أبرز محطات حماس في الذكرى الـ21 لانطلاقتها

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

القيادي أسامة حمدان يتحدث عن أبرز محطات حماس في الذكرى الـ21 لانطلاقتها

الأستاذ أسامة حمدان

أكد الأستاذ أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان، أن حركة حماس قد مرت منذ انطلاقتها وحتى الآن في الكثير من العقبات التي تمكنت بفضل الله من اجتيازها، المحطة الأولى والأهم هي محطة الانطلاقة والتي ظن الكثيرون أنها ربما تكون مجرد انطلاقة لا تضيف ولا تحدث أي تأثير في الساحة الوطنية الفلسطينية.

وقال حمدان في حوار خاص مع شبكة فلسطين الآن، بمناسبة انطلاقة حركة حماس: " ان حماس بفضل الله سبحانه وتعالى اليوم تزداد قوة ومكانة وتأثيراً وهي تدخل عامها الحادي والعشرين، وهي حركة لكل الشعب الفلسطيني كل فلسطيني حريص على الحقوق والثوابت والمبادئ يستطيع أن يجد مكاناً في هذه الحركة، وأن يجد له دوراً في أداء هذه الحركة بغض النظر عن مكان تواجده أو بغض النظر عن قناعاته، طالما أنهم مؤمن بكل الحقوق والثوابت الفلسطينية".


واليكم نص الحوار بالكامل

    • ما أبرز المحطات التي مرت بها حماس على مدار الواحد والعشري عاما؟

هناك محطات عديدة لا شك كانت مهمة وفارقة في تاريخ حركة حماس ، المحطة الأولى والأهم هي محطة الانطلاقة والتي ظن الكثيرون أنها ربما تكون مجرد انطلاقة لا تضيف ولا تحدث أي تأثير في الساحة الوطنية الفلسطينية، هذه الانطلاقة كانت مهمة لأنها جاءت في الوقت الذي راهن الكثيرون فيه أن القضية الفلسطينية ضاعت أو انتهت.

المحطة الثانية والمهمة في تاريخ الحركة، هي حملة الاعتقالات التي استهدفت الحركة والتي أعتقل فيها آن ذاك الشيخ أحمد ياسين وعدد كبير من رموز وقيادات الحركة، وراهن الكثيرون أن الحركة لن تقوم لها قائمة بعد هذه الحملة الواسعة من الاعتقالات، فوجؤوا أن الحركة تستمر وأن جيلاً جديداً من القيادة يستلم مقاليد القيادة في الحركة ويدير الأمور على النحو الذي يضمن مسيرة الجهاد و المقاومة .

محطة أخرى من محطات الحركة كانت محطة الابعاد إلى مرج الزهور، عندما ظن الاحتلال أنه يستطيع بذلك أن يطرد أكثر من 400 قيادي ميداني وقيادي أساسي من قيادات الحركة إلى خارج فلسطيني، وبالتالي يضعف دور الحركة ومكانتها، فوجئ هذا العدو بأن هذه القيادات من الحركة صمدت في مرج الزهور، ثم عادت بعد عام لتسقط بذلك سياسة الابعاد الصهيونية ولتقول أن الإرادة والعزيمة الصلبة تستطيع أن تحبط مخططات العدو وأن تحقق انتصارات عليه مهما كان هذا العدو قوياً، أو قادراً.

أيضاً من المحطات المهمة محطات المقاومة التي كانت في عام 92 وعام 94 عندما دخلت العمليات الاستشهادية إلى ساحة المعركة، لا شك أن هناك محطة أساسية ومهمة في تاريخ الحركة وفي سجلها هي محطة أوسلو وكيف تعاملت الحركة مع أوسلو بذكاء وحكمة، رفضته سياسياً ورفضت أن تستجيب له وللضغوط الدولية التي حاولت أن تفرضه ولكنها تجنبت أن تدخل في صدام داخلي فلسطيني حرصاً منها على مصالح الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية وإيماناً منها أن المعركة هي معركة مع الاحتلال وليس مع الذين ضعفوا أو جبنوا أو تخاذلوا ووقعوا اتفاق أوسلو.

