النجش والحيلة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٥٠، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
النجش والحيلة


بقلم : الأستاذ أحمد أحمد جاد


النجش هو الزيادة فى ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها ، ليقع غيره فيها ، فالناجش يثير الرغبة فى السلعة ، وقد يتواطأ مع البائع فيشتركان فى الإثم .. والنجش خديعة ، وقيل للصائد ناجش لأنه يحتال على الصيد ويخدعه .. وفيه غرر للراغب فى السلعة وترك النصيحة التى هو مأمور بها ، قال النووى : وهذا حرام بالإجماع ، وفى الحديث عن ابن عمر (( نهى النبى (ص) عن النجش )) البخارى ومسلم .. (( والناجش آكل ربا خائن )) البخارى .. وقد أجمع العلماء أن الناجش عاص بفعله .

والحيلة : ما يتوصل به إلى مقصود بطريق خفى ، فإن توصل بها بطريق مباح إلى إبطالى حق أو إثبات باطل فهى حرام ، أو إلى إثبات حق أو دفع باطل فهى واجبة أو مستحبة وقال الشاطبى فى الموافقات : الحيلة تقديم عمل ظاهر الجواز لإبطال حكم شرعى وتحويله فى الظاهر إلى حكم آخر ، فمآل العمل فيه خرم قواعد الشريعة فى الوقع ، كالواهب ماله عند رأس الحول فراراً من الزكاة ، فإن أصل الهبة على الجواز ، ولو منع الزكاة من غير هبة كان ممنوعاً ، فالقصد من الهبة منع الزكاة وذلك إذا كان ينوى التهرب من الزكاة .. وقال ابن حجر : من نوى بعقد البيع الربا وقع فى الربا ولا يخلصه من الإثم صورة البيع ، ومن نوى بعقد النكاح التحليل كان محللا ملعونا ولا يخلصه من الإثم صورة البيع .

وكل شئ قصد به تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرّم الله كان آثماً .. وليس من أخلاق المؤمنين الفرار من أحاكم الله بالحيل الموصلة إلى إبطال الحق ، هذا وقد لعن الله المحلل والمحلل له .. وقال النبى (ص) (( قاتل الله اليهود حُرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها وأكلوا ثمنها )) البخارى . وجملوها : أى أذابوها ، وفى رواية أبى داود (( وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شئ حرم عليهم أكل ثمنه )) .. وبسبب ظلمهم وفسقهم ، حرم الله على اليهود الصيد فى يوم السبت وكان السمك يظهر فوق الماء فى هذا اليوم ، أما بقية الأسبوع فيكاد يختفى !! ومن ثم احتالوا بنصب الشباك حول السمك فحبسوه ولم يخرجوه من الماء إلا بعد السبت ! فانتهلكوا محارم الله واستحلوا ما حرم الله .. ومن هنا عاقبهم بأن جعلهم ( قردة خاسئين ) راجع آيات سورة الأعراف من : 163 / 166 .. وفى ذلك يقول النبى (ص) (( لاترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل )) ابن كثير فى تفسيره .