مثل [[الإخوان المسلمين]] قامت قوات أمن الدولة باعتقال ومعاقبة المحتجين وقامت كذلك مؤخرا بإعطائهم مساحة للتعبير.


العضو محمد حافظ سليمان, فقال:
وكما لاحظ المراقبون فإنه كان هناك حدود لسيطرة كفاية فهي وبكل بساطة لا تستطيع الحشد لدرجة تكفي لصدم الدولة (مثل [[الإخوان المسلمين]] والجماعات الإسلامية الأخرى) ولا يمكنها كذلك تشجيع عدد كبير من الطبقة العاملة على اتخاذ مخاطر سياسية أكبر. 


إن الإسلام أيها السادة دين السلام.. الله اسمه السلام... والله يدعو إلى دار السلام... وأنت حين تلقى أخاك تقوم السلام عليكم.. وهذا هو دين الإسلام... وجزاء الذين يسعون فى الأرض فسادا أن ينفوا من الأرض, لأن الإسلام يحرم التخريب والتدمير وينهى  عن الفساد فى الأرض, والله يطالبنا بالإحسان لمن أحسن الينا.. إن الرجعية تريد أن تقضى  على الإسلام باسم الإسلام.. لكن شعب مصر يؤمن بالله. وهو يملك من اعتماده على ربه ما يمكنه من فرض إرادته على الحياه.. واجبنا كأعضاء فى الاتحاد الاشتراكى أن نعمق الوعى بالدعوة الإسلامية الحقة.
ولهذا السبب فقد عملت كفاية كمحتج أكثر من كونها بديل سياسي؛ فقد حاولت كفاية جذب الانتباه إلى تعنت الحكومة في الانتخابات التشريعية والرئاسية وبعض الأمور الأخرى.


وأعطيت الكلمة للنائب الثانى... وهو فى هذه المرة شيخ مهمم وهو:'''
== أيكون توريثا؟ ==


الشيخ ماهر اسماعيل. فقال:
يهتم العديد اليوم بمحاولة دفع [[جمال مبارك]] نجل الرئيس [[حسني مبارك]] إلى قيادة الإصلاح داخل [[الحزب الوطني الديمقراطي]] ليكون معروفا بشكل أكبر ومقبولا لدى المصريين وكذلك للمساعدة في الحفاظ على سيطرة الحزب القوية على الحياة السياسية.  


إننى أقول غير متكلف أننى عندما أسمع عن هذه الشرذمة التى تريد أن تقوم بهذه الأعمال.. إنما أستحى لانتساب هؤلاء الناس على المسلمين.. ( وهنا ضجت قاعة المجلس بتصفيق عملاء الشيوعية... فهذا ما تريده أن يتنكر الناس للإسلام حتى لا يتهموا بأنهم إخوان مسلمون).
وفي [[مصر]]، وبتبني مبادئ الجمهورية في عام[[ 1952]] تم إنهاء فكرة الملكية والتوريث والامتيازات الطبقية.  


'''وواصل الشيخ المهمم حديثه. فقال:'''
ويرى العديد من المصريين توريث الرئيس[[ مبارك]] قد جاء في أعقاب توريث بشار الأسد في [[:تصنيف:الإخوان في سوريا|سوريا]].  


" إننا يجب أن ننظر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى مكارم الإخلاق وكيف كان يسلك مع جيرانه وأقاربه وعشيرته... ولم يكن منها العنف أو الإيذاء..
وعندما بدأ [[سعد الدين إبراهيم]] ، عالم الاجتماع، في انتقاد الرئيس واحتمال توريثه لابنه وكذلك قمع النظام لجهود المجتمع المدني للديمقراطية وتقريره جول العنف ضد الأقباط المسيحيين في [[مصر]] واقتراح مراقبة قضائية آمنة على الانتخابات لجعلها أكثر نزاهة، استخدم لفظا ساخرا (ملوخية)  ليصف المساهمة المصرية في [[التطور السياسي]].  


أننى أيها الإخوة.. لمتألم لأعمال الإرهاب التى كان يريد هؤلاء الناس أن يقوموا  بها, ولا أحسب إلا أنكم متألمون مثلى.. كيف يفكر رجل له ذرة من الإحساس الإنسانى أن يغتال إنسانا؟! وماذا لو كان هذا الإنسان قد رفع شأن الأمة؟ّ.. كيف وقد جاء الإسلام بمبدأ " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة".
وقد أدى هذا التلاعب في الألفاظ إلى إغضاب النظام.  


'''وأنهى الشيخ المعمم كلمته وتلاه العضو الثالث وهو:'''
فالتوريث في الحكومة الحالية، والذي يحافظ على سيطرتها على النظام البرلماني واستمرار كبحها للوظائف القضائية والتشريعية على حساب السلطة التنفيذية لن يؤدي إلى زيادة في حرية المصريين.


'''فريد أبو حشيش: فقال:'''
كما أن هيئات استشارية حسنة السمعة مثل مجموعة الأزمات الدولية قد واصلت مطالبتها للديمقراطية من داخل النظام نفسه،  ولم تحرص على نقص رغبة الحكومة و [[الحزب الوطني الديمقراطي]] في الإصلاح الحقيقي.


أ‘تقد أنه بعد أن استمعنا إلى رأى رجال الدين الآن فى موضوع الإخوان المسلمون لم يعد عناك مال للكلام سوى أن أطالب  إخوانى الأعضاء بالموافقة الاجتماعية على تقرير اللجنة, وتقديم هؤلاء الإرهابيين إلى محاكم خاصة وأن نفوض رئيس الجمهورية فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مكاسب الثورة .
== هل هناك بدائل للقيادة؟ ==


'''وصمت العضو عن الكلام ولإتمام التمثلية فقد أعطيت الكلمة لشيخ الشيخ مصطفى جامع الرفاعى.. فقال:'''
وعندما سؤل المصريون عن الانتخابات التي سبقت[[ 2005]] وما إذا كانوا يرغبون في اختيار مرشحين رئاسيين، قال العديد منهم أنهم منذ أن كانوا صغارا لم يعرفوا قيادة أخرى.  


إننى كرجل من رجال الدين والتصوف أعتقد أن هذا المجتمع الذى نعيش فيه مجتمع إسلامى.. ملأ العالم شرقا وغربا نورا ومحبة وعدالة... وإذا كنا اليوم نريد أن نبنى مجتمعا ديمقراطيا فيجب أن يقوم هذا البنيان على الأسس الديمقراطية السليمة.. لا على أسس الآرهاب والقتل والاغتيال.
فالشباب لم يعيشوا في ظل فترة [[السادات]] الرئاسية وفي حكومة [[الحزب الوطني الديمقراطي]] لا يوجد سياسيون آخرون سوى من هم في مقام [[حسني مبارك]].


أن رسول الله يقول من حمل علينا السلاح منا.. ومن غشنا فليس منا.. وهؤلاء الارهابيون قد حملوا السلاح وغشونا فحق عليهم ألا يكونوا منا وأن نضرب  رؤوسهم بحد السيف.
وفي ظل القوانين الانتخابية الجديدة يجب أن يكون من يترشح للرئاسة ضمن حزب قانوني ويمثل نسبة 5% في هيئة تشريعية وأن يكون موافقا للشروط الأخرى.  


أننا على استعداد.. أيها الأحباب .. أن تحكم فيهم محكمة دينية... تحكم فيهم باسم الدين وتصدر العقاب الواجب عليهم.
وإذا كان من الواجب كتابة هذه القوانين لقبول المرشحين الذين لا يريدون أن يمثلوا القيادة في [[الأحزاب]] المؤهلة أو إذا تم قبول[[ الإخوان المسلمين]] وتم إجراء الانتخابات بشكل نزيه؛ في هذه الحالة فقط يمكننا اختيار مرشحين آخرين.  


إننى أذكر أيها الإخوة أن أول معركة مع الإخوان المسلمين كانت مع رجال الطرق الصوفية... ولذلك فعلى رجال الأزهر ورجال التصوف رسالة كبيرة فى محاربة أمثال هذه الطوائف.
وإضافة لهؤلاء الذين تقدموا للرئاسة في [[2005]] مثل[[ أيمن نور]] [[(حزب الغد)]] ونعمان جمعة[[ (حزب الوفد)]] أو [[طلعت السادات]] (ابن أخو الرئيس [[أنور السادات]] ، [[حزب الأحرار]]) والذي حُوكم بعد الانتخابات وسجن مدة عام بسبب إهانته للجيش، فقد كان من المثير أن نسمع المصريون يناقشون احتمالات أخرى حول توريث الجيش أو توريث نجل الرئيس.  


وانتهت كلمة فضيلة الشيخ.. ولاستكمال التمثيلية... ولكى تظهر أن الموافقة على قانون فرعون كانت مؤيدة من ممثلى كل الطوائف الشعب.ز فقد كان لابد للمرأة أن تتكلم... وأعطيت الكلمة لواحدة من أعضاء مجلس الأمة وهى:
وتشمل الأمثلة قائدا من داخل [[جماعة الإخوان المسلمين]] وأعضاء في [[مكتب الإرشاد]] أو الدكتور[[ عصام العريان]] '''(طبيب وقائد داخل الجماعة منذ وقت طويل)''' .  


'''نوال عامر... فقالت:'''
وهناك العديد من المرشحين الذين عزموا دخول الانتخابات الرئاسية ولكنهم منعوا عن طريق الأحكام التي تفرض أن يكون المرشح من داخل حزب معترف به، ومن بين هؤلاء الكاتبة والطبيبة السابقة [[نوال السعداوي]] وعالم الاجتماع [[سعد الدين إبراهيم]] الذي عارض السياسات الرأسية للحكومة وموقفها الصامت تجاه الهجمات علي المسيحيين القبطيين وقمع المجتمع المدني.  


هذه الفئة الضالة الباغية خرجت على المجتمع وأرادت إيذاءه... وكان أفرادها يريدون بذلك تحقيق أطماع الاستعمار.. فهم أرادوا التخريب وأرادوا الاعتداء على قائد الثورة.. ولهذا فأنا أطلب أن تشكل محاكم شعبية لمحاكمة هؤلاء الأفراد للقضاء على أذناب الاستعمار..
وذكر الناس أسماء مثل[[ طارق البشري]] '''(قاض وعالم تاريخي اجتماعي وإسلامي)''' وكذلك [[جمال أمين]] '''(اقتصادي)''' .  


واختتمت نوال عامر كلمتها.. وأعطيت الكلمة لعضو اشتهر أنه دائما مع السلطة.. فهو ناصرى متحمس.. وبعد أن مات عبد الناصر صار ثائرا على أعوان عبد الناصر الذين أطلقت عليهم صفة مراكز القوى.. وأصبح من أشد أنصار التصحيح.. وانكشفت أمره أخيرا.. وتبين أن حماسته للسلطة دائما كانت لإخفاء تلاعبه فى أجور عمال التراحيل والاتحاد الزراعى والتعاونى
ونظرا للخلافات مع وزير الثقافة حول الحجاب أصبحت شخصيات مثل [[عبد الوهاب المسيرى]] – نوع مختلف من المثقفين الإسلاميين – أكثر شهرة.  


'''ولم تنفعه حماسته المصطنعة التى كشفها الرئيس المؤمن السادات فى حمايته عن المساءلة .. ووقف هذا العضو وهو:'''
وكذلك كان هناك [[هشام البسطويسي]] '''(قاض من محكمة النقض والإبرام والذي حوكم لمعارضته الانتخابات)''' أو [[ذكريا عبد العزيز]] '''(رئيس نادي القضاة)''' .


'''أحمد يونس.. وقال:'''
واليوم يمكن تحدي ما عرفه المصريون بأنه "لا يوجد قائد سوى مبارك ويمكن أن يكون من الصعب جدا على أي مرشح – إلا مرشح [[الإخوان]] – الحصول على قبول شعبي كامل في المنافسة الانتخابية العدوانية.  


فى الوقت الذى ارتفعت فيها بلادنا أعلام الحرية والعدالة الاجتماعية ..و خرجت جماعة تريد أن تخرب وأن تغتال... متعاونة مع الرجعية ومع الإقطاع ... غير أن موقف جماعة الإخوان مع الرجعية مع الإقطاع ليس جديدا.. تذكر موقف مرشد الإخوان من اسماعيل عام 1946 حين شبهه بالأنبياء.. وهم لم يشتركوا فى معركة القناة سنة 1951 بل اشتركوا فى معسكرات التدريب.. ثم كان دورهم بعد ذلك هو سرقة الأسلحة وتهريبها واختزانها.... إ،ن واجبنا.. ونحن نعبر عن  إرادة الشعب.. أن أطالب الحكومة بتشديد العقوبة, ونطالب بالضرب بيد من حديد على هذه العناصر المخربة التى تريد أن تهدم وتريد أن تعيث فى الأرض فسادا...
وربما يؤمن صناع القرار السياسي الأمريكي بتوقعات الحكومة المصرية بأنها و [[الحزب الوطني الديمقراطي]] سوف يصيبهما الضعف وأن[[ الإخوان المسلمين]] سينتصرون عليهم ويجب أن يتحمل هذا البديل جميع التكاليف.  


وانتهت بذلك كلمات نواب السلطة.. وفوجىء رئيس الجلسة بالعضو أحمد سعيد يطلب الكلمة... وكان أحمد سعيد الحماسى سيعلو بالهجوم على الإخوان المسلمين... وخيب أحمد سعيد الظنون فقد شمل هجومه على الإخوان المسلمين.. الشيوعيين أيضا وهو أمر كانت تتلاقاه السلطات دائما... قال أحمد سعيد:
وقد توافق هذا التوقع مع تقارير العديد من معاهد الأبحاث الأمريكية والتي توضح أن البدلاء العلمانيين ضعفاء جدا إذا ما تمت مقارنتهم ب[[الإخوان المسلمين]] ، ف[[الإخوان]] هم البديل المحتمل الوحيد في مستقبل ديمقراطي.  


-الحقيقة أن الثورة أصبح قلبها المفتوح يتسع حتى لاعدائها... وأننى أؤيد كا ما جاء فى تقرير اللجنة التشريعية حول إجراءات الأمن الخاصة بالدولة.. لكننى أتمنى أن تعرض  الموضوع على كل جوانبه.. وتفضح كل الذين يتآمرون على الثورة... وأننى أريدكم أن تعرفوا أن هذا القرار بقانون الذى نحن بصدده موجه لكل أعداء الثورة من الرجعيين ومن الإخوان ومن كل شيوعى متآمر ضد مصالح هذا الشعب.. لقد تآمر الإخوان من قبل ضد الثورة عند قيامها.. وعند اغتيال الرئيس عبد الناصر سنة 1954.. ثم  تآمر الشيوعيون ضد الوحدة سنة 1959.. وضد الشعب العربى فى العراق وسحلوا الوطنيين والشرفاء منه.. إننا يجب أن نقاوم  كل الرجعيين وكل الشيوعيين وكل الإخوان.
ومن الصعب فهم الاثنين لأن أحزابا دينية مثل الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في [[:تصنيف:الإخوان في لعراق|العراق]] قد حصلت على الموافقة الأمريكية كممثل شرعي، فالخبرة الكبيرة والطويلة [[للإخوان المسلمين]] تبين أنها لم تشارك في أعمال العنف ضد الحكومة منذ الأربعينيات (يمكن أن تكون مؤامرة [[1954]] قد حبكت ضدهم) وأنها تسعى للعب دور شرعي داخل الحكومة المصرية القائمة فضلا عن تحركها من خلال طرق خارجية إلى السلطة.  


وساد الوجوم القاعة.. إن كلمات أحمد سعيد أن الشيوعيين أيضا  من المتآمرين على مصر.. وهذا ما كانت تحاول الحكومة التى  يرأسها على صبرى أن تجهل الشعب ينساه.. وطلب مقرر اللجنة التشلايعية الكلمة للرد على أحمد سعيد... وسرعان ما أعطيت له واعتلى منبر المجلس وقال:
وفي رد [[عبد المنعم أبو الفتوح]] ، من قيادة [[الإخوان المسلمون|الجماعة]]، على ما إذا كان يجب على [[الإخوان المسلمين]] الاحتجاج على موقفها غير القانوني والسعي للمشاركة السياسية قال '''"إن مؤسسات الدولة مملوكة للشعب وإذا ما انسحبنا من هذه المؤسسات فإننا لن نحقق شيئا لأن الإسلاميين سوف يأتون إلى السلطة عندما يدعم النظام الديمقراطية والحرية."''' 


إن هذا القرار بقانون قرار شامل لكل الجرائم التى ترتكب ضد أمن الدولة سواء كانت من الإخوان أو الرجعيين أو الشيوعيين..  
والمراقبون الأمريكيون أقل مساندة للسياسات المصرية التي تخاف من جماعات مثل[[ الإخوان المسلمين]] بسبب موقفها المعادي للصهيونية والمؤيد للفلسطينيين.  


وكان ذلك التعقيب هو المتوقع منه لإنهاء المناقشة إلا أن العضو أحمد القصبى طلب الكلمة.. وأعطيت له.. فقال.
وسوف نتناول القضية بشكل أكبر ولكن يجب التأكيد على أن من أكبر العقبات التي تواجه الإصلاح السياسي في مصر غير [[الإخوان المسلمين]] هي قوانين البلاد وتنظيماتها القائمة.


لقد كان فى ذهنى أن أطرق نقطتين بالنسبة لتقرير اللجنة  عن القانون, وقد اثار الزميل أحمد سعيد النقطة الأولى.. فقد كان على اللجنة.. وقد أشارت إلى مؤامرات الإخوان أن تشير إلى باقى المؤامرات.. فالتآمر لا يقتصر فقط  على من اتخذ الدين شعارا له... وإنما هو ينصرف إلى كل تآمر ينصب عليه حكم القانون... أما النقطة الثانية فهى أننى أطالب الحكومة أن تسارع بالإفراج عن كل من ثبت بعده عن هذه المؤامرات... خاصة أننى قرأت فى الصحف أن قرارات الاتهام قد أعدت..
== عقبات حقيقية أمام [[الديمقراطية]] ==


وكما أحدثت كلمة أحمد سعيد مفاجأة للسلطة.. أحدثت كلمة أحمد القصبى نفس الشىء..و فقد أزاح الستار عما حاولت السلطة الإيهام بأن المتآمرين هم الإخوان المسلمون فقط.. بالإضافة إلى تلميحه ان هناك عددا كبيرا من المعتقلين يجب الإفراج عنهم.. وسارع رئيس الجلسة وكان المرحوم أحمد فهيم وكيل المجلس قائلا فجأة:
توجد في [[مصر]] الأدبيات الحقيقية حول عقبات [[الديمقراطية]]، وأغلب هذه العقبات يرتكز حول النتيجة غير المرضية [[ الإخوان والثورة|الثورة]] [[1952]] المصرية.   


وصلنى طلب لأقفال باب المناقشة موقع عليه من 23 عضوا.. تحبوا تقفلوه؟! ووصلنى الآن طلب آخر موقع عليه من 21 عضوا.. تم إقفال باب المناقشة..
وكتب عالم الاجتماع [[حامد الأنصاري]] عن مجتمع غير قادر على تنفيذ وعود القومية العربية؛ وأوضح ليونارد بيندر نمو الطور الثاني الذي امتد وغذى هذه السياسات مثل العمل بالماركسية، والتي تساعد في شرح دور الجيش كمستفيد من ثورة [[1952]] ومن بعده الانفتاح الاقتصادي.  


وللتاريخ فإن طلبات  إقفال باب المناقشة فى ذلك الوقت تكون معدة مسبقا وإذا أحس نواب السلطة أن المناقشة ستتجه إلى غير مسارها الذى تريده يسارعون بتقديم الطلب.. وتؤخذ الأصوات... وللمناورة البرلمانية فإنهم يكونون  موزعين فى أرجاء القاعة ويدوى تصفيقهم... ويعتقد الكل أنها أغلبية... بينما هى أقلية باعت ثقة المواطنين فيها إلى السلطة.
وفي ظل حكم ناصر كان للقيم الرسمية شعبية وحاول رايموند هينيبوسك أن يشرح الدولة الساخطة على تأييد الشعبية، بينما كتب على هلال دسوقي عن دولة في أزمة.  


وتمت الموافقة على القانون الذى صدر فى غيبة المجلس... قانون فرعون..
وقد استخدم روبرت سبرينجبورج كل من تعبير "موروث والمفكك" لوصف النظام المصري.  


وتمر الأيام ... وتتضح الحقيقة.. ويتبين أن تقرير اللجنة تضمن الاتهامات قبل أن يتم سؤال المتهمين فى النيابة العامة.. ومن هنا تتضح الحقيقة أن العملية كلها كانت مدبرة للإطاحة بالإخوان المسلمين تلبية لرغبة السوفيت وعملائهم من أعوان الحاكم السابق الذين فسروا له ما جاء فى كتاب الشهيد سيد قطب على أنه محاولات لإثارة الرأى العام ضد حكمه وأحداث انقلاب للإطاحة به... ونجحوا فى مخططهم..
وهناك نوع آخر من التحليل يقول بأن هناك تحول بطيء جدا للديمقراطية بدلا من غيابها.   


وقد جاء تقرير  اللجنة بما تضمنه من ادعاءات قبل التحقيق مع سيد قطب نفسه... والثابت من الأوراق ان أول تحقيق أجرى معه كان بتاريخ الأحد 19 ديسمبر 1965.. أى بعد أن وضعت اللجنة التشريعية تقريرها بخمسة أيام.. ومن الغريب أن المجلس كان يستمع إلى تقرير اللجنة وفى نمفس الوقت فى يوم 10 ديسمبر 1965 كان صلاح نصار رئيس نيابة أمن الدولة ما زال يواصل الاستماع إلى اقوال سيد قطب.. وكان الرجل صادقا فى كل كلمة قالها للمحقق .. وكشف الحقيقة كاملة.. بحلوها ومرارتها.. أما ماذا قال فهذا هو موضوع الباب الثانى..
كل هذه العقبات يجب لا يجب أن ينعت بها أفراد سلطويين، فالقادة لهم دور في هذه العملية؛ [[فعبد الناصر]] هو الذي أوجد الاتحاد القومي العربي وهيكل حزبها الكبير وا[[لسادات]] هو الذي تحول من الاتحاد القومي العربي إلى [[الحزب الوطني الديمقراطي]] ومن ثم أوجد برامج معارضة صغيرة جدا، بينما في الحقيقة لم تحدد واحدة من هذه البرامج أي من [[الأحزاب السياسية]] المستقلة، ومبارك الذي حول الإصلاحات إلى نظام انتخابي لذلك يمكن أن يكون هناك قدر بسيط من التغيير، عن طريق هؤلاء القادة ونظام السياسات المؤيدة ونماذج التبعية التي تغلغلت في المجتمع منذ الحقبة الليبرالية غير [[الديمقراطية]] التي سبقت [[الإخوان والثورة|الثورة]] إلى وقتنا الحالي.  


</div><noinclude> </noinclude>
وهناك صورا جديدة في نظام التأييد الحالي ولكنه لم يحدث منذ أي وقت سابق أن تغيرت القوانين والمؤسسات بشكل كاف وبذلك يمكن للهيئة التشريعية والقضاء أن يقوما بالعمل باستقلال ضروري، وليست [[مصر]] وحدها من تسعى لهذا في المنطقة.


==الباب السادس==
== هل هناك دور أمريكي في [[الديمقراطية]]؟ ==


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
تقوم الولايات المتحدة بتعزيز [[الديمقراطية]] كسياسة عامة وأكدت على هذه العملية بشكل قوي كجزء من رؤية المحافظين الجدد للشرق الأوسط الجديد.


* 13 بلاغا للنيابة
وبعد ذلك لم تستطع الولايات المتحدة لا تعزيز [[الديمقراطية]] ولا المطالبة بها في [[مصر]] بدون تغييرات أساسية في المؤسسات السياسية في البلاد.
* تحقيقات النيابة
*أقوال سيد قطب
*دروس للنيابة
*مذبحة الليمان


ولم تكن [[الديمقراطية]] في الماضي أو في الوقت الحالي في [[مصر]] تعمل تجاه تحويل المؤسسات.


===13 بلاغا للنيابة===
وبالرغم من أنهم ربما يقومون بتقوية المجتمع المدني وإنشاء منظمات غير حكومية وبعض البرامج التي يمكنها أن تعزز الشعور المجتمعي والمدني إلى جانب برنامج [[التطوير الاقتصادي]] في الشرق الأوسط.


التاريخ أبدا لن ينسى مذبحة الإخوان فى عام 1965.. لن ينسى كيف كان يتم التلاعب والتواطؤ بين رجال الحكم السابق فى العبث بكل ما تكفله دساتير العالم وقوانينها من حماية لحقوق الإنسان.. تواطؤ كامل بين الذين كانوا يضبطون ويحاكمون من رجال السلطة.. أما الذين كانوا يحققون... فقد كانوا للسف من رجال القانون.. خدتم العدالة والقانون... ولكنهم آثروا أن يغمضوا عيونهم عن كل ما هو مخالف للعدل والقانون أيضا لمراكز القوى وسعيا وراء إرضاء شهواتهم...
وبكل بساطة فليس هذا، كما أشير إليه فيما سبق، مكمن عقبات [[الديمقراطية]].  


وقد بدأت عمليات الإطاحة بالإخوان المسلمين فى أواخر شهر يوليو سنة 1965 وأ‘لن عنها عبد الناصر فى موسكو لأول مرة .. وموسكو بالذات.. يوم 29 أغسطس سنة 1965.. ونشرت عنها الصحف التحقيقات التى أملأها عليها رجال السلطة عن اعترافات منسوبة للمقبوض عليهم طوال شهر سبتمبر.. كل ذلك والنيابة العامة صاحبة السلطة الحقيقية فى التحقيق.. فهو من رجال السلطة.. وولاؤه للسلطة أشد وأقوى من ولائه للعدل والقانون.
كما أن الوضع المتأزم في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] ربما يكون نذيرا لما طالب به ريتشارد هاس من مجلس العلاقات الخارجية بإنهاء السيطرة الأمريكية في [[[[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]].   


وكان البلاغ الأول شاملا لعدد كبير من أفراد جماعة الإخوان المسلمين.. وأنا أنقله هنا بالنص الكامل وهو محرر فى 10 اوراق تعلو أولها من اليمين عبارة الشرطة العسكرية ومن الناحية اليسرى كتب الموضوع وأمامه عبارة" بشان إعادة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين المنحلة" ورقم القيد 25 /7/74 والتاريخ 3/10/1965.
وتقول رؤيته بأن معاداة أمريكا قد زادت لدرجة أن نوع استخدام الأسلحة الذي وجد في سنوات تجربة الشرق الأوسط الجديد قد شارفت على الانتهاء.  


'''أما نص البلاغ فهو:'''
ولو كانت هذه هي القضية فإن المثال القوي للديمقراطية والذي من المفترض أن يلهب المنطقة ربما لا يظهر أو ربما يكون مصبوغا بصبغة السياسات الطائفية وغير قابل للتطبيق خارج العراق ودول مشابهة له.


السيد /النائب العام
وبطريقة أخرى فإن التحولات التي تحدث تآكلا في السلطة التنفيذية؛ على سبيل المثال في باكستان أو [[مصر]] يمكنها أن تضعف القدرة القمعية للدولة.


نتشرف بإبلاغ سيادتكم بالآتى:-
وربما يكون أنه بالرغم من تحدث أمريكا عن [[الديمقراطية]] فإن البلاد يجب أن ترغب بشكل كبير في الاستقرار.


ثبت لنا من تحرياتنا الخاصة أن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة  قد قامت بإعادة تنظيم نفسها تنظيما مسلحاً بغرض القيام بعمليات اغتيال للمسئولين تعقبها عمليات نسف وتدمير للمنشآت الحيوية بالبلاد وأنها تهدف من وراء ذلك إلى الاستيلاء على الحكم بالقوة.
وهناك رؤية أخرى تقول بأن الولايات المتحدة لم تكن جادة قط تجاه [[الديمقراطية]] في [[مصر]].  


كما ثبت لنا أيضا أن هذا التنظيم يشمل جميع القطر وأنه أجرى اتصالات ببعض الجهات الخارجية التى قامت بإمداده بالأموال والأسلحة ومساندة أغراضه الإجرامية.
وكدليل على هذا أشار المعلقون إلى رد الرئيس مبارك على مطالب بإحلال [[الديمقراطية]] في [[2005]] عن طريق استفتاء عارضته العديد من الجماعات، وقد أدت هذه التغييرات إلى انتخابات رئاسية متعددة المرشحين بينما قامت بتشديد شروط قبول هؤلاء المرشحين.  


وقد ثبت لنا أن هذا التنظيم بدأ التفكير بواسطة أفراد هذه الجماعة حوالى عام 1960 وما بعدها. وبدأت فعلا اتصالات واجتماعات لهذا الغرض قام بها المذكورين بعد:-
وبالرغم من هذه القيود ما زالت حكومة [[مبارك]] تبقي واحدا من هؤلاء المرشحين للرئاسة، [[أيمن نور]] ، في الحبس إضافة إلى مئات من قوى المعارضة وربما كانوا مصوتين في ربيع [[2005]]. وعندما سئلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أن تعلق على قضية [[أيمن نور]] خلال زيارتها لمصر في [[أكتوبر]] [[2006]] ؛ عارض ردها الحذر الإشارات الواضحة التي تقوم على تشجيع[[ الديمقراطية]].


1-محمد عبد الفتاح شريف
== التيار الإسلامي والتطرف في[[ مصر]] ==


2- محمد علال سالم
في نهاية التسعينيات كتب الباحثون عن نهاية التطرف الإسلامي في[[ مصر ]] أو عن منطقة مؤيدة للإسلام، بالرغم من أن الظاهرة كانت لا تزال تتزايد في أماكن أخرى.


3- عبد الرحمن عبد الصمد
وبشكل أساسي يقول الباحثون أن التطرف لا يمكن الدفاع عنه ولكن سياسات المشاركة (مشاركة الإسلاميين إلا من يتبني العنف منهم) يمكنها أن تحقق تغيير. 


4عبد المجيد محمد عبد المجيد عيسى
فإذا كان التطبيق قد وقع في [[مصر]]، فلماذا لم يقع في أي مكان آخر؟ تقول أحد البراهين أن المتطرفين خافوا من الابتعاد عن الجمهور المسلم،  كما أن لها آليات تطوعية.


5- أحمد محمد سالم
وهناك رؤية أخرى تقول بأن اندماج القمع مع التعاون قد حقق نجاحا.


6- عبد الحميد فرغلى محجوب
ومع هذا فإن الأسئلة النظرية التي طرحت لم تكن هي الأسئلة المناسبة، كما لم تكن الإجابات حاسمة، كما أن السؤال حول فعالية حالة القمع ما زال مفتوحا.


7- حسن عبد الغنى يوسف
فهل سيكون هذا التطبيق دائما في حال إذا ما نجحت القيادة المصرية في احتواء أكبر جماعتين إسلاميتين عن طريق الآليات القمعية؟ وهل سيتم العمل به في حال ظهور جماعات أخرى أصغر تنضم إلى العنف بدلا من الجماعات الإسلامية و[[الجهاد]] الإسلامي؟ كما أن أجهزة الأمن المصرية الداخلية قد قامت بتطبيق آليات قمعية ضد [[الإخوان المسلمين]] منذ العام [[1955]].


8- عباس حسن السيسى
فإذا كان العنف وليدا للقمع فلماذا لم يتحول المعتدلون للعنف؟ فإذا كانت الأسئلة تنبع من مفهوم أن المصريين لا يميلون للعنف فهناك قصور فيها، لذلك فلماذا يسمحون بمجموعة من الأفعال التي تؤذي المدنيين؟ وقد اشتركت الجماعات المتطرفة في مثل هذه الأفعال ولكن البرهان يقول بأن جهود تجميعهم وتجهيزهم قد فسدت عندما ظن فيهم العامة أنهم وحشيين.


9- أمين شاهين
ومن الحكمة أن نتذكر أن جميع ما يحيط بالمنطقة - في [[:تصنيف:الإخوان في لبنان|لبنان]] و[[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] و[[:تصنيف:الإخون في الأردن|الأردن]] و[[:تصنيف:الإخون في السعودية|السعودية]] وغير ذلك – يطرد الناس عن طريق العنف وتقوم مثل هذه الجماعات بالتواصل معهم وتجنيدهم.


10- عبد المجيد الشاذلى
== تزايد العنف أم نقصانه؟ ==
شرح[[ محمد حافظ]] وكوينتان فيكتوروفيتش العنف من خلال التأكيد على صعوبة التوصل إلي تغيرات النظام، إلى جانب القمع غير المميز.  


11- مجدى عبد العزيز متولى
لم يقم الاثنان بفحص قوة الأيديولوجية الدينية في نموذجهم كما فعلت معظم الأعمال السابقة حول [[مصر]] والتي أرجعت التطرف الإسلامي إلى مفهومين هما الحاكمية والجاهلية '''(هيمنة الله وليس الحاكم، وفكرة أن العالم في يومنا هذا قد عاد لفترة ما قبل الإسلام)''' من أعمال أبو العلاء المودودي وكذلك مفاهيم [[الجهاد]] والشهداء لسيد قطب، القيادي في [[جماعة الإخوان المسلمين]] والذي سجن وقتل في فترة [[عبد الناصر]].


12-  عبد العال الجابرى الشهير بعبد المتعال
ومن ناحية أخرى أدرك كل من، أنطوني شديد وجنيف عبده وشاوول ميشال وأفراهام سيلا (حول [[حماس]])، وجوديث هاريك (حول [[:تصنيف :الإخوان في لبنان|لبنان]]) وكوينتان فيكتوروفيتش (كتابة حول [[:تصنيف:الإخوان في لأردن|الأردن]]) ، الأسباب التي جعلت بعض الجماعات الإسلامية تواصل الأساليب غير العنيفة وتمارس ضبط النفس السياسي.


13 – عوض عبد العال عوض
وهذه الأعمال عن الجماعات على أساس شامل تبين الجماعات المسلحة العنيفة التي تنكر العنف بشكل كاذب. وقد كتب كل من ريموند بيكر وكاري ويكهام وآخرون بشكل كبير عن الإسلاميين المعتدلين في [[مصر]] وخاصة الوسطيين والذين انفصلوا عن الجيل الأول من قادة [[الإخوان]] وشكلوا حزبا جديدا. 


14–محمد على محمد على سليمان
وقد تعارضت بعض الملاحظات عن حركات الجيل الثاني مع القضية الأردنية '''(حيث أن الجيل الثاني لم يكن أكثر اعتدالا)''' في استجواب فيكتوروفيتش لقضية الهياكل التنظيمية الرسمية في مقابل غير التنظيمية. 


15 – سيد محمد حراوين
ولسوء الحظ فإن رؤى هؤلاء الخبراء والتي تقترح أن الجماعات التي تحتاج للحفاظ على قواعدها العريضة سوف تقوم بجعل سلوكها أكثر اعتدالا كما سيحاولون المشاركة السياسية وتفسير اتجاه واحد ممكن للجماعات الإسلامية.


16- نصر عبد الفتاح نصر
ولم يتوجه الجميع لهذا الاتجاه، بل أن البعض توجه نحو الاعتدال بينما الجماعات الأخرى العنيفة ما زالت تظهر وهذا ما رأيناه من خلال ممثلي العنف الجدد في [[مصر]].


17 – محمد على موسى
وفي نفس الوقت فإن هذه القضايا الموثقة لقمع الدولة للجماعات المعتدلة أو الجماعات الإسلامية المعتدلة لا تخبرنا بما سوف تقوم به هذه الجماعات على المدى البعيد، وخاصة في حال إذا ما استمرت الدولة في حالة القمع هذه.


18-توفيق حسن أحمد عبد البارى
وبطريقة أو بأخرى، ومن خلال كل من تاريخ [[الجهاد]] الذي يبدأ بقطب وحركات السبعينيات والدراسات السياسية [[للإخوان المسلمين]] وفروعها، يمكن أن نغفل عن شيء مهم ألا وهو أن المطالبة الإسلامية في بلدان مثل[[ مصر]] و[[:تصنيف:الإخوان في السعودية|السعودية]] والتي تقول بمنهج سياسي يقوم على القيم الإسلامية تعد أمرا لا مفر منه.


19- محمد مندوه العزباوى
ثم إن البرامج الغربية التي تريد ترسيخ العلمانية في المنطقة أو مساعدة المعتدلين الذين يقاومون المتطرفين من الصعب أن تتبني المنهج الإسلامي العام.


20- محمد فتحى رفاعى
وهذه فكرة أساسية يجب أن نتذكرها فهي ليست واقعية عندما تقوم بتخيل أن هذه الجماعات الإسلامية الكبيرة سوف تختفي.


21- حسن الهضيبى
== الإسلام و[[السياسة]] في [[مصر]] ==


22- عبد الفتاح عبده اسماعيل
قامت [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] لقرون بتقديم فرص التعلم والدراسة لرجال الدين وطلابه، فجامعة [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]، التي تأسست عام [[972]]م، وتضم اليوم 90.000 طالب من 71 دولة كانت في الأصل مسجدا للتعلم في ظل حكم الفاطميين، ثم بعد ذلك أصبحت مدرسة شهيرة في ظل حكم السلطان بيبرس الذي قام بدعوة الأسرة العباسية والعلماء، الذين بقوا بعد هجمات المغول، إلى [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]. 


23- اسماعيل حسن الهضيبى
فالعلماء الذين تعلموا هناك أو أتوا للتعلم لفترة قد ذهبوا إلي بقاع شتى من العالم الإسلامي السني، ثم بعد ذلك أصبحت [[مصر]] مستقرة للقرن التاسع عشر حيث الإصلاح الإسلامي ثم ظهور التيار الإسلامي الحديث.


24 – عبد العزيز على
وإلى جانب دورها القيادي في الإسلام التقليدي الهادئ والتعليمي وكذلك في الحياة الثقافية والفكرية المعاصرة في العالم العربي، فقد ساهم هذا في زيادة أهمية البلد بالنسبة للحركات الإسلامية المتطرفة الحديثة.


25- زينب الغزالى
كما أنها لم تكن هي الدولة الوحيدة التي قامت بتطوير الفكر الإسلامي والسياسات، فقد كانت الوهابية حركة محافظة أخرى والتي نشأت في شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر.


'''وقد استمرت اتصالات هؤلاء الأفراد طوال هذه المدة إلى أن أستقر الوضع النهائى للتنظيم السرى لهذه الجماعة على النحو التالى:'''
وهكذا يمكن ملاحظة أن الأمريكيين والمصريين ومسلمين آخرين أمثال قائد الأحباش (حركة أثيوبية) الشيخ [[يوسف عبد الرحمن الحريري]] الذي انتقد الوهابيون أو الوهابية نفسها بأنها هي مصدر التطرف الإسلامي المعاصر. 


1-سيد قطب رئيسا للتنظيم.
ومن ناحية أخرى يلوم بعض الخبراء[[ مصر]] أو "القطبية" (فلسفة [[سيد قطب]]) لكونها سببا في ظهور التطرف الإسلامي.


2-محمد يوسف هواش نائبا لرئيس التنظيم
أما السلفية فقد كان لها أصول وأبعاد أخرى، وحتى أن الشخصيات والحركات المعادية للسلفية قد قدمت جماعات تتطلع لحكم إسلامي أفضل مثل أيديولوجية [[حزب التحرير]] الإسلامي الذي أسسه الشيخ[[ تقي الدين النبهاني]] في القدس عام [[1953]].   


فالإسلام التقليدي – كيف تقوم السلطات أو الدولة بتطبيق الأخلاق والسلوك الإسلامي، فكرة''' "الإسلام السياسي"''' – لم يكن أبدا بعيدا عن الشكل الخارجي في [[مصر]].


'''ثانيا : كمجلس قيادة التنظيم مكون من خمسة أفراد على النحو التالى:'''
وبشكل تاريخي شكل حكام الترك الجركسيين ورجال الدين المسلمين والجيش ثلاث طبقات من نخبة القيادة تتزوج من بعضها البعض وتدعم بعضها. 


1- على عبده عشماوى .. مسئول عن التدريب والسلاح – ومسئول عن تنظيمات القاهرة.
وقد استغل كل من الحكام ورجال الدين وآخرون المنهج الإسلامي لإضفاء الشرعية على أفعالهم.  


2-مجدى عبد العزيز متولى .. مسئول عن الناحية العسكرية – ومندوب الاتصال بين الإسكندرية والبحيرة.
وهكذا، فإن هذا الأمر تاريخي؛ وهو مخالفة تقاليد الإسلام السمحة بالأفكار السياسية للمتطرفين المعاصرين كما يفعل بعض المحللين.  


3-عبد الفتاح عبده اسماعيل ... مسئول عن الناحية الدينية والمالية والاتصالات الخارجية ومسئول عن تنظيمات المنطقة الشرقية.
فأفكار الحكم الإسلامي لم تكن تمثل بدعة من النموذج العلماني المفترض كما في القرنين العشرون والحادي والعشرون.  


4- صبرى عرفة إبراهيم... مسئول عن الدقهلية والغربية ودمياط وانتخب رئيسا لمجلس القيادة.
ومع ذلك فإن استغلال الدين أو المنهج الديني لأغراض سياسية كان أمرا متوقعا، وكذلك بمكن لمثل هذا أن يساعدنا في فهم السبب الذي جعل الأسلمة تؤثر في الحكومة المصرية في الفترة الأخيرة.  


5- أحمد عبد المجيد عبد السميع.. مسئول عن الأمن والمعلومات :
وقد بدأ الاستعمار الغربي تدخله لأول مرة عن طريق احتلال نابليون لمصر عام [[1798]].  


- ومسئول عن تنظيمات الصعيد.
وقد كانت صدمة تفاعل المصريين مع الغزاة الفرنسيين كما وصفهم المؤرخ الجبارتي قد كشف للمصريين العديد من الأفكار ولكن الفرنسيين لم يمكثوا طويلا في [[مصر]].  


- وبيان مسئولية الأول والثانى كالآتى:
أما القائد العسكري محمد على الذي حكم [[مصر]] فقد قام بالتخلي عن الماضي من خلال سياساته الدونية والمركزية.


- مسئول عن السلاح والتدريب – ومسئول عن تنظيم منطقة القاهرة ويتبعه الأفراد الآتية:
وجاء الصدام الأكثر صعوبة مع الاستعمار الغربي بوصول الغزو والاحتلال البريطاني عام [[1882]]، وفي هذا الوقت ظهرت حركة الإصلاح في [[مصر]] وتناولت آفات المجتمع والضعف السياسي وسفه التعليم وأزمة الفكر الإسلامي.


أ‌- أسرة الطيارين: يحيى حسين.. نقيب اسرة – ضياء الطوبجى – محمد غنام – فاروق عباس.
وقد أظهرت حركة الإصلاح هذه السلفيون وأفرادا مثل [[محمد عبده]] الذي قام بتحديث جامعة [[الإخون لمسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] وقاسم أمين وراشد رضا (من [[:تصنيف:لإخون في سوريا|سوريا]]) والذي قام بغرس أصول التيار الإسلامي في القرن العشرين.  


ب‌- أسرة عرب الحصن: عبد الحميد عفيفى نقيب أسرة – محمد عبد الرسول – إسماعيل الفيومى.
وهناك حركة أخرى للإصلاح الإسلامي كانت مبعثا لهذه الظاهرة في [[مصر]]؛ وتتمثل في أفكار وتنظيم[[ حسن البنا]] ([[الإخوان المسلمين]]).  


جـ- أسرة مبارك عبد العظيم عياد – وتتكون من خمسة أسر على النحو الآتى:
وبالرغم من أن الموضوعات الأكيدة كانت قد تأسست من قبل عن طريق السلفية من قبل [[راشد رضا]] ،  إلا أن حركة [[البنا]] كانت قد تأسست بشكل أشمل وكانت تعمل بوضوح من أجل مجتمع إسلامي.


ولم تبلغ أي حركة إسلامية أهمية [[الإخوان المسلمين]] في نشر الأفكار الإسلامية في الشرق الأوسط نظرا لأنها تقترح أيديولوجية بديلة لأيديولوجيات الجماعات الحاكمة في المرة الأولي في فترة القومية الليبرالية وحتى عام[[ 1952]] وبعد ذلك في فترة القومية العربية.


1'''- أسرة الطاقة الذرية وتضم:'''
== [[الإخوان المسلمين]] ==


محمد عبد المعطى إبراهيم – محمد المأمون يحيى زكريا – أحمد عبد الحليم السروجى - صلاح محمد خليفة.
قام [[حسن البنا]] ، الذي كان يعمل مدرسا ورئيسا لجمعية الأخلاق الدينية وأسس جمعية الحصافية الصوفية واختير سكرتيرا لها، بتأسيس [[جماعة الإخوان المسلمين]] في [[:تصنيف:إخوان الإسماعيلية|الإسماعيلية]]، إحدى مدن قناة السويس التي تأثرت كثيرا بالوجود العسكري البريطاني.  


'''2- أسرة فاروق المنشاوى – وتتكون من أسرتين:'''
وكان أعضاء هذه الجماعة المعروفة رسميا باسم [[جماعة الإخوان المسلمين]] غالبا ما يشار إليهم باسم ا[[لإخوان]].


'''الأسرة الأولى وتضم:'''
فأنشأ [البنا] حركة تدعم القيم الإسلامية وأعلن صراحة أنها ليست حزبا سياسيا، فلقد شعر [[حسن البنا]] أن [[الحياة السياسية]] والاجتماعية في [[مصر]] تتطلب إحياء لا هجر المبادئ الإسلامية وأكدت حركته على إيجاد حل إسلامي للشباب أيضا مقارنة بالحركة الكشفية الدولية التي كان لها تأثيرا كبيرا في ذلك الوقت وجمعية الشبان المسيحيين.


فاروق الفيشاوى – فايز محمد اسماعيل – جلال بكرى ديساوى – محمد أحمد عبد الرحمن – ممدوح درويش الديرى – أحمد عوض كيوان.
وبالنسبة للبنا كانت [[الأحزاب]] العلمانية القومية وممثليهم من ذوي الأملاك يسعون إلى فشل المجتمع المصري،  ولم تتمكن هذه [[الأحزاب]] التي اكتسبت استقلالا جزئيا في عام [[1922]] من تحقيق الانسحاب البريطاني والأهم من ذلك أنها لم تكن تنفع الفقراء والفلاحين والأميين في البلاد.  


'''الأسرة الثانية وتضم:'''
ونمت [[جماعة الإخوان المسلمين]] بتنمية الشباب وتقديم برامج تعليمية وعيادات وصحبة إسلامية وكذلك من خلال الدعوة وبعد ذلك أنشأت جمعية نسائية مرتبطة بها.


محمد عبد العزيز السووى – محمد عبد الرحمن خفاجى – عز الدين عبد المنعم على – على بكرى بدوى.
وطور [[البنا]] تفسيرا لمصطلح الحاكمية '''(سلطة الله في مقابل السلطة المؤقتة)''' والتي سلطت الضوء على الحاجة لإقامة دولة إسلامية والمشاركة في السياسات.  


3'''- أسرة السيدة وتضم:'''السيد سعد الدين شريف – إمام غيث – كمال سلام – فؤاد حسين على – محمد البحيرى.
كما كتب عن الشورى والتي تختلف إلى حد ما عن منظري القاعدة والتي لم تكن تتعارض مع الديمقراطية البرلمانية كما كتب أيضا عن التمييز بين التاريخ الإسلامي والإسلام نفسه.


4'''- أسرة الخمسات وتضم:'''عبد الفتاح على حسن – إمام سمير ثابت – إبراهيم منير.
وكان أهم مبدأ في الدولة الإسلامية عند الإمام [[البنا]] هو مبدأ التوحيد والذي يتضمن بالمعنى السياسي تسويات بين مختلف الفصائل وكذلك بين العلمانيين والإسلاميين.


5'''- مجموعة نقباء رئاسة على عشماوى  مكونة من ثلاثة وهم :''' مصطفى عبد العزيز الخضيرى – حمدى حسن صالح – السيد نزيلى محمد.
وأنشأت المنظمة "جهازا خاصا" وهو جناح مسلح سري في الأربعينات.  


'''وكل نقيب من هؤلاء تتبعه الأسر الآتيه:'''
ولأن [[حزب الوفد]] والحكومة الملكية التابعة للملك فاروق أصبحت غير موضع ثقة بسبب تعاونها السابق مع [[الإمام حسن البنا والمحتل الإنجليزي والقضية المصرية| الإنجليز]] في هذه الفترة وسلوكها الشخصي المخزي المستمر قدمت [[جماعة الإخوان المسلمين]] بديلا حيويا ولذلك قامت الحكومة بحظرها.


1- مصطفى عبد العزيز الخضيرى مسئول عن شبرا وتتبعه أسرتان :
ولقد دعمت [[جماعة الإخوان المسلمين]] ثورة[[ 1952]] وهي الانقلاب غير الدموي الذي قام به مجموعة من ضباط الجيش.


'''الأسرة الأولى :''' وتضم – حبيب عثمان – محمد محمود فرج – محمد محمود إبراهيم – محمود مصطفى عامر ..  
ولكن انقسام القيادة الجديدة ومحاولة الاغتيال المزعومة للرئيس [[جمال عبد الناصر]] على يد أحد [[الإخوان المسلمين]] في عام [[1954]] جعلت الحكومة تقوم باعتقال ما يقرب 4.000 عضوا من الجماعة وقامت بتعذيب الكثير منهم، وكانت حصيلة ذلك أن بزغ عنصرا متطرفا بشدة بين المعتقلين اتحدت آراؤه مع كتاب [[سيد قطب]] "[[معالم في الطريق]]" , واكتسب هذا الكتاب شهرة كبيرة على الرغم من أنه لم يكن مهما بدرجة كبيرة مقارنة بكتبه السابقة بسبب تنبؤه بحتمية [[الجهاد]] والاستشهاد في كفاح المسلمين لإقامة دولة إسلامية.  


'''والأسرة الثانية وتضم:''' جمال شوقى أحمد – أسعد محمد كمالى – جودة أحمد نمرة_ عبد الفتاح فايد.
ولقد فشلت [[الديمقراطية]] الغربية وكذلك الاشتراكية الشرقية في تحقيق العدل: فالنظام الإسلامي وحده هو الذي يمكنه تحقيق ذلك.  


2- حمدى حسن صالح مسئول عن الخانكة وتتبعه أسرتان:
ومن أهم النقاط التي يجب التأكيد عليها كانت طريقة تعريفه لمفهوم "دار الحرب" والتي تشير عادة للدول غير الإسلامية ولكنها تشمل الآن "أي دولة تحارب الاتجاهات الدينية للمسلمين."  وهذا جعل من[[ مصر]] دار حرب ومن حكومتها "عدوا قريبا".


الأسرة الأولى وتضم... رشدى نصطفى حبلص – عبد العزيز العدس – على على الجر – عبد الرافع خليل.. والأسرة الثانية وتضم: مدبولى التهامى – عايش الصعيدى – منصور عبد الظاهر منصور – عبد العزيز طلبه.
كما كتب بشكل مختلف عن التغيرات السياسية الضرورية، ففي كتابه معالم في الطريق وغيره من الكتب يدعو [[سيد قطب]] [[لإخوان المسلمون والثورة|الثورة]] مزلزلة لإسقاط الحكومات وبناء مجتمعات إسلامية جديدة.


3- السيد نزيلى محمد.. مسئول عن كرداسة وتتبعه أسرتان:
ولم يكن من الواضح في هذه الكتب أن تكون [[لإخوان المسلمون والثورة|الثورة]] عنيفة، ففي الفصل الأخير من كتابه [[العدالة الاجتماعية]] في الإسلام, ركز على التعليم الإسلامي وكشف زيف الفكر الغربي للمسلمين.  


الأسرة الأولى وتضم: محمد السيد عبد الحى – زكى محمد بشندى.
كما يشير[[سيد قطب| قطب]] في الفصل الأخير من كتاب [[معالم في الطريق]] لنموذج قصة شهداء الأخدود التي ذكرها القرآن الكريم '''(سورة البروج)''' الذين تعرضوا للحرق بدون ثأر، وعلى الرغم من ذلك تخلص هؤلاء الشهداء من عبودية الحياة.  


الأسرة الثانية وتضم: حسن عامر أبو طالب – مصطفى عيسى غزال.
وتبنى فيما بعد بعض الإسلاميون الآخرون الذين لم يكونوا قيد الاعتقال آنذاك أفكارا مشابهة عن أن قيادة الحكومة المصرية تمثل قيما غير إسلامية ومن ثم يجب الإطاحة بها، في حين تمسكت جماعة كبيرة من [[الإخوان]] بفلسفتهم الأصيلة عن التغيير التدريجي وعندما أطلق سراحهم على يد الرئيس [[أنور السادات]] في عام [[1971]] وافقوا على العمل وفقا لقواعد النظام.  


وفي هذا الوقت، تأسست فروعا أخرى لجماعة [[الإخوان]] في [[:تصنيف:الإخوان في الأردن|الأردن]] و[[:تصنيف: الإخوان في سوريا|سوريا]] و[[:تصنيف:الإخون في السودان|السودان]] و[[:تصنيف:الإخوان في ليبيا|ليبيا]] و[[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] والضفة الغربية وغزة وغيرها من الدول. 


6- مجموعة نقباء برئاسة محمد عبد الله الخطيب مكونة من أربعة وهم : كمال الفرماوى – محمد محمود عبد الرحمن الشهير برأفت الشندويلى – أحمد توفيق أحمد – ركوة أحمد مكاوى الشهير بخيرى ... وقد قام رقم 3 أحمد توفيق بتكوين أسرتين من باطنه تكوينهم كالآتى:
ولم تحصل على دعم كبير في ذروة الحركات السياسية القومية العربية العلمانية الأخرى التي ظهرت في ذلك الوقت.


'''الأسرة الأولى وتضم:''' حسن مصطفى الشرابى – كامل محمد حنفى – عبد الحكيم حسن الطويل –
I. تحولات في ظل رئاسة [[أنور السادات]]


'''والأسرة الثانية وتضم:''' فؤاد البقلى – أحمد محمد عبد الله.
بدأت التغيرات الداخلية طويلة المدى في السبعينات والتي شملت هجوما على الناصريين واليساريين وطرد للمستشارين السوفيتيين.  


'''وتكونت أسرة ثالثة برئاسة عبد الكريم حسن الطويل على النحو الآتى:'''
وأدى التحول نحو الغرب والحاجة للمساعدة الاقتصادية إلى خطة جديدة وإلى ما سمي بالانفتاح الاقتصادي.


أحمد محمد الشيخ – إمام على داود.
واندلع الانفتاح بمبادئ إحلال الاستيراد والذي يعني إتاحة منتجات جديدة في [[مصر]] مع مرور الوقت على الرغم من أنها لن تكون في متناول الجميع، كما سهل الانفتاح أنواعا جديدة من ترتيبات العمل مثل المشروعات المشتركة وسمحت بتطفل [[الاقتصاد]] العالمي على [[الاقتصاد]] المصري مما حل مختلف أنواع الحماية الاجتماعية والاقتصادية.


7- أسرة وهبة الفيشاوى... وقام بتسليمها إلى جابر رزق عند نقل الأول من القاهرة وتكوينها من: عبد المنعم دحروج – أنور أمين نور الدين – محمد على حسين – محمد عبد المجيد.
وعلى الرغم من أن [[أنور السادات]] وعد بالحرية السياسية إلا أن ذلك لم يحدث، فأُعلنت الرقابة في ظل حكومته وانتقلت فكرة أن نقد [[مصر]] ولاسيما من الداخل يعتبر جريمة أو خيانة من أيام [[عبد الناصر]].  


فالنظام السياسي في يومنا هذا هو نتاج تغيرات عام [[1976]] عندما ظهرت جماعات معارضة شرعية صغيرة إلى جانب[[ الحزب الحكومي]]''' "الجماهيري"''' والتي كانت متوازية عن عمد حتى لا تسمح بقيام تحالفات كبيرة كما أن المعارضة لن تتحدى [[الحزب الحكومي]] الجماهيري وذلك منعها من تطوير خصائص أخرى لمعارضة أكبر وفية.


'''ثانيا – مجدى عبد العزيز متولى:'''
== المتطرفين الجدد و[[الجهاد]] الجديد أيام [[السادات]] وما بعدها ==


'''مسئول عن الكيماويات والناحية العسكرية – والمسئول عن الاتصال بالإسكندرية والبحيرة  وينقسم  تنظيم الإسكندرية إلى:'''
تشكلت جماعات إسلامية صغيرة وعنيفة بالإضافة إلى جماعات ميليشيا واضحة للدولة.


1- المكتب الإدارى ويضم: عباس السيسى- رئيسا – محمد عيد مسئولا عن مناطق النشاط العام – عبد الحليم الديب – مسئولا عن النشاط العام فى منطقة شرق – عبد المجيد الشاذلى – مسئولا عن الجهاز الخاص.
وكان من بين [[الإخوان المسلمين]] الذين تم اعتقالهم في الستينات تلميذا سابقا [[شكري مصطفى]] الذين اعتقل لتوزيع منشورات المنظمة، فقد بدأ في تنظيم جماعة سرية.  


2- الجهاز الخاص ويضم: عبد المجيد الشاذلى – رئيس الجهاز الخاص – مجدى عبد العزيز متولى – مسئول  هن الاتصال بالقيادة بالقاهرة.. وينقسم الجهاز الخاص إلى المجموعات الخمس الآتية:
وفي أثناء ذلك وبينما كان [[السادات]] يخفف من القيود على التنظيمات الإسلامية أملا في أنها ستقوم بتحقيق توازن لمعارضته في اليسار، اكتسبت تلك التنظيمات قوة ولاسيما في الجامعات.  


1- مجموعة علمية تضم مهندسين هم : عبد المجيد الشاذلى – حلمى صادق حتحوت – محمد الهامى بدوى – أحمد الزفتاوى – عبد الحميد راجح .
وفي هذه الفترة عزت الحكومة ظهور النساء بالنقاب والملابس الطويلة والخمار والقفازات بالزي السعودي في السبعينات للأخوة الذين ذهبوا للخليج خلال الفترة التي كانوا معتقلين فيها في [[مصر]].


2- مجموعات معلومات وتضم: محمد هلال سالم – عز العرب شاهين – محمد حلمى مؤمن – محمد صدقي  عبد العزيز عطية .
أطاع [[الإخوان المسلمون]] القواعد التي وضعتها الحكومة، ولم تسعى للحصول على الشرعية أو الخوض في العنف أو إحداث فتنة ضد الحكومة في هذه الفترة.  


3- مجموعة عقائدية وتضم : عبد المنعم عرفات – عبد اللطيف آدم محمد حمص.
وأصدرت الحكومة قانون [[الأحزاب السياسية]] في عام [[1977]] والذي نص خصوصا على أنه لا يمكن تشكيل أحزاب على أساس الدين وهذه الفقرة تشير إلى [[الإخوان]].  


4- مجموعة الحضرة وتضم : عبد المجيد محمد عبد المجيد – عبد الرحمن عبد الصمد – محمد عبد الصمد – عبد العزيز جلال – محمود جلال – محمد عبد الغنى _ السباعى السباعى الروكى.
وعلى أي حال، تمكنت [[جماعة الإخوان المسلمون]] من نشر جريدة الدعوة من عام[[ 1976]] وبعد ذلك جريدة لواء الإسلام لفترة من الوقت والتي كانت توضح أهدافها الاجتماعية والسياسية.


5- مجموهة اتصال وتضم: عبد المجيد الشاذلى – عبد المنعم عرفات – أحمد الزفتاوى.
ولقد كانت الصحوة الإسلامية التي بدأت في السبعينات محبطة لكثير من المفكرين المصريين، حيث اتفق البعض مع الآراء الغربية في أن الصحوة كانت وسيلة لتجنب التحديث أو التماشي مع اللاقانونية التي أحدثها التحديث.


ومرفق طى هذا البلاغ محاضر الضبط الخاصة ببعض المتهمين  الوارد ذكرهم عاليه. مع رجاء  العلم أن جميع المتهمين السالف ذكرهم صدر بخصوصهم أوامر اعتقال من السيد رئيس الجمهورية . وأنه تم القبض عليهم بناء على ذلك ومتحفظ عليهم بالسجن الحربى – ماعدا كل من المتهمين يحيى حسين وإسماعيل الفيومى فانه جار البحث عنهم .
وبالتأكيد ارتبطت أهمية الجماعات الإسلامية في هذه الفترة بتوجه [[السادات]] السياسي الجديد وبتحوله نحو الغرب وبالتغيرات الاقتصادية وبرحلته غير المسبوقة لإسرائيل.


مرفوع لسيادتكم رجاء الأمر باتخاذ اللازم.
وكانت أول جماعة إسلامية متطرفة تحذر العامة هي المعروفة حاليا بجماعة الكلية الحربية بسبب محاولتها الاستيلاء على الكلية الحربية بمصر الجديدة في [[إبريل]] عام [[1974]] وبعد ذلك اغتيال الرئيس [[السادات]] ، وتأسست عام [[1971]] بقيادة الفلسطيني[[ صلاح سرية]] الحاصل على دكتوراه في التربية وكان عضوا سابقا في حركة [[حزب التحرير]] '''(حركة خلافية إسلامية أسسها القاضي الفلسطيني تقي الدين النبهاني)'''، وكان سرية تعرض للنفي ثلاث مرات (من [[فلسطين]] للأردن في [[1970]] و[[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]]).


عميد ( أ.ح) سعد زغلول عبد الكريم
وأطلق الحراس في الكلية الحربية النيران وقبضوا على جماعة سرية وأعدم عناصرها في عام [[1976]].  


قائد الشرطة والمباحث الجنائية العسكرية
وألقت السلطات المصرية بمسئولية المخطط على[[:تصنيف:الإخوان في ليبيا| ليبيا]] غير راغبة في ذلك الوقت في الاعتراف بوجود عناصر مسلحة بين المواطنين.


التوقيع :(إمضاء)
وأطلقت السلطات المصرية على الجماعة الثانية '''(والتي أطلقت على نفسها بالفعل جماعة المسلمون)''' اسم جماعة التكفير والهجرة، حيث تشير كلمة التكفير لممارسة استبعاد وتغريب المسلمين وتشير كلمة الهجرة لهجرة النبي من مكة للمدينة. 


كان ذلك هو البلاغ الأول.. وقد جاء بعد أكثر من شهرين من انتهاء عمليات القبض على القبض  على الذين وردت أسماؤهم فيه.. تعرضوا خلالها لأبشع ألوان التعذيب التى سردنا بعض تفاصيلها فى الباب الرابع.. ثم توالت البلاغات بعد ذلك من مدير الشرطة والمباحث الجنائية العسكرية.. كان يرسل أكثر من بلاغ فى اليوم الواحد... فالبلاغ الثانى  أرسله يوم 20 أكتوبر وصدره بأن إعادة التحريات تبين منها.. وطبعا أشياء تخالف ما جاء فى البلاغ الأول.. والبلاغ الثالث فى نفس اليوم أيضا... ومن الغريب أنه ضمنه أسماء أعضاء فى تنظيم الإخوان المسلمين وكتب أمامهم ملاحظة بأنهم توفوا.. مثل محمود جبريل.. وكتب أمامه أنه توفى منذ 3 سنوات...  وكذلك أمام اسم محمد أحمد السيد  صقر .. ثم أرسل البلاغ الرابع بعد ذلك بأسبوع وبتاريخ 27 أكتوبر 3 نوفمبر عن تنظيمات الوجه القبلى.. والبلاغ الخامس كان بتاريخ 3  نوفمبر عن تنظيمات الإخوان فى محافظة الشرقية.. والبلاغ السادس بتاريخ 16 نوفمبر عن التنظيم فى البحيرة ... وتشاء حكمة الله أن يشير أن التكوين كان  بهدف دراسة النواحى الدينية ومساعدة أسر المعتقلين والمسجونين من جماعة الإخوان..
وبهذا الاسم سلطت السلطات المصرية الضوء على تطرف ولا مركزية الجماعة في رفضها الشديد للمجتمع المصري والتي تراه بربري كما كان العالم قبل ظهور الإسلام في الجاهلية ومن ثم يجب تجنبه، ولذلك انسحبت للمنازل الآمنة والأماكن السرية للإعداد للإطاحة بالحكومة والمجتمع.  


والبلاغ السابع كان فى نفس اليوم أيضا وخاص بانضمام المستشار على جريشة إلى التنظيم لمدة بالمعلومات وأن المستشار على جريشة قام بتنظيم اجتماعات لعدد من الإخوان لقراءة القرآن وتفسيره... وهكذا كانت قراءة وتفسيره يعتبرها مدير المباحث الجنائية العسكرية جريمة تستوجب القبض على مرتكبيها.
ولقد مثلت جماعة التكفير والهجرة أولى الجماعات الجهادية على غرار بن لادن وحركة عتابي في المملكة العربية [[:تصنيف:الإخوان في السعودية|السعودية]] والتي استولت على الجامع الكبير في عام [[1979]].  


'''وكان يوم 16 نوفمبر هو أنشط الأيام فى تقديم البلاغات.. '''
ومن حاول من الأعضاء أو رغب في ترك جماعة التكفير والهجرة كان يلقى تهديدا بالقتل كالمرتد.  


فخلاف البلاغين السابقين قدم مدير المباحث بلاغا ثالثا بتحريات جديدة عن تنظيم الإسكندرية ثم هدأت البلاغات فترة خمسة أيام..  واستأنفت المباحث الجنائية العسكرية نشاطها..وأرسلت البلاغ التاسع يوم 21 نوفمبر وكان يتعلق بالسلاح الذى اشتراه عبد الفتاح  إسماعيل للقيام بالانقلاب المسلح.. وكان السلاح عبارة عن مسدسين اشتراهما من شخص اسمه عبد القادر دعبس.. وطبعا قبض عليه. وبعد يومين.. وكانت التعليمات قد وصلت من أ‘وان الحاكم السابق بإضافة مجموعة من الأشخاص إلى قائمة المتهمين.. وقدم  أثبتت وجود صلة لهؤلاء الأشخاص بجماعة الإخوان المسلمين وهؤلاء الأشخاص هم معروف الحضرى زميل الحاكم السابق فى تنظيم الضباط الأحرار ومعارضه فى اتجاهه بالبل إلى هوة الشيوعية, وحميدة قطب شقيقة الشهيد سيد قطب وصالح أبو رقيق ومنير الدلة والاثنان كانا يعلمان حقيقة عضوية الحاكم  السابق بجماعة الإخوان... وكان حبسهما عام 1954 ثم إفراج عنهما... والمرحوم الشيخ محمد محمد الأودن وهو الذى كان يتوجه إليه الرئيس السابق عبد الناصر للإستزادة من العلم... وقد مات الشيخ الأودن خلال هذا العام ونعاه شيخ الأزهر لمكانته العلمية..
وهذا يعني أن بعض الأعضاء كان يتم استخدامه من قبل الأجهزة الأمنية المصرية والتي من الممكن أن تكون قد ارتكبت أو حرضت على كثير من جرائم الجماعة، وسنتحدث فيما بعد بشكل أكثر تفصيلا عن دور عملاء الحكومة المصرية، ولكن الأهم هو أن هذه التكتيكات كانت مفيدة للنظام.


ويأتى البلاغ ال11 ليضم اسم محمد رشاد مهنا أول من رفع راية المعارضة فى وجه  الرئيس السابق عبد الناصر عندما كان يشغل منصب الوصى على العرش... ولفقت ضده مؤامرة لقلب نظام الحكم مع مجموعة من ضباط سلاح المدفعية وصدر حكم بالمؤبد ثم أفرج عنه بعد أزمة مارس.. وأعيد اعتقاله أكثر من مرة... كما ضم نفس البلاغ اثنين من زعماء الإخوان المسلمين هما فريد عبد الخالق وعبد القادر حلمى وكان الاثنان من القلة التى اجتمع بها عبد الناصر قبل القيام بالثورة وبعدها ليضمن معاونة الإخوان المسلمين وتأييدهم له.
وجمعت بعض البيانات الخاصة بالملف الاجتماعي لأعضاء جماعة التكفير والهجرة وجماعة الكلية الحربية وقام بتحليلها الأخصائي الاجتماعي [[سعد الدين إبراهيم]] ، الذي وصف هذه الجماعات في ذلك الوقت بأنها مظاهر للإحباط والحالة الاجتماعية غير القانونية،


والبلاغ الثانى عشر يتضمن أن تحريات  سيادة مدير المباحث العسكرية قد كشفت ان عبد الفتاح اسماعيل تراسل مع الإخوانى عشماوى أحمد سليمان المقيم فى السعودية لإمداده بأسلحة من السعودية ليستعين بها فى أغراض التنظيم وأنه تلقى خطابا من عشماوى يبلغه انه بصدد إرسال الأسلحة عن طريق أسوان... وأن عبد الفتاح اسماعيل اتصل بالإخوانى منصور على يوسف رئيس الإخوان فى أسوان قبل عام 1954 واستفسر منه فعلا عن طريق المواصلات المتيسرة بين السودان وأسوان.. والأمر الذى يؤكد ما جاء بتحرياتنا ... وهكذا أنهى سيادة المدير بلاغه..
ولكن بعيدا عن التعبير عن التدين الزائد حيث أنه كان هناك جماعات معتدلة أو غير سياسية وجماعات صوفية تكتسب تابعين.  


وأنهى كل بلاغاته بالبلاغ رقم 13 ... وكان بتاريخ 20 ديسمبر وضمنه أسماء مجموعة جديدة من ضحاياه الذين قض عليهم وأودعهم  السجن الحربى السابق صدور أمر اعتقالهم من السيد الجمهورية... وهى العبارة التى كان ينهى بها كل بلاغ معلنا أن المتهمين معتقلين بأمر السيد رئيس الجمهورية ... وهو ما يحمل تحذيرا خفيا لأى محقق من رجال النيابة قد يستجيب لنداء ضميره ويأمر بالإفراج عن أحد  منهم... فيخالف بذلك رغبة السيد رئيس الجمهورية!!!
وكانت كلتا الجماعتين – التكفير والهجرة والكلية الحربية – يقودهما أفراد أكبر سنا وأكثر خبرة وتأثيرا من العضوية التي جاءت في ذلك الوقت من البرجوازية الصغرى أو كانوا مهاجرين للمناطق المدنية.  


فقد أصبح [[شكري مصطفى]] – زعيم جماعة التكفير والهجرة – راديكاليا أثناء المدة التي قضاها في السجن عندما قام بتجنيد أفرادا لجماعته.


===تحقيقات النيابة===
وعملت جماعة التكفير والهجرة بشكل سري ولكن السلطات تنبهت لوجودها على الأقل بسبب الاختفاء الغامض لعدد من السيدات الذين اختفوا من مجتمعاتهم وانتقلوا مع أزواجهم للمنازل الآمنة في الأقاليم.


وبمجرد وصول أول بلاغ للنائب العام  فى يوم 3 أكتوبر سنة 1954, نقل صلاح نصار رئيس  نيابة أمن الدولة مكتبه من مبنى سراى النيابة فى محكمة باب الخلق إلى داخل السجن الحربى... رغم مخالفة ذلك لقانون الإجراءات الجنائيى... إلا أن السيد صلاح نصار  كان يحتمى وراء نصوص  قانون فرعون الذى أصدره الرئيس السابق فى غيبة مجلس الأمة... ووافق عليه المجلس بعد بدء دورته...
وقامت جماعة التكفير والهجرة باختطاف وزير سابق للأوقاف وطلبت فدية للإفراج عنه وقامت بقتله بعد ذلك، مما أثار غضب السلطات، وتشير أوراق المحكمة إلى التزام أعضاء الجماعة بقضية [[الجهاد]].   


وبدأت مهمة صلاح نصار فى فتح المحاضر ليسجل بها أولا بأول كل بلاغ يرد إليه... يعاونه مصطفى العسال سكرتير التحقيق... ويقوم بتوزيع الأعباء على مجموعة من وكلاء النيابة اختارهم بنفسه لتلك المهمة ممن تتوافر فيهم نفس الشروط التى تتوافر فيه...
وتم إعدام مصطفى وحبس 36 عضوا من الجماعة وفيما بعد تم القبض مرة أخرى على ما يزيد عن 100 في عام [[1982]] موضحا بقاء الجماعة.  


ولديهم نقس الاستعداد الموجود لديه فى الخضوع لرغبة الحاكم ونصرته على نصوص القانون.
وعملت جماعة التكفير والهجرة تحت مسمى الشوقيين في الفيوم في الثمانينات.   
وكان المحققون عندما يدخل اليهم المتهم يصابون بالعمى فلا يرون آثار التعذيب الواضحة عليه... ولكن أحدهم لاحظ أن الإقرار الذى دونه المرحوم الشهيد محمد يوسف هواش ليس بخط يده... فقد كانت يده لا تستطيع الآمساك بالقلم بعد أن نزعوا أظافره وأحرقوا جلد راحته... وسأله عن السبب... وسجل المحقق إجابته على السؤال بنفسه... وكانت تكشف وقائع التعذيب... وللتاريخ فإن اسم المحقق هو حسن جمعة وكان يعاونه حمدى محمد خليفة سكرتير التحقيق تاريخه 24 أكتوبر سنة 1965 وكان سؤال المحقق فى بداية التحقيق.


س:كيف حرر هذا الإقرار؟
وعلى أي حال فقد رفضت[[ جماعة الإخوان المسلمين]] العنف والتطرف الخاص بجماعة الكلية الحربية وجماعة التكفير والهجرة وغيرهم من الجماعات مثل جماعة [[الجهاد]] الإسلامي والجماعة الإسلامية.


وأجاب محمد يوسف هواش وأملى المحقق الإجابة كاملة على سكرتير المحقق:
وتبنت [[جماعة الجهاد]] الإسلامي المعروفة باسم [[جماعة الجهاد]] أو [[جماعة الجهاد]] الإسلامي المصرية تمييزا لها عن [[جماعة الجهاد]] الإسلامي الفلسطينية طريقا ثوريا نحو التغيير الكلي.


جـ: الإقرار حرر بإملائى لأحد الموظفين هنا بالسجن وأنا وقعت على كل ورقة منه وأنا ما كنتش اقدر أكتب لأنى كنت انضربت على إيدى علشان هنا كانوا فاهمين أن الأشخاص اللى كانوا معنا فى سجن طره داخلين فى التنظيم وأنا قررت أنهم مش داخلين فى التنظيم وكتب كده فى الإقرار وهو ده الواقع ولم يشأ المحقق إلا أن يرضى ضميره أمام الله... فعاد وسأل:
وكجماعة غير منظمة انطلقت الجماعة الإسلامية من اتحادات الطلاب التي تم تشكيلها في عهد[[ السادات]] إلى ثلاث جماعات مقاتلة: الأولى كانت الحركة السلفية في جامعة [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] والثانية تشكلت في جامعة [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] وكذلك جامعة [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] وفضلت [[جماعة الإخوان المسلمين]] حيث تركها بعض الأعضاء وانضم لجماعة ا[[لإخوان]] وتمركزت مجموعة ثالثة من الجماعات في جامعات وكليات صعيد [[مصر]]، ورفضت هذه الجماعات الموقف غير العدواني الذي تميزت به جماعة [[الإخوان المسلمين]] مفضلة نشاط [[جماعة الجهاد الإسلامي]] المصرية.


س: هل حدثت بك إصابات؟
وكانت [[جماعة الجهاد]] في أول عهدها تتكون من تنظيمين مختلفين، أحدهما شكَّله محمد عبد السلام فرج والآخر شكَّله محمد سالم الرحال وهو طالب أزهري من الأردن مع بعض الأعضاء الذين انضموا من منظمات مثل شباب محمد.


جـ: أنا مفيش فى إصابات ظاهرة دلوقت... وقتها ايدى كانت وارمه وكانت أعصاب أيدى مشدودة وما اقدرش أكتب بها وهى فى تحسن دلوقت.
وعندما طرد الرحال من [[مصر]]، انتقلت القيادة لمال السيد حبيب الذي كان حديث التخرج من كلية [[الاقتصاد]] من جامعة [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]].  


وأراد المحقق أن يحيل المتهم إلى الطبيب الشرعى... وعرض الأمر على رئيسه  صلاح نصار الذى هاج لاثباته ذلك... ولم يستمر حسن جمعة طويلا فى نيابة أمن الدولة.
وجاء اندماج هاتين الجماعتين عندما قام  طارق الزمر – الذي كان شقيق زوجته عبود عبد اللطيف الزمر الرائد بالمخابرات العسكرية زعيم جماعة فرج - بتقديم حبيب لفرج، وحث الزمر على الإطاحة بالحكومة المصرية وقيام الجماعة بتأسيس خلافة إسلامية محلها.


أحيانا ما يرى أن الإسلاميين المتطرفين لديهم برنامج محدود للغاية ومهام وإستراتيجية مخططة بشكل غير واضح. وكان لجماعة [[الجهاد]] الإسلامي المصرية تركيبة وأهداف محددة حيث كان يحكمها مجلس الشورى إلى جانب لجان فرعية للإعداد والدعاية والتمويل وأرادت الجماعة أن تؤسس دولة بمجلس علماء، وكانت التربية العسكرية مطلوبة وشاملة، وكان الاستيلاء المخطط على الحكومة يشبه بالفعل ثورة [[1952]] بالسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون كما حدث في عام[[ 1952]].


===نص أقوال سيد قطب===
وشملت التربية العسكرية الإسعافات الأولية ومعرفة الطوبوغرافيا والتدريب على المركبات والدفاع والتمارين الرياضية في المرحلة الأولى.


اختص صلاح نصار لنفسه بالشخصيات الهامة فى التنظيم  للتحقيق معها بنفسه... والشخصيات الهامة ليست بدورها فى التنظيم ولكن بمدى كراهية الرئيس السابق لها... وكان المرحوم الشهيد سيد قطب أكثر الشخصيات التى يكرهها عبد الناصر.
وفي المرحلة الثانية تعلم التلاميذ تقنيات الهجوم والكمائن وحماية المواقع الحساسة من الناحية الإستراتيجية، وفي المرحلة الثالثة وتحت إشراف[[ نبيل المغربي]] كان يتم تعليم استخدام الأسلحة والمتفجرات وتخطيط وتنفيذ المحاكمات.  


