أبو المكارم عبد الحي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
أبو المكارم عبد الحي


بقلم: أحمد سلامة

إعداد: موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مقدمة


اللواء أبو المكارم عبد الحي احمد سعد وشهرته أبو المكارم عبد الحي ضابط ذو كفاءة عالية كان مدرسا فى الكلية الحربية وحاصلا على أعلى شهادة علمية فى القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وكان من الإخوان المسلمين.

ولظروف مؤسفة فضل أبو المكارم أن يترك مصر ليعيش فى المنفى، كان أبو المكارم متزوجا فى ذلك الوقت من ابنة الشيخ أمين الحسيني مفتى القدس، وكان يقيم فى دمشق. (1)

تنكر عبد الناصر لأبطال الثورة الحقيقيين الذين ما كانت الثورة لتقوم بدونهم, ومن هؤلاء: محمد نجيب, و أبو المكارم عبد الحي الذي حاصر قصر رأس التين ، وفيه أقوي قوة من الحرس الملكي, وأرغم «فاروق» علي التنازل عن العرش، وكذلك قام أبو المكارم عبد الحي بالقبض علي ضباط القيادة فى الجيش الملكي. (2)

ولم تقف المسألة عند التنكر, بل هوت علي هؤلاء, وغيرهم من الوطنيين المخلصين, أقلام الكذب والإفك والعدوان والبهتان.

أبو المكارم عبد الحي فى سطور

  • اللواء أبو المكارم عبد الحي احمد سعد وشهرته أبو المكارم عبد الحي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952.
  • ولد بميت سلسيل عام 1/6/1920 وتربي بها ، تخرج من كلية الأركان عام 1950 م (الكلية الحربية حاليا ) وقد درس اثار الحرب العالمية الثانية علي ميادين القتال في انجلترا وألمانيا وفرنسا ، وقد نصب قائدا لمدرسة المدفعية
  • قد حصل علي العديد من الأوسمة والنياشين منها نيشان محمد علي ونجمة فلسطين علي سبيل المثال وقد قام بزيارة كل البلاد العربية وحظي بمقابلة جميع الرؤساء والملوك العرب.

نشاطه السياسي والوطني داخل الجيش قبل 52

يقول إليعازر بعيري، فى كتابه( ضباط الجيش في السياسة والمجتمع العربي) ، ت. بدر الرفاعي ،من إصدار سينا للنشر ، الطبعة الأولي ، القاهرة ، 1990. ويؤكد نفس كلامه المؤلف الأوربي ب.ج.فاتكيوتس، فى كتابه (جمال عبد الناصر وجيله)، ت. سيد زهران ، من إصدار دار التضامن ، بيروت ، 1992، الأتى:

:أن الإخوان المسلمين هم الذين كونوا الضباط الأحرار، وهم الذين أطلقوا عليهم هذا الاسم، فإن حسن البنا كون نظاماً خاصاً للإخوان المسلمين يضم مدنيين وعسكريين يؤهلون تأهيلاً عسكرياً للقيام بأعمال فدائية يتطلبها نشاط الجماعة، فلما تكاثر عدد الضباط بدأ الأستاذ حسن البنا يفكر في تشكيل قيادة خاصة لهؤلاء الضباط وتكون مستقلة عن النظام الخاص وأسند رئاستها للصاغ أبو المكارم عبد الحي باعتباره ضابطاً بالجيش، وكان أبو المكارم عبد الحي يري أن يجعل لهذا النشاط اسماً حركيا بعيداً عن الإخوان المسلمين فسماهم (الضباط الأحرار). (4)

كان لأبو المكارم عبد الحي دور بارز فى استقطاب الضباط داخل الجيش وضمهم لحركة الضباط الأحرار ، وخوفا عليهم من الفصل أو المحاكمات إذا ما عرف عنهم انتمائهم لكيانات سياسية داخل الجيش فقد اقترح أبو المكارم عبد الحي إلحاقهم بالنظام الخاص وتم اتصالهم بعبد الرحمن السندي، يقول عبد المنعم عبد الرؤوف:أنه في سبتمبر 1949 أبلغني جمال عبد الناصر أنه لا يستطيع تجميع الضباط حول مبادئ الإخوان المسلمين وإتباع هذا الأسلوب المتزمت في اختيارهم المتمثل في أن يشترط في الضباط الذين يُراد ضمهم للتنظيم اجتناب الخمر والميسر والنساء الساقطات، وضرب لي مثلاً بقوله: إن خالد محي الدين تركنا 1947 واعتنق المبادئ الماركسية، وانضم إلى منظمة أسكرا الشيوعية. (5)

ولما كان هناك خلاف في الرأي بين جمال عبد الناصر ومعه كمال الدين حسين من ناحية وبين عبد المنعم عبد الرؤوف ومعه أبو المكارم عبد الحي من ناحية أخري، فقد طلبوا عرض الخلاف على المرشد العام – الأستاذ الهضيبي– الذي رأي أن هذه مجموعة تريد أن تتحلل من التزاماتها كإخوان، وليس هناك بد من قبول ذلك وأنه ربما كان من الأصلح أن يستمر الإخوان في طريقهم وليستمر جمال في طريقه،وكان هذا هو ما أراده جمال فأجاب بأنه سوف يستمر صديقاً للإخوان.

كان الإخوان يحاولون تجنيد أكبر عدد من ضباط الجيش عن طريق كبار مندوبيهم، ومن هؤلاء المندوبين كان أبو المكارم عبد الحي و عبد المنعم عبد الرؤوف عضوا اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وعن ذلك يقول أنور السادات:

فوجئنا بالبكباشي أبو المكارم عبد الحي والبكباشي عبد المنعم عبد الرؤوف وهما يناديان بضم تنظيم الضباط الأحرار كله إلى الإخوان المسلمين هنا حدث خلاف في الرأي للمرة الثانية – على الأرجح– بين جمال عبد الناصر وكلا من أبو المكارم عبد الحي وعبد المنعم عبد الرؤوف، ولكن هذه المرة بخصوص تبعية هذا التنظيم السري – تنظيم الضباط الأحرار- للإخوان المسلمين، ورفض جمال عبد الناصر تبعية التنظيم للإخوان المسلمين ووافق باقي الضباط على رأي جمال فانسحب أبو المكارم عبد الحي و عبد المنعم عبد الرؤوف،كما تم إسقاط عضويتهما من اللجنة التأسيسية لالتزامهما وارتباطهما بجماعة الإخوان المسلمين بدلاً من تنظيم الضباط الأحرار. (6)

يتضح لنا مما سبق الدور الكبير الذى قام بة أبو المكارم عبد الحي فى بناء كيان الضباط الأحرار كاسم حركى لحركة الإخوان المسلمين داخل الجيش ، حتى أن كثيرا من المنصفين قالوا بأن أبو المكارم عبد الحي هو البطل الحقيقي والقائد الحقيقي لثورة 23 يوليو 1952.

ومما يؤكد تأسيس أبو المكارم عبد الحي لحركة الضباط الأحرار ما جاء فى مذكرات الأستاذ المستشار الدمرداش العقالي أحد أبرز أعضاء الجهاز السري فى تنظيم الإخوان المسلمين ، بقلم الصحفى سليمان الحكيم :

فيقول عندما أقترح أبو المكارم عبد الحي أسم الضباط الأحرار بديلا عن حركة الإخوان إقترح عبد الناصر ضم الشيوعيين داخل الجيش مدعيا أنهم فى وقت لا بد فية من الوحدة والتلاحم لتنفيذ الهدف وهو القيام بالثورة وكان ذلك فى عام 1949م وافق أبو المكارم عبد الحي على ما قاله عبد الناصر، أما عبد المنعم عبد الرؤوف فقد رفض ذلك قائلا إنه لا يمكن أن يضع يده إلا في أيد متوضئة وأنه أقسم يمين الولاء للعمل على المصحف، وأنه لا يمكن الوصول إلى الغاية النبيلة إلا بالوسيلة النبيلة، وبالتالي فإنه لن يضع يده في أيد الشيوعيين أو غيرهم ممن لا ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وحاول عبد الناصر جاهدا إقناع عبد المنعم عبد الرؤوف بوجهة نظره لكنه حين فشل في ذلك قال له: إذا اعتزلتنا فلا تكن ضدنا، وإذا عملنا عملا واحتجناك فية فساعدنا، فوعده بذلك، وأفترقوا على هذا الوعد والاتفاق.

