السيد نصير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:٠٨، ١١ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السيد نصير بطل العالم في رفع الأثقال

إعداد : موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

المولد

السيد نصير بطل العالم في رفع الأثقال

الإخوان المسلمون اهتموا بكل فئات المجتمع ولقد غزت دعوتهم قلوب كثيرا من فئات المجتمع فأحبوها وأيضا وجدوا أن الدعوة لا تتعارض مع دعوتهم بل وجدوها تشجعهم للتميز في هذا المجال، ومن هؤلاء الذين التحقوا بهذه الدعوة اللاعب السيد نصير بطل العالم في رفع الأثقال.


ولد السيد محمد نصير والشهير بسيد نصير رباع مصري وهو أول مصري وعربي يفوز بميدالية ذهبية في الدورات الأوليمبية في 31 أغسطس عام 1905م بقرية شوبر بطنطا، والتحق بمدرسة طنطا ثم مدرسة طنطا الثانوية حيث بدأ ممارسة رياضة رفع الأثقال.


بدايته

اهتم السيد نصير بلعبة رفع الأثقال في طنطا في مولد السيد البدوي ألعاب البطل المصري القديم عبد الحليم المصري صاحب الفضل في نشر لعبة رفع الأثقال في مصر ، فبدأ عشقه لرياضة رفع الأثقال وعاد نصير إلى مدرسته ليكون فريقا لرفع الأثقال.

وفي عام 1925م أشترك سيد نصير في بطولة القطر المصري وفاز بها وظل محتفظا بهذه البطولة حتى عام 1928م.

بطولاته

السيد نصير بطل العالم في رفع الأثقال

بعد فوز نصير في بطولة القطر المصري لعام 1928م في وزني خفيف الثقيل والثقيل بدأ استعداده لدورة الألعاب الأولمبية بأمستردام عام 1928م ، وكان يشرف على تدريبه المدرب القدير محمد بسيوني.

وشارك سيد نصير في بطولة أمستردام وفاز بذهبية وزن خفيف الثقيل بمجموعة 355.5 كجم (ضغط 100 كجم - خطف 110 كجم - نطر 147.5 كجم) ليصبح أول مصري وعربي يفوز بميدالية ذهبية في الدورات الأوليمبية.

ذاعت شهرة سيد نصير في مصر والعالم بعد عودته من أمستردام وفي مصر لفت أنجاز سيد نصير الدولة إلى تشجيع هذه الرياضة وتوفير الأندية التي تمارس هذه اللعبة ، كما ساهمت انجازات سيد نصير في انتشار رياضة رفع الأثقال في مصر.

وفى العام 1930م فاز سيد نصير ببطولة العالم في رفع الأثقال للوزن الثقيل في ميونخ وعام 1931م في لوكسمبورج.

وقد ظل رقم النطر باليدين مسجلا باسمه لمدة 15 عاما وهو 167 كجم ولم يتمكن من انتزاعه منه إلا قريبه البطل المصري محمد جعيصة حيث سجل 170.5 كجم عام 1945م.

وحصل سيد نصير على وسام النيل في الأربعينات ووسام الرياضة من الرئيس جمال عبد الناصر في أكتوبر عام 1965م.

السيد نصير والإخوان المسلمين

التحق السيد نصير بدعوة الإخوان المسلمين بعد انتقالها إلى القاهرة، وقد اشترك مع جوالة الإخوان في أكثر احتفالاتها، ويذكر له أنه حمل لواء الإخوان وقت احتفال الإخوان بتولي الملك فاروق عرش مصر، فقد جاء في جريدة الإخوان المسلمين السنة الخامسة العدد 12 الموافق 29 جمادى الأولى 1356هـ 6أغسطس 1937م أن الإخوان المسلمون رأوا أن يؤلفوا موكبًا دينيًا كبيرًا يشتركون فيه مع الهيئات الإسلامية للاحتفال بتولية الملك فاروق، فقام المركز العام بالاتفاق مع الهيئات الإسلامية الأخرى.

ثم قام بدعوة الإخوان في شتى أقاليم القطر المصري وفرق جوالتهم للمشاركة في الاحتفال، وكان تجمعهم بمدرسة النيل الثانوية بشبرا وعقد الإخوان مؤتمرًا في ليلة الاحتفال تباحثوا فيه شئون جماعتهم، ثم جاء يوم الاحتفال فخرج موكب الإخوان من المدرسة في الساعة الثانية ظهرًا يتقدمهم

"السيد نصير" بطل العالم في حمل الأثقال، وأحد الإخوان الذي حمل لواء الإخوان وكان عبارة عن سارية تبلغ أربعة أمتار ونصف وعليها رقعة فسيحة من القطيفة الخضراء رسم عليها المصحف في نصف دائرة هلالية وكتب في أعلاها "الله أكبر ولله الحمد"، ثم تبعته فرق الرحالة ثم حملة أعلام الفروع وكانت أعلامهم من طراز واحد لونها أخضر ورسم على كل منها مصحف في نصف دائرة هلالية ومن تحتها "الإخوان المسلمون" واسم الشعبة، ثم تبعهم بقية الإخوان وقطع الموكب شارع شبرا وتجاوز الكوبري متجهًا جنوبًا إلى شارع الملكة نازلي، حتى دار الشبان المسلمين حيث كان من المفترض أن تنضم بقية الهيئات الإسلامية والشبان المسلمين إلى موكب الإخوان فيكونوا موكبًا واحدًا للهيئات الإسلامية.