ولذلك فقد تولى صلاح نصار بنفسه التحقيق معه حتى يصل اسمه إلى أسماع الرئيس السابق عندما يطلع التحقيقات... وكان يطلع على كل التحقيقات مع الشخصيات التى يكرهها.
قام الملازم أول [[خالد الإسلامبولي]] بوضع خطة لاغتيال [[السادات]] بعد اتخاذ إجراءات صارمة سياسية في[[1981]] بعد أن تم القبض على أخيه الأصغر محمد الإسلامبولي الناشط في أسيوط في صعيد مصر وقاد هذا الأخ بعد ذلك فرع مكتب الخدمات (تنظيم بن لادن) في بيشاور ويزعم أنه كان له اتصال بالمقاتلين الشيشان.  


وفى يوم 19 ديسمبر سنة 1965 فتح باب الزنزانة الانفرادية فى السجن الحربى وخرج شبح رجل... وكان الرجل هو المرحوم الشهيد سيد قطب إبراهيم.. وكانت تلك أول مرة يرى فيها النور... فقد ظل حبيسا تلك الزنزانة منذ القبض عليه يوم 9 أغسطس... أى 130 يوما كاملا.. تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب اليومى حتى يكتب أقرار بما يملوه عليه.. وصمد الرجل على موقفه وتحمل مالا يتحمله  أى بشر من عذاب.. وأخيرا أخذوه إلى ممثل النيابة العامة ليدلى بأقواله أمامه... وتوجه الرجل يحيط به زبانية التعذيب.. صفوت الروبى... وسامبو.. ودخل غرفة التحقيق داخل السجن الحربى.. يتصدرها مكتب يجلس إليه  صرح نصار... وبدأ المحقق يسأل... ولم يشأ أن يسجل فى بداية محضره مناظرته للمتهم كما تقضى بذلك الإجراءات لإثبات ما قد يكون فيه اثار تعذيب.. وكانت واضحة..ز وفيما يلى نص محضر التحقيق مع سيد قطب:
وكانت خطة [[جماعة الجهاد الإسلامي]] المصرية هي تحقيق انقلاب سياسي لا مجرد اغتيال [[السادات]]، واختلف بعض الأعضاء حول هذه الخطة على سبيل المثال – عبود الزمر الذي اعتقد أن التنظيم في حاجة لمزيد من الوقت قبل القيام بثورة شعبية.   


فتح المحضر يوم الأحد: 19/12/1965. الساعة 6,30م بالسجن الحربى.
وقام الإسلامبولي بمساعدة عدد قليل نسبيا من الكتائب بقتل الرئيس [[السادات]] في عرض عسكري وكان يطلق النيران وهو يصرخ قائلا [["لقد قتلت الفرعون."]]


نحن صلاح نصار – رئيس النيابة.
وأصاب اغتيال الإسلامبولي للسادات في السادس من [[أكتوبر]] عام [[1981]] المصريين بالصدمة وحقق للجماعة اعتراف عالمي بها ولكن أهداف [[جماعة الجهاد الإسلامي]] المصرية الثورية فشلت.  


ومصطفى العسال – سكرتير التحقيق.
وتبع اغتيال[[ السادات]] شهر من القتال في مختلف مناطق صعيد[[ مصر]], وأدى هذا العمل وما تبعه من العنف إلى هروب عملاء[[ جماعة الجهاد الإسلامي]] المصرية من [[مصر]] للهروب من الإعدام ومحاكمات قياداته وأعضائه.  


حيث دعونا سيد قطب وسألناه بالآتى قال:
وبعد اغتيال [[السادات]] أعادت الحكومة فرض قانون الطوارئ رقم 161 الذي يعود تاريخه إلى عام[[ 1958]] والذي كان معمولا به منذ عام[[ 1967]] باستثناء فترة قصيرة تستغرق ثمانية عشر شهرا من عام [[1980]] وبموجب هذا القانون تم توقيف الحقوق الدستورية '''(على الرغم من تحدي هذه الإجراءات)''' وتم تحديد الأنشطة السياسية غير الحكومية (التي تشمل الاجتماعات والمظاهرات) ويسمح كذلك القانون بالاعتقال بدون تهم أو محاكمات.


اسمى سيد قطب إبراهيم سنى 60 – كاتب – مولود بموشى مركز أسيوط – ومقيم بحلوان/ 44 شارع حيدر.
وهناك الآن ما يقرب من 17.000 معتقلا وما يقرب من 30.000 مسجون سياسي بموجب هذا القانون.  


س: ما قولك فيما هو منسوب اليك؟
وكما أوضحنا سابقا فإن القانون يسمح بنوع مختلف من المحاكمات في محاكم خاصة، كما يسمح القانون أيضا بالتعذيب طبقا للهيئات الدولية المراقبة لمثل هذه الانتهاكات مثل جمعية حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية.


جـ: أنا سجنت بحكم من محكمة الشعب فى سنة 1955 وحكم على ب15 سنة بتهمة تآمرى مع الإخوان المسلمين ضد نظام الحكم القائم, وأفرج عنى بعفو صحى فى مايو سنة 1964. وبعد خروجى اتصل بى خمسة من الشبان على التوالى أولهم الشيخ عبد الفتاح اسماعيل وما كنتش أعرفه قبل كده... وكان وحده.. وعرفنى بنفسه على أنه من جماعة الإخوان المسلمين وأنه قرأ بعض كتبى ويرغب فى الإستزادة وقال لى أن معاه بعض الزملاء يرغبون كذلك فى زيارتى والتعرف على وفهمت من كلامه أن معاه مجموعة قليلة من شباب الإخوان المسلمين وأنهم عاوزين يتعرفوا على فوافقت أنه يجيبهم وييجى وبعد فترة قصيرة حضر ومعاه شخص آخر عرفنى به وهو على عشماوى وقال لى انه ده من ضمن مجموعته, وتحدثت معهما عن أفكار عامة عن الإسلام وكان الحديث عاما عن موضوعات تناولتها فى كتبى,ولا أذكر المرة التالية التى جاءنى فيها عبد الفتاح اسماعيل وعلى عشماوى وثلاثة آخرون عرفت أسماءهم الأولى فقط وهم أحمد ومجدى عشماوى  وصبرى, وفهمت فى لقاءاتهم الأولى أنها دى المجموعة اللى عاوزة تتصل به وتتزود من المعرفة – وبعد عدة لقاءات معهم ماكنتش فى الأول محددة وكانت بتبقى فى المواعيد اللى يحدوها بدأوا يقولون أن وراءهم عددا آخر من الإخوان المسلمين وأن لهم تنظيما سريا  يرجع إلى عدة سنوات سابقة, وإن هذا التنظيم كان قائما على أساس أنه تنظيم فدائى للإنتقام مما جرى للجماعة فى سنة 1954 أى لجماعة الإخوان المسلمين ولكنهم  بعد أن قرأوا كتاباتى وسمعوا ما سمعوا فى هذه اللقاءات يدركون الآن أن عملية الانتقام عملية تافهة بالنسبة لمستقبل الإسلام وأن أقامة النظام الإسلامى تستدعى جهودا طويلة فى التربية والإعداد  وأنها لا تجىء عن طريق إحداث انقلاب من القمة, ةأنهم أصبحوا مقتنعين بذلك, وأنه يجب تربية الأفراد قبل أن يوجدوا فى تنظيم ولكنهم الآن أمام تنظيم قائم بالفعل وكان قائما على عقلية آخرى غير هذه العقلية وهم لا يملكون الآن حل هذا التنظيم وإعادة بنائه على الأسس التى فهموها من حديثهم معى غير أنهم يمكنهم تحويل  عقلية هذا التنظيم عن طريقهم هم إذا أنا بذلت معهم جهدا فى إعدادهم وتربيتهم ليقوموا بترؤبية الآخرين من ورائهم.
1. مناقشات منهجية للإسلاميين


وكانت هذه أول الجلسة أو جلسة لاحقة لها قالوا لى أنهم كلهم فى أعمار متساوية وأنهم تنقصهم القيادة وأنهم بحثوا عنها فى الجماعة فلم يجدوها وبحثوا خارج الجماعة واتصلوا ضمن من اتصلوا بهم الأستاذ فريد عبد الخالق من الجماعة والأستاذ عبد العزيز على من خارج الجماعة. ولكن الأستاذ فريد عبد الخالق رفض والأستاذ عبد العزيز علة لم يستريحوا إليه لأنه طلب منهم فى أول مقابلة بيانات كاملة عن كل شخص وأن فكرته فى العمل فى الحقل الإسلامى ضعيفة.
تشترك جماعات [[الجهاد]]''' (التكفير والهجرة وجماعة الكلية الحربية والجماعة الإسلامية و[[الجهاد]] الإسلامي المصرية)''' في رؤيتهم للجهاد والقتال كأهم نشاط للمسلمين وكركن سادس لأركان الإسلام كما يقول مؤلف كتاب '''([[الجهاد]]: الفريضة الغائبة)'''[[ محمد عبد السلام فرج]].


وفى هذا الوقت طلبوا من قيادتهم فى الناحية الفكرية فقط على أساس أنهم هم الخمسة متولين قيادة التنظيم الفعلية وسيتولون هم تحويل أفكار من ورائهم – وفعلا صارت المقابلات منتظمة فى فترات تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع وكنا نحدد فى نهاية كل مقابلة ميعاد المقابلة التالية.
كما كانت هناك خلافات بينهم فكان فرج ينتقد جماعة التكفير والهجرة والجهاد الإسلامي في رسالته.  


وكنت باجتمع معهم فى كل مرة هم الخمسة وكانا أحيانا بيتغيب منهم واحدا أو اثنين وبعد فترة أخرى وفى حوالى ديسمبر سنة 1964 أو يناير سمة 1965 بدأوا يكشفون لى عن طبيعة هذا التنظيم, وفهمت أنه تكوين من عدة تنظيمات قام بها هؤلاء الأفراد كل على حدة فى أول الأمر ثم لاقوا فى أثناء تحركهم واستوثق بعضهم من بعض فتم تكوين التنظيم برؤسائه الخمسة, وأن كلا منهم يتولى مجموعة من ناحية ولم يحددوا نواحى مسئوليات كل منهم وإن كنت فعمت فيما بعد  بعض هذه النواحى أثناء الكلام مثل أن صبرى مثلا مسئول عن المنصورة بحكم عمله هناك وعلى فى الغالب فى القاهرة وعبد الفتاح ومجدى وأحمد لا أعرف بالتحديد نواحى عملهم ومقدرش أحدد ما دار من حديث فى كل جلسة انما ممكن أذكر الوقائع بترتيبها الزمنى تقريبا.
وقام الشيخ جاد الحق شيخ [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] بتفنيد حجج فرج موضحا ردود فعل الدولة نحو المتطرفين.  


ففى مرة قص على كل منهم طريقة بدئه فى العمل إلى أن التقى بعضهم ببعض.. ومرة علمت أن لعلى وعبد الفتاح اتصالات سابقة بالإخوان فى السعودية وحدد منهم اسم الشيخ عشماوى سليمان وأن المتصل به هو الشيخ عبد الفتاح وأن على كان متصلا بواحد منهم تانى مش فاكر اسمه وإن كنت فهمت من عبد الفتاح أنه قطع صلته بعشماوى أو أن عبد الفتاح طلب منه عدم الاتصال به وأذكر أنه فى إحدى المرات جاءنى على عشماوى بمفرده على غير ميعاد وأبلغنى أنه لما كان فى السعودية سنة 1962 أو سنة 1963 طلب من أحد الإخوان هناك  مجموعة قطع أسلحة وكتب له  بها كشف ثم نسى المسألة لطول الزمن ولكنه فوجىء بخبر من هذا الأخ  أى وقت حديثه معى – بأن هذه الأسلحة أ‘دت وأنها ستصل  عن طريق السودان فتحدثت مع على أولا فيما اتفقا عليه من برنامج جديد للعمل قائم على أساس التربية الطويلة المدى وقال أنه لا يزال مقتنعا بما نحن سائرون عليه, ولكن هذه الأسلحة التى أرسلت لابد من استلامها لأن تركها غير ممكن ويكشف التنظيم علاوى على أنهم فى حاجة إلى قطع أسلحة للتدريب واتفقا على عرض المسألة على المجموعة أى على الخمسة – ولا أتذكر أن كنت تحدثت فى هذه المرة عن طبيعة البلد – وهى دراو – الذى ستصل اليها  الأسلحة وأنها قرية  وكل ما يصل إليها يكون مكشوفا وأنه يجب أن يعرف طبيعة البلد – وطبيعة الطريق – أو أن هذا كان فى جلسة تالية – انما اللى أذكره أنا قلت له بهذه المناسبة أنه إذا كان لابد أن هذه الأسلحة تصل عن طريق دراو فلازم يدرس الطريق ويدرس البلد لضمان السرية وعدم الكشف.
ويتولى شيخ [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] أهم منصب ديني في[[ مصر]] كمتحدث رسمي عن جامعة [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] ونظام مدارسها.


وأذكر أن عبد الفتاح جاءنى فى اليوم التالى لمقابلتى لعلى عشماوى وكان لوحده وأبدى اعتراضه على المسألة بجملتها وكان وجه اعتراضه أن العملية قد تكون مكشوفة وتكشف التنظيم فأنا قلت له إحنا حانجتمع كلنا ويتحدث كل ما عنده, وفعلا اجتمعنا فى بيتى لمناقشة الموضوع, واذكر أن عبد الفتاح وصبرى كانا معترضين على أساس أن أسلحة زى دى لا يمكن أنها ماتنكشفش طوال الطريق من السلطات المصرية – علاوة على أنهم لا يعرفون من أين اشتريت وبأى أموال , وتقرر بعد المناقشة أن يرسل على عشماوى إلى مصدر الأسلحة ولم يذكر اسمه – ويطلب منه إيقاف شحن هذه الأسلحة والإجابة على الأسئلة التالية.  
وأكد فرج أن [[الجهاد]] الفعلي مطلوب من المؤمنين وبذلك فإن هجرة جماعة التكفير والهجرة من المجتمع البربري غير الإسلامي وترددها في الشروع في [[الجهاد]] ليس صوابا.  


من أين المال الذى اشتريت به؟
وكذلك استخدام الجماعة الإسلامية الدعوة لتكوين قاعدة جماهيرية مع تأجيل [[الجهاد]]، فليس من الصواب استبدال " [[الجهاد]] بالشعبية".


من أين اشتريت؟
كما تناول فرج قضية العداء لإسرائيل وسياستها قائلا أنه طالما أن العدو الأقرب هو الحكومة المصرية لا إسرائيل فهي التي يجب الإطاحة بها أولا، لأن القدس ستتحرر على يد المسلمين الحق ومن ثم يجب الإطاحة بقادة المسلمين الباطلين ومن ثم السعي التحرير.


هل اشتريت صفقة واحدة أو صفقات متقطعة؟ هل يضمن عدم كشفها فى أى مرحلة من المراحل؟
وهذا الدفاع يميز بين [[جماعة الجهاد الإسلامي]] المصرية وبين [[جماعة الإخوان المسلمين]] في نفس النقطة.


إلا يرسل منها شيئا إلا بعد إخطار يصله بالإرسال أو عدمه وبعد فترة حوالى أسبوعين جاءه رد بأن هذه الأسلحة مشتراه بأموال إخوانيه صرفة وأنه مضمون عدم كشفها فى أى مرحلة ولم يجب على السؤالين الثانى والثالث – فيما عرضه على علينا وأنها أرسلت فعلا قبل إرسال رسالته ولا يمكن استردادها – وبناء عليه تقرر ضرورة تسلمها – وكان فى تقدير على أنها ستصل خلال شهرين او ثلاثة والحديث ده كان فى الغالب فى أبريل سنة 1965 وأذكر أنه كان فى أواخر ذلك الشهر وكلف على بأن يتولى استلام الأسلحة وتخرينها وكان المفروض أن التنفيذ منوط بالمجموعة دون الرجوع إلى وأنا مهمتى تقدير المبدأ فقط فى هذه المسألة وغيرها وأى عملية تنفيذية خاصة بالتنظيم – ولم يحصل بعد كده معى حديث بخصوص هذه الأسلحة – ومعرفش أيه اللى تم فيها إلى أن اعتقلت.
وكان دفاع جاد الحق هو أن القرآن الكريم يشمل آيات تحدد [[الجهاد]] مشيراً إلى إمكانية [[الجهاد]] "بالقلب" و "باللسان" بدلا من [[الجهاد]] "بالسيف."


'''وأحب أن أقول :'''
وأكد أن الحاكم ([[السادات]]) لا يمكن أن يكون مرتدا لأن التعريف الصحيح للمرتد هو الشخص الذي يرفض جميع أحكام الشريعة لا جزءا منها فقط.


قبل أن تتكلم فى موضوع الأسلحة نوقشت فى عدة جلسات الإجابة على سؤالهم المتكرر التالى: ماذا نصنع إذا كنا فى أثناء سيرنا السلمى الذى اتفقنا عليه انكشف هذا التنظيم وأخذنا لنعذب كما حدث سنة 1954؟
وهاجم فرج دفاع جاد الحق موضحا أن الآيات التي تشير إلى السيف في القرآن الكريم (أي الآيات التي تحث على [[الجهاد]]) نسخت جميع الآيات الأخرى وأصبح [[الجهاد]] فرضا كالصوم. 


وكان السؤال بيتكرر فى جلسات كثيرة من أشخاص عديدين وأكثر من يسأل هو عبد الفتاح وكانت إجابتى أنه فى هذه الحالة فقط يرد الاعتداء.
وزعم فرج أن السلطات المصرية عميلة للإمبريالية مضيفا أنها وعدت بالحكم طبقا للشريعة الإسلامية ولم تفعل ذلك.  


وفى حسى صورة سنة 1954 دائما لا تفارقنى وأنا فى الواقع لما طرح على هذا السؤال فى بادىء الأمر كانت إجاباتى عنه غير حاسمة وكنت أزحلق الإجابة بمعنى أنى أقوال مثلا نبقى ندرس المسألة دى أو نرجئها لوقتها أو أن المسألة دى تحتاج لبحث – وإجابات من هذا النوع وكان مفهومى من اتجاتهم انهم أميل إلى رد الاعتداء وعدم الوقوع مرة أخرى فى صورة سنة 1954 وكانوا بيقولوا  فى الأول أنهم بيبدأوا بتدريبات رياضية قبل التدريب على السلاح الكافية للتدريب فلما فكرت فى الموضوع انتهيت لرأى قلته لهم وهو أنه فى حالة وقوع التنظيم فقط يرد الاعتداء ودى كانت الإجابة كمبدأ أما السبيل لرد الاعتداء فنوقش بعد ذلك فى أواخر أبريل أو أوائل مايو سنة 1965 وكان قبل سفرى لرأس البر لأنى سافرت فى 5 يونيو سنة 1965.
ويعتبر الدفاع عن تحكيم الشريعة بدلا من القوانين المدنية الوضعية أحد أهم أفكار الإسلاميين فلقد ذكر الإسلامبولي أنه اغتال [[السادات]] لعدم تطبيقه للشريعة واعتراضا منه على معاهدة السلام مع إسرائيل وعمليات الاعتقالات غير المبررة للعلماء في عام [[1981]].  


واللى حصل أنه كان هناك إحساس عام بيننا بقرب اعتقالات للإخوان  منشئوه عدة ظواهر. الظاهرة الأولى كثرة المناقشات حول كتاب " معالم على الطريق" بين مجموعات الإخوان الخارجة من سجن القناطر  ووصولها إلى حد الجدل العنيف بين الموافقين والمعارضين لاتجاه الآراء الواردة فى الكتاب, وهذا الخلاف نشأ داخل  سجن القناطر واستمر واحتد بعد خروجهم ومفهوم كثرة الجدل حول هذا الأمر بين صفوف الإخوان أنه يكشف للحكومة التنظيمات المختلفة داخل جماعة الإخوان.
كما أكد الإسلاميين على فساد الحكومة المصرية والاختلاس والرشوة وتشجيعها لتبرج النساء.


والمظاهر الثانية ما كان يبلغنا من أن الشيوعيين يدبرون مؤامرات يريدون نسبتها للإخوان المسلمين, ولما كانوا بيجتمعوا كان كل واحد بيقول الإشاعات اللى وصلته وكان  من ضمن هذه الإشاعات أن الشيوعيين ينوون تدبير مؤامرات عليها طابع الإخوان المسلمين كما ذكر بالفعل أنه وجدت منشورات فى نقابة الصحفيين عليها اتجاه الإخوان للإساءة اليهم, كما أذكر أيضا أنه وضعت قنبلة فى طريق زائر كبير أجنبى لا أذكر إذا كان شواين لأى أولا وأحمد عبد المجيد فيما أذكر قد يكون هو اللى نقل الخبر وأشيع وقتها أن الإخوان هم اللى وضعوا هذه القنبلة وإن الطريق الموكب الرسمى تغير وكشفت القنبلة. وهذا الخبر نقل كإشاعة والظاهرة الثالثة أن الحاج عبد الرازق هويدى تكلم معى فى أنه يسمع أنه يوجد شباب متهورون فى جماعة الإخوان وأنهم يتحركون حركات هوجاء, وأن السلطات على علم بتحركاتهم وهذا الرجل  موظف فى شركة عثمان أحمد عثمان وكان عضوا فى الهيئة التأسيسية فيما أظن وقال لى هذا الكلام على أساس إنه واحد فى من الإخوان العقلاء فأنا قلن له والشبان المتهورين دول لو وضعوا تحت قيادة حكيمة يمكن ضبط تصرفاتهم بدلا من تركهم يتصرفون بحماقة وأنا لم أكشف له علاقتى بهؤلاء الشبان لأنه هو كان من الإخوان اللى بيروا أن مفيش داعى لاى تحركات للإخوان والحديث ده كان حديث عابر بينى وبينه ولا أعتقد أنه فهم أن لى علاقة بالتنظيم, وهو كرر هذا الحديث مرتين أو ثلاثة وقاله لى فى رأس البر فى السنة الماضية قبل اتصالى بهذه المجموعة ثم ردده  فى مقابلتين بعد اتصالى بهم  وكان الكلام بيدور فى المرات الثلاث فى الحدود الى قررتها – وكذلك خوفنى الأستاذ منير الدلة والأستاذ فريد عبد الخالق بألفاظ تكاد تقارب ألفاظ الحاج عبد الرزاق هويدى عن وجود بعض شبان متهورين راكبين رأسهم ليتحركوا تحركات خطرة وأنه يخشى أن تسبب هذه التحركات كارثة عامة للإخوان وكان  الكلام ده فى حوالى نصف مايو سنة 1965 فقلت له إن الشبان يركبون رءوسهم إذا لم يجدوا قيادة تضبطهم – فلماذا  لا تجعل لهم قيادة حتى تأمن تصرفاتهم الفردية – وتقدم لهم النصيحة حتى لا يركبوا رءوسهم فقال مفيش فايدة نصحناهم كثير ومش عاوزين يسمعوا النصيحة.
== المتطرفين والمعتدلين ==


وأنا كنت عارف منهم سبق اتصالهم بفريد عبد الخالق وانفصالهم عنه وتشنيعه عليهم وعشان كده لم نستطرد فى الحديث أكثر من هذا وما قلتش له أنى عارف هؤلاء الشبان او متصل بهم لأنى ما أحبش أن هذه الصلة تنكشف حتى ولو لأعضاء جماعة الإخوان القدامى وأنا عارف أن الأستاذ فريد من الفريق الذى أثر  عدم الحركة وكان من رأيه أن خير تنظيم ألا يكون هناك تنظيم للجماعة وأن الجماعة موجودة بطبيعتها من غير تنظيم ومفيش داعى لحركات تنظيم منير الدلة لم يتكلم فى هذه المرة إنمازارنى بعد ذلك بحوالى أسبوعين أو ثلاثةوعلى وجه التحديد فى اواخر مايو, وكان هو ومراته بيزورونا زيارة عائلية لأول مرة. وانفرد بى وكرر لى تقريبا ما قاله فريد عبد الخالق وأضاف إليه أن تحركات هؤلاء الشبان مكشوفة وأنهم فى مكتب المشير يفكرون فى ضربهم – وأنا شخصيا أعتقد أن منير الدلة يزن كلماته ويعينها ولم أسأله عن مصدر هذا العلم حتى لا أحرجه فأنا رديت ما مضمونه أن الشباب المتحمسين فى الجماعة قد يكون اندفاعهم ناشئا من شعورهم أنه لا أحد يتحرك فى الجماعة غيرهم ولو أحسوا أن الكبار معنيين بالمسألة مثلهم فربما تهدأ أعصابهم ويسلمون قيادتهم للعقلاء وتضبط بذلك  تصرفاتهم  ولم أحس أنه فهم أنى على علاقة بهذا التنظيم وانتهى الحديث عند هذا الحد وأنا نقلت للمجموعة هذه الأحاديث التى دارت بينى وبين فريد عبد الخالق ومنير الدلة.
وفي بعض الفترات في الثمانينات تقلصت أخبار الجماعات الإسلامية المتطرفة والعنيفة في الوقت الذي حقق فيه المعتدلون من الإسلاميين مكسبا بقوة حضورهم في بعض النقابات المهنية ونظام الجامعة القومية والمشاريع المشتركة والقطاع الخاص.  


وكل هذه الظاهر كانت توحى فى تقديرنا عند بحث الأمر مع بعض بقرب اعتقالات الإخوان المسلمين وعند بحث هذه الظاهر فى أحد الاجتماعات فى أواخر أبريل أو أوائل مايو سنة 1965 برز سؤال كيف يرد الاعتداء لأن زى ما قلت كنا أخذنا  مبدأ فى انه عند الاعتداء يجب الرد واقترح بحث الوسائل الكفيلة برد الاعتداء إذا وقع وفى الجلسة التالية جاء أحمد عبد المجيد يكشف اقتراحات عن اغتيال أشخاص وتدمير منشآت وبدأ يقرأ الأشخاص المقترح اغتيالهم فقال – رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ورئيس المخابرات ومش فاكر العامة أو العسكرية ورئيس المباحث العامة ومدير مكتب المشير شمس بدران,ولما وصل إلى هذا القدر من الكشف وكان لسة أسامى كاتبها أشرت بأن دول كفاية وده يعتبر نجاح عظيم ثم بدأ أحمد عبد المجيد فى قائمة المنشآت فقال – محطتى كهرباء  القاهرة وكبارى القاهرة وأذكر تعليق من واحد من المجموعة مش فاكره وجايز يكون على عشماوى – قال أن ده يعمل تعطيل لحركة تعقب الإخوان ويحدث  ارتباك فى الإذاعة وفى تنقلات القوات التى تريد القبض على الإخوان فأضفت أنا قناطر محمد على إذا كان المقصود هو إحداث الارتباك ثم سألت: وهذه اقتراحات – فماذا عندكم من وسائل التنفيذ؟. فبدأ بعضهم ينظر إلى البعض الآخر وكان الخمسة  موجودين من أول الجلسة ولم يتخلف أحد واتكلموا جميعا فى الإمكانيات بما فهمت منه أنه فى الوقت الحالى ليس لديهم إمكانيات للتنفيذ وخصوصا أنهم يعلمون أن الحراسة مشددو على شخص الرئيس وأذكر أن اللى قال هذا الكلام هو أحمد عبد المجيد – بحيث يتعذر التنفيذ, وكذلك عن عمليات التدمير فليس لديهم المتفجرات اللازمة. وتكرر ماكان فى جلسة سابقة من أنهم بصدد إجراء تجارب لم تتم لعلمل متفجرات محلية من صنع أيديهم وقالوا أن مجموعة عندهم هى التى بتجرى هذه التجارب واللى تكلم عن كدة مجدى وأنا أعرف أنه فى كلية العلوم. وسألتهم عن رجال الصف الأول عندهم وكان عبد الفتاح اسماعيل فى مرات سابقة يسألنى وماذا بعد تفهيم الإخوان معانى الإسلام.
واستمرت هذه الجهود في التسعينات، أي مع نقابة المحامين، حيث حقق التيار الإسلامي '''(الذي يشمل الإسلاميين أكثر من مجرد [[الأخوان]])''' تحت قيادة المحامي [[سيف البنا]] (ابن [[حسن البنا]]) نجاحا كبيرا في انتخابات التنظيم في عام[[ 1992]] بفضل الحملات الانتخابية المنظمة ودفع رسوم العضوية المستحقة لأكثر من ثلاثة آلاف عضو '''(الذين استطاعوا بعد ذلك الانتخاب)''' واستخدام متطوعين من لجان القانون الإسلامي والأهم من ذلك تقديم جبهة موحدة.   


هل نظلنكرر لهم الكلام فهم يملون ولابد أن نعطيهم تدريبا  عسكريا وكنت أجيب بأن التدريب ينبغى ألا يكون قبل استكمال تربيتهم ليتدربوا فتكلموا نع بعض وحصروا العدد فى 70 شخصا فاستنجت من هذا أن التنظيم يكون إذن بين 200 أو 300 فرد ولم يكن قد سبق أن عرفت أى عدد لأفراد التنظيم وراء هؤلاء الخمسة – واتفقنا على أن هؤلاء السبعين هم الذين سيبدأ تدريبهم للقيام بهذه العمليات وانتهت الجلسة عند هذا الحد وكان الكلام ده فى مايو سنة 1965 وظلت هذه آخر معلوماتى عن التسليح والتدريب إلى يوم اعتقالى.
ونتيجة لذلك فاز التيار بستة عشر مقعدا من بين أربعة وعشرين مقعدا في الانتخابات.


وقد رأينا الاكتفاء بهذا القدر من استجواب المتهم ووقع على أقواله.
كما كان على الحكومة الرد على هجمات المقاتلين والمعتدلين على "الثقافة" التي شجعتها في[[ مصر]].  


رئيس النيابة
ولأن الإسلاميين يفترضون أن أفكارهم هي '''"الإسلام الصحيح"''' انخرط عامة المصريين في نقاش ما يجب ارتدائه وقراءته وسماعه أو فرضه في القانون.


إمضاء
وأعلنت الحكومة المصرية في واحدة من خططها ضد المقاتلين الإسلاميين '''(وأحيانا المعتدلين أيضا)''' عن رسالتها التحفظية الجديدة من خلال الإعلام – الرقابة وتشجيع بعض الموضوعات والمواقف الإسلامية التقليدية، ومن أمثلة هذه الأعمال الرمزية منع الرقص البلدي أو الرقص الشرقي وهو نوع من أنواع التسلية في [[مصر]] من التلفزيون والذي كان مسموحا به لسنوات عديدة وقطعت مثل هذه المشاهد من الأفلام والمسرحيات "ومنع نشر" مئات الكتب، سواء لأن عناوينها تشير إلى الإسلام أو تلمح للمملكة العربية [[:تصنف:الإخوان في السعودية|السعودية]] أو[[ فلسطين]] أو[[ مصر]] المعاصرة أو لاحتوائها بالفعل على مواضيع مثيرة للجدل الديني.


وأقفل المحضر على ذلك عقب اثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 10,30م.
وتم تحقيق القمع في الجامعات – الحكومية والخاصة – من خلال الرقابة ووجود الشرطة في الحرم الجامعي وإصدار تحذيرات مباشرة للطلبة والآباء وتعيين موظفين سياسيين كمديرين يحافظون على النظام في  كلياتهم.


رئيس النيابة
وكان هذا القمع يعمل في اتجاهين أحدهما لردع الإسلاميين والآخر لمراقبة الآراء والأفكار اليسارية والعلمانية والتي تفاقم غضب الإسلاميين ويمكن أن تنمي احتجاج ضد الحكومة، وقد وقع بالفعل احتجاج عنيف للغاية حول كتاب نشر من عدة عقود مضت لكاتب سوري يسمى حيدر الحيدر (وليمة لأعشاب البحر).


إمضاء
ومن العجيب أن الحكومة بمثل هذه الأفعال قامت بتشجيع الحركة الإحيائية الإسلامية الشعبية في الوقت الذي تحاول فيه تقليل تفرد الإسلاميين النشطين مثل [[الإخوان المسلمين]] ، وجعلت إستراتيجية الحكومة هذه ضد التطرفية من المستحيل بالنسبة لها أن تصبح [[ديمقراطية]] بدون أن تشتمل على معتدلين يلعبون بقواعدها وبذلك تم تقوية وجود الإسلام السياسي، فكل [[الأحزاب السياسية]] بما فيها [[الحزب الوطني الديمقراطي]] يطرون على النماذج الإسلامية بسبب شعبيتهم في [[مصر]].


وقد أكسب تحالف [[الإخوان المسلمين]] الناجح مع غيرهم من الجماعات مقاعد في البرلمان في الثمانينات فقد تحالفوا أولا مع الوفد وبعد ذلك مع حزب العمل الاجتماعي الاشتراكي.


'''الجلسة الثانية للتحقيق:'''
وفي الثمانينات تشكلت المعارضة الشرعية أو الرسمية في [[مصر]] من[[ حزب الوفد]] الجديد و [[حزب العمل]] الاشتراكي و [[حزب التجمع الوطني]] التقدمي الوحدوي و [[حزب الأحرار]] و [[حزب الأمة]].


وفى اليوم التالى استدعى سيد قطب لاستكمال سؤاله .. وتم تحرير المحضر ونصه:
ولم يكن [[الإخوان المسلمين]] – أكبر جماعة معارضة لسياسات النظام – حزبا شرعيا.  


فتح المحضر يوم الاثنين 20/12/ 1965. الساعة 3م بالسجن الحربى بالهيئة السابقة:
وكانت أحزاب المعارضة الرسمية الأربعة ضعيفة وكانت هناك حاجة إلى تغييرات انتخابية كبيرة لتقويتها.  


حيث وصلنا السجن الحربى لمواصلة التحقيق – دعونا المتهم وسألناه بالآتى , فقال:
فالهدف من المعارضة هو أن تكون صغيرة وغير قادرة على تشكيل تحالفات يمكنها أن تمثل أي تحدي ذو معنى لـ"الحزب الأم" وهو [[الحزب الوطني الديمقراطي]].


اسمى سيد قطب إبراهيم ( سابق سؤاله).
وما زال [[الحزب الوطني الديمقراطي]] يشغل 95% من المقاعد في عام [[1999]] ، وفي عام [[2005]] ظهرت قواعد أكثر إحكاما تحكم تأسيس أو عمل الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية ويستبعد [[الإخوان المسلمين]] واستمر في تقييد نمو معارضة نشطة.


س: ما الذى تم فى أمر التنظيم بعد انفضاض الجلسة التى أوردت ذكرها فى ختام أقوالك السابقة فى شهر مايو سنة 1965؟
وزادت المشروعات التي تقوم على تمويلها الجماعة الإسلامية مثل العيادات والمدارس الخاصة الجديدة والمنظمات الخيرية وحلقات التعليم الإسلامي في الثمانينات والتسعينات، كما فتحت الأسواق ومحال الأحذية والملابس التي يمتلكها الإسلاميون بالإضافة إلى شركات الاستثمار الإسلامية مثل الشريف ([[1978]]) وشركة بدر ([[1980]]) والريان ([[1982]]) وتبعها الهدى والسعد في العام التالي والهلال في عام [[1986]] ،كل منها يوعد بتحقيق نسب أعلى للأرباح من النسبة التي تدفعها البنوك الحكومية.


جـ: اللى حصل أن بعد الجلسة دى اللى نوقش فيها التدريب والتسليح والتدمير والاغتيال اجتمعت مع الخمسة بعد أسبوع واحد وكنت أحدثهم عن المخططات الصهيونية وهى تقوم  على أساس تدمير العقائد والأخلاق والقيم الاجتماعية ثم الاقتصاد والنواحى العسكرية أخيرا. وهنا قال على عشماوى إذا كانت هذه مخططات الصهيونية فقد نكون نحن بتدمير المنشآت منفذين لبعض هذه المخططات من غير أن نشعر أو نقصد وكنت أنا قد قلت لهم أنه كثيرا ما يحدث أن وطنيين ينفذون المخططات الصهيونية دون أن يعلموا أنهم ينفونها.
وفي عام [[1988]] كان هناك أكثر من مائة من هذه الشركات وكانت أصول أكبر خمسين شركة تقدر بثلاثة مليار دولار.


فلما أبدى على عشماوى هذه الملاحظة قلت له فى محلها وأنه يجب ألا يقع تدمير إلا فى أضيق الحدود اللازمة لعملية التعويق والارتباك اللى دار عليها الكلام – لأن التصور كان أن هذه التدميرات  ستعوق السلطات عن إمكانية القبض عليهم فترة تمكنهم من التصرف فى أنفسهم وأنا كنت سايب مسائل التنفيذ زى ما قلت باعتبار أنها مسألتهم وهم يدبروها.
وفي [[نوفمبر]] [[1988]] أغلقت الحكومة شركة الريان وأثير الرعب مع اكتشاف جسد المدير التنفيذي لشركة الريان وهرب أرملته من البلاد.  


ودى كانت آخر جلسة معاهم فى أواخر مايو سنة 1965 وسافرت أنا رأس البر مع عائلتى فى 5 يونيو أجرت عشة ورجعت يوم 10 يونيه وأخذت  العائلة وسافرت وفى 29 أو 30 أغسطس, وكان البيت فى حلوان وفى راس البر فتش بحثا عن محمد زى ما قالوا لى وذلك قبل اعتقال محمد بيومين ولما جيت القاهرة أرسلت رسالة للصاغ  أحمد راسخ بالمباحث العامة وسلمت باليد لاستعلامات المباحث والرسالة كانت احتجاج على اعتقال محمد دون أن نعرف أين مقره وعلى طريقة تفتيش العشة فى رأس البر ومعاملتى معاملة قاسية وأنا مريض ولم يحصل ضرب انما اللى حصل أن ضابط المباحث خبط على الشباك بعد نص الليل فلما فتحت له مسك ايدى ونط من الشباك ودخل وفتش وبالنظر لمرض فأنا اعتبرت أن هذا الإجراء غير طبيعى وكان احتجاجى على هذين التصرفين وقلت فى الرسالة له أن برتراند رسل لما اعتقلته حكومته لمهاجمته لها كان معروف هو فين وده مفكر ومحمد قطب مفكر وقارنته بالإعلان عن القبض على مصطفى أمين وقلت أنه كان المنتظر أننا نحن عائلة محمد قطب نعرف مكان وجوده وبعد حوالى 5 أيام من تقديم هذه الرسالة وفى يوم 9 أغسطس اعتقلت. وحصل بعد سفرى لراس البر أن حضر لى عبد الفتاح اسماعيل وعلى عشماوى  فى يوليو سنة 1965 وكان على عشماوى متزوج جديد وجه قضى يومين أو ثلاثة فى رأس البر وتقابل عندى مع عبد الفتاح اسماعيل لآنه كان عازمه هو ومراته فى بلدهم كفر البطيخ, وفى هذه المقابلة لم يزيدانى أى معلومات لا عن الأسلحة ولا عن التدريب عما تركتهم عليه آخر مرة وأنا لم أسألهم ولا أذكر فى المقابلة دى أن حصل نقاش فى مسائل التنظيم وبقيت معلوماتى عن استعداداتهم على آخر ما كنا عليه على ما ذكرت. وبعد تقتيش بيتى فى رأس البر  بيومين تريبا جانى عبد الفتاح اسماعيل ورن الجرس وخرجت لع قلت له إن لا داعى لوجوده الآن عندى لأن البيت فتش وربما يعاد تفتيشه ولم يدر بيننا أى كلام فى هذه المقابلة – وأنا لما جيت مصر لم أقابل أحدا منهم لغاية ما رجعت رأس البر يوم 6 أغسطس واعتقلت هناك يوم 9 أغسطس ولكنى أرسلت لهم أختى حميدة قطب يوم 4 أغسطس سنة 1965 لتبلغ زينب الغزالى الرسالة المجملة الآتية:
وتسبب توقيت وطريقة تدخل الحكومة في إفلاس كثير من المستثمرين.
   
وخلال هذه السنوات كانت إستراتيجية الرئيس مبارك تهدف إلى احتواء المعتدلين واقتلاع الراديكاليين، ومع أنه تم القبض على المعتدلين أيضا وحبسهم ومراقبتهم وإساءة معاملتهم إلا أنهم نجحوا في تخطي التحديات القانونية الأولى نحو دستورية أفعال النظام وحاولوا إرباكها من خلال القيام بإضراب عن الطعام واكتساب شعبية وغيرها من الطرق.


تقولى للأولاد أنهم يلغوا كل العمليات بما فيها عملية السودان وكنت أقصد أن تكون ملفوفة حتى لا تعرف حميدة وهى لا تعرف شيئا عن التنظيم – وزينب الغزالى تعرف تجمع عبد الفتاح اسماعيل وتعرف مجموعته وتعرف اتصالهم بى, وأنا أعرف كدة من مناقشتهم مع بعض  وكراهية بعضهم وكراهية بعضهم لاطلاعها على وجودهم وعملهم وعبد الفتاح اسماعيل كان مطمئن لها ومدافع عن اتصالها بهم بيقول أنها سيدة مسلمة مؤمنة وينفى ما كان يقوله فريد عبد الخالق من أنها متصلة بجهات أجنبية وكان يقصد السعودية لأنه قال عليها كده وقال على عبد العزيز على أنه متصل بالأمريكان.
وفي أثناء ذلك قامت قوات أمن الدولة بالقبض على المقاتلين ومحاكمتهم وتحريمهم من الحصول على مأوى، وذهب كثير منهم إلى الخليج وأفغانستان وألبانيا والشيشان، والتحق أفراد بارزين أمثال أيمن الظواهري بقوات القاعدة.  


فأنا لما جيت أتصل بهذه المجموعة بعثت أختى لزينب عشان تبلغهم لأنى مكنتش عاوز اتصل بهم مباشرة ضمانا للسرية وأنا فى الواقع كنت فكرت بينى وبين نفسى فى عدم جدوى اية عمليات مضادة للإعتداء وكنت بأعتقد دائما أن اعتقالنا معناه الموت وأنه لا يراعى فيع أى  قانون ولا يجرى بصفة نظامية ولذلك كنا نسميه اعتداء لمخالفة ما يجرى فيه لآة قانون معروف.
ودعمت حرب الخليج هدف [[جماعة الجهاد الإسلامي]] المصرية في بيان عدم شرعية النظام المصري عندما أخمدت الاحتجاجات على مشاركة مصر في التحالف مع الغرب في الحرب ضد [[:تصنيف :الإخوان في العراق|العراق]].


وكان سبب ارسال هذه الرسالة عدة دوافع. أولها شعورى بما جرى من اقتراحات فى وقتها كان شعورا بعدم جدية الاقتراحات من ناحية التنفيذ وعدم وجود الامكانيات كذلك. فلما صرنا أمام الخطر مواجهة بدأت أتحرج من أن هذه الاقتراحات قد تأخذ طريقها للتنفيذ فعلا ولو باحتمال ضعيف من ناحية ما يكونون قد وصلوا اليه فى خلال هذه الفترة من استعداد حقيقى , وأن كنت فى نظرى فترة قصيرة لا تكفى لأى استعداد وبدأ شعورى بهذا أمام فكرة استخدام العنف وأرجع إلى طبيعتى العادية كرجل فكر يصارح بالفكرة لا بالسلاح, ودى حقيقة دوافعى النفسية التى دعت لارسالى هذه الرسالة وأطلب فيها ايقاف جميع العمليات والدافع الثانى أنه أمام إمكانى التنفيذ العملى ولو باحتمال ضعيف اخذ يتكشف لى عدم جدوى مثل هذه الإجراءات من الناحية العملية وبدأت أعود إلى منهجى المستقر فى نفسى من أن الحياة الإسلامية لا تقوم إلا على تربية طويلة المدى بطيئة وعلى نطاق قاعدة شعبية واسعة وأن أى عمل فى القمة لا قيمة له. وراحت حميدة بلغت الرسالة وعادت بسؤال من زينب الغزالى على لسان على عشماوى  وأنا معرفش كيف اتصلت زينب  قالت لها إن على عشماوى  بيسأل هل هذه تعليمات  نهائية حتى فى حالة ماذا وقعنا ونطلب ردا قبل عودتى لرأس البر لأنه كان معروفا أنى راجع تانى يوم وعندئذ اهتز شعورى مرة أخرى أمام صور التعذيب والتقتيل الذى  لاقاه الإخوان سنة1954 والمحتمل فى نظرى دائما عند كل  اعتقال فقلت لحميدة تقول لزينب تقوله فى هذه الحالة فقط على أن يكون فى الإمكان توجيه ضربة شاملة فإذا لم يكن هذا ممكنا فلنلغى جميع التعليمات وكان إحساسى وأنا بأقول هذا الكرم إنه ليس فى إمكانهم توجيه ضربة شاملة فيكون هذا كأنه الغاء ولكن بصورة تتفق مع مشاعرهم واندفاعاتهم.
== الحرب على التيار الإسلامي ==


وأحب أقول أن نفسيتى فى هذه الفترة كانت تتأرجح بين عوامل مختلفة تتنازعنى بين طبيعتى فى عدم استعمال العنف وبين تأثيرات ورواسب وصور من حوادث سنة 1954 وبين شدة حساسية المجموعة من صورة سنة . وأنا ارسلت هذه الرسالة مع حميدة فى يوم سفرى وسافرت وهى قعدت فى حلوان وفضلت أنا فى رأس البر  إلى أن اعتقلت وماشفتش حميدة بعد كدة.
على مدار أزمة طويلة للعنف من أواخر الثمانينات إلى عام [[1997]] حاول الإسلاميون المتطرفون أو بالفعل اغتالوا رئيس البرلمان ووزراء الداخلية ورئيس للوزراء والرئيس السابق لمجلس الشورى رفعت المحجوب وعدد من القضاة وغيرهم من المسئولين وعددا من قوات أمن الدولة وضباط الشرطة بما فيهم اللواء [[رؤوف خيرت]] واللواء غبارة واللواء الشيمي.  


'''وبدأ صلاح نصار مناقشته سيد قطب على النحو التالى:'''
ووقعت محاولة اغتيال للرئيس مبارك أثناء وجوده في أثيوبيا نتج عنها إصابة ومقتل العديد من المتفرجين الأبرياء في سلسلة من هجمات الإسلاميين المتطرفين والهجمات المضادة.


س: ألم تتصل بهذا التنظيم قبل خروجك من السجن؟
وقام إسلامي باغتيال الكاتب العلماني [[فرج فودة]] كما تعرض الكاتب [[نجيب محفوظ]] الحائز على جائزة نوبل في الأدب للهجوم من قبل شاب قال أنه سمع أحد الدعاة يتحدث عن الشرور التي تبثها أعمال [[نجيب محفوظ]].  


جـ: لم يقع اتصال مباشر والاتصال الذى وقع لم يشعرنى فى وقتها ان هناك تنظيم لأن صورته كانت كما يأتى – أنه بلغنى أن زينب  الغزالى تقول أن فيه شباب متفتح يقرأ لك ويتأثر بما تكتب – فهل تأذن بأن يقرأ رسائلك التى تتحدث  فيها عن الإسلام وأراءك فى بعض المسائل الإسلامية فأذنت والصورة التى فى حسبى أنهم أفراد عاديين يحبوا يقرأوا لى حميدة قطب هى اللى قالت لى هذه الرسالة وكنت عرفت عن زينب اهتمامها هى شخصيا بأن تقرأ الإسلام على أصوله وعلى ذلك ما كانت تفهمه فى جماعة السيدات المسلمات.
وقام المسئولون والأجانب بوضع حراسات على منازلهم.  


س: هل كنت تحرر رسائلك داخل السجن؟
واستهدف الإسلاميون المتطرفون السياح كوسيلة أخرى لزعزعة أمن الحكومة وقاموا بتنفيذ عمليات هجوم ضخمة قامت بإضعاف قطاع السياحة هذا.


جـ- أيوه – حررت بعض الرسائل التى فيها شرح لبعض وجهات النظر الإسلامية والفكرة الأساسية فيها كانت أصول العقيدة بما فيها أن الحاكمية من الاعتقاد وليس فقط من التنظيم, والرسائل كانت مختصرة انما تقوم على ذات الأ سس التى تكلم عنها كتاب " معالم على الطريق" واقدر أقول أن ذات الأفكار اللى فى الرسائل وسعت وصارت أفكار كتاب" معالم على الطريق".
ولفترة من الوقت فرض الإسلاميون سيطرتهم على منطقة كاملة في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] وهي حي إمبابة الذي يكتظ بالفقراء والذي يقع على الجانب الغربي من النيل، مما جعل الحكومة تسرع لإعادة استرداد هذه المنطقة.


س- ألم تقابل مع زينب الغزالى قبل خروجك من السجن؟
وفي صعيد[[ مصر]] وخلال [[الحرب الأهلية]] البطيئة هذه قام الإسلاميون المقاتلون بمهاجمة ضباط الشرطة وعائلاتهم ومراكز الشرطة والمسافرين في القطارات والأقباط الذين صاروا هدفا منذ أواخر السبعينات.


جـ - لا-  وكانت الصلة عن طريق حميدة.
وتبنت الحركة الإسلامية في الجنوب قضايا الإهمال والتخلف حيث كان الفقر شديدا هناك.  


س- وكيف اتصلت حميدة قطب بزينب الغزالى . وما هى الصلة بينهما؟
وعندما قامت الحكومة في أواخر الثمانينات بتعيين أئمة ودعاة جدد في المساجد المحلية في الصعيد حولت الزكاة للبنوك الحكومية مستنفذة الخدمات الخيرية المحلية.  


جـ - لا أعرف بالضبط إذا كانت عرفتها عن طريق بيت الهضيبى او بيت الحاج حسين صدقي.
كما قامت الحكومة بالإضافة إلى ذلك بمهاجمة هؤلاء المنشغلين في هيئات التنمية الإسلامية والتي كانت جزءا من الجماعة الإسلامية (سلاحها الخيري) وإساءة معاملتهم وفي حقيقة الأمر أشعلت هذه الهجمات حربا أهلية في مدينة ملاوي في [[:تصنيف:إخوان المنيا|المنيا]] في عام [[1994]]-[[1995]].  


س- هل اطلع حسن الهضيبى على رسائلك قبل خروجك من السجن؟
ومع أول قصف لمركز التجارة العالمي في مانهاتن في عام [[1993]]، والذي سلط الأضواء على الشيخ [[عمر عبد الرحمن]]، الزعيم الروحي لجماعة [[الجهاد]] الإسلامي اندفع شبح الإسلامية المصرية والمخطط الدولي في صحافة العالم.


جـ - أظنه اطلع عليها عن طريق بيته.
وكانت قاعدة [[عبد الرحمن]] الدعوية في [[:تصنيف:إخوان الفيوم|الفيوم]] وبسبب أعماله نيابة عن [[الإخوان المسلمين]] فقد منصبه التعليمي في جامعة [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]]، وكان قد قدم للمحاكمة عقب اغتيال[[ السادات]] وتمت تبرئته وأطلق سراحه في عام[[ 1983]].


س- هل استؤذنت فى عرض رسائلك على حسن الهضيبى وأهل بيته؟
وقبض عليه مرة أخرى في عام [[1989]]لفترة قصيرة وبعد ذلك سافر للملكة العربية [[:تصنيف الإخوان في السعودية|السعودية]] لأداء فريضة الحج وبعدها سافر للسودان ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي قام فيها بمهاجمة الحكومة المصرية العلمانية في مسجد السلام في مدينة جيرسي ومسجد البدر في بروكلين.


جـ - استؤذنت فى عرضها على بناته وكان مفهوم لى ضمنا أنه سيطلع عليها.
ووجدت الحكومة المصرية ونظام المحاكم صعوبة في وصفه بالوغد النفعي لأن إلهامه الروحي لهؤلاء المتورطين في الإرهاب لم يكن أكثر من مجرد دور العلماء التقليدي في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أي الحسبة.


س- هل تقابلت  مع حس الهضيبى بعد خروجك من السجن؟
== [[الإخوان]] والحكومة ==


جـ- أيوه – قابلته ثلاث مرات – ألولى كانت حوالى أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر سنة 1964 والثانية كانت  حوالى أبريل سنة 1965 وكانت الثالثة برضه فى أبريل سنة 1965 وتمت هذه المقابلات فى بيتى فى القاهرة ولم يحضر هذه المقابلات فى بيتى فى القاهرة ولم يحضر هذه المقابلات الثلاث أحد غير أنا وهو.
واستمرت الجماعة الإسلامية في كسب تأييد هؤلاء الأملين في تغيير جذري وعارضوا المشاركة في انتخابات [[1987]]، ولكن [[جماعة الإخوان المسلمين]] لعبت دورا كبيرا في هذه الانتخابات من خلال تحالفها مع [[حزب العمل]] وجريدتها الشعب، وقبيل الانتخابات تم القبض على مئات الأشخاص الذين يؤيدون [[جماعة الإخوان المسلمين]] وكان هناك تدخل كبير مع الناخبين في أثناء الانتخابات.  


س_ ألم تذكر أمر اتصالك بهذا التنظيم لأحد؟
وبالرغم من ذلك حصلت الجماعة على 36 مقعدا في البرلمان مما سمح لها بحضور أكبر في البرلمان، كما كان لها أيضا تأثيرا أكبر في النقابات المهنية في هذه الأعوام والتي سعت الحكومة إلى إبطالها من إصدار قانون جديد لحماية [[الديمقراطية]] في الهيئات المهنية.


جـ- ذكرت ذلك فقط لمحمد يوسف هواش, وعلى وجه الإجمال بدون تفصيل طبيعة تكوين ذلك الاتصال , وربما يكون فى أوائل سنة 1965 ولا أذكر التاريخ بالضبط, وقلت له ما معناه أننا كنا حريصين على أننا نجد شباب متنور فكريا من ناحية الفكرة الإسلامية الذى نفكر فيه أو فيه قابلية لهذا, وأنى بعد خروجى وجدت مجموعة من هذا الشباب وان مندوبين عن هذه المجموعة أو الممثلين لهذه المجموعة وهم خمسة يتصلون لى لتوصيل أفكارى لمن وراءهم وكانت مجمل الصورة فى أوائل الأمر.
وضمت الحكومة المصرية إلى هجماتها على الإسلاميين المتطرفين هجوما ضاريا على [[جماعة الإخوان المسلمين]] المعتدلة، ويبدو أن سبب ذلك هو خوف النظام حقيقة من التحدي السياسي الشرعي الذي مثلته هذه الجماعة في هذه الفترة.  


وفى مرة أخرى قلت له أنه فى وقت ما سأوصل هذه المجموعة بك وهو فى وقتها قال أنا مش أستاذ عشان يتلقوا عنى فقلت له أنت عندك من الأفكار  يمكن أن يفيدهم, وكنت أمهد بهذا إلى أنه فى وقت  مناسب يتولى الإشراف على قيادتهم ولما عرفت مسألة السلاح أخبرته عنها بصورة أن أحد الشبان الخمسة ذكر لى أن هناك صفقة أسلحة ستأتى من السعودية عن طريق السودان وكان من رأيه وقتها إلا لزوم لهذه الخطوة اطلاقا لأن ما كنا اتفقنا عليه وأنا وهو داخل السجن يخالف هذا الاتجاه ويقوم على أساس مجرد  تربية جيل من الشباب المؤمن تربية إسلامية, ولكنى قلت له ان هذه الصفقة سابقة لاتصالى بهم وأنه يمكن ردها وأنها لن تستخدم إلا لمجرد التدريب حديثى معهم عن الحركات الإسلامية ومنها حركة الإخوان المسلمين ان استشهاد الشيخ البنا فجأة وغيبته عن الجماعة دون أن يكون وراءه صف ثان  يعرف منهجه الطويل الذى أوجد (ارتباكا واضطرابا فى الجماعة فسألونى عمن يخلفنى فى توجيههم فقلت لهم أن مهمتى تكوينكم لتكونوا قيادة فقالوا وقبل أن تتكون إذا حدث أنك غبت لأى سبب  فمن يتولانا, فقلت لا أرى من يصلح لهذه المهمة إلا محمد  يوسف هواش – ومن هنا أخذت أمهد عند هواش لايجاد الصلة فى المستقبل.
وفي عام [[1992]]عارضت [[ جريدة الشعب]] – التي كانت تمثل التحالف الإسلامي بين حزب العمل الاشتراكي وجماعة[[ الإخوان المسلمين]] – تزوير الانتخابات الذي زعم فيه [[الحزب الوطني الديمقراطي]]  فوز 50 مرشحا والتي فاز بها في واقع الأمر التحالف وما يزيد عن 27 مقعدا مستقلا.


س- ألم يحصل اتصال بين محمد يوسف هواش وبينهم؟
== أشكال أخرى للقمع ==


جـ- أنا لا أعرف إذا حصل اتصال أولا, ولكن لما أحسست بقرب اعتقالى بعد اعتقال محمد أخى قلت لرفعت بكر شافع إذا اعتقلت يوصل الأخ على عشماوى بالأخ يوسف هواش,واعتقلت وأنا لا أعرف ما تم بعد ذلك لأن كان التوصيل مرهون باعتقالى.
إن تجربة القمع السياسي قامت بحصر [[الديمقراطية]]، وكما هو معروف، وقبل انتخابات [[1995]]، اعتقلت الشرطة عشرات المرشحين [[للإخوان المسلمين]] إضافة إلى عدد من الأعضاء البارزين، وقاموا بإغلاق مراكزهم الرئيسية وحولوا قضاياهم إلى المحاكم العسكرية عن طريق [[قانون الطوارئ]].  


س- وما الذى قصدته من ذلك؟
وقد كانت الانتخابات عنيفة فقد قتل أربعون وكذلك تحدث عناصر معارضة غير إسلاميين ضد آليات الحكومة وصدرت عدد من الأحكام ضد [[الإخوان]]. 


جـ- أن يكون لهذه المجموعة من الشباب موجه فكرى لشعورى أنهم لا يزالون فى دور التكوين ولثقتى بحسن تصرف هواش وضبطه لتحركاتهم
وقد حكم على[[ سعد الدين إبراهيم]] ونشطاء سياسيون آخرون أكثر من مرة لتناولهم ممارسات الحكومة القمعية أثناء الانتخابات وتشجيعهم للمراقبة القضائية على الانتخابات.


س- ألم يكن يقصد من ذلك هو ان يقودهم محمد يوسف هواش فى عمليات الاغتيال والتخريب التى تقرر القيام بها؟
وطبقت المراقبة القضائية لأول مرة في مرحلتي انتخابات عام [[2000]].


جـ- الحقيقة لا من ناحية مهمة هواش فى نظرى وخصوصا لسابق اعتراضه على صفقة الأسلحة وعلى أى تغيير فى المنهج الذى كنا قد اتفقنا عليه داخل السجن ولأنه كان يعلم منى نوع التحول الذى تم فى تفكيرهم بعد لقائهم بى وأن اتجاههم الآن اتجاه تربوى طويل المدى.
وقد اضطر النظام القضائي للكفاح من أجل تنفيذ انتدابهم واحتجوا على جهود الحكومة لمعاقبة القضاة في ربيع [[2006]].  


س –ولكن سبق وقررت أنه مكان اتفق فيما بينك وبينهم على أن يقوموا بارتكاب حوادث الاغتيال والتخريب على أوسع نطاق إذا ما توافرت إمكانياتهم فما الذى كنت تتصور أن يقوم به يوسف هواش إزاء ما أمرت به, وما اتفقتم عليه طالما ان امكانياتهم تؤهلهم للتنفيذ؟
أما عادل حسين وابن أخيه مجدي أحمد حسين ومصمم الكاريكاتير في جريدتهما (الشعب)، فقد اعتقلوا وحكم عليهم بالسجن لانتقادهم وزير الزراعة[[ يوسف والي]] ، ثم قامت محكمة النقض بنقض الحكم وأصبحوا قادرين علي تقديم القضية للمحكمة الدستورية.


جـ- أحب أن أكرر أنى كنت أشعر أن ليس لديهم إمكانيات التنفيذ فى الصورة التى جعلتها شرطا للقيام بأي عمل ومع وجود احتمال ضعيف.
وقد كان هذا تقدما حيث سمح بتحديات دستورية أخرى لأفعال الحكومة.  


س- وما هى الإمكانيات التى كنت تتصورها للقيام بهذه الأعمال التى ذكرتها.
ثم اتهمت الحكومة بعد ذلك [[الإخوان]] بشن حملة ضد كتاب وليمة لأعشاب البحر للمؤلف السوري حيدر الحيدر والتي اكتشفها الإسلاميون فجأة '''(بالرغم من أنها نشرت منذ الستينيات)''' وقد كان كتابا ذو طابع إلحادي.  


جـ-  كنت أتصور أنها لابد أن تكون إمكانيات ضخمة من ناحية العدد المدرب تدريبا عاليا يحتاج لزمن طويل أطول بكثير من الزمن الذى انقضى فعلا وإلى كميات من الأسلحة والذخيرة كبيرة كذلك وأنا الحقيقة معرفتش فى العمليات دى عشان أقدر بالضبط أكثر من الشعور بضخامتها وخصوصا من تقريراتهم فى الجلسة التى نوقشت فيها الامكانيات وأحسست منها أن المسألة ليست هيئة وكذلك من  أقوالهم أنهم لا يجدون فى مصر ما يستطعون الحصول عليه نم هذه المواد ولما ذكرت أسلحة السودان ليه لازم تيجى فقالوا أنهم مش لاقيين سلاح كافى للتدريب وده يدينى صورة عن ضخامة المسألة.  
وأدت الجعجعة حول الكتاب إلى مظاهرات طلابية وموت العديدين في [[مايو]] [[2000]].  


س- ولم لم تناقشهم فى هذا الرأى إذا ما  مصح قولك دون مواربة وبصراحة حتى  نتبين مدى الإمكانيات اللازمة لتنفيذ العمليات التى قررتم القيام بها والامكانيات التى يمكن الحصول عليها.
وقامت لجنة [[الأحزاب السياسية]] بتجميد [[حزب العمل]] بشكل رسمي وأغلقت جريدة الشعب ،  وبذلك ألغت ثمار الانتصار القانوني الذي تم وصفه، ومن ثم اتحد الصحفيون في إضرابات عن الطعام احتجاجا على هذا.  


جـ كانت طبيعة موقفى منهم وصلتى بهم انها توجيه فكرى وتكوين لاشخاصهم ولثقافتهم وأن أى مسائل تنفيذية هى من اختصاصهم مهم أقدر منى فيها على التقدير ووسائل التنفيذ.
كما أن هناك بعدا للنزاعات بين الحكومة والإسلاميين وبين الإسلاميين والعلمانيين يتطرق إلى إطارات قانونية وفكرية.  


س- ألم يكن جديرا بك إذا ما صدق قولك أن تتنحى عن التوجيه فى استعمال العنف قبل أن تعرف الامكانيات أو أن تعرف الامكانيات قبل أن تدلى برأيك فى الأمر دون تعليق الأمر على الشرط الذى تقرره؟
ثم قامت الحكومة بعد ذلك بمراقبة [[الإخوان المسلمين]] وأجبرتهم على إغلاق صحفها مثل الدعوة ولواء الإسلام ثم الشعب.


جـ- قد يكون هذا هو الأجدر ولكنه لم يقع منى وأحس الآن أنه كان خطأ.
وفي المقابل هاجم النقاد الإسلاميون (ليس [[الإخوان]] فقط) العديد من المفكرين المصريين على أساس تصريحاتهم وكتاباتهم أو حتى على موادهم ومن أمثال هؤلاء حسن حنفي ونصر أبو زيد ونوال السعداوى وسامية محرز.  


س- ألم تستاذن الأستاذ حسن الهضيبى الرأى بالنسبة لقيادتك هذه المجموعة قبل اجتماعك بهم بصفة مستمرة.
وقد تم فسخ زواج البروفيسور أبو زيد عن طريق الدعوة الحزبية الثالثة بسبب أن أفكار أبو زيد كانت تعد خارجة عن دين الإسلام؛ وكان الادعاء أنه باعتباره مرتد عن الإسلام فإن زواجه من امرأة مسلمة يعد غير شرعي، وقد اضطر الزوجان للرحيل إلى انجلترا.


جـ- لا لم يقع استئذان واللى حصل فى المقابلة الأخيرة بيننا سنة 1965. أن أشرت فقط اشارة مجملة إلى وجود شباب يتقبل أفكار " معالم على الطريق" وكان هذا  بمناسبة حديث عن الكتاب وسماعه هو ان بعض الإخوان يتخوفون من نشر هذا الكتاب وكان تعليقه أن هذا الكتاب مطبوع ومنشور وأن الذى يقرؤه يجب أن يأـى اليك ليستزيد أو يفهم ما غمض عليه فطبعا تفهمه واللى ما يجيبش ما يجيش... وفهمت أنا من هذا الكلام ألا  مانع عنده من أن أتصل بمن يريد منى التزود والفهم.
وقد دعم الرئيس تغييرا قانونيا لذلك فعندما حاول الإسلاميون أن يفعلوا مثل هذا مع نوال السعداوي الطبيبة المشهورة التي تحولت إلى ناشطة نسائية وصرحت بخروجها عن الإسلام بحجة ذكرتها في مقابلة لها أشارت وجود عادة الحج قبل الإسلام وأنهم أخفقوا في جهود طلاقها من زوجها.  


س- هل عهم من حديثك معه أن هناك تنظيما يؤمن بمبادئك التى ناديت بها فى كتاب" معالم على الطريق" وأنك تجتمع بهم وعلى صلة مستمرة معهم وترأسهم.
أما سامية محرز، بروفيسور في الجامعة الأمريكية ب[[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] فقد هاجمتها الصحافة بسبب وضعها رواية مغربية غير أخلاقية في منهجها الأدبي.  


جـ- لا اظن أنه فهم المسألة على هذا الوجه, ولكن أعتقد أنه فهم أنهم أفراد من الإخوان وغيرهم يأتون إلى للتزود بأفكارى إنما ما افتكرش أنه فهم أنها مجموعة منظمة ذات أهداف محددة.
وقد حاولت الجامعة تغيير منهجها الدراسي، وصدرت مطالب بطردها من البلاد وقام البرلمان بمناقشة الكتاب.  


ج_ حقيقة الواقع فى جماعة الإخوان المسلمين أنهم يسحون إحساسا عاما سواء صرحوا به أو لم يصرحوا إن الأوضاع التى كانت قائمة قبل حل الجماعة لا تزال قائمة وإن لم تأخذ أى صورة تنفيذية أو حركية ومتجمدة على ما هى عليه قبل الحل انتظارا لأى ظرف يسمح بعودة الجماعة للوجود العلنى وإن لم يناقش كيف يعود ولا ما هى طبيعة الظروف التى تسمح بعودته وهذا شعور داخلى عام موجود فى نفوسهم وفى نفى أيضا شخصيا فيما يختص منه  بإمكان ودة الجماعة للوجود العلنى ولكن مع منهجى الخاص فى إعادة التكوين الفردى التربوى والثقافى واللى فى ذهنى انه بهذه المجموعة اللى أنا مشكلا ومجموعة القناطر وبالدراسة اللى كنت باديها لهم والتربية اللى بأديها لهم على المدى الطويل سيكونون قاعدة جديدة لاتجاه الجماعة عندما تسنح الفرصة للظهور علانية ودى حقيقة شعورى – أنا شخصيا أرى بالنسبة لحسن الهضيبى انه ما زال له وضعه كمرشد للجماعة.
وقامت [[جماعة الإخوان]] بدعم دعواها السياسية من خلال شجب الهجمات التي ارتكبتها الجماعات السياسية العنيفة، كما قاموا بنشر مراجعات مفسرة لموقفهم الأيديولوجي الأصلي مثل دعمهم للتعددية و [[الأحزاب السياسية]] نفسها، منذ أن عارض [[حسن البنا]] الحزبية '''(المشايعة وتعزيز الأحزاب)'''،  وصرحوا بأن المسيحيين الأقباط مواطنون لهم كافة الحقوق وليسوا أهل ذمة ناقصة حقوقهم، وهذا يتعارض مع [[جماعة الجهاد الإسلامي]] المسلحة وكذلك مع هجمات الجماعات الأخرى على الأقباط.


س- ولم لم تصارحه بأمر هذه المجموعات التى رأستها طالما تقرر أنك ترى أن جماعة الإخوان المسلمين قائمة فى الواقع رغم قانون حل الأحزاب السياسية والقرار الصادر بحلها فى هذا الشأن وأنه مرشدها.
وقد أدى تزايد هذه الاستغاثة لتهديد النظام، لذلك قام النظام في بداية العام [[1995]] باعتقال 82 من [[الإخوان]] واتهامهم بالتآمر لقلب نظام الحكم وتمت إحالتهم لمحاكمات عسكرية.  


جـ- أنا تقديرى لوضع الجماعة الآن أنها فى حالة وجود وأنها كذلك مبعزقة من الناحية التنظيمية وأن كل من يملك إحياء جانب فيها وخصوصا من ناحية الثقافة والتربية له الحق أن يزاوله باجتهاده إلى حين أن يوجد للجماعة وجود فعلى.. وكان أملى دائما أن هذا الاتجاه الواضح فى فهم الإسلام وفهم البيعة أية حركة اسلامية وبرنامج حركتها أنه سيتغلب فى النهاية ويصبح هو الفكر السائد فى الجماعة وعلى هذا الأمل كنت أتحرك وأشتغل باعتبار أنى أبشر بمنهج متكامل لحركة إسلامية.
ثم بعد محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا يونيو عام [[1995]] كان هناك المزيد من الاعتقالات، فقد اعتقل ما يزيد عن 1000 من [[الإخوان المسلمين]] في العامين [[1995]] و[[1996]].  


س- أليس مفروضا على ما ذهبت اليه أن تبلغ مرشد الجماعة حسن الهضيبى بما تقوم به حتى تتجمع لديه كل الخيوط المحركة للعملية؟
وقد كانت اعتقالات عام[[ 1995]] تهدف لإعاقة [[الإخوان]] في الانتخابات والتي تحولت إلى عنف بالغ ولم ينتخب للبرلمان سوى واحد من بين 150 مرشح [[للإخوان]].


جـ- كنت أعرف عن اتجاه الهضيبى أنه لا يريد أن يكون له أى دور إيجابى فى الظروف الحاضرة – ولهذا لم ارد أن أحرجه بطلب أمر أو إذن أو توجيه مكتفيا بقوله أن الذى يريد أن يحضر اليك فطبعا تفهمه وأنا اعتبرت أن ده إذن ضمنى فى حدود ما أعلمه من موقفه.
وقد تزامنت هذه الهجمات والاعتقالات مع اختلافات بين الأعضاء الشباب والقدامى '''(على سبيل في قضية مثل تفاصيل دور الأقباط في المجتمع المسلم إذا ما حكمه[[ الإخوان]])''' مما أدى إلى انشقاق داخل الحزب؛ حيث قام أبو العلا ماضي بعمل حزب الوسط مع آخرين عام [[1996]].  


س- قرر على عشماوى انك أبلغتهم عند بدء اجتماعك معهم أنك ستتصل بالمرشد حسن الهضيبى لاستئذانه فى قيادة التنظيم ثم أخبرتهم أنه موافق على أن تقودهم وبدأت بالفعل بعد ذلك بمباشرة نشاطك معهم.
وخوفا من الانتصار على أيدي مرشحي [[الإخوان المسلمين]] اعتقلت الحكومة المئات من الطلاب قبيل انتخابات الطلاب عام [[1998]].  


جـ- هذه الصورة غير دقيقة – انما اللى حصل أنى قلت لهم بالفعل بعد فترة طويلة من اتصالى بهم وعندما طلبوا من قيادتهم لأن هذا الطلب يأتى فى بادىء الأمر, وكان هذا الكلام فى مارس سنة  1965. تقريبا أو فبراير سنة 1965 قلت  لهم أنى محتاج إلى تصريح أو إذن من المرشد إذا كان  وضعى معهم سيأخذ صفة القيادة لأن وضعى قبل ذلك كان مجرد توجيهات غير قيادية هم مش ملتزمين بها, وقد تراخيت فى الكلام مع الأستاذ الهضيبى فى الموضوع نظرا لنا أعرفه من موقفه فلما جاءت مناسبة حديث معه على النحو الذى ذكرته اعتبرت هذا أقصى تعبير يقوله للموافقة. وقلت لهم بعد كده أن المرشد وافق. وهم اعتبرونى قائدهم بعد 4 شهور من لقائى بهم وكانوا بيحسوا بقيادتى لهم من أول لقاء ولكن أنا كنت ماشى معاهم على أساس أنى مجرد موجه لهم فى حدود النصح والمشورة حتى أوائل سنة 1965 فأخذت صيغة القيادة.
كما واصلت الحكومة حملة إعلامية قوية بدأتها في العام [[1995]] اتهمت فيها الجماعة بالإرهاب وهو الادعاء الذي نجحت في إحياءه مؤخرا في الحرب العالمية على الإرهاب.  


س- وما الذى أبلغوك به عن التنظيم عند بدء اتصالك بهم؟
وعلى كل حال، فبالرغم من الحملة الإعلامية المتواصلة، أفرجت الحكومة منذ عام[[ 2000]] عن العديد من [[الإخوان المسلمين]] وأخرجتهم من السجون.


جـ- فى أول الأمر لم افهم إلا أنهم هم الخمسة, وبعد فترة فهمت أن لكل منهم اتصالات بعدد آخر , وبعد فترة آخرى أخبرونى بطبيعة تنظيمهم وأنه قائم على أساس مجموعات فى شكل أسر وأن لكل أسرة لها نقيب وأن الخمسة يعرفوا بعض كقيادة وتحت كل واحد منهم ثلاثة وتحت كل واحد من الثلاثة هو يتولى ترتيبها وتكوينها وتوصيل الأوامر إليها, ولم يذكروا لى العدد حتى أبريل سنة 1965 لما سألت عن الصف الأول فقالوا لى أنهم 70, وفهمت فى تقديرى أن المجموع يتراوح بين 200 و300 فرد.
وقد أدت هذه الاعتقالات إلى زيادة شعبيتهم، كما ساعدت هذه الاعتقالات العديد منهم في انتخابات [[2005]].  


س- ألم يذكروا لك مالية التنظيم والمبالغ المرصدة له؟
وقد ماتت آخر قيادة أصلية[[ للإخوان المسلمين]] في العامين [[2002]] و [[2004]]، والتي نتج عنها أن قلت حدة السلطوية داخل التنظيم والدليل على ذلك الانتخابات '''(فضلا عن الاختيار)''' للمرشد العام التالي [[محمد مهدي عاكف]].


جـ- المالية لم يجر ذكرها إلى بمناسبة صفقة الأسلحة والحاجة إلى مال وأن لدى الشيخ عبد الفتاح مبلغا لم يحدده أحد لى وأنه دائما يمتنع عن أعطائهم شىء منه ويقول أنه أمانة لديه لا يتصرف فيه إلا بإذن – وفى مناسبة الأسلحة قلت له ما دام عندكم مبالغ ليه هذه  الشكوى فقال إنه كان ينتظر إذنا وهو يعتبر كلامى إذن, وتحت تصرفهم أى مبلغ حتى 1000 جنيه وكان طلب على عشماوى فى حدود 200 أو 300 جـ لشراء السلاح وكانت دى مجمل معلوماتى عن  مسألة المالية عندهم.
== احتواء العنف المتطرف ==


س- ألم تستفسر عبد الفتاح اسماعيل عن مصدر هذه المبالغ ومقدارها وأماكن إيداعها؟
لم يكن[[ الإخوان المسلمين]] يريدون الإطاحة بالحكومة ولكنهم أرادوا مشاركة الحكومة.


جـ - لا – لأن هذه كانت معتبرة عندى من خصوصياتهم التى لا علاقة لى بها – أى باعتبارها مسائل تنفيذية للتنظيم.
ثم بعد ذلك، في التسعينيات، جذبت الجماعات الإسلامية الانتباه إلى [[مصر]] بعدد من الهجمات على السلطات المصرية والسياح.  


س- أليس المعقول أن تتبين مصدر هذه المبالغ المتجمعة بيدهم وأنت تقودهم حتى تستوثق من الجهات المحركة لهم!
وقد هدفت الهجمات على السياح إلى إضعاف [[الاقتصاد]].


جـ- كان مفهوم عام  من مجموعة كلام عبد الفتاح اسماعيل أن هذه المبالغ من إخوان السعودية الذين اتصل بهم أثناء وجوده بالحجاز.
ومن بين هذه الهجمات تلك التي كانت ضد مجموعة من السياح اليونانيين في [[ا:تصنيف:إخوان الجيزة|لجيزة]] باعتقاد أنهم إسرائيليين، وفي [[أكتوبر]] [[1997]] كان هناك تفجير لحافلة مليئة بالسياح تقف في باحة للسيارات خارج المتحف المصري وقد قام بذلك إسلاميون هربوا من الحجز في مستشفي للأمراض النفسية.  


س- معنى ذلك أنك فهمت أن تمويل هذا التنظيم كان من الخارج؟
والأسوأ من هذا كله هو تلك الهجمات واسعة النطاق على مجموعة من السياح الأوروبيين في معبد حتشبسوت في دير [[:تصنيف:إخوان البحيري|البحري]] في وادي الملوك ب[[:تصنيف:إخوان الأقصر|الأقصر]] في نهاية هذا العام.


جـ- نعم من الخارج, ولكن فى إحساسنا اعتبار عام أن أى أخ فى أى بلد هو مرتبط بنا على أساس العقيدة والفكرة لا على الأساس الأقليمى, وعندما تذكر إخوان لا نسأل عن جنسياتهم من الناحية الأقليمية.
وبسبب ذلك فقدت [[مصر]] ملايين الدولارات من عوائد السياحة وتوقفت العديد من الأعمال ومن ضمنها السياحة.  