من المحطات المهمة في تاريخ الحركة انتفاضة الأقصى عام 2000 عندما قدمت فيها الحركة نماذج رائعة من المواجهة والمقاومة والصمود والاستبسال في مواجهة العدو أثبتت بوضوح قدرتها ونموها وأن كل محطة من محطات النيل من الحركة تنعكس قدرة وفاعلية في أداء الحركة بفضل الله سبحانه وتعالى.

أستطيع أن أقول أن هناك أيضاً محطتين يجب أن لا نغفلهما في تاريخ الحركة المحطة الأولى كيف استوعبت الحركة سلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من قياداتها الكبيرة وعلى رأسها الشيخ أحمد ياسين رحمه الله والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والأخ صلاح شحادة والدكتور ابراهيم المقادمة والمهندس اسماعيل أبو شنب والأخ الشيخ جمال سليم والأخ جمال منصور، وعشرات من القادة الذين نجحت الحركة وهي تقدمهم شهداء في استيعاب هذه الصدمة إلى الأمام دون انكفاء في مسار الحركة.

أما المحطة الأخيرة التي أود أن أشير لها وهي محطة انتخابات عام 2006 والتي أحبطت فيها الحركة كل التوقعات بأن حركة منهكة بالمقاومة ومستهدفة من الاحتلال وسقط قادتها الكبار شهداء تفوز هذا الفوز الكبير في الانتخابات وتصمد على مدى ثلاث سنوات من محاولة اسقاط هذه الحركة وتجربتها، في مواجهة كل الضغط الدول والتآمر الإقليمي والمحلي ونجحت هذه الحركة بفضل الله سبحانه وتعالى أن تستمر وهذا من المحطات الهامة في تاريخ هذه الحركة.


    • بعد فوز حركة حماس في الانتخابات شكلت الحكومة الفلسطينية، سواء حكومة الوحدة أو الحالية، كيف استطاعت حماس إدارة الحكومة في ظل كل الأزمات التي تعصف بها من كل ناحية؟

حقيقة الكل يجمع أن حركة حماس لم تعطى فرصة عادية أو حتى معقولة لإدارة الأمور ورغم ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى وبرغم كل الجهد الذي بذل لافشالها وإظهار هذه التجربة بشكل سيء، الحركة نجحت بفضل الله سبحانه وتعالى في إدارة الأمور، هناك مجموعة من الركائز التي اعتمدتها حركة حماس لإدارة الأمور بعد فضل الله سبحانه وتعالى تجاوزت كثير من هذه الأزمة، أول هذه الركائز هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والاتكال عليه وحسن الصلة به، لأنه من اعتمد على الله لن يخيب مهما كانت التحديات، المسألة الثانية أن تكون هناك مراجعة دائمة للاستمرار فما كان للخير يرتب ويضبط وما كان من خلل ونحن بشر يصيبنا ويعترينا النقص والخلل تجري مراجعته وتصويبه، ومعالجة الأخطاء التي تقع أول بأول حتى لا يحصل هناك تراكم، المسألة الثالثة الاعتماد على الشعب الفلسطيني بعد ذلك والثقة بهذا الشعب والثقة بأن هذا الشعب قادر على الصمود ومستعد للصمود ومنحاز للمقاومة والاطمئنان أن الشرعية الحقيقية هي للشعب الفلسطيني فمن كان شرعيته معه لا يخاف مهما كانت الضغوط ومهما كانت التحديات ومهما كانت التهديدات، أما المسألة الرابعة وهي حسن الإدارة حقيقة وترتيب الأولويات ومراجعة كل عوامل الفساد في المجتمع، وهذا يضع الشعب الفلسطيني للاطمئنان لإدارة الحركة للأمور ولعل ما يجري في غزة شاهد على ذلك.


