الإخلاص فى حياة الدعاة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخلاص فى حياة الدعاة


الإخلاص فى حياة الدعاة

إن من يحمل هم أمته وكل من يسعى لإقامة دين الله, وكل داعية لدعوة الله لابد أن يتحلى بالإخلاص.


فهو المحرك لكل عمل دعوى وهو المنشط للأخ على طريق الدعوة, فهو احد مقومات رجل العقيدة على طريق الدعوة كما ذكر فضيلة الأستاذ مصطفى مشهور عليه رحمة الله.

والإخلص من السنن الكونية منذ بدأ الخلق حتى قيام الساعة.


الإخلاص في آيات القرآن الكريم

  • "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" الشعراء88-89
  • "﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" 161 الانعام
  • "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذ1لك دين القيمة" البينة-5
  • "قل أن تخفوا ما في صدوركم أو تخفوه يعلمه الله" آل عمران -29
  • "يوم تبلى السرائر" الطارق -9
  • "وحصل ما في الصدور" العاديات -10


الإخلاص في السنة النبوية المطهرة

  • عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسولة ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
  • وكل عمل لابد فيه من النية حتى يتقبله الله, وعلماء الفقه اشترطوا لقبول العمل لابد أن يتوافر فيه شرطان:

1-أن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى.

2-أن يكون موافقا لشرع

  • وعن أبى عبدا لله بن جابر ألأنصاري قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال: "إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا, ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض"وفى رواية"إلا شركوكم في الأجر" رواه مسلم.
  • وعن أبى هريرة عبدا لرحمن بن صخر قال: رسول صلى الله عليه وسلم "إن الله ل ينظر إلى أجسامكم, ولا إلى صوركم, ولكن ينظر إلى قلوبكم<وأعمالكم>.رواه مسلما؟
  • وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه خرج يوما إلى المسجد رسول الله فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي يبكى, فقال ما يبكيك ؟ قال:يبكيني شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا, وان حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا, قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة" رواه ابن ماجة


صاحب النقب

حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمون ( مسلمة بن عبد الملك: مناديا.. من منكم سيدخل النقب}? وهي فتحة إلقاء الفاضلات والقاذورات إلى الخارج{ فأن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله ".

فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب !!تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وفتحوا الحصن.يقف قائد المسلمين وينادي صاحب النقب ليخرج له !! إلا أنه لم يخرج أحد !!

فيقف في اليوم التالي وينادي !! ولكن أحد لم يخرج ؟؟ فيقف في اليوم التالي ويقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار. وبينما القائد جالسا في خيمته إذ دخل عليه رجلا ملثما !! فيقول مسلمة: هل أنت صاحبا النقب ؟؟ فيرد الرجل: أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه !! فقال مسلمة: ما هي.. فقال الرجل: أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة.. فقال مسلمة: له ما طلب.. فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب.فكان مسلمة يدعوا بعدها: ربي احشرني مع صاحب النقب.

أنهم أناس يسيرون على الأرض ارتقت قلوبهم حتى ارتبطت بخالقها وارتفعت جباههم حتى لامست السحب فصاروا لا يرون أحداً من البشر هدفهم واضح... رضا الله وفقط لا غير .. الناس أو البشر آخر همهم!!

طالما أن عملهم لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله..لا يضرهم إن أثنى الناس عليهم.


الإمام الشهيد حسن البنا وركن الإخلاص

الإمام حسن البنا

لقد ألهم الله تعالى الإمام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله تعالى إلى الركن الثاني من أركان البيعة العشرة للإخوان العاملين المجاهدين في رسالة التعاليم فيقول:

وأريد بالإخلاص أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته, وحسن مثوبته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر, وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة.

﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"161الانعام وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم "الله غايتنا" و"الله اكبر ولله الحمد".

ويقول الأستاذ مصطفى مشهور في كتابه: مقومات رجل العقيدة:

والأخ العامل في حقل الدعوة يتعرض إلى مواقف وفتن من داخل الصف وخارجه, وهنا يبكون الإخلاص لله له دوره الفعال في النجاة والتغلب عليها, والأخ المسلم المخلص لربه لا تفتر همته في بذل الجهد ومواصلة السير على الطريق ولو لم تظهر له النتائج, وكلما خلصت النوايا من الأغراض الدنيوية قوى الحب والتلاحم والتعاون والفداء بين الإخوان.


الغزالي والرئيس وإخلاصه بعد مماته

ورحم الله الشيخ محمد الغزالي الذي ضرب لنا أروع مثل للإخلاص بعد وفاته ما حدث منه وقاله للرئيس بعد نجاته من حادث الأقصر وذكره فقط للدكتور محمد سليم العوا وطلب منه ألا يذكره لأحد الأ بعد مماته, كما قال الأستاذ عصام تليمه عن الدكتور العوا فقال:

فقد كان من الضروري أن يهنأ الرئيس مبارك بسلامته ونجاته من محاولة اغتيال في أديس أبابا، واجتمع في يوم التهنئة ومكانها علماء المسلمين وكهنة النصارى، ووقف الشيخ الشعراوي يقول كلمته القوية التي يحفظ معظم الشعب المصري ما جاء فيها: لن أختم حياتي بنفاق وأنا أقف على عتبة الآخرة، اسمع يا سيادة الرئيس: إن كنت قدرنا فنسأل الله أن يعيننا على هذا القدر، وإن كنا قدرك، فأعانك الله علينا، أسأل الله أن تكون هذه الحادثة سببا لتطبيق منهج الله وشرعه، إلى آخر ما قال رحمه الله.