س_ وهل الارتباط الذى تقرر بوجوده بين الإخوان المسلمين بمختلف جنسياتهم يتفق مع الوطنية؟
وقد اعتقد معظم المراقبين أو أملوا في أن يكون العامة قد ثاروا بسبب عنف الإسلاميين المتطرفين الذين يهددون دخولهم.


جـ- أنا اعتبرت أن صلة العقيدة أكبر وأثبت من صلة المواطنة الإقليمية وأن هذه التفرقة بين المسلمين على أساس أقليمى اثر من آثار الاستعمار الصليبى والصهيونى يجب أن يزول.
وقد صاحبت هذه الأحداث السياسية هجمات مدوية على الشرطة والمسيحيين المصريين في قرى صعيد [[مصر]] وعلى ركاب القطار الموصل لهذه المنطقة.  


س- ولكن قررت أن الصلة التى ترفعها عن مستوى الوطنية هى الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين دون الإسلام.
وقد تواصلت الهجمات على الأقباط حتى أصبحت أمرا خطيرا، ففي 2 [[يناير]] [[2000]] كان هناك عنف في قرية الكشح خلف 20 قتيلا مسيحيا ومسلما.  


جـ- الصفة الظاهرة فى الإخوان هى صفة الاسلام فى اعتقادى.
وقد أدانت الحكومة التقارير الرسمية حول هذا الحادث وفضلت أن تتغاضي عنه، حيث أن المشكلات الطائفية التي ظهرت في [[مصر]] من الصعب حلها وبسبب أن دعاوى العنف الطائفي تضر تسجيل حقوق الإنسان بالبلاد.  


س- هل ترى أن هناك فرقا بين المسلم المنتمى لجماعة الإخوان وغير المنتمى لتلك الجماعة؟
فحكومة مبارك تأمل في اقتلاع الإسلام المسلح إلى جانب خصومه من المعتدلين ([[الإخوان المسلمين]])، بدون إهانة للحساسية الإسلامية.


جـ- الذى يميز الإخوان أن لهم برنامجا محددا فى تحقيق الإسلام فيكونون مقدمين فى نظرى على من ليس لهم برنامج محدد.
وفي اليونان منع النقاب في المدارس والأماكن العامة وكان على الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب أن يكون بموافقة الوالدين، إلا أن العديد من هذه الأمور قد أهملت.  


س-  وهل تعتقد أن كل من هو منتمى لجماعة الإخوان إنما يعمل  فى سبيل الله دون مآرب أخرى؟
وفي نفس الوقت لم تقم الحكومة بالتواصل من خلال حوار مفتوح حقيقي مع الإسلاميين.


جـ- أنا اعتبرت أن العبرة فى الجماعة بخطة الجماعة وأهدافها وبرامجها ولو وجد فيها أفراد ليسوا على مستوى الجماعة ولهم أخطاء وانحرافات.
واصل النظام معاملة [[الإخوان المسلمين]] و [[حزب الوسط]] – تنظيم جديد تشكل من قبل منشقين عن [[الإخوان]] وبعض الأقباط – كجماعات غير قانونية.


س- فلم التميز إذن بين أفراد هذه الجماعة وبين المسلمين قاطبة وهم جميعا أصحاب عقيدة وأهداف وبرنامج؟
== الهدنة ==


جـ- التمييز فى رأيى ليس تمييز شخص على شخص ولكن فقط باعتبار أن الجماعة ذات برنامج وأن كل فرد فيها مرتبط بهذا البرنامج لتحقيق الإسلام عمليا, وهذا وجه التمييز فى رايى.
بعد هجمات العنف في [[:تصنيف:إخوان الأقصر|الأقصر]] قامت قوات أمن الحكومة بشن هجمات واسعة النطاق على الجماعات الإسلامية وما تبقى من [[جماعات الجهاد الإسلامية]].  


س – وهل ترى التعاون مع أى شخص ينتمى أو كان ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين أثناء وجوده بالبلاد دون تعرف حقيقة نواياه؟
وأخيرا تم التوصل إلى هدنة والتي فتحت باب النقد والانقسام داخل الجماعات الإسلامية و [[جماعة الجهاد الإسلامية]] ، وشعوري هو أن هؤلاء الإسلاميين يخافون من فقد الدعم من قبل الجموع الإسلامية؛ فقد قاموا بما جعلهم بعيدين تماما عن تطلعات ورؤى المسلمين العاديين الذين يمكن أن يعانوا من أفعالهم.


جـ- طبعا لا – ولازم من محاولة التحقيق من أنه يعمل للإسلام .
فالقدرة القمعية للدولة المصرية كانت قوية للغاية، ذلك أن أحداث [[:تصنيف:إخوان الأقصر|الأقصر]] قد هددت النظام بإظهارها عدم قدرته على احتواء التهديد الإسلامي وضعف قطاع السياحة لذلك فقد كان الرد على شكل اعتقالات وتعذيب واحتجاز وغير ذلك من الأشياء التي لا يحتملها المتطرفون، فاضطروا بكل بساطة لإعادة النظر في طريقهم.  


س-  وهل ترى أن اتصال جماعة الإخوان بالخارج من المواطنين  داخل البلاد ولإثارتهم ضد نظام الحكم  ودفع مبالغ لهم ومدهم بالسلاح – أنهم بذلك يهدفون فيما تعتقد إلى نصرة الإسلام؟
ويعتقد البعض أن الهدنة توشك أن تكون دائمة، لذلك فإن التخمينات تقول بأن مثل هذه الهدنة يمكن أن يقدم حلا لنزاعات الدولة الإسلامية في أي مكان آخر في المنطقة.


جـ- الاحتمالين قائمين فى نظرى – احتمال أنه مخلص لإقامة الإسلام واحتمال أن يكون له أهداف أو أحقاد شخصية.
وقد صدم العالم أجمع بأحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين أصبح التزام بعضا من أعضاء هذه الجماعات بنشاط [[الجهاد]] أمرا حرجا.


س- ألا ترى أن فى عدم إثارتهم للأشخاص الموجودين بأماكن وجودهم والالتفات إلى المواطنين دون  ما يرجح معه انهم لا يعملون لنصرة الإسلام؟
وكما نتوقع فإن مثل هذه التعبيرات التي تدل على تأنيب الضمير والنقد الشخصي قد أنكرها وشجبها أيمن الظواهري وعدها خيانة من القاعدين.


جـ- جايز بيروا أن إمكانيات العمل بالنسبة للتجمعات فى بلد أقرب للنجاح منها فى بلد آخر.
== علاقة القاعدة بالمسلحين الإسلاميين في [[مصر]] ==


س- هل ترى ان سعيد رمضان وكامل الشريف وفتحى هلال وإسامة علام وعشماوى سليمان وهم من جماعة الإخوان الهاربين من البلاد إلى السعودية يمدون أفراد هذا التنظيم بالمال والسلاح لنصرة الإسلام.
وسواء كان نتيجة القمع داخل الوطن أو تزايد التسلح الإسلامي في المنطقة فقد ظهر اتصال قوي بين التيار الإسلامي المتطرف المصري وبين القاعدة،  وقد سبقت هذه العلاقات أحداث 11/9.  


جـ- أنا أرجو إعفائى من الإجابة على هذا السؤال – لأن سعيد رمضان لى  فيه رأى معين لا أحب أن أبديه ومعرفش محيى هلال وعشماوى سليمان قابلته ثلاث مرات وما أقدرش أحكم عليه.
وقد شارك على الأقل 29 مصريا مع [[جماعة الجهاد]] مثل أيمن ربيع الظواهري أو مع الجماعات الإسلامية مثل رفيع [[أحمد طه]] وآخرون أمثال[[ مصطفي حمزة]] وعدد ممن قاتل في أفغانستان والبلقان.  


وأسامة علام معروفش خالص, وكامل الشريف أعرفه معرفة قليلة لا تسمح بإبداء رأيى عنه والاحتمالين اللى قلت عليهم قائمين فى شأنهم بيعملوا للإسلام ضد الحكم القائم؟.
وبعض هؤلاء كانوا "عرب أفغان" ممن لجئوا إلى المملكة المتحدة وألمانيا أو باكستان.  


س- لديك أقوال أخرى؟
وقد استفادت القاعدة بشكل كبير من [[أيمن الظواهري]] حيث عمل معهم كواضع نظريات واستراتيجي، ومن آخرون أمثال [[محمد عاطف]] والذي نظم هجمات 11/9.


جـ- لا..
وقد حصلوا بذلك على الكفالة المالية من بن لادن وساحة للعمليات.  


تمت أقواله وأمضى
ثم وافقت الجماعات الإسلامية على عدم العنف في أعقاب هجمات [[:تصنيف:إخوان الأقصر|الأقصر]] ولذلك تم الإفراج عن 8.000 من سجناء الجماعات، غير أن هناك قطاع أقسم على مواصلة [[الجهاد]]  ولكن القوة الرئيسية وافقت كذلك على الهدنة.


امضاء
وقد كانت جماعة [[الجهاد]] الإسلامية والجماعات الإسلامية جماعات مجاهدة محلية، مع أن بعضهم قد دعي للجهاد العالمي. ويجب أن نتذكر أن:


رئيس النيابة
• أي حركة يمكنها أن تقوم بتحديد أهداف محلية إقليمية ودولية ويمكنها أن تتنقل بين هذه الأهداف. وهكذا فإن للقاعدة أهدافا محلية في أفغانستان وباكستان؛ وكذلك الجماعات الإسلامية و جماعة [[الجهاد]] كل منهما يواصل جهاده في[[ مصر]] غير أن كلاهما له يمكنه أن يتطلع للجهاد في أي مكان آخر.


امضاء
• وضع التيار الإسلامي المحلي والدولي يعد من سمات الحياة المعاصرة والتي تنعكس على السفر ونشاطات شبكات الاتصال الإسلامية والرسائل النصية وتقنيات أخرى، ولكن الأهداف المحلية قد برزت بشكل أكبر.


واقفل المحضر على ذلك عقب ثبات ما تقدم حيث كانت الساعة 11 م .
• يجب أن نستخلص من تاريخ التيار الإسلامي المسلح أن جماعة [[الجهاد]] الإسلامية والتنظيمات الإسلامية المعتدلة والجماعات الإسلامية المسلحة الصغيرة الجديدة قد تأثرت واختنقت من الغزو الغربي على العالم الإسلامي.


== [[اأيمن الظواهري|الظواهري]] ==


===دروس للنيابة===
يجسد [[أيمن الظواهري]] الرابط بين القاعدة والتيار الإسلامي المصري، فحياته لم تبين فقط أن الاتجاه الإسلامي قد بزغ من الأحياء الشعبية أو من اليأس الاقتصادي أو التفاوت الاجتماعي.


'''وفى اليوم الثالث أستؤنف الإستجواب على النحو التالى:'''
فالتطرف الإسلامي قد تطرق للطبقات المهنية في [[مصر]].


فتح المحضر يوم الثلاثاء : 21/12/1965 الساعة 1م بالسجن الحربى بالهيئة السابقة:
فأسلافه، على خلاف أسلاف بن لادن، كانوا أثرياء على كل من جانبي عزام والظواهري مما يبين للمصريين أن العدو من الداخل  أو يعطيهم انطباعا بأن رجالا من أمثال [[أيمن الظواهري]] ليسوا هم العدو الحقيقي. 


حيث وصلنا السجن الحربى قبيل افتتاح هذا المحضر لمواصلة التحقيق ودعونا المتهم وواصلنا سؤاله بالآتى, قال:
وقد نشر كتاب [[أيمن الظواهري|الظواهري]]، فرسان تحت راية النبي، بشكل متسلسل في [[جريدة الشرق الأوسط]] العربية في لندن والتي تقرأ في جميع أنحاء العالم العربي.


اسمى سيد قطب إبراهيم  سابق سؤاله)
وقد صور [[أيمن الظواهري|الظواهري]] نفسه كمن يقوم بتعليم الشباب المسلم كيفية إدراك أعداء الإسلام، وقد جذبت دعوته للجهاد آلافا من الشباب في السجون، كما نصح بإستراتيجية جميع الوسائل الممكنة مشيرا إلى الدمار الذي يمكن حتى للجماعات الصغيرة من الممثلين أن تقوم به واقترح استهداف الأمم المتحدة والشركات متعددة الجنسيات والإعلام وجماعات الإغاثة الدولية؛ لأنهم يقومون بتغطية العمليات الأخرى، على حد قوله، كما أنها مؤشرات لخنوع العرب والمسلمين للغرب.


س- ما أهداف التنظيم الذى أقاموه وشكلوه قيادته – فيما قرروا لك؟
وعلى غرار القاعدة والعديد من الجماعات الأخرى فقد شارك الكفاح الفلسطيني ثم الكفاح العراقي،  ولكنهم عارضوا جماعات مثل [[الإخوان المسلمين]] وحماس بسبب انضمامها للعملية الانتخابية.


جـ- قرروا  لى أن أهدافهم كانت فدائية بحتة والانتقام لجماعة الإخوان المسلمين من حوادث 1954, وكانوا متفقين على القيام بالاغتيالات واضطرابات وقبل نظام الحكم القائم بالقوة, ولم يفكروا فى غيه اللى حايحصل فى البلد  ولا مين اللى حايتولى الحكم – وقالوا لى لما اجتمعوا بى أنهم عدلوا عن هذا التفكير الضيق وأصبحوا يعرفون أن قلب نظام الحكم القائم لا يقيم النظام الإسلامى وان العقبات فى وجه قيام النظام الإسلامى أكبر بكثير من حكاية نظام الحكم المحلى , وأنه يحتاج إلى زمن طويل وتمهيد طويل وتربية لجيل أو أجيال كثيرة وأنه لابد من وضع برنامج آخر وأنهم هم شخصيا مقتنعون الآن بهذا الاتجاه ولكن من وراءهم يحتاجون لتغيير عقلياتهم أيضا على هذا النحو وهم لا يملكون تغيير عقليته تدريجيا إذا أنا ساعدتهم فى تكوين أنفسهم هم  فقبلت أن أخصص لهم دراسات فى جلسات . ثم قبلت رئاسة تنظيمهم فى أوائل سنة 1965 وعاد وقال أنهم هم الخمسة هم رؤساء التنظيم وأنا موجه للخمسة.
وفي [[2007]] ، حذر [[أيمن الظواهري|الظواهري]] حماس من قبول أي تواصل مع [[محمود عباس]] وفتح؛ لأنه يرى من خلال الأحداث الأخيرة أنها جهود من الغرب للعمل بسياسة "فرق تسد" تجاه المسلمين في جميع البلدان.  


س- وما المفهوم هذا الوضع الذى يحدث فذكرته بالنسبة للتنظيم؟
أما معتز الزيات المحامي، والذي قام بنفسه بالدفاع عن السجناء الإسلاميين الآخرين، فقد كتب عن الظواهري في، أيمن الظواهري كما عرفته،  قائلا أن الظواهري عانى من التعذيب الرهيب من قبل المسئولين المصريين وهو ما جعله يسلك طريقا لا رجعة منه. وبشكل آخر، فإن الزيات يشير إلى قمع الدولة كعامل في ظهور العنف الإسلامي المسلح.


جـ- مفهومه هذا الوضع الذى يحدث فذكرته بالنسبة للتنظيم؟
وبعد أحداث 11/9 أملت السلطات المصرية أن تعقد الهدنة في البلاد ولم تكن شخصيات مثل [[أيمن الظواهري|الظواهري]] ذات خطر مباشر.


س- أليس مفروضا فيك عندما تتولى قيادة التنظيم أن تعرف كافة أبعاده وإمكانياته حتى تسيير التنظيم على الوضع الذى تراه بصفتك قائده؟
وعلى كل حال فإن العنف الجديد يشير إلى أن العنف الإسلامي المتطرف يمكن أن يكون متقطعا وعلى ما يبدوا انه أمر لا مرد له على الساحة والذي يلقي ضوءا متشائما على الإصلاحات المطلوبة بشدة في الحكومة وفي الحياة السياسية في[[ مصر]].


جـ- أرى الآن أن هذا كان ما يجب ولكن الذى حدث فعلا هو أنى ظللت أرى أن كل مهمتى معهم هو توجيه الخمسة توجيها فكريا وإعدادهم شخصيا لأن يكونوا قيادة واعية وظل هذا المقصود لمهمتى معهم يسيطر على كل تصرفاتى معهم.
هل يكون ظهورا للجهاد مرة أخرى في [[مصر]]؟


س- وما أهداف التنظيم – فيما اتفقتم عليه بعد اتصالك بهم؟
تضمنت أحداث العنف منذ العام [[2003]] هجمات انتحارية وسيارات وشاحنات مفخخة في سيناء و[[مصر]].


جـ- اولا تربية المجموعات الموجودة فعلا تربية إسلامية كاملة قبل ضم أحد آخر اليهم وبعد ذلك لأقبله يبدأ التوسع فى ضم أفراد آخرين سواء من داخل جماعة الإخوان المسلمين أو من خارجها من الراغبين للعمل للإسلام لتربيتهم على هذا المستوى, وفى برنامج طويل المدى ومتروك فيه الزمن بلا حساب يتوصل إلى تكوين جيل مسلم او على الأقل قاعدة واسعة يمكن أن يقوم عليها النظام الإسلامى باعتبار أن التربية الإسلامية الأخلاقية لابد أن تسبق النظام وبناء على هذا الفهم بدأت معهم تدريس العقيدة وتاريخها على أن يحمى هذا التنظيم نفسه من الإعتداء عليه بتدريب مجموعات فدائية تتحرك فقط عند الاعتداء  وذلك بعد أن استبعدنا البدء بأي عمل لقلب نظام الحكم أو بأي عنف غير هذه الحالة – وهذا ما فهمت أنه واضح فى حسهم.
فتطرف البدو كان أمرا جديدا أثار اهتمام الإعلام.  


س- وكيف السبيل للوصول للهدف النهائى, وما هو هذا الهدف فينا ترون؟
والغريب هو ظهور النشاط النسائي المسلح.


جـ- الهدف النهائى الذى اتفقنا عليه هو أن يقوم نظام إسلامى يحكم بشريعة الله لا بالقوانين الوضعية, والسبيل التربية الطويلة المدى على نطاق واسع.
وفي [[سبتمبر]] [[2003]]، اعتقلت الشرطة المصرية 23 مسلحا إسلاميا مصريا مشتبه به كانوا ينوون القيام بهجمات على القوات الأمريكية في [[:تصنيف:لإخوان في العراق|العراق]]، وقد كان منهم 19 مصريا وثلاثة من بنجلاديش وتركي وماليزي وآخر إندونيسي، وكلهم درس في جامعة [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]].  


س- وهل كان هذا التنظيم سريا أم علنيا – فيما ترى؟
وفي [[أكتوبر]] [[2004]] أصدر[[اأيمن الظواهري| الظواهري]] نداء بالجهاد (خارج [[:تصنيف: الإخوان في العراق|العراق]]) عن طريق شريط فيديو، ثم بعد ذلك في 7[[ أكتوبر]] [[2004]] وفي ذكرى حرب العاشر من رمضان [[1973]] (وقريبا من الذكرى الثانوية لاغتيال الرئيس [[السادات]] في 6 [[أكتوبر]])،  انفجرت شاحنة إسوزي وسيارة مفخخة في فندق هيلتون طابا مسببة انهيارا في جزء من البناء.


جـ- كان سرى.
كما وقع انفجاران آخران في مخيم بجوار شاطئ رأس الشيطان وخلفا وراءه 34 قتيلا.  


س- وما الغرض من جعله سريا إذا ما كان الهدف هو تربية دينية أخلاقية.
ويقوم كل من المصيفين الإسرائيليين والمصريين بالاستمتاع بهذه المنطقة ولكنها أقرب لإسرائيل وتمثل للإسرائيليين هدفا رئيسيا.  


جـ- عندنا اعتقاد استقيناه من كل التجارب الماضية ومن معرفتنا بالخطط الصليبية والصهيونية والشيوعية فى المنطقة  لمحاربة ومنع أى تربية إسلامية حركية تهدف لتحقيق مثل هذا الهدف وإقامة حكم إسلامى على ما نرى وهو ان يكون قاعدة التشريع فيه الشريعة الإسلامية.
كما كان من المخطط له أن تنفجر سيارة بيجوت مفخخة في فندق هيلتون نويبع حيث كان هناك شخصيات مصرية مهمة للغاية تقوم بالتنزه هناك ولكن السيارة انفجرت قبل الأوان.  


س- هل ترى أن هذا أن هذا التنظيم كان يلتزم بما ضمنته من آراء بكتاب " معالم على الطريق".
ولو أن السيارة الإسوزي قد وقفت بالقرب من حائط الدعم لكان هناك المزيد من القتلى، كذلك إذا ما قد نجحت تفجيرات نويبع، وقد أعلنت جماعة تسمي نفسها الجماعات الإسلامية العالمية مسئوليتها عن هذه الأحداث.  


جـ- أيوه ومعالم على الطريق كتاب فيه فعلا خلاصة آرائي اللى كنت باقود التنظيم  على أساسها.
وقد ربط البعض هذه التفجيرات بشرائط الفيديو التي أصدرها [[اأيمن الظواهري|الظواهري]]، وأظهروا الخوف من أن القاعدة يمكنها القيام بهجمات جديدة، وحاول آخرون أن يوجدوا اتصالا بين التفجيرات وبين الإرهاب الفلسطيني بسبب شعبية الشاطئ الشمالي في سيناء عند الإسرائيليين.  
.


س- هل ترى أن هذا التنظيم السرى هو الطليعة المؤمنة التى تنادى بها؟
وأكدت بعض المصادر الإسرائيلية تخطيط ومشاركة القاعدة وقالت أن العملية قد أخذت ما بين 18 إلي 24 شهرا من التخطيط. 


جـ- هذا التنظيم وسيلة لتربية أفراده ليكونوا فى مستوى الطليعة المؤمنة المطلوبة وهم كانوا - أى الخمسة – موافقين على هذه الأفكار ومقتنعين بها وبيعملوا على تطبيقها وهم كانوا مفروض ينقلوها للى بعدهم ويعملوا على إقناعهم بها.
وبعد الهجمات قام 12.000 من السائحين الإسرائيليين فالفرار أثناء عيد الصفح، ثم بعد ذلك أعلن لواء [[عبد الله عزام]] ، جماعة لم يعرف حتى الآن أنها متضامنة مع القاعدة، مسئوليته عن الحادث.  


س- هل كنتم ترون أن وجود الأمة المسلمة التى أعنيها – فالأمة المسلمة هى التى يحكم كل جانب من جوانب حياتها الفردية والعامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية شريعة الله ومنهجه. وهى بهذا الوصف غير قائمة الآن فى مصر ولا فى مكان فى الأرض فى رأيى, وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين لأن فيما يختص بالفرد الاحتكام إلى عقيدته وخلقه, وفيما يختص بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كله.
وقد حاولت السلطات المصرية فصل هذه الهجمات عن القاعدة وآخرون في [[مصر]] وإلقاء اللوم على بدو سيناء، وطمأنة العامة بأن هذا حادث منفصل.  


س- وهل ترى أن نظام الحكم القائم بالبلاد نظام جاهلى؟
وبعد هجمات [[أكتوبر 2004]] مباشرة قام أبو العباس، قيادي القاعدة في الجزيرة العربية، وله شبكة دعم من الرياض شرقا إلى سيناء، بإعلان جهاد جديد في مصر يوازي الهجمات في [[:تصنيف:الإخوان في السعودية|السعودية]].  


جـ- أرى أنه نظام غير اسلامى.
وقد تأكد هذا التصريح من خلال بيانات أخرى من القاعدة تقول بأن الكفاح سيستمر حتى تحقيق النصر في [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]] والتوغل في الشام.  


س- هل ترى ان هناك مجتمعات جاهلية ومجتمعات غير اسلامية؟
وأعلنت مؤخرا جماعة أخرى تسمى مجاهدو [[مصر]] مسئوليتها عن هجمات سيناء.


جـ- لا أنا لا أرى أن هناك مجتمعات  غير إسلامية وإنما المجتمع يا اسلامى يا جاهلى.
وقد تركز الانتباه على التطرف البدوي والذي يمكن أن يكون قد ظهر بسبب استياء البدو من السلطات المصرية وكذلك وضعهم الاقتصادي غير المستقر.  


س- وما رأيك فى نظام الحكم القائم على هذا الضوء الذى تقرره؟
وربما يكون من الصعب فهم سبب أن البدو، وخاصة في الشمال، قد هاجموا قطاع السياحة والذي يمثل المصدر الوحيد للدخل فضلا عن الصيد وتهريب البضائع.


جـ- أنا أراه نظام جاهلى.
وقد كان هناك ضغوط مكثفة على النظام القيمي للبدو والذي يتمثل في طريقة معيشتهم المتقشفة منذ قرون والتي أصبح من الصعب تطويرها.  


س- معنى أنك ترى ضرورة تغيير نظام الحكم القائم؟
وبينما كانت تلك حقيقة مناطق أخرى في الشرق الأوسط إلا أن بدو سيناءهم لهم علاقة بهذه العملية.


جـ - أرى أن يتغير عندما توفر أسس قيام النظام الإسلامى التى ذكرتها.
وكأحد القادة القبليين لسنوات عديدة في الماضي عند اعتبار ما إذا كانت المناقشات تدور حول تهريب كتاب يمكن أن يوجد أية مشكلة: "وعلى كل حال، فمن يهتم؟ أمريكا – تحتقر الأفلام (التي يطلقها منتجو الأفلام الأمريكيين هنا)، ولا يهتمون بنا.  


س- وما معنى الطاغوت؟ فيما ذهبت إليه بكتاب معالم على الطريق؟
وإذا لم نكن عمالة رخيصة أو لم تكن [[مصر]] وإسرائيل يستخدموننا لندلهم على الطرق لما كان أي منهما ليهتم بنا."  


جـ- الطاغوت فى رأيى هو شريعة غير شريعة الله.
فانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وإعادة تمدد السلطة المصرية إلى جانب تدفق السياح في سيناء قدمت تغييرات غير متوقعة في هذه الجماعات القبلية.  


س- أوردت بالصفحة 105 من هذا الكتاب ان الانطلاق بالمذهب الإلهى تقوم فى وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة وهذه كلها هى التى ينطلق الإسلام يحطمها بالقوة فهل يفهم من ذلك أنك تدعو لاستعمال القوة ضد الدولة والنظم القائمة فيها لقلبها؟
ومن هذه التغييرات نمو الحركة الإسلامية – وهذا أمر واقع في المناطق الأخرى التي يسيطر عليها البدو – في [[:تصنيف :الإخوان في الأردن |الأردن]] و[[:تصنيف :الأخوان في العراق|العراق]] ودول الخليج والجنوب وفي منطقة الساحل الشمالي في [[مصر]].


جـ- بقراءة الموضوع كله الواردة فيه هذه الجملة وخاصة الفقرتين السابقتين مباشرة لهذه الفقرة يتبين أنها واردة فى صدد انطلاق الدولة الإسلامية لتحرير النوع انسانى بجملته  من الأوضاع  المفروضة عليه من القوى  التى تحكمه, وأن مهمة الدولة الإسلامية ليست مجرد حماية الوطن الإسلامى وإنما بعد ذلك الانطلاق بالمذهب الالهى  الذى يقوم فى وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة فى تلك الأوطان – والكلام كان عن حملات المستشرقين على مبدأ الجهاد الإسلامى التاريخى للرد على هذه الحملات.
وفي أعقاب تفجيرات طابا اعتقلت الشرطة وأجهزة الأمن ما يزيد عن 5.000 مشتبه فيه. وقد أشعلت الاعتقالات والمعالجة الفقيرة المظاهرات التي كانت تضم أعضاء أسر المصريين الذين اعتقلوا في مدينة العريش.                   


س- وكيف يتسنى هذا القول وأنت تتحدث عن سلطة الدولة وهى لا تقوم إلا مع المحكومين منها؟


جـ - الموضوع كله خاص بسلطات الدولة الأجنبية فى وجه الدولة الإسلامية عند قيامها وهذا ما تقرره نصوص الموضوع الوارد فى كتابى.
ثم وقعت بعد ذلك حوادث قليلة في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]، ففي 29[[ مارس]] [[2005]] قام رجل مصري بطعن اثنين من السياح المجريين وقد كانا يقبلان بعضهما قريبا من مسجد الحسين في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]، وقد وصفته السلطات المصرية بأنه متخلف عقليا وعاطل تخيل أن هذه حادثة منفردة.  


س- أوردت بصحيفة 22 من كتابك أنه لابد من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلى والثورات الجاهلية والقيادة الجاهلية وان مهمتكم ليست أن تصطلحوا مع واقع المجتمع الجاهلى ولا ان تدينوا مجرم بالقهر والضغط على عيشكم كما ترون.
وفي 7 [[أبريل 2005]] وقع تفجير انتحاري في سوق خان الخليلي وخلف وراءه ثلاثة قتلي من السياح وجرح 18 شخصا آخر.  


جـ- هذه الفقرة واردة فى منهج التكوين الفكرى على الأساس الإسلامى والمطلوب هو التخلص من ضغط الأفكار والتصورات والعادات والتقاليد فى فترة التربية والتكوين من هذه الضغوط الواقعة وفى هذه الجملة بالذات أن من مهمتنا أن نغير من أنفسنا أولا لنغير هذا المجتمع أخيرا فهى تحدد وسيلة التغيير فى نظرى وهى التغيير النفسى والفكرى الذى ينشأ عنه تلقائيا التغيير الواقعى.
وفي البداية صرحت السلطات المصرية أن المفجر، حسن رفعت بشندي، قام بالعملية وحده ولكن هناك ادعاء يقول بأن القائم على هذه العملية تنظيم إسلامي غير معروف حتى الآن، وتقوم السلطات بالبحث عن شركاء للقاتل واعتقلت [[جمال أحمد عبد العال]] و [[أشرف سعيد يوسف]] ومشتبه آخر وابن عم أشرف والذي الذي توفي في حجز الشرطة.  


س- وما رأيك فى الوطنية. وهل تعترف بها أو تنكرها أنت ومجموعتك؟
وادعت السلطات المصرية أن إيهاب يوسف يس أُعلم بهذه الاعتقالات قبيل تنفيذ هجمته في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]، ومن الواضح أن السلطات المصرية كانت تلاحقه عندما كان يفجر أو عندما فجر نفسه من خلال إلقاء نفسه من على الكوبري خلف المتحف المصري، من أكثر الأماكن جذبا للسياح، في ميدان عبد المنعم رياض في 30[[ أبريل]].  


جـ- رأيى أن الوطنية يجب أن تكون هى العقيدة لا لأرض, وأنه يجب تغيير المفهوم الحالى وهو الإقليمية إلى هذا المفهوم الواسع الذى أريده.
وذكرت وزارة الداخلية أن يس قفز من على الكوبري ثم قام بتفجير القنبلة.


س- وما رأيك فى القومية.
وقد جرح إسرائيليان وامرأة إيطالية ورجل سويدي وثلاثة مصريين جراء انفجار القنبلة التي قالت عنها السلطات المصرية أنها بدائية ومليئة بالمسامير.


جـ- رأيى فيها أنها راية فات أوانها التاريخى العالمى, وأن العالم كله الآن يتجه إلى تكوينات مذهبية تقوم على أساس فكرة وعقيدة وأن الاتجاه الى القومية الإسلامية يتفق مع طبيعة العصر الذى نعيش فيه وطريقة تفكيره أكثر من فكرة القومية.
كما أن غرابة طريقته – لماذا قفز من على الكوبري – تعد أمرا ملفتا للنظر.  


س- وما مدلول عبارة " الحاكمية لله" فى رأيك؟
والأكثر من ذلك أن هناك بعض شهود عيان وصفوا قائلين أن شيئا ثقيلا سقط من على الكوبري فوق رجل كان يمشي بالقرب منهم وقد تسبب الانفجار في قطع رأسه.


جـ- أن تكون شريعة الله هى  قاعدة التشريع.
وفي نهاية آخر هذا اليوم قامت كل من أخت يس (نجات) وخطيبته (إيمان خميس)، وكلاهما في العشرينيات من أعمارهما ومنقبتان، بفتح النار على أتوبيس سياحي في منطقة السيدة عائشة، ومرة أخرى قدمت السلطات قصصا متعارضة.


س- ومتى نودى بهذه العبارة فيما تعرف؟
ويجب أن ندرك أن الإعلام في[[ مصر]] ليست لديه الحرية لتسجيل الأحداث كما هو الحال في الولايات المتحدة. فبعض التقارير تقول بأن الشرطة أطلقت النار على الفتيات وقتلت واحدة وتقول تقارير أخرى بان بأن إحدى الفتيات قتلت الأخرى ثم قامت بجرح نفسها وماتت بعد ذلك في المستشفي.  وعلى كل حال فقد ذكر شهود عيان أن الشرطة أطلقت النار على الفتاتين. 


جـ- ده تعبير استقيته أنا من دراستى للإسلام.
وقد جرح مصريين آخرين مع أن أي منهم لم يكن يستقل الأتوبيس السياحي.  


س- ألا تعرف أن هذه كلمة قالها الخوارج قديما وقد قال عنها الإمام على " أنها كلمة حق أريد بها باطل"؟
وقد اعتقل في أعقاب هذا اعتقل 226 مصريا من قرى المتطرفين الذين قاموا بالعمليات ومن منطقة شبرا ب[[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]. 


جـ- أنا لا أتذكر موضعها هذا من التاريخ ولم أكن أعنيه عندما استعملتها وأنا كنت أعنى أن تكون شريعة الله هى قاعدة التشريع وبما أن الله سبحانه وتعالى  لا ينزل بذاته للتحكيم وإنما أنزل شريعته ليحكم بها فحاكميته سبحانه وتعالى تتحقق عن طريق تحيكم شريعته – كما تقول النصوص القرآنية بألفاظها.
وقد وجدت قصاصة من الورق في يد واحدة من الفتيات تقول فيها''' "سوف نواصل التضحية بحياتنا من أجل حياة الآخرين،"''' وهذا من سمات [[الجهاد]] الدفاعي.  


س- ألم تنقل هذه الأفكار من مؤلفات أبو الأعلى المودودى؟
وقامت[[:تصنيف :الإخوان في ليبيا| ليبيا]] بتسليم أخو ياسين (محمد) البالغ من العمر 17 عاما لمصر بشأن هجمات [[أبريل]]. 


جـ- أنا انتفعت بكتبه وغيرها من الكتب أثناء دراستي للإسلام.
ولم تقدم الحكومة أية تفاصيل شارحة لأحداث [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] والتي يمكن أن تحيي شعار الانتقام بسبب مثل هذه الأحداث.  


س- وما الفرق بين ما تنادى به وما ينادى به أبو الأعلى المودودى ؟
وعلى كل حال فقد أربك الحدث التالي في سيناء الموسم السياحي لمدة عام.


جـ- لا فرق.
وفي 23 يوليو، في ذكرى العيد القومي المصري للاحتفال بثورة[[ 1952]] انفجرت عبوات ناسفة أدت لمقتل 65 شخصا في شرم الشيخ في منتجع سياحي في جنوب سيناء مليء بالأوروبيين.  


س- وما الغرض من تسليح التنظيم وتدريب أفراد على الأمور العسكرية؟
وقد كان توقيت الانفجار مضبوطا بحيث يؤدي لمقتل أكبر عدد ممكن من السياح ومع ذلك فقد قتل من المصريين أكثر من الغربيين.


جـ- رد الأعتداء إذا وقع عليه.
وفي الهجوم الأول زرع المسلحون قنبلة في حقيبة سفر في ساحة الانتظار المليئة في فندق غزالة شرم الشيخ ثم قادوا شاحنة وزرعوا فيها قنبلة وأخفوها تحت خضروات وادخلوها إلى ساحة انتظار الفندق، وعندما حاول الناس الفرار من انفجار الشاحنة انفجرت حقيبة السفر. في الوقت نفسه دخلت شاحنة أخرى إلى السوق القديم ثم تركها قائدها وقام بتفجير القنبلة.  


س- وما هو الاعتداء المقصود وقوعه من وجهة نظركم وممن سيقع ؟
وقد توافقت أوقات التفجيرات (جاءت بعد 7[[ يوليو 2005]]) مع هجمات لندن مما جعل البعض يتوقعون وجود تخطيط دولي.
   
وعلى كل حال فلم تنتهي هجمات سيناء، وفي 24 [[أبريل 2006]] كانت هناك ثلاثة تفجيرات في دهب وهي منتجع في سيناء يفضله الأوروبيون والإسرائيليون مما تسبب في مقتل 19 شخصا.


جـ- صورة الاعتداء فى تصورى هى الاعتقال للتعذيب والقتل وإحداث العاهات المختلفة قبل المحاكمة والحكم, وهى صورة التى وقعت بالفعل سنة 1954.
كما تقوم دهب بتوظيف وجر دخل على البدو، الذين يأتون من مناطق التل لقيادة الأفواج والصيد وبيع عدد من الأغراض الصغيرة للسياح أو للعمل في الفنادق ولذلك فإن هذه الهجمات تؤثر على الحالة الاقتصادية للبدو.
وبعد يومين استهدفت عمليتان انتحاريتان المراقبين والقوات الدولية الموجودة في شمالي سيناء، ولكن لم يقتل سوى منفذو الهجمات، وقبل ثمانية أشهر وتحديدا يوم 15 [[أغسطس 2005]] انفجرت قنبلة لاسلكية وجرحت مجندتان من مراقبي القوات الدولية.  


س- هل من ذلك أنكم قررتم مقاومة السلطات عند كشف تنظيمكم وافترضتم تلك الافتراضات وأقمتم عليها نتائجكم التى من أجلها تسلحتم؟
في البداية أنكرت السلطات المصرية الاتصال بين هجمات شرم الشيخ وهجمات دهب وأحداث القوات الدولية ولكنها توصلت مؤخرا إلى فكرة أن خلية إرهابية بدوية جديدة متضامنة مع القاعدة كانت قد تطورت واشتدت خطورتها بسبب الأحوال القاصرة في سيناء واستبعاد البدو.


جـ- السلطات التى لا تتقيد بأي قانون ليست سلطات رسمية ولا تعد مقاومتها مقاومة لسلطة رسمية.
وخلال عامين كانت هناك 11 هجمة نسبت إلى جماعة سمتها الشرطة المصرية جماعة التوحيد و[[الجهاد]] وقد قتلت الشرطة مؤسس الجماعة ([[خالد المسعد]])، طبيب أسنان من العريش، في عام [[2005]]، وفي 9 [[مايو 2006]] قتل قائد آخر للجماعة، ناصر خميس، في منطقة العريش؛ متخرج من كلية الحقوق له أصول فلسطينية ومولود بمنطقة الدلتا في [[مصر]].  


س- ولكن المفروض أن الاعتقال إجراء قانونى يفرضه القانون فى حالات معينة وليس فى ذلك تثريب على السلطات القائمة بها؟
ثم بعد ذلك استسلم خمسة رجال بعد اختفائهم في كهوف هناك وتم استجوابهم من قبل السلطات.


جـ- أنا لا أعترض إطلاقا على الاعتقال ذاته كإجراء قانونى أعترف بقانونيته ولكن الذى رأيناه بالفعل سنة 1954 هو ما أثر فى نفوسنا وأعطانا صورة معينة للاعتقال ستتكرر فيما كنا نعتقد كلما تكرر الاعتقال.
وحوكم خمسة عشر وحكم على ثلاثة منهم بالإعدام.  


س- ألا تعرف أن فى قيام هذا التنظيم بتلك الصورة التى رويتها مخالفة للقانون ويعرضك وجماعتك لسلاحه؟
ووفقا لتصريحات المحكمة فإن الاثنين الرئيسيين قد طوعوا آخرين في منطقة الشيخ زويد وهي منطقة فقيرة في شمال سيناء.


جـ- أعرف أنه مخالف للقانون, ولكنى كنت مضطرا إليه  باعتباره الوسيلة الناجحة للتربية الإسلامية وإن منعها القانون.
== انتقام أم تخلف؟ ==


س- وكيف تكون مخالفة للقانون وارتكاب جرائم وسيلة للتربية وهل ترضى الشريعة الإسلامية بذلك ودين الدولة الرسمى هو الإسلام وقد نص الميثاق فى أكثر من موضع على احترام كافة الديانات والعقائد؟
اختلف المسئولون المصريون على أن حملات مكافحة الإرهاب يمكنها أن تقوم بتشجيع الإرهاب ولكنهم كالآخرين يقومون بعدة هجمات انتقامية.


جـ- إذا كان القانون يمنع قيام المسلم بواجبه الدينى فى إرشاد الآخرين إلى الصحيح وتربيته التربية الصحيحة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فإن العيب يكون عيب القانون ذاته لمخالفته للأصل دينى بينما الدستور ينص على أن  دين الدولة الرسمى هو الإسلام.
فالانتقام هو الآن التفسير المألوف مثل هذا التفسير غير المرضي الذي كان في الماضي.  


س- وهل ترى فى القوانين القائمة ما يمنع المسلم من القيام بواجباته الدينية وإرشاد الآخرين إلى الدين الصحيح؟
وقد أنكرت الحكومة بشكل رسمي التعذيب والحبس الانفرادي وظروف السجن غير المناسبة في [[مصر]]، بالرغم من أنها سجلت من قبل جماعات مثل مراقبة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية التابعة للولايات المتحدة. 


جـ- أنا أرى أن فى القرار الخاص بمنع النشاط العلنى لجماعة الإخوان المسلمين وهى تؤدى هذه الواجبات الدينية التى ذكرتها مخالفة لأمر من أوامر الدين.
فالتعذيب والاعتقال في نهاية السبعينيات والثمانينيات قاد إلى مزيد من التطور التنظيمي في السجون نفسها وانتشار [[الجهاد]] العالمي.  


س- وما سبب حل جماعة الإخوان المسلمين فيما تعرف – وهل كان ذلك بسبب قيامها بنشاط دينى؟
وفي أواخر الثمانينيات شرح قائد لجماعة[[ الجهاد]] من [[:تصنيف:إخوان المنيا|المنيا]]، على محمد على، أن قوات الأمن هاجمت عناصر '''"ومنعوا أداء الصلاة وقاموا بملاحقتنا بدون سبب بين"''' (تنفيذ أفكار [[الجهاد]] الدفاعي). 


جـ- أنا أرجح هذا.
وقد سجلت لجنة مراقبة حقوق الإنسان حالات تعذيب، وأخذ رهائن وإساءة معاملة أسر المعتقلين الإسلاميين ومنها الإساءات الجنسية. و


س- وما الظروف التاريخية التى تعرفها عن حل هذه الجماعة؟
من المحتمل أن يكون ظهور العديد من خلايا الإرهاب الجديدة منذ عام[[ 2003]] مرتبط بعمليات القتل المفرط في التسعينيات، إلا أن ثغرة في عمليات العنف تجعل هذا الاحتمال غير ممكن.


جـ- أنا أعرف أن الجماعة انحلت بقرار حكومى معرقش صادر من أى جهة ومعرفش نصه ولا  القانون المنطبق عليه – وأنا أعتقد  أنها انحلت بسبب نشاطها الدينى وبسبب أنها حركة اسلامية والقوى المعادية للإسلام ذات ثقل فى تقدير الظروف المختلفة وقد تمكنت بدسائسها من إيجاد هوة من التوجس والتخوف وعدم الثقة بين الثورة وبين جماعة الإخوان المسلمين انتهت بالتصادم الذى أدى إلى الحل.
كما أنه ليس من الواضح أن محفزات الانتقام، التي يمكن أن تفسر هجمات سيناء الثانية والثالثة، ترتبط بتفجيرات طابا.  


س- ولكن الثابت على ما تعرف بيقين أن حزب الاخوان المسلمين كان يشكل تنظيما سريا إرهابيا داخل الدولة ارتكب بواسطته عدة جرائم قتل المرحوم الخازندار  المستشار  وقتل آخرين من الأبرياء وتخريب بعض المرافق – الأمر الذى لم يكن معه بد من حل هذا التنظيم السرى وهذه الجماعة السياسية تمشيا مع مبادىء الثورة التى تنادى بها منذ قيامها سنة 1952.
وعلى غرار ذلك فإن الانتقام يمكن أن يلعب دورا في الهجمات الثانوية في القاهرة في [[أبريل 2005]] ،وليس في الهجمات الأولية (كالتي كانت في الخليلي).  


جـ- الذى أعرفه شخصيا أن الإخوان المسلمين كان لها تنظيم سرى , وأنا على ما أعرف ليس هو السبب المباشر فى حل الجماعة إنما السبب هو الدسائس التى تآمرت وأدى ذلك إلى حل الجماعة.
كما كانت هناك العديد من التفسيرات الأخرى لموجة العنف الجديدة في [[مصر]].  


س- هل ترى أنه كان من الممكن أن تسمح الثورة بقيام جماعة ذات تنظيم سرى مسلح داخل الدولة وهل ترى أن قيام تلك الجماعة افتئات على الدولة  وعلى نظام الحكم القائم فى البلاد بما لا ترضاه أى دولة فى العالم ولا يرضاه أى نظام ولا قانون!
وقد كان هناك تفسير يقول بأن مثلين إسلاميين جددا،لم يتقيدوا بأية تسويات سابقة مع النظام، قد ظهروا.


جـ- طبعا لا ترضى الدولة – ولكن كان ممكنا حل هذا التنظيم السرى بالتراضى على أساس حل التنظيم وإبقاء الجماعة كحركة علنية .
ومثل هؤلاء الممثلين يمكن للقاعدة أو[[ الجهاد]] العالمي أن يكونا قد سيطرا عليهم.  


س- وهل ترى أن جماعة الإخوان وحدها هى القائمة على أمور الدين الإسلامى قاطبه حتى إذا ما حرم القانون نشاطها كحزب سياسى له تنظيم سرى تكون الدولة قد أهدرت الدين الإسلامى ومنعت المسلم من القيام بواجباته الدينية؟
ويمكن لهؤلاء الممثلين الجدد أن يكون لهم بعض المزاملات مع عملاء من داخل أجهزة أمن النظام.


جـ- أنا أرى أن حركة الإخوان المسلمين كانت هى انجح تجربة فى خلال القرون الأربعة الأخيرة فى كل البلاد الإسلامية فإهدارها بسبب أخطاء جانبية أنا أعرف أنها أخطاء هو بدون شك إهدار لأكبر محاولة فى غقامة هذا الدين ومن أجل هذا كنت أرى أنه يمكن فصل حركتها الإسلامية عن مسألة التنظيم السرى, وإنه كان يجب بذل جهد من الدولة فى هذا.
أو أن هؤلاء الممثلين الجدد قد ظهروا نتيجة للتخلف الطويل وحاجتهم للانتقام من الهجمات الحكومية الموجهة إليهم.  


س- قرر  قادة أعضاء التنظيم أنك أفهمتهم أنهم هم الأمة المؤمنة وسط مجتمع جاهلى وانه لا تربطهم لا بالدولة ولا بالمجتمع ولا بنظام الحكم القائم فيه أى رباط وأنهم كأمة مسلمة عليهم أن يعتبروا أنفسهم فى حالة حرب مع الدولة والمجتمع الذى يعيشون فيه وكنت تسمى لهم البلاد بأنها دار حرب طبقا للإصطلاح الإسلامى وتبين على ذلك أن أى عمليات قتل وتخريب لا ضير منها إلا عقاب عليها بل بالعكس فيها مثوبة.
ثم أن الافتقار للاتفاق حول سبب النشاطات الجديدة ينبع بكل وضوح من زيادة وجهات النظر التنافسية التي عبر عنها العديد من الشخصيات السياسية غير الحكومية الرئيسية.  


جـ- فى هذا الفهم أخطاء كثيرة – فهم أولا مجرد نواة تربى وتكون لتكون فى مستوى الطليعة المؤمنة – وهذا ما كان مفهوما بينى وبينهم بوضوح. وثانيا أن الكلام عن علاقة الأمة المؤمنة بدار  الحرب ودار الإسلام كان الحديث فيها كأحكام نظرية لبيان الأحكام فى ذاتها لا لأنها منطبقة على أحد فى الوقت الحاضر لأنه سبق تقرر أن وجود الأمة المسلمة أمر من أمور المستقبل التى يقع النشاط وتقع الحركة لتحقيقها وهذه هى المفهومات التى كنت أريد أن يفهموها – ولكن مع الأسف فهموا خطأ عنى ما أرى الأن.
وقال [[أيمن نور]] ، قائد [[حزب الغد]] ، أن العنف كان نتيجة '''"بيئة القمع والاضطهاد." '''


س- وكيف يكونون قد أخطأوا الفهم – خاصة وقد قرر أحدهم وهو على عشماوى أنه عند الحديث معك عن القتل ناقشك فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن:" من قال لا إله إلا الله حرم قتله وفى هذا دلالة صريحة على أنك كنت تحرضهم على ارتكاب جرائم القتل والاغتيال وقد أجزت لهم قتل المسلم كما استنتجت لهم أقوال المسلمين الذين لا يفهمون معنى عبارة لا إله إلا الله بالمعنى الذى تفهمه أنت.
وقام محمد مهدي عاكف، [[المرشد العام]] [[لجماعة الإخوان المسلمين]] ، بإدانة الهجمات والحديث بشكل قلق عن الإصلاح السياسي.  


جـ- أنا لا أذكر هذه المناقشة – وإذا كانت حصلت فلابد أنها كانت فى معرض الدفاع عن النفس وفى هذه الحالة يكون المعتدى هو الذى عليه الوزر لا من يزد.
أما الزيات، محامي الإسلاميين، والذي عرف [[الظواهري]] فقال أن عمل [[الجهاد]] الحر قد ظهر الآن نظرا للتعاطف مع القاعدة أو الكفاح في [[:تصنيف :الإخوان في لعرق|العراق]] أو[[ فلسطين]].  


س- وما الشروط التى يجب أن تتوافر للدفاع عن المسلم شرعا حتى يباح للمسلم قتل أخيه المسلم – فما ترى؟
وقال [[عصام العريان]] ، قيادي في [[جماعة الإخوان المسلمين]] ، أن مصر قد وصلة لنقطة الغليان وقد كان التعرض للنساء في [[أبريل 2005]] مؤشرا على اليأس.


جـ- أن يعتدى على أو يحاول الاعتداء ابتداء بينما أنا أقوم بعمل غير مضر أو بنشاطى العادى.
واقترح آخرون أن هجمات 30 أبريل كانت دربا من دروب الانتقام.


س- وهل ترى أن فى استعمال الحاكم لمقرراته الشرعية والقانونية اعتداء يستباح معه القتل والتخريب؟
كما ذكرت افتتاحية في القدس العربية أن الدولة مريضة وأن السلطات كعادتها تقوم بتزييف الحقائق وتضلل العامة بينما يستعيد المجاهدين ظهورهم مرةأخرى.


جـ- بهذه القيود – قيود استعماله لمقرراته الشرعية والقانونية لا يجوز – ولكن فى اعتدائه خارج كل القوانين لا يكون فى حود مقرراته الشرعية والقانونية.
وبالرغم من أن المصريين معهودين بتغيير الحقائق في مثل هذه الأحداث وتغطيتهم الإعلامية ما زالت تجد هذا الأمر غريبا وهو أن تكون كلا من المرأتان لا تعرفان هدفهما أو أن يكون هناك انتشار للعديد من الروايات لهجمتا [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]، كما تم ملاحظة تضارب الأقوال حول هجمات سيناء.  


س- وهل يمكن أن يفترض المسلم أن اعتداء سيقع عليهمتوقعا  ثم يقتل ويخرب بمثوبة ودون عقاب دينى؟
وخلال العقود الماضية من الحرب الأقل ضراوة مع الإسلاميين المتطرفين وصفت الحكومة المصرية (من خلال صحافتها الرسمية) هذه الأحداث بأنها أفعال "مجانين" أو "مجرمين" فضلا عن إلصاقها بهجمات المتطرفين أو ربطهم بالتيار الإسلامي المتطرف كما كان مع هجمات [[1997]] على أتوبيس بالقرب من المتحف المصري مما أدى لمقتل 10 سائحين على يد Sabr Abu `Ulla.


جـ- أنا أعتبر أن هذا ليس افتراضا وانما هو تجربة واتجاه  يبدو فيها الإصرار على تكرار التجربة كلما وجدت حركة.
وقد هاجم صابر السياح وقتلهم ولكنه كان في مستشفي الأمراض العقلية ثم خرج منها، وقالت السلطات أنه هرب منها.  


س- وما الذى أثبته الواقع فيما تبينت حتى تفترض هذه الافتراضات وتربت عليها نتائج؟
وقد تسببت هذه الهجمات الجديدة في إفساد معدل نجاح الحكومة في احتواء التيار الإسلامي المسلح، وبذلك لم يكن من الغريب مواصلة الغموض في الرسائل الرسمية عنهم.


جـ- الواقع الذى اعنيه هو واقع التجربة الماضية عام 1954 الذى يعطى ترجيحا, ثم هو الواقع يعطى الترجيح لتكراره وهو اللى خلانى أقول لهم يقاوموا لما يبتدوا يقعوا.
== ممثلين جدد من النساء ==


س- ألا ترى أن فى قيام  تنظيم سرى مسلح بين المسلمين ما يؤدى إلى قيام فتنة يأباها الدين الإسلامى وينهى عنها.
وبالرجوع إلى عامي [[2005]] و[[2006]] وبإلقاء نظرة على المنطقة سوف نرى مزيدا من دخول المرأة إلى الأحداث المسلحة في [[:تصنيف:الإخون في الأردن|الأردن]] و[[:تصنيف:الإخوان في السعودية|السعودية]] و[[:تصنيف :الإخوان في العراق|العراق]].  


جـ- قد يؤدى إلى فتنة ولكن يكون عليه وزرها هو الذى يمنع النشاط العلنى فيضطر الأخرون للنشاط السرى ويمكن انقاذها بإباحة النشاط العلنى.
لم تشارك المرأة، قبل الأحداث التي تم ذكرها، في أي أعمال عنف في [[مصر]] وتعد مشاركتهم نذير شؤم على الشعوب العربية،  بالرغم من أن المرأة كانت موجودة في جميع التنظيمات الإسلامية المتطرفة كما تم احتجازها وتعذيبها أيضا.  


س- ألا يوجب عليك دينك الإسلامى أن تمنع أى فتنة قبل وقوعها وتتجنب مقومات وقوعها مما كان يجدر معه إلا تشكل تنظيما سريا مسلحا بالبلاد وتبارك تسليحه وإجراء تجارب على المفرقعات واستيراد أسلحة من الخارج لمقاومة السلطات.؟
فمبادئ الإسلام تحرم على المرأة أن تشارك في الجهاد ويرجع هذا للتعريفات الكلاسيكية للمجاهدين الذين يجب أن يكونوا رجالا بالغين ليس عليهم ديون أو من يقومون على إعالتهم، على الرغم من وجود نماذج لنساء ناشطات قبل ذلك.  


جـ- ضرورة القيام بالواجب الدينى هو المفروض, والفتنة افتراض فعلى أن أقوم بواجبى الدينى وإذا وقع الافتراض – أى الفتنة – فإن وزره على الذى اضطرنى للسرية وليس على.
وعلى كل حال فإن مثل هذه القيود لم تكن موجودة خلال زمن النبي بينما كانت التقاليد القديمة لنساء العرب المشاركات في المعارك موجودة.  


س- وما التناقضات الموجودة بين نظام الحكم القائم وبين النظام الذى تراه وتسعى من أجله؟
وعلى سبيل المثال فقد قاتلت نسيبة بنت كعب، أم عمارة، في غزوة أحد [[625]]م،  كما باشرت عائشة، زوج الرسول المحببة إليه، القتال في معركة الجمل وقاتلت زينب بنت على حفيدة النبي في معركة كربلاء (680م).


جـ- شريعة الله ليست قاعدة التشريع فى الأوضاع القائمة والمطلوب هو أن تكون شريعة الله هى قاعدة التشريع. وهذا هو التناقض الأساسى فى رأيى الذى تنشأ عنه جميع التناقضات الفرعية.
فالإسلاميون المتطرفون يمجدون هؤلاء النسوة العرب المقاتلات وبذلك فإنهم يخرجون عن التعريفات التقليدية للمجاهدين؛ قائلين أن على النساء والأطفال أن يستجيبوا لداعي [[الجهاد]] ويشاركوا الرجال عندما يصبح [[الجهاد]] فرضا على كل فرد مسلم.  


س- وما العمليات التى تقرر القيام بها عند كشف التنظيم – على ما انتهى إليه الرأى بينك وبين أعضاء القيادة؟
وقد حذر المحللون لبعض الوقت من أن ملف التفجيرات الانتحارية لا يجب أن يقتصر على الشباب واليائسين وغير المتعلمين أو على الذكور فقط.


جـ- اقتراح القيام باغتيال شخصيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير مكتب المشير ومش فاكر الأسماء الأخرى وتدمير محطتى الكهرباء وكبارى القاهرة وقناطر محمد على وقد تقرر فى شأن هذه الاقتراحات أنها غير ممكنة التنفيذ وانتهت الجسة على هذا القرار.
وقد صدم المصريون بمشاركة النساء في مقل هذه العمليات بشكل مفاجئ.


س- ألم يتقرر فى هذه الجلسة البدء فى التدريب وجمع السلاح اللازم للقيام بهذه العمليات؟
== القاعدية والأمن ==


جـ- أيوه فعلا تقرر البدء فى التدريب وبحث إمكانياته.
وبمد العمل بقانون الطوارئ مدة عامين في [[إبريل 2006]] يري البعض نظرية التآمر حيث دعمت موجة العنف الجديدة ادعاء الحكومة بضرورة مد هذا القانون.  


س- أليس مفهوم ذلك أنه فى حالة إتمام الاستعداد يقوم التنظيم بالتنفيذ أم أنه كان هناك موعد محدد للبدء.
وقد أوضحت المعلومات أن جماعة الطائفة المنصورة وهي مجموعة من المتطرفين من مناطق مختلفة ب[[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]كانت تخطط للهجوم على مواقع سياحية واغتيال عدد من شخصيات السلطات الدينية المسلمة والمسيحية.  


جـ- تركت المسألة مفتوحة وعايمة, وليس فيها قرار محدد غير هذا.
وقد افتضح الشيء الغريب لهذه الجماعة بشكل كامل وفضحت نشاطاتها بعد وقت قليل من اعتقالهم.  


س- ألم تكن آخر أوامرك اليهم قبل اعتقالك هى توجيه الضربة الشاملة فى أوسع نطاق؟
ويقودنا هذا إلى التساؤل حول هذه التفجيرات وتلك التي سبقتها.


جـ- كانت أوامرى بالضبط هى ألا يقوموا بأى عمل إلا إذا كان فى امكانهم توجيه الضربة الشاملة فى أوسع نطاق وكما قررت من قبل كنت أعرف ان ليس بعد ما أصدرت اليهم الأمر بإلغاء العمليات.
فإذا كان الكفاح الحالي بسبب استياء البدو والفلسطينيون المولودين بمصر ليضاهوا بذلك القاعدة، فماذا يمكن أن يكون سبب ظهور جماعات أخرى مثل الطائفة المنصورة أو طلائع الفتح '''(جماعة جهادية أخري تعمل منذ عام [[2003]] وترى أنها فرع من فروع [[الجهاد]] الإسلامي المصري الذي اعتقل أعضاؤه في [[سبتمبر 2005]])''' أو ماذا يمكن أن يكون سبب الهجمات الأخرى في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] عام [[2005]]؟ هل هناك شيء آخر يمكن أن نسميه بالقاعدية محلي وغير دولي ولم يتم احتواؤه؟


س- وما الذى كان سيتم فى تصورك بعد تنفيذ هذه العمليات؟
كما أن مهاجمي الطائفة المنصورة قد سموا أنفسهم بنفس اسم جماعة السنة العراقية [[(جيش الطائفة المنصورة)]] والذي شن هجوما بقذائف الهاون بالقرب من مسجد الكاظمية في بعداد في [[أغسطس 2005]].


جـ- الحقيقة – كما قلت من قبل أن هذه العمليات ام تأخذ فى حسى شكل الجد وأنها لم تزد عن أن تكون اقتراحات غير قابلة للتنفيذ فلم أشغل نفسى بالتفكير فيما وراءها.
وقد اعتقلت الحكومة أفراد هذه الجماعة، وهم 22 شاب، قبل الإعلان عن اعتقالهم بحوالي من 50 إلى 90 يوم.  


س- قرر على عشماوى ان الهدف فيما كنت تراه من القيام بهذه العمليات هو قلب نظام الحكم القائم بالقوة وانهيار النظام القائم فى البلاد.
وقد أتوا بشكل رئيسي من منطقة الزاوية الحمراء وطره، وهي منطقة صناعية فقيرة بجوار المعادي جنوب [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]]:


جـ- أنا آسف أن أقول إن هذا غير اتجاهى تماما وغير ما كنت أشرحه له.
• أحمد محمد علي جابر، 26 سنة، طالب في كلية الآداب قسم الأدب.  


س- هل كانت لك مجموعات خاصة تؤمن بأفكارك وتتلمذ على يديك خلاف أعضاء التنظيم.
• أبو بكر المصري، 26 سنة، خطيب وهو قائد المجموعة.
 
وصرحت الحكومة بأن الجماعة قد حصلت على معلوماتها عن التفجيرات والسموم عن طريق شبكة الإنترنت وخططت للهجوم على السياح وعلى خط أنابيب غاز طبيعي في الطريق الدائري ب[[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] وعلى بعض قادة رجال الدين المسيحي والإسلامي.


جـ لا لم تكن مجموعات وإنما كان يزورنى أفراد مختلفو الجنسيات ومنهم مصريون يعبرون فى حديثهم أنهم قرأوا بعض الكتب وأنهم يحبون الاستزادة ويسألون عن كتب أخرى لى أو لغيرى أشير عليهم بقراءتها – فكنت أحس من هذا ميلهم إلى هذا الاتجاه – ولكن عدد الزائرين فى يوم الجمعة المفتوح للزيارة كندوة عامة كان يعلق بذهنى صورهم أكثر من أسمائهم – انما ماكنش فيه تنظيمات ثانية أنا على اتصال بها إلا هؤلاء الخمسة.
== المعتدلين: العدو الأكبر؟ ==
وبعد أيام قليلة من أحداث [[إبريل 2005]] التي ذكرناها اصطدمت الشرطة بمظاهرات نظمها ا[[لإخوان]] في [[ :تصنيف:إخوان الفيوم|الفيوم]]، والمنصورة والزقازيق.  


س_ هل كنت تتوقع اعتقالك بعد إرسالك الخطاب الذى نوهت عنه للمباحث العامة.
وقامت المظاهرات في [[:تصنيف:إخوان الإسكندرية|الإسكندرية]] والدلتا و[[ :تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] احتجاجا على جهود البرلمان لتعديل الإصلاح الدستوري لإجراءات الانتخابات والتي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في جهود [[الإخوان المسلمين]] للحصول على أصوات.  


جـ- لا.. بس كنت متصور أن جوابى سينقذ محمد أخويا  من أى تعذيب قبل التحقيق معه.
ويرى المراقبون أن [[الإخوان]] يمكنهم الحصول على ما بين 30 إلى 35 بالمائة من مقاعد البرلمان من خلال انتخابات حرة ونزيهة.  


س- ولم لم تبلغ السلطات بأمر هذا التنظيم فور اعتقالك إذا ما صح قولك من أنك لم تكن تقدر أن فى أمكانهم تنفيذ هذه العمليات وحتى لا تقع فتنة.
وهذه الجهود من قبل الإسلاميين المعتدلين للاستفادة من [[الديمقراطية]] التي أتت لمقاومة سياسات الحرب العالمية على الإرهاب والتي تقوم الآن بتعزيز قمع الإسلام المتطرف.  


جـ- الاعتبار الأول فى حسبى كان دائما عدم تعريض هذا الشباب لعمليات التعذيب القاتلة توقعى أنهم لا يملكون التنفيذ كان عاملا من عوامل عدم التبليغ اعتقادا منى بأنهم مستوردين فلا يقع عليهم اعتداء ولا يردون هو الإعتداء.
وعلى العكس فإن البعض يقولون أنه منذ وُجد الإسلاميون المعتدلون في الحكومة المصرية وفي النظام التعليمي، فإن التنقيح التدريجي للدولة من قبل الإسلاميين من العناصر العنيفة مكن العناصر الأكثر عنفا من التفلت من اللوم ومن المراقبة.


س- ألك علاقة بأشخاص معنين خارج البلاد.
== التطرفية البدوية ==


جـ- علاقاتى بأشخاص جاءوا من الخارج وزارونى أثناء وجودهم فى مصر وهم عاشم الملاح من العراق وآخر معه لا أذكر اسمه وواحد اسمه المبروك من ليبيا وواحد ليبى برضه اسمه الفاتح وكان معهما  اثنان آخران لا أذكر اسماءهم وطبيب أردنى اسمه عبد الرحمن وشاب سورى لآ اذكر اسمه وكان مسافر لندن وشاب سودانى لا أذكر اسمه,وكلها زيارات كانوا بيطلبوا منى فيها توجيهات لمجموعات الإخوان فى هذه البلاد, وكنت أعطيهم توجيهات عامة لا تفصيلية – قاعدتها ضرورة  التربية الطويلة المدى والبعد عن الانشغال بالحركات السياسية الحزبية المحلية وعدم الاشتراك مع أى هيئة أو حزب آخر فى عمل نظرا لاختلاف الاتجاهات.
لم تقم أي من تحديد هوية الخلايا البدوية ولا مد العمل بقانون الطوارئ بإنهاء النشاط المعادي للحكومة في سيناء.  


س- ألم تتصل بأى منهم اتصال تنظيمى يتعلق بحزب الإخوان المسلمين المنحل؟
فقد بحثت الشرطة وأجهزة الأمن في شمالي سيناء حيث عثروا على 600 كجم من مادة TNT المتفجرة بالقرب من قرية الراثلان في 10 [[نوفمبر 2006]] بعدما تم العثور على طن آخر إضافي في 29 [[أكتوبر]] في مكان آخر.


جـ- زيارة العراقيين هى وحدها التى تم فيها اتفاق على تبادل الرأى بينهم وبيننا وإن كان يقع بعد الزيارة دى اتصال وكان الكلام ده فى شتاء سنة 1964.
وبينما كانت فكرة أن المناطق غير المتكافلة والتي تفتقر للخدمات في [[مصر]] يمكنها أن تنحرف إلى العنف، فكرة مقبولة إلا أن المشكلة في هذا التفسير هو أنه لا يشير إلى التطرف من طبقات أخرى متطورة في المجتمع مثل الظواهري والذي كان من منطقة المعادي ب[[ :تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]].
فساحل سيناء يتمتع بالسياح الأغنياء في كل من شرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع وهو مختلف تماما عن المنطقة الشمالية من سيناء والتي تضم الوجود الإسلامي في مدينة العريش والتهريب المتواصل عبر الحدود المصرية مع[[ غزة]].  


س- الم يحدث اتصال بينك وبينهما بعد هذا التاريخ؟
وهناك 360.000 بدوى مستاءون من السلطات المصرية قد انتشروا في سيناء منذ الانسحاب الإسرائيلي.


جـ- لا
وفي نفس الوقت هناك فلسطينيون موجودون في منطقة الشمال وتشكلت بينهم وبين البدو علاقة في بعض الأوقات.


س- هل كانا على علم بأمر تنظيمات.
وقد تزايدت وجهات النظر الإسلامية في كل من الجماعتين وحتى قبل نمو هذه الأفكار فإن الواحد منا كان يستطيع التمييز بين الأوروبيين ذوي الملابس الخفيفة والمصريين والإسرائيليين الذين يمرحون على شواطئ سيناء وفي فنادق [[ :تصنيف:إخوان الأقصر|الأقصر]] وبين خيام البدو الأصليين وسكان سيناء.  


جـ- ما كانوش يعلموا أن هناك تنظيم على المستوى الموجود وإنما عرفوا أن هناك مجموعات من شباب الإخوان تتحرك وتتجمع لدراسة منهج ثقافى محدد وانا أعى هذا المنهج وقد طلبوا هذا المنهج لمقارنته بمنهجهم الذى يدرسونه.
واقترحت مجموعة الأزمات الدولية أن التضامن الكامل للشعب في سيناء إلى جانب إستراتيجية جديدة للتنمية يمكنها أن تحسم حل القضية.  


س- وكيف تم الاتصال بينك وبين إخوان العراق؟
وقد كان هناك المزيد من التأكيد من قبل مجموعة الأزمات الدولية حول استياء البدو من الاستعمار المصري أكثر من أي مناقشات للإسلاميين تتعلق بحالة السياح في [[مصر]].


جـ- على عشماوى كان على معرفة بهاشم الملاح أثناء دراسته فى مصر وهو الذى عرفنى أولا ثم عاد هاشم ومعه زميله الآخر ومعهم على كذلك وسلمنى 200 جنيه هدية من إخوان العراق لإخوان مصر وأنا أعطيتهم لعلى عشماوى وأنا لم أكلمه عن تنظيمنا ولكن أثناء الحديث معاه فهمت أنه يحدثنى على أساس أننى المشرف والموجه للمجوعات المتحركة فى الجماعة.
وتحتاج هذه القضية لإعادة التفكير أيضا، فالسياح الغربيين والإسرائيليين يطالبون بمنطقة آمنة إذا ما عمل قطاع السياحة في [[مصر]] كما هو مخطط.  


س- ألا تعرف احدا ممن يؤمن بأفكارك وأهدافك من الضباط الحاليين أو السابقين.
وفي الحقيقة فقد كتب بعض الباحثين عن الطريقة التي قام بها الفراعنة، مثل المواقع التوراتية الإسرائيلية، لدعم الأسباب الإضافية من أجل الأمن لتقديم نوع من الحجر على الغربيين.  


جـ- لا – وأنا مليش علاقة بضباط وما حدش منهم متصل بى ومعرقش أن فيه ناس منهم مؤيدين لأفكارى.
وربما كان هذا النوع من التطوير لا يتناسب مع الغضب المتزايد لجزء من الشعب في بعض دول الشرق الأوسط.  


س- هل لك علاقة بمحمد الأودن.
وعلى أي حال فإن هناك سؤال يجب أن يدخل في التخطيط المستقبل.


جـ- نعم – واللى كلمنى عنه حسين صدقى  وأهل بيته وقالوا لى أنه كان دائم السؤال عنى أثناء سجنى والاهتمام بأخبار صحتى وإنه هو مريض لا يستطيع الانتقال إلى وعرضوا على زيارته فقبلت تقديرا لمشاعره تجاهى وزرته أول زيارة معهم وثانى مرة زرته معاهم برضه وكان ذلك سنة 1964 ثم زرته مرة بصحبة محمد قطب ليرشدنى عن البيت بتاعه, وزرته مرة رابعة بمفردى قبيل سفرى لرأس البر فى هذا العام – وزرته مرة قبل الأخيرة مع محمود عبد الوهاب فايد – وحديثه فى كل هذه الزيارات كان منصبا على انحراف الناس وابتعادهم عن دينه وإن رحمة الله لا تنزل إلا على الطائعين ومثل هذه الأحاديث التصوفية, وفى المرة الأخيرة دار بينى وبينه حديث معين لأننى قلت تعليقا على أسفه على خلو البلد من الشباب الصالح وانصراف الشباب كله إلى اللهو والعبث – قلت له البلد بخير الشباب الصالح  ولا يزال موجود ولن تخلو البلد من مثل هذا الشباب فقال بلهفة الله يطمئنك وأنت تعرف حد من الشباب الصالح ده  فقلت له أعرف الكثيرين وأحس فيهم اللهفة للمعرفة والتزود والسر فى طريق الإسلام الصحيح فعانقنى وقال لى مرة أخرى الله يطمئن خاطرك أنت طمنتنى وأنا كنت يائس – وده مضمون الحديث اللى جرى بيننا.
== أليس هناك حل؟ ==


س- هل كانت هذه الزيارة بناء على طلبه.
ليس هناك حل يرضي النظام المصري الحالي وشعبه وليس هناك حل يرضي بشكل كامل وحدة الأمن الغربية والمصريين الذين اقتنعوا بأن التيار الإسلامي موجود هنا ليبقي ويجب أن يقوم بالتضامن مع ثقافة جديدة أكثر مدنية.  


جـ- هو كان عرف منى من الزيارة السابقة أنه مسافر رأس البر فقال والله قبل سفرك خلينى أشوفك.
وناقشت كاريل مورفي في كتابها، التطرفية والتيار الإسلامي، المزيد من الانفتاح الثقافي وإعادة تفسير الإسلام وكتبت: '''"المصريون بمن فيهم الإسلاميين بحاجة إلى حرية أكبر لمناقشة مستقبلهم ومخاطبة عقولهم والتواصل في السياسات."'''


س- ألم تبلغه بأن هناك تنظيما يتبعك.
وذكر فواز جرجس في دراسته حول ظهور الجهاد العالمي: "بدلا من توسيع الحرب على الإرهاب والدخول في مغامرة عسكرية جديدة فإن صناع [[القرار السياسي]] الأمريكي يمكن أن يقوموا بالضغط النظامي على حلفائهم من الحكام العرب والمسلمين للقيام بالإصلاح الهيكلي والنهوض بالطبقات الاجتماعية إلى الأجواء السياسية."
 
وقد مضي على وجود التيار الإسلامي المسلح في مصر ثلاثة عقود ونصف.  


جـ- لا لم أبلغه  بأكثر من وجود شباب مسلم بيتصل بى.
ومن سوء الحظ أن أحداث العنف قد أعيدت مرة أخرى ونأمل ألا تكون بسبب إيجاد الحكومة لخلايا جديدة من نفسها في سبيل استعادة سيطرتها على الحكومة ومقاومة شعبية الإسلاميين المعتدلين.  


س- ألم تذكر له عددهم
فالحكومة والمجتمع قد قبلا وقدما تيارا إسلاميا معتدلا بأبعاد أخرى، ثقافية واجتماعية.


جـ- مش فاكر أنى قلت له عددهم وأنا قلت له شباب كثير وجايز أكون قلت له بالمئات وهو كان بيقول حتى لو أحاد يمنعوا غضب الله فقلت له أنا عندى بالمئات وليس بالآحاد.
وقد دُعم التيار الإسلامي المعتدل من قبل العديد من المصريين الذين أربكتهم صورة حكومة [[حماس]] التي تقع تحت النيران في [[غزة]] وكل الجهود الإسرائيلية لتخليص [[:تصنيف:الإخوان في لبنان|لبنان]] من[[ حزب الله]].  


س- ألم يذكر لك أن معه مجموعة أخرى مماثلة.
وفي الحقيقة ومن خلال النظر في المنطقة فإن البيانات تقول بأن العديد من المواطنين لا يرون تعارضا بين التيار الإسلامي وبين [[الديمقراطية]].


جـ- لا
== اعتراضات أخرى على الإسلاميين المعتدلين ==


س- الم يذكر لك  أنه على صلة ببعض الضباط الذين تتفق ميولهم مع ميولكم.
وما بقي من اعتراضات على الإسلاميين المعتدلين وقوي المعارضة السياسية الأخرى هو أنهم يتصلون بشكل مباشر مع مزيد من الإسلاميين المتطرفين الذين يميلون إلى العنف بسبب قيمهم التي تمكن لثقافة [[الجهاد]] والكفاح من أجل إقامة دولة إسلامية وتقوم بزعزعة هذا النظام القائم.  


جـ- لا  
فالاعتراض الأول على التيار الإسلامي المعتدل يرتكز على التأكيد على أن [[الإخوان المسلمين]] لا يمكنهم أن يكونوا ديمقراطيين وكثيرا ما تم التعبير عنه من قبل الخبراء الإسرائيليين والأمن الغربي.


س- هل سمعت ما دار بينه وبين عبد الفتاح الشريف.
وقد اقترح الرئيس مبارك نفسه قائلا أن بعد التعددية، فضلا عن [[الديمقراطية]]، هي الطريق الصحيح إلى الأمام.  


جـ- أنا معرفش عبد الفتاح الشريف هذا..
وقال [[(كما فعل الرئيس حافظ الأسد وابنه بشار)]] أن الاحتياجات الاقتصادية في [[مصر]] يجب معالجتها قبل إلقاء الضوء على [[الحرية السياسية]].  


س- ألم تسمع انه طلب عبد الفتاح الشريف عن طريق شمس الشناوى وقد علم بأمر  هذا التنظيم وتحدث مع عبد الفتاح الشريف فى أن لديه مجموعة من العسكريين ويمكنه التعاون معهم.
وقال أيضا أن قوى المعارضة و/أو الشعب الأمي في البلاد كان غير ناضج سياسيا بشكل يجعله يتقبل هذا الانفتاح السياسي.


جـ- لم أسمع شىء من هذا
وقد أعلن مؤخرا التزامه ب[[الديمقراطية]] قائلا، '''"إنني أريد مصرا قوية و[[ديمقراطية]] مصرا تسعى لمستقبل حر من أجل جميع المصريين،"''' ووعد بعمل إصلاحات دستورية من شأنها معالجة بعض السلطات التنفيذية.


س- هل يعرف محمد قطب تنظيمك السرى
وفي بعض الأوقات أعاد تأكيده على الإرهاب وهو السبب الحقيقي في الإبقاء على قانون الطوارئ. 


جـ- لا
وبينما لا يثق العديد من المراقبين في [[الحزب الوطني الديمقراطي]] صرح الرئيس مبارك أنه لا يمانع تعديل المادة رقم 76 (والذي يطالب الحزب بأن يكون لديه 5% من مقاعد البرلمانين ليمكنه تقديم مرشح رئاسي).


س- ولم لم تبلغه به وهو يساير أفكارك فى كتاباته.
أما المستقلون فيحتاجون لدعم 250 عضوا من البرلمان المصري والمجالس المحلية، مما يجعل من المستحيل تقدمهم للانتخابات.


