الطريق من هنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مقالة-مراجعة.gif
الطريق من هنا

بقلم:الإمام حسن البنا

بِسْــــمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيباً

الأمة الإسلامية تحمل رسالة الله لعباده وتحرس أمانته في أرضه أمانة المثل العليا والأخلاق الكريمة والأوضاع السليمة التي تقوم على العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

وقد أخذ الله العهد والموثق على هذه الأمة التي اجتباها وما جعل عليها في الدين من حرج وجعلها أمة وسطا هي خير أمة أخرجت للناس أن تبلغ رسالة الله لعباد الله وألا تقصر في هذا التبليغ بحال من لأحوال وأن تحفظ هذه الأمانة القدسية وتحميها من كل اعتداء وأن تبذل في سبيل هذا التبليغ وهذه لحماية كل ما تملك من أنفس وأرواح ودماء وأموال وافترض عليها الجهاد بذلك كله في سبيل الله متى تعرض رسالة الله وأماناته التي بين يدي هذه الأمة لبغى الباغين وعدوان المعتدين.

(إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ) (التوبة:111) , (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحجرات:15).

وحين وجه الله عباده المؤمنين برسالته الحافظين لحدوده هذا التوجيه الرباني الكريم القويم غشاهم السكينة وألقى في قلوبهم الطمأنينة وجللهم برداء الإيمان وثبتهم بهداية اليقين فلم يرهبوا أحدا ولم يخافوا شيئا ولم يقصروا في واجب ولم يحسبوا حسابا لقلة أو كثرة أو عدد أو عدة، وحسبهم أنهم آمنوا أصدق الإيمان بأن الله سينصرهم وأنه إن نصرهم فلا غالب لهم .. (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173).

في هذا الطريق سارت هذه الأمة شوطا بعيدا آمنت برسالة الله وأمانته واجتهدت في التبليغ عذرا أو نذرا ، وامتشقت الحسام حماية للعدل والرحمة والحق من أن تضيع في جلبة الظالمين وضوضاء المعتدين وحقق الله لها وعده فنصرها نصرا مؤزرا.

اليوم وقد ران على قلوب الناس ما كانوا يكسبون من إثم وفساد وبغى وعناد ، وضلت الإنسانية كلها سواء السبيل وتألبت قوى الشر على ما بقي في الأرض من بقية الخير وتقمص إبليس عصابات الصهيونية الشريرة ومن ورائها اليهودية العالمية الفاجرة ومعها دول الكفر وأمم الاستعمار الظالمة المعتدية الباغية.

الآن علينا نحن المسلمين في كل أقطار الأرض أن ندرك خطانا وأن نعدل خط مسيرنا وأن نبدأ الطريق التي سلكها أسلافنا من جديد ، نكفر بهذه النظم جميعا ونتنكر لهذه الأوضاع جميعا ونقاطع هذه الضلالات كلها ونؤمن بالله ربا قويا قديرا جبارا قهارا لا يعجزه شيء لأن بيده ملكوت كل شيء .. (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82) .

ونؤمن برسالة الله التي بين أيدينا نظاما اجتماعيا ربانيا لا عوج فيه ولا أمتا ، ونتجمع من حول هذه الرسالة من أقصى المحيط إلى أقصى المحيط من أندونيسيا المسلمة إلى الدار البيضاء المسلمة كذلك ، ونعلن الجهاد لله وللحق وللعدل وللإحسان على هذا البغي الذي عم وطم وجاوز التقديرات والحدود واكتوينا بناره وجحيمه وسيصلى العالم كله عن قريب ما لم تتغير الحال لهيب جمراته وحميمه فإن انتصرنا عشنا سعداء وإن قضينا قضينا شهداء كرماء .. (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا) (التوبة:52).

ولابد من النصر ما دمنا صادقين .. (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) (الحج:40). يا رؤساء الدول الإسلامية ... ويا زعماء الشعوب الإسلامية ... إياكم أعنى وإليكمأوجه القول...

الطـريـق من هنـا

حسن البنا