الخطاب الإعلامي الثاني للناطق العسكري باسم كتائب القسام (أبو عبيدة)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


الخطاب الإعلامي الثاني للناطق العسكري باسم كتائب القسام(أبوعبيدة)
بسم الله الرحمن الرحيم

{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}

الناطق الاعلامي باسم كتائب القسام أبو عبيدة

الخطاب الإعلامي الثاني للناطق العسكري باسم كتائب القسام (أبو عبيدة) الساعة 03:00 من بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 5/1/2009 م

الحمد لله الذي أعزنا بالجهاد، وأكرمنا بالشهادة، واختارنا للرباط بثغر غزة على ساحل الشام، والصلاة والسلام على النبي المجاهد الشهيد، وعلى آله وصحبه وسلم/ أما بعد:

بعد عشرة أيام من الحرب الصهيونية الغاشمة الغادرة التي يشنها قتلة الأنبياء ضد أهلنا وأبناء شعبنا في قطاع غزة الصامد المرابط، وبعد هذه الأيام التي ينفذ فيها الصهاينة النازيون محرقة حقيقية يطبقون فيها نموذجاً عملياً للمحرقة المدعاة التي تعشعش في عقولهم.

بعد هذه الأيام الجهادية المليئة بالتضحيات العظيمة، نخرج لنتحدث للعالم من أرض غزة التي تصمد صموداً أسطورياً وتقف في خط الدفاع الأول، وتذود عن كرامة الأمة وترفع لواءها وتصون حقوقها في وجه أبشع احتلال عرفه التاريخ البشري المعاصر، لقد صمدت غزة وأهلها المؤمنون الواثقون بنصر الله وانبرت المقاومة الباسلة وفي مقدمتها كتائب القسام للدفاع عن شعبها وعن كرامة أمتها، في معركة مشرفة أطلقنا عليها اسم "معركة الفرقان".

فبعد الفشل الذريع والسقوط المدوّي للخطة الصهيونية في الحرب الجوية التي خاضها العدو على مدى تسعة أيام بلياليها، وارتكب فيها جملة من أفظع المجازر التي يمكن أن يتخيلها العقل الإنساني، فقصف المواقع والمؤسسات المدنية والشرطية وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، حتى وصل به الأمر إلى قصف المساجد ونسفها فوق المصلين والعبّاد، ووقف العدو عاجزاً مرتبكاً لا يدري ماذا يصنع وكيف يخرج من هذا المأزق حيث ثبت أمام العالم أن الأهداف التي أعلنها قد سقطت وبات تحقيقها من المستحيل.

فخلال القصف الجوي الكثيف، استطعنا بفضل الله تعالى أن نقصف المدن والمواقع الحساسة والمغتصبات بمئات الصواريخ من طراز "غراد" والقسام.

وأمام هذا الصمود الكبير والثبات منقطع النظير، والإرادة الكبيرة للمقاومة، قرر العدو أن يدخل في مغامرة جديدة واستعراض آخر عله يحفظ شيئاً من ماء وجهه أمام الجمهور الصهيوني الذي بات يعيش تحت الأرض كالفئران، وأصبحت مدن ومغتصبات جنوب فلسطين المحتلة مناطق من الأشباح.

· إننا أمام دخول الحرب الصهيونية هذه المرحلة فإننا نقول وبكل ثقة بنصر الله وليفهم العدو ما نقول جيداً، إن هزيمتكم في قطاع غزة تقترب ساعة بعد ساعة، وكلما زاد العدوان فستزداد خسائركم وستنزلقون أكثر فأكثر في وحل غزة .

· لقد أعددنا لكم أيها الصهاينة المعتدون آلاف المقاتلين الأشدّاء الذين ينتظرونكم في كل شارع وفي كل زقاق، وهم ينتظرون لحظة اللقاء بكم كي يستقبلوكم بالنار والحديد ويذيقوكم ألواناً شتى من الموت الزؤام.