جـ- أنا أعرف عن طبيعة محمد عدم الميل إلى الاختلاط بأية تجمعات هذا من ناحية – ومن ناحية أخرى أنى كنت حريص دائما على ألا يعرف بأمر هذا التنيم ولو كان أقرب الناس إلى لتضييق دائرة من يعرفون بذلك.
أما الاعتراض الثاني، فيتمثل في عدم أن الحكومة إذا ما سمحت بحزب قانوني [[للإخوان المسلمين]] فإنهم يمكن أن يتحولوا إلى قوى غير إسلامية.  


س- الم تبلغ أنت محمد يوسف هواش بأن أعضاء التنظيم سيتصلون به ليحل محلك فى قيادتك قبيل  اعتقالك ؟
وبما أن الحكومة لن تسمح لهم بالدخول في النظام فإنهم سوف يقومون بإرباكها نظرا لقوة معارضتهم.


جـ- أنا لا أتذكر  أكثر من التمهيدات التى ذكرتها.
وإذا ما ناقش أحد هذين الترجيحين فإنه يجد أن من الحقيقي أن [[الإخوان المسلمون]] قادرون على جذب دعم شعبي لا يمكن لحركت المعارضة "كفاية" و[[أحزاب المعارضة]] الصغيرة الأخرى القيام به.  


س- هل تعرف أن هناك تنظيما فى السجون.؟ 
فإذا ما بدلت أحكام الانتخابات البرلمانية والانتخابية وكان [[الإخوان المسلمين]] حزبا سياسيا شرعيا، فإنه كان على مقدرة في إحراز دعم يتحدى به [[الحزب الوطني الديمقراطي]].  
     
جـ - عرفت فى مناسبتين – الأولى فى صورة أنهم يفكرون فى هذا وكان ذلك من عبد العزيز عطية فى مايو 1964 عند حضوره من الواحات ومرة أخرى من الطوخى عندما طلبت منه بيانات عن الإخوان الذين كانوا فى القناطر, وأبلغنى أنهم كانوا جعلوا واحد منهم فى كل حى عشان يطل على الموجودين دون  أن يشعرهم أنه  أنه مكلف  بشىء من هذا, وفهمت استنتاجا أن هذا يكون بتعليمات من أعضاء المكتب الموجودين بقنا وطره.


س- هل لك علاقة بهذه التنظيمات ؟
فإذا لم يكن مبارك في السلطة بحلول العام[[ 2011]] (ومن المتوقع أن لا يكون) ولم يتحدد من يتولى بعده وستدخل البلاد في دوامة العنف، فما الدور الذي سوف يلعبه [[الإخوان المسلمون]] وقتها؟


جـ لا – وهذه تنظيمات المشرفين على الجماعة والمفروض أنهم أعضاء مكتب الإرشاد السابق وأنا علاقتى بأفراد إنما مليش علاقة بتنظيم.
إن المشهد الضخم لأجهزة الأمن وإمكانية القتال المسلح مع الإسلاميين المعتدلين يعد اقتراحا أكثر خطورة أكثر من العنف المتقطع والذي لا مفر منه من قبل المتطرفين الإسلاميين والذي يمكن أن يستمر.


س- وعلى أى نحو شكلت هذه التنظيمات فيما تعرف ؟
== الاحتواء الأيديولوجي للتهديدات ==


جـ- ليس لدى تفصيلات أكثر من أنهم قبل خروجهم عينوا واحد مسئول ونقطة ارتكاز فى كل حى وأنا لا أعرف مين اللى عينوهم.
إن فكرة أن الإسلاميين على وجه العموم، و[[الإخوان المسلمين]] على وجه الخصوص، يقومون بدعم أيديولوجية [[الجهاد]] ليست بفكرة صادقة، بالرغم من أن عددا من المصادر قد أكد على أن هذه هي القضية.  


س- وما الغرض من هذه التنظيمات فيما تبنيت ؟
أولا، قامت [[الإخوان |الجماعة]] بترك النشاط الجهادي والعنف ضد النظام منذ تجاربها في الأربعينيات والخمسينيات.


جـ- إيجاد نقط ارتكاز يتجمع عليها الإخوان بعد خروجهم من السجون حتى لا تتفكك جماعة الإخوان.
ومع ذلك فإن [[الإخوان |الجماعة]] قد قدمت جماعات أخرى إسلامية معتدلة مثل الوسطية والتي تقترح أيضا تغييرات داخل [[النظام السياسي]] القائم وتنبذ العنف.  


س- ألا يتعارض هذا مع قانون حل الجماعة ؟
أما بالنسبة للتصريحات الملهبة فيمكن ملاحظة وجود الخطباء التابعين للحكومة الذين يشعرون بالذنب إذا ما تطرفوا تجاه المسيحيين بالقول أكثر منه تجاه [[الإخوان المسلمين]].


جـ- طبعا يتعارض.
أما نقاط لأما نقاط الخلاف فتظهر في التناقض المصري حول الدعم المصري والإسرائيلي للتنظيمات الإسلامية الأخرى مثل [[حزب الله]] و[[حماس]]، ويعتبرهما معظم المصريين المسلمين كمعتدلين يسعون للحرية القومية.  


س- ألم يتصل أحد منهم بك بعد خروجك من السجن ؟
وبالرغم من أن هذه الجماعات قد شجبت بقوة من قبل الإسرائيليين باعتبارها جماعات إرهابية، فإن المصريين لا يتفقون معهم تجاه متطرفي القاعدة.


جـ - لا.
وما زال التيار الإسلامي لديه قوة باقية بكل وضوح وعلى الغرب أن يدرك ذلك.  


س- الم يتصل بك الطوخى محمد طه بعد خروجك من السجن ؟
ومن الواضح أيضا أن هناك ضرورة للحوار في البلاد بين القوى المعتدلة سواء علمانية أو دينية.


جـ- هو زارنى بعد خروجه من السجن وأنا كنت خرجت قبله وتقابلنا ثلاث مرات. مرتين جانى من غير ما أطلبه ولم يحدث فيهما حديث تنظيمى والمرة الثالثة فى فبراير أو مارس 1965 وأنا اللى طلبته عشان أخذ منه بيانات عن حالة من كانوا معاه فى سجن القناطر وخرجوا وأعطانى بيانات عن أحوالهم واستعرضت معاه أسماءهم ودرجة تحصيل كل منهم ثقافيا – وادانى معلومات عن حوالى 95 واحد اللى كانوا فى القناطر ويتضح من البيانات اللى حصلت عليها منه أن هناك حوالى 25 فرد يعتبروا متقدمين فى دراساتهم الإسلامية و23 لم يدرسوا شيئا اصلا أثناء السجن وحوالى 50 بين بين.
وبما كان غياب المعرفة المحددة للاعبي السياسة في الشرق الأوسط قد ضلل بعضا من صناع [[القرار السياسي]].


س- هل حدد لك مناطق مسئولية كل منهم وأسماء المسئولين ؟
== احتمالية بيئة متطرفة؟ ==


جـ- لا ومرجعه فى هذا لعبد العزيز عطيه لا لى ودى مسالة تنظيمية وأنا مليش صلة تنظيمية بهم.
ظهرت الحملة الإعلامية والسعي وراء المعلومات قبل وبعد 11/9، ومن مظاهر هذا السعي كان استخدام الإنترنت من أجل الحصول على المعلومات وتمويل الجماعات المسلحة ودور المساجد العامة والخاصة، كما تنوعت تأثيرات هذه القضايا.  


س- وما صفتك فى الحصول على هذه البيانات ؟
وقد انتشر الإنترنت بشكل كبير في [[مصر]] بعد سنوات من انتشاره في الولايات المتحدة وبينما قام بعمل تأثير ملحوظ فإنه من المهم إدراك أنه غير متاح لجميع المصريين بأي شكل من الأشكال كما لم يقم بأي دور كبير في التسلح الإسلامي في الثمانينيات وبداية التسعينيات.


جـ- كان فى حسابى  للمستقبل إعادة تنظيم هؤلاء المتفوقين فى أسر لضمان استمرارهم فى البرامج الدراسية.
وفي الحقيقة فبالرغم من التأكيد علة وجود مقاهي الإنترنت أو وعى الجيل القادم في يومنا هذا فإن الإنترنت سوف يعطى أهمية كبيرة في مجال المعلومات بسبب الأمية وقلة إمكانيات أجهزة الكمبيوتر وارتفاع تكلفة استخدام هذه الخدمة في المنازل أو استخدامها في مكاتب العمل والمراكز.  


س- هل اتصلت بأحد منهم ؟
وبينما كان الإنترنت أمرا قيما بالنسبة للتنظيمات القائمة فإن الموبايل الذي انتشر بشكل كبير (رسائل فورية وكاميرا) قد كان له تأثير سياسي أكبر ولم يقتصر على المسلحين الإسلاميين.


جـ- نعظمهم زارونى فى البيت من نفسهم بعد خروجهم من السجن.
وبينما أنذرت الحكومة وأجهزت الأمن بالأحداث المتواصلة وإمكانية استخدام الإنترنت للتنفيذ كانوا قلقين حيال استخدامه من أجل أشكال سياسية واجتماعية أخرى للانشقاق.  


س- وهل نظمتهم فى أسر ؟
كما أن تناول قضية التمويل يعد أمرا غاية في الصعوبة بسبب عدم وجود الشفافية وبسبب [[الاقتصاد]] غير الرسمي وعدم كفاءة الادخار حتى في بنوك الحكومة.


جـ- لا – وده كان مشروع للمستقبل لم ينفذ.
وعلاوة على ذلك فإن النشاطات الخيرية وبناء المساجد (الزكاة) وتمويل النشاطات الإسلامية الأخرى يعد أمرا إلزاميا على جميع المسلمين.  


س- هل حدثت أيا منهم عن تنظيمك السرى ؟
وإضافة إلى ركن الزكاة، فإن خفض هذه التمويلات ليس من المصلحة لأنه يمكن أن يوجد تنوعا في الخدمات الخيرية والاجتماعية والتي من شأنها أن تزيد من حدة التوتر.


جـ- لا..
وقد ظهرت هذه العلاقة بوضوح في صعيد [[مصر]] في بداية التسعينيات.  


س- وما مناسبة هذا الطلب من الطوخى محمد طه فى الوقت الذى كنتم تفكرون فى القيام بعمليات الاغتيال والتخريب ؟
فإصرار الحكومة المصرية والغرب على قطع علاقات المجتمع المصري بالتنظيمات الإسلامية والاجتماعية قد نتج عنه مضاعفة الغضب ضد الدولة.


جـ- اللى حصل أن بعض الشبان الخمسة كان يسألنى ألا نضم احد من الخارجين من القناطر وأحيانا كانوا يسألون عن أسماء بالذات وكانت إجاباتى دائما لا لأن هؤلاء حتى لو نظموا فيجب أن ينظموا بعيدا عن هذا التنظيم فضلا عن أنى لا أعرف بالدقة مدى حالتهم فهذه المناسبة أردت أن أعرف أية أحوالهم أما تنظيمهم فكان أمر متروك للمستقبل البعيد.
وبلا شك فليس هناك تأثير أكثر من تأثير المسجد ورسائله الأيديولوجية التي تنطلق منه بشكل أسبوعي، وقد اتهمت الحكومة المصرية بالسماح بالتحريض للتطرف في المساجد.  


س- ألم تحسس موقف هذه التنظيمات من العمليات التى تحرك من أجلها  أعضاء تنظيمك السرى ؟
لذلك فقد روقبت الإجراءات التي تتخذ في هذه المساجد من قبل وزارة حكومية.


جـ أنا كنت أعرف أن لهم اتجاهات غير اتجاهاتنا من ناحية المفهومات للمنهج الحركى وما كانش لهم وضع حركى.
وقد لعب[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف| الأزهر]]، كمؤسسة دينية رئيسية في البلاد، دورا مهما في ضبط جميع العمليات والخطباء والنشطاء وقام بتأميم المساجد (تم تأميم 3.000 مسجد عام 1962 بينما وصل العدد إلى 50.000 مسجد بحلول العام[[ 1994]]).  


س- ألديك أقوال أخرى.
وعلى كل حال فقد تم بناء عدد ضخم من المساجد الخاصة في هذه الفترة في البلاد، والعديد من هذه المساجد لم يكن يخضع لأي مراقبة وقد بلغ عدد هذه المساجد 20.000 بحلول العام [[1994]] وقد زاد هذا العدد في يومنا هذا، وقد ركزت الحكومة مراقبتها على مساجدها بالإضافة إلى عملها لضم أكبر عدد ممكن من المساجد الخاصة إلى النظام القومي. 


جـ- لا..
ومن خلال دراسة واحدة على الأقل ومراقبة جيدة للتفاعل بين [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] والحكومة يمكن للمرء ملاحظة بأن الدولة المصرية تحاول أن تفرض جهودها للسيطرة على المجتمع – سواء ما إذا كانت تحاول السيطرة على المنهج الديني أو السياسي – هذه الجهود التي يمكن أن يكون لها ردة فعل عكسية في هذه القضية مما يعني أنه من الصعب إصلاح الرؤى الليبرالية أو "الحديثة" المعتدلة مع مزيد من الرؤى المحافظة داخل [[ الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] ومن ثم داخل المجتمع.  


تمت أقواله وأمضى
وبتعاون [[ الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] مع الحكومة فإن الاستقلال التقليدي للخطباء – وما زال خطباء المساجد الخاصة خارج قبضتهم – كان مؤيدا.


امضاء
== احتمالية تحولات دائمة؟ ==


رئيس النيابة
يقوم المراقبون الحكماء بالتعامل مع [[التطور السياسي]] على أنه "تحول" حتى وإن كانت التغييرات النظامية تسير بخطى بطيئة جدا.


امضاء
وبالرغم من التغيير البطيء فقد كان هناك تغييرات واضحة في العامين [[2004]] و[[ 2005]]، وقد بدأت هذه التغييرات بظهور حركة كفاية ومطالبتها مع أصوات المعارضة الأخرى بإنهاء قانون الطوارئ والسلوك الذي يبيح لأجهزة أمن الدولة أن تتصرف كما يحلو لها وإنهاء الفساد وإصلاح الحملات الانتخابية وعدد من الإجراءات الأخرى.


وعقب هذه التطورات صرح الرئيس مبارك نيته للسماح بعمل انتخابات رئاسية متعددة المرشحين في[[ فبراير 2005]] وبالتالي أدى ذلك إلى التعديلات الدستورية (من خلال الاستفتاء) وهو يفتح الباب أم من يرغبون للتقدم لمنصب الرئيس بشكل نظري.


===مذبحة الليمان===
وعلي كل حال فقد مثل هذا '''"خطوة للأمام وخطوتين للوراء"''' وقد منح التعديل فرصا إضافية للحكومة لتزيد من قمعها.


وانتهى بذلك التحقيق مع المرحوم الشهيد سيد قطب... ورغم كل ما تعرض له من تعذيب فإنه كان صادقا.. لم يشأ أن يستجيب للوعود... ولم يرهبه الوعيد.. لكى يغير من حقيقة الواقع.. أنه ذكر بالتفصيل أن التنظيم كان يهدف إلى إعداد المجتمع المسلم ولم يفكر فى التسليح إلا للدفاع عن كيانه عندما تبدأ عمليات الإتاحة به... خوفا مما يتعرض له أعضاؤه من تعذيب ومن قتل بالجملة..
وبسبب القيود التي وضعت للمشاركة – فقد حددت التعديلات مشاركة الأحزاب التي تمتلك 5% من الأصوات لتقدم مرشحين ويجب أن يكون هؤلاء المرشحين قادة في أحزاب أو أعضاء في الجماعات التنفيذية لها – فإنه من المستحيل على المستقلين المشاركة في الانتخابات بسبب شرط توقيع 250 عضو من أعضاء المجالس التشريعية والذي نص عليه التعديل، فهم بذلك  مطالبون بأخذ توقيعات من مسئولين في [[الحزب الوطني الديمقراطي]].  


وكانت صورة  الماضى القريب .. صورة ما حدث لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى عام 1954 ماثلة فى الأذهان.. صور الشهداء الذين حكم بإعدامهم تتراءى أمام عيون أفراد التنظيم.. آثار ألأوان التعذيب المختلفة التى كان يشرف عليها على صبرى وكمال رفعت ورجال البوليس الحربى للمتهمين فى عام  1954 لا تزال ماثلة فى أذهانهم ومحفورة على أجسام بعضهم..
ويختلف هذا عن متطلبات الترشيح في الغرب فالأمر هناك يقتصر على توقيعات المصوت لإضافة مرشحين أو في بعض الأحيان المبادرة لصناديق الاقتراع.  


مأساة مذبح\ة ليمان طره يوم أول يونيو سنة 1957 لا تزال يتناقلونها فى جلساتهم تلك المذبحة التى ذهبت ضحيتها 23 شهيدا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين حكم عليهم فى محاكمات  1954.. وكانت إدارة الليمان قد أعلنت أنه تقرر إعفاء كل من أمضى 24 شهرا فى العمل بالجبل من هذا النوع من الشغال الشاقة.. وتقدم أعضاء جماعة الإخوان يطلبون تطبيق هذا المبدأ عليهم.. ورفض طلبهم.. وقرروا الامتناع عن الذهاب إلى الجبل..
وإضافة إلى هذا فإن مثل هذه القوانين تستبعد [[الإخوان المسلمين]] من المشاركة حيث أنها ليست حزبا شرعيا.  


واعتبرت إدارة الليمان ذلك تمردا... وأحضرت فرقة من الجنود أطلقوا الرصاص فى " الليمان" على الإخوان المسلمين داخل عنابرهم... ولقى 23 مصرعهم وأوصيب العشرات... وحفظ التحقيق بطبيعة الحال.. وذهبت دماء 23 شهيدا هدرا..
وفضلا عن إرباك انتصار الإسلاميين الانتخابي أو تقوية [[الأحزاب السياسية]] العلمانية وفتح إطار العمل السياسي للسماح بتمثيل أكبر لأحزاب المعارضة، فقد شجع هذا الإصلاح الانتخابي النظام على مواصلة تقييد الإصلاح السياسي ومنع [[أحزاب المعارضة]] من تخطي عتبة المشاركة.


ومن أجل ذلك فإن أعضاء التنظيم عندما أحسوا بمؤامرات الشيوعيين فى مصر ضدهم إثارة السلطات عليهم لتكرر معهم مأساة عام 1954 قرورا أن يواجهوا الاعتداء.. بالمقاومة.. ومن أجل ذلك بدأوا فى التدريب على السلاح.. ولولا شعورهم بقرب اعتقالهم لما فكروا فى أى عمليات بالسلاح.. هكذا قال سيد قطب فى أقواله.. وهى نفس الحقيقة التى ذكرها كل الذين كانوا مع سيد قطب ما عدا على عشماوى الذى تضاربت الأقوال فى حقيقته..
وقد قيل أن مبارك قد بذل ما في وسعه ليظهر على الأقل بشكل ديمقراطي من خلال التفكير في الاقتراح الانتخابي وقد قام بالاستفتاء لتمرير هذا الاقتراح.  


هناك قول بأنه كان من صنيعة رجال المباحث الجنائية العسكرية .. وأكد ذلك الاتجاه أسئلة صلاح نصار لسيد قطب عما ذكره على عشماوى فى التحقيقات.
فأحزاب المعارضة الصغيرة في [[مصر]] – الوفد والناصريين والغد والتجمع و[[حزب العمل]]، الذي أصبح غير قانوني، وحركة كفاية إلى جانب أعضاء من نادي القضاة – قد عارضت الاستفتاء وقاطعته.  


ولا شك أن القارىء سيشعر من أسئلة صلاح نصار لسيد قطب أن الحركة التى أطاحت بالإخوان المسلمين كانت بسبب الأفكار التى دونها سيد قطب فى كتبه "معالم على طريق" والتى فسرها أ‘وان الرئيس السابق عبد الناصر من عملاء السوفيت أ،ها مطالبة للإطاحة بحكمه ووصفه بالحكم الجاهلى... ومن أجل ذلك قدم سيد قطب والمئات من الإخوان إلى محاكم الشعب.. وكانت محاكمات هزلية.. فالأحكام فيها كانت معروفة قبل أن تبدأ المحاكمة.. وفى الباب القادم تقدم صورا من جلسات القاضى الأوحد للعهد البائد محمد فؤاد الدجوى التى حاكم فيها شهداء الإخوان المسلمين سيد قطب وعبد الفتاح اسماعيل ومحمد يوسف هواش.
وهناك العديد من الأسئلة التي ظهرت بزيادة قوة [[الإخوان المسلمين]] والسؤال حول سواء كانت الجماعة ديمقراطية أم أنها ستدعم [[الديمقراطية]]، فكيف ستقوم بمعاملة الأقليات أو المعارضة السياسية؟
وبينما قاطعت أحزاب معارضة غير إسلامية، مثل الغد والتجمع، الاستفتاء فإنهم كانوا قلقين لبعض الوقت هم و[[الحزب الوطني الديمقراطي]] من زيادة الدعم [[للإخوان المسلمين]].  


</div><noinclude> </noinclude>
وكثيرا ما يقول [[الحزب الوطني الديمقراطي]] أن[[ الإخوان المسلمين]] إذا ما حازوا على الشرعية وتولوا السلطة فإنهم لن يحترموا حقوق المنافسة السياسية، ولذلك قامت الحكومة باتهام [[الإخوان المسلمين]] بعمل تكتيكات سرية من أجل انتخابات النقابات عام [[1989]] لتقوم بإظهار تزايد نجاح [[الإخوان|الجماعة]]. 


ولم يكن هناك دليل واضح على التلاعب في هذه الانتخابات (وقد كيلت الاتهامات من قبل أجهزة الأمن التي طالما قامت بتعزيز [[الحزب الوطني الديمقراطي]] ومصالح الحكومة) ولم يكن لها تأثير على القرار.


وقد ناقش [[الإخوان المسلمين]] عملية [[الديمقراطية]] وأظهروا مزيدا من الاهتمام بها كما ألقوا الضوء على غياب [[الديمقراطية]] في[[ مصر]].


==الباب السابع ==
ولكن الخصوم خافوا من موقفها في "حروب الثقافة" وأنها سوف تحرم العلمانيين أو مزيد من المواقف الانتخابية من ممارسة السياسات.


<div class="reflist4" style="height: 500px; overflow: auto; padding: 3px" >
كما التزم [[الإخوان المسلمون]] كذلك بحقوق المواطنة كاملة مع الأقباط (المسيحيين) المصريين، ثم جاء بعد ذلك بعض متحدثي [[الإخوان]] وقال بأن المسيحي لا يمكنه تولي منصب الرئاسة ويجب أن يدفع ضريبة في ظل الحكم الإسلامي.


*قرارات اتهام بالجملة
فالتأثير التراكمي لنطاق المشاركة السياسية الضيق هو أن [[الأحزاب]] المختلفة لم تعد بحاجة للتعاون أو للعمل مع الحكومة.
*اتهامات للقتلى
*القاضى الأوحد
*محاكمة سيد قطب
*محاكمة هواش
*محاكمة عبد الفتاح اسماعيل
*محاكمة زينب الغزالى
*إعدام فى الفجر


وفي المقابل فإن هناك قوى سياسية أصبحت خبيرة في الخدع القذرة والاتهامات العامة واللعب بالأفكار الرئيسية مثل الإرهاب أو من ناحية أخرى الإبعاد وخيبة الأمل.


===قرارات اتهام بالجملة===
ويشعر بعض المراقبين بأن [[الإخوان المسلمين]] و[[الأحزاب السياسية]] الأخرى ربما يعارضون نمو مصالح العمل الدولية.


استمرت تحقيقات النيابة العامة مع أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين تجرى داخل السجن الحربى رغم محالفة ذلك لنصوص قانون الإجراءات الجنائية.. ولكن عبد الناصر فى قانون فرعون الذى أصدره  أعفى رجال النيابة من التقيد بأى نصوص.
وبالرغم مما قلته في الأعلى (وفي أي مكان) بأن الوضع الاقتصادي لأغلب المصريين يزداد سوءا، والحقيقة أن الصورة مشرقة للمستثمرين الأجانب مقارنة بالعقود التي مضت.  


واستغرقت التحقيقات مع أكثر من الألف من المقبوض عليهم 4 شهور فقط.. ولم يستطع أى محقق أن يسجل فى محاضر التحقيق  شيئا مما رآه بعينيه من آثار التعذيب على المتهمين.. أو سمعه بأذنيه من أفواههم باستثناء ما سجله حسن جمعه المحامى العام حاليا عند استجوابه الشهيد محمد يوسف هواش..
ويختلف المستثمرون الأجانب ومع ذلك فإن المصالح أوروبية أو الأمريكية ربما تكون في خطر من تأكيدات [[الحزب الوطني الديمقراطي]] بأنه لو سيطر الإسلاميون على [[مصر]] فإنهم لن يكونوا ودودين مع بيئة الاستثمار مثلما هي عليه الآن.  
وفى يوم 3 فبراير سنة 1966 عقد وزير العدل مؤتمرا صحفيا وأعلن فيه صلاح نصار رئيس نيابة أمن الدولة أول  قرار اتهام فى قضايا تنظيم الإخوان .. ويضم ما أسماهم القادة.. وشمل القرار 43 متهما بينهم ثلاثة فى السعودية وامرأتان هما السيدة زينب الغزالى والآنسة حميدة قطب.. أما الباقون فأغلبهم من خيرة شباب مصر.. فقد ضم قرار الاتهام:


1- سيد قطب إبراهيم... وعمره 60 سنة ووظيفته كاتب..
فالعمالة الرخيصة في [[مصر]] هي من أهم اعتبارات العمل كما أن مظهر الهجمات الإرهابية قد تم تعويضه بحقيقة أنه خلال العشرون عاما الماضية، عندما سقط قطاع السياحة لفترة من الوقت، فإنه استعاد مكانته ما بين 12 إلى 24 شهر.


2- محمد يوسف هواش.. وعمره 43 سنة ووظيفته مراجع صرف طلبات بالجمعية التعاونية للبترول.
== انتخابات[[ 2005]] ==


3- على أحمد عبده عشماوى... وعمره 38 سنة... ووظيفته كاتب حسابات بشركة المصرية العامة للأساسات.
كانت مدة حملة انتخابات [[2005]] قصيرة جدا (ما بين 17[[ أغسطس]] إلى 4 [[سبتمبر]]) ومع أن الحكومة كانت كارهة لشعار الوفد الذي استخدموه في حملتهم، "انخنقنا" فإنها لم تقم بإلغائها، ولم تقم الحكومة كذلك بمراقبة مناقشة الفساد والموارد المالية لمبارك أو العلاقات الإسلامية المسيحية بشكل ناجح.  


4- عبد الفتاح عبده اسماعيل... وعمره 41 سنة... ووظيفته قبانى بكفر البطيخ.
وقد طلبت [[جماعة الإخوان المسلمين]] من أعضائها عدم التصويت للفساد أو الطغيان.  


5- أحمد عبد المجيد عبد السميع... وعمره 32 سنة.. ووظيفته موظف بوزارة الحربية.
ومن جانبه وعد الرئيس مبارك بإلغاء قانون الطوارئ الذي بدأ العمل به في [[1981]] (وبالرغم من ذلك عمل على إعادة تجديد القانون بعد حملته).  


6- صبرى عرفة إبراهيم الكومى... عمره 35 سنة ووظيفته مدرس بدار المعلمين بالمنصورة.
وقد شهدت الانتخابات الرئاسية حضورا ضعيفا بنسبة حوالي 22.9% (7.059.010 من إجمالي 32 مليون مصوت) وقد ظهرت ادعاءات تقول بأنه كان هناك تأثيرات على الرأي وانتهاكات.  


7- مجدى عبد العزيز متولى ... وعمره 38 سنة ... ووظيفته مدير إنتاج بشركة النصر لصناعة الأقلام.
فعلى سبيل المثال رأى شاهد عيان أن [[الحزب الوطني]] يحضر المصوتين بالأتوبيسات إلى صناديق الاقتراع، وذكر آخرون عدة انتهاكات، من بينها أن الموظفين الذين راقبوا الصناديق في [[ :تصنيف:إخوان الأقصر|الأقصر]] كانوا يقومون بإخبار المصوت بالتصويت لمبارك بينما قام البعض الآخر بملأ صناديق الاقتراع بالمصوتين، ومصوت آخر ب[[:تصنيف:إخوان االإسكندرية|الإسكندرية]] وُعد بوجبة مقابل تصويته لمبارك.


8- عبد المجيد يوسف الشاذلى... وعمره 28 سنة... ووظيفته كيماوى بشركة مصر للحرير الصناعى بكفر الدوار.
وإضافة إلى ذلك انتظرت لجنة الانتخابات الرئاسية بعد ساعات من بدء التصويت لتفويض لجان المجتمع المدني (منظمات غير حكومية) وحتى بعد الحصول على التفويض.  


9- عباس سعيد السيسى... وعمره 47 سنة... ووظيفته صاحب معمل ألبان بشارع النيل برشيد.
وعندما كانت المنظمات غير الحكومية تذهب لصناديق الاقتراع فإنهم كانوا يواجهون إما بالمنع من الدخول أو بالضرب المبرح.  


10- مبارك عبد العظيم محمود عباد...وعمره 30 سنة...ووظيفته مدرس ثانوى.
وقد تم رفض طلب قضائي بعقد الانتخابات خلال أيام (للسماح بالمراقبة عليها).


11- فاروق أحمد على المنشاوى... وعمره 23 سنة ووظيفته مهندس كيمائى.
وقد وجه[[ أيمن نور]]، المرشح الرئاسي، العديد من الاتهامات الإضافية ومنها استخدام حبر يسهل إزالته أو أنه لم يتم استخدام حبر.  


12- فايز محمد اسماعيل يوسف... وعمره 21 سنة.. ووظيفته مهندس.
وفي النهاية فإن الرئيس قد انتخب مرة أخرى من قبل حوالي 6.316.784 أي (88.571%) من المصوتين، أما [[أيمن نور]] فلم يحقق مثل ما أمله الديمقراطيون ولكنه حقق أكثر مما توقعه [[الحزب الوطني الديمقراطي]] حيث تلقي 540.405 أي (7.577%) من الأصوات، وبذلك فقد سبق قائده الأسبق في [[حزب الوفد]]، نعمان جمعة، الذي تلقي من الأصوات 208.891 أي (2.928%) من الأصوات. 


13- ممدوح درويش مصطفى الديرى... وعمره 25 سنة... وهو طالب ببكالوريس علوم عين شمس.
أما بقية المنافسين فقد تلقوا ما يقل عن 1% من الأصوات وهم أسامة شلتوت وحيد الأقصري وإبراهيم ترك ومحمد قناوي وأحمد الصباحي(البالغ من العمر 90 عاما ويرتدي طربوشا من أجل الحملة)، و[[فوزي غزال]] ورفعت العجرودي.


14- محمد أحمد محمد عبد الرحمن... وعمره 24 سنة... وهو مهندس مناجم.
والبرلمان المصري له هيئتان تشريعيتان يتألفان من مجلسي الشعب والشورى.


15- جلال الدين بكرى ديسناوى... وعمره 25 سنة... وهو مهندس.
فالانتخابات التشريعية التي عقدت في [[نوفمبر]] قد شملت انتخابات مجلس الشعب وقد شابها التلاعب في الأصوات وأنواع أخرى من الفساد.  


16- محمد عبد المعطى الجزار وعمره 29 سنة.. ووظيفته معيد بمؤسسة الطاقة الذرية.
ويتألف مجلس الشعب من 444 عضوا منتخبا يختار منهم الرئيس 10 أعضاء.  


17- محمد المأمون يحيى زكريا.. وعمره 25 سنة... ووظيفته  موظف بمؤسسة الطاقة الذرية.
وفي مرحلتي الانتخابات التشريعية احتفظ [[الحزب الوطني الديمقراطي]] بأغلبيته بعدما قام أعضاء الحزب الذين دخلوا الانتخابات كمستقلين بالانضمام إلى الحزب.  


18- أحمد عبد الحليم السروجى... وعمره 27 سنة.. وهو معيد  بمؤسسة الطاقة الذرية
ومنذ أن أصبح هناك أعداد متزايدة لأعضاء [[الإخوان المسلمين]] أصبح البرلمان أكثر صراحة ولكنه لا يملك المقدرة على اتخاذ أفعال مؤثرة تعارض التنفيذ مثل التعديلات التشريعية الأولى القابلة للتنفيذ، فإذا ما كان هناك معارضة أكبر فإنه من الممكن (إن لم يكن من المؤكد)أن تسير في هذا الاتجاه.  


19- صلاح محمد خليفة... وعمره 26 سنة.. وهو معيد بمؤسسة الطاقة الذرية.
أما مجلس الشورى فيتألف من 264 عضوا (يختار الرئيس ثلث هذا المجلس) ومدته تكون 6 سنوات وهو ليس إلا هيئة استشارية.  


20- السيد سعد الدين شريف... وعمره 25 سنة.. وهو مهندس.
وقد قامت [[أحزاب المعارضة]] بعمل جبهة قومية متحدة للتغيير ولكن [[الإخوان المسلمين]] قدموا مرشحين تحت شعارها الخاص وفازوا بنسبة 20.7%  من الأصوات في الجولة الأولى، أما [[الأحزاب]] الأخرى ففازت بنسبة 3.5% مقاعد البرلمان وهذه النسبة تتناسب مع حجم هذه [[الأحزاب]].  


21- محمد عبد المعطى عبد الرحيم... وعمره 24 سنة...ووظيفته رئيس قسم الزخرفة بمصانع الخزف.
وقد حاولت الحكومة إرباك [[الإخوان المسلمين]] بعد الجولة الأولى من التصويت خوفا من النتائج القادمة.  


22- أمام عبد اللطيف غيث... وعمره 23 سنة... وهو مهندس.
أما ما سجلته الحكومة مع منافسيها السياسيين على الصعيدين الرئاسي والبرلماني فتبين نيتها الحقيقية في استجلاب المزيد من القوة بقدر المستطاع، وقد كان هذا واضحا من خلال اعتقالاتها ليس فقط لأعضاء [[الإخوان المسلمين]] بل [[لأيمن نور]] وجيهان [[السادات]] ومحتجون آخرون وقضاة حاولوا أن يتبعوا عملية المراقبة الموكلة إليهم.


23- كمال عبد العزيز سلام... وعمره 26 سنة... وهو ملازم أول بالقوات المسلحة.
== القضاء في الانتخابات الأخيرة ==


24- فؤاد حسن على متولى... عمره 24 سنة... وهو أيضا ملازم أول مهندس بالقوات المسلحة.
قام القضاء مرة أخرى بالدفاع عن واجبهم في مراقبة انتخابات [[2005]] وقد كانت شكواهم الأساسية والتي تطلب حساب النتائج كلها خلال 24 ساعة قد أعاقت رؤيتهم.  


25- محمد أحمد البحيرى... ,عمره 22 سنة... وهو مهندس.
وقام القضاة بالاحتجاج وبحلول ربيع [[2006]] كان مشهد محاكمة الحكومة لقضاتها لمحاولتهم تنفيذ إجراءات الشفافية التي وعدوا بها وهو الأمر الذي أغضب طبقات مختلفة من الشعب المصري.  


26- حمدى حسن صالح... ,عمره 28 سنة... ووظيفته معاون مجلس قروى أبو زعبل.
وقد حوكم قاضيان من محكمة النقض، وهما [[هشام البسطويسي]] و [[محمود مكي]]، عندما قاموا بتقديم استجواب حول التزوير غير القانوني في عام [[2005]].  


27- مصطفى الخضيرى.. وعمره 23 سنة.. ووظيفته محقق.
وقام خمسون قاضيا بجلسة احتجاجية في المراكز الرئيسية في النقابة وقامت الشرطة بتفريقهم ومن ثم قامت بضرب واحد منهم.


28- السيد نزيلى محمد عويضة.. وعمره 27 سنة... ووظيفته أخصائى اجتماعى.
وقد احتج 9000 قاضيا على شيء أكثر أهمية وهو إيجاد التوازن بين السلطة التنفيذية والفروع الأخرى من الحكومة في [[مصر]].  


29- موسى مصطفى موسى... ,عمره 23 سنة... ووظيفته مساعد باحث بالمركز القومى للبحوث.
كما أن النضال بين القضاء والسلطة التنفيذية قد هدأت حدته بتفجيرات دهب، مع أن القضاء لم يؤثر في حجة الأمن لمواصلة قانون الطوارئ الذي تم التصويت عليه من خلال [[مجلس الشعب]] في [[2006]].  


30- محمد بديع عبد المجيد... وعمره 21 سنة... وهو معيد  بكلية الطب البيطرى.
واقل العديد من المصريين أنه مع هذه التفجيرات قامت أجهزة الأمن بالتأكيد على التهديد السياسي المحتمل.  


31- محمد عبد المنعم شاهين... وعمكره 23 سنة... ووظيفته باحث اقتصادى بوزارة التخطيط.
أما استفتاء 26 [[مارس 2007]] حول تعديلات الدستور المصري فقد تمت مهاجمته ومقاطعته من قبل المعارضة، فهذا التعديل يقوم بمراجعة المادة 88 وهو ما ينتج عنه إزالة المراقبة على الانتخابات محولا هذه المراقبة إلى لجنة انتخابية.  


32- محمود أحمد فخرى.. وعمره 21 سنة وهو طالب بكالوريوس تجارة عين شمس
وقد أسكتت هذا التغيير جهودا تسعى لانتخابات نزيهة ومفتوحة.  


33- محمود شحاته إبراهيم ... عمره 21 سنة... وهو طالب بكلية طب عين شمس.
وقد كان هناك عنف ومراوغة في الجولة الأولى من انتخابات [[مجلس الشورى]] المصري في 11 [[يونيو 2007]]، حيث قام أرباب السوابق بإرهاب المصوتين والمراقبين ولم يستطع المصوتون دخول لجان التصويت، وقامت الشرطة بمعاملة المراقبين بصورة خشنة في صعيد [[مصر]].  


34- صلاح محمد عبد الحق... وعمره 21 سنة .. وهو أيضا طالب  بكلية طب عين شمس.
وقد كان العنف والتدخل في الدوائر التي يوجد بها مرشح [[للإخوان]] وخاصة في [[ :تصنيف:إخوان الجيزة|الجيزة]] وإمبابة.


35- حلمى حتحوت.. وعمره 23 سنة.. وهو معيد بكلية هندسة الإسكندرية.
== إصلاح وقائي؟ ==


36- الهام يحيى بدوى... وعمره 25 سنة... وهو مهندس.
وفي الرد على نقد الانتخابات الأولى والاتجاه العام للإصلاح السياسي صرح الرئيس مبارك أنه يمكن أن يقوم بتغييرات في الدستور.  


37- عبد المنعم عبد الرءوف فرحات... وعمره 31 سنة... وظيفته مدرس.
وفي [[يناير 2007]] تم كشف التغييرات المقترحة للمادة 34 والتي كانت قد أعدت بشكل سري.  


38- محمد عبد الفتاح شريف.. وعمره 56 سنة... ووظيفته وكيل تفتيش زراعة طنطا.
وقد تناولت تغييرات الرئيس للدستور العديد من المناطق التي أشعلت النقد الدولي والقومي.  


39- زينب الغزالى... وعمرها 48 سنة... وهى رئيسة جمعية السيدات المسلمات.
وقد تنبأ القاضي والمؤرخ والمؤلف طارق البشري بأن المراجعات ربنا لا تقوم بتحرير الوضع إلا بقدر ما تضيق الخناق.  


40- حميدة قطب... عمرها 29 سنة... وهى آنسة وشقيقة سيد قطب.
وشرح البشري أن مبارك أراد استبدال المادة 88 لكبح المراقبة القضائية للانتخابات ودعم نظام قائمة مرشحي الحزب وقمع نمو أي تجمع معادي للحزب الوطني الديمقراطي داخل [[مجلس الشعب]].  


41- محيى هلال.
وإضافة لهذه التغييرات عزم الرئيس أن يقدم قانون الإرهاب الجديد، ربما بحلول صيف عام[[ 2007]].  


42- عشماوى سليمان.
وسوف يقوم هذا القانون بلا شك بمهاجمة بعض الحماية الموجودة في الدستور أيضا.  


43- مصطفى العالم... وهؤلاء الثلاثة موجودون بالسعودية وهكذا شمل قرار الاتهام مجموعة من خيرة شباب  أغلبه من المتفوقين فى دراساتهم.. .. وبدأوا  خطواتهم إلى مرتبة العلماء فى الطاقة الذرية أو الهندسة أو الطب.. ولكنها إرادة الحاكم .. شاءت أن تحرم مصر من جهود أبنائها.. وأن تدخلهم السجون بدلا من الإستفادة منهم فى المصانع.
وفي مسودة التعديلات التي تم التصديق عليها مرة واحدة في 19 [[مارس]]؛ تسمح المادة 179، التي يطلق عليها المصريون اسم "الكارثة الكبرى"، بمحاكمة المدنيين أمام المحكمات العسكرية (والذي كان موجودا في قانون الطوارئ)، وتسمح كذلك بالحبس الاحتياطي والتفتيش بدون إذن وانتهاك الخصوصيات بشكل واضح وكل هذا يتم حمايته من خلال المواد 41 و44 و45 من الدستور.  


وهذه المادة 179 المعدلة تعمل بعيدا عن منصب المدعى العام الاشتراكي وهي الآن تسمح للرئيس المصري بتوجيه تهم الإرهاب أمام أي محكمة وبذلك يمكنه الإحالة إلى المحكمة العسكرية.


===اتهامات للقتلى===
وهناك مراجعة للمادة رقم 5 والتي تمنع قيام [[الأحزاب]] أو أي نشاط سياسي يقوم على أساس المرجعية الدينية، وما يقصد بهذا التعديل سوى[[ جماعة الإخوان المسلمين]] سواء في شكلها الحالي أو شكلها ك[[حزب سياسي]].


ثم توالت ذلك قرارات الاتهام التى تضم بقية المتهمين.. القرار الثانى ويشمل 46 متهما وأذيع يوم 15 فبراير سنة 1966 وبين المتهمين أذيع أسم المتهم الهارب اسماعيل الفيومى... وهنا تصل بشاعة التزييف إلى أقصى حدودها.
وتمنح هذه التعديلات بعضا من الحقوق الجديدة للبرلمان المصري، ولكن المادة رقم 136 تقوم الآن بمنح الرئيس المصري القدرة على حل البرلمان.  


لم يكن اسماعيل الفيومى يعمل  متهما هاربا.. بل كان قد لقى ربه من شدة التعذيب.. وكان اسماعيل الفيومى يعمل شرطيا فى رئاسة الجمهورية... وكان من أعضاء التنيم فى عرب الحصن.. وربط رجال المباحث الجنائية العسكرية بين وظيفته وعضويته للتنظيم..  ونسجوا قصة  أنه كان ستغتال الرئيس السابق جمال عبد الناصر برصاص مسدسه عند وصوله من السعودية قبل سفره للإتحاد السوفيتى يوم 27 أغسطس سنة1965. ولم يكن قد  ألقى القبض عليه يوم وصول الرئيس السابق.. أو ألقوا القبض عليه وأدعوا أنه لم يقبض عليه لإتمام التمثيلية .. وعندما هبطت طائرة الرئيس السابق أرض  مطار القاهرة أرادوا ألا يخرج من الطريق العادى خوفا على حياته من الشرطى الهارب... ولكنه رفض أو هكذا ظهرت الصورة للجميع واتجه ناحية الجماهير التى كان ينجح على صبرى دائما فى تجميعها بالنقود لتوديع أو استقبال الرئيس السابق.. ليبدو للشعب كله ملتف حوله.
وإلى جانب دليل الاستفتاء على الإضافات الملتوية للسلطوية فضلا عن الإصلاحات الضخمة، يبقي لدينا الشعور بكراهية تولي نجل الرئيس مبارك للرئاسة من بعده.  


ودخل اسماعيل الفيومى السجن الحربى.. حاولوا معه بكل الوسائل أن يكتب إقرارا يؤكد فيها ما نسجه خيالهم من أنه كان سيغتال الرئيس السابق بتحريض من سيد قطب... ورفض الرجل أن يكتب.. وفى ليلة قتلة اقتادوه من زنزانته فى السجن  الانفرادى بالمعتقل رقم 2 فى السجن الحربى إلى غرفة مدير السجن.. وكان بالغرفة شمس بدران وسعد زغلول عبد الكريم مدير المباحث الجنائية العسكرية.. وتولى صفوت الروبى مايسترو  التعذيب فى السجن الحربى ومعاونة سامبو عملية تعذيبه ليكتب الإقرار... ورفض اسماعيل أن تخط يده كلاما لم يحدث.. وهاج شمس بدران واتجه إلى حيث كان اسماعيل الفيومى ملقى فوق الأرض وقام بخنقه بيديه... وفوجىء بوفاة اسماعيل.. واصدر أوامره بدفنه فى الصحراء خلف السجن الحربى وأن يكتب فى السجلات أنه هرب.
وقد قام [[الحزب الوطني الديمقراطي]] بتعزيز هذه الفكرة في شعار الحملة حيث كان الشعار '''"نعم لمبارك ولولد مبارك ولحفيد مبارك،"''' والشعار القائل "مش كفاية" والذي يعني أن الناس لم يتعبوا من مبارك، والذي يقوم بمعارضة شعار حركة كفاية الاحتجاجية.  


ولحبكة التمثيلية تم إخطار أجهزة الأمن بهروب اسماعيل الفيومى وتكليفها بالبحث عنه... وأعطيت تعليمات للرقابة على الصحف لنشر نبأ هروبه ورصد مكافأة مالية لم يرشد عنه ... وبعد 5 أيام من ادعاء  الهروب انفرد الأهرام بنشر برقية مزيفة أدعى وصولها على جميع أجهزة وكالات الأنباء فى صفحته الأولى ملخصها أن اسماعيل الفيومى تمكن من الهرب إلى سويسرا وعقد مؤتمرا صحفيا هاجم فيه نظام الحكم فى مصر... وهكذا بلغ التزوير والكذب إلى أن يجعلوا ميتا يعقد مؤتمرا صحفيا.. وأن يتحدث شرطى مصرى باللغة الفرنسية فى مؤتمر صحفى بجينف(!!)..
ووسط الانتخابات وإعادة تجديد قانون الطوارئ والتعديلات الدستورية وتباطؤ [[الديمقراطية]] الواضح، فوجئ الشعب المصري بعدد من القضايا الأخرى ومن بينها مناقشة جديدة حول إمكانية البدء في برنامج الطاقة النووية.  


وأخيرا تكشفت الحقيقة فى ظل الحريات وسيادة القانون وقدمت النيابة العامة قاتلى اسماعيل الفيومى إلى محكمة الجنايات عام 1976.
وقد بدأ هذا ردا على الضجة الإعلامية لمواجهة إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية.  


ثم صدر قرار الاتهام الثالث يوم 26 يناير.. وكان يشمل 50 منهما... ومن بين الأسماء وضعوا اسم شهيد من آثار تعذيبهم هو المرحوم المدرس محمد عواد سليمان على أنه هارب أيضا.. ثم صدر قرار الاتهام الرابع يوم 6 مارس ويضم 60 متهما وأيضا بينهم شهيد من آثار تعذيبهم هو المرحوم بدر الدين شلبى على أنه هارب.
كان [[الاقتصاد]] أكثر أهمية بالنسبة لعدد كبير من المصريين، ففي نهاية العام تسبب فشل شركات القطاع العام في دفع العلاوات وأجور ساعات العمل الإضافية في إضرابات ضخمة ومظاهرات منذ [[ديسمبر 2006]] إلى [[فبراير 2007]] وقد كانت هي الأكبر منذ عام [[1994]] وقد ضمت حوالي 10.000 عامل في مصنع الغزل والنسيج في كفر الدوار.


وكان آخر قرارات الاتهام هما القرارين الخامس والسادس وقد صدرا فى يوم واحد .. يوم 6 أبريل.
== الخلاصة ==
القرار الأول: يشمل 48 متهما واتهامهم بإحياء جماعة الإخوان المسلمين


'''القرار الثانى:''' يضم 598 متهما واتهامهم أنهم قاموا بجمع مساعدات مالية وتوزيعها على عائلات المسجونين والمعتقلين من الإخوان المسلمين.
يجب أن يضع الظهور المصري في [[الحياة السياسية]] والفكرية والثقافية [[مصر]] في موضع البدء في التجربة [[الديمقراطية]] أكثر من أي بلد آخر أنهكته الحروب أو العنف الطائفي أو النشاطات التمردية مثل ما يحدث في أفغانستان أو [[:تصنيف:الإخوان في العراق|العراق]].  


وبصدور آخر قرارات الاتهام تحددت جلسة السبت 9 أبريل لبدء محاكمة قادة تنظيم الإخوان المسلمين أمام القاضى الأوحد للعهد البائد محمد فؤاد الدجوى.و أما  بقية المتهمين فى القرارات الأخرى قد تم توزيعهم على ثلاث دوائر أخرى لمحكمة الشعب.. وكانت الدوائر الثلاث إحداها برئاسة الفريق على جمال الدين محمود... والثانية برئاسة اللواء طلعت حسن على.. والثالثة برئاسة اللواء حسن التميمى.
فإذا كان هناك دعم شعبي عام على الحقيقة في المنطقة من أجل [[الديمقراطية]] فإن [[مصر]] كما هو متوقع تستطيع إلى جانب منظماتها غير الحكومية وأهميتها الإستراتيجية في المنطقة أن تتحرك نحو الاتجاه الفعال، ولكن السلطوية والكفاح من أجل مواصلة السيطرة السياسية قد بطأت وأربكت هذه العملية.  


وللتاريخ.. فغن الفريق على جمال الدين قام بمحاكمة أعضاء تنظيم القاهرة... واصدرت الدائرة أحكامها.. وتردد أنها كانت تشمل  براءة جميع المتهمين.. ورفع الأحكام للتصديق عليها من الرئيس السابق... وفجأة مات الفريق على جمال الدين محمود فى مساء يوم 18 يونيو سنة 1966 وسرت الهمسات حول موته المفاجىء.. فقد كان فى الصباح يشارك فى  الاحتفالات بعيد الجمهورية.. وفى المساء مات... ووفاة على جمال الدين المفاجئة أثارت الأقاويل.. وسرت  الشائعات أنه قتل.
وكما شُرح في الأعلى يظهر لنا أنه ليس من السهل إنهاء العنف الإسلامي المسلح المتقطع.  


وأعيدت محاكمة المتهمين أمام دائرة أخرى.
فهدنة النظام والتسوية السياسية مع الإسلاميين المتطرفين في العام [[1999]] قد عززت ثقتها السياسية وسمحت باسترداد قطاعات السياحة والأعمال.  


ومع ذلك فقد كان هناك عنف على فترات متقطعة، ولم يقم تعليق [[الحقوق السياسية]] من خلال استخدام قانون الطوارئ بإنهاء المشكلة.


===القاضى الأوحد===
ومن الواضح أن جهود الحكومة المصرية العادية والمضادة للإرهاب في محاولة السيطرة على الدولة واستئصال العنف لم تنجح، ولم يحقق قمع الدولة للتيار الإسلامي المعتدل أي تقوية للدولة.


كلما أمعنت النظر فى السطور التى أمامى وهى تسجل بسواد حبرها صفحات سوداء من تاريخ الحكم فى مصر فى الستينيات.. اشعر باهتزاز فى كيانى كله.. فالصفحات هى محاضر جلسات المحاكم التى اصدر الرئيس السابق عبد الناصر قرارا بتشكليها تطبيقا لقانون فرعون لمحاكمة أعضاء الإخوان المسلمين.. ومن قبلهم الصحفى مصطفى أمين وحسين توفيق ومصطفى أغا.
وإذا كان الحديث المصري أو الأمريكي عن الحرية والإصلاح ليس إلا "كلام فاضي" فإن المستقبل السياسي في [[مصر]] يبدو قاتما.  


وفى تلك الصفحات تم تسجيل مناقشات بين القاضى الأوحد لذلك العصر الفريق أول محمد فؤاد الدجوى وبين من أوقعهم سوء حظهم أمامه فى الجلسات.. سواء كانوا متهمين أو شهودا أو محامين.
فالسلطوية لا تتناسب مع المعضلات الجديدة التي فرضت من خلال العولمة سواء كانت اقتصادية أو نتيجة الإسلام المتطرف.  


ولم يكن القاضى الأوحد الدجوى ينفرد بسلاطة اللسان فى المناقشات والتحامل على المتهمين.. بل كان هناك تلاميذ له تولوا رئاسة دوائر أخرى.
ولذلك يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بالمزيد لتعزيز زيادة الشفافية و[[الديمقراطية]] والإصلاح في هذه الدولة ذات المكانة داخل الشرق الأوسط.  


وقبل أن اسرد بالتفصيل محاكمات شهداء الإخوان... سأعرض بعض النماذج للحوار الملىء بالسخرية والتحدى من القاضى الأوحد وأمثاله ... وبين من كان يقف أمامهم.
ويجب الحذر من أن المصريين، بغض النظر عن موقفهم تجاه حكومتهم، يقدرون بشكل قوي سيادتهم واستقلالهم، لذلك فإن الملاحظات والتوصيات التالية يمكن أن تكون مفيدة.  


ففى جلسة 14 أبريل سنة 1966 أمام الدجوى... وقف أحمد عبد المجيد أحد الذين اتهموا بقيادة التنظيم السرى للإخوان وكانت تهمته إصدار نشرات وجمع معلومات والإطلاع على الصحف الأجنبية.
1. يجب أن يتوقع صناع القرار الأمريكي رؤية الظهور المتواصل لعناصر الإسلاميين المتطرفين مثل من قاموا بتفجيرات سيناء.  


'''وسأله القاضى الأوحد بسخرية:'''
ومن المهم فهم أن هؤلاء نتاج عوامل مختلفة مثل انتشار الأيديولوجية الجهادية في المنطقة، والفشل في الحكم ومن بين هذا بعض عناصر القمع والظلم في إجراءات مكافحة الإرهاب والشعور بالكراهية تجاه سياسات الغرب وإسرائيل في المنطقة.


- كنت بتاخد الحاجات الإسلامية من الديلى ميل... والديلى اكسبرس.. من...
2. فالتخلف والقمع السياسي يمكنهما أن يساهما في إيجاد حالة من السخط في مناطق مثل شبه جزيرة سيناء وصعيد [[مصر]] ومناطق أخرى من البلاد تعاني من [[الاقتصاد]] وبها أعدا كبيرة من الناس يعيشون على الكفاف.  


'''ويجيب أحمد بصدق:'''
فأعمال الشغب التي قام بها العمال قد ظهرت نتيجة الجمود النسبي للأجور، ومع كل هذا فإن الحكومة تحتاج التشجيع لتقديم وسائل للمواطنة النشطة وليس فقط لتقديم صدقات صغيرة أو إغاثة أو إجراءات طارئة.


- كانوا بيكتبوا هجوم على الإسلام.. وبنرد عليهم.
3. كما اقترح تقرير راند ولاري دايموند من معهد هوفر أنه يجب أن ينظر صناع القرار الأمريكي بشكل علمي وبدون تحيز لاستغلال الإسلام المعتدل كعلاج مضاد للتيار الإسلامي المتطرف، ويعني هذا فحصا دقيقا [[للإخوان المسلمين]] وشعبهم و[[حزب الوسط]] وإمكانياتهم.  


- وينطلق صوت القاضى الأوحد.. وكأنه اكتشف حقيقة هامة ويقول:
وباستمرار اتجاه الأسلمة فإن الإسلاميون سوف يلعبون دورا في ديمقرطية مصر بلا شك، كما تسعى الآن الحكومة العراقية وسوف تقوم بلا شك بضم [[الأحزاب الإسلامية]] في المستقبل وهذا التوجه من المهم جدا أن توصد أبوابه في [[مصر]].  


- كنت بترد عليهم ولا كنت عايز تأخذ من الصحف دى الهجوم على الجمهورية العربية.. رد... الكلمة واقفة فى زورك ليه يا أخى...
4. وتقوم [[جماعة الإخوان المسلمين]] في [[مصر]] ونظيرتها في [[:تصنيف:الإخوان في سوريا|سوريا]] و[[حماس]] في الضفة الغربية و[[غزة]] بالتواصل من أجل النقاش حول مقتضيات تبني سياسة بديلة تجاه إسرائيل.  


- ويرد عليه أحمد فى استكانة:
وبينما تواجه [[الأحزاب]] مؤثرات مختلفة فإن الموقف الإسلامي حول إسرائيل يمكن أن يتغير في المستقبل إذا ما تم التوصل إلى تسوية حول ما يعانيه الفلسطينيون.


- سيادتك وضح لى:
ويتشارك العديد من المصريون،ممن ليسوا من [[الإخوان المسلمين]]، هذا الموقف مع أحزابهم.


'''ولم يوضح القاضى الأوحد شيئا... انما استمر فى سخريته بالإنسان الماثل أمامه قائلا:'''
ويجب أن يباشر صناع [[القرار السياسي]] بحرص مع إقصاء [[الأحزاب الإسلامية]] – [[حماس]] و[[الإخوان المسلمين]] - وهو أمر يمكن أن يكون غير حكيم في هذه العملية، وللقيام بمثل هذا فإنه يجب أن يكون هناك نفاق يعطي أهمية [[للأحزاب]] الدينية اليهودية داخل إسرائيل.
 
   
- أنت فيلسوف مش نافع... فيلسوف تاخد صفر.
5. ومن ناحية أخرى فإذا رغب صناع القرار الأمريكي في رفض ومقاومة تزايد الجماعات الإسلامية فعليهم أن يعيدوا النظر في تعريف الديمقراطية والاقتراح القائل بأن الليبرالية تعمل على منع الإرهاب.   
 
ويأمر بصرف المتهم وإحضار المتهم التالى له وهو..
 
صبرى عرفة .. ويتعرض صبرى لنفس ما تعرض له زميله من هجوم قاس ومن تهكم وسخرية القاضى الأوحد.. كان يقابل تحديه بتحد أكبر.. ولم يستغرق مناقشته سوى دقائق ولكن القاضى الأوحد كان خلالها قد أصدر حكمه على الذى تجرأ ورد عليه... وكان الحكم بالإعدام.
 
وفى يوم 15 .. اليوم التالى.. يستأنف القاضى الأوحد مهزلة المحاكمات.. يحاول أن يحصل على اعتراف من المتهمين بالمؤامرة... وأن التنظيم مسلح.. ويكشف مجدى عبد العزيز مدى التزوير فى محاضر التحقيق التى كانت تجريها النيابة وتغييرها لكلمات المتهمين بتغيير حروف لتقلب المعنى كاملا.. فقد ساله الدجوى:
 
- ما هو موقف التنظيم... أنت قلت أنه مسلح...
 
- ويجيب مجدى بصدق وبسرعة:
 
- لا... أنا ما  قلتش كده..
 
- ويسخر منه القاضى  الأوحد قائلا:
 
- أنكر كما تريد.. قل ما شئت... لن ينفعك شىء...
 
- ويتمسك مجدى بحقه فى الدفاع عن نفسه ويصرخ من خلف قضبان القفص:
 
- عايز استعمل حقى... عايز أسمع نفس الفاظى...
 
- ويحاول الدجوى أن ينهى المناقشة بقوله:
 
- هذا هو نص الفاظه فى التحقيق.
 
- ويتدخل شوكت التونى المحامى عن مجدى ويطلب تلاوة نص الأقوال.
 
- ويضطر الدجوى أني يقرأ الفقرة بأكملها ونصها:
 
" إن سيد قطب  كان كل اتجاهه تكوين المجتمع المسلح.. والأمة المسلحة وبذلك تتكون الحكومة المسلحة".
 
'''ويصرخ مجدى:'''
 
- هذا تزوير.. أنا قلت المجتمع المسلم... الأمة المسلمة... وهكذا غير الدجوى أو ربما النيابة حرف الميم واستبدلاه بحرف " الحاء" لاثبات الاتهام ضد المتهمين جميعا.
 
وكان الدجوى سريع التصرف عندما يشعر أن الأمر سيفلت من يده.. كان يصرف المتهم الذى يجادله وينادى على التالى له... وأنهى الدجوى مناقشة مجدى واستدعى ممدوح الديرى... وكانت النيابة اتهمته بالاشتراك فى التنظيم السرى ضمن مجموعة الاغتيالات ويسأله الدجوى:
 
- كنت مقتنع بالقتل والنسف والتخريب؟
 
'''ويجيب ممدوح بصوت أثار الدجوى.. وكلمات زادت من اثارته... فقد أجاب:'''
 
القتال بالنسبة للمؤمن مكروه... ولكنه  يفرض علينا إذا اضطرتنا الظروف..
 
'''ويرد الدجوى بلهجة هجومية:'''
 
- حا أقول كلامك وبعدين ابقى أعمل قمع... أنت قلت أنك لم تستعمل عقلك فى كثير من الأشياء وأعلن ندمى وتوبتى...
 
- ويصرخ ممدوح فى دهشة واستنكار:
 
- أقسم بشرفى ما قلت  كده.. والنيابة اللى كتبتها..
 
- وكانت تعنى كلمات ممدوح إن النيابة التى كان يشرف عليها صلاح نصار كانت تزور فى الأقوال.. وتكرر ذلك من قبل فى اقوال مجدة.. وكان من المفروض فى القاضى أن يحقق فى التزوير.. القاضى الذى يحكم بوحى من الله ومن ضميره... ولكن الدجوى كان قاضيا يحكم بأمر من الرئيس السابق وتعليمات من أعوانه.
 
وكان الدجوى ينظر إلى المتهمين على أنهم مجرمون ما لم تصدر إليه الأوامر بتبرئتهم بينما النظرية  أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته.. ومن أجل تمسك الدجوى بنظريته كان لا يقبل أى كلمة ثناء عن متهم.. وقد حدث أثناء مرافعة المحمى طلعت عبد العظيم عن المرحوم الشهيد محمد يوسف هواش أن قال:
 
- إن هواش كان يرى فى سيد قطب أستاذا لا يفارق كتاب الله عينيه, وقد سيطر عليه سيد قطب دينيا...وكان سيد قطب محل احترام الجميع فى السجن.
 
- ويزمجر القاضى الأوحد ويصيح:
 
- وأيه عرفك يا أستاذ... احترام إيه... ده مجرم مرتكب جريمة... يحترموه إزاى فى السجن.
 
- ويرد المحامى:
 
- لمظاهر التقوى...
 
'''ولا يتركه الدجوى يكمل جملته بل  يقاطعه:'''
 
- مين قال لك أنه محترم فى السجن.
 
- ويضطر المحامى أن ينهى الجدال مستغفرا وكأنه ارتكب جريمة فيقول
 
- معلهش... بلاش دى... نرجع لهواش.
 
- ثم يكمل مرافعته... وهكذا كانت صورة ما يجرى خلال جلسات محاكم الدجوى... ومن أجل ذلك فإننى فى الصفحات القادمة أقدم صورة تفصيلية لمحاكم شهداء الإخوان عام 1965.
 
- سيد قطب – عبد الفتاح اسماعيل – محمد يوسف هواش.
 
===محاكمة سيد قطب===
 
بدأت محاكمة  سيد قطب وأخوانه يوم السبت 9 ابريل سنة 1966.. وطبقا لتقاليد المحاكم الخاصة فإن النيابة العامة وكان يمثلها صلاح نصار وسيد ناجى لابد أن تلقى بكلمة الإدعاء.. وقد تلاها صلاح نصار وكانت عبارة عن سرد من وجهة نظر الاتهام لأقوال جميع المتهمين.
 
وفى جلسة الثلاثاء 12 أبريل بدأت مناقشة المرحوم سيد قطب .. ومن كان يعرق سيد قطب.. ثم رآه فى قفص الاتهام كان يجزم أن عمره زاد عشر سنوات على الأقل نتيجة ما تحمله من تعذيب. وبمجرد عقد الجلسة بدأ الحوار بين القاضى الأوحد والمرحوم سيد قطب... وأ،ا هنا أنقل بعض تفاصيله:
فبمجرد عقد الجلسة نادى القاضى الأوحد بصوته الجهورى:
 
- السيد قطب إبراهيم.
 
- ووقف سيد قطب فى القفص الذى ازدحم بزملائه المتهمين بقيادة التنظيم ورد بصوت خافت:
 
- - نعم...
 
- الدجوى: تعال هنا.. أخرج من القفص..
 
- وحرج سيد قطب من القفص ووقف أمام منصة القاضى العادل جدا(!!) وبدأ الحوار الذى بدأه الدجوى:
 
- الدجوى: قل لنا معلوماتك تفصيلا عن التنظيم وصلتك به..
 
- سيد قطب: أنا؟
 
- ادجوى : زعق شوية.. علشان أنا بينى وبينك متر ونصف ومش سامع صوتك.. أنا عايز الكل يسمعك يا سد يا قطب.
 
- سيد قطب: بنفس نبرات الصوت الهادى.... سأجتهد بقدر ما استطيع.
 
- الدجوى: دى آخر إمكانياتك.. إذا كان عندك إمكانيات زيادة يبقى أحسن.
 
- سيد قطب: بنفس نبرات الصوت الهادىء يبدأ يتكلم ويقول:
 
- صلتى الحقيقية بالتنظيم ترجع إلى ما بعد خروجى من السجن,....
 
- ويقاطعه الدجوى قبل أن يكمل كلامه قائلا:
 
- لا.. وقف بقه... أنت كان عليك حكم فى قضية سنة 54..
 
- سيد قطب : أيوه ... 15 سنة.
 
- الدجوى: خرجت من السجن أمتى؟
 
- سيد قطب: مايو سنة 1964.
 
- الدجوى: أنت بتقول صليتك الحقيقية... يعنى فيع صلة غير  حقيقية.. أنا أعرف صلتك بالتنظيم وأنت فى السجن.
 
- سيد قطب: أنا لم أعلم أنه تنظيم إلا بعد خروجى من السجن.
 
- الدجوى: قرر يوسف هواش وكيلك ونائبك وخليفتك وزميلك فى السجن فى أقواله ص 68 أنه فى سنة 1963 حميدة أختك بلغتك فى السجن عن التنظيم وفى مواضع أخرى قال أنك كنت تغذيهم بمنشوراتك ومعلوماتك من السجن فما رايك فى هذا؟
 
- سيد قطب: يسأل يوسف هواش فى هذا.
 
- الدجوى: ما يسألوش ولا حاجة.. أنا بأقول كل كلامه... ده صحيح أولا؟
 
- سيد قطب: وجود تنظيم بهذا الاسم.
 
- الدجوى:  يعنى إيه بهذا الاسم.
 
- سيد قطب: اسم التنظيم.. وأنا عرفت أن هناك شباب يقرأ لى ويحب آرائى.
 
- الدجوى: صلتك كانت إيه بالشباب ده؟... رد بأه يا خويا؟
 
الصلة بالضبط إن حميدة أبلغنتنى إن الحاجة زينب  الغزالى بتقول أن هناك  شباب يقرأ لك ويحب أن يستزيد فهل هناك مانع من أن يقرأ هذا الشباب كتاب معالم على الطريق قبل طباعته.
 
الدجوى: إزاى بأه؟
 
سيد قطب : من المسودات اللى كانت فى البيت.
 
الدجوى فى البيت وإلا فى السجن؟
 
سيد قطب: كان البعض يأخذ المسودات من الكتاب.
 
الدجوى:  مين اللى يأخذ... حميدة؟
 
سيد قطب: ما أعرفش...
 
الدجوى: ( بسخرية) هل حميدة بلغت درجة الأستاذية.. وتقدر تأخذ من الكتب؟
 
سيد قطب: ( بحزم) هى تفهمها أحسن بكتير من المتعلمين.
 
الدجوى: وتقدر تخرج منها حاجات؟
 
سيد قطب:  كانت تأخذ فصول من الكتاب.
 
الدجوى وأنت تحدد الفصول اللى تنقل منها حميدة؟
 
سيد قطب: أيوه..
 
الدجوى: ده وأنت فى السجن سنة 1963.
 
سيد قطب : هذه كانت كل الصلة بينى وبين هؤلاء الشبان وأنا فى السجن.
 
الدجوى: التنظيم يعنى؟
 
سيد قطب: أنا قلت الشبان..
 
الدجوى: شبان.. شبان مفيش حاجة حاتنفعك.. ألم تعلم وأنت فى السجن أن الشباب اللى عايز يقرأ لك مسلح؟
 
سيد قطب:  لم أعلم أنه شباب مسلم.
 
الدجوى: طيب.. لما ييجى دور هواش .. حبيبك وزميلك وخليفتك.. حنسمعك قال أيه؟
 
سيد قطب : حاضر..
 
الدجوى: خرجت من السجن الحربى أمتى؟
 
سيد قطب: مرضت بذبحة صدرية.. وخرجت سنة 64
 
الدجوى: كيف اتصلت بالتنظيم؟
 
سيد قطب: ثقافيا وأنا فى السجن.. وبعد كده بدأ يزورنى الحاج عبد الفتاح اسماعيل لوحده.
 
الدجوى: كان يعرفك قبل كده؟
 
سيد قطب: لأ...
 
الدجوى: استأذن مين علشان يزورك؟
 
سيد قطب: محمد قطب.. وهو قال له أنه يريد أن يتزود.
 
الدجوى: ( متظاهرا بخفة الدم) ... يتجوز مين...
 
سيد قطب : ( بحسم) ... يتزود علم... مش يتجوز...
 
الدجوى: آه.. وبعدين...
 
سيد قطب طلب منى أن أسمح بمقابلة الحاج عبد الفتاح.. وزينب الغزالى أيدت كلامه.
 
الدجوى يعنى بيقابلوك بالواسطة.. يعنى الواسطة فى المقابلة محمد والتزكية من زينب.
 
سيد قطب: أنا واضح جدا فى تعبيرى..
 
الدجوى: ( بتحفز كزوجة أسد استثرت)... يعنى أيه.. هو أنت شايف أنى متعثر فى الفهم؟
 
سيد قطب : لا... أبدا....
 
الدجوى: وبعدين؟
 
سيد قطب: قابلته.. وقال أنه يقرأ كتبى.. وقرأ فصول كتاب" معالم على الطريق" مع شباب آخرين يقرأون لى ويريدون رؤيتى.. فقلت له لا مانع... وفى المقابلة الثانية حضر مع ثلاثة أو أربعة لا أذكر...
 
الدجوى:لا... اسمع يا أخويا مش كدة..... أفكرك بكلامك؟
 
سيد قطب: ايوه...
 
الدجوى: أنت قلت فى المقابلة الثانية جه مع عشماوى.
 
سيد قطب: تمام
 
الدجوى: وحصل إيه؟
 
سيد قطب: تكلم فى الانتفاع الثقافى بكتبى وفى مرة أخرى جاءنى خمسة.
 
الدجوى:ده فى المرة الثانية عبد الفتاح وعشماوى... ومين؟
 
سيد قطب: أحمد عبد المجيد وصبرى ومجدى..
 
الدجوى: بقوا خمسة كده... جم فين؟
 
سيد قطب : فى رأس البر...
 
الدجوى: ولما  جه عبد الفتاح أول مرة.... كان فين؟
 
سيد قطب : فى رأس البر...
 
الدجوى: وعبد الفتاح وعشماوى... قابلوك فين؟
 
سيد قطب: مش فاكر..
 
الدجوى: مش مهم تفتكر أو ما تفتكرش... إحنا يهمنا مقابلة الخمسة الى هم أعضاء..
أعضاء إيه؟
 
سيد قطب: أيه؟
 
الدجوى: القيادة يا أخى....
 
سيد قطب: زى ما تسميهم.
 
الدجوى: وحصل أيه؟
 
سيد قطب: تحدثوا معى حديثا أوسع... وقالوا أنهم ليسوا وحدهم ووراءهم مجموعات من الشباب. وشرحوا تاريخ تكوين المجموعات من سنة 59 حتى الآن.
 
الدجوى:  لسه فيه كلام قبل كده.. أنت قلت فى ص 95 أنه بعد عدة لقاءات مع الخمسة بدأوا يقولون أن لهم تنظيم سرى يرجع إلى عدة سنوات سابقة وأن هذا التنظيم قائم على أساس أنه تنظيم فدائى للإنتقام مما جرى للجماعة سنة 54.
 
سيد قطب: هذا صحيح...
 
الدجوى: يعنى عرفت أن التنظيم سرى قائم من سنوات وطبيعة أساسه وهدفه فدائى للإنتقام مما جرى للجماعة سنة 54... وأنت رحت لقيت المولود كده.. مكانش على إيدك... ولكنك وجدته كده... وبعدين
 
سيد قطب: عايز مجمل كلام أو سيادتك عايز تفصيلات.....
 
الدجوى: قول اللى تقوله... وأنا استوضحك من كلامك الثابت فى التحقيق... مش من عندى...
 
سيد قطب : بدأت أبين لهم أن الهدف صغير وآثاره ونتائجه أخطر من فوائده.
 
الدجوى: هية فوائده إيه؟
 
سيد قطب: حسب ما فى ذهنهم الانتقام.
 
االدجوى: فى مفهومك أنت إيه؟
 
سيد قطب: نفعه هو الانتقام للجماعة والشهداء الذين سقطوا تحت التعذيب سنة 54.
 
الدجوى: هذا الهدف هجومى والا دفاعى؟
 
سيد قطب: دفاعى...
 
الدجوى: دفاعى أزاى... إذا كان تنظيم للإنتقام من 54 ده مش معناه الانقضاض؟
 
سيد قطب: هذه هى المفهومات التى نقلت لى..
 
الدجوى: مفهومات إيه؟
 
سيد قطب/ اللى فى ذهنهم.. أن هناك اعتداء وقع على الجماعة فقتلوا وعذبوا وهو يريدون الانتقام.
الدجوى: بدفاع أو هجوم...
 
سيد قطب: تحديد الدفاع او الهجوم... دى مسألة فنية.
 
الدجوى: فنية إزاى... ده أنت اللى فتحت الكلام فى التحقيق... وفتحت نفسنا كمان..
 
سيد قطب: دى الصورة الذهنية التى نقلت لى... وبدأت أفهم الجميع أن ده هدف صغير.
 
الدجوى: والهدف الكبير أيه؟
 
سيد قطب الهدف الكبير هو إنشاء جيل من الشباب المسلم الفاهم لدينه.. الراعى لأمور المجتمع ليكون نواه إقامة مجتمع مسلم.
 
الدجوى: والحكم؟
 
سيد قطب: الحكم فى رأيى كما أفهمتهم وما فى اعتقادى أن التغيير يأتى من القاعدة وليس من القمة.... والقاعدة تكوين أجيال صاعدة.
 
الدجوى: ( بلغة الكمسارية): رأيك أنه يبدأ من القاعدة ليصل إلى أيه... إلى القمة أو لنصف السكة..
 
أنت قلت محطة القيام ولسة محطة الوصول.
 
سيد قطب: أن هؤلاء الناس يتكون منهم حكم إسلامى.
 
الدجوى: يعنى يتولون الحكم.
 
سيد قطب: أنا اقرر رأى يسجل للتاريخ.
 
الدجوى: ( بلهجة استهزائية): رأيك ملوش موضوع عندنا.. أنا عايز أعرف أنت قلت لهم أيه... أنا بقالى 25 دقيقة فى 4 سطور ومستعد أقعد معاك أربعة أيام...
 
سيد قطب: ( بسخرية وهدوء): متشكر.
 
الدجوى: العفو يا أخويا ... بس يعنى الإعداد يبدأ من القاعدة. ليصل إلى الحكم.
 
سيد قطب: ده تعبير سيادتك.
 
الدجوى: طيب وبتعبيرك أنت أيه.
 
سيد قطب: ( بنفس الإصرار): تكوين جيل مسلم ينشأ طبيعيا  حكم إسلامى..
 
الدجوى: وبعدين... بس ما تنساش أنك رحت لقيت المولود.. اللى هو التنظيم.../,جود وفدائى للإنتقام مما جرى سنة 54.... وبعدين؟
 
سيد قطب: قالوا أنهم أصبحوا مقتنعين بهذا التصور الجديد عليهم... ولكن وراءهم مجموعات أخرى لا تزال على التصور القديم ومحتاجين للفهم الجديد حتى تتغير عقليتهم.
 
'''الدجوى: ( وقد أحس أن سيد قطب سيكسب منه الجولة):'''
 
أنت عايز تحرجنا من نطاق الدعوى.. أن حاقول لك كلامك.. واوعى تصدق أنى رايح أجيب لك كلام من بره.
سيد قطب :(بسخرية وتحد) :.... العفو!!
 
الدجوى: أنت قلت أنه فى يناير سنة 56 بدأوا يكشفون لك عن طبيعة هذا التنظيم..
 
حصل ده..
 
سيد قطب: أيوه....
 
الدجوى: يعنى فيه تنظيم.. وأنت قلت أنك فهمت أن فيه عدة تنظيمات تلاقت أثناء تحركها.. فتم تكوين التنظيم برؤسائه الخمسة.. وتولى كل منهم ناحية.. هل هذا صحيح؟
 
سيد قطب : صحيح.
 
الدجوى: تقدر تقول لنا إيه التنظيمات دى وانضمت إزاى.. لن الكلام غير واضح..
 
سيد قطب: مفيش تفصيلات أعرفها.
 
الدجوى: متعرفش إيضاحات أكتر من كده؟
 
سيد قطب: لا علم لى بأكثر من هذا الإجمال الذى ذكرته.
 
الدجوى: محدش من أفراد قيادة التنظيم كان بك وحده؟
 
سيد قطب: عشماوى كان بيتصل بى..
 
الدجوى: وقال لك إيه؟
 
سيد قطب: عن أسلحة ستأتى من السعودية عن طريق السودان .. وقال أن هذه الأسلحة كان قد طلبها هو..
الدجوى: أنت قلت أنها جاية عن طريق إيه؟
 
سيد قطب : أخبرنى أنه وردت له رسالة أن هناك أسلحة سترد من السعودية عن طريق السودان وان هذه الأسلحة كان قد طلبها منذ سنوات من إخوان السعودية ثم نسى الموضوع حتى جاءته رسالة بأن الأسلحة شحنت بالفعل وستصل.
 