    • كيف استطاعت حركة حماس أن تجمع الشارع الفلسطيني حولها خاصة أن عمرها مقارنة بحركات أخرى عمرها قصير، 21 عاماً، كيف استطاعت حركة حماس أن تجمع الشعب الفلسطيني حولها؟

حركة حماس تنطلق من أولاً من هذا الشعب فهي جزء من أبناء الشعب الفلسطيني، و حركة حماس تنطلق من عقيدة ودين وإيمان وتاريخ هذا الشعب، وبالتالي هي تعبر عن حالة أصيلة في الشعب الفلسطيني أما الذين انطلقوا من معانٍ وقيم ومواقع أخرى الحقيقة هم كانوا حالة طارئة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولذلك سرعان ما انفض الشعب الفلسطيني من حولهم وحتى لو ربطوا بمصالح مع هذه القوى فسرعان ما يكتشف الشعب الفلسطيني أنها جملة مصالح وليست قضايا أساسية، أنا أعتقد أن إدراك الشعب الفلسطيني أن هذه الحركة من قيمه ومن تاريخه هو الأمر الذي استطاعت من خلاله الحركة أن تجمع هذا التأييد، نشير هنا أيضاً أن الشعب الفلسطيني راقب هذه الحركة على مدى 20 عام واكتشف أن حركة حماس على مدى 20 عام لم تغير ثوابتها لم تغير قيمها لم تغير مواقفها الإستراتيجية التي تتمسك بالحقوق، وأنها كانت في المقدمة ! لم تدفع الناس للتضحية وإنما ضحت حيث ينبغي التضحية، وقاومت حيث تنبغي المقاومة قبل أن تطلب من الناس أن يضحوا أو يقاوموا.


    • في انطلاقة حركة حماس الـ 21 لعل الجميع يتذكر المؤسس الشيخ أحمد ياسين، البعض يقول أن حركة حماس بعد دخولها الانتخابات قد تخلت عن بعض أو قليل من مبادئها خاصة في قضية قبولها في الـ 67 أو قضية انفتاحها على العالم مثل لقاء كارتر، ردكم؟

الذين يقولون هذا هم واحد من ثلاثة إمّا عدو للحركة وهذا يهمه أن يشوه مواقفها في كل لحظة وبالتالي هو ينطلق من موقف العداء والرد عليه لا يكون رداً للاقناع لأن هذا الخصم يحاول تشويه الموقف في كل لحظة، هو ضد المقاومة ، وعندما تقرر حماس في كل لحظة أن تلتزم بالتهدئة يقول أي عمليات حماس ، وعندما تنفذ حماس العمليات يقول أين هي التهدئة.


القسم الثاني من الناس هو ممن لا يفهموا حقيقة حركة حماس، وهؤلاء يجب أن توضح لهم الأمور.

أما القسم الثالث فهم بعض الصادقين والمخلصين الذين يريدون أن تظل حركة حماس حركة متألقة بجهادها ومقاومتها، وهم قلقون من محاولات توريط الحركة.

ولذلك نقول للقسمين الثاني والثالث، أن حركة حماس لم تتخلى عن الثوابت ولم تتخلى عن المبادئ، حركة حماس دخلت الانتخابات لتحدث نقلة في واقع البنية السياسية الفلسطينية، لتنتقل من واقع من يحاور الاحتلال ويفاوض الاحتلال وتنازل أمام الاحتلال إلى واقع يقاوم الاحتلال ويدافع عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، حركة حماس عندما دخلت الانتخابات دخلت لتقول أن الشعب الفلسطيني يختار المقاومة في وقت يحاول أدعياء التسوية ليحاولوا ليقولوا أنهم هم من يحظى بتأييد الشعب الفلسطيني، حركة حماس عندما شاركت في العملية السياسية لم تشارك متنازلة عن مبادئها على العكس تماماً حركة حماس شاركت وفرضت مبادئها وبدأ العالم يدرك أن هناك قيماً أخرى وموقفاً فلسطينياً آخر بغض النظر عن الموقف الذي طالما قال أنه يعبر عن الشعب الفلسطيني.