وقد وصل الإخوان في الساعة الثالثة والنصف ولم تكن جمعية الشبان المسلمين قد استعدت بعد للمشاركة في الموكب فاضطر الإخوان إلى استكمال المسير ولحق بهم بعد ذلك بقية الهيئات الإسلامية، وقد سار رئيس جمعية الشبان المسلمين مع الإخوان وأناب عنه من يتصدر موكب الشبان المسلمين واتجه الركب إلى ميدان عابدين، وهناك انتظم الإخوان على باب القصر رافعين أعلامهم ويرددون هتافاتهم والتي كانت "الله أكبر ولله الحمد"، "الإسلام منقذ الإنسانية"، "القرآن دستور الدنيا"، "ومن يبتغ غير القرآن قانونًا فقد ضل".

السيد نصير وأمير الشعراء

دُعي أمير الشعراء ، أحمد شوقي رحمه الله ، لحضور حفل تكريم أقيم لتكريم بطل مصر في رفع الأثقال ، وهو البطل المصري العالمي السيد نصير ، وذلك في شهر ديسمبر كانون الأول عام 1930م ، وطلب من شوقي أن يقول شعرا في بطولة نصير ، فأنشد شوقي يخاطب البطل (السيد نصير) ، وهو يداعبه:

أنت فزت لحمل بعض أثقال من الحديد ، وماذا في ذلك ؟! .. فهل استطعت أن تتحمل من بقية خلق الله، طغيان اللئيم، والبخيل، أو المتسلط الغبي ، هل تحملت الغدر ، المن والأذى ، خيانة الصديق ؟

شرفا نصيرا إرفع جبينك عاليا

وتلق من أوطانك الأكليلا

ياقاهر الغرب العتيد ملأتهم

ثناء مصر على الشفاه جميلا

إن الذى خلق الحديد وبأسه

جعل الحديد لساعديك ذليلا

قل لي نصير وأنت بر صادق

أحملت إنسانًا عليك ثقيلاً ؟

أحملت دينًا في حياتك مرة

أحملت يومًا في الضلوع غليلاً ؟

أحملت ظلمًا من قريب غادر

أو كاشح بالأمس كان خليلاً ؟

أحملت منًا بالنهار مكررًا

والليل من مسد إليك جميلا ؟

أحملت طغيان اللئيم إذا اغتنى

أو نال من جاه الأمور قليلا ؟

أحملت في النادي الغبي إذا التقى

من سامعيه الحمد والتبجيلا ؟

تلك الحياة وهذه أثقالها

وزن الحديد بها فعاد ضئيلا

لم لا يلين لك الحديد ولم تزل

تتلو عليه وتقرأ التنزيلا

السيد نصير بطل العالم في رفع الأثقال

يقول د. رجاء النقاش:

نتوقف هنا مع إحدي قصائد شوقي التي يبدو موضوعها بعيدا كل البعد عن الشعر‏,‏ فقد أراد الشاعر الكبير أن يقدم التحية والتهنئة لبطل رياضي مصري هو السيد نصير (1905م- 1974م) كتب شوقي قصيدة هي فيما أعلم القصيدة الوحيدة في شعرنا العربي المعاصر والتي كتبها الشاعر في تحية بطل رياضي‏,‏ فأبطال الرياضة بينهم وبين الشعراء خصومة صامتة أسبابها غير مفهومة ‏.‏
قبل أن نتوقف أمام قصيدة شوقي‏,‏ لنري كيف استطاع أن يستخرج الشعر من موضوع لا شعر فيه‏,‏ نشير إلي بعض المعلومات الأساسية عن البطل السيد نصير‏,‏ وهو أسطورة من أساطير الرياضة المصرية والعالمية في أوائل القرن العشرين‏,‏ وسوف أعتمد هنا علي دراسة قصيرة ممتازة للأستاذ منتصر أبو الحجاج الأهرام المسائي في‏18‏ فبراير2007