الدجوى: جايه ليه الأسلحة
 
سيد قطب: سيادتك تطلب منى  أقول ما قاله لى؟
 
الدجوى: طلب الأسلحة ليه من السعودية؟
 
سيد قطب: على أساس أغراض التنظيم السابقة.
 
الدجوى: يعنى قبل أن تتولى قيادتك للتنظيم؟
 
سيد قطب : أنا يهمنى ألفاظه...
 
الدجوى: وقد بدأ الضيق عليه لأنه لا يستطيع الوصول إلى هدفه فيقول): مش ده اللى حصل.. عايز تاكلنى وأكلك فى الكلام.
 
سيد قطب: (بسخرية) : مفيش داعى.
 
الدجوى: أنت قلت أنك ستقول اللى حصل بالنص... وبعدين أخفيت الحتة دى.. او كنت ناسيها... ولسة فيه حتى كمان عن التسليح وعلمك به.. معلهش.
 
سيد قطب: يمكن لو سيادتك سبتنى أكمل تستغنى عن سؤالى.
 
وابتلع الدجوى:  اللمسة الذكية من سيد قطب لمقاطعته المستمرة له وقال:
 
الدجوى: وبعدين قلت له رأيه؟
 
سيد قطب : كلام عشماوى لى أنه طلب السلاح منذ ثلاث سنوات ونسى الموضوع إلى أن جاءته رسالة أن الأسلحة  ستصل ولابد إذا وصلت نستعملها.
 
الدجوى: وصلت فين؟
 
سيد قطب: إلى دراو...
 
الدجوى: مش تقول دراو وأنها فى الأراضى المصرية بأسوان.
 
سيد قطب: أيوه وعشماوى قال إن عدم استلام الأسلحة سيكشف التنظيم.. وأنا وجدت نفسى أمام ضرورة استلام السلاح فقلت له استلم السلاح.
 
الدجوى: يعنى أهدافك كانت عدم كشف التنظيم؟
 
سيد قطب : قطعا....
 
الدجوى: وقلت أيه كمان؟
 
سيد قطب : دراو ليست مكانا صالحا لاستلام أسلحة لأنها قرية مكشوفة.. وتقرر دراسة طريقة الاستلام ويحسن عند وصول الأسلحة تعمل صناديق مشابهة لصناديق الأسلحة ويعرف أهل دراو أن فيها شىء آخر.
 
الدجوى:إيه هو الشىء الأخر... أنت لك كلام.
 
سيد قطب : بلح أو دوم
 
الدجوى: أنت قلت أدرس طرق الدخول والخروج  لدروا وطريقة النقل وعدم التغالى فى الأجر حتى لا يظن أن  فى الصناديق مخدرات.. وقلت أنهم يحطوا فى الصناديق بلح ودوم علشان أيه؟
 
سيد قطب : علشان لا يكتشف الأهالى أن هناك أسلحة.
 
الدجوى: أنت قلت أنه يؤدى الصناديق فى البيت المخصص للأسلحة وفريق البلح والدوم على أهالى البيت اللى يوضع فيه السلاح..ز يعنى فى المطرية هنا فى القاهرة.
 
سيد قطب: الخطر كان فى دراو وليس فى المطرية.
 
الدجوى: أزاى المطرية مفيش خطر زى دراو
 
سيد قطب: اللى كان قائم فى ذهنى وقتها كده
 
الدجوى: أنا أناقش ألفاظك.
 
سيد قطب : القاهرة شىء غير دراو.. ل، القرى كل شىء فيها مكشوف غير القاهرة.
 
الدجوى: يعنى السلاح فى القاهرة مش خطر ويبقى فى الأمان.
 
سيد قطب: الريف خطر.. لأن كل شىء مكشوف..ودراو قرية صغيرة.. لو وصلها خمس صناديق مل شىء يبان.
 
الدجوى: معلهش. فيه كلام تانى حيقوله عبد الفتاح الشريف لأن القاهرة فى رايه هى اللى مكشوفة مش دراو... ودى وجهة نظر الشريف... وهو دلوقتى بيضحك عليكم ويقول أنا العتويل... لكن وجهة نظركم طلعت نيلة.
 
سيد قطب : أنا كنت أريد تأمين كشف التنظيم.
 
الدجوى:  ( وفى صوته نبرة توصل لحقيقة): طبعا يا سيد يا قطب.. يعنى أنت مخطط وواضع الرأى فى تأمين التنظيم وورود الأسلحة من دراو..و...
 
سيد قطب: ( مقطعا) : بس...
 
الدجوى: متقاطعنيش... لة قلت كلمة مش مضبوطة قل لى .. أنت واضع خطة التامين والتمويه وصناديق البلح والدوم اللى فيها أسلحة للتنظيم والتنظيم فى حاجة لأسلحة... هى الأسلحة رايحة لجحا ولا للتنظيم
 
سيد قطب : كان طلبها للتنظيم..
 
الدجوى: لما قلت لعشماوى استلم. كان ليه؟
 
سيد قطب: كال لحساب تأمين التنظيم.
 
الدجوى: (بسعادة): خاصين يا عم سيد.
 
سيد قطب : تسمح أكمل جوابى..
 
الدجوى: جوابك أيه؟
 
سيد قطب سيادتك بتقول خالصين.. أنا كان يهمنى قيام التنظيم بدون أسلحة.
 
الدجوى: أنا مش عايز اسبق الحوادث.. هى الاغتيالات حتكون بالسلاح أو بالطوب والخنق بالبوتاجاز.
 
سيد قطب: أجاوب..
 
الدجوى: ( بسخرية) أيوه جاوب.. أمال إيه.. قول  يا سيد يا قطب.. الإغتيال بسلاح أو من غير سلاح.. قول..
 
سيد قطب: لما يبقى  فيه اغتيالات يبقى بسلاح... ولكن مكنش التفكير جديا..
 
الدجوى: كان هزار.. من باب الهزار.. وبعدين تعرف حاجة عن عبد العزيز على وفريد عبد الخالق وما الذى انتهى الأمر إليه؟
 
سيد قطب : أخبرونى أنهم قبل خروجى أتصلوا بالأستاذ عبد العزيز على ...و...
 
الدجوى: مقاطعا: عن طريق مين؟
 
سيد قطب : الحاجة زينب الغزالى..و...
 
الدجوى: ( مقاطعا وكأنه يملى على سيد قطب الأقوال): لأنهم شبان وعايزين واحد يقودهم.
 
سيد قطب: ( مكملا): ولما التقوا به كم مرة؟
 
الدجوى: ( مقاطعا كعادته) : التقوا به كم مرة؟
 
سيد قطب : معرفش... وهم لم يسترحوا لأسئلته لهم..
 
الدجوى: ليه..
 
سيد قطب معرفش.. وهو كان  سألهم عن عددهم وعناوينهم.
 
الدجوى: عدد إيه؟
 
سيد قطب : عدد من معهم.
 
الدجوى: يعنى عدد أفراد التنظيم.. مش منمعهم
 
سيد قطب: متفرقش
 
الدجوى : ثائرا: قل لنفسك يا سيد ما تفرقش... مش لى أنا..
 
سيد قطب : ( لا يعلق ويكمل) : لم يستريحوا له والأستاذ فريد كان حاضرا اجتماعا مع عبد العزيز على والخمسة دول.
 
الدجوى: أيه الخمسة دول ... صفتهم إيه؟
 
سيد قطب/ يقودون التنظيم.
 
الدجوى: يعنى مع قادة التنظيم... أو القيادة الفعلية كما قلت فى التحقيق ريحنا يا أخى بأه.
 
سيد قطب: متفرقش عندى.
 
الدجوى : ولا عندنا يا أخويا.
 
سيد قطب: الأستاذ فريد أيضا لم يسترح للأستاذ  عبد العزيز على لأنه يظن أن له اتصالات بجهات أجنبية فابتعدوا عنه.. والأستاذ فريد عبد الخالق لم يكن متفقا مع الخمسة فى اتجاهاتهم.
 
الدجوى: وفريد شنع عليهم؟
 
سيد قطب:أيوه..
 
الدجوى: هو..... ومين؟
 
سيد قطب: هو والأستاذ منير الدلة
 
الدجوى: قال غيه عنهم؟
 
سيد قطب أنهم شبان متهوسين وطايشين ويخشى أنهم يودوا الجماعة فى داهية.
 
الدجوى : وقالوا يا أستاذ سيد حوش عنا التشنيع لأنهم يصفونا بالتهوس والطيش.. وأنت جزاك الله خيرا.. عملت إيه؟
 
سيد قطب : مفيش...
 
الدجوى: افتكر كده... ماقبلتش حسن الهضيبى وقلت له... ولو لاقيين كبير يتولى زمامهم ميبقوش متهوسين..
 
سيد قطب: هذا الكلام دار بينى وبين منير الدلة وفريد.
 
الدجوى: ( بزهو وفخر): وقلت لهم نفس الكلام اللى أنا بأقوله من الذاكرة..
 
والأساتذة المحامين كلهم يهزوا رؤوسهم تصديقا لما اقول..
 
سيد قطب: هذا صحيح.. وأنا قلت أن الشباب لو قادتهم رأس كبيرة ممكن تمنع هذا الطيش.. دى الصورة الكاملة لما حدث..
 
الدجوى : هو أ،ت لقيت الصورة مش كاملة عندنا؟
 
سيد قطب: لأ..
 
الدجوى: معلوماتك إيه عن تمويل التنظيم؟
 
سيد قطب : معلوماتى جاءت بمناسبة عارضة.. هى السلاح... وأنا لم أكن أسأل عن تفصيلات عمل التنظيم ولم يكن عندى فكرة عن تمويله إلا لما جت المناسبى.
 
الدجوى: مناسبة إيه؟
 
سيد قطب : السلاح ونقله.. وهذا يقتضى نفقه... فقيل لى أن الشيخ عبد الفتاح عنده مبلغ لم يحدد لى ... وعرفت أن فيه مبلغ وأنا استنتجت أ،ه من إخوان السعودية والأستاذ عبد الفتاح قال أن عنده أكثر من ألف جنيه.. وبعدين عرفت المبلغ فى السجن الحربى .. وأن هناك أموالا أخرى..
 
الدجوى: كيف تصرف الأموال.. بأمر من؟
 
قبل أن أتولى القيادة..
 
الدجوى: ( مقاطعا): أنا  باأقول لك بعد ما توليت أنت التنظيم.
 
سيد قطب: أنا قلت للشيخ عبد الفتاح أ‘طيهم الفلوس اللى عايزينها.
 
الدجوى: ( يقلب صفحات أمامه ويقول) : أنت قلت فى صفحة 124 أن المبالغ كانت تصرف بناء على أمرى.
 
سيد قطب: أيوه... مرة واحدة
 
الدجوى: تمويل التنظيم كان يصرف فى ايه؟
 
سيد قطب : كان يصرف بغير أمرى وأنا أمرت مرة واحدة لنقل الأسلحة.
 
الدجوى: فى ايه كان يصرف؟
 
سيد قطب: لم أتدخل مرة أخرى..
 
الدجوى: أنت قلت فى صفحة 125 انك بعد قيادتك التنظيم اصبحت المبالغ المرصودة لحماية التنظيم.
 
سيد قطب: ( متسألا): 0باستنكار): أصحبت ايه؟
 
الدجوى: تصرف فى أغراض التنظيم.. أما تصرف على ملابش من شيكوريل.. وبعدين حنقولك الصرف كان فين.
 
سيد قطب : كل دى معلومات جديدة..
 
الدجوى: أنت راجل بتاع الخطوط العريضة.. والمهم إن المبالغ كانت تنفق لأسلحة ومفرقعات.
 
سيد قطب: (باستهزاء) بس .. والتنقلات والحاجات دى 
 
الدجوى: وغيره.. وتنقلات عبد الفتاح إسماعيل كانت على حساب دولة التنظيم... وإلا بلاش الحتة دى يا سيد... جى وحشة..
 
سيد قطب : المهم الحقيقة.
 
الدجوى: معلوماتك إيه عن الاغتيالات؟
 
سيد قطب: أعضاء قيادة التنظيم أحسوا أن هناك حركة اعتقالات قريبة,...
 
الدجوى:( مقاطعا حتى لا يكمل سيد قطب الحقيقة ويكشفها)
 
مجلس قيادة التنظيم قرر الاغتيالات أو لأ وقرر اغتيال مين؟
 
سيد قطب: لم يقرر اغتيالات.. وبعضهم اقترح اقتراحات.
 
الدجوى: غيه الاقتراحات؟
 
سيد قطب : أحدهم أقترح أن ..
 
الدجوى: ( مقاطعا): أحدهم ده مين؟
 
سيد قطب : أحمد عبد الحميد كشف الاغتيالات نتيجة للدفاع عن التنظيم...
 
الدجوى: أقترح مين؟
 
سيد قطب : رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعلى ما أذكر رئيس المباحث العامة أو المخابرات العامة ومدير مكتب المشير.
 
الدجوى: ومين.. أفكرك... ورئيس المخابرات..
 
سيد قطب: أنا قلته..
 
الدجوى: وأنت قلت إن كان لسة فيه كشف مكتوب وأنت قلت لهم أيه؟
 
سيد قطب: قلت لهم كفاية.. كفاية.. ده يعتبر نجاح.
 
الدجوى: ولغاية كده يبقى كفاية.
 
سيد قطب: لأ,, ده يبقى زى لا تقربوا الصلاة... وأنا سألتهم عن الإمكانيات فقالوا مفيش... واصبح الاقتراح مجرد كلام ليس وراءه تنفيذ.
 
الدجوى: أت قلت لهم كفاية ده يعتبر نجاح.. ولما سئل عشماوى قال أنك أضفت اسماء مدير مكتب المشير ومدير البوليس الحربى.
 
سيد قطب: أنا اقرر الحقيقة...
 
الدجوى: وعشماوى يقرر الكذب... طيب علمك أيه عن المتفجرات؟
 
سيد قطب: عملت تجربة المتفجرات... وكانت مجرد تجارب.
 
الدجوى: يعنى فيه تجارب لعمل متفجرات؟
 
سيد قطب: محاولة لعمل متفجرات؟
 
الدجوى: نص أقوالك فى صفحة 103 إن مجدى قال لك..
 
ومجدى ده من القيادة.
 
أنهم يعملون تجارب لعمل متفجرات محلية من صنع أيديهم.. يعنى العمال شغال مش مجرد محاولات.
 
سيد قطب: فيه تجارب نجحت 100%وعبوات تمت .. حاجة  من الاثنين.. أما أنك مش دريان أو بتاع خطوط عريضة ومالكش دعوة بالتفاصيل وأنت قلت دلوقتى عن الاغتيالات والمتفجرات.. وكان فاتنا تخريب ونسف المنشآت.
 
سيد قطب: كانت مجرد اقتراحات م تأخذ دورا تنفيذا.. واللى يقترح يقترح..
 
الدجوى: عدد أفراد التنظيم كام؟
 
سيد قطب: قالوا الصف الأول حوالى 70 يعنى يبقى العدد حوالى 200 أو 300 وذلك بالاستنتاج.
 
الدجوى: مضبوط يا سيد.. بس ازاى الاستنتاج؟
 
سيد قطب : اذا كان لهم 5 سنوات فى الشغل.
 
الدجوى: ( بسخرية): شغل أيه يا أخويا؟
 
سيد قطب : تربية أعضاء من سنة 1959.
 
الدجوى: التربية دى.. كانت من سنة 1959.
 
سيد قطب : حسب قولهم.. والمجموعة اللى تنتج 70 شخصا ظاهرا فى 5 سنوات تبلع بالحساب حوالى 300
الدجوى: أزاى الحساب ده؟
 
سيد قطب : أنا كنت مراقب بحوث فنية فى وزارة التربية وعندنا أن البشر فيه خمس متفوق. وخمس تحت المستوى.ز " ثم نطقها بالإنجليزية"..
 
الدجوى: (هازئا): أنت رايح تتكلم انجليزى.. يا سيد  يا قطب احنا ناس مسلمين.. وكلمنى عربى يا سيد.
 
سيد قطب: الإحصاءات على  أساس  أن 40% أقل من المتوسط و20 % متفوق و20% تحت المستوى
 
الدجوى: وليه تتعب نفسك... ليه ماسألتش سؤال صريح عن عدد الأعضاء.. الحكاية مش فتاكة يا سيد.. 
وعلى عشماوى قال أنه أخبرك أن الصف الأول:
 
70 والتنظيم 200 وأنت أنهم أخسوا بقيادتك منذ اللقاء الأول.
 
سيد قطب: ( باستنكار) : أنت قلت كده؟
 
الدجوى: أيوه.. وكمان اتفقتم على أية بالنسبة للسبعين؟
 
سيد قطب: التدريب على الألعاب الرياضية والسلاح..
 
الدجوى: أيه أنواع الرياضة؟
 
سيد قطب: لم أحددها لهم..
 
الدجوى: وإيه كمان؟
 
سيد قطب : التدريب على السلاح وبس.
 
الدجوى: والتريب على الرياضة ليه؟
 
سيد قطب : إذا كا سيتدرب على السلاح لازم يتدرب على الرياضة وده لازم لخلق إنسان قوى يصلح للتدريب على السلاح.
 
الدجوى: ( متظاهرا بخفة الدم) : يعنى النادى الأهلى والزمالك والترسانة  رايحين ندربهم على السلاح بعد الكورة
 
سيد قطب: ( بجدية) الذى يتدرب على السلاح يتدرب أولا على الرياضة.
 
الدجوى: والهدف إيه من التدريب على السلاح؟
 
سيد قطب: (وقد لاحظ أن الدجوى بشىء من الصبر لبعض التفصيلات.. ولا يضيق صدركم..
 
الدجوى: صدرى لا يضيق ومستعد اسمع للصبح..
 
سيد قطب : إحنا اتفقنا على تحويل التنظيم إلى تنظيم اسلامى تربوى وفى نظرنا.
 
الدجوى: ( مقاطعا) :  نظرنا.. مين يعنى؟
 
سيد قطب: أنا والخمسة أعضاء القيادة قررنا أن التنظيم يجب أن يبقى لتخريج أكبر عدد من الشباب المثقف.. ولكن نشاط الجماعة ممنوع ولابد أن يبقى سرا حتى لا يأتى خطر على وجوده.  ولما شعرنا بالخطر على التنظيم من أن  ينكشف ويعذب أعضاؤه فى السجن الحربى والقلعة كما حدث سنة 54 وسنة 65 ولم نظن أن النيابة ستشنق.
 
الدجوى: ( وقد فقد كل أعصابه مقطعا) : أنت كذاب فيما تقوله. إن هذه السموم التى تنفثها فيمن حولك.. من عنا.. هذا الشباب الموجود فى القفص.. اتهمك بالانحراف وبأن الوضع انحرف من يوم قيادتك.
 
سيد قطب: التنظيم بيتدرب على السلاح للدفاع عن نفسه.
 
الدجوى: أنت نغمتك فى كلامك كله كده.
 
سيد قطب: إحنا...
 
الدجوى: ( بعصبية ): ما تتكلمش ألا لما أنهى كلامى.. أنا مش قاعد معا كفى قهوة...
 
سيد قطب: متأسف.. متأسف..
 
الدجوى: أنت بتقول أن التدريب على السلاح للدفاع عن التنظيم.
 
سيد قطب: ( بلهجة المعاتب): سيادتك وعدتنى بسعة الصدر...
 
الدجوى: بس لا تتكلم خارج الموضوع.. جاوب على السؤال .
 
سيد قطب: أتسلح لا دافع عن التقتيل والتعذيب الذى وقع علينا سنة 1954..
 
الدجوى: فى التحقيق.ز أنت كنت تريد الهجوم والانقضاض .. أنت قلت لحميدة تبلغ زينب الغزالى علشان تبلغ عشماوى أيه.. أنت قلت أنه فى حالة ما إذا وقعنا نوجه ضربة شاملة.
 
سيد قطب: ده كان إجابة على سؤال من على عشماوى.
 
الدجوى: محمد يوسق هواش يعلم بالتنظيم؟
 
سيد قطب: يعلم بأشياء عن التنظيم ويعلم مركزى فيها واتصالى به..
 
الدجوى: رشحت مين يخلفك؟
 
سيد قطب: محمد يوسف هواش.
 
الدجوى: ومين يكون أداة لصلة بين التنظيم وهواش؟
 
سيد قطب: على عشماوى
 
الدجوى: متى أخذت صفة القيادة؟
 
سيد قطب: لا استطيع تحديد التاريخ..
 
الدجوى:  قلت فى صفحة 118 ان ذلك فى أوائل سنة 65
 
سيد قطب : حصل
 
الدجوى: المرشد حسن الهضيبى أنت أخذت رايه؟
 
سيد قطب: لأ...
 
الدجوى: أنت قلت أن المرشد وافق.. والتنظيم كان يحس بقيادتك من أول لقاء.
 
سيد قطب : (بحزم): أخشى أن تكون دى أقوال حد تانى..
 
الدجوى: (بتحد): نعم يا أخويا؟؟.. لأ... أنا بأقول بالنمرة يا سيد يا قطب.. ومحاميك موجود وإذا قال الكلام ده مالوش أصل نستبعده..
 
زعلان ليه؟
 
سيد قطب : مش زعلان..
 
الدجوى: وإن كانت دى اقوالك؟
 
سيد قطب: مش متذكر أنى قلت كده..
 
ويتفحص الدجوى الأوراق التى أمامه... ويكتشف صدق  سيد قطب فيقفز بالأسئلة إلى ناحية أخرى.
 
الدجوى: طبيعة التنظيم كانت مؤسسة على أية؟
 
سيد قطب : لا أتذكر..
 
الدجوى: أنت قلت أنها مجموعات فى شكل أسر وكل أسرة لها نقيب..
 
سيد قطب: لا اتذكر..
 
الدجوى: أنت قلت أنها مجموعات فى شكل أسر وكل اسرة لها نقيب..
 
سيد قطب: ده صحيح..
 
الدجوى: عندك تفصيلات أكثر يا سيد؟
 
سيد قطب: (بقرف) معنديش تفصيلات..
 
الدجوى: أنت أمرت بتدريب مجموعات فدائية؟
 
سيد قطب : مجموعات رياضية.
 
الدجوى: (بعصبية) : بأقول فدائية ... وقلت لهم ركزوا على حرب العصابات.
 
سيد قطب: السبعين فرد تقرر تدريبهم على الأسلحة والأعمال الفدائية.
 
الدجوى: قلت ايه يا سيد قطب عن المجتمع الحاضر. بس أوعى تقول  لى معالم على الطريق كله.
 
سيد قطب: هو فين معالم الطريق .. لا معى.. ولا مع  الناس.
 
الدجوى:: انت تعبت.. يعنى أخليك تستريح ولا تقدر تستحملنا ربع ساعة كمان.
 
سيد قطب: أستريح أحسن..
 
ورفع الدجوى الجلسة للاستراحة ثم أعادها بعد نصف الساعة ليستأنف حواره مع سيد قطب على النحو التالى:
 
الدجوى:  يا سيد.. أنت  لك أقوال عن نظام الحكم القائم أنه نظام جاهلى... جاهلى؟
 
سيد قطب : (بثبات) لأ..
 
الدجوى: قرر قادة التنظيم أنك أفهمتهم أنهم الأمة المؤمنة وسك مجتمع جاهلى ولا تربطهم بالدولة ولا بالمجتمع ولا بنظام الحكم القائم أى رباط وأنهم فى حالة حرب مع الدولة وأن عمليات القتل والتخريب لا ضرر منها ولا عقاب عليها بل العكس فيها مثوبة..  ماذا تقصد عن حالة الحرب مع الدولة ..المفهوم أنك وضعت فى يدك عنصر المبأداة.. الأمر بيدك تحدد زمانه ومكانه وخطته.. يعنى حالة الحرب قائمة لا تنتظر وقوع الاعتداء وقلت أن القتل والتخريب فيه ثواب.. دى اسمها الحقنة التى تثير الجراثيم المتنحية وتخليها تجرى وتتحرك وتبان فى التحليل
 
سيد قطب ( بهدوء وشبح ابتسامة ساخرة على شفتيه متسائلا): أجاوب؟
 
الدجوى: تجاوب على غيه.. حصل الكلام ده؟
 
سيد قطب : أنا أؤاخذ على ما اقوله وأكتبه وليس على ما يقوله غيرى..
 
الدجوى: ده مجلس القيادة اللى قال كدة. اللى أنت رئيسه.
 
سيد قطب : لست مسئولا عن فهمه.
 
الدجوى: ده المجلس اللى أنت بتربيه..دى تربية وحشه...
 
سيد قطب : بس عايز...
 
الدجوى:( مقطعا حتى لا يكمل جملته): مجلس القيادة عرف أن خليفتك  يوسف هواش؟
 
سيد قطب: ايوه
 
الدجوى: قرر على عشماوى فى صفحة 198 أنه بعد استعراض موضوع الاغتيالات بالأسماء وافق سيد قطب عليها وأضاف أنه يريد ضرب مدير البوليس الحربى ومدير مكتب المشير..
 
سيد قطب : على عشماوى واحد من خمسة.
 
الدجوى:  حصل ده
 
 
سيد قطب: لأ...
الدجوى أمال اللى حصل إنك وافقت  على الاغتيالات ولم تضف أسماء.
 
سيد قطب : الأمر أنتى على انه  لا إمكانيات لتنفيذ هذه الاقتراحات
 
الدجوى:  رياح أقول لك كلام مجلس القيادة  وكلام زميلك محمد هواش... وأنا مش ناس أنك قلت أن ده كلام عشماوى بس دون الباقين.. وسأقرأ  لك كلام الباقين فى ملف الدعوى.. فقد قرر عشماوى فى صفحة 216 أن الجماعة قالت لسيد قطب أن التنظيم حوالى 200 والفلوس حوالى 4000 جنيه والسلاح رشاشات ومسدسات.
 
سيد قطب: قال لى بمفردى أو أمام غيرى.
 
الدجوى: يستوى.. أقول أنه قال لك بمفردك.ز يبقى كذاب.. وإن قال أمام المجموعة يبقى صحيح وتقره
سيد قطب: ايوه...
 
الدجوى: قرر عشماوى أنك قلت لهم ينبغى ان تكون خططنا هجومية.. ولا نلجأ للدفاع لأننا لو لجأنا للدفاع نكون فشلنا. إذن خطتك هى الهجوم.. ولو أن ده لا يغير من الدعوى سواء إذا كانت دفاعى أو هجومى.. ويعزز هذا ما قاله عشماوى من أنك قلت لهم ينبغى أن نرتب ثلاث موجات .. اذا فشلت الثانية تليها الثالثة.. والموجات لا تكون إلا فى حالة الهجوم وسامها تحضيرات الخطة وتنسيق الهجوم.. حصل يا سيد يا قطب؟
 
سيد قطب: هذا الكلام لم يحصل بهذا الشكل.
 
الدجوى: يعنى حصل بشكل آخر.
 
سيد قطب : لم يكن الكلام..
 
الدجوى : ( صائحا ): جاوب على السؤال.
 
سيد قطب : محصلش..
 
الدجوى: لازم عشماوى مبيفهمش خالص.. لأنه برضه قال أنك يا سيد يا قطب قلت لهم يجب أن ننشط لتنفيذ أهدافنا بالقوة ونصطدم مع الحكومة  فى أى وقت فى ساعة الصفر..ز أخوك على عشماوى اللى قال كده... وقال إن لكم أهداف... وأنت لغاية دلوقت مقلتهاش.
 
سيد قطب:الدفاع عن النفس.
 
الدجوى: وكل الكلام عن الهجوم وترتيب الموجات والتنفيذ بالقوة عندما تحدد أنت عنصر المبادأة... وبعدين حنشوف حددتم  الوقت... أولا...
 
سيد قطب : فيه أربعة غير عشماوى.
 
الدجوى: طيب  عد على صوابعك.. مجلس القيادة قالوا أيه وأنا رايح أعد معاك علشان أساعدك..
 
عشماوى قال هدف التنظيم قلب نظام الحكم والاستيلاء عليه بالقوة.. وقرر عبد الفتاح اسماعيل فى صفحة 414 أن الهدف هو قلب نظام الحكم القائم بالقوة والثالث صبرى عرفة فى صفحة723 قال إن الهدف هو قلب نظام الحكم ويوسف هواش النائب والخليفة بتاعك قال  فى صفحة 181 إن أعضاء التنظيم سألونى عن توجيه الضربة الحاسمة وأنا حددت لهم رئيس الجمهورية والمشير وزكريا محيى الدين وعلى صبرى.. لأن التخلص من الأربعة يكفى لتغيير الوضع فى البلد. بقينا كام؟
 
سيد قطب : أربعة...
 
الدجوى: (مستطرقا): أنت بتعد معانا.... يا مسهل... يا مسهل... وكذلك مجدى خامس عضو فى صفحة826 قال إن الهدف هو التجاوب مع الانقلاب... ثم تطور الهدف بعد مقابلة سيد قطب إلى أننا إذا استطعنا أن نقوم بضربة مركزة لقلب نظام الحكم ... بقينا كام؟
 
سيد قطب: خمسة...
 
الدجوى: وأنت السادس.. شوف بأه كمان حميدة قطب الشقيقة والواسطة بينك فى السجن وبينهم فى  صفحة 2846 قالت أن أهداف التنظيم هى إسقاط الحكم الحاضر.. وأظن حميدة قطب دى ثقة.. أتفضل محلك.
سيد قطب : تسمح لى بكلمة.
 
الدجوى: إن كان فيه حاجة قولها للأستاذ المحامى... انده محمد يوسف هواش.
 
وهكذا تكلم الدجوى . القاضى الأوحد... ورفض أن يتيح لسيد قطب أن أن يرد على ما قاله... فقد كان واثقا أنه سيقول أن كل هؤلاء  ما عدا عشماوى إنما قالوا ذلك نتيجة تعذيب.. ولذلك منعه من الكلام وأنهى بذلك مناقشة سيد قطب ... ثم استدعى الشهيد المرحوم محمد يوسف هواش.
 
===محاكمة محمد يوسف هواش===
 
'''خرج محمد يوسف هواش من داخل القفص وعاد إليه سيد قطب ... وفى الطريق التقت نظرات الاثنين.. وصرح الدجوى من فوق المنصة:'''
 
متبصوش لبعض..
 
'''ووقف هواش أمام المنصة وبدأ القاضى الأوحد الأسئلة التقليدية على النحو التالى:'''
 
الدجوى: سنك كام سنة يا هواش؟
 
هواش: 53 سنة..
 
الدجوى: كان محكوم عليك سنة 54؟
 
هواش: 15 سنة..
 
الدجوى: خرجت أمتى؟
 
هواش: سنة 64..
 
الدجوى: قبل انتهاء العقوبة؟
 
هواش: بعفو صحى..
 
الدجوى: أمتى بدأ عملك بالتنظيم؟
 
هواش  : من أواخر سنة 1963..
 
الدجوى: كنت فين؟
 
هواش: كنت فى السجن...
 
الدجوى: بلغك من مين؟
 
هواش: من الأستاذ سيد قطب
 
الدجوى: سيد قطب عرف منين
 
هواش  : من شقيقته الآنسة حميدة...
 
الدجوى :عرف إن فيه تنظيم.
 
هواش: إن فيه شباب تجمعوا.
 
الدجوى: قلت نصا فى صفحة 163 إن سيد قطب قال لك أنه تنظيم أنت رايح تعمل زيه.. بلاش الكلام الصغير... وقلت إن سيد قال  لك انه سنة 63 حميدة بلغت سيد قطب فى السجن عن التنظيم .. هل علمت أن التنظيم مسلح؟
 
هواش : بعد خروجى من السجن..
 
الدجوى: ( مقاطعا) : حصل إيه...
 
هواش: بعد خروجى من السجن...
 
الدجوى: ( مستطرقا) : الصحافة عايزو تسمع
 
هواش : عندى مرض صدرى.
 
الدجوى: (ساخرا) مالنا ومال صدرك.. إحنا عايزين الحنجرة..
 
هواش : سنة 1965 أثناء زيارتى للأستاذ سيد درات مناقشات حول التنظيم.
 
الدجوى: ( مقاطعا): اللى كان معلوم أمره وأنتم فى السجن.
 
الدجوى: قول يا أخويا.. حد حايشك..
 
هواش: التنظيم كان أخذ وضعه وإحنا فى السجن..
 
الدجوى: أنت عايز تتكلم فى أنه تنظيم أو .. لا... قول...
 
هواش: معظم كلامنا كان عن عدم رضاء الأستاذ مو موقف منير الدلة وفى مرة سيد قطب كلمنى عن السلاح.
 
الدجوى: سلاح إيه؟
 
هواش: سلاح التنظيم اللى جاى من السودان إلى دراو... وكان رأينا أن مفيش داعى وهو قال لى دى بضاعة متفق عليها من زمان وليس لنا حق التصرف فيها.
 
الدجوى:منين السلاح ده..
 
هواش: كويس.. مضبوط.. وبعدين سيد قال لك إيه عن قيادته للتنظيم؟
 
هواش: هو قبل رياسة التنظيم..
 
الدجوى: والمرشد الهضيبى موافق؟
 
هواش: عنده علم بهذا..
 
الدجوى:  سيد قطب كلفك بحاجة حالة القبض عليه؟
 
هواش : ايوه.. أن أشتغل مكانه فى التنظيم
 
الدجوى: ويتصلوا بك إزاى؟
 
هواش: بواسطة رفعت بكر ابن أخت سيد قطب.
 
الدجوى: هل اتصل بك رفعت بكر ؟
 
هواش : ايوه..
 
الدجوى: فين؟
 
هواش : فى الجيزة أمام كازينو الحمام.
 
الدجوى:قالك غيه.. وقلت له إيه؟
 
هواش : أنا اللى قلت له أنى مش حا أقابل الأخ اللى جار يزورنى لأنى مراقب
 
الدجوى: وبعدين؟
 
هواش: كان موعد أجازتى السنوية؟
 
الدجوى: حتقول لى حدوتة الإجازة والمباحث لما منعتك من السفر؟
 
هواش: أيوة..
 
الدجوى: بلاش.. عارفينها.. وبعدين التنظيم اتصل بك تانى.
 
هواش : الآنسة حميدة جت لى تانى مرة.
 
الدجوى: وقالت لك إيه؟
 
هواش: قالت أن أعضاء التنظيم يسألون عن الضربة الحاسمة.
 
الدجوى: اللى هم عايزين يعملوها؟
 
هواش انا قلت لها ملوش لازمة.
 
الدجوى: وقالت لك هم مصرين عليها فقلت لها ده رايح يزود التعذيب والتعذيب لا يقف إلا بتغيير الوضع كله والتخلص من أربعة أشخاص... مين هم الأربعة؟
 
هواش : رئيس الجمهورية – المشير – زكريا محيى الدين – على صبرى.
 
الدجوى: كويس... أنت عال... كفاية كدة.... وأرجع مكانك...
 
 
 
===محاكمة عبد الفتاح اسماعيل===
 
واكتفى الدجوى فى ذلك اليوم المشئوم بمناقشة سيد قطب وهواش وأجل بقية المناقشات لجلسة اليوم التالى... يوم الأربعاء 13 أبريل... وهو أيضا يحمل رقم النحس.. وفى تلك الجلسة بدأها بمناقشة على عشماوى الذى تضاربت القوال فى حقيقة أمره وقيل أن المباحث الجنائية العسكرية جندته للإيقاع بالإخوان المسلمين وانكشف تلك الحقيقة بعد سجنه.. فقد أفرج عنه وحده بعفو خاص وسمحوا له بالهجرة إلى أمريكا حيث أقام بها.. وكان الدجوى فى مناقشة على عشماوى يذوب رقة وحنانا وأدبا ولم يحاول ولو بسؤال أن يسخر منه.. وبعد أن انتهى من مناقشته استدعى  ثالث الشهداء المرحوم الشيخ عبد الفتاح اسماعيل لمناقشته.. وخرج الرجل من قفص الاتهام... ووقف أمامه وبدأت المناقشة:
 
الدجوى: يا شيخ عبد الفتاح.. الإسم بالكامل أيه؟
 
عبد الفتاح: عبد الفتاح عبد اسماعيل.
 
الدجوى: والسن..
 
عبد الفتاح: 41 سنة..
 
الدجوى: بتشتغل ايه؟
 
عبد الفتاح : تاجر منى فاتورة وغلال وقبانى من محافظة دمياط برخصة.
 
الدجوى: أنت من الجماعة  المنحلة وحوكمت سنة 54؟
 
عبد الفتاح: اعتقلت ولم أحاكم وخرجت سنة 56...
 
الدجوى: شاركت مين؟
 
عبد الفتاح: شاركت معروف الحضرى لمدة سنة واحدة لتصدير موالح من مكتب فى شارع 26 يوليو.
 
الدجوى: نشاطك  الإخوانى بدأ متى بعد الاعتقال؟
 
عبد الفتاح: تقريبا سنة 58 وكنت سكرتيرا شعبة كفر البطيخ واعتبرت عضوا عاديا فى الجماعة ونشاط المنطقة عندنا كان يدور حول مساعدة أسر المسجونين وفى هذه المدة سافرت الحجاز سنوات  58و59و60.. وفى سنة 58 قابلت هناك عشماوى سليمان فى المسجد الحرام وكنت أعرفه من المعتقل هنا وكان موظفا بوزارة التربية ولم يكن عاد إلى عمله بعد الإفراج وكان يبحث عن عمل.. فلما سافرت سنة 58 للسعودية رايته هناك وقال إنه خرج عن طريق شركة عبد المحسن للسياحة وأنه تعاقد مع حكومة السعودية للعمل.. وسنة 59 سافرت للسعودية وقابلت سعيد رمضان وكامل الشريف وقالوا أنهم مستعدين لمساعدة الإخوان وسألونى عن حالة الإخوان فى مصر فقلت لهم خايفين.. فقالوا لى خلى الإخوان يتجمعوا واحنا نساعدهم.
 
الدجوى: فيه فلوس جت من السعودية؟
 
عبد الفتاح: 424 جنيه جت لى عن طريق الحاج مدنى وهو سعودى.
 
الدجوى : والأربعة آلاف جنيه؟
 
عبد الفتاح: جم من السعودية هنغير طريقى لعشماوى والسيدة زينب الغزالى.
 
الدجوى: ( بضيق) أ،ت قعدت تتكلم ربع ساعة وبعدين حتقول أمتى بداية صلتك بالإخوان؟
 
عبد الفتاح: أنا كنت أتصل بمحمود عبيده فى شربين وشريف وهو موظف فى نزع الملكية بالمنصورة وأنا اتصلت به وبمعوض ودرسنا حالة أسر الإخوان ومساعدتهم وعبد الفتاح شريف قال إن عمله..
 
الدجوى: ( مقاطعا) أنت قلت فى صفحة 379 أن شريف كان يجمع إخوان المنصورة ويتصل بسلام لتجميع إخوان طنطا.. والشاذلى علشان إخوان اسكندرية وقلت أنه كان يتصل بالزينى ومحمد على وأنكم رحتم بيت زينب الغزالى.
 
عبد الفتاح: أيوه أنا ومجدى وانتظرنا عبد الفتاح الشريف هناك
 
الدجوى: هو كان فين؟
 
عبد الفتاح: كان رايح يستشير الأستاذ الهضيبى فيما يعمله الإخوان.
 
الدجوى: وقال أيه عبد الفتاح لما رجع.
 
عبد الفتاح: قال المرشد بيقول مقدرش أمنع حاجة تتعمل للإسلام
 
الدجوى: أنت تعرف صبرى عرفة؟
 
عبد الفتاح : أيوا عن طريق  الشريف.
 
الدجوى: صبرى من التنظيم؟
 
عبد الفتاح: نعم
 
الدجوى: هو سافر السعودية
 
عبد الفتاح: انتدب مدرسا عناك
 
الدجوى: أعطيته جواب وهو مسافر.
 
عبد الفتاح: أعطيته لعشماوى سليمان لأنه كان قال لى انه مستعد يساعد الإخوان فقلت نجيب منه فلوس لأسر الإخوان
 
الدجوى: وعشماوى بعت لك 424 جنيه.
 
عبد الفتاح: ايوه
 
الدجوى: وبعت لزينب 4000 جنيه. 
 
عبد الفتاح: عن طريق تجار من غزة.
 
الدجوى: انضميت لعبد الفتاح الشريف فى التنظيم؟
 
عبد الفتاح: انتقلنا من الدقهلية إلى الإسكندرية وهو متصل بناس هناك مثل عبد المجيد الشاذلى ومجدى ومحمد هلال وعبد الصمد
 
الدجوى: ( يقرأ من أوراق) : أنت قلت فى صفحة 385 أنكم أنت وعبد  المجيد ومجدى والشريف اجتمعتم فى اسكندرية.. ومجدى والشاذلى قالوا فيه خطة عملتها إخوان اسكندرية لاغتيال الرئيس.
 
عبد الفتاح: حصل....
 
الدجوى: قابلت فتحى رفاعى بعد كدة...
 
عبد الفتاح : قابلته.. وهو كان مدرس فى معهد دينى وكان مسئول..
 
الدجوى: عوض عبد العال وصبرى بعد عودته من السعودية عرفنى به لأنه كان يحمل توصيه من إخوان السعودية إلى على عشماوى بتجميع الإخوان مصر.
 
الدجوى: قلت إن صبرى بعد عودته من السعودية قال إن محيى هلال أفهمه أن على عشماوى عامل تنظيم فى مصر وأوصى بالاتصال به.. فتاتصلتم به.
 
عبد الفتاح: حصل...
 
الدجوى: أيه الخلاف مع عبد الفتاح الشريف.. سبهه أيه؟
 
عبد الفتاح: فيه أربعة مسائل تكون نقط الخلاف .. الأولى إنه عرض خطة عايزه ألف جنيه لاغتيال الرئيس فرفضت.. وعرض خطة أخرى على مجدى رفضت والثالثة أنه يعرف ناس يقدروا يعملوا انقلاب وأنا قلت له إحنا لا نعمل لحساب أحد.
 
الدجوى: قل الحق.. اللىلك والى عليك.. هو فضحك فى جلسة وأنت ثرت وأعصابك ثارت.
 
عبد الفتاح: واحنا فى اسكندرية.. ومجدى بيعرض خطة اغتيال الرئيس..
 
الدجوى: ( مقاطعا) : لأ.. الذى بدأ الكلام عبد الفتاح الشريف.
 
عبد الفتاح: عبد الفتاح الشريف قال انه يمكن اغتيال الرئيس بعد معين.. والشيخ عبد الفتاح يرى أن خمسين واحد يقلببوا نظام الحكم وأنا ثرت عليه.
 
الدجوى: القيادة مكونة من مين ومين؟
 
عبد الفتاح : على عشماوى مسئول عن التسليح والقاهرة ومجدى عبد العزيز للتدريب على السلاح والإسكندرية والبحيرة وصبرى عرفة للدقهلية والغربية وأحمد عبد المجيد للصعيد والمعلومات والذى اتفقنا عليه أن برنامج التنظيم يكون فيه  مراعاة التدريب العقائدى ثم اللياقة البدنية والعسكرية.
 
الدجوى: والتدريب على السلاح اللى قاله سيد قطب امبارح
 
عبد الفتاح: هذا ما اتفقنا عليه يا سيادة الرئيس.
 
الدجوى: عملت معسكر فى بلطيم؟
 
عبد الفتاح: أيوه..
 
الدجوى : ليه
 
عبد الفتاح: للمصارعة.
 
الدجوى: اتدربتم على الأسلحة.
 
عبد الفتاح: أيوه هنا فى القاهرة.. واللى دربنى على عشماوى
 
الدجوى: مين كان معاك فى معسكر بلطيم.
 
عبد الفتاح: على عشماوى وصبرى عرفة وأحمد عبد المجيد ومحمود عزت واسماعيل عبد العال وصلاح ومجدى عبد الحق ومحمد بدير.
 
الدجوى: (بسؤال مفاجىء) شلت  قنابل .. ووصلت قنابل؟
 
عبد الفتاح: ولا قنابل ولا خناجر..
 
الدجوى: أنت سبقتنا فى حكاية الخناجر.. وهذا كويس.. كيف عرفت زينب الغزالى؟
 
عبد الفتاح: سنة 59 فى موسم الحج فى السعودية قابلتها عند الشيخ محمد إبراهيم المفتى وبعدين ترددت عليها.
 
الدجوى: ( بنرفزة): صلتك بها عنا يا بنى آدم.
 
عبد الفتاح: سيادتك طلبت الصلة عامة.. وهى لما عادت كنت أتردد عليها وقابلت عندها الأستاذ محمد قطب وعبد العزيز على.
 
الدجوى: مين اللى عرفك بعبد العزيز على؟
 
عبد الفتاح : هى نفسها.
 
الدجوى: فين؟
 
عبد الفتاح: فى منزلها.
 
الدجوى: لأ..
 
عبد الفتاح: إذا كان الأمر غير ذلك... فأقرأ لى ما تيسر.
 
الدجوى: ( ثائرا) : هو أنا فقي.. ما تتعلم الأدب وألا اعلمهولك..
 
عبد الفتاح: أقصد أقوالى فى التحقيق.
 
الدجوى: أنت قلت أنك عرفت عبد العزيز على فى المستشفى عند زينب الغزالى.
 
عبد الفتاح: هو كان بيتردد عليها فى المستشفى ولكن التعرف كان فى المنزل عندها.
 
الدجوى: قابلت عبد العزيز على عدة مرات ليه..؟
 
عبد الفتاح: نعم .. وتحدثنا معه واستمر اللقاء شهورا ونفرا  منه فى العمل لأن طريقته فى العمل بطريقة وطنية غير متصلة بالعقيدة.
 
الدجوى: لأنه لم يتفق معكم.. أنت حضرت لما قدم زجاجة بها مادة سامة.
 
عبد الفتاح : نعم..
 
الدجوى: اتدربت على الخناجر؟
 
عبد الفتاح : لأ ... أتدربت على المدفع الرشاش والمسدس والقنبلة.
 
الدجوى: اللي اشترى الأسلحة مين؟
 
عبد الفتاح : أنا اشتريت  5 مدافعو5 مسدسات وعلى عشماوى اشترى..
 
الدجوى: متى تعرفت بسيد قطب؟
 
عبد الفتاح : فى يوليو 46 فى رأس البر وحدى.. وتانى مرة كان معى على عشماوى وأحمد عبد المجيد.
 
الدجوى: طلبتم منه إيه؟
 
عبد الفتاح: أن يزودنا بالثقافة.
 
الدجوى: إيه حكاية أسلحة السعودية؟
 
عبد الفتاح : عشماوى طلب 50 جنيه علشان يسافر لدوار لاستقبال أسلحة.. فأنا قلت له مين قال على الأسلحة.. ورفضنا الأسلحة.
 
الدجوى: أنت قلت فى التحقيق أن مسألة السلاح وافق عليها  سيد قطب.. حصل ده.
 
عبد الفتاح: حصل والهدف كان عدم كشف التنظيم.
 
الدجوى: إيه أغراض التنظيم؟
 
عبد الفتاح: العمل الإسلامى وتربية أمة مسلمة.
 
الدجوى: قلت فى التحقيق أن الهدف النهائى قلب نظام الحكم القائم بالقوة.
 
عبد الفتاح: لم اقل القائم.
 
الدجوى: ( بعصبية وتهكم) : امال الحكم الماضى.. الحكم مقلوب وكل سنة وأنت طيب.
 
عبد الفتاح: لأ.. أنا قلت لما تتكون الأمة المسلمة تعمل انقلاب اسلامى.
 
الدجوى: زينب الغزالى تعرف تنظيم على عشماوى قبل انضمامك له.
 
عبد الفتاح: لا تعرفه.. ولكن عرفت تنظيمنا الكبير.
 
الدجوى: ( ساخرا): بأسلحته وتخريبه وأمواله؟
 
عبد الفتاح:  أيوه.
 
الدجوى: فيه رسالة وصلتكم من حميدة قطب؟
 
عبد الفتاح: سمعت من على عشماوى أن أول رسالة أن سيد قطب يطلب منا ألا نعمل شىء والثانية أن نعمل كل شىء.
 
الدجوى: سيد قطب قال خليفته مين؟
 
عبد الفتاح : هواش.
 
وانهى القاضى الأوحد مناقشة عبد الفتاح اسماعيل فجأة بعد أن نر فى ساعته ووجد أن الساعة قاربت على الثانية بعد الظهر.. وهو الموعد الذى لا يمكن أبدأ أن يستمر فى العمل بعده.. وتوالت جلسات القاضى الأوحد.. وتوالت وقوف المتهمين أمامه.. وكان كل منهم تستغرق مناقشته أكثر من ربع ساعة.. لم يكن القاضى الأوحد يبحث عن الحقيقة.ز إنما كان يريد تأكيد الصورة التى رسما أعوان عبد الناصر من عملاء السوفيت للإخوان المسلمين من  أنهم جماعة تسعى إلى التخريب والاغتيال .. وكان جميع المتهمين يحسون  بهذه الحقيقة بالإضافة إلى ما كانوا يهددون به من تكرار ألوان التعذيب المختلفة التى ذاقوا مرارتها قبل مثولهم أمام المحكمة أن حاولوا الدفاع عن أنفسهم.. كانت التعليمات الموجهة إليهم كل صباح قبل خروجهم إلى الجلسة ألا يعترضوا على كلمة يقولها القاضى الأوحد .. وإلا... وهى تحمل من الوعيد الكثير.
 
===محاكمة زينب الغزالى وحميدة قطب===
 
وانهى القاضى الأوحد محاكمة الرجال .. وخصص جلسة يوم 16 مايو لمحاكمة زينب الغزالى وحميد قطب.. ووقفت زينب أمام القاضى الأوحد وقفة أشد صلابة من وقفة كثير من الرجال.. كانت ترد على محاولات القاضى الأوحد فى وصف الشباب المسلم بأنه تنظيم إرهابى.. وأنا هنا أنقل جانبا من الحوار الذى دار بين الاثنين.. واضطر القاضى الأوحد إلى نهاية فجاة
 
سألها القاضى الأوحد:
 
- حميدة طلبت منك حاجة خاصة بالتنظيم؟
 
- وردت بسرعة: مفيش تنظيم..
 
- وتراجع الدجوى وقال: طيب الأفراد موضوع القضية.
 
- وهمهمت قائلة : أيو كدة..
 
- الدجوى: كنتى أيضا حلقة اتصال بين سيد والأفراد دول قبل وبعد خروجه من السجن.
 
- زينب: ايوه.. للتجمع العلمى الإسلامى.
 
- الدجوى: قلتى فى اقوالك إن التنظيم عايز الفلوس لتسليح نفسه لقلب نظام الحكم بالقوة؟
 
زينب : محصلش.. وإن كان مكتوب كدة تبقى النيابة زورت كلامى.
 
- الدجوى: وقلت كمان أنك تعرفى أن الإخوان عايزين يقلبوا نظام الحكم.
 
- زينب: محصلش... منين الكلام ده
 
- الدجوى: على عشماوى قال أنك بلغتيه بذلك.
 
- زينب : على عشماوى كاذب
 
الدجوى:  عشماوى بيقول أن زينب تعرف جميع أهدافنا.
 
زينب : السلمية.
 
الدجوى: وقال أنها أجرت اتصالات بالخارج وبالهضيبى وسيد قطب لتحقيق هذا الهدف.
 
زينب: الهدف السلمى.
 
وأحس الدجوى أنه مهما استمر فى مناقشة زينب الغزالى ومحاورتها فلن يحصل منها على تأكيد لما يردده من مزاعم واعترافات منسوبة للمتهمين أدلوا تحت سياط التعذيب.. وسارع  بالنداء على حميدة قطب عله يجد بغيته فى أقوالها .. ولكنها كانت هى الأخرى قوية... صلبة... لم يرهبها صوت الدجوى.. ولا نظرات حراسها... ونفت كل ما يزعمه الدحوى..
 
وانتهت بذلك مناقشة كل المتهمين.. وبدأ الدجوى يسمع الدفاع عن المتهمين.. وانتهى الدفاع فى يوم 18 مايو وأعلن القاضى الأوحد حجز القضية للحكم.. ومن الغريب أن نفس  يوم انتهاء المحاكمات كان هو نفس يوم مغادرة اليكسى كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السو فيتى لمصر والتى بدأها يوم 9 مايو.. ويا للمصادفة ... فإن الإعلان عن القضية لأول مرة كان فى موسكو وأعلنه الرئيس السابق عبد الناصر يوم 29 أغسطس سنة 1965... وانتهاء محاكمة أعضاء التنظيم كان فى نفس اليوم المغادرة  كوسيجين إلى القاهرة... وكأنه غادرها بعد أن اطمأن أن المؤامرة السوفيتية على الإسلام قد نجحت
 
 
 
===إعدام  فى الفجر===
 
توقف التوسع فى نشر بقية محاكمات أعضاء جماعة الإخوان الآخرين الذين قدموا للدوائر الأخرى بعد سفر اليكسى كو سيجين فقد كان الذى يهم أعوان السوفييت المشرفين على أغلب الصحف والمجلات والذين  بليت بهم الصحافة المصرية فترة طويلة فى العهد البائد أن يظهروا أمام ربهم الأعلى كوسيجين وولى نعمتهم أنهم أهل ثقته فيهم وأن المبالغ التى يقبضونها  يقتنون بها السيارات الفاخرة ويوثثون بها الشقق لهم فى الزمالك وجاردن سيتى لا تضيع فى الهواء.
 
وانتهت كل المحاكمات... وبقيت الأحكام فى جميع القضايا التى طلب الحاكم السابق تطبيق قانون فرعون فيها.. وهى القضايا المضبوطة من مارس 1965 إلى سبتمبر 1965..
 
وفجأة بدأ سيل الأحكام ينهمر.. كل يوم تعلن أحكام.. بدأت بأحكام نطقها الدجوى.. تلتها أحكام نطقها رؤساء الدوائر الثلاث الأخرى.. ولكنها كلها أحكام أصدرها الرئيس السابق بمشورة معاونيه العملاء.
 
بدأ صدور الأحكام يوم 20 أغسطس سنة1966 . وكان أول الضحايا الصحفى مصطفى أمين.. وحكم عليه بالمؤبد .
 
وفى نفس اليوم صدر الحكم فى قضية حسين توفيق ولم يبرأ سوى اثنين أما الباقون فتراوحت الأحكام الصادرة ضدهم بين المؤبد والسجن 6 شهور ومن بينهم معروف الحضرى أحد زملاء عبد الناصر وصدر الحكم بسجنه ثلاث سنوات.
 
وفى اليوم التالى مباشرة .. يوم 21 أغسطس.. صدرت الأحكام فى قضية قيادة تنظيم الإخوان.. ولم يبرأ أحد.. جميعهم صدرت ضدهم أحكام... وأحكام قاسية..
 
حكم  على سبعة  بالإعدام... وعلى 25 بالأشغال المؤبدة وعلى 11 بالأشغال الشاقة من 5 إلى 10 سنوات.
وفى يوم 23 أغسطس أعلنت الأحكام على المرشد الهضيبى و48 إخوانيا آخرين.. وحكم بالسجن الهضيبى ثلاث سنوات وتراوحت الأحكام بين ثلاث سنوات و 10 سنوات لجميع المتهمين.
 
وكانت تلك هى الأحكام التى نطقها الدجوى... ولم تعلن بقية  الأحكام فى بقية القضايا الآخرى الخاصة بالتنظيم إلا إبتداء من يوم 5 سبتمبر.. ففى ذلك اليوم صدرت الأحكام على 83 إخوانيا ومنهما حكمان بالمؤبد على شهيدين هما: اسماعيل الفيومى ومحمد عواد اللذين قتلا فى السجن الحربى من التعذيب وأدعت السلطات هروبهما وبرأت المحكمة 13 فقط.
 
وفى يوم 6 سبتمبر صدرت الأحكام بسجن 112 أخوانيا وتبرئة ثلاثة فقط
 
وفى يوم 7 سبتمبر صدرت الأحكام فى قضية التفكير فى نسف قطار عبد الناصر عام 1955 والتى  لم تتعد التفكير.. وكانت تقضى بمعاقبة  6 بالمؤبد وبراءة اثنين فقط.
 
وكانت آخر القضايا التى أعلنت أحكامها القضية التى وصفها ممثل النيابة سمير ناجى بعد ثورة التصحيح أنها كانت مبينة على خيالات.. والتى أطلقت عليها سلطات ذلك الوقت محاولة انقلاب يقوم بها ما أسموه الحزب الشيوعى العربى حتى يبعد الشبهات عن السوفييت فى تدبير كل القضايا الأخرى.. ولم يكن المتهممون فى تلك القضية من الماركسيين أبدا.. ولم يكن المتهم الأول مصطفى أغا المحامى ومعه مجموعة من الشباب عددهم عشرة... وصدرت الأحكام ببراءة ثلاثة فقط وبالأشغال الشاقة على الثمانية الآخرين.
 
وتم تنفيذ كل الأحكام بمجرد صدورها وبسرعة.. حتى أحكام الإعدام التى عادة لا تنفذ إلا بعد شهور وأحيانا سنوات من تاريخ صدورها.. سارعت السلطات بتنفيذها.
 
وقد ظل التساؤل أسبوعا عما إذا كان سيتم فعلا تنفيذ أحكام الإعدام فى السبعة الذين نطق الدجوى الحكم بإعدامهم.. أم أنها ستخف.. وخرجت مجموعات التحريات فى مختلف أجهزة الأمن تجمع رأى الشعب فى تلك الأحكام وذلك بناء على طلب الرئيس السابق عبد الناصر.. وتضمنت التقارير أن الشعب غير مقتنع أن يكون الإعدام عقوبة أشخاص فكروا فى الدفاع عن أنفسهم إذا جرت محاولة لتصفيتهم من جديد.. كان البعض يؤكد أن الحاكم  ينفذ الحكم.. وسيتم إعدام السبعة فى يوم واحد... تماما كما فعل فى عام 1955 وأعدم ستة من رجال الإخوان فيما أسماه  محاولة لاغتياله بميدان المنشية بالآسكندرية ولم يستغرق إعدامهم سوى ساعتين ونصف.. تم إعدام أولهم فى الثانية صباحا.. وإعدام السادس فى الرابعة والنصف .. ورأى البعض أنه لن يستطيع إعدام الجميع بل سيعدم البعض ويخفف الحكم على البعض فى محاولة لكسب الرأى العام إلى جانبه وأبعاد  شبهة الدموية عن طباعه.. ورأى البعض وكانوا قلة أنه سيخفف الإعدام إلى المؤبد ليمتص سخط الناقمين غير المصدقين للمحاكمات من أولها..
 
ومن بينهم زملاء له كان فى مقدمتهم كمال الدين حسين الذى سارع  بإرسال رسالة له عندما وصلت إليه بعض المعلومات عما يلاقيه الإخوان من تعذيب للإدلاء باعترافات عن وقائع غير حقيقية.
 
وكانت رسالة كمال الدين حسين التى أرسلها إليه وبعث بصورة منها للمشير عامر بصفته مسئولا عن جهاز المباحث الجنائية العسكرية الجهاز الذى كان يقوم بعمليات القبض والتحقيق والتعذيب.ز سببا فى أن فقد عبد الناصر كل أعصابه وأمر باعتقال كمال الدين حسين..
 
'''والرسالة كانت بتاريخ 12 أكتوبر سنة 1965.. وقبل أ، تبدأ المحاكمات بشهور.. ونصها:'''
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
السيد جمال عبد الناصر  - رئيس الجمهورية


من كمال الدين حسين..
ويجب أن يتعجلوا الاستخدام المتواصل للقوة ضد المعتدلين والإسلاميين المتطرفين في مصر وإمكانية العنف المتزايد والاستياء كنتيجة لاستخدام القوة.  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
6. ويجب أن يضع صناع القرار بعض السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في [[مصر]] في الاعتبار، وبحلول العام [[2011]] من الممكن أن نري (أ) تحولا سياسيا سلميا، (ب) انقلابا عسكريا يقرر شكل التحول السياسي وقادة المستقبل في البلاد، (ج) فترة من العنف تنتج من الجدال حول التحول السياسي ومن المحتمل أن ينتج عنه ظهور المزيد من عنف التطرف الإسلامي، أو (د) وضع تنتهي فيه جميع اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وربما كان بناء على أفعال إسرائيل نفسها.


وبعد...
وبهذه الاحتمالات يجب علينا تطوير المزيد من المواقف الواقعية والخطط تجاه كل منها وإدراك أن فشل الدولة ليس هو الوضع الوحيد.


لا خير فى إذا لم أقلها لك.... اتق الله.
7. يجب أن يعمل صناع [[القرار السياسي]] الأمريكي على تحفيز صناع [[القرار السياسي]] المصري لمواصلة الإصلاح الاقتصادي، ولكن عليهم أن يعلموا أنفسهم شيئا عن تأثيراته الثانوية.  


" ومن يتق الله يجعل له مخرجا..(قرآن كريم)
فالخصخصة والانفتاح لها من الفوائد بقدر ما لها من أضرار اجتماعية وقد تم تعزيز حل استغلال الصحراء في تخفيف الضغط السكاني في منطقة الدلتا من خلال الحكومة المصرية ببناء مدينة [[السادات]] ومدينة العاشر من رمضان ومشروع مبارك لتنمية جنوب الوادي والمعروف بمشروع توشكي، والواقع في أرض الصحراء الغربية القاحلة بالقرب من بحيرة ناصر.  


( ومن يتق الله  يجعل له من أمره يسرا...
وقد سمي مشروع توشكي، والذي بلغت تكلفته 66 مليار دولار، بهرم مبارك، فهل سيقوم هذا المشروع بالحد من الاكتظاظ السكاني ويحقق آمال الحكومة التي خططت لها لتوفير حياة أفضل؟ وهل من الممكن أن تعج المنطقة بالسكان مع قلة الماء بالنسبة للفرد الواحد في منطقة من أكثر المناطق شدة في الحرارة (تتعدى حرارتها 43 في الصيف)؟ فعلى معظم صناع [[القرار السياسي]] أن يعلموا أنفسهم شيئا عن تطوير الشرق الأوسط لفهم تحدى التخطيط والتنمية إلى جانب مظاهر أخرى من التحول الاقتصادي والخصخصة ليشمل التأثير المحتمل للسياسات الجارية.  
ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا..(قرآن كريم)


اتق الله...
8. على صناع القرار الأمريكي تشجيع الحكومة المصرية بأن تشمل إصلاحاتها أجزاء أخرى من الحكومة (التعليم العام والرعاية الصحية) وإيجاد مؤسسات مدنية يمكنها إحداث تغييرات مفيدة وتعزيز صناعة قرار متعاون.  


قالها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم
فالكثافة السكانية وتحول التعليم الرسمي إلي شكل الدروس الخصوصية وقصور المناهج وتعزيز التعليم المهني يعني أن فقراء الطلاب لن يتم قبولهم في الجامعات.


يا أيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين".
فهؤلاء الذين يقدرون على دفع مصاريف الدروس الخصوصية يمكنهم استكمال التعليم المدرسي ولكن سيكون عليهم مواجهة أولئك الذين تعلموا في مدارس اللغات في مجال العمل داخل القطاع الخاص الكبير.  


اتق الله.. ولا تكن ممن قال فيهم الله سبحانه وتعالى :
أما الطلاب الذين تلقوا تعليما مهنيا ففرصهم أقل من الآخرين.  


" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم".
كما أن التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية معقدة هي الأخرى.  


اتق الله... أمر الله بها الرسول والمؤمنين.ز وأمر بها الرسول أصحابه المؤمنين... وقالها الخلفاء والأئمة لبعضهم ولولاتهم وللمسلمين... وقالها المسلمون للخلفاء والأئمة والولاة ولبعضهم بعضا.
وننصح صناع القرار الأمريكي بتقديم توصيات لإتباع المانحين الأوروبيين ومنظمة الصحة العالمية.  


اتق الله... قالتها تلك الأمة التى أعزها الله بقوله.
9. على صناع القرار الأمريكي التأكيد على ضمان الحكومة المصرية للحقوق السياسية والإنسانية للمواطنين ومن بينها حقوق المعارضة السياسية وأولئك الذين اعتقلوا في ظل قانون الطوارئ، ويجب أن يوضح حد للتعذيب والانتهاكات الجسدية غير القانونية والاعتقالات العشوائية.  


" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
يجب أن يقوم المواطن بالمشاركة في صناديق الاقتراع بحرية وبلا مضايقات، فليس لقضايا مثل قضية سعد الدين إبراهيم واعتقال [[أيمن نور]] والحكم عليه والاعتقالات الأخيرة لمرشحي [[الإخوان المسلمين]] والانتهاكات والعنف الذي شهدته الانتخابات العديدة الأخيرة، مكان في [[مصر]] حرة وديمقراطية.


صدق الله العظيم
10. وهناك أمر آخر يحتاج إلى الإصلاح ويتمثل في الثقافة غير المدنية والتي تعد نتاجا طبيعيا للدولة المتخبطة إن لم تكن التي تسعي إلى الفشل.


وسلامى على من اتبع الهدى..
ويشرح إيليا هاريك الثقافة المصرية غير المدنية على أنها نتاج مباشر لعملية التنمية المتصدعة.  


ولم يتق الرئيس السابق الله... وفى مساء يوم الأحد 28 أغسطس سنة 1966.. وبعد صدور أحكام الإعدام بأسبوع واحد.. تلقى جميع رؤساء التحرير فى الصحف مكالمة تليفونية من مكتب سامى شرف سكرتير الرئيس السابق للمعلومات والذى اتضح فيما بعد أنه كان من عملاء جهاز المخابرات السوفيتية ....
وعلامات هذه الثقافة تتمثل في الاستهتار والفساد وغياب القانون والفردية.   


'''وأملى سامى شرف خبرا لنشره فى الصفحة الأولى بالصحف التى تصدر صباح الاثنين 29 أغسطس.. أى اليوم التالى... وبدون عناوين بارزة وعلى عمود واحد. وكان نص الخبر:'''
ومن العريش إلى الدلتا ومن [[ :تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] إلى المنيا كان للمصالح الشخصية والمحلية أولوية عن المصالح القومية.  


تم صباح اليوم وتنفيذ حكم الإعدام فى كل من : سيد قطب وعبد الفتاح اسماعيل ومحمد يوسف هواش قادة التنظيم الإرهابى للإخوان المسلمين. وقد اصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارا بتخفيف عقوبة الإعدام بالنسبة للأربعة الآخرين مراعاة لصغر سنهم واستبدالها بالأشغال الشاقة المؤبدة.
ولا يمكن لصناع القرار الأمريكي تناول مثل هذا بشكل مباشر ولكنها قادرة على تشجيع البدء فيها مرة أخرى من خلال معلومات أفضل عن اهتمامات المصريين والتي يمكن فهمها عن طريق الإعلام المترجم إلى الإنجليزية من[[ مصر]] نفسها.  


وكان إملاء الخبر على الصحف فى منتصف الليل... ولم تستطع جريدة " الأخبار" أن تنشره فى طبعتها الأولى... وكذلك جريدة الجمهورية... ولكن الأهرام تمكن من نشره... ومن  المعلوم أن الصحف تكون فى أيدى غالبية القراء ابتداء من الخامسة صباحا... ومعنى نشر الخبر بأن الإعدام تم صباح اليوم أنه لابد وأن يكون تم فعلا وقبل الخامسة صباحا.
11. يجب أن يكون صناع القرار السياسي الأمريكي والمسئولون والمثقفين الأمريكيين على دراية وحساسية لموقفهم الذي يتخذوه في [["الحرب على الأفكار"]] أو الاتصالات بالنسبة للإسلام والمسلمين والطريق الملائم للحد من التيار الإسلامي.


وأجريت اتصالات لأعرف موعد تنفيذ الحكم لأحضره... فدائيا أحكام الإعدام يسمح بحضورها للصحفيين والمصورين.. ولم يكن لدى أجهزة الأمن أى فكرة عن الموعد.. باستثناء شرطة النجدة فقد تلقت تكليفا بأن تتوجه سيارتا نجدة فى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل إلى مبنى فرق الأمن بالدراسة لمهمة سرية..
كما أن معاملة المسلمين المصريين كما لو كانوا مصدرا لهذه الحرب على الإرهاب بدلا من كونهم حليفا في هذه الحرب هو أمر غير بناء.  


وتوجهت إلى منزل "عشماوى" الذى سينفذ الحكم ومنازل مساعديه... وكانت الإجابة التى واجهتنى فى كل من المنازل الثلاثة أن سيارة حضرت عند منتصف الليل تماما واصطحبته فى مهمة..
12. ولا يجب على المصريين أن يتركوا أنفسهم بعيدين عن المناقشات حول مكافحة الإرهاب ولا عن مستقبل الشرق الأوسط، فيجب أن يكون للجامعات وعاهد الأبحاث والمنظمات غير الحكومية صوت في صناعةالقرار السياسي بدلا من تفاعلهم مع الملفات الصادرة حول بلدهم من قبل هيئات موجودة بواشنطن.  


وأيقنت أن الإعدام سيتم  تنفيذه قبل الصباح..ز فى الفجر رغم أن العادة جرت أن يتم الإعدام فى الثامنة صباحا.. وتنفيذ الإعدام فى الفجر شىء لم يحدث أبدا من قبل.. وتوجهت إلى مبنى سجن الاستئناف حيث تتم دائما عمليات الإعدام.. وفوجئت بفرقة من الصاعقة تحيط بمنبى السجن والأنوار الكاشفة مسلطة عليه بينما كل ميدان باب الخلق يسبح فى الظلام.
ويجب على مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية وصناع القرار السياسي الأمريكي أن يقوموا بعمل اتصالات مع الهيئات المناسبة في مصر خارج السفارة الأمريكية حيث أشعل التاريخ الطويل للتطرف الإسلامي جدلا وأفكارا من النادر سماعها داخل هيئة صناعة القرار الأمريكي.  


وطرقت باب السجن.. وكان معى  الزميل المصور عبد خليل .. وفتح حارس البوابة. " الكوة" الضيقة وطليق منه إبلاغ ممثل النيابة رغبتى فى حضور التنفيذ.. وترك الحارس " الكوة" الضيقة مفتوحة... ومن خلالها رأيت مجموعة من جنود الصاعقة مصطفين فى الفناء يحملون الرشاشات... وعاد الحارس بعد دقائق وأغلق " الكوة" ولم يجيبنى على طلبى.. وساد الصمت رهيب..
وربما يتطلب هذا التواصل جهودا من الجانب المصري كذلك.


وفى تمام الساعة الرابعة والثلث صباحا.. فتح باب السجن وخرجت سيارة سوداء مخصصة لنقل الموتى إلى المشرحة واندفعت فى طريق المقابر بالإمام الشافعى يتبعها ويسبقها مجموعة من سيارات اللاسلكى وراكبى الموتوسيكلات... وقبل أن يغلق الباب  خرج شاب طويل القامة وسأل عنى.. وتقدمت إليه.. وقال بكل رقة..
13. علاقة الجيش الأمريكي وبرامجه مع الجيش المصري هو أمر غاية في الأهمية لكلا الجانبين، كما لم تعقد مناورات النجم الساطع نصف السنوية في عام [[2003]] بين القيادة المركزية والقوات المصرية وثمان دول أخرى من أصل عشرة؛ بسبب أن الولايات المتحدة كان لديها التزامات في أماكن أخرى، وقد تم مواصلتها بعد ذلك بنجاح.  


-حضرتك عايز تحضر الإعدام.. يا خسارة لم يبلغونى برغبتك إلا الآن فقط.. خلاص كل حاجة تمت والعربية خدت الجثث لدفنهم.
وعلى كل حال ففق عامي [[2006]] و [[2007]] قام بعض صناع القرار السياسي الأمريكي بإثارة الشكوك حول حجم وفاعلية المساعدات الأمريكية لمصر.


وسألته:اين؟
وفي عام [[2007]]، صوت الكونجرس بسحب 2 مليون دولار من المساعدات العسكرية لحين إجراء بعض الإصلاحات السياسية والقضائية ومنع تهريب الأسلحة إلى [[غزة]].
فأجاب بنفس الهدوء:


-فى المقابر طبعا..
وربما كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لدفع مصر نحو الإصلاح ولكن هذه الجهود قد أسفرت عن اتفاق مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار.  


و أحسست أنه لا يريد أن يفصح عن شىء آخر..
ويجب أن يكون لدى مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية بيانات كافية حول[[ مصر]] وأن يكونوا قادرين على التفكير بشكل بناء حول نزاعات المستقبل في المنطقة ومن بين ذلك ما ذكر في البند رقم 6 (د)، يحدث هذا في حال إذا ما بالغوا أو بحثوا في دور مصر العسكري.  


وتوارى جثمان الشهداء الثلاثة فى التراب... وأسدلت  ستائر النسيان على صفحة من الصفحات  السوداء لتاريخ حكم الإرهاب وسنوات الهوان التى عاشها الشعب المصرى خلال الحكم الماضى... حتى بزغ نور الفجر الجيد... وعادت للاقلام حريتها لتكتب  ما حاولوا إخفاءه من جرائمهم.... وتكشف دور السوفييت فى كل السلبيات والهزائم التى تعرضت لها بلادنا خلال الستينيات.. وعبرناها بفضل عودتنا إلى الإيمان بالله وابتعادنا عن نصائح الأصدقاء السوفييت!!
وعلاوة على ذلك فإن قوات الأمن المصرية يجب أن تقوم بالعمل كنداء تنبيه، ومستقبل هذه القوات مرتبط بشكل معقد بالمستقبل السياسية للدولة.


</div><noinclude> </noinclude>
[[تصنيف:الإخوان في عيون الغرب]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:مكتبة الدعوة]]
[[تصنيف:حصريات]]

مراجعة ٠٦:٥٢، ١٢ نوفمبر ٢٠١٠

بقلم : د. شريفة زهور

سبتمبر 2007

مقدمة

تعد مصر قوة رئيسية وقوة سياسية في الشرق الأوسط إلى جانب كونها من أهم الدول التي تتلقى المساعدات المالية الأمريكية من أجل الأغراض العسكرية والاقتصادية، فمصر تمثل أهمية للمصالح الأمريكية في المنطقة من ثلاثة جوانب منها مشاركتها في معاهدة السلام والاتفاقات مع إسرائيل ومشاركتها في حربها على الإرهاب وفي التحول لأمة أكثر ديمقراطية وازدهارا.

وفي هذه الدراسة تقول الدكتورة شريفة زهور بأن جهود الحكومة المصرية لإحكام سيطرتها علي الوضع السياسي تقوم بإعاقة عملية الديمقراطية.

وباسم الحرب على الإرهاب فإن هذه الجهود ربما لا يمكنها أن تضع حدا لاندلاع العنف المسلح بشكل متقطع والذي عاد للظهور مرة أخرى بعد هدنة عام 1999 مع أكبر هذه الجماعات المتطرفة.

وقد توسعت حالة الطوارئ، التي طالما اعتُرِضَ عليها، لتمنح الحكومة المصرية سلطات غير مسبوقة، وقد تطلب هذا العمل تعديلات دستورية صُدق عليها مؤخرا من خلال استفتاء، إلا أن قانون الإرهاب الجديد سوف يعصف بكل هذه الإجراءات.

فقد احتجت المعارضة السياسية على هذه الأفعال التي تقوم بإلغاء بعض التقدم الذي تم إحرازه في السابق مثل مراقبة القضاء للانتخابات وكذلك منع أكبر تنظيم إسلامي (الإخوان المسلمين) من التحول إلى حزب سياسي كبير.

وكخلفية لفهم هذه الأحداث تقوم الدكتورة شريفة بشرح طبيعة المشكلات المتأصلة في التنمية السياسية والاقتصادية في مصر وكيف أن هذه المشكلات تتعلق بالجماعات الإسلامية المسلحة المتعددة التي تظهر بداخلها.

كما أن هذا الشرح وهذه الأزمة الحالية تقوم بتحدي بعض التوصيات النموذجية التي شوهدت في مناقشات نماذج الدولة الفاشلة.

ويسر معهد الدراسات الإستراتيجية أن يقدم هذه الدراسة كمساهمة لمناظرة الأمن القومي حول هذا الموضوع الهام.

ملخص

تقدم هذه الدراسة ثلاثة قضايا معاصرة في مصر: فشل الحكم و التطور السياسي ، واستمرار قوة التيار الإسلامي، ومكافحة الإرهاب.

ومن السهل تناول هذه القضايا في مصر إذا ما كانوا منفصلين ولكنهم على أية حال ليسوا منفصلين أو مستقلين يقومون بالتهديد كظروف حصرية سوف تقود إلى زيادة الأزمة.

فشل نظام الحكم المصري خلال ثلاث مراحل وهم مرحلة الملكية والتجربة الليبرالية ومرحلة القومية العربية ومرحلة الانفتاح المصري للغرب خلال فترتي الرئيس السادات والرئيس مبارك.

وبالاشتراك مع مؤسسة عسكرية وأمنية كبيرة في مصر فإن هذا الفشل يعني تواصل حكومة سلطوية تعمل وتستخدم أنظمتها الأمنية لمنع أي تحول سياسي مهم.

وينتج عن فشل الحكم مظالم للإسلاميين المسلحين والمعتدلين وكذلك للعديد من المصريين العاديين كما أنه يمنع نمو التقدم السياسي والمدني.

وقد قامت الحكومة المصرية بعمل هدنة عام 1999 مع أكثر الجماعات الإسلامية إزعاجا.

وعلى أي حال فقد ظهر العنف مرة أخرى من قبل مصادر إسلامية جديدة مسلحة من العام 2003 وحتى العام2006.

ويتضح لنا من كل ما سبق دور الدولة القوي تجاه الجماعات وهو الدور الذي أدى إلى الهدنة وهو ما امتنعت عنه الدولة الآن لظهور "القاعدية" والتي يمكن أن تنتشر في مصر والمنطقة بشكل كامل، وبالتالي تقاعست عملية التحرر السياسي المهمة، وخلال ثلاث أو أربع سنوات، إن لم يكن أقل، سيصبح الأمن السياسي والاستقرار المصري في خطر، فانتشار السخط الاقتصادي والسياسي يمكن أن يعجل بهذا الخطر.

