المشروع المنشود ... معالم وآفاق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٣٧، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المشروع المنشود... معالم وآفاق

حين نقدم سياسات مشروعنا الحضاري الإسلامي، إنما نقدمها برنامجا عمليا وطنيا عاما، (يقتضي تحقيقه) تعاوناً صادقاً من كل الخيّرين في هذا الوطن الحريصين على تقدمه وعزته ورفعة شأنه. فمشروعنا بالتالي ليس مشروعاً نهائياً مفروضاً على الآخرين بل أنه على الرغم من مرجعيّته بالنسبة إلينا، يمكن أن يعتبر مقترحاً بالنسبة لكل من يريد أن يشارك معنا في إغناء الطرح و تسديده ، وتحمل مسؤولية التنفيذ في حياة الفرد والجماعة. إن مشروعنا المقدم في هذه الأوراق هو الكلمة السواء التي ندعو الجميع إلى الالتفاف حولها والاستظلال بظلّها . ومن هذا المنطلق نراه يقف بروية وإدراك عند التحديات التي تواجه قطرنا ويحاول أن يتلمس الحلول لمشكلات ندرك بسهولة أنها لن تحل بلمسات سحرية ولا بكلمات معسولة. إن الاستجابة لتحديات العصر، بما يلائمها من إعداد واستعداد يحتاج إلى جهد الشعب كل الشعب بعزيمة وإخلاص وتصميم. ونظن أن الإخلاص والعزيمة عندما يجتمعان بإمكانهما أن يصنعا الكثير.


ما سنقدمه في هذه البرنامج العملي يتبلور في ثلاث أولويات هي

الأولى : تحرير الأرض والإنسان

معنوياً ومادياً من الاحتلال والاستلاب السيادي والعقائدي والسياسي والفكري والاقتصادي. وإطلاق طاقات المواطن فاعلاً ومنجزاً.


الثانية : التأكيد على الدور الرسالي لأمتنا وقطرنا

هذا الدور الذي يحدد لأمتنا معنى وجودها وغايته، ويميزها في المعترك الحضاري بآفاق قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).


الثالثة : التحرك الدؤوب لإنجاز مشروع وحدة الأمة ببعديها العربي والإسلامي

وحدة تنسجم مع روح العصر ومعطياته وتحدياته. إلى جانب السعي الحثيث لبناء الموقف الإنساني الحضاري الذي يريد الخير والرحمة والعدل لبني الإنسان.

آفاق تحفها الرحمة الربانية، والوصايا السماوية، وشريعة ما قامت إلا على السماحة واليسر، ووضع الأغلال والإصر.

وجماعتنا قد أخذت على عاتقها أن تنطلق في إطار العمل الإيجابي البناء، والانسجام مع متطلباته مسددة ومقاربة، في أجواء الانفتاح على الآخر، والإصغاء إلى صوت الحكمة أنى وجدت، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

بسم الله الرحمن الرحيم "والعصر ،إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر."


المدخل إلى البرنامج العملي

وإجمالا لما فصلناه في الجزء الأول من المشروع، وبين يدي برنامجه العملي وسياساته، نقدم هذا المدخل تأكيدا على رسالتنا الإخوانية في الدعوة إلى الحرية، وللحوار، وللنهوض الحضاري بالوطن.


1. دعوة إلى الحرية

إن القضية الأساسية في سوريا اليوم هي قضية الحرية، ويجب على كل الغيورين أن يقفوا صفا واحدا للدعوة إليها والدفاع عنها، فالحريات العامة شرط النهضة الحقيقية ، والذين يحاولون تجاهل هذه الحقيقة يضيعون أمام شعوبهم فرصتها في التقدم والنمو.

لقد دعا القرآن الكريم إلى الحرية، وبين أنه لا سبيل إلى الحجر على حرية الناس في الاعتقاد والتفكير، وأن الأمر متروك للناس أنفسهم بحيث يختار كل منهم الموقف الذي يراه صوابا، قال تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ، وإذا كانت حرية الاعتقاد حقا شرعيا بالمنظور الإسلامي فإن الحريات الأخرى ألزم من باب أولى، وهي حق لكل أصحابها وليست منة من أحد، وإذا حجبها الحكام يجب أن تنتزع انتزاعا، ولم يعد مقبولا ترحيل قضايا الحريات تذرعا بعدم أهلية الشعوب لها، أو بحجة الصراع العربي الإسرائيلي، فشهادة التاريخ على امتداد عصوره تؤكد أن العبيد لا يصلحون للمقاومة والتحرير، وأن تحرير المواطن من القهر والفقر شرط لازم لتحرير الوطن من الاحتلال.


إن الجماعة تدعو إلى الحرية المسؤولة على نطاق الفرد والمجتمع والأمة، وعلى كافة المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية، حتى يتمكن الجميع من الانطلاق في مجالات الارتقاء والتقدم.