وعلى إثر ذلك شرع أبو المكارم عبد الحي وعبد الناصر في بناء تنظيم الضباط الأحرار ، وكان ذلك في عام 1949 وهو التاريخ الصحيح لبداية تنظيم الضباط الأحرار. (7)

دور أبو المكارم عبد الحي فى نجاح الثورة

إبراهيم-المصري-وأبو-المكارم-عبد-الحي.jpg

كان لأبو المكارم عبد الحي دو كبير جدا فى نجاح الثورة حيث أن مجلس قيادة الثورة قد أختلفوا فى تحديد ساعة الصفر ، ولم يحدث أى تنسيق بين بعض الوحدات ، فكان قد تم تكليف أبو المكارم عبد الحي وعبد المنعم عبد الرؤوف بمحاصرة قصر رأس التين ، وفيه أقوي قوة من الحرس الملكي, وأرغما «فاروق» علي التنازل عن العرش، وكذلك قام أبو المكارم عبد الحي بالقبض علي ضباط القيادة فى الجيش الملكي.

كل ذلك دون وصول الدعم الذى كان مقررا من سلاح المشاة والفرسان حيث أنة حدث خلاف فى التوقيت أدى إلى حدوث ثغرة قوية ، ولولا بسالة أبو المكارم عبد الحي لفشلت الثورة وأستطاع ضباط الجيش الملكى السيطرة على الأوضاع وإعدام كل من شاركوا فى الثورة وعلى رأسهم جمال عبد الناصر ومحمد نجيب . (8)

ولما كان عبد الناصر متأكدا من دور الإخوان فى إنجاح الثورة على المستويين الشعبي وداخل الجيش ، فقد قرر جمال عبد الناصر التخلص من الإخوان المسلمين على المستويين ، بتأليف حادث المنشية الذى اتخذه ذريعة للتخلص من قيادات الإخوان على المستوى الشعبي وعلى رأسهم الأستاذ/ عبد القادر عودة ، وعلى المستوى العسكري بالتخلص من أبو المكارم عبد الحي ، حيث أنة كان القيادة الإخوانية الكبيرة داخل الجيش بعد التخلص من عبد المنعم عبد الرؤوف .

تمثيلية التخلص من أبو المكارم عبد الحي

يقول لويس جرجس فى كتابه (يوميات من التاريخ المصري الحديث من 1952 إلى 1975) من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1998م ما يلى: إن أخطر ما حدث بعد حادث المنشية كان القبض على بعض عناصر الإخوان في الجيش.

وكشف هؤلاء عن انه كانت توجد خطة لنسف طائرة جمال عبد الناصر، فقد اعترف الضابط طيار محمد علي الشناوي بأنه تلقى امرا من البكباشي أبو المكارم عبدالحي قائد الجهاز السري للإخوان في الجيش بأن ينسف طائرة الرئيس جمال عبد الناصر التي سافر بها الى أسوان، وانه كلف الأومباشي فاروق حسن المسيري والأومباشي سعيد ندا من قوة الطيران بوضع قنبلة زمنية داخل محرك طائرة جمال عبدالناصر!!

وكان على الطائرة مع الرئيس جمال عبدالناصر جمال سالم وصلاح سالم والدكتور أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف ونور الدين طراف وزير الصحة والشرباصي وزير الأشغال وحسن مرعي وزير التجارة وحسني فهمي رئيس مجلس الإنتاج والبكباشي احمد أنور قائد البوليس الحربي وأمين حشاد قائد اللواء الجوي وسعد رفعت قائد السرب وعبد اللطيف الجيار سكرتير الرئيس .

وكان معهم ايضا الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل وأعترف الأومباشي سعيد ندا من سرب المواصلات بأن الطيار الشناوي كلفه بوضع قنبلة في طائرة الرئيس جمال عبد الناصر فسأله لماذا نقتل جمال عبد الناصر، قال له الطيار الشناوي لأنه عدو للإسلام ويحل دمه.

قال له الأومباشي: ما دام الأمر كذلك فلنقتل جمال عبد الناصر ولكن ما ذنب زملائه الذين سيكونون في الطائرة؟

قال له الطيار الشناوي: سوف أسأل المسؤولين في الجماعة عن الفتوى الشرعية في ذلك، وذهب الطيار الشناوي إلى الضابط أبو المكارم عبدالحي وسأله: ما ذنب الذين سيكونون في الطائرة وسيقتلون مع جمال عبدالناصر؟فأفتى له البكباشي أبو المكارم بأنهم سيكونون شهداء!!

وقال انهم سيدخلون الجنة وعاد الطيار الشناوي ليبلغ هذه الفتوى للأومباشي سعيد ندا لكن الأخير لم يستطع وضع القنبلة في طائرة الرئيس جمال عبد الناصر لأسباب خارجة عن إرادتة.

لم تكن هذه القصة مثيرة فقط لكنها كانت أيضا خطيرة، لأنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها اتهام عناصر للإخوان داخل الجيش المصري غير الضابط المحكوم علية ظلما عبد المنعم عبد الرؤوف.

ومما يؤكد زيف هذة الرواية أنة لم تكن الشرطة العادية هي التي كشفت هذه القضية بل البوليس الحربي، وكان قائد البوليس الحربي هو أحمد أنور، والذي كان مفروضا أن يقتل في نفس الطائرة مع جمال عبدالناصر!! (9)

وكما قال الأستاذ / عبده مصطفى دسوقي فى عمل بحثي بعنوان (الطيار .. محمد علي الشناوي إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين).

هذا ما أراد سامي شرف أن يروجه من أكاذيب ضد هؤلاء ليسبغ الصبغة الشرعية على المذابح التي قام بها عبد الناصر ورجاله من قتل وتشريد ولم يتذكر سامي شرف ما حدث لجمال سالم وصلاح سالم حينما غدر بهما عبد الناصر كما غدر بكمال الدين حسين وغيرهم . (10)

كل هذه المفارقات كانت تؤكد على نية مسبقة من جمال عبد الناصر للتخلص من أبو المكارم عبد الحي ، والغريب أن أدلة الإثبات فى هذه القضية هى نفسها نفس أدلة النفي فكيف بأحمد أنور رئيس البوليس الحربي أن يكشف هذا المخطط ، ويذهب لركوب الطائرة !!

محاكمته

فى صبيحة أول أبريل 1954 تم استدعاء المتهمين لمقابلة مأمور السجن, وفى غرفته تم أخذ المتهمين من قبل اثنين من ضباط السجن جاءا ليعلموا المتهمين بالمثول أمام المجلس العسكري العالي الذى عقد يوم الاثنين 17 من أبريل.

يقول الأستاذ عبد المنعم عبد الرؤوف فى كتابه (أرغمت فاروق على التنازل عن العرش) : قدمت كشفا بأوراق رسمية تثبت اننى كنت على رأس الكتيبة التاسعة عشرة التى حاصرة وهاجمت قصر رأس التين فى يوليو 1952 والمعارك التى خضتها مع متطوعى الإخوان المسلمين فى فلسطين عام 1948 م.

وفى صبيحة يوم الاثنين 17/ 4/1954 عقد المجلس العسكرى العالى بجهة معسكر العباسية برئاسة الأميرلاى عبد الجواد طبالة وعضوية القائم مقام حسن عبد اللطيف والبكباشي حسن محفوظ ندا والبكباشي يوسف السباعي وقائد الجناح علي لبيب ، والمدعى العسكرى حسن خليل .