وإضافة إلى ذلك فإن الدعم الشعبي للتيار الإسلامي الحالي يمكن أن يقود إلي حالة من تآكل حالة السلام الحالية إلا في حال تحقيق تسوية سلمية شاملة تجاه الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي وإذا أتت عوامل أخرى إلى الساحة.

وهناك ملاحظات وتوصيات حول المستقبل داخل هذه الدراسة وتضم الأفكار التالية:

1. يمكن توقع أن يرى صناع القرار السياسي الأمريكي الظهور المتواصل للعناصر الإسلامية المتطرفة في مصر نظرا لانتشار الأيديولوجية الإسلامية في المنطقة وفشل الحكم والقمع والظلم في تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب وروح الكراهية تجاه السياسات الغربية والإسرائيلية.

2. يوشك التقدم الاقتصادي أن يقوم في مصر ولكن هناك بعض الضروريات لضمان استقرار الشعب.

3. يحتاج صناع القرار السياسي لمعرفة قوة التيار الإسلامي في مصر وأن يعرفوا أن إضفاء الشرعية واحتواء الإسلاميين المعتدلين – وهو التوجه القائم في العراق – ربما يكبح الإسلاميين المتطرفين ويمنع سخط العامة.

4. بينما تعهدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالعدالة تجاه الفلسطينيين قام التنظيم بأكمله بالتحول إلى عدد من القضايا الأخرى.

وربما لا يكون من الحكمة دعم الهجمات الحكومية على هذه الجماعة بسبب هذه القضية أو تبني الديمقراطية في حال إقصاء العناصر الإسلامية فقط.

5. يجب أن يدرك صناع القرار أن مصر سوف تشهد نقطة تحول سياسي بحلول العام 2011، إن لم يكن قبل ذلك.

6. يجب أن يقوم صناع القرار السياسي الأمريكي بتعليم أنفسهم أشيئا عن التأثيرات الثانية لتحول الاقتصاد المصري وخطط التنمية، فيجب عليهم أن يقوموا بتشجيع الحكومة المصرية لإصلاح التعليم العام والرعاية الصحية بشكل تام وإتاحة وسائل للمواطنين للمشاركة في القرارات التي تعتمد على توافق المجتمع، كما يجب إيجاد ثقافة أكثرَ مدنية.

7. يجب أن يصر صناع القرار الأمريكي على أن الحكومة المصرية تضمن الحقوق الإنسانية والسياسية للمواطنين وإنهاء استخدام وسائل التعذيب والانتهاكات الجسدية المخالفة للقانون والاعتقالات العشوائية وإعادة المراقبة القضائية علي العملية الانتخابية، فسوء المعاملة للمعارضة السياسية والسجناء والعنف أثناء الانتخابات والأفعال الشاذة التي صاحبت الانتخابات الأخيرة ليس لها مكان في مصر حرة وديمقراطية.

8. يجب على صناع القرار السياسي الأمريكيين أن يكونوا على دراية بالكره المصري للرؤى الأمريكية التي تعبر عن الإسلام والمسلمين في "الحرب على الأفكار"، ثم إن معاملة المسلمين المصريين كما لو كانوا مصدرا للحرب على الإرهاب بدلا من كونهم محالفا في هذه الحرب يعد أمرا غير بناء.

9. يجب أن لا يتم إقصاء أو إبعاد المصريين أنفسهم عن المناقشات التي تدور حول مكافحة الإرهاب أو مستقبل الشرق الأوسط والتي تأخذ مكانها في مرحلة صناعة السياسة الأمريكية.

10. يجب أن يأخذ صناع القرار السياسي الأمريكيين في الاعتبار نقد عام 2006 حيال المساعدات العسكرية الأمريكية التي قدمت لمصر ومطالب الإصلاح السياسي ووقف دعم مسلحي غزة بتصديق من قبل الكونجرس عام 2007 والمتعلق بحصة قدرها 200 مليون دولار من هذه المساعدات.

فالحجم الكبير لقوات الأمن فيمصر (مليون رجل أمن) بالاشتراك مع الجيش واقتصاده السياسي يتطلب تكرار إعادة النظر وبالتحديد مع فهم السياسة الخارجية الإقليمية لمصر.

فمحاولات ربط المساعدات العسكرية بالسياسات الداخلية المصرية قد أغضب المسئولين المصريين.

وقد أٌعلن عن خطة لعشرة سنوات جديدة من المساعدات العسكرية في نهاية يوليو 2007.

وعلى أي حال فإن ارتباط المساعدات بالإصلاح يمكن أن يظهر مرة أخرى في المستقبل.

نظرة شاملة

تقدم هذه الدراسة ثلاثة قضايا في مصر المعاصرة: فشل الحكم والتطور السياسي، والقوة المتواصلة للتيار الإسلامي، ومكافحة الإرهاب.

ومن السهل تناول هذه القضايا ي مصر إذا ما كانوا منفصلين ولكنهم على أية حال ليسوا منفصلين أو مستقلين يقومون بالتهديد كظروف حصرية سوف تقود إلى زيادة الأزمة.

فشل نظام الحكم المصري خلال ثلاث مراحل هي مرحلة الملكية والتجربة الليبرالية ومرحلة القومية العربية ومرحلة الانفتاح المصري للغرب خلال فترتي الرئيس السادات والرئيس مبارك.

وبالاشتراك مع المؤسسة العسكرية والأمنية الكبيرة في مصر فإن هذا الفشل يعني تواصل حكومة سلطوية تعمل وتستخدم أنظمتها الأمنية لمنع أي تحول سياسي هام.

ويتسبب فشل الحكم في مظالم للإسلاميين المسلحين والمعتدلين وكذلك للعديد من المصريين العاديين كما أنه يمنع نمو التقدم السياسي والمدني.

وقد قامت الحكومة المصرية بعمل هدنة عام 1999 مع أكثر الجماعات الإسلامية إزعاجا.

وعلى أي حال فقد ظهر العنف مرة أخرى من قبل مصادر إسلامية جديدة مسلحة منذ العام 2003 وحتى العام 2006.

وكل ما سبق يبين لنا دور الدولة القوي حيال الجماعات وهو الدور الذي أدى إلى الهدنة وهو ما امتنعت عنه الدولة الآن لظهور "القاعدية" والتي يمكن أن تنتشر في مصر والمنطقة ككل.

وبالتالي فقد تقاعست عملية التحرر السياسي المهمة وخلال ثلاث أو أربع سنوات، إن لم يكن أقل، سيصبح الأمن السياسي والاستقرار المصري في خطر، فانتشار التدهور الاقتصادي والسياسي يمكن أن يعجل بهذا الخطر.

وإضافة إلى ذلك فإن الدعم الشعبي للتيار الإسلامي الحالي يمكن أن يقود إلي حالة من تآكل وضع السلام الحالي إلا في حال تحقيق تسوية سلمية شاملة تجاه الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي أو ظهرت عوامل أخرى على الساحة.

الفاعلية المصرية في الشرق الأوسط الجديد

بمجرد فحص ما لا يعرفه صناع القرار السياسي الأمريكي والأمريكيين عامة؛ فإننا نستطيع البدء في شرح ضرورة وضع مصر في الاعتبار.

ويجب أن نقوم بشرح؛ لماذا على الأمريكيين أن يكونوا أكثر دراية في الوقت الذي اقتربت فيه مصر من أن تصبح غير معروفة في وسائل الإعلام الأمريكية إلا بكونها بلد المومياء وأهرامات الجيزة العظيمة.

فالتطور السياسي والاستقرار المصري في سياق الحرب العالمية على الإرهاب والصراع العربي الإسرائيلي يجب أن يكون ضمن اعتبارات صناع القرار السياسي الأمريكي والأمريكيين اليوم وفي المستقبل.

ويجب على الأقل وضع ظهور التطرف الإسلامي في مصر مرة أخرى والاستقرار ومستقبل النظام في الاعتبار. فمن غير المتوقع أن يكون الرئيس مبارك (البالغ من العمر 79 عاما، وهذه هي الفترة الرئاسية الخامسة له) في منصبه في العام 2011.

ومن الواضح أن عددا كبيرا من المصريين لن يوافق على أي شخص يقوم بتعيينه مبارك أو حتى من قبل الجيش هذه الطبقات التي سيطرت على منصب الرئيس منذ نهاية الملكية في عام1952.

كما أن هذا الاحتجاب المصري لا يمثل قضية داخل الشرق الأوسط حيث أن الإعلام العربي الإقليمي والشعوب العربية ينظرون بعين الاعتبار للأحداث في مصر.

فعلى سبيل المثال يقوم المراقبون في المنطقة بالمتابعة وقراءة الافتتاحيات عن الإضرابات ومظاهرات العمال التي وقعت في ديسمبر 2006 والهجمات غير المسبوقة على النساء في الشوارع في عيد الفطر في أكتوبر 2006 وكذلك احتجاج القضاة واحتجاج أتباع الإخوان المسلمين واحتجاج المصوتين وهجمات الإسلاميين المتطرفين في منتجعات شبه جزيرة سيناء وظهور حركة كفاية السياسية.

ولا يقوم الأمريكيون بمتابعة هذه المشاهد، وبينما وعى صناع القرار مثل هذا من خلال تقارير أخرى فإنهم لم يواجهوها ومن ثم تمت السيطرة عليهم من قبل التغطية الإعلامية.

ويعرف العديد من الأمريكيين أن السعودية كانت من بين الدول المنفذة لأحداث 11سبتمبر 2001، وربما لا يكون هناك علم بأن أحد المنظمين لهذه الهجمات، محمد عطا ، كان مصريا وأن المتحدث الرئيسي للقاعدة، أيمن الظواهري ،مصري.

فإذا كان هذا هو كل ما يعرف عن الاتصالات المصرية مع المسلحين فإن الأمريكيين ربما يستفيدوا من الفهم الأكثر تفصيلا للبلدان الإسلامية والعربية والأفريقية حيث يظهر التيار الإسلامي المتطرف ويتراجع ويعود مرة أخرى للظهور ويتعايش الفقر مع المشاريع الفعالة وتقوم المنظمات غير الحكومية للمشاريع الاجتماعية بتدوين الملاحظات حول العولمة.

مصر من الناحية الأمنية

يجب على صناع القرار السياسي الأمريكي أن يعيروا اهتماما خاصا لمصر للأسباب التالية:

أولا: المخاطر الأمنية الموجودة فيمصر في الوقت الحالي، وتضم تهديدات لاستقرارها الداخلي ولمعاهدة السلام مع مصر وللدول الأخرى في الشرق الأوسط وربما تهدد دول الجوار في الجنوب مثل السودان.

ثانيا: أن الدولة قد اعتبرت مثالا للدولة الفاشلة أو دولة على وشك الفشل.

ويقول المتخصصون المصريون أن هذا توسع غير ملائم لنموذج الدولة الفاشلة؛ فهو نموذج أفضل حالا من ظروف دولة مثل أفغانستان.

وعلى كل حال فإن مظهر الدول الضعيفة التي تمثل مركز مذهب الجرب العالمية على الإرهاب التي تقودها أمريكا هو ما تتوافر فيها ظروف الفشل سواء كان عدم القدرة على الحكم أو غياب الحكومة أو ضعف الحكومة الذي يؤدي لنمو الجماعات الإرهابية ومعدل تسلح التيار الإسلامي الموجود في مصر.

كما أنني أقول بأن المشكلات المتنامية والحكومة الفقيرة تمثل أهمية في نمو التسلح الإسلامي ولكنها لا تمثل الأسباب الوحيدة لظهوره.

وسوف نثبت هذا في المناقشات التي ستجري فيما بعد.


دولة فاشلة أم تسعى للفشل؟

في أغلب الأحيان لا يكون تعبير الدول الفاشلة مقدما من قبل المتخصصين المصريين أو المتخصصين في الشرق الأوسط أو تأتي من داخل العالم العربي أو الإسلامي باستثناء المجاهدين الإسلاميين المسلحين الذين يتهمون حكوماتهم المسلمة بالفشل في واجباتهم الإسلامية.

وخلال أعمال المتخصصين في المنطقة تم استبدال مفهوم "الدولة الفاشلة" بشكل آخر مختلف وشامل حول التطور السياسي والاجتماعي الاقتصادي، ويرجع هذا إلى أن مصر ببيروقراطيتها الكبيرة وعدد سكانها الكبير وتطور مشكلاتها لم تفشل أبدا في أن تكون موجودة أو أن تقع في خضم ثورة.

أما ثورة1919 فقد كانت احتجاجا شعبيا وثورة 1952 فقد كانت انقلابا عسكريا.

فأي تكهناك داخل هذه الفوضى والجو النفسي الفاسد والآمال الخالدة والأسلوب المعقد الذي تتخذه الأحداث السياسية والسلطة يمكن أن يتم منعه إذا ما طبق النموذج الغربي الحالي للدولة الفاشلة.

أما الفشل في هذا البناء الغربي الحكومي غير الأكاديمي فيكون متمثلا في الفشل في وظائف التخطيط والتوزيع المصرية وإعاقتها للمشاركة السياسية وهو ما يعزز الاضطراب وكذلك الهيكل الضخم لقواتها الأمنية وبذلك سوف يستمر اللجوء إلى الإرهابيين.

ولا يعني هذا أن الغرب لا ينقصه شيء أو أنمصر قد فقدت أي احتمال لتصبح ديمقراطية، فبكل تأكيد لم يزل الفقر في أمريكا لمدة طويلة ينبه أن الوظائف التوزيعية الأمريكية تحتاج أن تصير أفضل وقد نبه إعصار كاترينا الأمريكيين إلى مثل هذه الحقيقة.

ولكن مصر ما زالت بعيدة عن النموذج المثالي الموجود في الحكومات الأخرى في الشرق الأوسط ليس فقط في فشلها في أمور متفرقة ولكن في مفاهيم أخرى للحكم.

وفي الغالب يطرح مفهوم الدولة الفاشلة تفسيرا للإرهاب وخاصة الإرهاب الإسلامي ليشمل الإرهابيين وعناصر القاعدة الذين أتوا من مصر إلى جانب العنف الإسلامي الذي ظهر منذ السبعينيات إلى 1999 والعنف المتقطع منذ عام2003.

كما أن العديدين ممن يؤيدون فكرة الدولة الفاشلة يعرفون تطور فكرة التطرفية الإسلامية والإرهاب إلى أن تصبح جهادا عالميا.

وهذا التطرف الحالي والإرهاب الذي سبق الحركة الإسلامية المعاصرة (ويرجع في الحقيقة إلى قرون مضت) لم يتم التطرق إليه كثيرا، ويمكن وصفه بأنه طريق مسلح دائم للتيار الإسلامي أو بالتحديد سلوك مدمر لبعض العيوب في الإسلام أو الدين أو الثقافة الإسلامية أو حضارتها.

فالتيار الإسلامي والتسلح الإسلامي قد تطورا بالتغير الكبير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي طالت انجلترا وفرنسا وألمانيا وأماكن أخرى.

وربما نحتاج إلى الفحص الدقيق للأسباب الأيديولوجية والمادية لهذه الأحداث ومن ثم نبقي علي اتصال بالتحول الإستراتيجي لمثل هذه الجماعات العديدة.

ولتوضيح أكثر فإن مثل هذا التسلح لا يمثل العقبة الوحيدة أمام التطور السياسي والاقتصادي الاجتماعي في مصر.

وعلى أي حال فالحقيقة أن الحكم الأفضل والمساهمة والتخطيط ودعم المشاركة السياسية تعد أمورا مرغوبا فيها، فالاعتراف بهم يجب أن يؤدي إلى التقليل من لجوء عناصر المعارضة إلى الأساليب الإرهابية وخاصة إذا ما رأينا حرية متزايدة ومشاركة سياسية ودعما للقيم المدنية و الديمقراطية.

وكما يقترح ويليام زارتمان فإن الدولة تصبح فاشلة عندما تكون إما (1) لا تستطيع أن تمنح الأمن أو تقدم الخدمات لمواطنيها أو (2) أنها لا تقوم بوظائفها الأساسية.

وليس هناك اتفاق حول الوظائف الأساسية للدولة أو من يجب عليها خدمتهم.

فالدولة تحتاج فقط أن تقدم الأمن والخدمات لبعض المواطنين أو في بعض الأوقات.

وهناك نموذج آخر أكثر تعقيدا لفهم الدول يتأتي من السياسات المقارنة المبكرة والتي من أهم مفاهيمها شرعية النظام، حيث تمثل هذه الأفكار تأكيدا قويا على بناء مؤسسات سياسية يمكنها دعم مشاركة سياسية أوسع.

وفي بلدان مثل مصر (أو سوريا) كان تمثيل الأمة والمساواة الاجتماعية والاقتصادية والقدر الكبير من المشاركة من أهداف دولة القومية العربية.

وبالقياس على معايير علم الاجتماع السياسي الأمريكي؛ فإن هذا النوع من المشاركة لا يقود إلى شرعية ما دامت الدولة هي الرقيب عليها.

وتشهد مصر تحولا منذ فترة ظهور القومية العربية في الستينيات.

وعلى أي حال فإن التحول قد حبس الوظيفة الأساسية الأخرى للدولة "تقديم الأمن" وجعله مقتصرا علي أمن الأنظمة أكثر من أمن شعوب الأمة.

أما حركات المعارضة فكانت دائما ما تظهر عن طريق عوامل التشتت والطرد والإعاقة وطبيعة نظرائهم – الدولة – القمعية.

وإضافةإلى فشل الدولة في مصر والمحفزات الأيديولوجية لنشاط الجهاد فإن هناك متغيرات أخرى تشرح كيف أن حركات الجهاد قد نمت واستمرت حتى ظهرت مرة أخرى.

وقد كانت هذه التغيرات الإضافية ردا من الدولة على تحديات من قبل كل من الإسلاميين المعتدلين والمسلحين. وفي مصر ، فإن القمع المتزايد من قبل الحكومة للإسلاميين وعائلاتهم وحتى مجتمعاتهم قد أثار رد فعل مسلح حتى من أولئك الذين لا يميلون للأعمال المسلحة.

وعلى سبيل المثال ففي صعيد مصر ، وهي منطقة متخلفة تماما وفقيرة جدا، قامت الدولة بالتصديق علي العنف (الثأر) القائم بين الإسلاميين والشرطة تماما مثل ما حدث بين السنة والشيعة في العراق منذ فبراير2006.

وقد كانت هناك مؤخرا تحليلات أوروبية مصرية حول الهجمات السنية بين عامي 2004 و 2006 لإخضاع البدو المتضامنين مع فقرهم وانسلاخهم المبكر.

الديمقراطية

صرح الرئيس بوش في العام 2005 قائلا: "إن إحياء الحرية بشكل متزايد على أرضنا يعتمد على نجاحها في الأراضي الأخرى، وأكبر أمل للسلام في عالمنا يكون من خلال نشر الحرية في كل أنحاء العالم."

وقد ظهرت هذه الكلمات لدعم عملية ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط؛ تتمثل في التحول الذي يرمي إلى رفض إيواء الإرهاب، فقد مثلت الديمقراطيةالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وقد تم التنويه عن الديمقراطية منذ أعوام ليس فقط من قبل الحكومة الأمريكية ولكن من المؤسسات الأخرى التي تهدف إلى إيجاد الحرية في الرؤية السياسية والاقتصادية والأيديولوجية.

وعلى كل حال فقد سبق وأن أكد الرئيس بوش على الديمقراطية تجاه الشرق الأوسط في فترته الرئاسية الأولي.

وقد دهشت المنطقة بأسرها من مناقشات حول "الديمقراطية المفروضة بالقوة" و "الديمقراطية من خلال السلاح" و "الديمقراطية المحلية" و "الديمقراطية التدريجية" وغير ذلك.

فتعزيز الديمقراطية الأمريكية خلال العقود الماضية التي شهدت العلاقات المصرية الأمريكية وخلال برنامج الديمقراطية منذ عام2005 قد شهد بعض المشكلات في إدراكها وجوهرها وفاعليتها.

وكما أشار دانيال برمبرغ أن المنهج الرسمي المأمول للديمقراطية في 2003 لم يكن بالضرورة ليعكس سياساتنا الفعلية.

ولمدة عقد على الأقل ساعدت برامج المساعدة الديمقراطية الأمريكية الحرية البيروقراطية أكثر من إنهائها بسبب صياغتهم وإستراتيجياتهم غير الواعية.

وعندما قامت البرامج بتمويل الجماعات الصغيرة أو التفاعل معها على مستوى "المجتمع المدني" والذي يعني المنظمات غير الحكومية في مصر والتي ترمي لأن تكون مؤيدة للديمقراطية متطلعة للبدء معها وهؤلاء الأشخاص لم يتحولوا لطريق التفكير الجديد حول حكومتهم.

ومثل هذه المنظمات غير الحكومية قد بدأت في مشكلات مع أجهزة الأمن المصرية والتي تقوم بدور تسجيل هذه المنظمات غير الحكومية ومراقبتها.

وفي النهاية فإن هذا النوع من البرامج لا يتواصل مع الشكل الحكومي أو إجراءاته للإصلاح.

ويلاحظ برمبرغ أن حرية الحكام البيروقراطيين في الشرق الأوسط والتي حصلوا عليها من خلال تحفيزهم عليها، قد أحبطت الديمقراطية بدلا من أن تدفعها إلى الأمام.

"الشرق الأوسط" الجديد ومعاداة الأمركة

ويجب ملاحظة أن مشاعر العداء تجاه أمريكا قد تزايدت فيمصر منذ إذاعة التفجيرات التي وقعت في أفغانستان مع حكومة طالبان كَرَد على أحداث 11/ 9.

وكغيرهم من شعوب المنطقة فقد اهتم المصريون بالتصريحات التي صدرت حول الحرب على الإرهاب وأنها تستهدف المسلمين ومعتقداتهم وقد بلغت هذه القلاقل ذروتها بالاحتلال الأمريكي للعراق.

وقد عارض الرئيس مبارك خطة احتلال العراق واستبدال حكومة صدام حسين لأنه يؤمن بأن هذا سوف يثير المسلحين المتطرفين في المنطقة وقال أيضا أن هذا يمكنه أن يوجد مائة من أمثال بن لادن.

ولقد وجد العديد من المصريين كغيرهم من المسلمين في جميع أنحاء العالم تأكيدا في وسائل الإعلام ومن خلال الأحداث التي تجرى في المنطقة أن الحرب الأمريكية على الإرهاب ما هي إلا حربا على الإسلام.

لقد صدم الجميع وكُربوا جراء أحداث 11 سبتمبر، فهم بكل تأكيد لم يريدوا هجمات مسلحة في شوارعهم وتعطل أعملهم وانقطاع مرتباتهم، كما لا يريد الجميع أن تكون الأفكار المصرية البديلة وكتبها أو ما تقدمه من ثقافة خارجة عن القانون كما فعلت طالبان.

وبعد أحداث 11 سبتمبر انزعج العديد من المصريين بشكل كبير بسبب الدمار الهائل وقتل المدنيين في أفغانستان ثم بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى المدنيين جراء العنف الطائفي في العراق.

كما أن القيم الشعبية والإسلامية تتطابق مع من ليس لهم شأن من الفقراء والبائسين كما يبدوا للعديدين في المنطقة أنها حملة عالمية للانتقام من أحداث 11 سبتمبر.

إضافة إلى ذلك فإن فكرة أن الإسلام بنفسه هو الذي يخلق العنف فكرة قديمة عند الغرب كما ترجع دراسة العالم الإسلامي إلى العصور الوسطي.

ثم إن الجهود المضاعفة والمتكررة لمساواة الإرهابيين بالمسلمين، وخاصة أولئك الذين لا يحبون الولايات المتحدة سواء بسبب موقفها السياسي تجاه إسرائيل أو رفضها الوجود الأمريكي في العراق، قد أثار غضب العديد من المصريين.

وسواء ما إذا كان رد الفعل الغربي على أحداث الرسومات الدانيماركية التي سخرت من النبي محمد وأحداث الغضب التي ملأت العالم الإسلامي، أو كانت تصريحات البابا بينديكت السادس عشر التي أساءت فهم القرآن وسفهته وقللت من شأن تعاليم القرآن والتعاليم الإسلامية؛ أو كان أي شيء آخر فإن الانطباع العام في مصر يقول بأن هذا الاتجاه السلبي في العلاقات الغربية الإسلامية قد قوي بظهور سياسات حملة الحرب العالمية على الإرهاب.

وعلى نحو مماثل فإن هناك كراهية لمشروع الديمقراطية الأمريكي في الشرق الأوسط، وهناك غضب عارم بسبب الغطرسة الأمريكية وتبنيها فرض الديمقراطية في العام 2003.

وهناك آخرون ممن يدعمون الرئيس مبارك كانوا مندهشين من التصريحات الرسمية وتساءلوا لماذا تظهر الولايات المتحدة، التي طالما دعمها رئيسهم، الآن وتسحب دعمها للحكومة المصرية.

وقد اتخذ المتحدثون الرسميون للحكومة المصرية مواقف لم يكن لبوش أن ينتقد مصر من خلالها؛ بل إنه قال أن المنطقة يجب أن تتبع الخطوات التي اتخذتها مصر لتحقيق الديمقراطية التدريجية.

ومع ذلك فقد لاحظ وزير الخارجية أحمد ماهر أن حتى طلاب الجامعات يعرفون أن الديمقراطية تشير إلي التمثيل الذاتي والتي لا يمكن أن تفرض من الخارج.

وخلال السنتين الأخيرتين بدت الولايات المتحدة وقد تراجعت عن نداءاتها الملحة بالديمقراطية وواصلت دعمها القوي للحكومة القائمة بالرغم من عدم الانفتاح الذي أظهرته خلال العملية الانتخابية.

وقد قام النظام المصري بأقل ما يمكن عمله من الحلول الوسط، كما قام الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، الحزب السياسي المسيطر، بسحب خطته لخلق إصلاحات سياسية ثم قام بالاحتفاظ بقوته بقدر الإمكان.

وتحت قيادة نجل الرئيس، جمال، أغلق الحزب تحولا حقيقيا للديمقراطية في نفس الوقت الذي ادعي فيه الحزب أنه سوف يمثل الديمقراطية.

عقبات الديمقراطية في مصر

وفي غضون ذلك، بالنسبة لهؤلاء الذين يؤمنون بأن زيادة الحرية (ولو بقدر قليل) سوف تقلل من الإرهاب – بالتأكيد هو واحد من مظاهر نموذج الدولة الفاشلة – فإن مصر لم تصبح أكثر حرية.

ومن الأسباب أن موجة جديدة من العنف من قبل جماعات متطرفة صغيرة وجديدة وغير معروفة كان يجب التعامل معها وأن الرئيس رفض التخلي عن قانون الطوارئ الذي يمنح القوة للأجهزة الأمنية.

وهناك عقبة أخرى تتمثل في الطبيعة المعقدة للبيروقراطية والطريقة المعقدة التي ينتفع بها بعض المصريين من جهود الخصخصة من خلال انتشار الفساد.

وقد قام مانحون آخرون أمريكيون ومصريون ودوليون بدعم الخصخصة لمواجهة بعض أزمات الاقتصاد المصري العنيفة التي سببها الأداء الاقتصادي لحكومة مبارك والتي أظهرت أن التغييرات الاقتصادية في البلاد لم تقم بتقديم أي فائدة للشعب، كما أعرب مؤيدو الخصخصة عن تحذيرات كبيرة وإنذارات من الطريقة التي تتم بها الخصخصة في مصر.

وقد قدم نقص التطور السياسي أشكالا من الفساد لفترة طويلة وآمالا للتصويت لصالح السياسيين بدلا من الموالاة وهو نوع من نظام المساهمة غير الرسمي.

كما أن هذه المظاهر في مصر وغيرها من ضرورة الرشوة بسبب الأجور غير المجدية قد ساهمت في تزايد الفجوة الاقتصادية غير الرسمية والسياسية وحتى الثقافية.

والمهم الآن هو أن عددا كبيرا من الناس أكثر من ذي قبل قد احتجوا على بلادة الحكومة تجاه فتح النظام واستبداله، مما يعني أن هناك احتمال أكبر للعنف.

ونظرا لخفة ظل المصريين والمسالمة، والجدير بالملاحظة أن العنف يقطع طريق العيش والأجهزة الأمنية الكبيرة والجيش لن يقوما بدعم أي موجة عنف سياسي وبذلك يجب على كل شخص أن يكون حذرا في تقديم تكهناته، ولكن في الحقيقة يبدوا أن الحالة السياسية قد اختلفت هذه الأيام.

وهذه الموجة الجديدة من السخط الشعبي ترتبط بالعرف المصري والذي تكرر ظهوره بشكل رسمي وغير رسمي مثل ما حدث في ثورة 1919 ضد بريطانيا وثورة 1952 التي أنهت الملكية وأخرجت الملك فاروق والمظاهرات الحاشدة التي خرجت تعارض تنحي الرئيس عبد الناصر في 1967 وكذلك أعمال الشغب التي جرت في 1977 نتيجة لارتفاع الأسعار وهناك أيضا عصيان قوات الأمن المركزي في 1967 (نتيجة لأسباب اقتصادية أيضا) وكذلك السخط الشعبي من 2004 وحتى 2005 حول القضايا السياسية.

وخلال الخمس سنوات الماضية، حيث كانت المناقشات حول الشرق الأوسط الجديد تمثل لب السياسة الخارجية لأمريكا، قامت موجة جديدة من العنف الإسلامي المتقطع بإثارة صناعة الإرهاب في مصر.

وقد هزت حالة الرضا واليقين التي قامت بها مصر من خلال الهدنة مع الجماعات الإسلامية الرئيسية في العام 1999 (الجماعات الإسلامية وجماعة الجهاد) كما قامت بحل أزمة الدولة مع الإرهاب والاعتراف بأن أحداث 11 سبتمبر كانت خاطئة أو أنها كانت تصرفا من قبل إرهابيين قامتمصر بطردهم.

كيف ستجارىمصر هذا التحدي الجهادي الذي يعود للظهور على فترات إلا بالحديث عن حرب مستقبلية طويلة الأمد.

أهمية مصر في المنطقة

بلغ عدد سكانمصر أكثر من 78.877.000 نسمة في عام 2007 (ذكر تقدير وكالة الاستخبارات المركزية أنهم 80.335.036 لعام 2007 ومن بينهم من هم بالخارج) وبذلك يمثل الشعب المصري أكثر من ربع سكان الشرق الأوسط بأكمله.

وقد ارتبط تاريخمصر القديم وسيطرتها القوية على المنطقة بخصوبة وادي نهر النيل، فالإنتاج الزراعي المصري من القطن وأهميته الإستراتيجية منذ حفر قناة السويس يشرح اهتمامات بريطانيا العظمي الاقتصادية والسياسية في هذا البلد.

وقد استمرت هذه المصالح بعد الاستقلال الاسمي لمصر في عام 1922 قم من بعد معاهدة 1936 مع بريطانيا والخروج المتوقع من منطقة القناة في عام 1949.

وبينما كانت بريطانيا تتوقع أن يكون جمال عبد الناصر رجلا لينا يمكنه أن يعمل على تأجيل انسحابهم، اتضح أنه ليس من هذا النوع من الرجال.

ونتيجة لسلسلة من الأحداث التي قطعت العلاقة السياسية بين الولايات المتحدة وبين مصر أصدرجمال عبد الناصر قرارا بتأميم قناة السويس، ونتيجة لذلك تآمرت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل آملة إسقاط حكومة عبد الناصر بهذا العدوان الثلاثي على البلاد.

وبدلا من إسقاط حكومةعبد الناصر قامت حرب السويس بدعم شعبية عبد الناصر في المنطقة وسمحت له بتعزيز أفكار الوحدة العربية والقومية العربية بينما كان يقبل المساعدات الاقتصادية والعسكرية من الاتحاد السوفييتي.

وبينما قامت الولايات المتحدة بتعزيز ميثاق بغداد لدعم مصالحها في المنطقة قام عبد الناصر بنبذ هذا.

ولقد كانت سيطرته على أغلب المناطق العربية واضحة جدا حتى حرب عام 1967 مع إسرائيل.

ولذلك فإن العديد من شعارات الناصرية كانت الوحدة العربية والفخر بالهوية العربية والاشتراكية العربية والتصميم على الانتهاء من الماضي البغيض (العهد البائد).

ثم إن المفهوم الثقافي المصري حول العالم الإسلامي الخارجي قد ظهر مرة أخرى على شكل "الصحوة" وهي اليقظة الإسلامية أو إحياء الإسلام التي ظهرت في السبعينيات كرد فعل على الهزيمة العسكرية أمام إسرائيل وكرد على فشل الأحزاب القومية العلمانية والقومية العربية كقوة سياسية.

وبينما يمكن ذكر عدد كبير من الشخصيات فإن هناك أمثلة لكل من الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين الذين أتوا من مصر والذين كان لهم تأثير على كل من العالم العربي والإسلامي ومن بينهم حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام1928 و سيد قطب قياديالإخوان المسلمين الذي شنق في السجن عام 1966 بأمر من الرئيس عبد الناصر وكذلك عبد السلام فرج من جماعة الجهاد الإسلامي المصرية، الجماعة التي قامت باغتيال الرئيس السادات، وشعارهم "الفريضة الغائبة" وهي الجماعة التي قامت بتعزيز الجهاد المسلح ولها سيطرة كبيرة على التنظيمات الإسلامية الأخرى.

وهناك أيضا أيمن الظواهري ، المسلح المصري والرجل الثاني بعد أسامة بن لادن ، وكذلك الرجل الأكثر اعتدالايوسف القرضاوي شيخ جماعة الإخوان المسلمين المنفي والذي تذاع برامجه على قناة الجزيرة بقطر والتي أعطته جماهيرية ضخمة (مثل عمرو خالد ، الداعية الإسلامي وليس برجل دين).

ولم تقتصر الصحوة الإسلامية في مصر على المعارضة السياسية أو ما يمكن أن نسميه "الإسلام السياسي"، فقد وجدت الصحوة أنصارا لها من بين المواطنين العاديين والمدرسين وأساتذة الجامعات وموظفو الحكومة وعددا من رجال الجيش.

ولكن الصحوة الإسلامية خارجمصر لم تكن على النموذج المصري بسبب التطور الذي حدث في نفس الوقت وشعبية الجماعات السلفية والصوفية الأخرى سواء التي جاءت من السعودية أو من الأردن وكذلك سيطرة الشيعة في إيران والمنظمات العراقية وحزب الله .

الجيش والأجهزة الأمنية

وتمثلمصر أهمية عند الولايات المتحدة بسبب قوتها العسكرية فهناك 450 ألف جندي مصري في الخدمة إضافة إلى جنود الاحتياط والقوات شبه العسكرية والتي تقدر بما بين 405 ألف إلى مليون جندي وبذلك تكون مصر هي أكبر قوة عسكرة في المنطقة.

كما أن قوة القوات شبه العسكرية تقوم بمساندة استقرار النظام بينما قواتها العسكرية تجعلها واحدة من الدول الرئيسية التي تحث على تحقيق السلام الدائم بين إسرائيل والدول العربية.

وبين عامي 1999 و2005 أنفقت مصر حوالي نصف مساعداتها المالية العسكرية الخارجية على معدات مثل طائرات إف-16 وطائرات الأباتشي العمودية ودبابات M1A1.

وفي سبيل الحفاظ على المساعدات العسكرية الخارجية لمصر قام المسئولون المصريون والأمريكيون بتقديم أمثلة أخرى للدعم المصري للأهداف الأمريكية ومن بينها تدريب 250 من رجال الشرطة العراقيين و 25 دبلوماسيا عراقيا في العام 2005، وكذلك نشر 800 جندي في منطقة دارفور في السودان عام 2004، والقيام بإرسال فريق طبي ومستشفي ميداني إلى قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان بين عامي2003 و2005 وتسهيل مرور 861 سفينة بحرية عبر قناة السويس ودعم هذه السفن أمنيا بين عامي 2003 و 2005 والسماح بمرور 36.553 طائرة عسكرية أمريكية عبر المجال الجوي المصري بين عامي 2001 و 2005.

وإضافة إلى القوات العسكرية الأمريكية المنتشرة في مصر من أجل القيام بمناورات النجم الساطع نصف السنوية فإن هناك حوالي 600 جندي أمريكي دائمين ضمن قوات المراقبة الدولية المتمركزة في معسكر شمالي في شمال سيناء بالجورة على بعد حوالي 25 كم من الحدود الإسرائيلية ومعسكر آخر في الجنوب في مدينة شرم الشيخ في أقصي جنوب سيناء بين شرم الشيخ وخليج نعمة ولهم ما يقرب من 30 نقطة مراقبة بين هذين المعسكرين للتأكد من عدم وجود عنف من قبل القوات المصرية أو الإسرائيلية وكذلك لضمان إمكانية الملاحة في مضيق تيران.

أما قوات المراقبة الدولية فتضم قوات من بين عشر دول وقد وجدت في العام 1979 بعد اتفاقات كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام بينمصر وإسرائيل وقد تم تعيينها في العام 1982.

وقد هوجمت قوات المراقبة الدولية مرتين جراء اندلاع العنف الإسلامي في سيناء والتي أدت إلى أسئلة حول حساسية القوات الأمريكية والقوات الخارجية الأخرى في البلاد.

أما بالنسبة للقوات المصرية فهناك أسئلة حول تحديث قواتها المسلحة والتعاون الذي يمكن تحقيقه بين الولايات المتحدة وبين مصر.

فالقوات المصرية تختلف بشكل كبير عن القوات الأمريكية نظرا لمتطلباتها فضلا عن التطوع وطبيعتها، كما أن حجم القوات العسكرية وشبه العسكرية يجب أن يثير بعض الاهتمام.

وكواحدة من أكبر المؤسسات التي تضم موظفين داخل الدولة فإن الجيش يقوم بكبح التحول السياسي والاقتصادي بطرق مختلفة.

وقد كتب روبرت سبرنج بورج عن زيادة تصنيع الجيش للأسلحة وللمنتجات غير العسكرية أيضا في أواخر الثمانيات، فتحول الجيش إلى منتج بجانب كونه موظفا يعد شرخا مهما في الاقتصاد ولكنه يضمن ولائه للحكومة والحزب المسيطر (الحزب الوطني الديمقراطي) .

وقد كان من أهم عملاء السلاح عندمصر في فترة الثمانينيات هو الرئيس العراقي صدام حسين وقامت الولايات المتحدة بتشجيع هذه الصفقات التي ساعدت العراق في حربها علي إيران في هذه الفترة.

وقد تعلق مظهر مثير للجدل للإنتاج غير الحربي للجيش بإعادة توجيه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مبالغ بمقدار 200 مليون دولار ليتم توجيهها إلى شركة "General Motors" بالاتفاق الذي وقع مع "ناسكو" في العام 1986.

ولقد كان هذا الاتفاق الذي أمل فيه الجيش يرمي لإنشاء مصنعا ضخما ويتطلب موافقة وزير الدفاعمحمد عبد الحليم أبو غزالة.

كما قام الجيش كذلك بتقديم المنتجات الغذائية وذلك أنهى استصلاح الأراضي مع تأييد للبيع والتحويل للقطاع الخاص الذي قام بدعم نظام الرعاية المتطور والذي يمول الهيكل العسكري المدني.

وقد استولي قادة الجيش المتقاعدين ورجال الأعمال البارزين على جهود السياحة والبناء.

ومثل هذه المحاولات للحصول على الربح ذهبت بعيدا للتفكير في تطورات جديدة مخططة لبناء سكنات للجيش والشرطة في أماكن متعددة من العاصمة، ولما تصاعد التوتر مع الجماعات الإسلامية المسلحة و جماعة الإخوان المسلمين الأكثر اعتدالا في هذه الفترة، قام الجيش بشكل مثير للاهتمام بعزل نفسه عن السياسات القمعية لوزارة الخارجية بقيادة زكي بدر ، وقد قام هذا بحماية الجيش على الأقل أمام أعين العامة.

ولم يتغير الموقف بشكل أساسي خلال سنوات التداخل للقول بأن واحدة من عقبات وجود الديمقراطية يتمثل في تحول السلطة من الحزب الوطني الديمقراطي الذي هو على علاقة وثيقة بقيادة الجيش والشكل الإنتاجي العسكري المدني.

وتشير الأجهزة الأمنية في الغالب إلى مباحث أمن الدولة، فهم يقدمون الأمن للدولة والاستخبارات كما أن لهم يد في حماية مصالح الحزب الوطني الديمقراطي ما دامت مصالح الحزب لا تتعارض ومصالح الحكومة.

ولما كان الجيش المصري في عام 1973 يقدر بمليون جندي فقد انخفض عدده الآن بشكل كبير وزاد عدد عناصر الأمن ليقدر بمليون عنصر.

ثم إن الأجهزة الأمنية كلها تضم الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة تحت رعاية وزارة الداخلية التي تتعامل بشكل مباشر مع قضايا الأمن الداخلي، المخابرات العامة تحت رئاسة الرئيس، والمخابرات العسكرية تحت رئاسة وزارة الدفاع والتي تقوم بدعم المخابرات أيضا.

وإضافة إلى ذلك قامت الأجهزة الأمنية بعمل محاكم خاصة للاستماع للقضايا المتعلقة بتهديد الأمن القومي والتي يكون الحكم فيها عن طريق القانون الجنائي وكذلك هناك أنواع أخرى من القضايا تكون تحت سيطرة قوانين الطوارئ ، ويمكن أن يشار إليها بمحاكم الأمن القومي أو محاكم أمن الدولة العليا.

ومنذ فترة رئاسة ناصر لعبت قوات الأمن دورا سياسيا مثيرا للجدل لضمان سيطرة الدولة على المعارضة والمنشقين، كما لعبت دورا قويا في الدول العربية السلطوية الأخرى (مثل العراق وسوريا والأردن) ولكنها في مصر قد ذهبت بعيدا عن كونها مجرد شرطة.

وفي مصر تنوعت أساليب الأجهزة الأمنية باختلاف وزراء الداخلية، وخلال معاركهم الوحشية مع الإسلاميين في التسعينيات والتي أظهروا عنفا كبيرا للسيطرة على ممثلي المجتمع وخاصة ممثلي الحزب الوطني الديمقراطي الذين يسعون للديمقراطية أو الذين يحاولون تسجيل انتهاكات حقوق الإنسان بمختلف أنواعها.

المساعدات والضروريات والعنف في دولة فاشلة

تتلقي إسرائيل 3 مليار دولار في العام من الولايات المتحدة، وسوف تتلقي الآن 30 مليار دولار عقب معاهدة المساعدات للعشر سنوات المقبلة.

وفي الماضي كانت الولايات المتحدة تمنح مصر مساعدات أكثر مما تمنحه لأي دولة أخرى ما عدا إسرائيل، وحتى بعد خفض المساعدات كانت مصر لا تزال تتلقي 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية وقد كانت هناك إضافة في العام 2006 بمقدار 495 مليون دولار متعلقة بالإصلاحات الاقتصادية.

أما الخطة العامة للمساعدات التي نشرت من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بين عامي 2004 و 2006 فيتم عرضها من خلال الجدول رقم 1.

فالمساعدات الاقتصادية تهدف إلى دعم احتياجات الدولة ولكنها لا تلبي جميع هذه الاحتياجات بأي شكل من الأشكال.

وإضافة إلى هذا فقد تم تخفيض قدر كبير من ديون مصر كتسوية لها جزاء مشاركتها في حرب الخليج عام 1991.

جدول 1. الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 2004-2006

الغرض الرقم السنة المالية 2004 السنة المالية 2005 السنة المالية 2006

إيجاد وظائف من خلال التجارة والاستثمار 263-016 472.340 428.309 426.500

البنية التحتية والموارد الطبيعية 263-018 7.400 2.000 1.100

الإدارة 263-019 9.940

الصحة وتنظيم الأسرة 263-020 29.230 26.900 17.200

الديمقراطية والحكم 263-021 37.050 34.900 25.400

تحسين التعليم الأساسي 263-022 15.648 38.611 24.800

الإجمالي (بالآلاف) 571.608 530.720 495.000

وبالرغم من تخفيض المساعدات في السنوات الأخيرة فإن المساعدات العسكرية الأمريكية كانت ترمي لتحسين قدرة الجيش المصري، وبعض هذه المساعدات كان لتحديث أو استبدال الأسلحة والطائرات والسفن السوفييتية.

وهناك عناصر أخرى تدعم التدريب وكذلك تدريبات دولية نصف سنوية مهمة تسمي بالنجم الساطع.

وقد درس برنامج المساعدات العسكرية الأمريكي من قبل مكتب المحاسبة التابع للحكومة الأمريكية وقدم في تقرير إلى لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب.

وقد انتقد عضو الكونجرس توم لانتوس بقوة برنامج المساعدات العسكرية المقدمة لمصر قائلا أنه ليس هناك دليل على أن مصر قامت بتحويل قوتها بشكل فعلي إلى طريق التحديث وتحسين الأداء الأمني كما ينبغي بالرغم من التكلفة العالية للبرنامج.

وقد وجد التقرير نفسه أن البرنامج يوضح مساعدات مصر للمصالح الأمريكية ومن بينها السماح بالمرور من قناة السويس والمرور من خلال المجال الجوي المصري والسعي للسلام المصري الإسرائيلي.

فالتعريفات الحقيقية للحداثة وقابلية التشغيل لهذه القوة ليست في موضعها الصحيح وليس هناك تقدير حول تقدم أهداف وزارة الخارجية الأمريكية أو وزارة الدفاع الأمريكية.

ومع ذلك فإن هذه المحاولات ومحاولات أخرى سبقتها في 2007 لتخفيض أو تغيير بنود هذا الدعم لمصر قامت بمقاومتها وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض.

فالبيان الذي قدم للكونجرس قد أفاد في فهم القضية وكيف أن المساعدات ترتبط بشكل فعلي بالتشجيع الأمريكي للإصلاح السياسي، فإذا أخذنا في الاعتبار هذه الملاحظات التي ذكرها السفير الأمريكي السابق لمصر ديفيد ويلك، وهو الآن رئيس شئون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية: "...إننا قد رأينا أن نقوم بالتطوير بشكل عام تجاه مجتمع أكثر ديمقراطية فيمصر كما أننا نؤمن بقوة أن المساعدات الأمريكية لمصر يجب أن تستمر، فالمصريون أنفسهم يريدون عملية إصلاح.

كما أننا نؤمن بأن مصالحنا الأمريكية القومية تظل مرتبطة ومتشاركة بما سوف يصبح تحديا للأجيال.

وبتجهز جيل جديد من القادة للظهور فيمصر، وخطورة مثل هذا على المصالح الأمريكية وعلى حياة المواطنين العاديين كانت الولايات المتحدة على اتصال كامل بهذه الشراكة الصعبة. " وقد نادت معظم جهود الكونجرس الأخيرة بسحب 200 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة إلىمصر لحين وضع حد لانتهاكات الشرطة وإصلاح نظامها القضائي ومنع تسرب الأسلحة إلى غزة.

وعلى كل حال فقد وعدت وزارة الخارجية الأمريكية باتفاقية مساعدات عسكرية لمدة عشر سنوات بمقدار 13 مليار دولار إلى مصر (بعد كتابة هذه الدراسة).

التنمية والعنف

أدى كل من الدفاع المصري والخسارة المصرية في الحرب مع إسرائيل، إلى جانب سلسلة من الفشل في تحقيق التنمية الاقتصادية والتخطيط (التطبيق الجزئي للاشتراكية) بمصر إلى أن تكون دولة فقيرة.

والأصعب من هذا هو الأمر الذي يتم مناقشة بشكل نادر والذي يتمثل في العلاقة بين الانحدار السياسي والاقتصادي وبين التيار الخفي للاستياء والعنف المتقطع بالتنوع الإسلامي.

فهناك العديد من أشكال العنف المحلي والثارات التي تندلع من أجل أمور متعلقة بالمال والحاجة إليه.

وقد وصف تيمثي ميتشيل تراث العنف في مصر حول المكاسب الاقتصادية بأنه الأدب الذي كلل الحداثة والتطور التكنولوجي الذي بدأ في الستينيات ويجب أن يكون قد قام بتحسين حياة المصريين بشكل كبير في عهد الرئيس مبارك اليوم.

وكتب ميتشيل عن أساليب العنف التي استغلها ملاك الأراضي للسيطرة على الفلاحين وخاصة مع تزايد عدد الأراضي أو للحصول على أراضي الآخرين عن طريق التعذيب أو حتى القتل لخلق "ثقافة الخوف" .

وقد استمرت هذه الثقافة كحزب يطالب بتمثيل الحشود، الاتحاد الاشتراكي العربي، من خلال الشروع في سياسة الإصلاح الزراعي، والأمل في تحويل الانتباه عن المظاهرات الشعبية المستمرة والمسيرات والاحتجاجات ضد الحكومة مما يعانيه الفقراء اقتصاديا.

فالإصلاح الزراعي قد منع بعد حرب1967 مما يعني أن العديد من النخبة المستوطنة في الريف سوف تقوم بالعودة إلى أراضيها داعمة الإطار السياسي للدولة وضامنة الارتياب المتواصل من قبل الفلاحين.

ثم إن كل الوعود التي منحت لهؤلاء الناس قد تم التخلي عنها ونقضها في العقود التالية من التخطيط الاقتصادي.

الموقف الاقتصادي

لم يزل الموقف الاقتصادي سيئا جدا بالنسبة لأغلبية المصريين تجاه كل من التوظيف والإسكان والمدخرات والخدمات الصحية بشكل أسوأ مما ذكرته الإحصاءات القومية.

ويمثل سكان الحضر 43 % ويمثل سكان الريف 57 % وقد تم حساب الناتج القومي للفرد بشكل مختلف فقد بلغ 3.810 بتقدير بيت الحرية وبلغ 4000 بتقدير السي آي أيه و 3.700 بتقدير الاقتصاديين.

وقد وضع هذا مصر خلف المؤشرات الاقتصادية الأردنية ولكنها تقدمت عن سوريا وإندونيسيا.

ثم إن المعدل ربما لا يعطي الصورة الأكثر وضوحا للفرص المحدودة لؤلئك الذين لم يحصلوا على تعليم باللغة الأجنبية مما يعني أن يتم الحصول على شهادات من خارج الجامعة (التعليم القومي) والتي تتيح وظائف أفضل ورواتب أعلى.

فالاستياء العنيف الخفي في البلاد له جذور اقتصادية وسياسية ويدخل هذا في التشكيل الثقافي أيضا.

المساعدات المالية

ومنذ فترة السادات الرئاسية (1970-1981) أصبح كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية متدخلين بشكل كبير في التخطيط الاقتصادي في مصر.

وطالما كانت هذه الوكالات تقول بأنه يجب على مصر أن تتخلص من النظام القديم للدعم (الدعم الغذائي ومنه الخبز والقمح بأسعار مخفضة للجميع وزيت الطعام والسكر ببطاقة أطعمة إضافة إلى الشاي والوقود)، وخصخصة شركات الدولة وخلق مناخ يساعد بشكل أكبر على الاستثمار الأجنبي.

وقد كانت هذه آثار الدولة غير الناجحة التي تقودها الاشتراكية العربية أيام عبد الناصر ، فالإعانات المصرية مكلفة جدا.

وعلى سبيل المثال فقد كان هناك نقد خارجي يقول بأن دعم الخبز – وهي نقطة حرجة في هذا البرنامج – مكلف جدا والسبب في ذلك هو خفض أسعار الخبز للقادرين على دفع المزيد وهؤلاء الذين لا يقدرون.

وقد كافحت الدولة من أجل تحقيق العديد من الأهداف في التوفيق بين الاقتراحات الخارجية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتقليل الإعانات المالية، ولكن بدون المساعدة العامة وبعض أنواع السيطرة على الأسعار (الإسكان والإيجار والضرائب) فإن العدد الكبير للفقراء ومن قاربوا حد الفقر لن يقدروا على العيش.

وهكذا فإن التحول لنظام الخصخصة الذي يقوم فيه السوق الحر برفع الأسعار يقوم بتهديد الأمن العام.

وبالمقارنة معالاقتصاد المغلق الذي سبق فترة الانفتاح الاقتصادي التي بدأها السادات لأول مرة في عام1974 فقد أتيحت العديد من المنتجات للمصريين الذين يقدرون على شرائها.

فالتعريفات التي كانت مفروضة أيام عبد الناصر قد خفضت أيام السادات كجزء من هذه الحرية الاقتصادية.

ولكن المشكلة كانت تتمثل في أن هؤلاء أصحاب الأجور المنخفضة لا يمكنهم شراء هذه البضائع الجديدة، ثم إن بعض أمثلة استهلاكهم قد تغيرت على نحو صعب.

فالنظام الليبرالي الجديد بالنسبة للعديد من المصريين قد قام بتقوية تحليل الإمبريالية الجديدة التي أكد عليها اليسار والتي تبنتها بعض الجماعات الإسلامية واليسار الإسلامي.

وبالرغم من أن هذه الجماعات تعزز التيار الإسلامي أكثر من الاشتراكية كحل لهذا التشوه الذي حدث في المجتمع.

ويشتكي بعض رجال الاقتصاد من أن التقدم الذي يدعيه نظام مبارك إنما يعد دربا من دروب الهزل أو أنه قصص كاذبة عن النجاح، وقد سبق هذا عدة أساطير مثل تزايد عدد سكان مصر ونقص الأطعمة.

وكما أشار تيمثي ميتشيل فإن جميع ما كتب في مصر يقول بأن هناك كثافة سكانية عالية جدا في منطقة صغيرة جدا من مصر "منطقة الدلتا" ولكنه قال بأن المشكلة ليست في تزايد أعداد السكان في السبعينيات وبداية الثمانينيات وليست في نقص الأطعمة بالرغم من التحول في نوعية الأطعمة ولكن القضية تتمثل في استيرادها وتوزيعها على المجتمع.

والبعض الآخر يري أنه الانفتاح الاقتصادي وصعود حركة حماية المشترين التي أضرت بالقيم المصرية وعززت التفرنج ورفعت من درجة القلق حتى مع أولئك الذين يعملون بشكل جيد، فإنجازات من سموا "فريق الأحلام" وهم (وزير الاستثمارمحمود محي الدين ووزير التجارة الخارجية والصناعة رشيد محمد رشيد ووزير المالية يوسف بطرس غالي) قد أفادت المستثمرين الأجانب ولم تقدم شيئا لفقراء المصريين.

فهذه الإنجازات لم تقم إلا بوضع نخب جديد وجماعات ثرية جديدة يمكنها العمل بشكل جيد وتركت الطبقة المتوسطة التي تعتمد على الدخل الثابت تعاني ما تعانيه والفقراء لا يزالون فقراء بينما استفاد من هذه الأحكام الاقتصادية الجديدة (الانفتاحيون – وهم أولئك الذين استفادوا من الانفتاح) الذي بدأ في السبعينيات.

وقد ادعي عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية أن البطالة انخفضت من 9% إلى 8.5% في ديسمبر 2006 ، هذا في الوقت الذي أوضح فيه تقرير رسمي آخر بأن معدل البطالة يتراوح بين 11.7% و 23.7%. وسواء زادت هذه الأرقام أو قلت فإن الحكومة قد استثنت من يمتلكون عقارات أو لديهم عقود إيجار.

وهناك تقديرات تقول بأن نسبة البطالة 25% والمعارضة السياسية في مصر تقول بأنها قد وصلت 40%. وبوضع أولئك الذين ينتظرون التوظيف ومن يحاولون السفر إلى الخارج للعمل في أي مكان (ليبيا ودول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة) في الاعتبار فإن هذه المعدلات ستصل إلى أعلى نسبة لها.

ويقدر الفقر بين العمال الفقراء بدولار واحد يوميا كما أن عدد العمال المصريين الفقراء (باستثناء العديدين) يعيشون في مستوي أحط من هذا، ففي 2000 كان هناك 52.7% من الشعب المصري يعيشون بأقل من 2 دولار يوميا.

كما أن التحول في أعداد المصريين الذين يعيشون بما يقارب 2 دولار يوميا يعكس إحصاءات حول الشرق الأوسط ككل ويظهر كمؤشر لانخفاض الفقر.

وعلى كل حال فقد ظهر التضخم وأثر على سعر المعيشة وعلى حجم المشتريات ونوعها حيث أن 2 دولار لم تعد مجدية بالرغم من تنوع البضائع في مصر.

كما أن معدلات سوء التغذية قد وصلت حوالي 40% في بعض المناطق مثل شبه جزيرة سيناء وصعيد مصر، وبعض أزقة المدن ومناطق الدلتا حتى وإن بدأت نسبته تتقلص.

ليست كل الأخبار سيئة فالمنظمات غير الحكومية وحركات التمويل الصغيرة تقوم بالعمل على تشجيع أيجاد الدخل (مع أنه لا يوجد عدد كاف من المصريين)؛ انخفاض عدد وفيات الأطفال (بفضل مشاريع تقوم على نظام التمويل الخاص وبالرغم من العجز الكبير وسوء الإدارة وقطاع الصحة العامة غير الشعبي الذي يخضع للإصلاح ).

والمشكلة هي أن العديد من هذا يعتمد على مساعدات المانحين، فما الذي يمكنه أن يحدث إذا ما إذا ما أوقفت الولايات المتحدة هذه المساعدات أو على سبيل المثال هل يمكن لحكومة غير صديقة للمصالح الأمريكية أن تأتي إلى السلطة؟

وفي الحقيقة كانت سيطرة مساعدات المانحين محل نقاش في مصر منذ أن وجد أنها تغرس في لب القيم الاقتصادية والسياسية داخل الجماعات المحلية والتي يمكن أن تكون بمثابة سيطرة دولية على المصريين.

الفقر والضياع والانضمام للقتال

انقسمت الآراء حول دور الفقر أو الانسلاخ الاجتماعي في الجذب للعسكرية، فأفقر الفقراء ليس لديهم الوسائل أو الطاقة للانضمام إلي العسكرية النظامية.

وقد عبر ماركس عن آراء مشابهة عن الفلاحين الذين اعتبرهم منعزلين جدا وهناك ريبة في خدمتهم كطلائع للتغيير والصعوبة في حشدهم.

ومن ناحية أخري فهناك سبب للإشارة إلى مفهوم ماكس ويبر عن عملية الانحراف الاجتماعي في مصر والتي جربها الناس علي أنها التهجير والانسلاخ والقنوط.

ففي الأجواء الاجتماعية التقليدية تساعد الحلول غير الرسمية والشبكات الناس في التغلب على مشكلاتهم التي لا تستطيع الدولة حلها، وما زال الناس يستفيدون من هذه الشبكات.

وعلى كل حال فإن التحولات الأخرى مثل زحف التمدن إلى القرى والريف والانشقاق داخل العائلات وبعض المظاهر السلبية الأخرى تقود الناس للتأكيد على الدين وفي بعض الأحيان إلى أيديولوجيات أكثر تطرفا وفقا لرؤى ويبريان.

التراث وعدم المساواة بين الجنسين

يؤكد الغرب على التسامح والمساواة في تعريفه للديمقراطية.

ولا يجب أن تنطبق هذه في مصر على المعارضة السياسية فقط بل على المرأة والأقليات والجماعات التي لم تحصل على مزايا مثل العديد من الشباب المتشردين والأطفال أيضا.

ويقوم بيت الحرية بتعريف العديد من العوامل تظهر بوضوح مزيدا من الحرية للمرأة.

وعند تطبيق مثل هذا في مصر فإن هذا يقوم بإعطاء حرية أقل للرجال بالرغم من أنهم يتميزون عن النساء بشكل قانوني واقتصادي.

وهذه العناصر تمثل عدم التمييز العنصري والسماح بالعدالة والاستقلالية والأمن والحرية الشخصية والحقوق الاقتصادية وفرصة المساواة والحقوق السياسية والتعبير المدني والحقوق الاجتماعية والثقافية.

فمصر تدعم التراث وتؤمن بأنه يساعد التطور فالتعليم والرعاية الصحية قد تم تأميمهما في فترة الرئيس عبد الناصر.

ولسوء الحظ فإن النظام القومي للتعليم كان مثقلا نظرا لقلة الموارد، والعديد من الطلاب يتلقون تعليمهم الثانوي في مدارس ذات فترتين ولا يمكنهم دفع المصاريف لاستلام الكتب أو الدفع من أجل الدروس الخصوصية اللازمة للمرور في الامتحانات.

كما أن تسجيلات الجامعة والقطاع العام ككل تزايدت بشكل تدريجي في حجمها بسبب أن جميع الخريجين المصريين قد وعدوا بالتوظيف.

ومع ذلك لم تستطع الحكومة الحفاظ على السلام المطلوب في حين أن التوظيف في القطاع العام أصبح صعب المنال.

وقد تحول بعض الطلاب إلى المدارس الفنية التي تعدهم لقطاعات المهن والبناء بعد أن أصبح من الصعب تأمين وظيفة.

وبالرغم من وعد التعليم للجميع فقد كان معدل التعليم بين الذكور 67.2% ومعدله بين الإناث 42.6% فقط (مما يعني أن هناك ما يقرب من 45% من جميع المصريين أميين وأن 56.4% من المصريين نساء) . وقد تحسنت نسبة التعليم للإناث بين سن 15 إلى 24 ولكنهم بعد تخرجهم لا يعملون في وظائف بدخول جيدة.

وبالرغم من أن الناس يؤمنون بأن المرأة تحوز الوظائف دون الرجل فإن المرأة تأخذ خمس دخول الرجال.

ولكن الفكرة العامة هي أن الرجل يظل العائل، والحقيقة أن المرأة تمثل 30% من الأسر المصرية.

ويمثل هذا وجها من أوجه عدم المساواة بين الجنسين في مصر والتي تفسر الفجوات بين النظري والواقعي في التغيير الاجتماعي.

ومن أشكال التحول الكبير في الانفتاح الاقتصادي انخفاض الدعم العام والحماية والزيادة الكبيرة في استئجار العقارات والأراضي الزراعية.

وهذه المؤشرات العديدة للتقلقل الاقتصادي مهمة بالنسبة لمدرسة الفكر التي تدعي أن دعم العنف المتطرف إنما يأتي من اليأس الاقتصادي.

وحتى لو كان معظم اليائسين ليسوا بأنصار أكبر الجماعات فإن الإسلاميين المتطرفين قادرين بكل أمانة على الإشارة إلى تدهور العدالة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

ومن وجهة نظرهم فإن العدل لا يمكن أن يطبق عن طريق الجاهلية (وهي الفترة التي سبقت الإسلام)، ويشير هنا إلى حكام مصر.

فأسامة بن لادن و أيمن الظواهري ليسوا من الطبقات التي عانت من الاقتصاد ولا هم من الأعضاء القيادية في الإخوان المسلمين.

ومع ذلك فإن اليأس الاقتصادي يمكن أن يلقي الضوء على زعزعة النظام ويضيف الحجة لادعاءات الإسلاميين.

مناقشات الشخصيات الوطنية

إن الرد الدائم على المخاوف التي تقول بأن مصر ربما تنفجر من الداخل في شكل عنف مدني رأيناه في لبنان والعراق، هو أن المصريين لا يميلون بطبيعتهم إلى العنف.

(وهذه الفكرة تتعارض مع رؤى المستشرقين حول الخداع وعنف الفلاحين مع سلوكهم الخانع الذي افترضه جيمس مايفيلد ) .

وهناك حجة أخرى تثيرها الرؤية الماركسية وهي أن فقرهم يعوق التنظيم وضرورة الحشد من أجل العنف.

وسواء ما إذا كان ذلك حقيقة أم لا فيجب القول بأن المصريين معتدلين "معتدلين" في سلوكهم ودينهم كما أنهم لا يميلون مطلقا إلى العنف.

وهذا الرأي الشائع عن المصريين ربما يكون خطيرا وغير دقيق، فالظروف السياسية الصعبة في البلاد تبين أن المصريين ربما يحتجون بالكلام أو بالسخرية من قيادتهم إلى درجة ربما لا تكون مقبولة في بعض الدول السلطوية، ولكن هذا السلوك ربما يخدم كصمام أمان لهذا الشعب.

وبالتأكيد فقد كان هناك مزيد من الغضب ضد النظام والذي تزايد في العقود القليلة الأخيرة، وقد لوحظ هذا كثيرا في الغضب العام من مؤامرات الحزب الوطني الديمقراطي وتزوير الأصوات في انتخابات 2005.

ولكن هذه التعبيرات الشعبية قد تم التعامل معها من قبل أجهزة أمن الدولة.

ومن خلال هذه الخلفية الكبيرة من المعلومات دعونا نتأمل قضية الديمقراطية ومقتضياتها للمنطقة، فعندما بدأت الولايات المتحدة مناقشاتها حول الديمقراطية في الشرق الأوسط الجديد كانت نقطة البداية هي أنه لا يوجد ديمقراطية في أي بلد في المنطقة سوى إسرائيل.

ولكن في الحقيقة كان هناك أنواع مختلفة من الأنظمة السياسية التي كانت قد شاركت في الحرب الباردة العربية من الخمسينيات إلي السبعينيات.

الديمقراطية المصرية في المنطقة

يجب أن تختلف مساعي الديمقراطية في الشرق الأوسط بسبب الاختلاف السكاني والبنيوي والتاريخي بين الدول المختلفة (انظر الجدول 2).

فالمغرب والأردن دول ملكية برلمانية أما السعودية فملكية مطلقة بالرغم من الوجود الاستشاري.

ثم إن البرلمان الكويتي قد تصدي لعدة أهداف في التحول إلى الملكية وقامت الاعتراضات البرلمانية أيضا بالتغلب في قضية ترشيح المرأة.

وتقوم كلا من مصر والسلطة الفلسطينية بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء البرلمان.

ومع أن السلطة التنفيذية الفلسطينية ليست مسيطرة بشكل كامل وكذلك السلطة التنفيذية المصرية بعيدة بشكل كبير عن السلطة أكثر من أي عنصر آخر داخل الحكومة.

فمصر تنتخب البرلمان ولكن تحولها من الهيئة التشريعية، التي يسيطر عليها الحزب الواحد الذي يمثل ما ترغب فيه السلطة التنفيذية، إلى هيئة تشريعية مستقلة تماما ما زال مستمرا.

جدول 2. الاختلافات العامة في بعض دول الشرق الأوسط

الديمقراطية البرلمانية / الأنظمة البرلمانية الحزب الديكتاتوري المسيطر

العراق ليبيا

أفغانستان سوريا لبنان مصر (في حكم عبد الناصر)

السلطة الفلسطينية

تونس

الملكيات الجمهوريات الإسلامية

الأردن إيران

المغرب السودان

المملكة العربية السعودية

الكويت

البحرين


وليس هناك معارضة ناضجة لأن الأحزاب السياسية لم يسمح لها بالانفتاح التام فيما يتعلق ببرامجها والظهور من خلال وسائل الإعلام كما أنها لا تتصرف بسلوك المعارضة الطبيعية.

ويجب معرفة أن السلطة الفلسطينية ليست دولة على الحقيقة فليس لها حقوق السيادة الحقيقية على المواطنين أو على الجيش بل إنها تخضع للسلطة العليا لإسرائيل والجيش الإسرائيلي.

وبدون تعليق على بقية دول الشرق الأوسط فيجب ملاحظة أنه نظرا للاختلاف الكبير في الأشكال السياسية فإنه لا يوجد طريق واحد للديمقراطية.

كما أنه عندما يعترض شعب واحدة من هذه البلدان على السلطوية فإنه دائما ما يكون هناك درب من دروب السلطوية في دولة قريبة.

التطور السياسي في مصر

قدمت مصر نموذجا معارضا للإمبريالية في بداية القرن العشرين أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة مطالبة شعوب الدول العربية الأخرى بالنظر إلى السياسيين المصريين مثل سعد زغلول كقادة مهمين وأبطال قاوموا الاستعمار.

فصورة بريطانيا العظمي (جون بول) لمصر (فتاة ترغب في الحرية والدستور والحق في رسم مستقبلها بنفسها) قد كانت في الرسوم السياسية كما أخذت أولوية في المذكرات والمقالات السياسية في بداية هذا القرن.

وقد استمرت هذه المطالبة بالحرية بعد الاستقلال الجزئي الذي منح في العام 1922 وتحول إلى صرخة من أجل الحريات الاجتماعية والسياسية التي تمنح المواطن المصري العادي المساواة مع طبقة البشوات.

ويظل تحقيق هذه الحريات عملاً من أجل التقدم.

وبسبب العديد من معايير الثقافة التقليدية المصرية والاتجاهات السياسية المعاصرة والوضع الحرج للسلطة غير العادلة إلى جانب الفساد؛ فهناك أزمة سياسية ترجع للسلطة المطلقة الممنوحة للسلطة التنفيذية والهيئة التشريعية.

وقد قامت الجمعية الوطنية بالعمل بشكل ما في فترة عملها أيام الليبرالية منذ عام 1922 إلى عام 1952.

وبالرغم من ذلك فلم يكن التشريع مستقلا كما يجب بسبب الوجود الإنجليزي وسيطرته على الملك ومجلس الوزراء.

أما في فترة عبد الناصر فقد فقدت الهيئة التشريعية استقلالها أيضا، وبقي هذا الوضع مع وفاته عام 1970 وما زال العمل به قائم حتى يومنا هذا؛ فالمجلس التشريعي حافل بأعضاء حزب الرئيس (الحزب الوطني الديمقراطي).

والآن يمكن القول بأن هذا النقد يأتي من قبل المعارضة وأن المواطنين العاديين لا يكترثون ولا يقومون بتحدي فساد الحكومة أو المساهمات السياسية التي قللت من دخول الخدمات العامة مع أن الشخصيات السياسية التابعة للحزب الوطني الديمقراطي يمكنها أن تلبي الآمال العامة.

كما أن هذا البرهان يتناول انحدار النمو السياسي في مصر فضلا عن مقاومة الإصلاح.

وإضافة إلى الارتباك الكائن في السلطة التشريعية، الذي ذكر من قبل، قام القضاء بالنضال من أجل تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية.

وقد تم ملاحظة أهمية القانون كوسيلة للسيطرة على السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية من خلال تزايد أعداد القضايا القانونية التي رفعها المحامين الإسلاميين ضد الحكومة في كل من محكمة النقد والمحكمة الدستورية، فإصرار القضاء على الحكم في هذه القضايا بدون الضغط من السلطة التنفيذية يعني أن نظام المحاكم المصري أكثر استقلالا من النظام السوري حيث ترى المحاكم الدستورية مكانا يعمه الهدوء.

وعلى أية حال فهناك المزيد من أجل حرية القضاء أكثر من استخدام المستويات العديدة للمحاكم.

ومن بين أهم الأمور التي كافح القضاة من أجلها هي مطالبتهم أو محاولتهم المطالبة بمراقبة العملية الانتخابية، ومن ثم رأينا القضاة المصريين على رأس انتخابات2005 مشيرين إلى أن استقلالهم ما زال في المهد.

وهناك رؤية عامة للعوامل المتغايرة التي يمكن أن تساعد أو تشجع علىالديمقراطية في مصر في الجدول 3.

وبالرغم من العوامل المتعددة لتشجيع الديمقراطية وإظهار مزيد من التوازن للسلطات الحكومية ربما يكون من الغريب أن تعدل مصر في الوقت الحالي إلى النظام الوراثي في القرن الحادي والعشرون.

وعلى أية حال فسنوات الضعف المفرط وقمع المعارضة السياسية وحركات العمال المشلولة وبعض العوامل الأخرى التي تثبط الهمم قد كان لها تأثير على القادة في تحدي الوضع الراهن.

التوجهات الديمقراطية مقابل التوريث

وخلاف سابقيه لم يقم الرئيس مبارك بتحديد نائب للرئيس، بالرغم من أنه قد عمل نائبا للرئيس السادات منذ عام1975 وحتى العام 1981، وقد طولب أكثر من مرة بتعيين نائب للرئيس وخاصة بعد محاولة اغتياله عام 1995.

ولكن فشله في تأسيس سلسال وراثي واضح قد أشعل التخمينات حول احتمالات التوريث.

وقد اندلعت هذه الاحتمالات بتوريث بشار الأسد في سوريا وهو الأمر الذي عزز النقد القوي من قبل المعارضة المصرية، ولم ينتقد من قبل المصادر المؤيدة للحكومة، لتعيين نجل الرئيس "جمال مبارك" (وهو أحد ولدي الرئيس حسني مبارك وقد كان رجل أعمال في السابق) كأمين عام للحزب الوطني الديمقراطي ، وقد وقع الحدثين في العام 2000 وجاء ليعزز التخمينات حول مستقبل مصر.

جدول 3. العوامل التي تعززالديمقراطية أو التي تعوقها في مصر

التعزيز الإعاقة

الظهور في سياسات المنطقة والتعبيرات الثقافية سنوات ضعف المعارضة السياسية وترسيخ القمع السياسي

الاستقلال القضائي، وإن كان ضعيفا، وزيادة القضايا المقدمة إلى المحاكم العليا

المنزلة الوضيعة للاستقلال التشريعي والقضائي

عدد السكان الكبير ومجتمع مدني فعال زيادة معدل البطالة ونقص العمالة

التسويات التي تم إنجازها مع أكبر الجماعات الإسلامية المتطرفة (جماعة الجهاد الإسلامي والجماعات الإسلامية) الضعف الاقتصادي الذي يؤكد على الخصخصة والدعم المالي وميزان التجارة وقلة المدخرات

المنهج الشعبي القائم تسييس المهنيين (من خلال النقابات)

عدم وجود حماسة للحرب ضد إسرائيل السلام "البارد" الطويل

الحركة النسائية النشطة الضعف والحركة الارتجاعية لتفويض المرأة

وقبل تولي جمال مبارك دورا قياديا في الحزب الوطني الديمقراطي كان العديد من المراقبين يقترحون أن من سيخلف مبارك سوف يكون من الجيش مثل الأربعة الذين سبقوه (نجيب وناصر والسادات ومبارك نفسه والذي كان طيارا وقائدا للقوات الجوية).

وبداية فقد كان هناك آراء تقول بأن وزير الدفاع الأسبق محمد عبد الحليم أبو غزالة والمولود عام 1930 ربما يخلف الرئيس مبارك.

ولكن هذا الرأي قد تغير عندما عزل من منصبه بشكل غير متوقع وأصبح مستشارا رئاسيا في عام 1989، ثم اختفي الرجل من الحياة السياسية عام 1993.

أما وزير الدفاع الحالي محمد حسين طنطاوي المولود عام 1935 والذي يظهر بصفة دائمة بجوار الرئيسمبارك فقد كان سيخلف الرئيس مبارك في حال إذا ما نجحت محاولة اغتيال مبارك عام 1995، ثم أشيع أن الطنطاوي ليس بصحة جيدة عام2000 لذلك توجهت كل احتمالات التوريث إلى عمر سليمان رئيس المخابرات العامة وهو في الستينيات من عمره، وهذا الرجل ليس ملائما ليكون نائبا للرئيس ولكنه وبكل تأكيد شخصية مسيطرة داخل الحكومة.

وهناك احتمال آخر يشير إلى مجدي حتاتة الذي ولد عام 1941 وهو رئيس أركان القوات المسلحة المصرية.

وكل هذه الاحتمالات يمكن اقتراحها من قبل هؤلاء الذين يقومون بالدراسات الأمنية.

ولكن بعد فترة الغضب التي تبعت مد فترة العمل بقانون الطوارئ في عام 2006، قام المصريون بتقديم العديد من المقترحات الأخرى للقيادة لأنهم قد أُربكوا من فكرة التوريث أو أرادوا تغيير سيطرة الحزب الوطني الديمقراطي.

مؤشرات الديمقراطية

يمكن للضغوط الاقتصادية القوية أن تعرض الاستقرار المصري للخطر، فمصر بها عدد كبير من السكان كما أن المعدل المطلق للفقر قد انخفض بعض الشيء خلال حكم مبارك.

وعلى أي حال فإن البطالة ونقص العمالة قد أوجدا نطاقا من الإرهاق الاجتماعي، فعلى سبيل المثال لا يجد العديد من الأفراد مقومات الزواج.

وهكذا فإن الديمقراطية التي يمكن أن تنهي أي عنصر من المخاطر المادية يمكن معارضتها من قبل مصالح الأعمال وأولئك الذين يعتمدون على إعانات الدولة.

فتسييس المهنيين والمثقفين من خلال النظام النقابي (اتحادات العمال غير قانونية لذلك فإن النقابات المهنية في موضعها الصحيح متبعة الحكومة لحماية المهن المتعددة) يمكن أن يقود لظهور معارضة سياسية جديدة.

ومن ناحية أخري فإن نقابات المحامين والأطباء والمهندسين قد استقطبت الإسلاميين بشكل كبير إلى أن دخلت الحكومة الانتخابات بشكل مباشر.

وليس من الواضح كيف أن هذه النقابات تقود البلاد إلىالديمقراطية بالرغم من أنها قامت بذلك.

فالديمقراطية التي تمكن الإسلاميين وتعارض التقدم الذي أحرز تجاه المرأة من خلال الإصلاح القانوني أو تفشل في إصلاح العقبات التي ما زالت موجودة أمام المساواة ربما تكون محبطة للحركة النسائية المصرية.

وقد بذل النشطاء قصارى جهدهم لتحقيق الإصلاحات القانونية التي تخاطب المظاهر العنصرية في القانون الجنائي وقانون الأسرة، فعلى سبيل المثال استطاعوا في النهاية أن يقوموا بإنهاء قانون تشجيع المرأة للتزوج من مختطفها/مغتصبها كما قاموا بمساعدة من الرئيس بالعمل لتمرير قانون "الخلع" لعام 2000 والذي منح المرأة طريقا أسهل للطلاق.

