الداعية الذي غيَّر القرن العشرين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الداعية الذي غيَّر القرن العشرين



الإمام حسن البنا

بقلم / الأستاذ صلاح منتصر

لو كان هناك عشرة من العرب غيَّروا القرن العشرين لكان "حسن البنا" بالتأكيد واحدًا منهم..

لقد رحل "حسن البنا" عن الدنيا وهو في الثانية والأربعين من عمره، وهي سنٌّ صغيرةٌ جدًّا بالنسبة لما حقَّقه، فلقد استمرَّ تأثيرُه بعد موتِه طويلاً وأقوى مما كان، لقد خرجَت من عباءَته جمعية (الإخوان المسلمين)، ومن أفكارها وتنظيمها حركاتٌ أخرى كثيرةٌ، القليلُ منها الذي سلكَ طريقَ الدعوة بالموعظة الحسنة، والكثيرُ اختار طريق الدم والاغتيال، ورغم أن الرجل فارقَ دنيانا منذ (51) سنة، إلا أنه ما زال متَّهمًا بأنه المسئول عن هذه الجماعات الجامحة.


اسمه الكامل " حسن أحمد عبد الرحمن البنَّا"، ويضيفون إلى ذلك لقب "الساعاتي"، وهو عمل كان يمارسه والده إلى جانب قيامه بمهمة مأذون قرية (المحمودية (محافظة (البحيرة) وإمام مسجدها.


ولد "حسن البنا" عام (1906م) وفي سن الثامنة اختار أبوه أن يدفع به إلى كتَّاب القرية لحفظ القرآن، وبعد (4) سنوات أدخله المدرسة الابتدائية التي غيرت حياته، ففي المدرسة انضم "حسن البنا" إلى جماعة اسمها (جماعة السلوك الاجتماعي)، كان هدفها ترويض نفوس أعضائها من التلاميذ؛ لجعلهم يتحلَّون بالأخلاق الحميدة.


ورغم أن "حسن البنا" سرعان ما أصبح رئيسًا لهذه الجماعة، إلا أنه اكتشف أنها ضعيفةُ التأثير، فكان أن اتجه إلى إنشاء جماعةٍ أخرى أخذت اسم (جماعة النهي عن المنكر)، كان هدفها فرض الالتزام بتعاليم الدين على سكان المدينة، وتوجيه خطابات تهديد إلى من لا يلتزمون بهذه التعاليم، ومثْل ملايين المصريين في ذلك الوقت سار "حسن البنا" في تظاهراتٍ ثورةِ سنة1919م، وقد كان من أهمِّ نتائج هذه الثورة ظهورُ عدد كبير من الأحزاب السياسية والصحف مختلفة الاتجاهات، وزيادة الإقبال على التعليم، وفي هذه المرحلة تخرَّج "حسن البنا" من (دار العلوم) ليُعيَّن مدرِّسًا في مدينة الإسماعيلية .


وفوجئ رواد (المقاهي) في الإسماعيلية، كما فوجئت القُرى التي حَولَها بشاب يدخل المقهى أو المسجد ويقف واعظًا متحدِّثًا، ويجذب بحديثه الكثيرين الذين تأثروا بشخصيته وحديثه.


وتسفر جهود "حسن البنا" عن إقامة علاقات قويةٍ مع ستةٍ من العاملين في المعسكرات البريطانية الموجودة في المحافظة، وهؤلاء الستة هم: أحدهم نجار، والثاني حلاق، والثالث مكوجي، والرابع جنايني، والخامس سائق، والسادس عجلاتي، وقد قام هؤلاء الستة بمعاهدته أن يكونوا معه جندًا لرسالة الإسلام، ويبحثوا عن اسم لجماعة يؤسسونها، ويرد عليهم "حسن البنا" قائلاً: نحن إخوةٌ في خدمة الإسلام، ومن ثمَّ فنحن الإخوان المسلمون، وهكذا وُلِدت حركة (الإخوان المسلمين) في الإسماعيلية عام 1928م.


ومن الإسماعيلية انتقل "حسن البنا" إلى قرى ومدن مصر يخطب فيها وفي مساجدها، وفي خلال (15) سنة وصل عدد القرى التي زارها إلى أكثر من ألفي قرية، وهكذا انتشرت دعوته، وانتشرت جماعته، وامتدت إلى كل مصر، وفي عام (1947م) جرت عمليات تدمير واغتيال اصطدمت بسببها الحكومة مع الجماعة، ولكن كان هذا بعد أن امتد تأثير الجماعة إلى خارج مصر.


ورغم اغتيال "حسن البنا" يوم (12) فبراير (1949م) وهو خارج من جمعية الشبان المسلمين- عندما أطلق عليه رجل ملثَّم يرتدي الملابس البلدية النار، وتاه القاتل في زحام العاصمة، ومات المرشد العام للإخوان المسلمين- فإن الحَركَةَ التي أسسها لم تَمُت .


المصدر : إخوان اون لاين