الحرية المجروحة والعدالة المذبوحة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحرية المجروحة والعدالة المذبوحة


بتاريخ : الجمعة 15 مايو 2015

الحرية المجروحة والعدالة المذبوحة

ذبحت الحرية ودفنت العدالة الاجتماعية بالادوات القمعية والتصريحات العنصرية التي تصدر عن متسلقين اجهزوا علي الديمقراطية بعد ان غيبوا الشرعية..!! ابن عامل النظافة لا يحق له ان يتعين في القضاء ...!! علما بان افضل رئيس للبرازيل كان ماسح احذية ...!!

حسنا اقالوه ...!! لكن ماذا بعد الاقالة؟ !! هل تقال معه كل هذه الترسانة من الافكار سيئة السمعة، وكل هذه العقول الفارغة من العدل والحق والذكاء والمحشوة بالظلم والباطل والغباء ... !!

ابن عامل النظافة قد يصبح من أفضل القضاة وابن عامل البريد أصبح رئيس جمهورية ومنظف أحذية أصبح رئيس جمهورية تفوقت علي اقرانها في شتي المجالات ..!! لكن عندنا رد جاهز ... غير لائق اجتماعيا ...!!

غير لائق إجتماعيا ... سيف سلطه رموز القمع الاجتماعي الفاشل لذبح المتفوقين والنابغين والنابهين ..!!

غير لائق اجتماعيا ...شرط معجز وقانون مخز ارادوه لذبح المصريين فذبحوا به من رب العالمين ولاعزاء للمستبدين ..!!

غير لائق أجتماعيا ...شعار الطغاة يسوغ الظلم وينشر البأس و يمهد لليأس و يجلب الإحباط عند المصريين..!!

غير لائق اجتماعيا...مرض كالكبد الوبائي والسرطان قد نكون زرعناه بايدينا من أجل عيون أعداء الوطن والدين وها نحن نجني ثماره المرة الان ..!!

هناك حادث مأساوي لشاب يدعى عبدالحميد شتا في 2004 كان ضحية هذا الشعار ( غير لائق إجتماعيا ) كان هذا الشاب – عبد الحميد - متفوق دراسيا وانهى دراسته للعلوم السياسية بتقدير امتياز, كما اجتاز اختبارات القبول للعمل كملحق تجاري بوزارة الخارجية المصرية وعددها 11 اختبار ..!!

كلما دخل اختبار تفوق علي أقرانه من علية القوم .. البرتيتة ..!! ولكن المفاجأة أنهم استبعدوه من الوظيفة خلال المقابلة الشخصية بسبب ظروفه الإجتماعية وفقر أسرته قائلين له ( أنت غير لائق إجتماعيا ) فألقي الشاب بنفسه من أعلى كوبري قصر النيل، تاركا رسالة اعتذار لوالديه اللذين شقيا كثيرا في تربيته وتعليمه ولكنه فشل في تحقيق أحلامهما، ورسالة اعتذار أخري للمجتمع الذي لم يقف بجانبه ..!!

وترك كذلك تبعة ومسؤلية وذنب عظيم في رقبة من ظلموه وأهانوه وألجأوه لهذا الفعل المشين ..!! رحمه الله وتجاوز عنه

فوجد نفسه غير مقبول، رغم تفوقه على كل منافسيه حاصلًا على المركز الأول في كل الاختبارات.

كان يمكن لشتا ألا يفعل ذلك، لو جاءت نتيجة الاختبارات في غير صالحه، لكن الذي صدمه هو أن الاختبارات، وهي الشيء الذي يملكه، جاءت في صالحه، وكان الشيء الذي لا يملكه وهو مهنة والده الفلاح، سببا لرفضه، حيث أعطته وصف "غير لائق اجتماعيا".

لم تمح السنوات العشر التي مرت على هذه القصة تفاصيلها من الذاكرة الشعبية، ذلك لأن استدعائها صار سمة مميزة لأي واقعة يتجسد فيها الظلم المجتمعي الذي تتعرض له فئات بعينها من المجتمع، وهي الفئات التي يطلق عليها شعبيا "أبناء البطة السوداء".

ويعود هذا المصطلح إلى قصة شهيرة للأطفال عن بطة سوداء تنكرت لها أمها واخواتها لأن لونها أسود ومغاير للونهم الأبيض، مع أنها خرجت من نفس البيض، وأصبحت تضرب مثالا في الانكار والتهميش والنبذ والاحتقار ..!!

وحتى لا نتجنى على شبابنا ،وكما نبين حرمة الانتحار لا بد أن نبين حرمة الظلم فما ينبغي للداعية أن يبين حكماً دون أن ينظر في ملابسات هذا الحكم هذا ما تعلمناه من إسلامنا ،

فهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءه سارق فسأله ماذا تعمل هل لديك مهنة قال :إني عبد عند فلان قال: ما حملك على السرقة قال سيدي يمنعني من الطعام والشراب هو السبب في سرقتي ماذا يفعل سيدنا عمر وقد اعترف هذا العبد بالسرقة.؟

لكن سيدنا عمر يعلمنا الدرس إذ يأتي بسيده فيسأله فلما إقر الرجل بتقصيره في حق عبده قال له عمر رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده لو سرق هذا العبد مرة ثانية لقطعت يدك أنت )

انظروا أيها الأخوة سيدنا عمر يعالج القضية من أسبابها يعالج سبب هذه السرقة ما الذي تسبب في وقوع هذا العبد فيها ! لأن سيده منعه الطعام فسرق ليأكل، إذن فسيده هو المتسبب في حمله علي السرقة..!! بالقياس يحاسب الذي دفع الشاب لهذا المصير المظلم ..!!

لذلك لا تتعجب عندما تعلم ان في مصر نحو 1.5 مليون مصاب بالاكتئاب الحاد، في حين أن الاحصائيات العلمية تؤكد أن 15% من هؤلاء المصابين بالاكتئاب الحاد يوصمون ب ( غير لائق أجتماعيا ) ومن ثم يلجؤون إلى الانتحار ؟ للتخلص من معاناة هذا المرض..!! مع أنه ينافي ألإيمان بالله ، ويعارض سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم .

أنه وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإنه لكل شخص بالتساوي مع الآخرين حق تقلد الوظائف العامة في بلده"

وعندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن لا يتبقى منه شيء ...!!

انه تصريح ظالم عنصري تحاسب عليه كل الدساتير المصرية، ويحاسب عليه القانون الدولي لحقوق الإنسان وتزدريه الأديان السماوية ويشمئز منه الإنسان صاحب الفطرة السليمة ...!!

ان عامل النظافة نظيف الذمة المالية ونظيف الضمير أنظف ألف مرة من مزورين ومختلسين وسارقين لأراضي الدولة وظالمين تقلدوا وظائفهم بالرشوة والتزوير ..!!

اذن في غابة البشر وفي سوق الغش وفي مرتع الظلم لا يشترط أن تكون متفوقًا أو من الأوائل، الأهم، أن تكون من المنتمين إلى "الطبقة العليا"،

وليس من أبناء " الطبقة الكادحة " من ابناء " البطة البيضاء " وليس من ابناء " البطة السوداء " من " الاغنياء " وليس من " الفقراء "، حتى يكون الباب مفتوحًا أمامك للتعيين بالوظائف السيادية ..!!

انها محجوزة فقط للسادة لا للعبيد ..!! فماذا تنتظر من منظومة قائدها يحتقر العامل ورئيس ناديها يتبني الزحف المقدس والتوريث المدرس ..!!

هل هناك نتيجة غير ذبح العدالة في مجمعات العدالة ..!!

الا ما رحم ربي ...!! هذا نذير لكل شرير ..!! هذا نذير لكل صاحب ضمير ..!! هذا نذير لكل عميل مكير ..!!

سبب تخلفنا ، مبدأ ترسخ في مصر على مدار العقود السابقة " غير لائق اجتماعيا " في منظومة كان منوط بها ان تحقق العدالة وما جعلت الا من اجل ذلك، " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا " النساء ،لكن اذا كانت هذه المنظومة بالظلم ضاربة فشيمة الباقي القمع والفساد ..!!

لقد ظهر جليًا في تصريحات وزير العدل المقال، المستشار القائم علي منظومة العدالة ، ليقول إن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا، لأن القاضي لابد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل ...!!

فهذه تصريحات تذكر بتصريحات فرعون موسي العنصرية " ما اريكم الا ما اري .." فكان الذي يراه ان يذبح الاطفال ويستحي النساء ، ماذا كان مصيره وامثاله " وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ " القصص .. انها العنصرية المقبوحة بين الحرية المجروحة والعدالة المذبوحة ..!!

ومازال ذبح العدالة وجرح الحرية وجلب العنصرية عرض مستمر ...!! فهل من رجل رشيد يوقف العرض ويحقق الفرض ويعدل بين اهل الارض ...!! ربما ...!!

اللهم ارحم العباد واحفظ البلاد وارزقنا الهدي والرشاد ..

المصدر