وقد قام الرئيس المصري بالمساعدة في العديد من هذه التغييرات والتمكين لها، ومن بينها هذا القانون، والتي عارضها الوفد وبعض الإسلاميين والمحافظين وقاموا بمواجهتها بشكل قانوني.

دور مصر في المنطقة

بالرغم من توقيع مصر لاتفاقيات كامب ديفيد للسلام إلا أن سلامها مع إسرائيل سلام فاتر أو "بارد"، فقد عانت مصر من خسائر كبيرة في حربها مع إسرائيل وبالرغم من المرارة تجاه معاملة أسرى الحرب المصريين فإنه لا يوجد تأييد كبير للحرب الآن.

وقد كان هناك بعض الاعتراضات على السلام، إلا أنه ليس غريبا في غياب الديمقراطية في مصر أن يقوم الرئيس السادات بالتصرف منفردا بدون استشارة أو بدون استفتاء شعبي حول هذه القضية.

ويعني هذا أن معارضة اتفاقية السلام كانت وسيلة للشكوى من الطبيعة السلطوية للحكومة المصرية.

وإضافة إلى ذلك فقد عارض العديد من المصريين الاتفاقية بسبب الفشل في تناول احتياجات وحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى سبيل المثال فقد كانت هذه هي رؤية الإخوان المسلمين من البداية والعديد من المصريين العلمانيين أيضا.

وفي الحقيقة فقد كان الرئيس السادات نفسه محبطا وغاضبا من رفض إسرائيل التفاوض حول الوضع الفلسطيني، وبعد فترة قصيرة من الوقت تبعت الاتفاقية قامت العديد من النخب والقطاعات داخل الشعب، وخاصة المثقفين، بمعارضة هذا.

فالنقابات المهنية اتفقت على أننا لم نكن مضطرين للتواصل مع إسرائيل وربما كان علينا الاستمرار في مقاطعتهم، وبالرغم من ذلك فقد خالفهم بعض الأفراد داخل النقابات حول هذا الأمر.

فالعديد من المثقفين والكتاب والشخصيات السياسية أرادت التواصل مع الإسرائيليين ولم يفقدوا الأمل في التوصل إلى حل قاطع من أجل الفلسطينيين.

وقد كان وجود السياح الإسرائيليين فيمصر وبعض التغييرات الثقافية التي طرأت حتى عام 1982 تثير النقد البيروقراطي والصحفي، كما أن الشعب المصري قد اغتاظ بسبب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 وهو الذي حول الكثير عن طبيعة التسوية لاتفاقية السلام.

وفي النهاية قام الرئيس مبارك بإصلاح العلاقات مع العالم العربي بشكل رسمي في نوفمبر 1987 بقرار من القمة العربية والذي سمح للدول العربية بإعادة العلاقات مع مصر ومن ثم استعادت مصر مقعدها في المؤتمر الإسلامي السنوي.

كما كان هناك برامج تعاون سياسي واقتصادي مع إسرائيل ومن ثم كانت مصر قادرة من خلال تحقيق اتفاقية كامب ديفيد وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة أن تقوم بلعب دور في جهود إنهاء الصراع إلى جانب عدد من اللاعبين العرب ومن بينهم الفلسطينيين.

دور مصر في الجهاد العالمي

يجب أن تهتم الولايات المتحدة بمصر ومستقبلها بسبب انبعاث الجهاد العالمي.

وبينما كان القائد أيمن الظواهري مرتدا عن العدالة المصرية التي من أهدافها التحول عن تنظيم الجهاد الإسلامي في مصر إلى أهداف القاعدة العالمية كما أنه يضرب مثالا لاتجاه بين الإسلاميين المتطرفين الذين قاموا بالعمل ذات مرة في مصر ولكن الحكومة نجحت في قمعهم.

ثم إن بعض الباحثين الذين قاموا بدراسة ظهور الجهاد العالمي أو ركزوا على التسلح في مصر لا حظوا أنها كانت مكافحة محلية ناجحة للإرهاب ساهمت في الجهاد العالمي بمعني الحركة والمسلحين الذين يجعلون من أمريكا عدوهم اللدود، وقد كان قائد الإرهابيين في هجمات 11/9 محمد عطا ، مصريا.

ويأتي التهديد الخطير للاستقرار السياسي داخلمصر من قبل الجماعات الداخلية المتطرفة في السبعينيات و جماعة الجهاد الإسلامي مؤخرا والجماعات الإسلامية.

وتهدف هذه الجماعات لقض مضجع الحكومة المصرية وإقامة حكومة إسلامية على الشريعة الإسلامية بدلا منها.

وعندما قامت زمرة من جماعة الجهاد الإسلامي باغتيال الرئيس السادات وقامت بشن عمليات قتالية لمدة شهر؛ فإنهم قد بالغوا في تقدير قدرتهم على إسقاط الحكومة المصرية.

وقد كانت هناك مناقشات في هذا الوقت حول تقدير أعداد الإسلاميين المتطرفين أمثال الذين قتلواالسادات في القوات المسلحة.

وعلى العكس من هذه الجماعات التي من أهدافها الرئيسية إسقاط الحكومة المصرية واستبدالها بحكومة أخرى إسلامية، أكدت عناصر القاعدة على ما سماه أوليفر روي "الأمة العالمية" وعدم التأكيد على الهوية القومية للمتطرفين أو خصومهم، في الوقت الذي ينقسم فيه العالم إلى المجاهدين الصالحين والمسلمين الأشرار وغير المسلمين.

العنف الإسلامي

أربك العنف الإسلامي الدولة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، لذلك قامت الدولة بعقد الهدنة مع الإسلاميين المتطرفين في عام 1999 والتي سوف نناقشها فيما بعد.

وهناك اختلافات حول أفكار ظهور العنف والذي يقول بعض الخبراء بأنه استشرى من خلال طرق أجهزة الأمن المصرية.

ومهما يكن فإن الهدنة لا تنبئ بإنهاء العنف الإسلامي كما كان متوقعا بشكل عام في هذا الوقت.

كما أن المصريين الذين حسبوا أنفسهم في منعة من التهديدات التطرفية للجهاديين أمثال أولئك الذين قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، كانوا قد صدموا بانبعاث العنف مرة أخرى منذ عام 2004.

وقد أثارت هذه الأحداث الأخيرة تساؤلات حول احتمالات انتصار العنف الإسلامي والآخرون لدرجة يولد فيها القمع عنفا لا ينتهي.

وخلال 30 عاما من المناوشات بين المتطرفين والدولة المصرية هددت الجماعات المتطرفة الصغيرة والمزعجة بمهاجمة السلطة المصرية.

ومن خلال هذه الأفعال قاموا بمساعدة الدولة حيث قامت الدولة من أجلهم بالعمل في ظل قانون الطوارئ وقامت بمنع التغييرات الديمقراطية.

وقد بدأ تحولمصر إلى الديمقراطية يغرق هذه الأيام حول هذه القضية وحول التحول من نظام شعبي وقطاع عام كبير في محاولة لتحويل نفسها إلى نظام اقتصادي رشيد بدون حل أي من مشكلات التطور العميقة.

وكما قال السفير المصري للولايات المتحدة نبيل فهمي أنها لا تتحرك في "طريق حازم" نحو الديمقراطية.

وفي المقابل يبدو أنها قد وقعت في الشرك وتجمدت بين الحاجة للاستقرار والسيطرة القوية للرغبة في الديمقراطية المصرية من أجل الحرية وزيادة التبعية المدنية والشفافية التي قامت إدارة بوش بدعمها شفهيا إلى نهاية العام 2006.

وبزيادة البطالة والتضخم والأنواع المختلفة للضغوط الإسلامية على المجتمع بقي الوضع على ما هو عليه.

أما المراقبون الذين يتخوفون من تجهيز الرئيس مبارك لابنه كي يتولي الأمر من بعده كانوا قد مروا بأوقات غاية في الصعوبة وقد حملوا اعتباراتهم للعالم غير العربي بسبب السلطات سلطوية الحكومات الحالية.

ولهذه الأسباب حققت حركة كفاية الصغيرة إنجازا ملحوظا في خلق احتجاج شعبي صغير.

وفيسبتمبر 2005 قامت كفاية مظاهرة تضم 5.000 شخص وأخرى كانت تضم 10.000.

ومثل هذه التعبيرات للاستياء العام قد شكلت شكلا مغايرا لجهود الاحتجاج الأولي، والتي كانت منذ تطبيق الحركة العمالية وجماعات المعارضة السياسية الأخرى في ظل حكم عبد الناصر ، غير القانونية والتي كانت قوات الأمن تعاقب عليها.

وخلال سنوات حاول الطلاب والمواطنون القيام بمظاهرات، سواء كانت للاحتجاج على الأفعال الإسرائيلية أو على حرب الخليج الأولي عام 1991 أو على التفجيرات الأمريكية في العراق في ظل إدارة كلينتون، وكذلك سمحت الحكومة للمتظاهرين بالتجمع في غير الأماكن العامة.

على سبيل المثال فإن المحتجين داخل الجامعات ربما تركوا أو قمعوا أو ربما الاثنين، ولذلك فعندما بدأت كفاية مظاهراتها وكذلك جماعات مثل الإخوان المسلمين قامت قوات أمن الدولة باعتقال ومعاقبة المحتجين وقامت كذلك مؤخرا بإعطائهم مساحة للتعبير.

وكما لاحظ المراقبون فإنه كان هناك حدود لسيطرة كفاية فهي وبكل بساطة لا تستطيع الحشد لدرجة تكفي لصدم الدولة (مثل الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى) ولا يمكنها كذلك تشجيع عدد كبير من الطبقة العاملة على اتخاذ مخاطر سياسية أكبر.

ولهذا السبب فقد عملت كفاية كمحتج أكثر من كونها بديل سياسي؛ فقد حاولت كفاية جذب الانتباه إلى تعنت الحكومة في الانتخابات التشريعية والرئاسية وبعض الأمور الأخرى.

أيكون توريثا؟

يهتم العديد اليوم بمحاولة دفع جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك إلى قيادة الإصلاح داخل الحزب الوطني الديمقراطي ليكون معروفا بشكل أكبر ومقبولا لدى المصريين وكذلك للمساعدة في الحفاظ على سيطرة الحزب القوية على الحياة السياسية.

وفي مصر، وبتبني مبادئ الجمهورية في عام1952 تم إنهاء فكرة الملكية والتوريث والامتيازات الطبقية.

ويرى العديد من المصريين توريث الرئيسمبارك قد جاء في أعقاب توريث بشار الأسد في سوريا.

وعندما بدأ سعد الدين إبراهيم ، عالم الاجتماع، في انتقاد الرئيس واحتمال توريثه لابنه وكذلك قمع النظام لجهود المجتمع المدني للديمقراطية وتقريره جول العنف ضد الأقباط المسيحيين في مصر واقتراح مراقبة قضائية آمنة على الانتخابات لجعلها أكثر نزاهة، استخدم لفظا ساخرا (ملوخية) ليصف المساهمة المصرية في التطور السياسي.

وقد أدى هذا التلاعب في الألفاظ إلى إغضاب النظام.

فالتوريث في الحكومة الحالية، والذي يحافظ على سيطرتها على النظام البرلماني واستمرار كبحها للوظائف القضائية والتشريعية على حساب السلطة التنفيذية لن يؤدي إلى زيادة في حرية المصريين.

كما أن هيئات استشارية حسنة السمعة مثل مجموعة الأزمات الدولية قد واصلت مطالبتها للديمقراطية من داخل النظام نفسه، ولم تحرص على نقص رغبة الحكومة و الحزب الوطني الديمقراطي في الإصلاح الحقيقي.

هل هناك بدائل للقيادة؟

وعندما سؤل المصريون عن الانتخابات التي سبقت2005 وما إذا كانوا يرغبون في اختيار مرشحين رئاسيين، قال العديد منهم أنهم منذ أن كانوا صغارا لم يعرفوا قيادة أخرى.

فالشباب لم يعيشوا في ظل فترة السادات الرئاسية وفي حكومة الحزب الوطني الديمقراطي لا يوجد سياسيون آخرون سوى من هم في مقام حسني مبارك.

وفي ظل القوانين الانتخابية الجديدة يجب أن يكون من يترشح للرئاسة ضمن حزب قانوني ويمثل نسبة 5% في هيئة تشريعية وأن يكون موافقا للشروط الأخرى.

وإذا كان من الواجب كتابة هذه القوانين لقبول المرشحين الذين لا يريدون أن يمثلوا القيادة في الأحزاب المؤهلة أو إذا تم قبولالإخوان المسلمين وتم إجراء الانتخابات بشكل نزيه؛ في هذه الحالة فقط يمكننا اختيار مرشحين آخرين.

وإضافة لهؤلاء الذين تقدموا للرئاسة في 2005 مثلأيمن نور (حزب الغد) ونعمان جمعة(حزب الوفد) أو طلعت السادات (ابن أخو الرئيس أنور السادات ، حزب الأحرار) والذي حُوكم بعد الانتخابات وسجن مدة عام بسبب إهانته للجيش، فقد كان من المثير أن نسمع المصريون يناقشون احتمالات أخرى حول توريث الجيش أو توريث نجل الرئيس.

وتشمل الأمثلة قائدا من داخل جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء في مكتب الإرشاد أو الدكتورعصام العريان (طبيب وقائد داخل الجماعة منذ وقت طويل) .

وهناك العديد من المرشحين الذين عزموا دخول الانتخابات الرئاسية ولكنهم منعوا عن طريق الأحكام التي تفرض أن يكون المرشح من داخل حزب معترف به، ومن بين هؤلاء الكاتبة والطبيبة السابقة نوال السعداوي وعالم الاجتماع سعد الدين إبراهيم الذي عارض السياسات الرأسية للحكومة وموقفها الصامت تجاه الهجمات علي المسيحيين القبطيين وقمع المجتمع المدني.

وذكر الناس أسماء مثلطارق البشري (قاض وعالم تاريخي اجتماعي وإسلامي) وكذلك جمال أمين (اقتصادي) .

ونظرا للخلافات مع وزير الثقافة حول الحجاب أصبحت شخصيات مثل عبد الوهاب المسيرى – نوع مختلف من المثقفين الإسلاميين – أكثر شهرة.

وكذلك كان هناك هشام البسطويسي (قاض من محكمة النقض والإبرام والذي حوكم لمعارضته الانتخابات) أو ذكريا عبد العزيز (رئيس نادي القضاة) .

واليوم يمكن تحدي ما عرفه المصريون بأنه "لا يوجد قائد سوى مبارك ويمكن أن يكون من الصعب جدا على أي مرشح – إلا مرشح الإخوان – الحصول على قبول شعبي كامل في المنافسة الانتخابية العدوانية.

وربما يؤمن صناع القرار السياسي الأمريكي بتوقعات الحكومة المصرية بأنها و الحزب الوطني الديمقراطي سوف يصيبهما الضعف وأنالإخوان المسلمين سينتصرون عليهم ويجب أن يتحمل هذا البديل جميع التكاليف.

وقد توافق هذا التوقع مع تقارير العديد من معاهد الأبحاث الأمريكية والتي توضح أن البدلاء العلمانيين ضعفاء جدا إذا ما تمت مقارنتهم بالإخوان المسلمين ، فالإخوان هم البديل المحتمل الوحيد في مستقبل ديمقراطي.

ومن الصعب فهم الاثنين لأن أحزابا دينية مثل الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق قد حصلت على الموافقة الأمريكية كممثل شرعي، فالخبرة الكبيرة والطويلة للإخوان المسلمين تبين أنها لم تشارك في أعمال العنف ضد الحكومة منذ الأربعينيات (يمكن أن تكون مؤامرة 1954 قد حبكت ضدهم) وأنها تسعى للعب دور شرعي داخل الحكومة المصرية القائمة فضلا عن تحركها من خلال طرق خارجية إلى السلطة.

وفي رد عبد المنعم أبو الفتوح ، من قيادة الجماعة، على ما إذا كان يجب على الإخوان المسلمين الاحتجاج على موقفها غير القانوني والسعي للمشاركة السياسية قال "إن مؤسسات الدولة مملوكة للشعب وإذا ما انسحبنا من هذه المؤسسات فإننا لن نحقق شيئا لأن الإسلاميين سوف يأتون إلى السلطة عندما يدعم النظام الديمقراطية والحرية."

والمراقبون الأمريكيون أقل مساندة للسياسات المصرية التي تخاف من جماعات مثلالإخوان المسلمين بسبب موقفها المعادي للصهيونية والمؤيد للفلسطينيين.

وسوف نتناول القضية بشكل أكبر ولكن يجب التأكيد على أن من أكبر العقبات التي تواجه الإصلاح السياسي في مصر غير الإخوان المسلمين هي قوانين البلاد وتنظيماتها القائمة.

عقبات حقيقية أمام الديمقراطية

توجد في مصر الأدبيات الحقيقية حول عقبات الديمقراطية، وأغلب هذه العقبات يرتكز حول النتيجة غير المرضية الثورة 1952 المصرية.

وكتب عالم الاجتماع حامد الأنصاري عن مجتمع غير قادر على تنفيذ وعود القومية العربية؛ وأوضح ليونارد بيندر نمو الطور الثاني الذي امتد وغذى هذه السياسات مثل العمل بالماركسية، والتي تساعد في شرح دور الجيش كمستفيد من ثورة 1952 ومن بعده الانفتاح الاقتصادي.

وفي ظل حكم ناصر كان للقيم الرسمية شعبية وحاول رايموند هينيبوسك أن يشرح الدولة الساخطة على تأييد الشعبية، بينما كتب على هلال دسوقي عن دولة في أزمة.

وقد استخدم روبرت سبرينجبورج كل من تعبير "موروث والمفكك" لوصف النظام المصري.

وهناك نوع آخر من التحليل يقول بأن هناك تحول بطيء جدا للديمقراطية بدلا من غيابها.

كل هذه العقبات يجب لا يجب أن ينعت بها أفراد سلطويين، فالقادة لهم دور في هذه العملية؛ فعبد الناصر هو الذي أوجد الاتحاد القومي العربي وهيكل حزبها الكبير والسادات هو الذي تحول من الاتحاد القومي العربي إلى الحزب الوطني الديمقراطي ومن ثم أوجد برامج معارضة صغيرة جدا، بينما في الحقيقة لم تحدد واحدة من هذه البرامج أي من الأحزاب السياسية المستقلة، ومبارك الذي حول الإصلاحات إلى نظام انتخابي لذلك يمكن أن يكون هناك قدر بسيط من التغيير، عن طريق هؤلاء القادة ونظام السياسات المؤيدة ونماذج التبعية التي تغلغلت في المجتمع منذ الحقبة الليبرالية غير الديمقراطية التي سبقت الثورة إلى وقتنا الحالي.

وهناك صورا جديدة في نظام التأييد الحالي ولكنه لم يحدث منذ أي وقت سابق أن تغيرت القوانين والمؤسسات بشكل كاف وبذلك يمكن للهيئة التشريعية والقضاء أن يقوما بالعمل باستقلال ضروري، وليست مصر وحدها من تسعى لهذا في المنطقة.

هل هناك دور أمريكي في الديمقراطية؟

تقوم الولايات المتحدة بتعزيز الديمقراطية كسياسة عامة وأكدت على هذه العملية بشكل قوي كجزء من رؤية المحافظين الجدد للشرق الأوسط الجديد.

وبعد ذلك لم تستطع الولايات المتحدة لا تعزيز الديمقراطية ولا المطالبة بها في مصر بدون تغييرات أساسية في المؤسسات السياسية في البلاد.

ولم تكن الديمقراطية في الماضي أو في الوقت الحالي في مصر تعمل تجاه تحويل المؤسسات.

وبالرغم من أنهم ربما يقومون بتقوية المجتمع المدني وإنشاء منظمات غير حكومية وبعض البرامج التي يمكنها أن تعزز الشعور المجتمعي والمدني إلى جانب برنامج التطوير الاقتصادي في الشرق الأوسط.

وبكل بساطة فليس هذا، كما أشير إليه فيما سبق، مكمن عقبات الديمقراطية.

كما أن الوضع المتأزم في العراق ربما يكون نذيرا لما طالب به ريتشارد هاس من مجلس العلاقات الخارجية بإنهاء السيطرة الأمريكية في [[العراق.

وتقول رؤيته بأن معاداة أمريكا قد زادت لدرجة أن نوع استخدام الأسلحة الذي وجد في سنوات تجربة الشرق الأوسط الجديد قد شارفت على الانتهاء.

ولو كانت هذه هي القضية فإن المثال القوي للديمقراطية والذي من المفترض أن يلهب المنطقة ربما لا يظهر أو ربما يكون مصبوغا بصبغة السياسات الطائفية وغير قابل للتطبيق خارج العراق ودول مشابهة له.

وبطريقة أخرى فإن التحولات التي تحدث تآكلا في السلطة التنفيذية؛ على سبيل المثال في باكستان أو مصر يمكنها أن تضعف القدرة القمعية للدولة.

وربما يكون أنه بالرغم من تحدث أمريكا عن الديمقراطية فإن البلاد يجب أن ترغب بشكل كبير في الاستقرار.

وهناك رؤية أخرى تقول بأن الولايات المتحدة لم تكن جادة قط تجاه الديمقراطية في مصر.

وكدليل على هذا أشار المعلقون إلى رد الرئيس مبارك على مطالب بإحلال الديمقراطية في 2005 عن طريق استفتاء عارضته العديد من الجماعات، وقد أدت هذه التغييرات إلى انتخابات رئاسية متعددة المرشحين بينما قامت بتشديد شروط قبول هؤلاء المرشحين.

وبالرغم من هذه القيود ما زالت حكومة مبارك تبقي واحدا من هؤلاء المرشحين للرئاسة، أيمن نور ، في الحبس إضافة إلى مئات من قوى المعارضة وربما كانوا مصوتين في ربيع 2005. وعندما سئلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أن تعلق على قضية أيمن نور خلال زيارتها لمصر في أكتوبر 2006 ؛ عارض ردها الحذر الإشارات الواضحة التي تقوم على تشجيعالديمقراطية.

التيار الإسلامي والتطرف فيمصر

في نهاية التسعينيات كتب الباحثون عن نهاية التطرف الإسلامي فيمصر أو عن منطقة مؤيدة للإسلام، بالرغم من أن الظاهرة كانت لا تزال تتزايد في أماكن أخرى.

وبشكل أساسي يقول الباحثون أن التطرف لا يمكن الدفاع عنه ولكن سياسات المشاركة (مشاركة الإسلاميين إلا من يتبني العنف منهم) يمكنها أن تحقق تغيير.

فإذا كان التطبيق قد وقع في مصر، فلماذا لم يقع في أي مكان آخر؟ تقول أحد البراهين أن المتطرفين خافوا من الابتعاد عن الجمهور المسلم، كما أن لها آليات تطوعية.

وهناك رؤية أخرى تقول بأن اندماج القمع مع التعاون قد حقق نجاحا.

ومع هذا فإن الأسئلة النظرية التي طرحت لم تكن هي الأسئلة المناسبة، كما لم تكن الإجابات حاسمة، كما أن السؤال حول فعالية حالة القمع ما زال مفتوحا.

فهل سيكون هذا التطبيق دائما في حال إذا ما نجحت القيادة المصرية في احتواء أكبر جماعتين إسلاميتين عن طريق الآليات القمعية؟ وهل سيتم العمل به في حال ظهور جماعات أخرى أصغر تنضم إلى العنف بدلا من الجماعات الإسلامية والجهاد الإسلامي؟ كما أن أجهزة الأمن المصرية الداخلية قد قامت بتطبيق آليات قمعية ضد الإخوان المسلمين منذ العام 1955.

فإذا كان العنف وليدا للقمع فلماذا لم يتحول المعتدلون للعنف؟ فإذا كانت الأسئلة تنبع من مفهوم أن المصريين لا يميلون للعنف فهناك قصور فيها، لذلك فلماذا يسمحون بمجموعة من الأفعال التي تؤذي المدنيين؟ وقد اشتركت الجماعات المتطرفة في مثل هذه الأفعال ولكن البرهان يقول بأن جهود تجميعهم وتجهيزهم قد فسدت عندما ظن فيهم العامة أنهم وحشيين.

ومن الحكمة أن نتذكر أن جميع ما يحيط بالمنطقة - في لبنان والعراق والأردن والسعودية وغير ذلك – يطرد الناس عن طريق العنف وتقوم مثل هذه الجماعات بالتواصل معهم وتجنيدهم.

تزايد العنف أم نقصانه؟

شرحمحمد حافظ وكوينتان فيكتوروفيتش العنف من خلال التأكيد على صعوبة التوصل إلي تغيرات النظام، إلى جانب القمع غير المميز.

لم يقم الاثنان بفحص قوة الأيديولوجية الدينية في نموذجهم كما فعلت معظم الأعمال السابقة حول مصر والتي أرجعت التطرف الإسلامي إلى مفهومين هما الحاكمية والجاهلية (هيمنة الله وليس الحاكم، وفكرة أن العالم في يومنا هذا قد عاد لفترة ما قبل الإسلام) من أعمال أبو العلاء المودودي وكذلك مفاهيم الجهاد والشهداء لسيد قطب، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والذي سجن وقتل في فترة عبد الناصر.

ومن ناحية أخرى أدرك كل من، أنطوني شديد وجنيف عبده وشاوول ميشال وأفراهام سيلا (حول حماس)، وجوديث هاريك (حول لبنان) وكوينتان فيكتوروفيتش (كتابة حول الأردن) ، الأسباب التي جعلت بعض الجماعات الإسلامية تواصل الأساليب غير العنيفة وتمارس ضبط النفس السياسي.

وهذه الأعمال عن الجماعات على أساس شامل تبين الجماعات المسلحة العنيفة التي تنكر العنف بشكل كاذب. وقد كتب كل من ريموند بيكر وكاري ويكهام وآخرون بشكل كبير عن الإسلاميين المعتدلين في مصر وخاصة الوسطيين والذين انفصلوا عن الجيل الأول من قادة الإخوان وشكلوا حزبا جديدا.

وقد تعارضت بعض الملاحظات عن حركات الجيل الثاني مع القضية الأردنية (حيث أن الجيل الثاني لم يكن أكثر اعتدالا) في استجواب فيكتوروفيتش لقضية الهياكل التنظيمية الرسمية في مقابل غير التنظيمية.

ولسوء الحظ فإن رؤى هؤلاء الخبراء والتي تقترح أن الجماعات التي تحتاج للحفاظ على قواعدها العريضة سوف تقوم بجعل سلوكها أكثر اعتدالا كما سيحاولون المشاركة السياسية وتفسير اتجاه واحد ممكن للجماعات الإسلامية.

ولم يتوجه الجميع لهذا الاتجاه، بل أن البعض توجه نحو الاعتدال بينما الجماعات الأخرى العنيفة ما زالت تظهر وهذا ما رأيناه من خلال ممثلي العنف الجدد في مصر.

وفي نفس الوقت فإن هذه القضايا الموثقة لقمع الدولة للجماعات المعتدلة أو الجماعات الإسلامية المعتدلة لا تخبرنا بما سوف تقوم به هذه الجماعات على المدى البعيد، وخاصة في حال إذا ما استمرت الدولة في حالة القمع هذه.

وبطريقة أو بأخرى، ومن خلال كل من تاريخ الجهاد الذي يبدأ بقطب وحركات السبعينيات والدراسات السياسية للإخوان المسلمين وفروعها، يمكن أن نغفل عن شيء مهم ألا وهو أن المطالبة الإسلامية في بلدان مثلمصر والسعودية والتي تقول بمنهج سياسي يقوم على القيم الإسلامية تعد أمرا لا مفر منه.

ثم إن البرامج الغربية التي تريد ترسيخ العلمانية في المنطقة أو مساعدة المعتدلين الذين يقاومون المتطرفين من الصعب أن تتبني المنهج الإسلامي العام.

وهذه فكرة أساسية يجب أن نتذكرها فهي ليست واقعية عندما تقوم بتخيل أن هذه الجماعات الإسلامية الكبيرة سوف تختفي.

الإسلام والسياسة في مصر

قامت القاهرة لقرون بتقديم فرص التعلم والدراسة لرجال الدين وطلابه، فجامعة الأزهر في القاهرة، التي تأسست عام 972م، وتضم اليوم 90.000 طالب من 71 دولة كانت في الأصل مسجدا للتعلم في ظل حكم الفاطميين، ثم بعد ذلك أصبحت مدرسة شهيرة في ظل حكم السلطان بيبرس الذي قام بدعوة الأسرة العباسية والعلماء، الذين بقوا بعد هجمات المغول، إلى القاهرة.

فالعلماء الذين تعلموا هناك أو أتوا للتعلم لفترة قد ذهبوا إلي بقاع شتى من العالم الإسلامي السني، ثم بعد ذلك أصبحت مصر مستقرة للقرن التاسع عشر حيث الإصلاح الإسلامي ثم ظهور التيار الإسلامي الحديث.

وإلى جانب دورها القيادي في الإسلام التقليدي الهادئ والتعليمي وكذلك في الحياة الثقافية والفكرية المعاصرة في العالم العربي، فقد ساهم هذا في زيادة أهمية البلد بالنسبة للحركات الإسلامية المتطرفة الحديثة.

كما أنها لم تكن هي الدولة الوحيدة التي قامت بتطوير الفكر الإسلامي والسياسات، فقد كانت الوهابية حركة محافظة أخرى والتي نشأت في شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر.

وهكذا يمكن ملاحظة أن الأمريكيين والمصريين ومسلمين آخرين أمثال قائد الأحباش (حركة أثيوبية) الشيخ يوسف عبد الرحمن الحريري الذي انتقد الوهابيون أو الوهابية نفسها بأنها هي مصدر التطرف الإسلامي المعاصر.

ومن ناحية أخرى يلوم بعض الخبراءمصر أو "القطبية" (فلسفة سيد قطب) لكونها سببا في ظهور التطرف الإسلامي.

أما السلفية فقد كان لها أصول وأبعاد أخرى، وحتى أن الشخصيات والحركات المعادية للسلفية قد قدمت جماعات تتطلع لحكم إسلامي أفضل مثل أيديولوجية حزب التحرير الإسلامي الذي أسسه الشيختقي الدين النبهاني في القدس عام 1953.

فالإسلام التقليدي – كيف تقوم السلطات أو الدولة بتطبيق الأخلاق والسلوك الإسلامي، فكرة "الإسلام السياسي" – لم يكن أبدا بعيدا عن الشكل الخارجي في مصر.

وبشكل تاريخي شكل حكام الترك الجركسيين ورجال الدين المسلمين والجيش ثلاث طبقات من نخبة القيادة تتزوج من بعضها البعض وتدعم بعضها.

وقد استغل كل من الحكام ورجال الدين وآخرون المنهج الإسلامي لإضفاء الشرعية على أفعالهم.

وهكذا، فإن هذا الأمر تاريخي؛ وهو مخالفة تقاليد الإسلام السمحة بالأفكار السياسية للمتطرفين المعاصرين كما يفعل بعض المحللين.

فأفكار الحكم الإسلامي لم تكن تمثل بدعة من النموذج العلماني المفترض كما في القرنين العشرون والحادي والعشرون.

ومع ذلك فإن استغلال الدين أو المنهج الديني لأغراض سياسية كان أمرا متوقعا، وكذلك بمكن لمثل هذا أن يساعدنا في فهم السبب الذي جعل الأسلمة تؤثر في الحكومة المصرية في الفترة الأخيرة.

وقد بدأ الاستعمار الغربي تدخله لأول مرة عن طريق احتلال نابليون لمصر عام 1798.

وقد كانت صدمة تفاعل المصريين مع الغزاة الفرنسيين كما وصفهم المؤرخ الجبارتي قد كشف للمصريين العديد من الأفكار ولكن الفرنسيين لم يمكثوا طويلا في مصر.

أما القائد العسكري محمد على الذي حكم مصر فقد قام بالتخلي عن الماضي من خلال سياساته الدونية والمركزية.

وجاء الصدام الأكثر صعوبة مع الاستعمار الغربي بوصول الغزو والاحتلال البريطاني عام 1882، وفي هذا الوقت ظهرت حركة الإصلاح في مصر وتناولت آفات المجتمع والضعف السياسي وسفه التعليم وأزمة الفكر الإسلامي.

وقد أظهرت حركة الإصلاح هذه السلفيون وأفرادا مثل محمد عبده الذي قام بتحديث جامعة الأزهر وقاسم أمين وراشد رضا (من سوريا) والذي قام بغرس أصول التيار الإسلامي في القرن العشرين.

وهناك حركة أخرى للإصلاح الإسلامي كانت مبعثا لهذه الظاهرة في مصر؛ وتتمثل في أفكار وتنظيمحسن البنا (الإخوان المسلمين).

وبالرغم من أن الموضوعات الأكيدة كانت قد تأسست من قبل عن طريق السلفية من قبل راشد رضا ، إلا أن حركة البنا كانت قد تأسست بشكل أشمل وكانت تعمل بوضوح من أجل مجتمع إسلامي.

ولم تبلغ أي حركة إسلامية أهمية الإخوان المسلمين في نشر الأفكار الإسلامية في الشرق الأوسط نظرا لأنها تقترح أيديولوجية بديلة لأيديولوجيات الجماعات الحاكمة في المرة الأولي في فترة القومية الليبرالية وحتى عام1952 وبعد ذلك في فترة القومية العربية.

الإخوان المسلمين

قام حسن البنا ، الذي كان يعمل مدرسا ورئيسا لجمعية الأخلاق الدينية وأسس جمعية الحصافية الصوفية واختير سكرتيرا لها، بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، إحدى مدن قناة السويس التي تأثرت كثيرا بالوجود العسكري البريطاني.

وكان أعضاء هذه الجماعة المعروفة رسميا باسم جماعة الإخوان المسلمين غالبا ما يشار إليهم باسم الإخوان.

فأنشأ [البنا] حركة تدعم القيم الإسلامية وأعلن صراحة أنها ليست حزبا سياسيا، فلقد شعر حسن البنا أن الحياة السياسية والاجتماعية في مصر تتطلب إحياء لا هجر المبادئ الإسلامية وأكدت حركته على إيجاد حل إسلامي للشباب أيضا مقارنة بالحركة الكشفية الدولية التي كان لها تأثيرا كبيرا في ذلك الوقت وجمعية الشبان المسيحيين.

وبالنسبة للبنا كانت الأحزاب العلمانية القومية وممثليهم من ذوي الأملاك يسعون إلى فشل المجتمع المصري، ولم تتمكن هذه الأحزاب التي اكتسبت استقلالا جزئيا في عام 1922 من تحقيق الانسحاب البريطاني والأهم من ذلك أنها لم تكن تنفع الفقراء والفلاحين والأميين في البلاد.

ونمت جماعة الإخوان المسلمين بتنمية الشباب وتقديم برامج تعليمية وعيادات وصحبة إسلامية وكذلك من خلال الدعوة وبعد ذلك أنشأت جمعية نسائية مرتبطة بها.

وطور البنا تفسيرا لمصطلح الحاكمية (سلطة الله في مقابل السلطة المؤقتة) والتي سلطت الضوء على الحاجة لإقامة دولة إسلامية والمشاركة في السياسات.

كما كتب عن الشورى والتي تختلف إلى حد ما عن منظري القاعدة والتي لم تكن تتعارض مع الديمقراطية البرلمانية كما كتب أيضا عن التمييز بين التاريخ الإسلامي والإسلام نفسه.

وكان أهم مبدأ في الدولة الإسلامية عند الإمام البنا هو مبدأ التوحيد والذي يتضمن بالمعنى السياسي تسويات بين مختلف الفصائل وكذلك بين العلمانيين والإسلاميين.

وأنشأت المنظمة "جهازا خاصا" وهو جناح مسلح سري في الأربعينات.

ولأن حزب الوفد والحكومة الملكية التابعة للملك فاروق أصبحت غير موضع ثقة بسبب تعاونها السابق مع الإنجليز في هذه الفترة وسلوكها الشخصي المخزي المستمر قدمت جماعة الإخوان المسلمين بديلا حيويا ولذلك قامت الحكومة بحظرها.

ولقد دعمت جماعة الإخوان المسلمين ثورة1952 وهي الانقلاب غير الدموي الذي قام به مجموعة من ضباط الجيش.

ولكن انقسام القيادة الجديدة ومحاولة الاغتيال المزعومة للرئيس جمال عبد الناصر على يد أحد الإخوان المسلمين في عام 1954 جعلت الحكومة تقوم باعتقال ما يقرب 4.000 عضوا من الجماعة وقامت بتعذيب الكثير منهم، وكانت حصيلة ذلك أن بزغ عنصرا متطرفا بشدة بين المعتقلين اتحدت آراؤه مع كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" , واكتسب هذا الكتاب شهرة كبيرة على الرغم من أنه لم يكن مهما بدرجة كبيرة مقارنة بكتبه السابقة بسبب تنبؤه بحتمية الجهاد والاستشهاد في كفاح المسلمين لإقامة دولة إسلامية.

ولقد فشلت الديمقراطية الغربية وكذلك الاشتراكية الشرقية في تحقيق العدل: فالنظام الإسلامي وحده هو الذي يمكنه تحقيق ذلك.

ومن أهم النقاط التي يجب التأكيد عليها كانت طريقة تعريفه لمفهوم "دار الحرب" والتي تشير عادة للدول غير الإسلامية ولكنها تشمل الآن "أي دولة تحارب الاتجاهات الدينية للمسلمين." وهذا جعل منمصر دار حرب ومن حكومتها "عدوا قريبا".

كما كتب بشكل مختلف عن التغيرات السياسية الضرورية، ففي كتابه معالم في الطريق وغيره من الكتب يدعو سيد قطب الثورة مزلزلة لإسقاط الحكومات وبناء مجتمعات إسلامية جديدة.

ولم يكن من الواضح في هذه الكتب أن تكون الثورة عنيفة، ففي الفصل الأخير من كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام, ركز على التعليم الإسلامي وكشف زيف الفكر الغربي للمسلمين.

كما يشير قطب في الفصل الأخير من كتاب معالم في الطريق لنموذج قصة شهداء الأخدود التي ذكرها القرآن الكريم (سورة البروج) الذين تعرضوا للحرق بدون ثأر، وعلى الرغم من ذلك تخلص هؤلاء الشهداء من عبودية الحياة.

وتبنى فيما بعد بعض الإسلاميون الآخرون الذين لم يكونوا قيد الاعتقال آنذاك أفكارا مشابهة عن أن قيادة الحكومة المصرية تمثل قيما غير إسلامية ومن ثم يجب الإطاحة بها، في حين تمسكت جماعة كبيرة من الإخوان بفلسفتهم الأصيلة عن التغيير التدريجي وعندما أطلق سراحهم على يد الرئيس أنور السادات في عام 1971 وافقوا على العمل وفقا لقواعد النظام.

وفي هذا الوقت، تأسست فروعا أخرى لجماعة الإخوان في الأردن وسوريا والسودان وليبيا والعراق والضفة الغربية وغزة وغيرها من الدول.

ولم تحصل على دعم كبير في ذروة الحركات السياسية القومية العربية العلمانية الأخرى التي ظهرت في ذلك الوقت.

I. تحولات في ظل رئاسة أنور السادات

بدأت التغيرات الداخلية طويلة المدى في السبعينات والتي شملت هجوما على الناصريين واليساريين وطرد للمستشارين السوفيتيين.

وأدى التحول نحو الغرب والحاجة للمساعدة الاقتصادية إلى خطة جديدة وإلى ما سمي بالانفتاح الاقتصادي.

واندلع الانفتاح بمبادئ إحلال الاستيراد والذي يعني إتاحة منتجات جديدة في مصر مع مرور الوقت على الرغم من أنها لن تكون في متناول الجميع، كما سهل الانفتاح أنواعا جديدة من ترتيبات العمل مثل المشروعات المشتركة وسمحت بتطفل الاقتصاد العالمي على الاقتصاد المصري مما حل مختلف أنواع الحماية الاجتماعية والاقتصادية.

وعلى الرغم من أن أنور السادات وعد بالحرية السياسية إلا أن ذلك لم يحدث، فأُعلنت الرقابة في ظل حكومته وانتقلت فكرة أن نقد مصر ولاسيما من الداخل يعتبر جريمة أو خيانة من أيام عبد الناصر.

فالنظام السياسي في يومنا هذا هو نتاج تغيرات عام 1976 عندما ظهرت جماعات معارضة شرعية صغيرة إلى جانبالحزب الحكومي "الجماهيري" والتي كانت متوازية عن عمد حتى لا تسمح بقيام تحالفات كبيرة كما أن المعارضة لن تتحدى الحزب الحكومي الجماهيري وذلك منعها من تطوير خصائص أخرى لمعارضة أكبر وفية.

المتطرفين الجدد والجهاد الجديد أيام السادات وما بعدها

تشكلت جماعات إسلامية صغيرة وعنيفة بالإضافة إلى جماعات ميليشيا واضحة للدولة.

وكان من بين الإخوان المسلمين الذين تم اعتقالهم في الستينات تلميذا سابقا شكري مصطفى الذين اعتقل لتوزيع منشورات المنظمة، فقد بدأ في تنظيم جماعة سرية.

وفي أثناء ذلك وبينما كان السادات يخفف من القيود على التنظيمات الإسلامية أملا في أنها ستقوم بتحقيق توازن لمعارضته في اليسار، اكتسبت تلك التنظيمات قوة ولاسيما في الجامعات.

وفي هذه الفترة عزت الحكومة ظهور النساء بالنقاب والملابس الطويلة والخمار والقفازات بالزي السعودي في السبعينات للأخوة الذين ذهبوا للخليج خلال الفترة التي كانوا معتقلين فيها في مصر.

أطاع الإخوان المسلمون القواعد التي وضعتها الحكومة، ولم تسعى للحصول على الشرعية أو الخوض في العنف أو إحداث فتنة ضد الحكومة في هذه الفترة.

وأصدرت الحكومة قانون الأحزاب السياسية في عام 1977 والذي نص خصوصا على أنه لا يمكن تشكيل أحزاب على أساس الدين وهذه الفقرة تشير إلى الإخوان.

وعلى أي حال، تمكنت جماعة الإخوان المسلمون من نشر جريدة الدعوة من عام1976 وبعد ذلك جريدة لواء الإسلام لفترة من الوقت والتي كانت توضح أهدافها الاجتماعية والسياسية.

ولقد كانت الصحوة الإسلامية التي بدأت في السبعينات محبطة لكثير من المفكرين المصريين، حيث اتفق البعض مع الآراء الغربية في أن الصحوة كانت وسيلة لتجنب التحديث أو التماشي مع اللاقانونية التي أحدثها التحديث.

وبالتأكيد ارتبطت أهمية الجماعات الإسلامية في هذه الفترة بتوجه السادات السياسي الجديد وبتحوله نحو الغرب وبالتغيرات الاقتصادية وبرحلته غير المسبوقة لإسرائيل.

وكانت أول جماعة إسلامية متطرفة تحذر العامة هي المعروفة حاليا بجماعة الكلية الحربية بسبب محاولتها الاستيلاء على الكلية الحربية بمصر الجديدة في إبريل عام 1974 وبعد ذلك اغتيال الرئيس السادات ، وتأسست عام 1971 بقيادة الفلسطينيصلاح سرية الحاصل على دكتوراه في التربية وكان عضوا سابقا في حركة حزب التحرير (حركة خلافية إسلامية أسسها القاضي الفلسطيني تقي الدين النبهاني)، وكان سرية تعرض للنفي ثلاث مرات (من فلسطين للأردن في 1970 والعراق).

وأطلق الحراس في الكلية الحربية النيران وقبضوا على جماعة سرية وأعدم عناصرها في عام 1976.

وألقت السلطات المصرية بمسئولية المخطط على ليبيا غير راغبة في ذلك الوقت في الاعتراف بوجود عناصر مسلحة بين المواطنين.

وأطلقت السلطات المصرية على الجماعة الثانية (والتي أطلقت على نفسها بالفعل جماعة المسلمون) اسم جماعة التكفير والهجرة، حيث تشير كلمة التكفير لممارسة استبعاد وتغريب المسلمين وتشير كلمة الهجرة لهجرة النبي من مكة للمدينة.

وبهذا الاسم سلطت السلطات المصرية الضوء على تطرف ولا مركزية الجماعة في رفضها الشديد للمجتمع المصري والتي تراه بربري كما كان العالم قبل ظهور الإسلام في الجاهلية ومن ثم يجب تجنبه، ولذلك انسحبت للمنازل الآمنة والأماكن السرية للإعداد للإطاحة بالحكومة والمجتمع.

ولقد مثلت جماعة التكفير والهجرة أولى الجماعات الجهادية على غرار بن لادن وحركة عتابي في المملكة العربية السعودية والتي استولت على الجامع الكبير في عام 1979.

ومن حاول من الأعضاء أو رغب في ترك جماعة التكفير والهجرة كان يلقى تهديدا بالقتل كالمرتد.

وهذا يعني أن بعض الأعضاء كان يتم استخدامه من قبل الأجهزة الأمنية المصرية والتي من الممكن أن تكون قد ارتكبت أو حرضت على كثير من جرائم الجماعة، وسنتحدث فيما بعد بشكل أكثر تفصيلا عن دور عملاء الحكومة المصرية، ولكن الأهم هو أن هذه التكتيكات كانت مفيدة للنظام.

وجمعت بعض البيانات الخاصة بالملف الاجتماعي لأعضاء جماعة التكفير والهجرة وجماعة الكلية الحربية وقام بتحليلها الأخصائي الاجتماعي سعد الدين إبراهيم ، الذي وصف هذه الجماعات في ذلك الوقت بأنها مظاهر للإحباط والحالة الاجتماعية غير القانونية،

ولكن بعيدا عن التعبير عن التدين الزائد حيث أنه كان هناك جماعات معتدلة أو غير سياسية وجماعات صوفية تكتسب تابعين.

وكانت كلتا الجماعتين – التكفير والهجرة والكلية الحربية – يقودهما أفراد أكبر سنا وأكثر خبرة وتأثيرا من العضوية التي جاءت في ذلك الوقت من البرجوازية الصغرى أو كانوا مهاجرين للمناطق المدنية.

فقد أصبح شكري مصطفى – زعيم جماعة التكفير والهجرة – راديكاليا أثناء المدة التي قضاها في السجن عندما قام بتجنيد أفرادا لجماعته.

وعملت جماعة التكفير والهجرة بشكل سري ولكن السلطات تنبهت لوجودها على الأقل بسبب الاختفاء الغامض لعدد من السيدات الذين اختفوا من مجتمعاتهم وانتقلوا مع أزواجهم للمنازل الآمنة في الأقاليم.

وقامت جماعة التكفير والهجرة باختطاف وزير سابق للأوقاف وطلبت فدية للإفراج عنه وقامت بقتله بعد ذلك، مما أثار غضب السلطات، وتشير أوراق المحكمة إلى التزام أعضاء الجماعة بقضية الجهاد.

وتم إعدام مصطفى وحبس 36 عضوا من الجماعة وفيما بعد تم القبض مرة أخرى على ما يزيد عن 100 في عام 1982 موضحا بقاء الجماعة.

وعملت جماعة التكفير والهجرة تحت مسمى الشوقيين في الفيوم في الثمانينات.

وعلى أي حال فقد رفضتجماعة الإخوان المسلمين العنف والتطرف الخاص بجماعة الكلية الحربية وجماعة التكفير والهجرة وغيرهم من الجماعات مثل جماعة الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية.

وتبنت جماعة الجهاد الإسلامي المعروفة باسم جماعة الجهاد أو جماعة الجهاد الإسلامي المصرية تمييزا لها عن جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية طريقا ثوريا نحو التغيير الكلي.

وكجماعة غير منظمة انطلقت الجماعة الإسلامية من اتحادات الطلاب التي تم تشكيلها في عهدالسادات إلى ثلاث جماعات مقاتلة: الأولى كانت الحركة السلفية في جامعة الإسكندرية والثانية تشكلت في جامعة القاهرة وكذلك جامعة الإسكندرية وفضلت جماعة الإخوان المسلمين حيث تركها بعض الأعضاء وانضم لجماعة الإخوان وتمركزت مجموعة ثالثة من الجماعات في جامعات وكليات صعيد مصر، ورفضت هذه الجماعات الموقف غير العدواني الذي تميزت به جماعة الإخوان المسلمين مفضلة نشاط جماعة الجهاد الإسلامي المصرية.

وكانت جماعة الجهاد في أول عهدها تتكون من تنظيمين مختلفين، أحدهما شكَّله محمد عبد السلام فرج والآخر شكَّله محمد سالم الرحال وهو طالب أزهري من الأردن مع بعض الأعضاء الذين انضموا من منظمات مثل شباب محمد.

وعندما طرد الرحال من مصر، انتقلت القيادة لمال السيد حبيب الذي كان حديث التخرج من كلية الاقتصاد من جامعة القاهرة.

وجاء اندماج هاتين الجماعتين عندما قام طارق الزمر – الذي كان شقيق زوجته عبود عبد اللطيف الزمر الرائد بالمخابرات العسكرية زعيم جماعة فرج - بتقديم حبيب لفرج، وحث الزمر على الإطاحة بالحكومة المصرية وقيام الجماعة بتأسيس خلافة إسلامية محلها.

أحيانا ما يرى أن الإسلاميين المتطرفين لديهم برنامج محدود للغاية ومهام وإستراتيجية مخططة بشكل غير واضح. وكان لجماعة الجهاد الإسلامي المصرية تركيبة وأهداف محددة حيث كان يحكمها مجلس الشورى إلى جانب لجان فرعية للإعداد والدعاية والتمويل وأرادت الجماعة أن تؤسس دولة بمجلس علماء، وكانت التربية العسكرية مطلوبة وشاملة، وكان الاستيلاء المخطط على الحكومة يشبه بالفعل ثورة 1952 بالسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون كما حدث في عام1952.

وشملت التربية العسكرية الإسعافات الأولية ومعرفة الطوبوغرافيا والتدريب على المركبات والدفاع والتمارين الرياضية في المرحلة الأولى.

وفي المرحلة الثانية تعلم التلاميذ تقنيات الهجوم والكمائن وحماية المواقع الحساسة من الناحية الإستراتيجية، وفي المرحلة الثالثة وتحت إشرافنبيل المغربي كان يتم تعليم استخدام الأسلحة والمتفجرات وتخطيط وتنفيذ المحاكمات.

قام الملازم أول خالد الإسلامبولي بوضع خطة لاغتيال السادات بعد اتخاذ إجراءات صارمة سياسية في1981 بعد أن تم القبض على أخيه الأصغر محمد الإسلامبولي الناشط في أسيوط في صعيد مصر وقاد هذا الأخ بعد ذلك فرع مكتب الخدمات (تنظيم بن لادن) في بيشاور ويزعم أنه كان له اتصال بالمقاتلين الشيشان.

وكانت خطة جماعة الجهاد الإسلامي المصرية هي تحقيق انقلاب سياسي لا مجرد اغتيال السادات، واختلف بعض الأعضاء حول هذه الخطة على سبيل المثال – عبود الزمر الذي اعتقد أن التنظيم في حاجة لمزيد من الوقت قبل القيام بثورة شعبية.

وقام الإسلامبولي بمساعدة عدد قليل نسبيا من الكتائب بقتل الرئيس السادات في عرض عسكري وكان يطلق النيران وهو يصرخ قائلا "لقد قتلت الفرعون."

وأصاب اغتيال الإسلامبولي للسادات في السادس من أكتوبر عام 1981 المصريين بالصدمة وحقق للجماعة اعتراف عالمي بها ولكن أهداف جماعة الجهاد الإسلامي المصرية الثورية فشلت.

وتبع اغتيالالسادات شهر من القتال في مختلف مناطق صعيدمصر, وأدى هذا العمل وما تبعه من العنف إلى هروب عملاءجماعة الجهاد الإسلامي المصرية من مصر للهروب من الإعدام ومحاكمات قياداته وأعضائه.

وبعد اغتيال السادات أعادت الحكومة فرض قانون الطوارئ رقم 161 الذي يعود تاريخه إلى عام1958 والذي كان معمولا به منذ عام1967 باستثناء فترة قصيرة تستغرق ثمانية عشر شهرا من عام 1980 وبموجب هذا القانون تم توقيف الحقوق الدستورية (على الرغم من تحدي هذه الإجراءات) وتم تحديد الأنشطة السياسية غير الحكومية (التي تشمل الاجتماعات والمظاهرات) ويسمح كذلك القانون بالاعتقال بدون تهم أو محاكمات.

وهناك الآن ما يقرب من 17.000 معتقلا وما يقرب من 30.000 مسجون سياسي بموجب هذا القانون.

وكما أوضحنا سابقا فإن القانون يسمح بنوع مختلف من المحاكمات في محاكم خاصة، كما يسمح القانون أيضا بالتعذيب طبقا للهيئات الدولية المراقبة لمثل هذه الانتهاكات مثل جمعية حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية.

1. مناقشات منهجية للإسلاميين

تشترك جماعات الجهاد (التكفير والهجرة وجماعة الكلية الحربية والجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي المصرية) في رؤيتهم للجهاد والقتال كأهم نشاط للمسلمين وكركن سادس لأركان الإسلام كما يقول مؤلف كتاب (الجهاد: الفريضة الغائبة)محمد عبد السلام فرج.

كما كانت هناك خلافات بينهم فكان فرج ينتقد جماعة التكفير والهجرة والجهاد الإسلامي في رسالته.

وقام الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر بتفنيد حجج فرج موضحا ردود فعل الدولة نحو المتطرفين.

ويتولى شيخ الأزهر أهم منصب ديني فيمصر كمتحدث رسمي عن جامعة الأزهر ونظام مدارسها.

وأكد فرج أن الجهاد الفعلي مطلوب من المؤمنين وبذلك فإن هجرة جماعة التكفير والهجرة من المجتمع البربري غير الإسلامي وترددها في الشروع في الجهاد ليس صوابا.

وكذلك استخدام الجماعة الإسلامية الدعوة لتكوين قاعدة جماهيرية مع تأجيل الجهاد، فليس من الصواب استبدال " الجهاد بالشعبية".

كما تناول فرج قضية العداء لإسرائيل وسياستها قائلا أنه طالما أن العدو الأقرب هو الحكومة المصرية لا إسرائيل فهي التي يجب الإطاحة بها أولا، لأن القدس ستتحرر على يد المسلمين الحق ومن ثم يجب الإطاحة بقادة المسلمين الباطلين ومن ثم السعي التحرير.

وهذا الدفاع يميز بين جماعة الجهاد الإسلامي المصرية وبين جماعة الإخوان المسلمين في نفس النقطة.

وكان دفاع جاد الحق هو أن القرآن الكريم يشمل آيات تحدد الجهاد مشيراً إلى إمكانية الجهاد "بالقلب" و "باللسان" بدلا من الجهاد "بالسيف."

وأكد أن الحاكم (السادات) لا يمكن أن يكون مرتدا لأن التعريف الصحيح للمرتد هو الشخص الذي يرفض جميع أحكام الشريعة لا جزءا منها فقط.

وهاجم فرج دفاع جاد الحق موضحا أن الآيات التي تشير إلى السيف في القرآن الكريم (أي الآيات التي تحث على الجهاد) نسخت جميع الآيات الأخرى وأصبح الجهاد فرضا كالصوم.

وزعم فرج أن السلطات المصرية عميلة للإمبريالية مضيفا أنها وعدت بالحكم طبقا للشريعة الإسلامية ولم تفعل ذلك.

ويعتبر الدفاع عن تحكيم الشريعة بدلا من القوانين المدنية الوضعية أحد أهم أفكار الإسلاميين فلقد ذكر الإسلامبولي أنه اغتال السادات لعدم تطبيقه للشريعة واعتراضا منه على معاهدة السلام مع إسرائيل وعمليات الاعتقالات غير المبررة للعلماء في عام 1981.

كما أكد الإسلاميين على فساد الحكومة المصرية والاختلاس والرشوة وتشجيعها لتبرج النساء.

المتطرفين والمعتدلين

وفي بعض الفترات في الثمانينات تقلصت أخبار الجماعات الإسلامية المتطرفة والعنيفة في الوقت الذي حقق فيه المعتدلون من الإسلاميين مكسبا بقوة حضورهم في بعض النقابات المهنية ونظام الجامعة القومية والمشاريع المشتركة والقطاع الخاص.

واستمرت هذه الجهود في التسعينات، أي مع نقابة المحامين، حيث حقق التيار الإسلامي (الذي يشمل الإسلاميين أكثر من مجرد الأخوان) تحت قيادة المحامي سيف البنا (ابن حسن البنا) نجاحا كبيرا في انتخابات التنظيم في عام1992 بفضل الحملات الانتخابية المنظمة ودفع رسوم العضوية المستحقة لأكثر من ثلاثة آلاف عضو (الذين استطاعوا بعد ذلك الانتخاب) واستخدام متطوعين من لجان القانون الإسلامي والأهم من ذلك تقديم جبهة موحدة.

ونتيجة لذلك فاز التيار بستة عشر مقعدا من بين أربعة وعشرين مقعدا في الانتخابات.

كما كان على الحكومة الرد على هجمات المقاتلين والمعتدلين على "الثقافة" التي شجعتها فيمصر.

ولأن الإسلاميين يفترضون أن أفكارهم هي "الإسلام الصحيح" انخرط عامة المصريين في نقاش ما يجب ارتدائه وقراءته وسماعه أو فرضه في القانون.

وأعلنت الحكومة المصرية في واحدة من خططها ضد المقاتلين الإسلاميين (وأحيانا المعتدلين أيضا) عن رسالتها التحفظية الجديدة من خلال الإعلام – الرقابة وتشجيع بعض الموضوعات والمواقف الإسلامية التقليدية، ومن أمثلة هذه الأعمال الرمزية منع الرقص البلدي أو الرقص الشرقي وهو نوع من أنواع التسلية في مصر من التلفزيون والذي كان مسموحا به لسنوات عديدة وقطعت مثل هذه المشاهد من الأفلام والمسرحيات "ومنع نشر" مئات الكتب، سواء لأن عناوينها تشير إلى الإسلام أو تلمح للمملكة العربية السعودية أوفلسطين أومصر المعاصرة أو لاحتوائها بالفعل على مواضيع مثيرة للجدل الديني.

وتم تحقيق القمع في الجامعات – الحكومية والخاصة – من خلال الرقابة ووجود الشرطة في الحرم الجامعي وإصدار تحذيرات مباشرة للطلبة والآباء وتعيين موظفين سياسيين كمديرين يحافظون على النظام في كلياتهم.

وكان هذا القمع يعمل في اتجاهين أحدهما لردع الإسلاميين والآخر لمراقبة الآراء والأفكار اليسارية والعلمانية والتي تفاقم غضب الإسلاميين ويمكن أن تنمي احتجاج ضد الحكومة، وقد وقع بالفعل احتجاج عنيف للغاية حول كتاب نشر من عدة عقود مضت لكاتب سوري يسمى حيدر الحيدر (وليمة لأعشاب البحر).

ومن العجيب أن الحكومة بمثل هذه الأفعال قامت بتشجيع الحركة الإحيائية الإسلامية الشعبية في الوقت الذي تحاول فيه تقليل تفرد الإسلاميين النشطين مثل الإخوان المسلمين ، وجعلت إستراتيجية الحكومة هذه ضد التطرفية من المستحيل بالنسبة لها أن تصبح ديمقراطية بدون أن تشتمل على معتدلين يلعبون بقواعدها وبذلك تم تقوية وجود الإسلام السياسي، فكل الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الوطني الديمقراطي يطرون على النماذج الإسلامية بسبب شعبيتهم في مصر.

وقد أكسب تحالف الإخوان المسلمين الناجح مع غيرهم من الجماعات مقاعد في البرلمان في الثمانينات فقد تحالفوا أولا مع الوفد وبعد ذلك مع حزب العمل الاجتماعي الاشتراكي.

وفي الثمانينات تشكلت المعارضة الشرعية أو الرسمية في مصر منحزب الوفد الجديد و حزب العمل الاشتراكي و حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي و حزب الأحرار و حزب الأمة.

ولم يكن الإخوان المسلمين – أكبر جماعة معارضة لسياسات النظام – حزبا شرعيا.

وكانت أحزاب المعارضة الرسمية الأربعة ضعيفة وكانت هناك حاجة إلى تغييرات انتخابية كبيرة لتقويتها.

فالهدف من المعارضة هو أن تكون صغيرة وغير قادرة على تشكيل تحالفات يمكنها أن تمثل أي تحدي ذو معنى لـ"الحزب الأم" وهو الحزب الوطني الديمقراطي.

وما زال الحزب الوطني الديمقراطي يشغل 95% من المقاعد في عام 1999 ، وفي عام 2005 ظهرت قواعد أكثر إحكاما تحكم تأسيس أو عمل الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية ويستبعد الإخوان المسلمين واستمر في تقييد نمو معارضة نشطة.

وزادت المشروعات التي تقوم على تمويلها الجماعة الإسلامية مثل العيادات والمدارس الخاصة الجديدة والمنظمات الخيرية وحلقات التعليم الإسلامي في الثمانينات والتسعينات، كما فتحت الأسواق ومحال الأحذية والملابس التي يمتلكها الإسلاميون بالإضافة إلى شركات الاستثمار الإسلامية مثل الشريف (1978) وشركة بدر (1980) والريان (1982) وتبعها الهدى والسعد في العام التالي والهلال في عام 1986 ،كل منها يوعد بتحقيق نسب أعلى للأرباح من النسبة التي تدفعها البنوك الحكومية.

وفي عام 1988 كان هناك أكثر من مائة من هذه الشركات وكانت أصول أكبر خمسين شركة تقدر بثلاثة مليار دولار.

وفي نوفمبر 1988 أغلقت الحكومة شركة الريان وأثير الرعب مع اكتشاف جسد المدير التنفيذي لشركة الريان وهرب أرملته من البلاد.

وتسبب توقيت وطريقة تدخل الحكومة في إفلاس كثير من المستثمرين.

وخلال هذه السنوات كانت إستراتيجية الرئيس مبارك تهدف إلى احتواء المعتدلين واقتلاع الراديكاليين، ومع أنه تم القبض على المعتدلين أيضا وحبسهم ومراقبتهم وإساءة معاملتهم إلا أنهم نجحوا في تخطي التحديات القانونية الأولى نحو دستورية أفعال النظام وحاولوا إرباكها من خلال القيام بإضراب عن الطعام واكتساب شعبية وغيرها من الطرق.

وفي أثناء ذلك قامت قوات أمن الدولة بالقبض على المقاتلين ومحاكمتهم وتحريمهم من الحصول على مأوى، وذهب كثير منهم إلى الخليج وأفغانستان وألبانيا والشيشان، والتحق أفراد بارزين أمثال أيمن الظواهري بقوات القاعدة.

ودعمت حرب الخليج هدف جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في بيان عدم شرعية النظام المصري عندما أخمدت الاحتجاجات على مشاركة مصر في التحالف مع الغرب في الحرب ضد العراق.

الحرب على التيار الإسلامي

على مدار أزمة طويلة للعنف من أواخر الثمانينات إلى عام 1997 حاول الإسلاميون المتطرفون أو بالفعل اغتالوا رئيس البرلمان ووزراء الداخلية ورئيس للوزراء والرئيس السابق لمجلس الشورى رفعت المحجوب وعدد من القضاة وغيرهم من المسئولين وعددا من قوات أمن الدولة وضباط الشرطة بما فيهم اللواء رؤوف خيرت واللواء غبارة واللواء الشيمي.

ووقعت محاولة اغتيال للرئيس مبارك أثناء وجوده في أثيوبيا نتج عنها إصابة ومقتل العديد من المتفرجين الأبرياء في سلسلة من هجمات الإسلاميين المتطرفين والهجمات المضادة.

وقام إسلامي باغتيال الكاتب العلماني فرج فودة كما تعرض الكاتب نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب للهجوم من قبل شاب قال أنه سمع أحد الدعاة يتحدث عن الشرور التي تبثها أعمال نجيب محفوظ.

وقام المسئولون والأجانب بوضع حراسات على منازلهم.

واستهدف الإسلاميون المتطرفون السياح كوسيلة أخرى لزعزعة أمن الحكومة وقاموا بتنفيذ عمليات هجوم ضخمة قامت بإضعاف قطاع السياحة هذا.

ولفترة من الوقت فرض الإسلاميون سيطرتهم على منطقة كاملة في القاهرة وهي حي إمبابة الذي يكتظ بالفقراء والذي يقع على الجانب الغربي من النيل، مما جعل الحكومة تسرع لإعادة استرداد هذه المنطقة.

وفي صعيدمصر وخلال الحرب الأهلية البطيئة هذه قام الإسلاميون المقاتلون بمهاجمة ضباط الشرطة وعائلاتهم ومراكز الشرطة والمسافرين في القطارات والأقباط الذين صاروا هدفا منذ أواخر السبعينات.

وتبنت الحركة الإسلامية في الجنوب قضايا الإهمال والتخلف حيث كان الفقر شديدا هناك.

وعندما قامت الحكومة في أواخر الثمانينات بتعيين أئمة ودعاة جدد في المساجد المحلية في الصعيد حولت الزكاة للبنوك الحكومية مستنفذة الخدمات الخيرية المحلية.

كما قامت الحكومة بالإضافة إلى ذلك بمهاجمة هؤلاء المنشغلين في هيئات التنمية الإسلامية والتي كانت جزءا من الجماعة الإسلامية (سلاحها الخيري) وإساءة معاملتهم وفي حقيقة الأمر أشعلت هذه الهجمات حربا أهلية في مدينة ملاوي في المنيا في عام 1994-1995.

ومع أول قصف لمركز التجارة العالمي في مانهاتن في عام 1993، والذي سلط الأضواء على الشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي لجماعة الجهاد الإسلامي اندفع شبح الإسلامية المصرية والمخطط الدولي في صحافة العالم.

وكانت قاعدة عبد الرحمن الدعوية في الفيوم وبسبب أعماله نيابة عن الإخوان المسلمين فقد منصبه التعليمي في جامعة الأزهر، وكان قد قدم للمحاكمة عقب اغتيالالسادات وتمت تبرئته وأطلق سراحه في عام1983.

وقبض عليه مرة أخرى في عام 1989لفترة قصيرة وبعد ذلك سافر للملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج وبعدها سافر للسودان ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي قام فيها بمهاجمة الحكومة المصرية العلمانية في مسجد السلام في مدينة جيرسي ومسجد البدر في بروكلين.

ووجدت الحكومة المصرية ونظام المحاكم صعوبة في وصفه بالوغد النفعي لأن إلهامه الروحي لهؤلاء المتورطين في الإرهاب لم يكن أكثر من مجرد دور العلماء التقليدي في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أي الحسبة.

الإخوان والحكومة

واستمرت الجماعة الإسلامية في كسب تأييد هؤلاء الأملين في تغيير جذري وعارضوا المشاركة في انتخابات 1987، ولكن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورا كبيرا في هذه الانتخابات من خلال تحالفها مع حزب العمل وجريدتها الشعب، وقبيل الانتخابات تم القبض على مئات الأشخاص الذين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين وكان هناك تدخل كبير مع الناخبين في أثناء الانتخابات.

وبالرغم من ذلك حصلت الجماعة على 36 مقعدا في البرلمان مما سمح لها بحضور أكبر في البرلمان، كما كان لها أيضا تأثيرا أكبر في النقابات المهنية في هذه الأعوام والتي سعت الحكومة إلى إبطالها من إصدار قانون جديد لحماية الديمقراطية في الهيئات المهنية.

وضمت الحكومة المصرية إلى هجماتها على الإسلاميين المتطرفين هجوما ضاريا على جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة، ويبدو أن سبب ذلك هو خوف النظام حقيقة من التحدي السياسي الشرعي الذي مثلته هذه الجماعة في هذه الفترة.

وفي عام 1992عارضت جريدة الشعب – التي كانت تمثل التحالف الإسلامي بين حزب العمل الاشتراكي وجماعةالإخوان المسلمين – تزوير الانتخابات الذي زعم فيه الحزب الوطني الديمقراطي فوز 50 مرشحا والتي فاز بها في واقع الأمر التحالف وما يزيد عن 27 مقعدا مستقلا.

أشكال أخرى للقمع

إن تجربة القمع السياسي قامت بحصر الديمقراطية، وكما هو معروف، وقبل انتخابات 1995، اعتقلت الشرطة عشرات المرشحين للإخوان المسلمين إضافة إلى عدد من الأعضاء البارزين، وقاموا بإغلاق مراكزهم الرئيسية وحولوا قضاياهم إلى المحاكم العسكرية عن طريق قانون الطوارئ.

وقد كانت الانتخابات عنيفة فقد قتل أربعون وكذلك تحدث عناصر معارضة غير إسلاميين ضد آليات الحكومة وصدرت عدد من الأحكام ضد الإخوان.

وقد حكم علىسعد الدين إبراهيم ونشطاء سياسيون آخرون أكثر من مرة لتناولهم ممارسات الحكومة القمعية أثناء الانتخابات وتشجيعهم للمراقبة القضائية على الانتخابات.

وطبقت المراقبة القضائية لأول مرة في مرحلتي انتخابات عام 2000.

وقد اضطر النظام القضائي للكفاح من أجل تنفيذ انتدابهم واحتجوا على جهود الحكومة لمعاقبة القضاة في ربيع 2006.

أما عادل حسين وابن أخيه مجدي أحمد حسين ومصمم الكاريكاتير في جريدتهما (الشعب)، فقد اعتقلوا وحكم عليهم بالسجن لانتقادهم وزير الزراعةيوسف والي ، ثم قامت محكمة النقض بنقض الحكم وأصبحوا قادرين علي تقديم القضية للمحكمة الدستورية.

وقد كان هذا تقدما حيث سمح بتحديات دستورية أخرى لأفعال الحكومة.

ثم اتهمت الحكومة بعد ذلك الإخوان بشن حملة ضد كتاب وليمة لأعشاب البحر للمؤلف السوري حيدر الحيدر والتي اكتشفها الإسلاميون فجأة (بالرغم من أنها نشرت منذ الستينيات) وقد كان كتابا ذو طابع إلحادي.

وأدت الجعجعة حول الكتاب إلى مظاهرات طلابية وموت العديدين في مايو 2000.

وقامت لجنة الأحزاب السياسية بتجميد حزب العمل بشكل رسمي وأغلقت جريدة الشعب ، وبذلك ألغت ثمار الانتصار القانوني الذي تم وصفه، ومن ثم اتحد الصحفيون في إضرابات عن الطعام احتجاجا على هذا.

كما أن هناك بعدا للنزاعات بين الحكومة والإسلاميين وبين الإسلاميين والعلمانيين يتطرق إلى إطارات قانونية وفكرية.

ثم قامت الحكومة بعد ذلك بمراقبة الإخوان المسلمين وأجبرتهم على إغلاق صحفها مثل الدعوة ولواء الإسلام ثم الشعب.

وفي المقابل هاجم النقاد الإسلاميون (ليس الإخوان فقط) العديد من المفكرين المصريين على أساس تصريحاتهم وكتاباتهم أو حتى على موادهم ومن أمثال هؤلاء حسن حنفي ونصر أبو زيد ونوال السعداوى وسامية محرز.

وقد تم فسخ زواج البروفيسور أبو زيد عن طريق الدعوة الحزبية الثالثة بسبب أن أفكار أبو زيد كانت تعد خارجة عن دين الإسلام؛ وكان الادعاء أنه باعتباره مرتد عن الإسلام فإن زواجه من امرأة مسلمة يعد غير شرعي، وقد اضطر الزوجان للرحيل إلى انجلترا.

وقد دعم الرئيس تغييرا قانونيا لذلك فعندما حاول الإسلاميون أن يفعلوا مثل هذا مع نوال السعداوي الطبيبة المشهورة التي تحولت إلى ناشطة نسائية وصرحت بخروجها عن الإسلام بحجة ذكرتها في مقابلة لها أشارت وجود عادة الحج قبل الإسلام وأنهم أخفقوا في جهود طلاقها من زوجها.

أما سامية محرز، بروفيسور في الجامعة الأمريكية بالقاهرة فقد هاجمتها الصحافة بسبب وضعها رواية مغربية غير أخلاقية في منهجها الأدبي.

وقد حاولت الجامعة تغيير منهجها الدراسي، وصدرت مطالب بطردها من البلاد وقام البرلمان بمناقشة الكتاب.

وقامت جماعة الإخوان بدعم دعواها السياسية من خلال شجب الهجمات التي ارتكبتها الجماعات السياسية العنيفة، كما قاموا بنشر مراجعات مفسرة لموقفهم الأيديولوجي الأصلي مثل دعمهم للتعددية و الأحزاب السياسية نفسها، منذ أن عارض حسن البنا الحزبية (المشايعة وتعزيز الأحزاب)، وصرحوا بأن المسيحيين الأقباط مواطنون لهم كافة الحقوق وليسوا أهل ذمة ناقصة حقوقهم، وهذا يتعارض مع جماعة الجهاد الإسلامي المسلحة وكذلك مع هجمات الجماعات الأخرى على الأقباط.

وقد أدى تزايد هذه الاستغاثة لتهديد النظام، لذلك قام النظام في بداية العام 1995 باعتقال 82 من الإخوان واتهامهم بالتآمر لقلب نظام الحكم وتمت إحالتهم لمحاكمات عسكرية.

ثم بعد محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا يونيو عام 1995 كان هناك المزيد من الاعتقالات، فقد اعتقل ما يزيد عن 1000 من الإخوان المسلمين في العامين 1995 و1996.

وقد كانت اعتقالات عام1995 تهدف لإعاقة الإخوان في الانتخابات والتي تحولت إلى عنف بالغ ولم ينتخب للبرلمان سوى واحد من بين 150 مرشح للإخوان.

وقد تزامنت هذه الهجمات والاعتقالات مع اختلافات بين الأعضاء الشباب والقدامى (على سبيل في قضية مثل تفاصيل دور الأقباط في المجتمع المسلم إذا ما حكمهالإخوان) مما أدى إلى انشقاق داخل الحزب؛ حيث قام أبو العلا ماضي بعمل حزب الوسط مع آخرين عام 1996.

وخوفا من الانتصار على أيدي مرشحي الإخوان المسلمين اعتقلت الحكومة المئات من الطلاب قبيل انتخابات الطلاب عام 1998.

كما واصلت الحكومة حملة إعلامية قوية بدأتها في العام 1995 اتهمت فيها الجماعة بالإرهاب وهو الادعاء الذي نجحت في إحياءه مؤخرا في الحرب العالمية على الإرهاب.

وعلى كل حال، فبالرغم من الحملة الإعلامية المتواصلة، أفرجت الحكومة منذ عام2000 عن العديد من الإخوان المسلمين وأخرجتهم من السجون.

وقد أدت هذه الاعتقالات إلى زيادة شعبيتهم، كما ساعدت هذه الاعتقالات العديد منهم في انتخابات 2005.

وقد ماتت آخر قيادة أصليةللإخوان المسلمين في العامين 2002 و 2004، والتي نتج عنها أن قلت حدة السلطوية داخل التنظيم والدليل على ذلك الانتخابات (فضلا عن الاختيار) للمرشد العام التالي محمد مهدي عاكف.

احتواء العنف المتطرف

لم يكنالإخوان المسلمين يريدون الإطاحة بالحكومة ولكنهم أرادوا مشاركة الحكومة.

ثم بعد ذلك، في التسعينيات، جذبت الجماعات الإسلامية الانتباه إلى مصر بعدد من الهجمات على السلطات المصرية والسياح.

وقد هدفت الهجمات على السياح إلى إضعاف الاقتصاد.

ومن بين هذه الهجمات تلك التي كانت ضد مجموعة من السياح اليونانيين في لجيزة باعتقاد أنهم إسرائيليين، وفي أكتوبر 1997 كان هناك تفجير لحافلة مليئة بالسياح تقف في باحة للسيارات خارج المتحف المصري وقد قام بذلك إسلاميون هربوا من الحجز في مستشفي للأمراض النفسية.

والأسوأ من هذا كله هو تلك الهجمات واسعة النطاق على مجموعة من السياح الأوروبيين في معبد حتشبسوت في دير البحري في وادي الملوك بالأقصر في نهاية هذا العام.

وبسبب ذلك فقدت مصر ملايين الدولارات من عوائد السياحة وتوقفت العديد من الأعمال ومن ضمنها السياحة.

وقد اعتقد معظم المراقبين أو أملوا في أن يكون العامة قد ثاروا بسبب عنف الإسلاميين المتطرفين الذين يهددون دخولهم.

وقد صاحبت هذه الأحداث السياسية هجمات مدوية على الشرطة والمسيحيين المصريين في قرى صعيد مصر وعلى ركاب القطار الموصل لهذه المنطقة.

وقد تواصلت الهجمات على الأقباط حتى أصبحت أمرا خطيرا، ففي 2 يناير 2000 كان هناك عنف في قرية الكشح خلف 20 قتيلا مسيحيا ومسلما.

وقد أدانت الحكومة التقارير الرسمية حول هذا الحادث وفضلت أن تتغاضي عنه، حيث أن المشكلات الطائفية التي ظهرت في مصر من الصعب حلها وبسبب أن دعاوى العنف الطائفي تضر تسجيل حقوق الإنسان بالبلاد.

فحكومة مبارك تأمل في اقتلاع الإسلام المسلح إلى جانب خصومه من المعتدلين (الإخوان المسلمين)، بدون إهانة للحساسية الإسلامية.

وفي اليونان منع النقاب في المدارس والأماكن العامة وكان على الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب أن يكون بموافقة الوالدين، إلا أن العديد من هذه الأمور قد أهملت.

وفي نفس الوقت لم تقم الحكومة بالتواصل من خلال حوار مفتوح حقيقي مع الإسلاميين.

واصل النظام معاملة الإخوان المسلمين و حزب الوسط – تنظيم جديد تشكل من قبل منشقين عن الإخوان وبعض الأقباط – كجماعات غير قانونية.