ثبت من سياق التحقيقات والمحاكمة أن نية مجلس الثورة كانت مبيتة لمحاكمتى قبل التحول لمحاكمة أبو المكارم عبد الحى وحسين محمد حمودة ومعروف الحضري وعبد الكريم عطية والصولات بقصد اعتقالنا أطوال مدة ممكنة, وشغل قيادة الإخوان بنا ومحاولة مساومة الجماعة علينا وعلى حساب الوطن بان لايعارض الإخوان المسلمون اتفاقية الجلاء.

ثبت أمام المجلس العسكرى أن رئيس الوزراء جمال عبد الناصر وقائد البوليس الحربى أحمد أنور لفقا بينهما قصة انقلاب خيالية ثم اجتمعا بدار الأول بمنشية البكرى بكل من الصاغ عبد الواحد سبل واليوزباشى الموجي والصاغ أركان حرب حسين حمودة والصاغ أركان حرب معروف الحضري ليوهموهم بأننا هنا كقوات مسلحة تريد إحداث انقلاب وتطلب معاونة جماعة الإخوان المسلمين أو على الأقل معرفة موقفهم من الانقلاب وتأييده إن أمكن تأييدا أدبيا.

وهنا يسجل التاريخ عبارة قالها الأستاذ الشهيد عبد القادر عودة:

(إن الوطن الذى لا عدالة فيه لا أمن فيه!!)

قالها عندما رفضت هيئة المحكمة مثول شهود النفي بحجة أن أمن الوطن يقتضى ذلك, ووضحت نياتها السيئة. (11)

فكر القائمقام يوسف صديق فى الإضراب عن الطعام, ونفذ الإضراب وامتدت العدوى إلى البكباشى أركان حرب أبو المكارم عبد الحى , والصاغ أركان حرب معروف الحضري والصاغ أركان حرب حسين حمودة.

صدر الحكم على أبو المكارم عبد الحي بالإعدام في عهد عبد الناصر وصدر العفو عنه من الرئيس أنور السادات. (12)

من كل ما سبق يتبين أن حادث المنشية كان مدبرا بهدف التخلص من جماعة الإخوان المسلمين ، والتخلص من كوادرها داخل الجيش وخارج الجيش .

أبو المكارم عبد الحي شخصية فريدة بشهادة أعدائة قبل أصدقائة ، فهو رجل شهد لة الجميع بحبة للوطن وبانتمائه الكبير له والذى كان محط إعجاب وتقدير رئيس جهاز المخابرات المصرية السيد أمين هويدي.

شهادة أمين هويدي على وطنيته

يقول أمين هويدي: عند حدوث الأزمة بين مصر وسوريا بسبب معارضة السوريين للوحدة مع مصر ، بعثنى جمال عبد الناصر إلى دمشق لتقييم الأوضاع ، وتحديد الهدف حول من سوف نتعامل معهم فى المستقبل فيقول : كان يقييم فى دمشق فى ذلك الوقت أبو المكارم عبد الحي وهو ضابط ذو كفاءة عالية كان مدرسا فى الكلية الحربية وحاصلا على أعلى شهادة علمية فى القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وكان من الإخوان المسلمين.

ويكمل أمين هويدي حديثة قائلا : صحوت فى صباح أحد الأيام وجدت ورقة على الأرض ملقاة من تحت الباب، وقرأت ما فيها ووجدتها من الأخ أبو المكارم عبد الحي يحدد موعدا للقاء بعد ظهر ذلك اليوم وعندما فتحت الباب وجدت أحد الجارسونات واقفا عن بعد وهو يبتسم، وأخبرنى بأن الضابط كلفه بوضع الورقة حتى أتسلمها، فعرفت أن أبو المكارم عبد الحي مازال على نشاطه وأن له عيونا فى الفندق الذى نقيم فية.

