اتهامات للمعارضين بالخيانة.. ترامب مصر وأمريكا سواء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اتهامات للمعارضين بالخيانة.. ترامب مصر وأمريكا سواء


سالى ييتس - القائمة بأعمال وزير العدل.jpg

(01/02/2017)

كتب: إسلام محمد

مقدمة

بمجرد صدور قرارات الرئيس الأمريكي الأكثر إثارة للجدل والاعتراض دونالد ترامب المتعلقة بحظر دخول مواطني 6 دول عربية وإيران، إلى أمريكا، بادرت جهات رسمية في "بلد الحريات" إلى الإعلان بأن معارضي قرارات ترامب خونة ومغرضون، لدرجة توجيه هذا الاتهام إلى وزيرة العدل بالإنابة التي رفضت السماح لموظفيها بإعداد مذكرات للدفاع عن الحكومة بشأن تلك القرارات التي لم تتوقف الحملات الرافضة لها على مستوى العالم منذ إصدارها يوم الجمعة وحتى الآن.

اللافت في الأمر هو التوافق الغريب بين تلك الاتهامات ومثيلاتها التي تشهدها مصر ضد أي صوت مختلف عن التوجه الرسمي لسلطة الانقلاب، سواء كان ذلك الصوت رافضا للانقلاب، أو يقتصر رفض صاحبه على سياسات السيسي التخريبية، أو كان إلى وقت قريب يقف في صف الانقلاب ويؤيد بشدة القرارات التي يتم اتخاذها في كافة المجالات، إلا أنه بمجرد الاختلاف يتم ضم هؤلاء إلى سجل "الخونة" الذين "يريدون تخريب الوطن المتعاونين مع جهات أجنبية وأصحاب الأجندات الغربية العميلة".

خيانة أمريكاني

انضمت الاتهامات بالخيانة إلى القائمة بأعمال وزير العدل "سالى ييتس" جاءت من "ترامب" شخصيا، حيث برر أسباب إقالة الوزيرة وتعيين "دانا بوينتى"، بأن سالى "خائنة" بعد رفضها فرض نظام قانونى يهدف لحماية مواطنى الولايات المتحدة.

ونشر ترامب، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، بيانًا قال فيه: "القائمة بأعمال النائب العام "سالى ييتس" قد خانت وزارة العدل من خلال رفضها فرض نظام قانونى يهدف إلى حماية مواطنى الولايات المتحدة، وقد تمت الموافقة على هذا النظام من حيث الشكل والشرعية من قبل مكتب المستشار القانونى لوزارة العدل".

رقم قياسي من الخونة

ويتشابه الاتهام تماما مع الاتهامات المصرية لعدد غير محدود أو منتهى من الشخصيات بالخيانة والعمالة، بدءا من الرئيس محمد مرسي الذي تم توجيه اتهامات ملفقة له بالخيانة والتخابر مع قطر وحماس وغيرها، وهي اتهامات لم تصمد في ساحات المحاكم، ولم تتمكن نيابة وقضاء الانقلاب من تقديم دليل واحد حقيقي عليها، وامتدت الاتهامات إلى كافة رافضي الانقلاب، وتنوعت بين العمالة لأمريكا وإسرائيل والنرويج وقطر وتركيا وحماس.

كما تم توجيه اتهامات بالخيانة لنشطاء 6 إبريل وباقي القوى الثورية، وأذيع عدد كبير من المحادثات الهاتفية بينهم من جانب الأذرع الانقلابية لمحاولة إثبات تلك التهم بأي طريقة، إضافة إلى المنظمات الحقيقية التي يتم عادة توجيه هذه الاتهامات لها في هذا الشأن، مستدلين على ذلك بتلقيهم تمويلا خارجيا، رغم تأكيد المنظمات أن تلك الأموال تأتي في إطار شرعي وتحت أعين الحكومة، التي تتلقى ذاتها الكثير من المنح والمعونات دون أن يتم توجيه الاتهام لها.

ويتم الاحتفاظ في الأدراج بقضية أطلقت عليها وسائل الإعلام "القضية 250"، وتضم أكثر من 160 شخصية حقوقية وعامة وإعلامية، وتكتفي الحكومة بالتلويح بها في حال خرجت إحدى تلك الشخصيات عن النص. وكانت الشخصية الأحدث التي وجهت لها تهمة الخيانة، محمد البرادعي، لأنه أعلن مجموعة من الآراء التي فضحت النظام الانقلابي وتآمره على الثورة والثوار، على الرغم من أن "البرادعي" تولى منصب نائب رئيس جمهورية الانقلاب، وكان أحد أهم المروجين للانقلاب في الدوائر الغربية، في مشهد لا يخلو من الكوميديا الصارخة.

كما تم توجيه الاتهامات لعدد من الشخصيات التي أيدت الانقلاب في البداية إلا أنها أعلنت رفضها الممارسات التي انتهجهتها سلطات العسكر، ومن هذه الشخصيات علاء الأسواني، باسم يوسف، بلال فضل، عمرو الليثي، ريم ماجد.. وغيرهم. كما أصبح الاتهام بالخيانة في مصر أسهل من تناول كوب ماء، حيث تشهد شاشات الفضائيات وساحات المحاكم يوميا الزج بأعضاء جدد في أتون الاتهامات بالخيانة والعمالة وبيع الوطن.

المصدر