· لقد وعدناكم في المرة السابقة بأنه في حال إقدامكم على حماقة الاجتياح البري فإن المفاجآت تنتظركم، ونحن صادقون ونعي ما نقول، فقد استقبلناكم على مشارف غزة بالعبوات الناسفة والتي أوقعت في صفوفكم العشرات من القتلى والجرحى في اللحظات الأولى من دخولكم وقبل أن تبدأ المواجهة الحقيقية، وقد كانت إحدى هذه المفاجآت تدميرنا لإحدى دباباتكم بقذيفة من طراز "بي 29" التي تستخدم للمرة الأولى ضدكم في قطاع غزة ، كذلك إصابة طائرة مروحية وإجبارها على الفرار والهبوط اضطراريا، وهذا ليس إلا بداية الترحيب بكم على طريقتنا الخاصة، ونستطيع أن نقول لكم إن كتائب القسام لازال بجعبتها الكثير، وهي لم تستخدم سوى بعض قوتها حتى الآن، وعليكم انتظار المزيد مما سيذهلكم. والأيام بيننا ستشهد على صدق ما نقول والوفاء بما نعد.

· نؤكد أن العدو الصهيوني قد أخفى خسائره الحقيقية جراء الضربة الأولى التي صدم منها، والتي وجهتها كتائب القسام في بداية التوغل البري، ورفض العدو الاعتراف بأي إصابة، بل روج بأنه قتل العشرات من مجاهدي القسام، لكنه اضطر للاعتراف بعشرات الإصابات وعدد من القتلى فيما بعد، ونحن نؤكد أن العدد اكبر من ذلك بكثير، وهذا ديدن العدو الذي نعرفه جيدا، فهو لا يعلن عن خسائره خاصة في قواته الراجلة التي يعتبرها قوات النخبة، خاصة وأن العدو بعد هزيمة تموز 2006 فرض تكتيماً شديداً على خسائره كي يرمم شيئاً من معنويات جنوده المنهارة.

· فقد تكتم العدو حتى الآن عن تدمير آليتين، عندما قامت كتائب القسام باستخدام صواريخ مضادة للدبابات تستخدم لأول مرة في قطاع غزة ، حيث تم تدمير دبابة بقذيفة من طراز "P-29" شرق حي التفاح، وصباح اليوم تم تدمير ناقلة جند شرق جباليا بقذيفة صاروخية من طراز "تاندوم" المضاد للدروع.

· كما نؤكد من جديد أن العدو لازال يتكتم على أماكن سقوط صواريخ الغراد التي قصفنا بها أهدافاً إستراتيجية وحساسة داخل الكيان، بما في ذلك قاعدة "تسيلم" أكبر قاعدة برية لدى العدو جنوب فلسطين المحتلة، و قاعدة "حتسريم" أكبر قاعدة جوية في الجنوب، وقاعدة "حتسور" الجوية التي طالتها صواريخنا اليوم، وغيرها من المواقع التي نتحدى أن يعلن العدو عنها أمام العالم.

· إن قادة الحرب الصهاينة قد بدأوا هذه الحرب ورفعوا سقف أهدافهم كثيرا جداً، وذلك ليتسلقوا عبر الدماء والأشلاء والمجازر وصولاً إلى مواقع سياسية وتحقيقاً لمكاسب انتخابية، لكننا نعدهم أن رؤوساً كبيرة ستسقط في شباط القادم بعد أن تتضح فضائحهم الكبيرة وعجزهم عن تحقيق شيء من أهداف هذه الحرب المعلنة.

· نقول للجنود الصهاينة الذين دخلوا إلى غزة إن زميلكم "جلعاد شاليط" مشتاق لكم ويريد منكم من يؤنس وحشته، وقد وعدناه بالإتيان له برفقة من أصدقائه المخلصين، ولم نعتد أن نخلف الوعد، ونقول بأن الدخول الصهيوني البري هو بداية فجر جديد لأحد عشر ألف أسيرٍ فلسطيني في سجون البغي الصهيونية.

· نحن نقاتل في ميدان المعركة بكل ثقة ويقين بالنصر ودحر حثالة البشر من الغزاة الغاصبين، مجاهدونا تملؤهم الحماسة والشجاعة والإقدام لدك حصون العدو ولسفك دماء جنوده الجبناء، فنحن متشوقون لتجريب أسلحتنا وقذائفنا وعبواتنا، ونقول لجنود الاحتلال الذين دخلوا إلى غزة ، إن قيادتكم وضعتكم على المقصلة وألقت بكم إلى منزلق لن تستطيعوا الخروج منه سالمين ولن تحققوا سوى مزيد من الانتكاسات والهزائم لحكومتكم الساقطة.