    • كيف تنظرون إلى الواقع الذي تمر به حركة حماس خاصة في الضفة الغربية وما تتعرض له من تصفية سياسية هناك؟

الحقيقة ما يجري في الضفة الغربية ربما عاشته حركة حماس قبل ذلك ربما بعشر سنوات أو يزيد في قطاع غزة، وظن البعض آن ذاك أن حركة حماس قد تراجعت وقد انتهت وأن هذه الحركة المباركة ربما أصبحت غير قادرة على القيام بالمقاومة ورغم ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى بعد سنوات إذ بهذه الحركة تنطلق عملاقة كبيرة في مواجهة الاحتلال، لا شك أن حركة حماس تعاني وأننا نعاني في الضفة الغربية نتيجة العدوان المستمر من قبل الأجهزة التي تتبع لأبي مازن ويقودها الجنرال دايتون، هناك معاناة نتيجة استهداف أبناء الحركة ومؤسساتها، لكن هذه المعاناة هي معاناة معاناة بفضل الله سبحانه وتعالى يمكن تجاوزها وأنا أقول بصراحة حركة تعد بعشرات الآلاف لا يمكن اقصاءها ولا بتغيير معاني الساحة بإجراءات أمنية لكن هذه المعاناة في النهاية ستحسب على المتسببين بها وستكون عبئاً عليهم، ودعني أقول وبكل صراحة أن هؤلاء سيكتشفون بعد فترة أنهم خذلوا الاحتلال فلا الاحتلال كافأهم ولا الشعب الفلسطيني اعتبر أن لهم دوراً ومكانة في تاريخه ومستقبله.


    • نحن على اعتاب انتهاء التهدئة، رؤية حركة حماس لما بعد التهدئة، والبعض قال أن حركة حماس ستعلن موقفها النهائي خلال المهرجان الذي ستقيمه في قطاع غزة؟

حماس اختارت التهدئة من منطلق رعاية المصالح الوطنية الفلسطينية، الآن أي موقف لحماس للتهدئة سينطلق من هذه القضية، هل هناك مصلحة وطنية فلسطينية في التهدئة أم أن المصلحة تقتضي في أن لا تمدد التهدئة، نأمل أن يكون هذا الموقف قريباً وأن يعلن هذا الموقف قريباً ربما في مهرجان الغد ربما في مناسبة أخرى، الجميع يتوقع موقفاً من حركة حماس وهذه أحد المؤشرات الأساسية في الواقع الفلسطيني أن هذه القضية وقضايا عديدة تنتظر موقف حماس، وهذا يعكس مكانة ودور هذه الحركة في الشأن الفلسطيني بل وربما في الشأن الاقليمي.


    • كلمة توجهها حركة حماس في ذكرى انطلاقتها للشعب الفلسطيني خاصة والعالم العربي والاسلامي عامة؟

هناك ثلاث رسائل أوجهها في ذكرى انطلاقة الحركة، الرسالة الأولى لشعبنا حيثما وجد، حركة حماس بفضل الله سبحانه وتعالى اليوم تزداد قوة وهي تدخل عامها الحادي والعشرين تزداد مكانة وتأثيراً، وهي حركة لكل الشعب الفلسطيني كل فلسطيني حريص على الحقوق والثوابت والمبادئ يستطيع أن يجد مكاناً في هذه الحركة، وأن يجد له دوراً في أداء هذه الحركة بغض النظر عن مكان تواجده أو بغض النظر عن قناعاته، طالما أنهم مؤمن بكل الحقوق والثوابت الفلسطينية.


أما الرسالة الثانية فهي لأمتنا، حركة حماس ستظل عند الثوابت التي عهدتموها عليها وستظل على هذا العهد وحركة حماس لن تخذل الأمة ولن تخذل الشعب الفلسطيني ولن تخذل كل محب ومناصر للقضية الفلسطينية وأبناءها.


أما الرسالة الثالثة فهي للخصوم والأعداء.. الذين يظنون أن من السهل هزيمة حركة حماس والتخلص منها والتغلب عليها، نقول لهم هذه الحركة باقية بإذن الله سبحانه وتعالى، رتبوا أنفسكم أن هذه الحركة هي الحركة التي ستكون الرائدة والقائمة في الواقع الفلسطيني وليس أي طرف آخر.


المصدر : فلسطين الأن