أجهزة عباس تغتال محمد السمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


أجهزة عباس تغتال محمد السمان

* بقلم/ صالح النعامي

{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ}

بيان عسكري صادر عن: كتائب الشهيد عز الدين القسام

اغتيال الوكالة اللحدية للقائد القسامي محمد السمان ومساعده محمد ياسين تجاوز للخطوط الحمر

محمود عباس أبو مازن

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد .. يا أمتنا العربية والإسلامية ..

لقد اعتدنا أن نقف أمامكم لنعلن عن عملياتنا ضد العدو الصهيوني ولنوجه رسائلنا للكيان الغاصب ولننقل لكم جهاد وبطولات وتضحيات المقاومة، ولكننا اليوم نقف من أجل أن نضعكم في صورة ما يتعرض له المجاهدون في الضفة من عدوان وإجرام وتآمر، لكي تتضح الصورة جليّة وينقشع الضباب ويماط اللثام عن الوجوه الكالحة التي ما فتئت تدّعي النضال وتتمسح بتاريخ المناضلين، وأفعالها تنقض أقوالها الزائفة، وممارساتها تكشف عن سوءتها التي تحاول إخفاءها..

لقد كان قدرنا في الضفة الغربية المحتلة أن نواجه عدواً غاصباً يحتل الأرض والأجواء، ويدنس المقدسات ويلتهم الأرض، وبالتوازي أن نواجه وكالةً لحدية جنّدت نفسها لخدمة هذا العدو وقدمت كل قرابين الطاعة والولاء لأسيادها في واشنطن وتل الربيع المحتلة، وباعت نفسها للشيطان وتنكرت للوطن والشعب والقضية، وباعت دماء الشهداء بثمن بخس ..

ولننقل إليكم صورة الجريمة الأخيرة لهؤلاء المرتزقة، حتى نفنّد الأقوال الكاذبة التي تحاول بعض أبواق الوكالة الصهيونية في الضفة ترويجها كعادتها لإخفاء جريمتها التي ارتكبتها تحت ستار الليل.

وبداية فإننا نحتسب عند الله اثنين من مجاهدينا الفرسان الميامين وهما:

الشهيد القسامي القائد:محمد حسن السمان قائد كتائب القسام في قلقيلية والقائد في شمال الضفة الغربية ومساعده الشهيد القسامي: محمد رفيق ياسين اللذين استشهدا في جريمة اغتيال مدبّرة من قبل أجهزة سلطة دايتون في الضفة بتنسيق وتعاون كامل مع قوات العدو الصهيوني.

حيث أن الشهيد القائد محمد السمان مطارد للاحتلال منذ ست سنوات، تعرض خلالها لملاحقة مستمرة ومحاولات للاغتيال والاعتقال، إلا أنه بفضل الله تعالى ثم بحسّه الأمني وإختفائه عن أعين الصهاينة تمكن من البقاء مطارداً للاحتلال لهذه الفترة، إلا أن أجهزة عباس عملت بشكل حثيث على ملاحقة ومراقبة الشهيد القائد محمد السمان، وقامت بكل المحاولات لتقديم هذه الهدية لحلفائها وأسيادها الصهاينة، وتعرضت مدينة قلقيلية لحملة شرسة في الأسبوع الأخير بهدف البحث عن السمان وإخوانه المطاردين، حيث تم اختطاف ما يزيد عن مائة من أبناء وانصار حركة حماس في قلقيلية للحصول على معلومات عن المطاردين والمجاهدين، حتى جاء موعد الجريمة عند منتصف الليلة الماضية، حيث حاصرت عصابة من قوات عباس الموالية للكيان الصهيوني القائد السمان ومساعده ياسين في عمارة عبد الناصر الباشا السكنية بقلقيلية، وكانت قوات خاصة صهيونية على مقربة من المكان، وكان مجاهدونا يحاولون الاشتباك مع القوات الخاصة فتفاجئوا بحصار قوات عباس لهم، وقد بدأت هذه القوات بإطلاق النار تجاه المبنى والنداء عبر مكبرات الصوت لإجبار المجاهدَين على تسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا وتبادلا إطلاق النار مع هذه العصابات، وقد استمر الحصار لأكثر من سبع ساعات متواصلة تخللها إطلاق آلاف الطلقات النارية واستقدام مئات العناصر من أجهزة عباس دايتون من مناطق أخرى في شمال الضفة الغربية ومرّت هذه القوات عبر حواجز الاحتلال وتحت مرأى ومسمع من قوات جيش العدو، واستمر المجاهدان في التحصن داخل المنزل، وكانت قوات الاحتلال تحتشد على أطراف قلقيلية، وانتهت فصول الجريمة باعدام المجاهدين واغتيالهما واعدام صاحب العمارة السكنية الشهيد عبد الناصر الباشا، بعد التنكيل بكل أهل الحي وشن حملة اختطافات وإطلاق النار العشوائي تجاه منازل أهل المنطقة.