ويقول أمين هويدي: أخذنى أبو المكارم عبد الحي فى عربة تاكسى إلى إحدى مقاهى الغوط، وأفاض أبو المكارم عبد الحي فى شرح الموقف فى سوريا محذرا من التسرع فى إتمام الوحدة، فسوريا بها 5 ملايين زعيم، ومن الصعب قيادتهم فهم ليسوا كالشعب المصرى يسهل قيادته، وكان ملما بمعلومات عن الشخصيات الذين يمكن التعامل معهم.

وأخيرا طلب أن نرفع للرئيس رجاءه بأن يسمح له بالعودة إلى مصر على وعد منه بإيقاف نشاطه فى مقابل عدم القبض عليه لتهم سابقة، ووعدته بذلك وأخذنا تاكسيا الى الفندق، أما هو فقد انطلق الى حال سبيله ولما رفع الأمر الى الرئيس لم يوافق محذراً من خطورة أبو المكارم عبد الحي، وقد بلغته الرسالة.

يقول أمين هويدي: ذكرت القصة لأن المصرى مصرى حتى وهو فى المنفى يخاف على مصر مهما كانت دوافعه وآلامه. (13)

رحم الله تعالى أبو المكارم عبد الحي فهو شخصية نادرة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء ، فهو رجل من طراز فريد توافرت فية كل صفات الزعامة ، فأجتمع علية الضباط واتخذوه زعيما لهم قبل الثورة ، وعندما غادر البلاد بعد الحكم الجائر علية بالإعدام تجلت مواقفه التى توضح للجميع مدى حبة للوطن .

وفاتة

توفى الأستاذ والقائد /أبو المكارم عبد الحي ودفن بالقاهرة وذلك فى بداية العقد الأول من الألفية الثانية ،انه توفي يوم الاربعاء الموافق 31 يوليو 1985 رحم الله أبو المكارم عبد الحي رحمة واسعة ، و أدخلة فسيح جناتة ، فهو الرجل الذى لم يختلف على وطنيته وولائه للوطن أعداءة قبل أصدقائه. (14)

أهم المراجع

  1. كتاب سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد / بقلم د:صلاح عبد الفتاح الخالدي.
  2. أربع مقالات للدكتور/جابر قميحة بعنوان(من أحاديث الإفك).
  3. عباس السيسي، في قافلة الإخوان المسلمين، ج1، دار القبس، الأسكندرية 1989.
  4. ب.ج.فاتكيوتس، جمال عبد الناصر وجيله، ت. سيد زهران ، دار التضامن ، بيروت ، 1992.
  5. أحمد عادل كمال ، النقط فوق الحروف :الإخوان المسلمون والنظام الخاص، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة، 1989م.
  6. إليعازر بعيري، فى كتابه( ضباط الجيش في السياسة والمجتمع العربي) ، ت. بدر الرفاعي ،من إصدار سينا للنشر ، الطبعة الأولي ، القاهرة ، 1990.
  7. مذكرات الأستاذ المستشار/الدمرداش العقالي أحد أبرز أعضاء الجهاز السري فى تنظيم الإخوان المسلمين ، بقلم الصحفى /سليمان الحكيم.
  8. المقاومة فى قناة السويس للأستاذ/كامل الشريف.
  9. الأستاذ / عبده مصطفى دسوقي فى عمل بحثي بعنوان (الطيار .. محمد علي الشناوي إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين).
  10. كتاب الأستاذ عبد المنعم عبد الرؤوف (أرغمت فاروق على التنازل عن العرش).
  11. سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر شهادة /سامى شرف من إصدار مكتبة مدبولي القاهرة.
  12. مقال لأمين هويدي بعنوان (شهادة مثيرة لرئيس المخابرات المصرية الأسبق أمين هويدى عن الوحدة المصرية السورية أيام دمشق).


للمزيد عن الإخوان وثورة 23 يوليو

وصلات داخلية

كتب متعلقة

.

ملفات وأبحاث متعلقة

.

مقالات متعلقة

تابع وثائق متعلقة

وصلات خارجية

مقالات خارجية

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو