القسام".. تاريخ حافل ومحاولات مُضنية لأسر جنود إسرائيليين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


القسام وخطف الجنود الصهاينة

"القسام".. تاريخ حافل ومحاولات مُضنية لأسر جنود إسرائيليين

"حماس": سنواصل محاولاتنا لأسر الجنود حتى يتحرر أسرانا

محلل: المقاومة ستسعى لأسر الجنود للحصول على مقابل ثمين

كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، استطاعت تجسيد أسطورة جهاد ومقاومة تاريخية من خلال عمليات خطف الجنود الصهاينة ومساومة (الكيان) عليهم للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجونها.

أسطورة الكتائب كانت في عمليات الخطف النوعية والخطط الأمنية المحكمة وإخفاء الجنود المخطوفين بأساليب لم يعهدها القادة الصهاينة، زلزلت الأرض من تحت أقدامهم وركعوا للمقاومة وأجبروا على الاعتراف ببراعتها.

محاولات القسام وخطفها لجنود صهاينة تواصلت على مر التاريخ المقاوم، نجحت في بعضها وأخفقت في أخرى.. وبعد محاولات عدة تمكنت الكتائب في عام 2006 ، وبعد أربعة أشهر من فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، من أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" خلال عملية الوهم المتبدد، التي نفذتها في موقع كرم أبو سالم العسكري أقصى جنوب قطاع غزة.

العملية التي قامت بها الكتائب بالاشتراك مع مجموعتين من المقاومة الفلسطينية في غزة هزت (الكيان) وفاجأت الجيش لما انطوت عليه من خطة محكمة وعمل أمني دقيق أسهم في نجاحها.

أسر جنود ولكن

الجهود القسامية في محاولات الخطف بعد الوهم المتبدد لم تتوقف، بل تواصلت، وفي الحرب الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة – الرصاص المصبوب- تمكن عناصر من كتائب القسام من أسر جنديين صهاينة أثناء معاركهم التي خاضوها مع قوات الاحتلال في شمال وشرق قطاع غزة، وبتدخل من الطائرات الصهيونية فشلت العملية.

وقد أعلنت القناة العاشرة الصهيونية عن تمكن كتائب القسام من أسر جندي صهيوني ومقتله بنيران قوات الجيش.

ونقلت القناة عن ضباط صهاينة، شاركوا في الحرب على غزة قولهم: "إن كتائب القسام أسرت جندياً خلال المعارك التي جرت في قطاع غزة"، مشيرين إلى أن قوة من الجيش تدخلت وأدى الاشتباك إلى قتل الجندي الأسير.

وتطابق ما نشرته القناة العاشرة مع تصريحات أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الإثنين في التاسع عشر من يناير الجاري، والتي أكد فيها تمكن المجاهدين من أسر عدد من الجنود الصهاينة، قال إنهم قتلوا بنيران الجيش الصهيوني قبل أن يتمكن المقاتلون من إخفائهم.

وفي التفاصيل؛ أوضح "أبو عبيدة" أن عناصر من كتائب القسام تمكنوا من تنفيذ عمليتي أسر لجنود صهاينة أثناء الحرب؛ الأولى كانت في شرق حي التفاح في اليوم الثالث من الحرب، حيث تم أسر عدة جنود وأثناء العملية تدخل الطيران المروحي وقصف الجنود مع المجموعة الآسرة واستشهد أحد أفرادها "محمود الريفي" وقتل الجنود الصهاينة وأصيب عدد من المجاهدين تمكنوا من الانسحاب.

أما عملية الأسر الثانية، فقد تمت شرق مدينة جباليا شمال القطاع، في الخامس من يناير الجاري حيث قام عناصر القسام بأسر جندي بواسطة كمين مُحكم واحتفظوا به لمدة يومين في أحد المباني على أرض المعركة، وأرسل جيش الاحتلال إلى المكان أحد المواطنين الذين اختطفهم كدروع بشرية لمساومة المقاومين لتسليم الجندي؛ إلا أنهم رفضوا، وهنا تدخل الطيران بعد يومين وأقدم على قصف المكان بطائرات "إف 16" وقتل الجندي واستشهد في العملية الثلاثة الآسرون للجندي وهم "محمد فريد عبد الله" و "محمد عبد الله عبيد" و "إياد حسن عبيد".