إن هذه الأجهزة المجرمة قد فاقت في خيانتها كل التوقعات وحطّمت الرقم القياسي في ميزان التحلل من القيم الوطنية والأخلاقية، وفاجأت العدو والصديق بحجم ولائها وطاعتها للجنرال دايتون وللكيان الصهيوني، وحقّ للعدو أن يكافأ هذه الأجهزة وقياداتها، وأن يعلّق عليها نياشين الصهيونية وأن يمنحهم الامتيازات الخاصة لأنهم قدّموا للكيان الصهيوني ما لم يقدمه بعض وزراء وقادة الكيان أنفسهم، ولم نسمع أن قوات لحد التي تمثل الأب الروحي لهؤلاء قد قامت بهذه الجرائم العلنية والمباشرة لخدمة الصهاينة.

وإننا في كتائب القسام وإزاء هذه الجريمة النكراء نؤكد على ما يلي:

1-إن دماء شهداء قلقيلية ستكون لعنة تطارد هذه الأجهزة، ونحمّل رئيس هذه الأجهزة محمود عباس المسئولية المباشرة عن هذه الجريمة وما سيترتب عليها.

2-نحمل سلطة عباس وحكومتها البالية المسئولية عن كل جرائم الاغتيال التي ترتكبها قوات الاحتلال بتنسيق مع قيادات أجهزة دايتون، بما في ذلك الجرائم التي تنفذها القوات الخاصة الصهيونية أمام مرأى هذه الأجهزة في وضح النهار.

3-إن من حق مجاهدينا المطاردين لقوات الاحتلال أن يقاوموا أية محاولة لاعتقالهم وملاحقتهم من قبل هذه الأجهزة الموالية للصهاينة، ولا فرق بين المحتل الذي يطلق النار وبين خائن يقوم بالمهمة عنه، وندعو كل أبناء المقاومة الفلسطينية إلى الوقوف في وجه هذه الفئة المجرمة التي باعت نفسها للشيطان.

4-ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة لإعلان رفضهم لهذه الأجهزة المشبوهة وسحب أبنائهم منها ومناصرة المجاهدين والمقاومين للتصدي لهذه الخيانة العظمى التي تحاك ضد المجاهدين في الضفة.

5-إن كتائب القسام لن تسمح بالمساس بمطارديها وعلى كل جبان يفكر بملاحقة مجاهدينا أن ينتظر الرد والمقاومة والتصدي.

ختاماً ..فإننا نعزي أهالي الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في مقاومة الغدر والعدوان، وتحية لأهلنا في قلقيلية الصامدة المجاهدة الذين وقفوا وساندوا المجاهدين وتعرضوا للعدوان من هذه الأجهزة الساقطة أمنياً وأخلاقياً، ونعدهم أن نظل معهم نكشف عن كل المؤامرات الدنيئة التي تسوّق باسم الأمن، وعهداً أن نبقى الأوفياء لدماء شهدائنا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

فياض.. لَحْدٌ جَدِيد!

سلام فياض

لا زال قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يذكرون رِدَّةَ فعل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الغاضبةَ عندما أبلغه قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية جاد شماني قبل عامين، أن الجهود المبذولة لتصفية محمد السمان قائد " كتائب الشهيد عز الدين القسام "، الجناح العسكري لحركة حماس في شمال الضفة الغربية باءت بالفشل الذريع. وكما تُؤَكِّدُ المصادر الإسرائيلية، فإن غضب أولمرت الكبيرَ يعود لقائمة العمليات الفدائية التي نَفَّذَها السمان، أو أَشْرَفَ على تنفيذها.