حيث يقول عن هذا البطل الرياضي المصري‏:‏

إنه أبرز من أنجبت مصر علي الصعيد الرياضي‏,‏ وقد طافت شهرته العالم من أقصاه إلي أقصاه حتي أصبح اسمه أنشودة تتردد علي صعيد الرياضة في العالم أجمع‏,‏ وقد استطاع هذا البطل العالمي المصري أن يحقق لمصر من الانتصارات الرياضية ما لم يحققه بطل رياضي آخر‏؛
وقد أحرز السيد نصير بطولة العالم في رفع الأثقال لوزن خفيف الثقيل في أمستردام بهولندا سنة‏1928‏ عندما فوجيء العالم بطريقته الجديدة والتي أصبحت معروفة باسم طريقة الجمل‏,‏ تلك الطريقة التي أخذ بها جميع الرياضيين في العالم بعد ذلك‏.
وهي طريقة قريبة إلي عملية الخطف والرفع باليدين حيث يدفع اللاعب قدمه اليمني إلي الأمام ثم يقفز واقفا بسرعة علي عكس ما كان متبعا قبل ذلك‏,‏ حيث كان اللاعب لا يحرك قدميه مطلقا أثناء حمل الأثقال‏‏ ولا تزال هذه الطريقة معروفة عالميا إلي الآن بأنها طريقة السيد نصير أو طريقة الجمل‏
وقد كان السيد نصير أول بطل مصري يقف جمهور دورة أوليمبية عالمية تحية له ولعلم بلاده وسلامها الوطني في عام‏1928 واستطاع السيد نصير إحراز بطولة العالم للمرة الثانية عام‏1930‏ في ميونخ‏, وحقق نفس البطولة العالمية للمرة الثالثة عام‏1931‏ في لكسمبورج‏.‏
تلك هي صورة عامة للبطل المصري السيد نصير كما يرسمها لنا الأستاذ منتصر أبو الحجاج وهي صورة رائعة ومشرفة‏‏ ومع ذلك فقد يري البعض أن حياة هذا البطل الرياضي المتفوق في حمل الأثقال بعيدة كل البعد عن أن تكون وحيا للشعراء أو مصدرا للشعر‏‏ ورياضة حمل الاثقال عموما توحي بالعنف‏
وربما توحي بالقسوة أيضا‏‏ فما الذي يمكن للشاعر أن يجده في هذه الرياضة مما يوحي إليه بالعواطف والصور والأفكار الشعرية؟ هذا سؤال لم يتوقف أمامه أحمد شوقي‏,‏
لأنه كما سبقت الإشارة لا يعتبر الموضوع أكثر من وسيلة أو مناسبة لإطلاق خواطره ومشاعره في حرية ودون أي قيود‏.‏
عندما فاز البطل المصري السيد نصير ببطولة العالم للمرة الثانية في حمل الأثقال سنة‏1930‏ اهتزت مصر كلها طربا وفرحا بهذا البطل الذي رفع اسمها في الدنيا كلها إلي أعلي الدرجات‏
وهنا تحركت عبقرية شوقي فكتب قصيدة عن السيد نصير‏,‏ وقد ألقيت هذه القصيدة في حفل تكريم أقيم للبطل المصري في ديسمبر سنة‏ 1930,‏ فماذا يمكن أن يقول شوقي في البطل حامل الأثقال الذي لفت أنظار العالم وجعل اسم مصر علي كل لسان؟

وسام الرياضة من الرئيس جمال عبد الناصر

وبعيدا عن الرياضة فقد عمل البطل العالمي السيد نصير فى وزارات الزراعة والحربية والتعليم وموظف بوزارة الشئون الاجتماعية ثم وكيلا لوزارة الشباب ثم رئيسا لنقابة المدربين ثم وكيل مساعد بوزارة الشباب فى 11/2 1964.

ثم مدير فنى متفرغ للمجلس الأعلى للكشافة والمرشدات فى 1/12/1965 ، أما بالنسبة لمساهماته فى تطوير الرياضة بمصر فقد ساهم سيد نصير بشكل كبير فى إنشاء الساحات الشعبية وفى إعداد الكثير من اللوائح والقوانين الرياضية وقام بتأسيس قسم الرياضة بوزارة الشئون الاجتماعية وقد منح نصير وسام النيل فى الأربعينات ومن وسام الرياضة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 23 أكتوبر 1965م.

وفاته

أما بالنسبة لحياته الشخصية فقد كان السيد نصير متزوجا ولديه 3 أولاد وقد وافته المنية عام 1974 عن عمر يناهز 69 عاما وقد حصلت زوجته على معاش 48 جنيه بعد وفاته ، رحم الله البطل الذى حقق إنجازات لرفع الأثقال المصرية لم يتمكن أى رباع من بعده تحقيقها ، لكن التكريم الوحيد الذى حظى به هو وجود بطولة دولية تقام باسمه فى الأسكندرية وبدأت منذ عام 1977م.

المراجع

  1. مقال لمحمد علي بصحيفة الوسط الإلكترونية
  2. جريدة الأهرام الأحد الموافق 18 مارس 2007م
  3. جريدة الإخوان المسلمين السنة الخامسة العدد 12 الموافق 29جمادى الأولى 1356هـ 6أغسطس 1937م.