الهدنة

بعد هجمات العنف في الأقصر قامت قوات أمن الحكومة بشن هجمات واسعة النطاق على الجماعات الإسلامية وما تبقى من جماعات الجهاد الإسلامية.

وأخيرا تم التوصل إلى هدنة والتي فتحت باب النقد والانقسام داخل الجماعات الإسلامية و جماعة الجهاد الإسلامية ، وشعوري هو أن هؤلاء الإسلاميين يخافون من فقد الدعم من قبل الجموع الإسلامية؛ فقد قاموا بما جعلهم بعيدين تماما عن تطلعات ورؤى المسلمين العاديين الذين يمكن أن يعانوا من أفعالهم.

فالقدرة القمعية للدولة المصرية كانت قوية للغاية، ذلك أن أحداث الأقصر قد هددت النظام بإظهارها عدم قدرته على احتواء التهديد الإسلامي وضعف قطاع السياحة لذلك فقد كان الرد على شكل اعتقالات وتعذيب واحتجاز وغير ذلك من الأشياء التي لا يحتملها المتطرفون، فاضطروا بكل بساطة لإعادة النظر في طريقهم.

ويعتقد البعض أن الهدنة توشك أن تكون دائمة، لذلك فإن التخمينات تقول بأن مثل هذه الهدنة يمكن أن يقدم حلا لنزاعات الدولة الإسلامية في أي مكان آخر في المنطقة.

وقد صدم العالم أجمع بأحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين أصبح التزام بعضا من أعضاء هذه الجماعات بنشاط الجهاد أمرا حرجا.

وكما نتوقع فإن مثل هذه التعبيرات التي تدل على تأنيب الضمير والنقد الشخصي قد أنكرها وشجبها أيمن الظواهري وعدها خيانة من القاعدين.

علاقة القاعدة بالمسلحين الإسلاميين في مصر

وسواء كان نتيجة القمع داخل الوطن أو تزايد التسلح الإسلامي في المنطقة فقد ظهر اتصال قوي بين التيار الإسلامي المتطرف المصري وبين القاعدة، وقد سبقت هذه العلاقات أحداث 11/9.

وقد شارك على الأقل 29 مصريا مع جماعة الجهاد مثل أيمن ربيع الظواهري أو مع الجماعات الإسلامية مثل رفيع أحمد طه وآخرون أمثالمصطفي حمزة وعدد ممن قاتل في أفغانستان والبلقان.

وبعض هؤلاء كانوا "عرب أفغان" ممن لجئوا إلى المملكة المتحدة وألمانيا أو باكستان.

وقد استفادت القاعدة بشكل كبير من أيمن الظواهري حيث عمل معهم كواضع نظريات واستراتيجي، ومن آخرون أمثال محمد عاطف والذي نظم هجمات 11/9.

وقد حصلوا بذلك على الكفالة المالية من بن لادن وساحة للعمليات.

ثم وافقت الجماعات الإسلامية على عدم العنف في أعقاب هجمات الأقصر ولذلك تم الإفراج عن 8.000 من سجناء الجماعات، غير أن هناك قطاع أقسم على مواصلة الجهاد ولكن القوة الرئيسية وافقت كذلك على الهدنة.

وقد كانت جماعة الجهاد الإسلامية والجماعات الإسلامية جماعات مجاهدة محلية، مع أن بعضهم قد دعي للجهاد العالمي. ويجب أن نتذكر أن:

• أي حركة يمكنها أن تقوم بتحديد أهداف محلية إقليمية ودولية ويمكنها أن تتنقل بين هذه الأهداف. وهكذا فإن للقاعدة أهدافا محلية في أفغانستان وباكستان؛ وكذلك الجماعات الإسلامية و جماعة الجهاد كل منهما يواصل جهاده فيمصر غير أن كلاهما له يمكنه أن يتطلع للجهاد في أي مكان آخر.

• وضع التيار الإسلامي المحلي والدولي يعد من سمات الحياة المعاصرة والتي تنعكس على السفر ونشاطات شبكات الاتصال الإسلامية والرسائل النصية وتقنيات أخرى، ولكن الأهداف المحلية قد برزت بشكل أكبر.

• يجب أن نستخلص من تاريخ التيار الإسلامي المسلح أن جماعة الجهاد الإسلامية والتنظيمات الإسلامية المعتدلة والجماعات الإسلامية المسلحة الصغيرة الجديدة قد تأثرت واختنقت من الغزو الغربي على العالم الإسلامي.

الظواهري

يجسد أيمن الظواهري الرابط بين القاعدة والتيار الإسلامي المصري، فحياته لم تبين فقط أن الاتجاه الإسلامي قد بزغ من الأحياء الشعبية أو من اليأس الاقتصادي أو التفاوت الاجتماعي.

فالتطرف الإسلامي قد تطرق للطبقات المهنية في مصر.

فأسلافه، على خلاف أسلاف بن لادن، كانوا أثرياء على كل من جانبي عزام والظواهري مما يبين للمصريين أن العدو من الداخل أو يعطيهم انطباعا بأن رجالا من أمثال أيمن الظواهري ليسوا هم العدو الحقيقي.

وقد نشر كتاب الظواهري، فرسان تحت راية النبي، بشكل متسلسل في جريدة الشرق الأوسط العربية في لندن والتي تقرأ في جميع أنحاء العالم العربي.

وقد صور الظواهري نفسه كمن يقوم بتعليم الشباب المسلم كيفية إدراك أعداء الإسلام، وقد جذبت دعوته للجهاد آلافا من الشباب في السجون، كما نصح بإستراتيجية جميع الوسائل الممكنة مشيرا إلى الدمار الذي يمكن حتى للجماعات الصغيرة من الممثلين أن تقوم به واقترح استهداف الأمم المتحدة والشركات متعددة الجنسيات والإعلام وجماعات الإغاثة الدولية؛ لأنهم يقومون بتغطية العمليات الأخرى، على حد قوله، كما أنها مؤشرات لخنوع العرب والمسلمين للغرب.

وعلى غرار القاعدة والعديد من الجماعات الأخرى فقد شارك الكفاح الفلسطيني ثم الكفاح العراقي، ولكنهم عارضوا جماعات مثل الإخوان المسلمين وحماس بسبب انضمامها للعملية الانتخابية.

وفي 2007 ، حذر الظواهري حماس من قبول أي تواصل مع محمود عباس وفتح؛ لأنه يرى من خلال الأحداث الأخيرة أنها جهود من الغرب للعمل بسياسة "فرق تسد" تجاه المسلمين في جميع البلدان.

أما معتز الزيات المحامي، والذي قام بنفسه بالدفاع عن السجناء الإسلاميين الآخرين، فقد كتب عن الظواهري في، أيمن الظواهري كما عرفته، قائلا أن الظواهري عانى من التعذيب الرهيب من قبل المسئولين المصريين وهو ما جعله يسلك طريقا لا رجعة منه. وبشكل آخر، فإن الزيات يشير إلى قمع الدولة كعامل في ظهور العنف الإسلامي المسلح.

وبعد أحداث 11/9 أملت السلطات المصرية أن تعقد الهدنة في البلاد ولم تكن شخصيات مثل الظواهري ذات خطر مباشر.

وعلى كل حال فإن العنف الجديد يشير إلى أن العنف الإسلامي المتطرف يمكن أن يكون متقطعا وعلى ما يبدوا انه أمر لا مرد له على الساحة والذي يلقي ضوءا متشائما على الإصلاحات المطلوبة بشدة في الحكومة وفي الحياة السياسية فيمصر.

هل يكون ظهورا للجهاد مرة أخرى في مصر؟

تضمنت أحداث العنف منذ العام 2003 هجمات انتحارية وسيارات وشاحنات مفخخة في سيناء ومصر.

فتطرف البدو كان أمرا جديدا أثار اهتمام الإعلام.

والغريب هو ظهور النشاط النسائي المسلح.

وفي سبتمبر 2003، اعتقلت الشرطة المصرية 23 مسلحا إسلاميا مصريا مشتبه به كانوا ينوون القيام بهجمات على القوات الأمريكية في العراق، وقد كان منهم 19 مصريا وثلاثة من بنجلاديش وتركي وماليزي وآخر إندونيسي، وكلهم درس في جامعة الأزهر.

وفي أكتوبر 2004 أصدر الظواهري نداء بالجهاد (خارج العراق) عن طريق شريط فيديو، ثم بعد ذلك في 7أكتوبر 2004 وفي ذكرى حرب العاشر من رمضان 1973 (وقريبا من الذكرى الثانوية لاغتيال الرئيس السادات في 6 أكتوبر)، انفجرت شاحنة إسوزي وسيارة مفخخة في فندق هيلتون طابا مسببة انهيارا في جزء من البناء.

كما وقع انفجاران آخران في مخيم بجوار شاطئ رأس الشيطان وخلفا وراءه 34 قتيلا.

ويقوم كل من المصيفين الإسرائيليين والمصريين بالاستمتاع بهذه المنطقة ولكنها أقرب لإسرائيل وتمثل للإسرائيليين هدفا رئيسيا.

كما كان من المخطط له أن تنفجر سيارة بيجوت مفخخة في فندق هيلتون نويبع حيث كان هناك شخصيات مصرية مهمة للغاية تقوم بالتنزه هناك ولكن السيارة انفجرت قبل الأوان.

ولو أن السيارة الإسوزي قد وقفت بالقرب من حائط الدعم لكان هناك المزيد من القتلى، كذلك إذا ما قد نجحت تفجيرات نويبع، وقد أعلنت جماعة تسمي نفسها الجماعات الإسلامية العالمية مسئوليتها عن هذه الأحداث.

وقد ربط البعض هذه التفجيرات بشرائط الفيديو التي أصدرها الظواهري، وأظهروا الخوف من أن القاعدة يمكنها القيام بهجمات جديدة، وحاول آخرون أن يوجدوا اتصالا بين التفجيرات وبين الإرهاب الفلسطيني بسبب شعبية الشاطئ الشمالي في سيناء عند الإسرائيليين.

وأكدت بعض المصادر الإسرائيلية تخطيط ومشاركة القاعدة وقالت أن العملية قد أخذت ما بين 18 إلي 24 شهرا من التخطيط.

وبعد الهجمات قام 12.000 من السائحين الإسرائيليين فالفرار أثناء عيد الصفح، ثم بعد ذلك أعلن لواء عبد الله عزام ، جماعة لم يعرف حتى الآن أنها متضامنة مع القاعدة، مسئوليته عن الحادث.

وقد حاولت السلطات المصرية فصل هذه الهجمات عن القاعدة وآخرون في مصر وإلقاء اللوم على بدو سيناء، وطمأنة العامة بأن هذا حادث منفصل.

وبعد هجمات أكتوبر 2004 مباشرة قام أبو العباس، قيادي القاعدة في الجزيرة العربية، وله شبكة دعم من الرياض شرقا إلى سيناء، بإعلان جهاد جديد في مصر يوازي الهجمات في السعودية.

وقد تأكد هذا التصريح من خلال بيانات أخرى من القاعدة تقول بأن الكفاح سيستمر حتى تحقيق النصر في العراق والتوغل في الشام.

وأعلنت مؤخرا جماعة أخرى تسمى مجاهدو مصر مسئوليتها عن هجمات سيناء.

وقد تركز الانتباه على التطرف البدوي والذي يمكن أن يكون قد ظهر بسبب استياء البدو من السلطات المصرية وكذلك وضعهم الاقتصادي غير المستقر.

وربما يكون من الصعب فهم سبب أن البدو، وخاصة في الشمال، قد هاجموا قطاع السياحة والذي يمثل المصدر الوحيد للدخل فضلا عن الصيد وتهريب البضائع.

وقد كان هناك ضغوط مكثفة على النظام القيمي للبدو والذي يتمثل في طريقة معيشتهم المتقشفة منذ قرون والتي أصبح من الصعب تطويرها.

وبينما كانت تلك حقيقة مناطق أخرى في الشرق الأوسط إلا أن بدو سيناءهم لهم علاقة بهذه العملية.

وكأحد القادة القبليين لسنوات عديدة في الماضي عند اعتبار ما إذا كانت المناقشات تدور حول تهريب كتاب يمكن أن يوجد أية مشكلة: "وعلى كل حال، فمن يهتم؟ أمريكا – تحتقر الأفلام (التي يطلقها منتجو الأفلام الأمريكيين هنا)، ولا يهتمون بنا.

وإذا لم نكن عمالة رخيصة أو لم تكن مصر وإسرائيل يستخدموننا لندلهم على الطرق لما كان أي منهما ليهتم بنا."

فانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وإعادة تمدد السلطة المصرية إلى جانب تدفق السياح في سيناء قدمت تغييرات غير متوقعة في هذه الجماعات القبلية.

ومن هذه التغييرات نمو الحركة الإسلامية – وهذا أمر واقع في المناطق الأخرى التي يسيطر عليها البدو – في الأردن والعراق ودول الخليج والجنوب وفي منطقة الساحل الشمالي في مصر.

وفي أعقاب تفجيرات طابا اعتقلت الشرطة وأجهزة الأمن ما يزيد عن 5.000 مشتبه فيه. وقد أشعلت الاعتقالات والمعالجة الفقيرة المظاهرات التي كانت تضم أعضاء أسر المصريين الذين اعتقلوا في مدينة العريش.


ثم وقعت بعد ذلك حوادث قليلة في القاهرة، ففي 29مارس 2005 قام رجل مصري بطعن اثنين من السياح المجريين وقد كانا يقبلان بعضهما قريبا من مسجد الحسين في القاهرة، وقد وصفته السلطات المصرية بأنه متخلف عقليا وعاطل تخيل أن هذه حادثة منفردة.

وفي 7 أبريل 2005 وقع تفجير انتحاري في سوق خان الخليلي وخلف وراءه ثلاثة قتلي من السياح وجرح 18 شخصا آخر.

وفي البداية صرحت السلطات المصرية أن المفجر، حسن رفعت بشندي، قام بالعملية وحده ولكن هناك ادعاء يقول بأن القائم على هذه العملية تنظيم إسلامي غير معروف حتى الآن، وتقوم السلطات بالبحث عن شركاء للقاتل واعتقلت جمال أحمد عبد العال و أشرف سعيد يوسف ومشتبه آخر وابن عم أشرف والذي الذي توفي في حجز الشرطة.

وادعت السلطات المصرية أن إيهاب يوسف يس أُعلم بهذه الاعتقالات قبيل تنفيذ هجمته في القاهرة، ومن الواضح أن السلطات المصرية كانت تلاحقه عندما كان يفجر أو عندما فجر نفسه من خلال إلقاء نفسه من على الكوبري خلف المتحف المصري، من أكثر الأماكن جذبا للسياح، في ميدان عبد المنعم رياض في 30أبريل.

وذكرت وزارة الداخلية أن يس قفز من على الكوبري ثم قام بتفجير القنبلة.

وقد جرح إسرائيليان وامرأة إيطالية ورجل سويدي وثلاثة مصريين جراء انفجار القنبلة التي قالت عنها السلطات المصرية أنها بدائية ومليئة بالمسامير.

كما أن غرابة طريقته – لماذا قفز من على الكوبري – تعد أمرا ملفتا للنظر.

والأكثر من ذلك أن هناك بعض شهود عيان وصفوا قائلين أن شيئا ثقيلا سقط من على الكوبري فوق رجل كان يمشي بالقرب منهم وقد تسبب الانفجار في قطع رأسه.

وفي نهاية آخر هذا اليوم قامت كل من أخت يس (نجات) وخطيبته (إيمان خميس)، وكلاهما في العشرينيات من أعمارهما ومنقبتان، بفتح النار على أتوبيس سياحي في منطقة السيدة عائشة، ومرة أخرى قدمت السلطات قصصا متعارضة.

ويجب أن ندرك أن الإعلام فيمصر ليست لديه الحرية لتسجيل الأحداث كما هو الحال في الولايات المتحدة. فبعض التقارير تقول بأن الشرطة أطلقت النار على الفتيات وقتلت واحدة وتقول تقارير أخرى بان بأن إحدى الفتيات قتلت الأخرى ثم قامت بجرح نفسها وماتت بعد ذلك في المستشفي. وعلى كل حال فقد ذكر شهود عيان أن الشرطة أطلقت النار على الفتاتين.

وقد جرح مصريين آخرين مع أن أي منهم لم يكن يستقل الأتوبيس السياحي.

وقد اعتقل في أعقاب هذا اعتقل 226 مصريا من قرى المتطرفين الذين قاموا بالعمليات ومن منطقة شبرا بالقاهرة.

وقد وجدت قصاصة من الورق في يد واحدة من الفتيات تقول فيها "سوف نواصل التضحية بحياتنا من أجل حياة الآخرين،" وهذا من سمات الجهاد الدفاعي.

وقامت ليبيا بتسليم أخو ياسين (محمد) البالغ من العمر 17 عاما لمصر بشأن هجمات أبريل.

ولم تقدم الحكومة أية تفاصيل شارحة لأحداث القاهرة والتي يمكن أن تحيي شعار الانتقام بسبب مثل هذه الأحداث.

وعلى كل حال فقد أربك الحدث التالي في سيناء الموسم السياحي لمدة عام.

وفي 23 يوليو، في ذكرى العيد القومي المصري للاحتفال بثورة1952 انفجرت عبوات ناسفة أدت لمقتل 65 شخصا في شرم الشيخ في منتجع سياحي في جنوب سيناء مليء بالأوروبيين.

وقد كان توقيت الانفجار مضبوطا بحيث يؤدي لمقتل أكبر عدد ممكن من السياح ومع ذلك فقد قتل من المصريين أكثر من الغربيين.

وفي الهجوم الأول زرع المسلحون قنبلة في حقيبة سفر في ساحة الانتظار المليئة في فندق غزالة شرم الشيخ ثم قادوا شاحنة وزرعوا فيها قنبلة وأخفوها تحت خضروات وادخلوها إلى ساحة انتظار الفندق، وعندما حاول الناس الفرار من انفجار الشاحنة انفجرت حقيبة السفر. في الوقت نفسه دخلت شاحنة أخرى إلى السوق القديم ثم تركها قائدها وقام بتفجير القنبلة.

وقد توافقت أوقات التفجيرات (جاءت بعد 7يوليو 2005) مع هجمات لندن مما جعل البعض يتوقعون وجود تخطيط دولي.

وعلى كل حال فلم تنتهي هجمات سيناء، وفي 24 أبريل 2006 كانت هناك ثلاثة تفجيرات في دهب وهي منتجع في سيناء يفضله الأوروبيون والإسرائيليون مما تسبب في مقتل 19 شخصا.

كما تقوم دهب بتوظيف وجر دخل على البدو، الذين يأتون من مناطق التل لقيادة الأفواج والصيد وبيع عدد من الأغراض الصغيرة للسياح أو للعمل في الفنادق ولذلك فإن هذه الهجمات تؤثر على الحالة الاقتصادية للبدو.

وبعد يومين استهدفت عمليتان انتحاريتان المراقبين والقوات الدولية الموجودة في شمالي سيناء، ولكن لم يقتل سوى منفذو الهجمات، وقبل ثمانية أشهر وتحديدا يوم 15 أغسطس 2005 انفجرت قنبلة لاسلكية وجرحت مجندتان من مراقبي القوات الدولية.

في البداية أنكرت السلطات المصرية الاتصال بين هجمات شرم الشيخ وهجمات دهب وأحداث القوات الدولية ولكنها توصلت مؤخرا إلى فكرة أن خلية إرهابية بدوية جديدة متضامنة مع القاعدة كانت قد تطورت واشتدت خطورتها بسبب الأحوال القاصرة في سيناء واستبعاد البدو.

وخلال عامين كانت هناك 11 هجمة نسبت إلى جماعة سمتها الشرطة المصرية جماعة التوحيد والجهاد وقد قتلت الشرطة مؤسس الجماعة (خالد المسعد)، طبيب أسنان من العريش، في عام 2005، وفي 9 مايو 2006 قتل قائد آخر للجماعة، ناصر خميس، في منطقة العريش؛ متخرج من كلية الحقوق له أصول فلسطينية ومولود بمنطقة الدلتا في مصر.

ثم بعد ذلك استسلم خمسة رجال بعد اختفائهم في كهوف هناك وتم استجوابهم من قبل السلطات.

وحوكم خمسة عشر وحكم على ثلاثة منهم بالإعدام.

ووفقا لتصريحات المحكمة فإن الاثنين الرئيسيين قد طوعوا آخرين في منطقة الشيخ زويد وهي منطقة فقيرة في شمال سيناء.

انتقام أم تخلف؟

اختلف المسئولون المصريون على أن حملات مكافحة الإرهاب يمكنها أن تقوم بتشجيع الإرهاب ولكنهم كالآخرين يقومون بعدة هجمات انتقامية.

فالانتقام هو الآن التفسير المألوف مثل هذا التفسير غير المرضي الذي كان في الماضي.

وقد أنكرت الحكومة بشكل رسمي التعذيب والحبس الانفرادي وظروف السجن غير المناسبة في مصر، بالرغم من أنها سجلت من قبل جماعات مثل مراقبة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية التابعة للولايات المتحدة.

فالتعذيب والاعتقال في نهاية السبعينيات والثمانينيات قاد إلى مزيد من التطور التنظيمي في السجون نفسها وانتشار الجهاد العالمي.

وفي أواخر الثمانينيات شرح قائد لجماعةالجهاد من المنيا، على محمد على، أن قوات الأمن هاجمت عناصر "ومنعوا أداء الصلاة وقاموا بملاحقتنا بدون سبب بين" (تنفيذ أفكار الجهاد الدفاعي).

وقد سجلت لجنة مراقبة حقوق الإنسان حالات تعذيب، وأخذ رهائن وإساءة معاملة أسر المعتقلين الإسلاميين ومنها الإساءات الجنسية. و

من المحتمل أن يكون ظهور العديد من خلايا الإرهاب الجديدة منذ عام2003 مرتبط بعمليات القتل المفرط في التسعينيات، إلا أن ثغرة في عمليات العنف تجعل هذا الاحتمال غير ممكن.

كما أنه ليس من الواضح أن محفزات الانتقام، التي يمكن أن تفسر هجمات سيناء الثانية والثالثة، ترتبط بتفجيرات طابا.

وعلى غرار ذلك فإن الانتقام يمكن أن يلعب دورا في الهجمات الثانوية في القاهرة في أبريل 2005 ،وليس في الهجمات الأولية (كالتي كانت في الخليلي).

كما كانت هناك العديد من التفسيرات الأخرى لموجة العنف الجديدة في مصر.

وقد كان هناك تفسير يقول بأن مثلين إسلاميين جددا،لم يتقيدوا بأية تسويات سابقة مع النظام، قد ظهروا.

ومثل هؤلاء الممثلين يمكن للقاعدة أوالجهاد العالمي أن يكونا قد سيطرا عليهم.

ويمكن لهؤلاء الممثلين الجدد أن يكون لهم بعض المزاملات مع عملاء من داخل أجهزة أمن النظام.

أو أن هؤلاء الممثلين الجدد قد ظهروا نتيجة للتخلف الطويل وحاجتهم للانتقام من الهجمات الحكومية الموجهة إليهم.

ثم أن الافتقار للاتفاق حول سبب النشاطات الجديدة ينبع بكل وضوح من زيادة وجهات النظر التنافسية التي عبر عنها العديد من الشخصيات السياسية غير الحكومية الرئيسية.

وقال أيمن نور ، قائد حزب الغد ، أن العنف كان نتيجة "بيئة القمع والاضطهاد."

وقام محمد مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، بإدانة الهجمات والحديث بشكل قلق عن الإصلاح السياسي.

أما الزيات، محامي الإسلاميين، والذي عرف الظواهري فقال أن عمل الجهاد الحر قد ظهر الآن نظرا للتعاطف مع القاعدة أو الكفاح في العراق أوفلسطين.

وقال عصام العريان ، قيادي في جماعة الإخوان المسلمين ، أن مصر قد وصلة لنقطة الغليان وقد كان التعرض للنساء في أبريل 2005 مؤشرا على اليأس.

واقترح آخرون أن هجمات 30 أبريل كانت دربا من دروب الانتقام.

كما ذكرت افتتاحية في القدس العربية أن الدولة مريضة وأن السلطات كعادتها تقوم بتزييف الحقائق وتضلل العامة بينما يستعيد المجاهدين ظهورهم مرةأخرى.

وبالرغم من أن المصريين معهودين بتغيير الحقائق في مثل هذه الأحداث وتغطيتهم الإعلامية ما زالت تجد هذا الأمر غريبا وهو أن تكون كلا من المرأتان لا تعرفان هدفهما أو أن يكون هناك انتشار للعديد من الروايات لهجمتا القاهرة، كما تم ملاحظة تضارب الأقوال حول هجمات سيناء.

وخلال العقود الماضية من الحرب الأقل ضراوة مع الإسلاميين المتطرفين وصفت الحكومة المصرية (من خلال صحافتها الرسمية) هذه الأحداث بأنها أفعال "مجانين" أو "مجرمين" فضلا عن إلصاقها بهجمات المتطرفين أو ربطهم بالتيار الإسلامي المتطرف كما كان مع هجمات 1997 على أتوبيس بالقرب من المتحف المصري مما أدى لمقتل 10 سائحين على يد Sabr Abu `Ulla.

وقد هاجم صابر السياح وقتلهم ولكنه كان في مستشفي الأمراض العقلية ثم خرج منها، وقالت السلطات أنه هرب منها.

وقد تسببت هذه الهجمات الجديدة في إفساد معدل نجاح الحكومة في احتواء التيار الإسلامي المسلح، وبذلك لم يكن من الغريب مواصلة الغموض في الرسائل الرسمية عنهم.

ممثلين جدد من النساء

وبالرجوع إلى عامي 2005 و2006 وبإلقاء نظرة على المنطقة سوف نرى مزيدا من دخول المرأة إلى الأحداث المسلحة في الأردن والسعودية والعراق.

لم تشارك المرأة، قبل الأحداث التي تم ذكرها، في أي أعمال عنف في مصر وتعد مشاركتهم نذير شؤم على الشعوب العربية، بالرغم من أن المرأة كانت موجودة في جميع التنظيمات الإسلامية المتطرفة كما تم احتجازها وتعذيبها أيضا.

فمبادئ الإسلام تحرم على المرأة أن تشارك في الجهاد ويرجع هذا للتعريفات الكلاسيكية للمجاهدين الذين يجب أن يكونوا رجالا بالغين ليس عليهم ديون أو من يقومون على إعالتهم، على الرغم من وجود نماذج لنساء ناشطات قبل ذلك.

وعلى كل حال فإن مثل هذه القيود لم تكن موجودة خلال زمن النبي بينما كانت التقاليد القديمة لنساء العرب المشاركات في المعارك موجودة.

وعلى سبيل المثال فقد قاتلت نسيبة بنت كعب، أم عمارة، في غزوة أحد 625م، كما باشرت عائشة، زوج الرسول المحببة إليه، القتال في معركة الجمل وقاتلت زينب بنت على حفيدة النبي في معركة كربلاء (680م).

فالإسلاميون المتطرفون يمجدون هؤلاء النسوة العرب المقاتلات وبذلك فإنهم يخرجون عن التعريفات التقليدية للمجاهدين؛ قائلين أن على النساء والأطفال أن يستجيبوا لداعي الجهاد ويشاركوا الرجال عندما يصبح الجهاد فرضا على كل فرد مسلم.

وقد حذر المحللون لبعض الوقت من أن ملف التفجيرات الانتحارية لا يجب أن يقتصر على الشباب واليائسين وغير المتعلمين أو على الذكور فقط.

وقد صدم المصريون بمشاركة النساء في مقل هذه العمليات بشكل مفاجئ.

القاعدية والأمن

وبمد العمل بقانون الطوارئ مدة عامين في إبريل 2006 يري البعض نظرية التآمر حيث دعمت موجة العنف الجديدة ادعاء الحكومة بضرورة مد هذا القانون.

وقد أوضحت المعلومات أن جماعة الطائفة المنصورة وهي مجموعة من المتطرفين من مناطق مختلفة بالقاهرةكانت تخطط للهجوم على مواقع سياحية واغتيال عدد من شخصيات السلطات الدينية المسلمة والمسيحية.

وقد افتضح الشيء الغريب لهذه الجماعة بشكل كامل وفضحت نشاطاتها بعد وقت قليل من اعتقالهم.

ويقودنا هذا إلى التساؤل حول هذه التفجيرات وتلك التي سبقتها.

فإذا كان الكفاح الحالي بسبب استياء البدو والفلسطينيون المولودين بمصر ليضاهوا بذلك القاعدة، فماذا يمكن أن يكون سبب ظهور جماعات أخرى مثل الطائفة المنصورة أو طلائع الفتح (جماعة جهادية أخري تعمل منذ عام 2003 وترى أنها فرع من فروع الجهاد الإسلامي المصري الذي اعتقل أعضاؤه في سبتمبر 2005) أو ماذا يمكن أن يكون سبب الهجمات الأخرى في القاهرة عام 2005؟ هل هناك شيء آخر يمكن أن نسميه بالقاعدية محلي وغير دولي ولم يتم احتواؤه؟

كما أن مهاجمي الطائفة المنصورة قد سموا أنفسهم بنفس اسم جماعة السنة العراقية (جيش الطائفة المنصورة) والذي شن هجوما بقذائف الهاون بالقرب من مسجد الكاظمية في بعداد في أغسطس 2005.

وقد اعتقلت الحكومة أفراد هذه الجماعة، وهم 22 شاب، قبل الإعلان عن اعتقالهم بحوالي من 50 إلى 90 يوم.

وقد أتوا بشكل رئيسي من منطقة الزاوية الحمراء وطره، وهي منطقة صناعية فقيرة بجوار المعادي جنوب القاهرة:

• أحمد محمد علي جابر، 26 سنة، طالب في كلية الآداب قسم الأدب.

• أبو بكر المصري، 26 سنة، خطيب وهو قائد المجموعة.

وصرحت الحكومة بأن الجماعة قد حصلت على معلوماتها عن التفجيرات والسموم عن طريق شبكة الإنترنت وخططت للهجوم على السياح وعلى خط أنابيب غاز طبيعي في الطريق الدائري بالقاهرة وعلى بعض قادة رجال الدين المسيحي والإسلامي.

المعتدلين: العدو الأكبر؟

وبعد أيام قليلة من أحداث إبريل 2005 التي ذكرناها اصطدمت الشرطة بمظاهرات نظمها الإخوان في الفيوم، والمنصورة والزقازيق.

وقامت المظاهرات في الإسكندرية والدلتا والقاهرة احتجاجا على جهود البرلمان لتعديل الإصلاح الدستوري لإجراءات الانتخابات والتي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في جهود الإخوان المسلمين للحصول على أصوات.

ويرى المراقبون أن الإخوان يمكنهم الحصول على ما بين 30 إلى 35 بالمائة من مقاعد البرلمان من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

وهذه الجهود من قبل الإسلاميين المعتدلين للاستفادة من الديمقراطية التي أتت لمقاومة سياسات الحرب العالمية على الإرهاب والتي تقوم الآن بتعزيز قمع الإسلام المتطرف.

وعلى العكس فإن البعض يقولون أنه منذ وُجد الإسلاميون المعتدلون في الحكومة المصرية وفي النظام التعليمي، فإن التنقيح التدريجي للدولة من قبل الإسلاميين من العناصر العنيفة مكن العناصر الأكثر عنفا من التفلت من اللوم ومن المراقبة.

التطرفية البدوية

لم تقم أي من تحديد هوية الخلايا البدوية ولا مد العمل بقانون الطوارئ بإنهاء النشاط المعادي للحكومة في سيناء.

فقد بحثت الشرطة وأجهزة الأمن في شمالي سيناء حيث عثروا على 600 كجم من مادة TNT المتفجرة بالقرب من قرية الراثلان في 10 نوفمبر 2006 بعدما تم العثور على طن آخر إضافي في 29 أكتوبر في مكان آخر.

وبينما كانت فكرة أن المناطق غير المتكافلة والتي تفتقر للخدمات في مصر يمكنها أن تنحرف إلى العنف، فكرة مقبولة إلا أن المشكلة في هذا التفسير هو أنه لا يشير إلى التطرف من طبقات أخرى متطورة في المجتمع مثل الظواهري والذي كان من منطقة المعادي بالقاهرة.

فساحل سيناء يتمتع بالسياح الأغنياء في كل من شرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع وهو مختلف تماما عن المنطقة الشمالية من سيناء والتي تضم الوجود الإسلامي في مدينة العريش والتهريب المتواصل عبر الحدود المصرية معغزة.

وهناك 360.000 بدوى مستاءون من السلطات المصرية قد انتشروا في سيناء منذ الانسحاب الإسرائيلي.

وفي نفس الوقت هناك فلسطينيون موجودون في منطقة الشمال وتشكلت بينهم وبين البدو علاقة في بعض الأوقات.

وقد تزايدت وجهات النظر الإسلامية في كل من الجماعتين وحتى قبل نمو هذه الأفكار فإن الواحد منا كان يستطيع التمييز بين الأوروبيين ذوي الملابس الخفيفة والمصريين والإسرائيليين الذين يمرحون على شواطئ سيناء وفي فنادق الأقصر وبين خيام البدو الأصليين وسكان سيناء.

واقترحت مجموعة الأزمات الدولية أن التضامن الكامل للشعب في سيناء إلى جانب إستراتيجية جديدة للتنمية يمكنها أن تحسم حل القضية.

وقد كان هناك المزيد من التأكيد من قبل مجموعة الأزمات الدولية حول استياء البدو من الاستعمار المصري أكثر من أي مناقشات للإسلاميين تتعلق بحالة السياح في مصر.

وتحتاج هذه القضية لإعادة التفكير أيضا، فالسياح الغربيين والإسرائيليين يطالبون بمنطقة آمنة إذا ما عمل قطاع السياحة في مصر كما هو مخطط.

وفي الحقيقة فقد كتب بعض الباحثين عن الطريقة التي قام بها الفراعنة، مثل المواقع التوراتية الإسرائيلية، لدعم الأسباب الإضافية من أجل الأمن لتقديم نوع من الحجر على الغربيين.

وربما كان هذا النوع من التطوير لا يتناسب مع الغضب المتزايد لجزء من الشعب في بعض دول الشرق الأوسط.

وعلى أي حال فإن هناك سؤال يجب أن يدخل في التخطيط المستقبل.

أليس هناك حل؟

ليس هناك حل يرضي النظام المصري الحالي وشعبه وليس هناك حل يرضي بشكل كامل وحدة الأمن الغربية والمصريين الذين اقتنعوا بأن التيار الإسلامي موجود هنا ليبقي ويجب أن يقوم بالتضامن مع ثقافة جديدة أكثر مدنية.

وناقشت كاريل مورفي في كتابها، التطرفية والتيار الإسلامي، المزيد من الانفتاح الثقافي وإعادة تفسير الإسلام وكتبت: "المصريون بمن فيهم الإسلاميين بحاجة إلى حرية أكبر لمناقشة مستقبلهم ومخاطبة عقولهم والتواصل في السياسات."

وذكر فواز جرجس في دراسته حول ظهور الجهاد العالمي: "بدلا من توسيع الحرب على الإرهاب والدخول في مغامرة عسكرية جديدة فإن صناع القرار السياسي الأمريكي يمكن أن يقوموا بالضغط النظامي على حلفائهم من الحكام العرب والمسلمين للقيام بالإصلاح الهيكلي والنهوض بالطبقات الاجتماعية إلى الأجواء السياسية."

وقد مضي على وجود التيار الإسلامي المسلح في مصر ثلاثة عقود ونصف.

ومن سوء الحظ أن أحداث العنف قد أعيدت مرة أخرى ونأمل ألا تكون بسبب إيجاد الحكومة لخلايا جديدة من نفسها في سبيل استعادة سيطرتها على الحكومة ومقاومة شعبية الإسلاميين المعتدلين.

فالحكومة والمجتمع قد قبلا وقدما تيارا إسلاميا معتدلا بأبعاد أخرى، ثقافية واجتماعية.

وقد دُعم التيار الإسلامي المعتدل من قبل العديد من المصريين الذين أربكتهم صورة حكومة حماس التي تقع تحت النيران في غزة وكل الجهود الإسرائيلية لتخليص لبنان منحزب الله.

وفي الحقيقة ومن خلال النظر في المنطقة فإن البيانات تقول بأن العديد من المواطنين لا يرون تعارضا بين التيار الإسلامي وبين الديمقراطية.

اعتراضات أخرى على الإسلاميين المعتدلين

وما بقي من اعتراضات على الإسلاميين المعتدلين وقوي المعارضة السياسية الأخرى هو أنهم يتصلون بشكل مباشر مع مزيد من الإسلاميين المتطرفين الذين يميلون إلى العنف بسبب قيمهم التي تمكن لثقافة الجهاد والكفاح من أجل إقامة دولة إسلامية وتقوم بزعزعة هذا النظام القائم.

فالاعتراض الأول على التيار الإسلامي المعتدل يرتكز على التأكيد على أن الإخوان المسلمين لا يمكنهم أن يكونوا ديمقراطيين وكثيرا ما تم التعبير عنه من قبل الخبراء الإسرائيليين والأمن الغربي.

وقد اقترح الرئيس مبارك نفسه قائلا أن بعد التعددية، فضلا عن الديمقراطية، هي الطريق الصحيح إلى الأمام.

وقال (كما فعل الرئيس حافظ الأسد وابنه بشار) أن الاحتياجات الاقتصادية في مصر يجب معالجتها قبل إلقاء الضوء على الحرية السياسية.

وقال أيضا أن قوى المعارضة و/أو الشعب الأمي في البلاد كان غير ناضج سياسيا بشكل يجعله يتقبل هذا الانفتاح السياسي.

وقد أعلن مؤخرا التزامه بالديمقراطية قائلا، "إنني أريد مصرا قوية وديمقراطية مصرا تسعى لمستقبل حر من أجل جميع المصريين،" ووعد بعمل إصلاحات دستورية من شأنها معالجة بعض السلطات التنفيذية.

وفي بعض الأوقات أعاد تأكيده على الإرهاب وهو السبب الحقيقي في الإبقاء على قانون الطوارئ.

وبينما لا يثق العديد من المراقبين في الحزب الوطني الديمقراطي صرح الرئيس مبارك أنه لا يمانع تعديل المادة رقم 76 (والذي يطالب الحزب بأن يكون لديه 5% من مقاعد البرلمانين ليمكنه تقديم مرشح رئاسي).

أما المستقلون فيحتاجون لدعم 250 عضوا من البرلمان المصري والمجالس المحلية، مما يجعل من المستحيل تقدمهم للانتخابات.

أما الاعتراض الثاني، فيتمثل في عدم أن الحكومة إذا ما سمحت بحزب قانوني للإخوان المسلمين فإنهم يمكن أن يتحولوا إلى قوى غير إسلامية.

وبما أن الحكومة لن تسمح لهم بالدخول في النظام فإنهم سوف يقومون بإرباكها نظرا لقوة معارضتهم.

وإذا ما ناقش أحد هذين الترجيحين فإنه يجد أن من الحقيقي أن الإخوان المسلمون قادرون على جذب دعم شعبي لا يمكن لحركت المعارضة "كفاية" وأحزاب المعارضة الصغيرة الأخرى القيام به.

فإذا ما بدلت أحكام الانتخابات البرلمانية والانتخابية وكان الإخوان المسلمين حزبا سياسيا شرعيا، فإنه كان على مقدرة في إحراز دعم يتحدى به الحزب الوطني الديمقراطي.

فإذا لم يكن مبارك في السلطة بحلول العام2011 (ومن المتوقع أن لا يكون) ولم يتحدد من يتولى بعده وستدخل البلاد في دوامة العنف، فما الدور الذي سوف يلعبه الإخوان المسلمون وقتها؟

إن المشهد الضخم لأجهزة الأمن وإمكانية القتال المسلح مع الإسلاميين المعتدلين يعد اقتراحا أكثر خطورة أكثر من العنف المتقطع والذي لا مفر منه من قبل المتطرفين الإسلاميين والذي يمكن أن يستمر.

الاحتواء الأيديولوجي للتهديدات

إن فكرة أن الإسلاميين على وجه العموم، والإخوان المسلمين على وجه الخصوص، يقومون بدعم أيديولوجية الجهاد ليست بفكرة صادقة، بالرغم من أن عددا من المصادر قد أكد على أن هذه هي القضية.

أولا، قامت الجماعة بترك النشاط الجهادي والعنف ضد النظام منذ تجاربها في الأربعينيات والخمسينيات.

ومع ذلك فإن الجماعة قد قدمت جماعات أخرى إسلامية معتدلة مثل الوسطية والتي تقترح أيضا تغييرات داخل النظام السياسي القائم وتنبذ العنف.

أما بالنسبة للتصريحات الملهبة فيمكن ملاحظة وجود الخطباء التابعين للحكومة الذين يشعرون بالذنب إذا ما تطرفوا تجاه المسيحيين بالقول أكثر منه تجاه الإخوان المسلمين.

أما نقاط لأما نقاط الخلاف فتظهر في التناقض المصري حول الدعم المصري والإسرائيلي للتنظيمات الإسلامية الأخرى مثل حزب الله وحماس، ويعتبرهما معظم المصريين المسلمين كمعتدلين يسعون للحرية القومية.

وبالرغم من أن هذه الجماعات قد شجبت بقوة من قبل الإسرائيليين باعتبارها جماعات إرهابية، فإن المصريين لا يتفقون معهم تجاه متطرفي القاعدة.

وما زال التيار الإسلامي لديه قوة باقية بكل وضوح وعلى الغرب أن يدرك ذلك.

ومن الواضح أيضا أن هناك ضرورة للحوار في البلاد بين القوى المعتدلة سواء علمانية أو دينية.

وبما كان غياب المعرفة المحددة للاعبي السياسة في الشرق الأوسط قد ضلل بعضا من صناع القرار السياسي.

احتمالية بيئة متطرفة؟

ظهرت الحملة الإعلامية والسعي وراء المعلومات قبل وبعد 11/9، ومن مظاهر هذا السعي كان استخدام الإنترنت من أجل الحصول على المعلومات وتمويل الجماعات المسلحة ودور المساجد العامة والخاصة، كما تنوعت تأثيرات هذه القضايا.

وقد انتشر الإنترنت بشكل كبير في مصر بعد سنوات من انتشاره في الولايات المتحدة وبينما قام بعمل تأثير ملحوظ فإنه من المهم إدراك أنه غير متاح لجميع المصريين بأي شكل من الأشكال كما لم يقم بأي دور كبير في التسلح الإسلامي في الثمانينيات وبداية التسعينيات.

وفي الحقيقة فبالرغم من التأكيد علة وجود مقاهي الإنترنت أو وعى الجيل القادم في يومنا هذا فإن الإنترنت سوف يعطى أهمية كبيرة في مجال المعلومات بسبب الأمية وقلة إمكانيات أجهزة الكمبيوتر وارتفاع تكلفة استخدام هذه الخدمة في المنازل أو استخدامها في مكاتب العمل والمراكز.

وبينما كان الإنترنت أمرا قيما بالنسبة للتنظيمات القائمة فإن الموبايل الذي انتشر بشكل كبير (رسائل فورية وكاميرا) قد كان له تأثير سياسي أكبر ولم يقتصر على المسلحين الإسلاميين.

وبينما أنذرت الحكومة وأجهزت الأمن بالأحداث المتواصلة وإمكانية استخدام الإنترنت للتنفيذ كانوا قلقين حيال استخدامه من أجل أشكال سياسية واجتماعية أخرى للانشقاق.

كما أن تناول قضية التمويل يعد أمرا غاية في الصعوبة بسبب عدم وجود الشفافية وبسبب الاقتصاد غير الرسمي وعدم كفاءة الادخار حتى في بنوك الحكومة.

وعلاوة على ذلك فإن النشاطات الخيرية وبناء المساجد (الزكاة) وتمويل النشاطات الإسلامية الأخرى يعد أمرا إلزاميا على جميع المسلمين.

وإضافة إلى ركن الزكاة، فإن خفض هذه التمويلات ليس من المصلحة لأنه يمكن أن يوجد تنوعا في الخدمات الخيرية والاجتماعية والتي من شأنها أن تزيد من حدة التوتر.

وقد ظهرت هذه العلاقة بوضوح في صعيد مصر في بداية التسعينيات.

فإصرار الحكومة المصرية والغرب على قطع علاقات المجتمع المصري بالتنظيمات الإسلامية والاجتماعية قد نتج عنه مضاعفة الغضب ضد الدولة.

وبلا شك فليس هناك تأثير أكثر من تأثير المسجد ورسائله الأيديولوجية التي تنطلق منه بشكل أسبوعي، وقد اتهمت الحكومة المصرية بالسماح بالتحريض للتطرف في المساجد.

لذلك فقد روقبت الإجراءات التي تتخذ في هذه المساجد من قبل وزارة حكومية.

وقد لعب الأزهر، كمؤسسة دينية رئيسية في البلاد، دورا مهما في ضبط جميع العمليات والخطباء والنشطاء وقام بتأميم المساجد (تم تأميم 3.000 مسجد عام 1962 بينما وصل العدد إلى 50.000 مسجد بحلول العام1994).

وعلى كل حال فقد تم بناء عدد ضخم من المساجد الخاصة في هذه الفترة في البلاد، والعديد من هذه المساجد لم يكن يخضع لأي مراقبة وقد بلغ عدد هذه المساجد 20.000 بحلول العام 1994 وقد زاد هذا العدد في يومنا هذا، وقد ركزت الحكومة مراقبتها على مساجدها بالإضافة إلى عملها لضم أكبر عدد ممكن من المساجد الخاصة إلى النظام القومي.

ومن خلال دراسة واحدة على الأقل ومراقبة جيدة للتفاعل بين الأزهر والحكومة يمكن للمرء ملاحظة بأن الدولة المصرية تحاول أن تفرض جهودها للسيطرة على المجتمع – سواء ما إذا كانت تحاول السيطرة على المنهج الديني أو السياسي – هذه الجهود التي يمكن أن يكون لها ردة فعل عكسية في هذه القضية مما يعني أنه من الصعب إصلاح الرؤى الليبرالية أو "الحديثة" المعتدلة مع مزيد من الرؤى المحافظة داخل الأزهر ومن ثم داخل المجتمع.

وبتعاون الأزهر مع الحكومة فإن الاستقلال التقليدي للخطباء – وما زال خطباء المساجد الخاصة خارج قبضتهم – كان مؤيدا.

احتمالية تحولات دائمة؟

يقوم المراقبون الحكماء بالتعامل مع التطور السياسي على أنه "تحول" حتى وإن كانت التغييرات النظامية تسير بخطى بطيئة جدا.

وبالرغم من التغيير البطيء فقد كان هناك تغييرات واضحة في العامين 2004 و2005، وقد بدأت هذه التغييرات بظهور حركة كفاية ومطالبتها مع أصوات المعارضة الأخرى بإنهاء قانون الطوارئ والسلوك الذي يبيح لأجهزة أمن الدولة أن تتصرف كما يحلو لها وإنهاء الفساد وإصلاح الحملات الانتخابية وعدد من الإجراءات الأخرى.

وعقب هذه التطورات صرح الرئيس مبارك نيته للسماح بعمل انتخابات رئاسية متعددة المرشحين فيفبراير 2005 وبالتالي أدى ذلك إلى التعديلات الدستورية (من خلال الاستفتاء) وهو يفتح الباب أم من يرغبون للتقدم لمنصب الرئيس بشكل نظري.

وعلي كل حال فقد مثل هذا "خطوة للأمام وخطوتين للوراء" وقد منح التعديل فرصا إضافية للحكومة لتزيد من قمعها.

وبسبب القيود التي وضعت للمشاركة – فقد حددت التعديلات مشاركة الأحزاب التي تمتلك 5% من الأصوات لتقدم مرشحين ويجب أن يكون هؤلاء المرشحين قادة في أحزاب أو أعضاء في الجماعات التنفيذية لها – فإنه من المستحيل على المستقلين المشاركة في الانتخابات بسبب شرط توقيع 250 عضو من أعضاء المجالس التشريعية والذي نص عليه التعديل، فهم بذلك مطالبون بأخذ توقيعات من مسئولين في الحزب الوطني الديمقراطي.

ويختلف هذا عن متطلبات الترشيح في الغرب فالأمر هناك يقتصر على توقيعات المصوت لإضافة مرشحين أو في بعض الأحيان المبادرة لصناديق الاقتراع.

وإضافة إلى هذا فإن مثل هذه القوانين تستبعد الإخوان المسلمين من المشاركة حيث أنها ليست حزبا شرعيا.

وفضلا عن إرباك انتصار الإسلاميين الانتخابي أو تقوية الأحزاب السياسية العلمانية وفتح إطار العمل السياسي للسماح بتمثيل أكبر لأحزاب المعارضة، فقد شجع هذا الإصلاح الانتخابي النظام على مواصلة تقييد الإصلاح السياسي ومنع أحزاب المعارضة من تخطي عتبة المشاركة.

وقد قيل أن مبارك قد بذل ما في وسعه ليظهر على الأقل بشكل ديمقراطي من خلال التفكير في الاقتراح الانتخابي وقد قام بالاستفتاء لتمرير هذا الاقتراح.

فأحزاب المعارضة الصغيرة في مصر – الوفد والناصريين والغد والتجمع وحزب العمل، الذي أصبح غير قانوني، وحركة كفاية إلى جانب أعضاء من نادي القضاة – قد عارضت الاستفتاء وقاطعته.

وهناك العديد من الأسئلة التي ظهرت بزيادة قوة الإخوان المسلمين والسؤال حول سواء كانت الجماعة ديمقراطية أم أنها ستدعم الديمقراطية، فكيف ستقوم بمعاملة الأقليات أو المعارضة السياسية؟ وبينما قاطعت أحزاب معارضة غير إسلامية، مثل الغد والتجمع، الاستفتاء فإنهم كانوا قلقين لبعض الوقت هم والحزب الوطني الديمقراطي من زيادة الدعم للإخوان المسلمين.

وكثيرا ما يقول الحزب الوطني الديمقراطي أنالإخوان المسلمين إذا ما حازوا على الشرعية وتولوا السلطة فإنهم لن يحترموا حقوق المنافسة السياسية، ولذلك قامت الحكومة باتهام الإخوان المسلمين بعمل تكتيكات سرية من أجل انتخابات النقابات عام 1989 لتقوم بإظهار تزايد نجاح الجماعة.

ولم يكن هناك دليل واضح على التلاعب في هذه الانتخابات (وقد كيلت الاتهامات من قبل أجهزة الأمن التي طالما قامت بتعزيز الحزب الوطني الديمقراطي ومصالح الحكومة) ولم يكن لها تأثير على القرار.

وقد ناقش الإخوان المسلمين عملية الديمقراطية وأظهروا مزيدا من الاهتمام بها كما ألقوا الضوء على غياب الديمقراطية فيمصر.

ولكن الخصوم خافوا من موقفها في "حروب الثقافة" وأنها سوف تحرم العلمانيين أو مزيد من المواقف الانتخابية من ممارسة السياسات.

كما التزم الإخوان المسلمون كذلك بحقوق المواطنة كاملة مع الأقباط (المسيحيين) المصريين، ثم جاء بعد ذلك بعض متحدثي الإخوان وقال بأن المسيحي لا يمكنه تولي منصب الرئاسة ويجب أن يدفع ضريبة في ظل الحكم الإسلامي.

فالتأثير التراكمي لنطاق المشاركة السياسية الضيق هو أن الأحزاب المختلفة لم تعد بحاجة للتعاون أو للعمل مع الحكومة.

وفي المقابل فإن هناك قوى سياسية أصبحت خبيرة في الخدع القذرة والاتهامات العامة واللعب بالأفكار الرئيسية مثل الإرهاب أو من ناحية أخرى الإبعاد وخيبة الأمل.

ويشعر بعض المراقبين بأن الإخوان المسلمين والأحزاب السياسية الأخرى ربما يعارضون نمو مصالح العمل الدولية.

وبالرغم مما قلته في الأعلى (وفي أي مكان) بأن الوضع الاقتصادي لأغلب المصريين يزداد سوءا، والحقيقة أن الصورة مشرقة للمستثمرين الأجانب مقارنة بالعقود التي مضت.

ويختلف المستثمرون الأجانب ومع ذلك فإن المصالح أوروبية أو الأمريكية ربما تكون في خطر من تأكيدات الحزب الوطني الديمقراطي بأنه لو سيطر الإسلاميون على مصر فإنهم لن يكونوا ودودين مع بيئة الاستثمار مثلما هي عليه الآن.

فالعمالة الرخيصة في مصر هي من أهم اعتبارات العمل كما أن مظهر الهجمات الإرهابية قد تم تعويضه بحقيقة أنه خلال العشرون عاما الماضية، عندما سقط قطاع السياحة لفترة من الوقت، فإنه استعاد مكانته ما بين 12 إلى 24 شهر.

انتخابات2005

كانت مدة حملة انتخابات 2005 قصيرة جدا (ما بين 17أغسطس إلى 4 سبتمبر) ومع أن الحكومة كانت كارهة لشعار الوفد الذي استخدموه في حملتهم، "انخنقنا" فإنها لم تقم بإلغائها، ولم تقم الحكومة كذلك بمراقبة مناقشة الفساد والموارد المالية لمبارك أو العلاقات الإسلامية المسيحية بشكل ناجح.

وقد طلبت جماعة الإخوان المسلمين من أعضائها عدم التصويت للفساد أو الطغيان.

ومن جانبه وعد الرئيس مبارك بإلغاء قانون الطوارئ الذي بدأ العمل به في 1981 (وبالرغم من ذلك عمل على إعادة تجديد القانون بعد حملته).

وقد شهدت الانتخابات الرئاسية حضورا ضعيفا بنسبة حوالي 22.9% (7.059.010 من إجمالي 32 مليون مصوت) وقد ظهرت ادعاءات تقول بأنه كان هناك تأثيرات على الرأي وانتهاكات.

فعلى سبيل المثال رأى شاهد عيان أن الحزب الوطني يحضر المصوتين بالأتوبيسات إلى صناديق الاقتراع، وذكر آخرون عدة انتهاكات، من بينها أن الموظفين الذين راقبوا الصناديق في الأقصر كانوا يقومون بإخبار المصوت بالتصويت لمبارك بينما قام البعض الآخر بملأ صناديق الاقتراع بالمصوتين، ومصوت آخر بالإسكندرية وُعد بوجبة مقابل تصويته لمبارك.

وإضافة إلى ذلك انتظرت لجنة الانتخابات الرئاسية بعد ساعات من بدء التصويت لتفويض لجان المجتمع المدني (منظمات غير حكومية) وحتى بعد الحصول على التفويض.

وعندما كانت المنظمات غير الحكومية تذهب لصناديق الاقتراع فإنهم كانوا يواجهون إما بالمنع من الدخول أو بالضرب المبرح.

وقد تم رفض طلب قضائي بعقد الانتخابات خلال أيام (للسماح بالمراقبة عليها).

وقد وجهأيمن نور، المرشح الرئاسي، العديد من الاتهامات الإضافية ومنها استخدام حبر يسهل إزالته أو أنه لم يتم استخدام حبر.

وفي النهاية فإن الرئيس قد انتخب مرة أخرى من قبل حوالي 6.316.784 أي (88.571%) من المصوتين، أما أيمن نور فلم يحقق مثل ما أمله الديمقراطيون ولكنه حقق أكثر مما توقعه الحزب الوطني الديمقراطي حيث تلقي 540.405 أي (7.577%) من الأصوات، وبذلك فقد سبق قائده الأسبق في حزب الوفد، نعمان جمعة، الذي تلقي من الأصوات 208.891 أي (2.928%) من الأصوات.

أما بقية المنافسين فقد تلقوا ما يقل عن 1% من الأصوات وهم أسامة شلتوت وحيد الأقصري وإبراهيم ترك ومحمد قناوي وأحمد الصباحي(البالغ من العمر 90 عاما ويرتدي طربوشا من أجل الحملة)، وفوزي غزال ورفعت العجرودي.

والبرلمان المصري له هيئتان تشريعيتان يتألفان من مجلسي الشعب والشورى.

فالانتخابات التشريعية التي عقدت في نوفمبر قد شملت انتخابات مجلس الشعب وقد شابها التلاعب في الأصوات وأنواع أخرى من الفساد.

ويتألف مجلس الشعب من 444 عضوا منتخبا يختار منهم الرئيس 10 أعضاء.

وفي مرحلتي الانتخابات التشريعية احتفظ الحزب الوطني الديمقراطي بأغلبيته بعدما قام أعضاء الحزب الذين دخلوا الانتخابات كمستقلين بالانضمام إلى الحزب.

ومنذ أن أصبح هناك أعداد متزايدة لأعضاء الإخوان المسلمين أصبح البرلمان أكثر صراحة ولكنه لا يملك المقدرة على اتخاذ أفعال مؤثرة تعارض التنفيذ مثل التعديلات التشريعية الأولى القابلة للتنفيذ، فإذا ما كان هناك معارضة أكبر فإنه من الممكن (إن لم يكن من المؤكد)أن تسير في هذا الاتجاه.

أما مجلس الشورى فيتألف من 264 عضوا (يختار الرئيس ثلث هذا المجلس) ومدته تكون 6 سنوات وهو ليس إلا هيئة استشارية.

وقد قامت أحزاب المعارضة بعمل جبهة قومية متحدة للتغيير ولكن الإخوان المسلمين قدموا مرشحين تحت شعارها الخاص وفازوا بنسبة 20.7% من الأصوات في الجولة الأولى، أما الأحزاب الأخرى ففازت بنسبة 3.5% مقاعد البرلمان وهذه النسبة تتناسب مع حجم هذه الأحزاب.

وقد حاولت الحكومة إرباك الإخوان المسلمين بعد الجولة الأولى من التصويت خوفا من النتائج القادمة.

أما ما سجلته الحكومة مع منافسيها السياسيين على الصعيدين الرئاسي والبرلماني فتبين نيتها الحقيقية في استجلاب المزيد من القوة بقدر المستطاع، وقد كان هذا واضحا من خلال اعتقالاتها ليس فقط لأعضاء الإخوان المسلمين بل لأيمن نور وجيهان السادات ومحتجون آخرون وقضاة حاولوا أن يتبعوا عملية المراقبة الموكلة إليهم.

القضاء في الانتخابات الأخيرة

قام القضاء مرة أخرى بالدفاع عن واجبهم في مراقبة انتخابات 2005 وقد كانت شكواهم الأساسية والتي تطلب حساب النتائج كلها خلال 24 ساعة قد أعاقت رؤيتهم.

وقام القضاة بالاحتجاج وبحلول ربيع 2006 كان مشهد محاكمة الحكومة لقضاتها لمحاولتهم تنفيذ إجراءات الشفافية التي وعدوا بها وهو الأمر الذي أغضب طبقات مختلفة من الشعب المصري.

وقد حوكم قاضيان من محكمة النقض، وهما هشام البسطويسي و محمود مكي، عندما قاموا بتقديم استجواب حول التزوير غير القانوني في عام 2005.

وقام خمسون قاضيا بجلسة احتجاجية في المراكز الرئيسية في النقابة وقامت الشرطة بتفريقهم ومن ثم قامت بضرب واحد منهم.

وقد احتج 9000 قاضيا على شيء أكثر أهمية وهو إيجاد التوازن بين السلطة التنفيذية والفروع الأخرى من الحكومة في مصر.

كما أن النضال بين القضاء والسلطة التنفيذية قد هدأت حدته بتفجيرات دهب، مع أن القضاء لم يؤثر في حجة الأمن لمواصلة قانون الطوارئ الذي تم التصويت عليه من خلال مجلس الشعب في 2006.

واقل العديد من المصريين أنه مع هذه التفجيرات قامت أجهزة الأمن بالتأكيد على التهديد السياسي المحتمل.

أما استفتاء 26 مارس 2007 حول تعديلات الدستور المصري فقد تمت مهاجمته ومقاطعته من قبل المعارضة، فهذا التعديل يقوم بمراجعة المادة 88 وهو ما ينتج عنه إزالة المراقبة على الانتخابات محولا هذه المراقبة إلى لجنة انتخابية.

وقد أسكتت هذا التغيير جهودا تسعى لانتخابات نزيهة ومفتوحة.

وقد كان هناك عنف ومراوغة في الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشورى المصري في 11 يونيو 2007، حيث قام أرباب السوابق بإرهاب المصوتين والمراقبين ولم يستطع المصوتون دخول لجان التصويت، وقامت الشرطة بمعاملة المراقبين بصورة خشنة في صعيد مصر.

وقد كان العنف والتدخل في الدوائر التي يوجد بها مرشح للإخوان وخاصة في الجيزة وإمبابة.

إصلاح وقائي؟

وفي الرد على نقد الانتخابات الأولى والاتجاه العام للإصلاح السياسي صرح الرئيس مبارك أنه يمكن أن يقوم بتغييرات في الدستور.

وفي يناير 2007 تم كشف التغييرات المقترحة للمادة 34 والتي كانت قد أعدت بشكل سري.

وقد تناولت تغييرات الرئيس للدستور العديد من المناطق التي أشعلت النقد الدولي والقومي.

وقد تنبأ القاضي والمؤرخ والمؤلف طارق البشري بأن المراجعات ربنا لا تقوم بتحرير الوضع إلا بقدر ما تضيق الخناق.

وشرح البشري أن مبارك أراد استبدال المادة 88 لكبح المراقبة القضائية للانتخابات ودعم نظام قائمة مرشحي الحزب وقمع نمو أي تجمع معادي للحزب الوطني الديمقراطي داخل مجلس الشعب.

وإضافة لهذه التغييرات عزم الرئيس أن يقدم قانون الإرهاب الجديد، ربما بحلول صيف عام2007.

وسوف يقوم هذا القانون بلا شك بمهاجمة بعض الحماية الموجودة في الدستور أيضا.

وفي مسودة التعديلات التي تم التصديق عليها مرة واحدة في 19 مارس؛ تسمح المادة 179، التي يطلق عليها المصريون اسم "الكارثة الكبرى"، بمحاكمة المدنيين أمام المحكمات العسكرية (والذي كان موجودا في قانون الطوارئ)، وتسمح كذلك بالحبس الاحتياطي والتفتيش بدون إذن وانتهاك الخصوصيات بشكل واضح وكل هذا يتم حمايته من خلال المواد 41 و44 و45 من الدستور.

وهذه المادة 179 المعدلة تعمل بعيدا عن منصب المدعى العام الاشتراكي وهي الآن تسمح للرئيس المصري بتوجيه تهم الإرهاب أمام أي محكمة وبذلك يمكنه الإحالة إلى المحكمة العسكرية.

وهناك مراجعة للمادة رقم 5 والتي تمنع قيام الأحزاب أو أي نشاط سياسي يقوم على أساس المرجعية الدينية، وما يقصد بهذا التعديل سوىجماعة الإخوان المسلمين سواء في شكلها الحالي أو شكلها كحزب سياسي.

وتمنح هذه التعديلات بعضا من الحقوق الجديدة للبرلمان المصري، ولكن المادة رقم 136 تقوم الآن بمنح الرئيس المصري القدرة على حل البرلمان.

وإلى جانب دليل الاستفتاء على الإضافات الملتوية للسلطوية فضلا عن الإصلاحات الضخمة، يبقي لدينا الشعور بكراهية تولي نجل الرئيس مبارك للرئاسة من بعده.

وقد قام الحزب الوطني الديمقراطي بتعزيز هذه الفكرة في شعار الحملة حيث كان الشعار "نعم لمبارك ولولد مبارك ولحفيد مبارك،" والشعار القائل "مش كفاية" والذي يعني أن الناس لم يتعبوا من مبارك، والذي يقوم بمعارضة شعار حركة كفاية الاحتجاجية.

ووسط الانتخابات وإعادة تجديد قانون الطوارئ والتعديلات الدستورية وتباطؤ الديمقراطية الواضح، فوجئ الشعب المصري بعدد من القضايا الأخرى ومن بينها مناقشة جديدة حول إمكانية البدء في برنامج الطاقة النووية.

وقد بدأ هذا ردا على الضجة الإعلامية لمواجهة إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية.

كان الاقتصاد أكثر أهمية بالنسبة لعدد كبير من المصريين، ففي نهاية العام تسبب فشل شركات القطاع العام في دفع العلاوات وأجور ساعات العمل الإضافية في إضرابات ضخمة ومظاهرات منذ ديسمبر 2006 إلى فبراير 2007 وقد كانت هي الأكبر منذ عام 1994 وقد ضمت حوالي 10.000 عامل في مصنع الغزل والنسيج في كفر الدوار.

الخلاصة

يجب أن يضع الظهور المصري في الحياة السياسية والفكرية والثقافية مصر في موضع البدء في التجربة الديمقراطية أكثر من أي بلد آخر أنهكته الحروب أو العنف الطائفي أو النشاطات التمردية مثل ما يحدث في أفغانستان أو العراق.

فإذا كان هناك دعم شعبي عام على الحقيقة في المنطقة من أجل الديمقراطية فإن مصر كما هو متوقع تستطيع إلى جانب منظماتها غير الحكومية وأهميتها الإستراتيجية في المنطقة أن تتحرك نحو الاتجاه الفعال، ولكن السلطوية والكفاح من أجل مواصلة السيطرة السياسية قد بطأت وأربكت هذه العملية.

وكما شُرح في الأعلى يظهر لنا أنه ليس من السهل إنهاء العنف الإسلامي المسلح المتقطع.

فهدنة النظام والتسوية السياسية مع الإسلاميين المتطرفين في العام 1999 قد عززت ثقتها السياسية وسمحت باسترداد قطاعات السياحة والأعمال.

ومع ذلك فقد كان هناك عنف على فترات متقطعة، ولم يقم تعليق الحقوق السياسية من خلال استخدام قانون الطوارئ بإنهاء المشكلة.

ومن الواضح أن جهود الحكومة المصرية العادية والمضادة للإرهاب في محاولة السيطرة على الدولة واستئصال العنف لم تنجح، ولم يحقق قمع الدولة للتيار الإسلامي المعتدل أي تقوية للدولة.

وإذا كان الحديث المصري أو الأمريكي عن الحرية والإصلاح ليس إلا "كلام فاضي" فإن المستقبل السياسي في مصر يبدو قاتما.

فالسلطوية لا تتناسب مع المعضلات الجديدة التي فرضت من خلال العولمة سواء كانت اقتصادية أو نتيجة الإسلام المتطرف.

ولذلك يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بالمزيد لتعزيز زيادة الشفافية والديمقراطية والإصلاح في هذه الدولة ذات المكانة داخل الشرق الأوسط.

ويجب الحذر من أن المصريين، بغض النظر عن موقفهم تجاه حكومتهم، يقدرون بشكل قوي سيادتهم واستقلالهم، لذلك فإن الملاحظات والتوصيات التالية يمكن أن تكون مفيدة.

1. يجب أن يتوقع صناع القرار الأمريكي رؤية الظهور المتواصل لعناصر الإسلاميين المتطرفين مثل من قاموا بتفجيرات سيناء.

ومن المهم فهم أن هؤلاء نتاج عوامل مختلفة مثل انتشار الأيديولوجية الجهادية في المنطقة، والفشل في الحكم ومن بين هذا بعض عناصر القمع والظلم في إجراءات مكافحة الإرهاب والشعور بالكراهية تجاه سياسات الغرب وإسرائيل في المنطقة.

2. فالتخلف والقمع السياسي يمكنهما أن يساهما في إيجاد حالة من السخط في مناطق مثل شبه جزيرة سيناء وصعيد مصر ومناطق أخرى من البلاد تعاني من الاقتصاد وبها أعدا كبيرة من الناس يعيشون على الكفاف.

فأعمال الشغب التي قام بها العمال قد ظهرت نتيجة الجمود النسبي للأجور، ومع كل هذا فإن الحكومة تحتاج التشجيع لتقديم وسائل للمواطنة النشطة وليس فقط لتقديم صدقات صغيرة أو إغاثة أو إجراءات طارئة.

3. كما اقترح تقرير راند ولاري دايموند من معهد هوفر أنه يجب أن ينظر صناع القرار الأمريكي بشكل علمي وبدون تحيز لاستغلال الإسلام المعتدل كعلاج مضاد للتيار الإسلامي المتطرف، ويعني هذا فحصا دقيقا للإخوان المسلمين وشعبهم وحزب الوسط وإمكانياتهم.

وباستمرار اتجاه الأسلمة فإن الإسلاميون سوف يلعبون دورا في ديمقرطية مصر بلا شك، كما تسعى الآن الحكومة العراقية وسوف تقوم بلا شك بضم الأحزاب الإسلامية في المستقبل وهذا التوجه من المهم جدا أن توصد أبوابه في مصر.

4. وتقوم جماعة الإخوان المسلمين في مصر ونظيرتها في سوريا وحماس في الضفة الغربية وغزة بالتواصل من أجل النقاش حول مقتضيات تبني سياسة بديلة تجاه إسرائيل.

وبينما تواجه الأحزاب مؤثرات مختلفة فإن الموقف الإسلامي حول إسرائيل يمكن أن يتغير في المستقبل إذا ما تم التوصل إلى تسوية حول ما يعانيه الفلسطينيون.

ويتشارك العديد من المصريون،ممن ليسوا من الإخوان المسلمين، هذا الموقف مع أحزابهم.

ويجب أن يباشر صناع القرار السياسي بحرص مع إقصاء الأحزاب الإسلاميةحماس والإخوان المسلمين - وهو أمر يمكن أن يكون غير حكيم في هذه العملية، وللقيام بمثل هذا فإنه يجب أن يكون هناك نفاق يعطي أهمية للأحزاب الدينية اليهودية داخل إسرائيل.

5. ومن ناحية أخرى فإذا رغب صناع القرار الأمريكي في رفض ومقاومة تزايد الجماعات الإسلامية فعليهم أن يعيدوا النظر في تعريف الديمقراطية والاقتراح القائل بأن الليبرالية تعمل على منع الإرهاب.

ويجب أن يتعجلوا الاستخدام المتواصل للقوة ضد المعتدلين والإسلاميين المتطرفين في مصر وإمكانية العنف المتزايد والاستياء كنتيجة لاستخدام القوة.

6. ويجب أن يضع صناع القرار بعض السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في مصر في الاعتبار، وبحلول العام 2011 من الممكن أن نري (أ) تحولا سياسيا سلميا، (ب) انقلابا عسكريا يقرر شكل التحول السياسي وقادة المستقبل في البلاد، (ج) فترة من العنف تنتج من الجدال حول التحول السياسي ومن المحتمل أن ينتج عنه ظهور المزيد من عنف التطرف الإسلامي، أو (د) وضع تنتهي فيه جميع اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وربما كان بناء على أفعال إسرائيل نفسها.

وبهذه الاحتمالات يجب علينا تطوير المزيد من المواقف الواقعية والخطط تجاه كل منها وإدراك أن فشل الدولة ليس هو الوضع الوحيد.

7. يجب أن يعمل صناع القرار السياسي الأمريكي على تحفيز صناع القرار السياسي المصري لمواصلة الإصلاح الاقتصادي، ولكن عليهم أن يعلموا أنفسهم شيئا عن تأثيراته الثانوية.

فالخصخصة والانفتاح لها من الفوائد بقدر ما لها من أضرار اجتماعية وقد تم تعزيز حل استغلال الصحراء في تخفيف الضغط السكاني في منطقة الدلتا من خلال الحكومة المصرية ببناء مدينة السادات ومدينة العاشر من رمضان ومشروع مبارك لتنمية جنوب الوادي والمعروف بمشروع توشكي، والواقع في أرض الصحراء الغربية القاحلة بالقرب من بحيرة ناصر.

وقد سمي مشروع توشكي، والذي بلغت تكلفته 66 مليار دولار، بهرم مبارك، فهل سيقوم هذا المشروع بالحد من الاكتظاظ السكاني ويحقق آمال الحكومة التي خططت لها لتوفير حياة أفضل؟ وهل من الممكن أن تعج المنطقة بالسكان مع قلة الماء بالنسبة للفرد الواحد في منطقة من أكثر المناطق شدة في الحرارة (تتعدى حرارتها 43 في الصيف)؟ فعلى معظم صناع القرار السياسي أن يعلموا أنفسهم شيئا عن تطوير الشرق الأوسط لفهم تحدى التخطيط والتنمية إلى جانب مظاهر أخرى من التحول الاقتصادي والخصخصة ليشمل التأثير المحتمل للسياسات الجارية.

8. على صناع القرار الأمريكي تشجيع الحكومة المصرية بأن تشمل إصلاحاتها أجزاء أخرى من الحكومة (التعليم العام والرعاية الصحية) وإيجاد مؤسسات مدنية يمكنها إحداث تغييرات مفيدة وتعزيز صناعة قرار متعاون.

فالكثافة السكانية وتحول التعليم الرسمي إلي شكل الدروس الخصوصية وقصور المناهج وتعزيز التعليم المهني يعني أن فقراء الطلاب لن يتم قبولهم في الجامعات.

فهؤلاء الذين يقدرون على دفع مصاريف الدروس الخصوصية يمكنهم استكمال التعليم المدرسي ولكن سيكون عليهم مواجهة أولئك الذين تعلموا في مدارس اللغات في مجال العمل داخل القطاع الخاص الكبير.

أما الطلاب الذين تلقوا تعليما مهنيا ففرصهم أقل من الآخرين.

كما أن التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية معقدة هي الأخرى.

وننصح صناع القرار الأمريكي بتقديم توصيات لإتباع المانحين الأوروبيين ومنظمة الصحة العالمية.

9. على صناع القرار الأمريكي التأكيد على ضمان الحكومة المصرية للحقوق السياسية والإنسانية للمواطنين ومن بينها حقوق المعارضة السياسية وأولئك الذين اعتقلوا في ظل قانون الطوارئ، ويجب أن يوضح حد للتعذيب والانتهاكات الجسدية غير القانونية والاعتقالات العشوائية.

يجب أن يقوم المواطن بالمشاركة في صناديق الاقتراع بحرية وبلا مضايقات، فليس لقضايا مثل قضية سعد الدين إبراهيم واعتقال أيمن نور والحكم عليه والاعتقالات الأخيرة لمرشحي الإخوان المسلمين والانتهاكات والعنف الذي شهدته الانتخابات العديدة الأخيرة، مكان في مصر حرة وديمقراطية.

10. وهناك أمر آخر يحتاج إلى الإصلاح ويتمثل في الثقافة غير المدنية والتي تعد نتاجا طبيعيا للدولة المتخبطة إن لم تكن التي تسعي إلى الفشل.

ويشرح إيليا هاريك الثقافة المصرية غير المدنية على أنها نتاج مباشر لعملية التنمية المتصدعة.

وعلامات هذه الثقافة تتمثل في الاستهتار والفساد وغياب القانون والفردية.

ومن العريش إلى الدلتا ومن القاهرة إلى المنيا كان للمصالح الشخصية والمحلية أولوية عن المصالح القومية.

ولا يمكن لصناع القرار الأمريكي تناول مثل هذا بشكل مباشر ولكنها قادرة على تشجيع البدء فيها مرة أخرى من خلال معلومات أفضل عن اهتمامات المصريين والتي يمكن فهمها عن طريق الإعلام المترجم إلى الإنجليزية منمصر نفسها.

11. يجب أن يكون صناع القرار السياسي الأمريكي والمسئولون والمثقفين الأمريكيين على دراية وحساسية لموقفهم الذي يتخذوه في "الحرب على الأفكار" أو الاتصالات بالنسبة للإسلام والمسلمين والطريق الملائم للحد من التيار الإسلامي.

كما أن معاملة المسلمين المصريين كما لو كانوا مصدرا لهذه الحرب على الإرهاب بدلا من كونهم حليفا في هذه الحرب هو أمر غير بناء.

12. ولا يجب على المصريين أن يتركوا أنفسهم بعيدين عن المناقشات حول مكافحة الإرهاب ولا عن مستقبل الشرق الأوسط، فيجب أن يكون للجامعات وعاهد الأبحاث والمنظمات غير الحكومية صوت في صناعةالقرار السياسي بدلا من تفاعلهم مع الملفات الصادرة حول بلدهم من قبل هيئات موجودة بواشنطن.

ويجب على مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية وصناع القرار السياسي الأمريكي أن يقوموا بعمل اتصالات مع الهيئات المناسبة في مصر خارج السفارة الأمريكية حيث أشعل التاريخ الطويل للتطرف الإسلامي جدلا وأفكارا من النادر سماعها داخل هيئة صناعة القرار الأمريكي.

وربما يتطلب هذا التواصل جهودا من الجانب المصري كذلك.

13. علاقة الجيش الأمريكي وبرامجه مع الجيش المصري هو أمر غاية في الأهمية لكلا الجانبين، كما لم تعقد مناورات النجم الساطع نصف السنوية في عام 2003 بين القيادة المركزية والقوات المصرية وثمان دول أخرى من أصل عشرة؛ بسبب أن الولايات المتحدة كان لديها التزامات في أماكن أخرى، وقد تم مواصلتها بعد ذلك بنجاح.

وعلى كل حال ففق عامي 2006 و 2007 قام بعض صناع القرار السياسي الأمريكي بإثارة الشكوك حول حجم وفاعلية المساعدات الأمريكية لمصر.

وفي عام 2007، صوت الكونجرس بسحب 2 مليون دولار من المساعدات العسكرية لحين إجراء بعض الإصلاحات السياسية والقضائية ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة.

وربما كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لدفع مصر نحو الإصلاح ولكن هذه الجهود قد أسفرت عن اتفاق مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار.

ويجب أن يكون لدى مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية بيانات كافية حولمصر وأن يكونوا قادرين على التفكير بشكل بناء حول نزاعات المستقبل في المنطقة ومن بين ذلك ما ذكر في البند رقم 6 (د)، يحدث هذا في حال إذا ما بالغوا أو بحثوا في دور مصر العسكري.

وعلاوة على ذلك فإن قوات الأمن المصرية يجب أن تقوم بالعمل كنداء تنبيه، ومستقبل هذه القوات مرتبط بشكل معقد بالمستقبل السياسية للدولة.