ليلةَ السبت الماضي كان هناك سببٌ وجيهٌ يدعو قادةَ المؤسسة الأمنية في إسرائيل إلى الشعور بالارتياح الشديد، فقد تَمَّتْ تصفية السمان أخيرًا، لكن على أيدي قوى الأمن التابعة لحكومة سلام فياض!

وقد امتدح الجيش الإسرائيلي ما أسماه " الإنجاز العظيم " لأجهزة أمن السلطة؛ حيث نَقَلَتِ الإذاعة الإسرائيلية باللغة العِبْرِيّة الأحد الماضي عن مصدر عسكري كبير قولَهُ أن السمان كان مسئولًا عن عمليات " رهيبة " ضد إسرائيل. واعتبر المصدر أنّ تصفية السمان تحديدًا من قِبَلِ أجهزة أمن السلطة تكتسب أهميةً خاصة "؛ لأنه يعكس الشوط الكبير الذي قطَعَتْه السلطة في القيام بدورها الأمني بالتنسيق مع إسرائيل "، على حد تعبيره. ولم يَفُتِ المصدر التذكيرُ مجددًّا بأن السمان كان مطلوبًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وحاول الجيش الإسرائيلي قَتْلَهُ أو اعتقالَهُ عدة مرات، وفَشِل في ذلك. وإن كانت كل " شهادات حسن السلوك والتقدير " الإسرائيلية هذه لا تكفي، فإنّ نائب وزير الحرب الإسرائيلي الجنرال متان فلنائي لم يَسْتَبْعِد أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتقليص قُوَّاتِه في الضفة الغربية بشكلٍ كبيرٍ في ظل الدلائل الكثيرة التي تُؤَكِّدُ أن قوى الأمن التابعةَ لحكومة سلام فياض تقوم بدورٍ هائِلٍ في مواجهة " الحركات الإرهابية " الفلسطينية. وأضاف فلنائي في مُدَاخَلَةٍ أمام الكنيست الاثنين الماضي قائلًا: " حتى في أكثر أحلامنا وَرْدِيَّةً، لم نكن نتوقَّعُ أن يأتي اليوم الذي يقوم الفلسطينيون أنفُسُهم بتصفية العناصر التي تُهَدِّدُ الأمن الإسرائيلي "، على حَدِّ تعبيره.

المديح والإطراء الإسرائيلي جعل قادةَ السلطة يخرجون عن طورهم، وأخذوا " يتفاخرون " بما ارتكبوه من جريمةٍ نكراء، فهذا هو حسين الشيخ خليل المسئول عن التنسيق والارتباط مع إسرائيل، يتباهَى في حديثٍ مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الأحَدَ الماضي بـ " الإنجاز الكبير " المتمثِّلِ في تصفية السمان، قائلًا أن تصفيته " جاءتْ؛ لأنه كان يمثل تهديدًا للاتفاقيات والتفاهمات التي توصَّلَتْ إليها السلطة مع إسرائيل، مُتَوَعِّدًا بمصيرٍ مُمَاثِلٍ لكل فلسطينيٍّ يُشَكِّلُ تهديدًا لإسرائيل؛ حيث قال بالحرف الواحد: "مَنْ يُهَدِّدُ الأمن ومَنْ يخرق ويَخْرُجُ عن القانون سيَتِمُّ ملاحقته إما بالاعتقال أو التصفية ".

إن شعورًا بالذهول ينتابُ المرءَ وهو يشاهد ويسمع ويلاحظ ما تقوم به أجهزة أمن فياض في الضفة الغربية من دورٍ خيانِيٍّ صِرْفٍ، دون أيّ قدرٍ من الخَجَلِ أو حتى محاولةِ التمويه، وبشكلٍ منفصلٍ عن أي قيمةٍ وطنية. فعندما يَدَّعِي فياض وأركانُ حكومته أن تصفية السمان تأتي ضمن الوفاء بالتزاماتهم الأمنية تجاه الكيان الصهيوني، وخدمةً " للمصلحة الوطنية "، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل من المصلحة الوطنية تقديم رءوس المقاومة للكيان الصهيوني الذي يُوَاصِلُ الاستيطانَ والتهويدَ والتَّوَسُّعَ، هل من المصلحةِ الوطنيةِ مكافأةُ نتنياهو على رَفْضِهِ الاعترافَ بالحقوق الوطنية الفلسطينية؟؟ أيُّ وطنية تلك التي تَدْفَعُ فياض لتصفيةِ المقاومين في الوقت الذي يسقط فيه أبناء الشعب الفلسطيني قتلى وجرحى برصاص سوائب المستوطنين!!

أليس الأجدر بفياض أن يرسل قواتِه لِمَنْعِ المستوطنين من التنكيل بالفلسطينيين في قرى نابلس، وحَرْقِ محاصيلهم، وجَعْلِهَا مَشَاعًا لقطعان الخنازير التي يقوم المستوطنون بِجَلْبِهَا؛ لتعيثَ فسادًا بحماية الجيش الإسرائيلي؟! أيُّ مسوغ لهذه الجريمة التي تُرْتَكَبُ في الوقت الذي تُؤَكِّدُ فيه المخابرات الإسرائيلية أن المتطرفين اليهود يُخَطِّطُون وبوتيرةٍ عاليةٍ للمَسِّ بالمسجد الأقصى.

إن فياض يعي في قرارةِ نَفْسِهِ أن ما يقوم به لا يَخْدُمُ إلا الأجندةَ الصهيونيةَ في نُسْخَتِهَا الأكثرِ تَطَرُّفًا وتشددًا، لكنه منطق " الناطور " ليس إلا. لكن لو افترضنا جدلًا أن فياض يُؤْمِنُ بما يقول، فإننا ننصحه بأن يستمع لما تقوله شخصيةٌ صهيونيةٌ ذات تجربة عميقة، وهو رئيس حركة ميريتس الأسبق؛( يوسي ساريد، الذي شَغَلَ منصبَ وزير التعليم في السابق، والذي عَلَّقَ في حديثٍ مع إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين الماضي على عمليَّةِ تصفيةِ السمان، حيث قال ساريد بالحرف الواحد: " حتى لو قام فياض وعباس بتقديم رءوس جميع قادة حماس والجهاد الإسلامي على طَبَقٍ من فضة لنتنياهو، فلن يَحْصُلَا إلا على السراب "، على حد تعبيره!

إن كان المرء لا يتوقع من فياض غير هذا السلوك، فإنه مما لا يمكن قَبُوله وتفَهُّمُه هو ردودُ بعض قادة الفصائل الذين استحكم فيهم النفاق والازدواجية، والذين كل ما يعنيهم العوائدُ المالية التي يحصلون عليها من عباس وسلطته. فالكثير من أبواق النفاق فيما يُسَمَّى زورًا " باليسار الفلسطيني " ربطوا عملية تصفية السمان بالانقسام الداخلي، وهذا الزَّعْمُ يعادل الجريمة ذاتَهَا، وكأنه لو لم يحدث الانقسامُ لما أقدمتْ حكومة فياض على هذه الجريمة، مع أنهم يعون أن حكومة فياض تعكُفُ على تطبيقِ أجندةٍ محددةٍ، وليس ضِمْنَ هذه الأجندة تحقيقُ تَوَافُقٍ وطني فلسطيني.

كان الأجدر بفياض أن يعتبر بما جرى لأنطوان لحد؛ زعيم عصابة العملاء في جنوب لبنان، الذي خَدَم إسرائيلَ لأكثر من 30 عامًا، وها هو يقول مُؤَخَّرًا أنه يندم على كل لحظة خدم فيها هذا الكيان " الذي يرمي بالمتعاونين معه في حاويات القمامة "، على حد تعبيره. على ما يبدو فإن فياض لن يَعْتَبِرَ؛ لأنه النسخة الفلسطينية الْمُشَوَّهة للحَدِّ.