أحمد حامد السيد إدريس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد حامد السيد إدريس المجاهد الصامت


إخوان ويكي

مقدمة

إن الحياة البشريَّة تسير بنظام دقيق، كما يسير أي كوكب وجِرْم في هذا الكون الفسيح المتقن البديع، وكما أنَّ لهذا الكون قانونا يحكم حركته وينظم سيره، فللإنْسان قانونٌ يحكم سيره وحركته؛ من أجل ذلك أرسل الله الرُّسُل ليبيِّنوا للنَّاس هذا القانون الَّذي يحكم سير حياة الإنسان.

وقد بيَّن الله - سبحانه وتعالى - على لسان رسُله النِّظام الذي يحكم سير هذا الكون العجيب، وذلك النظام هو السنن التي تسير بها حياة البشر، كما تسير الكواكب بسنن وقوانين تحكم سيرها، والمصلحون هم المبيِّنون لذلك القانون، وبيانُهم له هو صمام أمان المجتمعات من الانحِراف المؤذِن بزوال الأمم والمجتمعات؛ قال تعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" "هود: 117"، وتلك سنَّة من سنن الله الماضية في خلقه.

والمجاهد أحمد حامد – والذي لا يعرفه كثير من الناس – كان واحد من المصلحين الذين آثروا العمل على الكلام حتى توفاه الله.

في مدينة القرين

في مدينة القرين بمحافظة الشرقية وفي عام 1932م ولد أحمد حامد السيد إدريس حيث التحق بالتعليم، غير أنه لم يتخرج من الجامعة إلا بعد عام 1960م لظروف اعتقاله.

تعرف أحمد حامد على الإخوان في وقت مبكر، وحينما وقعت المحنة للإخوان عام 1954م شارك مع العديد من الطلاب والشباب في جمع القليل من المال وإعطاءه لأسر الإخوان المعتقلين لمساعدتهم في مواجهة الحياة، غير أن أعين الأمن كانت لهم فتم القبض عليهم في أبريل 1955م فيما عرف بالتنظيم المالي لرعاية أسر المعتقلين، وقدم للمحاكمة والتي حكمت عليه بالسجن 5 سنوات قضاها كلها متنقلا بين السجون.

خرج أحمد حامد من السجن عام 1960م ليكمل دراسته ويتخرج من الجامعة ويعمل مدرسا للرياضة. غير أن حب الدعوة كانت متملكا على كيانه، حيث يصف المهندس الصروي تميز إخوان من سموا بقضية التمويل

بقوله:

  1. الحب الشديد لجماعة الإخوان المسلمين حبا لا يقبل المناقشة أو الجدل
  2. الطاعة الشديدة لتعليمات القيادة إذا صدرت ولقد ظهرت هذه الطاعة واضحة جليلة في محنة "التكفير" داخل السجون حيث كانوا صمام الأمن الذي نجا الإخوان من هذه المحنة وكانت لهم وقفة عظيمة إلى جانب الفكر الصادر من قيادة الإخوان آنذاك .. الأستاذ حسن الهضيبي فسارعوا إلى المبايعة الجديدة على هذا الفكر وعلى رأسهم مبارك عبد العظيم وبذل جهدا عظيما مع شباب (65) في سجن قنا لإقناعهم بفكر الأستاذ "حسن الهضيبي".
  3. الجلد الشديد .. فعندهم جلد وصبر ومصابرة ملفتة للنظر .. وعندهم عقيدة "أن لكل شيء نهاية "وشعارهم" افعل ما تحتاجه اليوم .. ولا تنظر كثيرا إلى الغد ... فالغد بيد الله عز وجل".
  4. الثقة في قيادة الجماعة .. فهم لا يقبلون همزا أو لمزا ... بل أحيانا ولا اعتراضات على ما يصدر من الجماعة من تعليمات . وشعارهم الاستمرار مع "الشرعية الجماعية" أو"الشرعية التنظيمية" كما كان لقسوة محنة (55 ـ 60) عليهم أثر في الصبر الطويل .. والرضا النفسي السريع بقضاء الله وكذلك الرضا بأي لبس .. وأي أكل .. فالطعام والشراب والملبس ليس لها ثقل في حياتهم ... وهذا الذي جعلهم ـ دائما ـ غير قابلين للمساومات تحت أي ضغط.

تنظيم 65 والمحاكمات

لم يركن أحمد حامد إلى السكون فبحث عن إخوانه لكي ينصهر وسطهم، وساقه القدر إلى التعرف على عدد ممن كانوا معه في قضية عام 1955م ليبدأوا مع أخرين إعادة العمل التربوي في الجماعة

ومن الأسماء اللامعة التي انضمت إلى التنظيم الجديد من إخوان الخمسات:

  1. مبارك عبد العظيم عياد (الجيزة) "طالب بكلية العلوم" وصار بعد ذلك من قيادات تنظيم (65)
  2. محمد على العريشي "طالب بكلية التجارة" من إخوان الشرقية ومترجم ممتاز للغة الإنجليزية
  3. أحمد حامد السيد إدريس "مدرس رياضات" من إخوان الشرقية
  4. إمام سمير ثابت توفيق ، من الجيزة ، "طالب بكلية الزراعة"
  5. أحمد توفيق كنزي ، القاهرة "طالب بكلية الآداب"
  6. عبد الفتاح الخضرى ، الجيزة "محاسب"
  7. محمد مندوه العزباوى "مدرس" إخوان طنطا

بالإضافة لعدد من إخوان الشرقية انضموا لهذا التنظيم ففي بلبيس كان الأستاذ محمد عواد وأمين سعد والشيخ نصر عبد الفتاح وغيرهم، وفي مركز الزقازيق كان عبد العزيز عبد القادر ومجموعته. غير أن التنظيم تم الكشف عنه وصدر أمر باعتقال كل من سبق اعتقاله، فقبض على أحمد حامد عام 1965م وكان واحد من المحالين للمحاكمة في القضية الثالثة والتي حكمت عليه بالسجن 8 سنوات، بعد نزع اعترافات باطلة منه تحت تعذيب بشع وبإشراف شمس بدران ومساعده حمزة البسيوني.

وفاته

قضى احمد حامد المدة كاملة حتى خرج بداية عام 1974م ليسارع بالبحث عن إخوانه الذين خرجوا ليعودوا العمل الدعوي، وبالفعل تعاون مع بعض الإخوة أمثال الحاج سعد لاشين والحاج عبد العزيز عبد القادر والحاج عبد الرحمن الرصد وغيرهم وظل كذلك يربي الشباب حتى توفاه الله يوم الخميس ١٠ رجب ١٤٤١ هـ الموافق ٥ مارس 2020م.