· يتبجح قادة العدو الصهيوني في محاولة لرفع المعنويات المهتزة لجنودهم، وفي محاولة يائسة لإقناع جمهورهم بأنهم حققوا بعضاً من أهدافهم، فتارة يقولون بأنهم وجّهوا ضربة قاصمة للقسام، وتارة أنهم استطاعوا إضعاف القوة الصاروخية لدى كتائب القسام ، ويسوقون أكذوبة ضرب منصات الصواريخ، وأن مخزون الصواريخ لدى القسام بدأ ينفد، وأنهم قطعوا الاتصال بين القيادة والجند، وأنهم يهدفون من عمليتهم أن يسيطروا على مناطق إطلاق الصواريخ حتى يبعدوا الصهاينة عن مرمى نيرانها، وهنا لابد لنا من وقفات:

· فيما يتعلق بتوجيههم ضربة قاصمة للقسام، فهذا محض افتراء، والوقائع على الأرض تثبت كذب هذا الادعاء، وإعلان العدو لهذه الأكذوبة يجعلنا متيقنين بمدى فشله وتخبطه، إن ما نجح فيه العدو هو قتل الأبرياء والأطفال وقصف بيوت الله والمقرات المدنية والمؤسسات العامة، وهذا ليس انجازاً عسكرياً بل وصمة عار في جبين مجرمي الحرب من قادة الصهاينة.

· إن حديث العدو عن إضعاف القوة الصاروخية للقسام و قصف منصات الصواريخ هو نوع من الدعاية المضحكة التي يروّجها العدو للتغطية على فشله، وإلا فمن أين انطلقت صواريخ اليوم ويوم أمس؟ إنها تنطلق من بين أرتال الدبابات ومن تحت الطائرات، ومهما راهن العدو على طائراته وقواته في وقف الصواريخ فإن رهانه خاسر ومعركته معلومة النتائج، ونؤكد بأن كتائبنا بخير وقوتها بخير، وهي قادرة بحمد الله وقوته على الاستمرار حتى لأشهر طويلة في إطلاق صواريخها وبشكل مكثف وليجرب العدو إذا رغب في ذلك.

· أقف الآن عند الهدف المعلن من الحرب البرية، وبعد أن كان الهدف في البداية هو إسقاط حماس وتقويض حكمها، أصبح الهدف الآن هو السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ – كما يدّعون- وإبعاد مطلقيها عن الحدود الزائلة، لتقليل مداها ومنع وصولها إلى عمق المدن المحتلة والمواقع التي وصلت إليها، وهنا نحب أن نبشّر الصهاينة وليسمعوها جيداً: فلتفعلوا ما تشاءون ولتغرقوا في أوهامكم فإننا نعدكم بأن المدن والمواقع الإستراتيجية التي دخلت في دائرة قصفنا ستظل تحت مرمى نيراننا بل سندخل غيرها..

· لقد حذرناكم في خطابنا السابق بأنكم إذا تماديتم في العدوان فسنضرب بصواريخنا مواقع أبعد ومدناً أخرى، ولكن يبدو أن قادة العدو الأغبياء لم يفهموا الرسالة جيداً، ولذلك فإننا نقول اليوم وبكل ثقة: أما وإن العدوان الذي يطال مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة لم يتوقف، فإننا قررنا أن ندخل أضعاف هذا العدد من الصهاينة في مرمى صواريخنا، وإذا كان بنك الأهداف لديكم قد أفلس، فلا يزال بنك أهدافنا به العديد من الخيارات..

في الختام نقول .. تحية لشعبنا المرابط الصامد الذي يحتضن المقاومة ويضرب مثلاً رائعاً في مواجهة هذه الحرب الصهيونية البربرية، تحية لأسر الشهداء والجرحى ونقسم لهم بأن دماءهم لن تذهب هدراً، تحية لجماهير شعبنا في الضفة الغربية وفي فلسطين المحتلة عام 48م، و تحية لجماهير أمتنا التي هبّت نصرة لغزة، واستجابت لنداء غزة رغم صمت بعض الأنظمة وتواطئها، وعهداً علينا أن نواصل معركة الفرقان في مواجهة الحرب و الطغيان ...

النصر لنا وهذا وعد الله .. والذلة لليهود الصهاينة وهذا حكم الله ..

الله مولانا ولا مولى لهم

لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتائب الشهيد عز الدين القسام

الاثنين 09 محرم 1430هـ

الموافق 05/01/2009 م

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي