أفراح الأمة تترى في بيت المقدس وأكنافه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أفراح الأمة تترى في بيت المقدس وأكنافه


(الخميس 22 أكتوبر 2015)

د. عز الدين الكومي

لم يخطر ببال الصهاينة وأتباعهم من متصهينة العرب يوما حين فرضوا الحصار الظالم على غزة ليخنقواأهلها لتركيعهم وقبولهم بالاستسلام والانبطاح أو ليموتو جوعا وحصارا فهدموا الأنفاق وأغلقوا المعابر بتوجيه مباشر من الأمريكان والصهاينة، ولم يكتفوا بذلك بل تفتق ذهنهم عن فكرة شيطانية صهيونية وبتمويل نفطي وتنفيذ انقلابي؛ وهي إغراق أهل غزة بالمياه المالحة لإفساد حياتهم ومعاشهم ليستريح الصهاينة من صداع في الرأس اسمه غزة الصمود.. غزة العزة غزة الإباء!!

وفات هؤلاء أن يعلموا أن كيد الشيطان كان ضعيفا!! وهاهم يأتيهم الطعن والدهس من داخل حصونهم التي ظنوا أنها مانعتهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا!!

حينما قامت قطعان المستوطنين بعدة محاولات لاقتحام المسجد الأقصي المبارك وتحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني وقواته الخاصة؛ حيث تصدى لهم المعتكفون وردوهم على أعقابهم وطردوهم خارج باحة الحرم، وبعدها انطلقت مسيرات عنصرية قال منظموها إن هدفهم هو إرسال رسالة للمقدسيين أنهم -أي المستوطنين- هنا وأنهم أصحاب البيت، كما جاء في رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.

كما قامت قطعان المستوطنين بأكثر من أربع وستين اعتداء على المسجد الأقصي لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصي المبارك مما يشير إلى منحي خطير تنتهجه الحكومة الصهيونية، وأنها تفي بوعودها للناخب الصهيوني الذي منحها صوته بناء على هذه التعهدات التي وعدت بها وهي حماية قطعان المستوطنين.

والجماعات الصهيونية الإرهابية التي تسعى لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه وأن كل المؤشرات تشير إلى أن الاحتلال الصهيوني بدأ فعليا بالسير نحو التقسيم الزماني والمكاني بعد سلسلة من الاعتداءات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، التي كانت تهدف إلى إطلاق يد المستوطنين في العبث بالمسجد الأقصي ومنع المواطنين الفلسطينيين من الدخول، بل معاقبتهم على ذلك، إضافة إلى ازدياد أعضاء الكنيست المقتحمين والمدنسين للأقصى والعنصر النسائي وطلبة الجامعات.

ومع خنوع حكومة أوسلو والصمت العربي المهين، بل لأول مرة في تاريخ الصراع مع الصهاينة نجد أحد الخطباء من علماء السلطة وعملاء الشرطة يصف عمليات الطعن للصهاينة المجرمين بأنها همجية، ومن يقومون بها بأنهم خوارج، لم يبق إلا أن يقول: وبعد هذا خروج على ولي الأمر -نتن ياهو-.

في ظل هذا الخنوع المذل المخزي انطلقت انتفاضة شباب الأقصي في كل فلسطين طعنا ودهسا لكل الصهاينة جيش وشرطة ومستوطنين حتى بات الرعب يسيطر على الصهاينة حتى داخل بيوتهم، وكثير من الموظفين لا يذهبون لأعمالهم خوفا من طعنات شباب الأقصى الذين أعلنوا عن مرحلة جديدة من الجهاد (جهاد السكاكين والخناجر والبلطات)، وأجهضوا مشروع تقسيم المسجد الأقصي زمانيا ومكانيا الذي تم التمهيد له مع سلطة عباس.

وبرزت المرأة الفلسطينية المدافعة عن شرف الأمة لتلقن الصهاينة وأعوانهم من صهاينة العرب درسا قاسيا!!

والآن تتعالى أصوات الخونة من المتصهينين العرب ينادون بالتهدئة.. لكن شباب الأقصى قال كلمته "التهدئة ليست بيد عباس ولا عريقات ولكنها بيد الشعب الفلسطيني الثائر".

الفلسطيني الذي انطلق بسكينته ومقلاعه ليفرض الحصار على المستوطن الصهيوني في القدس والضفة وتحت وقع هذه العمليات لم يبقَ للعدو مكان آمن في الكيان.

وعلى إثر ذلك تأتي دعوة زعيم المعارضة الصهيونية -يتسحاك هرتسوغ- إغلاق المسجد الأقصى، وهي دعوة مرفوضة وغير قابلة للتنفيذ لأنها لن توقف ثورة السكاكين كما يتوهم هذا الصهيوني الحاقد.. ليس أمام المستوطن المغتصب إذا أراد أن يستريح ويهنأ بحياته بعيدا عن الطعنات والدهس إلا أن يحمل عصاه ويرحل!!

وتأتي المطالبة بالذهاب مجددًا للجنة الرباعية الدولية بهدف الضغط على سلطة أوسلو كي تحول بين شباب الأقصي وبين الصهاينة الغاصبين.. كما أن احتمالية إجبار الجامعة العبرية على ممارسة بعض الضغوط على سلطة أوسلو وارد أيضا.. لكن تبقى الكلمة لشباب الأقصى وثورة السكاكين!!

والسؤال هنا هل يفكر العدو في نقل المعركة إلى قطاع غزة لتخفيف الضغط على الصهاينة في الضفة والقدس؟

هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.. وربما يتم ذلك بناء على نصائح من النظام الانقلابي في مِصْر لكن سوف يحسب ألف حساب لهذه الخطوة.

المصدر