وقال الشيخ الغزالي كلمة عابرة ظن الجميع أنها كانت أضعف الكلمات، ولكن ما حدث بعد الكلمة كان أقوى مما قاله الشيخ الشعراوي والجميع، فقد حدث حادث مهم للغزالي مع الرئيس مبارك، ولكنه موقف غير معلن، ولم يعلنه الغزالي، وقد أسر به إلى أستاذنا الدكتور محمد سليم العوا، وحدثني به، فرأيت من الإنصاف للغزالي نشر الموقف، وهو كالتالي:

بعد انتهاء الجميع من الكلام جاء مندوب من مكتب الرئيس ليطلب من الشيخ الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ جاد الحق شيخ الأزهر، فانتظروا في غرفة أُجلسوا فيها ودخل الرئيس مبارك عليهم، وكان المكان الخالي على أريكة في ناحية فيها الشيخ الغزالي، وجلس الرئيس في الناحية الأخرى، وبعد مجاملات معتادة قال الرئيس للشيخ الغزالي، وهو يربت على ركبته: ادع لي يا شيخ غزالي، أنا حملي ثقيل، أنا مطلوب مني كل يوم الصبح أوكل (أطعم) سبعين مليون. قال الشيخ الغزالي: لم أشعر بنفسي وهو يقول ذلك، واستعدته الكلام: آنت بتقول إيه؟!

فكرر عبارته: أنا مطلوب مني كل يوم أوكل سبعين مليون. يقول الغزالي: فوجدت نفسي أنفجر فيه لأقول له:

أنت فاكر نفسك مين؟

إياك أنت فاكر روحك ربُّنا!

هو آنت تجدر (تقدر) توكل نفسك!

يا شيخ اسكت. وأنت لو جت (جاءت) دبانه (ذبابة) على أكلك تأكله ولا تجدر (تقدر) تعمل فيها حاجه! قال الشيخ الغزالي: فارتبك الرجل وتغير لون وجهه، وقال لي: أنا قصدي من الكلام المسؤولية التي علي.

قال الشيخ الغزالي: ولم أكن قد سمعته جيدا فأكملت: مسؤولية إيه؟!

المسؤولية على اللي يجدر (يقدر) وإحنا كلنا في أيد ربنا.

أنت بكتيره.. بكتيره.. تدعي وتقول: يا رب ساعدني.

لكن تقول: أوكلهم، وكِّل نفسك.

قال الشيخ الغزالي: فوضع الرجل يده على ركبتي مرة أخرى وقال: استني يا شيخ محمد، استني، آنت يمكن مش فاهمني.

فقال له الغزالي: مش مهم أفهمك، المهم أنت تفهمني.

يا أخي (وفي السماء رزقكم وما توعدون).

(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)

(أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون)

فسكت الرجل ونظرت إلى وجهه وهو متحير، فأدركت ما فعلت، وأفقت، فنظرت إلى الشيخين لعل أحدهما يعينني، فوجدت أكبرهما سنا قد أسند ذقنه على عصاه، وأغمض عينيه، ووجدت أكبرهما مقاما قد أسند رأسه إلى مقعده وأغمض عينيه تحت نظارته التي نصفها ملون ونصفها الآخر أبيض، وأكمل الرئيس كلامه بما يشبه الاعتذار عما قال، والرضا بما كنت أقوله، وجامل كلا من الشيخين بكلمة، ثم قمنا لنخرج فأوصلنا إلى باب السيارة، فأسرع أحد الشيخين فجلس إلى جوار السائق، ودار الثاني ليركب من الباب خلف السائق، وكنت أنا أبطأهم خطوة، فمشى الرئيس إلى جواري حتى بلغنا باب السيارة فمددت يدي لأفتحه فإذا بالرئيس يسبقني ليفتحه لي، فحاولت منعه من ذلك، وأمسكت بيده وقلت له: أرجوك يا سيادة الرئيس لا تفعل. فقال: هذا مقامك يا شيخ محمد... أنا والله أحبك يا شيخ محمد ادع لي.

ركبت السيارة وأغلق هو الباب، وبقي واقفا إلى أن تحركت السيارة فأشار إلي مودعا، وانطلقت السيارة والشيخان صامتان لم يتكلم أي منهما بكلمة حتى أوصلناهما واحدا بعد الآخر، ثم أوصلني السائق إلى بيتي.

وفي نفس الليلة أو في صباح ثاني يوم هاتفاني كل منهما على انفراد ليدعو له ويقول له: لقد قمت بفرض الكفاية عنا يا شيخ غزالي، ويضحك الشيخ ضحكة طويلة من ضحكاته الطفولية التي يعرفها محبوه، ثم قال لي: اسمع يا محمد (أي دكتور محمد سليم العوا) احفظ هذه الحكاية، ولا تحكها إلا بعد موتي، فإني أرجو أن يكون ما قلته لهذا الرجل في الميزان يوم القيامة، وأن يدعو لي بعض من يعرفونه دعوة تنفعني إذا فارقت الأهل والأحبة.

فلنحرص ايها الإخوان على تنمية الإخلاص في قلوبنا للنحو من عذاب الله ونفوز بجنته

فاللهم ارزقنا الإخلاص والعمل لوجهك الكريم