2. دعوة إلى الحوار والعمل بالقواسم المشتركة

تدعو الجماعة كل الفرقاء على الساحة السورية للسير في الحوار باتجاه البحث عن نقاط التوافق لما فيه مصلحة الأمة والوطن، والحوار الذي ندعو إليه يبحث عن القواسم المشتركة التي يمكن الاتفاق عليها مع بقاء جملة من الخلافيات، ولا يعني ذلك التخلي عن العقيدة أو التوجهات الفكرية والسياسية لأي فريق من الفرقاء، أو التخلي عن الدعوة إلى تلك التوجهات ، ولا شك أن في ذلك مصلحة لكل المعنيين بالحوار الذي لا بديل له إلا التناحر والتسلط والاستبداد.

ومن هنا جاء طرح الجماعة لميثاق الشرف الوطني على كافة الفعاليات الفكرية والسياسية في سورية، دعوة صريحة للحوار والتعاون في تحقيق أهداف مشتركة خدمة لمستقبل سوريا ورفعة شأنها.

إن التغيير في سوريا مطلوب، وهو يتطلب الارتقاء إلى مستوى اللحظة الراهنة، وامتلاك القدرة على التعامل بفعالية وحكمة مع عقبات المرحلة، وفتح الباب للارتقاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والجماعة تريده تغييرا سلميا ديمقراطيا يستند على الحوار الذي لا يستثني أحدا على الساحة السورية، إذ لا يمكن لأي طرف من الأطراف أن يظل بعيدا عن التغيير الذي تتوقف عليه طبيعة المرحلة المقبلة وأهدافها وأولوياتها، وإبعاد أي فريق يعني حرمانه من حق المشاركة في تشكيل المستقبل وضمان مصالحه الأساسية فيه.


والجماعة تدعو للعمل بالقواسم المشتركة التالية:

1. تبني وممارسة قيم التسامح والتعايش المشترك واحترام حقوق الإنسان.

2. الاعتراف بالتعدد، وحق الآخر المختلف في اختيار العقيدة التي يشاء وحقه كذلك في التعبير عنها في إطار الضوابط الدستورية.

3. اعتماد المساواة أمام القانون لجميع المواطنين، واحترام حقوق المرأة، والتأكيد على مساواتها في اعتبارات الأهلية الإنسانية والمدنية.

4. رفض العنف أداة للتغيير، واعتماد الحوار أسلوبا للتعاطي في مجالات الفكر والسياسة والثقافة.

5. رفض الديكتاتورية وتسلط الحزب الواحد، وإثبات حق الشعب بالاختيار الحر لنظامه السياسي.

6. الاحتكام في العمل السياسي لصناديق الاقتراع، واعتماد آليات العمل الديمقراطي.

7. الانطلاق من الوحدة الوطنية، وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية والخاصة.

8. الانتماء للمنظومة العربية ، والمرجعية الحضارية الإسلامية.

9. التصدي للمشروع الصهيوني.


3. دعوة إلى النهوض الحضاري للوطن

كما دعت الجماعة إلى الحرية ، و دعت للعمل بالقواسم المشتركة بين جميع الفرقاء، فإنها تدعو كذلك إلى النهوض الحضاري بالبلد الذي تخلف عن ركب التطور لعقود، وإلى بث روح المبادرة والتخلص من السلبية واللامبالاة التي خيمت على النفوس.

إن النهوض الحضاري بالوطن يتطلب كما أسلفنا تكاتف الجميع والارتقاء إلى مستوى اللحظة الراهنة، وامتلاك القدرة على التعامل بفعالية وحكمة مع عقبات المرحلة، وفتح الباب للبناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وحتى يتم النهوض الحضاري بالوطن ليأخذ مكانه اللائق بين الأمم لا بد من البناء الجاد على المستويات التالية:

1. بناء الإنسان الفرد إيمانا وتربية وسلوكا والتزاما في عصر تعصف فيه رياح العولمة الهوجاء بروح الإنسان وخصوصيته وانتمائه.

2. بناء المجتمع المتكامل المتضامن الذي تسوده قيم المحبة والإخاء، وروح العدالة الاجتماعية، في صورتيها: الأصيلة (وما فيها من تلاحم وتعاون) والمعاصرة (وما فيها من تنظيم ومؤسسات).

3. بناء مؤسسات المجتمع المدني، بوحداتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمهنية، لتأخذ دورها في حفظ حقوق الإنسان، وحماية المجتمع وترشيده..

4. بناء روح الإنجاز وقبول التحدي، ومقاومة كل أشكال الاسترخاء والتواكل، والأنماط الاستهلاكية المدمرة.

5. بناء النظم والآليات التي تعين على استغلال ثروات الوطن، وتوظيفها في تطويره ونمائه، والحفاظ على كرامة بنيه.

6. بناء الضوابط والقواعد التي تقوم على الشفافية، وتحول دون انتشار الفساد بأشكاله وألوانه، وحياطة المال العام، وصون ثروات الوطن.

7. بناء خطط التنمية العامة، لتنمية الثروة الوطنية، و تأمين مناعة الاقتصاد الوطني.

8. بناء مستلزمات البحث العلمي، بتوفير البنية التحتية، وتطوير الكوادر البشرية اللازمة .