إعلامنا.. بين الواقع والمأمول

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إعلامنا.. بين الواقع والمأمول


بقلم : جمال ماضي


1- إعلامنا بين الضعف والقوة

قناة الناس ..إحدي القنوات الدعوية الناجحة

الإعلام في الدعوة الإسلامية أصل من أصولها, وأساس لفكرتها؛ لأنه يعني التبشير والتبليغ، بلغة العصر وأدواته, ما يتطلب كفاءات وقدرات وتخصصات مدربة, وجاهزة للإبداع والابتكار.

ودائمًا بين الواقع والمأمول توجد فجوات على المعنيين بالأمر العمل على تذويبها, أو تقريبها, ولا أقول أنها ستختفي لأن طبيعة الزمان أن يتغير, والأجيال أن تتطور, وهذه سنة الحياة.

ومن ثم السؤال الذي يطرح نفسه اليوم, ليس في الرضا عن الإعلام الحالي الذي يمارسه أصحاب الدعوة أو غير الرضا؛ لأن الإعلام في منهج الفكرة الإسلامية دعوة وتربية؛ ولذلك فهو جزء لصيق في تكوين شخصية المسلم والمسلمة, نحو الممارسة العملية في التغيير والإصلاح.

ولهذه السنة التي لا تتبدل ولا تتحول, يقوى الأداء الإعلامي أو يضعف, وفق قوة أو ضعف عوامل ومعايير, وهي تتمثل في التالي:

1- مفهوم الإعلام الشامل الذي يغطي كل أفرع الدعوة الإسلامية.

2- مدى اهتمام القيادة بتحقيق هذا المفهوم الشامل في الواقع العملي.

3- وجود خبراء وأصحاب تجارب وتفرغهم في الاستشارة والتوجيه.

4- وجود متخصصين مؤهلين ومدربين ومحترفين في الإعلام كمهنة.

5- المشاركة والانفتاح على كافة آليات ووسائل وأنواع العمل الإعلامي.

6- رصيد مالي مناسب للتكلفة الإعلامية الباهظة؛ فالإعلام اليوم يعني مال.

ومن خلال ذلك، فإعلامنا اليوم في ضعف عام؛ لأن نسب النجاح ما زالت متفاوتة في توفر العوامل السابقة, بحيث يمكن للراصد والمراقب أن يقول: إن القوي منها لا يتجاوز نسبة 50% بالكاد!


2- كيف نخرج من هذا المأزق؟

وللخروج من هذا المأزق, يكون في السير نحو تقوية هذه النسب المتدنية, بخطة طويلة المدى نضمن بأنها تحقق هذه الأهداف:

اهتمام القيادة الدعوية بالعمل الإعلامي الشامل- إنشاء قسم إعلامي مستقل- لجنة خبراء ومستشارين متفرغين- صناعة قدرات مدربة ومتخصصة ومؤهلة ومحترفة.


وأخرى قصيرة المدى, من أهدافها:

المشاركة في الإعلام الحالي بكافة صوره وأشكاله وفروعه- الانفتاح على المجتمع بالأعمال الملائمة والمناسبة والإبداعية المتجددة- نشر مكاتب ومراكز إعلامية فاعلة ومتخصصة... وغير ذلك من المتغيرات والمستجدات, وفق المكان والزمان وطبيعة العاملين ومدى توفر الإمكانات والظروف المختلفة.

وبذلك نستطيع أن نحقق الطرق التأثيرية المرجوة لإعلامنا, والممثلة في ثلاث خطوات فاعلة:

الأولى: استحداث حدث ما مؤثر ومعد ومخطط له, يكون مادة إعلامية عالمية, وبذلك نستطيع توجيه كافة الوسائل الإعلامية, نحو تحقيق أهداف إعلامنا.

الثانية: توجيه حدث ما ليس من صناعتنا, نحو تحقيق أهداف إعلامنا, وبذلك نستطيع بمهارة توظيف الحدث الذي يستحدثه غيرنا لتحقيق أهداف إعلامنا.

الثالثة: صد تأثيرات حدث ما, قد يؤثر سلبيًّا على أهدافنا، وبذلك نستطيع الرد الفوري والواضح والحاسم والمباشر والمعد سلفًا, لصد الهجمات التي تشوه أهدافنا.

ولا شك أن حاجة الإعلام الدعوي للمكتب الإعلامي الذي يسهر ليلاً ونهارًا, هو جهاد اللحظة, الذي يسبق ويواكب الحدث, ثم يصنع الأثر الفعلي الذي يبدأ فيما بعد الحدث, وهذا ما يغفله بعض المهتمين بالإعلام حينما لا يستثمرون هذه الجهود الإعلامية الضخمة, فتضيع هباءً, بلا فائدة.

وهذا ما نراه اليوم شاخصاً فيما يسمي: (الإعلام الحربي) الذي تمارسه أمريكا في حروبها الرامية للاحتلال العسكري في أفغانستان والعراق, أو في حروبها الرامية للاحتلال المدني لبلداننا, هذا الإعلام الذي يقنع الناس بما يبثونه وحدهم من أفكار وتحليلات ورؤى ومفاهيم, وقد جندت لذلك عشرات الفضائيات, ومئات الإذاعات, وآلاف مواقع النت.


3- ولرفع الأداء في خطوات محددة

على المستوى الشخصي

- الانخراط في دورات متخصصة لتأهيل المهتمين والعاملين في المجالات الإعلامية من الهواة.

- الانخراط في دورات احترافية لنقل الهواة إلى بند الاحتراف، كخطوة لاختيار الإعلام كمهنة أساسية.


على المستوى الجماعي

- تشجيع وإنشاء مراكز متخصصة إعلامية تهدف إلى الربح, تنتج مواد إعلامية, وتشارك وتوجه وتدرب وتؤهل, الإعلام عمومًا والإعلاميين خاصة, بشكل طبيعي وآمن وسليم.

- تقوية أداء (المكتب الإعلامي) الذي يشرف وينسق ويوجه ويذلل الصعاب, ويشارك بصورة غير مركزية, وغير تنظيمية.

وليست هذه الورقة إلا لفتح العديد من الحوارات, التي تحقق الأهداف بصورة عملية, بعيدًا عن الآمال المنشودة فقط, أو رؤية الواقع والاستسلام له من جانب آخر, بل بالمزج بين المأمول والواقع, والله المستعان, فمن نجاح هذه الدعوة أنها ربانية, تتوقف على جهود العاملين, وتفانيهم وسيرهم الحثيث, مهما كانت التضحيات؛ لتحقيق إعلام مؤثر وقوي وناضج ومعاصر, وليس ذلك ببعيد.


المصدر : إخوان أون لاين