أسر الجنود لتحرير الأسرى

حركة "حماس" وعلى لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، أكدت على أنها ستواصل عملياتها ومحاولاتها لأسر جنود صهاينة، للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بعد فشل الطرق الدبلوماسية.

وقال برهوم في حديث خاص للقسام "نحن في حركة حماس نتبنى سياسة أسر الجنود وسنواصل هذا النهج لحين تحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال"، وأوضح أن حركته اعتمدت هذا النهج بعد فشل الرهان على الدبلوماسية الدولية والفلسطينية في إطلاق سراح المعتقلين، وبالتالي كان الرهان على المقاومة لتأسر الجنود" كما قال.

وأضاف: "بالفعل نجح هذا الرهان وأجبرت (الكيان) على إجراء أكثر من إحدى عشرة عملية تبادل للأسرى مع فصائل فلسطينية وعربية وكانت آخرها العملية التي أجرتها مع حزب الله اللبناني وأفرج خلالها عن الأسير الفلسطيني سمير القنطار".

المحلل السياسي والخبير في الشئون الصهيونية وديع أبو نصار، رأى أن مغزى كتائب القسام من محاولة أسر جنود صهاينة الحصول على مقابل ثمين لهم وتحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية، مؤكداً على أن خطف الجنود ورقة رابحة ومهمة جداً.

وقال أبو نصار في حديث لـ"موقع القسام": "إن قيام المقاومة بأسر الجنود يزرع نوعا من الخوف في صدور الجنود الصهاينة أثناء قيامهم بعمليات في قطاع غزة "، مؤكداً أن الجيش الصهيوني بذل جهودا جبارة لمنع أسر جنوده فكانت القوات تتحرك في مجموعات كبيرة حتى لا يستفرد المقاومون بأحد الجنود.

وأوضح أن محاولات الكتائب لأسر جنود تشير إلى اهتمام حركة "حماس" البالغ بقضية الأسرى ومحاولة تحريرهم من السجون الصهيونية.

تاريخ حافل

كتائب القسام كان تاريخها حافل في عمليات أسر الجنود الصهاينة ا فمنذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1989 استطاعت تنفيذ أكثر من تسعة عمليات وكانت على النحو التالي:

كانت أولى العمليات التي قامت بها كتائب القسام عملية اختطاف الجنديين الصهيونيين ايلان سعدون وافيس سبورتاس في العام 1989 ، حيث استطاعت الكتائب أن تحتفظ بجثة الجندي ايلان سعدون سبعة أعوام كاملة، رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها جهاز الشاباك من أجل حل لغز هذه القضية حتى تم العثور عليه في أحد كروم الحمضيات قرب تل أبيب.

وبعد عامين من هذه العملية وفي تاريخ 14/12/1992 في ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعلنت كتائب القسام عن اختطافها جنديا صهيونيا يدعى نسيم طوليدانوا، وأمهلت الحكومة الصهيونية حتى الساعة التاسعة من أجل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ورفاقه وإلا فإنها ستقوم بقتله.

وقع العملية كان شديدا على المؤسسة العسكرية الصهيونية التي عثرت على جثة الجندي على قارعة إحدى الطرق بعد انتهاء المهلة المحددة.

ولم تيأس كتائب القسام، ففي شهر آب من العام 1993 قامت بمحاولة احتجاز حافلة، في القدس ، حيث اختطف ثلاثة قساميين يترأسهم الشهيد "ماهر أبو سرور" حافلة تابعة لشركة ايغد، وانتهت العملية باستشهاد اثنين من مقاتلي القسام وإصابة ثالث وقتل عدد من الصهاينة بعد ملاحقة الشرطة للحافلة المخطوفة.

وتواصلاً مع محاولات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، حاول القسام احتجاز رهائن داخل أحد المطاعم، في شهر تشرين أول عام 1994 ، حين اقتحم القساميان "حسن عباس" والمجاهد من مصر "عصام الجوهري" مطعما يوجد به نحو 45 صهيونيا واحتجزوا من فيه من رهائن لعدة ساعات، إلا أن الوحدات الخاصة ال اقتهيونيةحمت الموقع واشتبكت مع المقاتلين وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة صهاينة وجرح نحو40 آخرين، فيما استشهد المقاتلان.

وفي ذات العام كانت عملية اختطاف الجندي "نخشون فاكسمان" في صبيحة الأحد 9/10/1994 واقتياده إلى بلدة بير نبالا ليحتجز في شقة لمدة ثلاثة أيام نفذها ثلاثة من جنود القسام في منطقة القدس هم (صلاح جاد الله وعبد الكريم بدر وحسن تيسير النتشة).

العملية انتهت بمقتل الجندي المختطف مع قائد الوحدة الصهيونية المهاجمة وجرح جنود آخرين واستشهاد ثلاثة من مقاتلي القسام وهم الخلية الخاطفة، بعد ما قام الجيش الصهيوني باقتحام المنزل في حوالي الساعة الثامنة مساء بأمر من رئيس الوزراء الصهيوني في ذلك الوقت إسحاق رابين مساء السبت 15/10/1994 .

على ما يبدو فإن عام 1994 كان الأكثر ازدحاماً بعمليات الخطف، ففي ذات العام قامت الكتائب باختطاف الجندي "اريك فرنكتل" كان ذلك في تموز حين قام مقاومان من كتائب القسام باختطاف الجندي فرنكتل عن إحدى محطات الحافلات.

وبعد حملة مداهمات واسعة لجيش الاحتلال الصهيوني قام المقاومون القساميون بقتله وإلقاء جثته التي عثر عليها الجيش الصهيوني لاحقا على قارعة إحدى الطرق وبحوزته بيان لكتائب القسام يتوعد الاحتلال إن لم يفرجوا عن الأسرى.

وبعد عامين من عام الذروة كان اختطاف " شارون ادري"، جندي إسرائيلي من مدينة القدس، اختطف على أيدي كتائب القسام صيف عام 1996 على يد ما يعرف بخلية صوريف الشهيرة والتي سلم جهاز الأمن الوقائي اثنين من أعضائها إلى (الكيان) كاشفاً خيوط ومصير هذا الجندي.

وقد اختطفت الكتائب هذا الجندي ومن ثم قتلته واحتفظت بجثته سبعة أشهر كاملة وسط تخبط صهيوني واضح بعد أن أخفته في أحد الكروم.

وفي وقت قريب من عام 2005 ، كانت العملية الناجحة قبل الأخيرة حيث نفذها مجموعة من كتائب القسام يرأسها القسامي "ياسر صلاح" من مدينة رام الله وتضم في عضويتها عددا من جنود القسام هم: سعيد ناصر عرار، وعبد الله ناصر عرار وعبد الله شلالدة من بلدة قراوة بني زيد ، وعلاء محمد سليم من بلدة جبع، ومحمد عمر الرمحي من مدينة البيرة.

قامت المجموعة يوم الأربعاء الموافق 27/9/2005 باستدراج ضابط الاستخبارات الإسرائيلي ساسون نورائيل (55 عاما) إلى خارج مستعمرة بسغات زئيف ومن ثم تم تكبيله ونقله إلى مدينة رام الله، وطالب القسام بإطلاق سراح أسرى من السجون الإسرائيلية بعد الهجمة الصهيونية البشعة على حقوق الأسرى ومكتسباتهم في تلك الفترة.

حملة اعتقالات واسعة شنتها قوات الاحتلال في تلك الفترة بهدف ضرب حركة "حماس" قبل الانتخابات البلدية والتشريعية، جعلت أفراد الخلية يقتلون الضابط المختطف ويلقون جثته قرب مكب النفايات في بيتونيا بعد أن تم تصويره وهو يناشد شارون إطلاق سراح الأسرى من أجل الحفاظ على سلامته.

آخر العمليات الناجحة، كما أشرنا آنفاً، كانت بعد أربعة شهور من فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006 في شهر حزيران- يوليو حيث قام عدد من مقاتلي كتائب القسام وجيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين باقتحام موقع كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة واختطفوا الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وهو بحوزة كتائب القسام حتى يومنا هذا، فيما ترفض (دولة الاحتلال) تنفيذ مطالب المقاومة مقابل الإفراج عنه.

المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي