النفير العام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:٠٧، ٢١ فبراير ٢٠١٢ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
النفير العام

وائل عبد الرزاق المناعمة

ما تعانيه مدينة القدس من تهويد منظم ومتزايد تشرف عليه حكومة الإرهاب الصهيوني بمعاونة المنظمات والجمعيات والحركات الصهيونية والمتصهينة حول العالم, والبدء الفعلي بطرد سكان المدينة من العرب حيث اتخذت المحكمة الصهيونية فاقدة الشرعية قرارا بإبعاد النواب المقدسيين عن المدينة, لم يكتب له النجاح إلا بعد اطمئنان يهود إلى صمت العرب والمسلمين في أرجاء العالم بعدما انشغلوا بأنفسهم عن مقدساتهم, حتى وصل الأمر مؤخراً إلى الاعتداء على المسجد الأقصى من العصابات الصهيونية تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن في دولة الاحتلال, عدا عن حالات الطرد المتكرر للسكان المسلمين والمسيحيين من منازلهم التي يملكوها منذ مئات السنين وقبل قيام الكيان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين ويسلموها للمستوطنين الغاصبين أمام مرأى من العالم وفي تجاوز صارخ لكافة الحقوق وللقانون الدولي الإنساني.

جميع هذه الأحداث المتتالية والمتسارعة تؤكد مضي العدو بتنفيذ مخططاته الرامية إلى طرد العرب من مدينة القدس في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي لصالح اليهود, وتغيير معالم المدينة المقدسة للوصول إلى إقامة هيكلهم المزعوم, وتتزامن هذه الأحداث مع تنفيذ مخطط آخر تشرف عليه كذلك حكومة الإرهاب بعد إعلان يهودية الدولة يرمي إلى طرد السكان العرب من الداخل بحجة أن هذه الدولة لا تتسع إلا لليهود فقط, حيث توافق في ذلك إرهاب نتنياهو مع عنصرية ليبرمان في المضي بتنفيذ تلك المخططات المجرمة أثناء ولايتهما.

وأولى محاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى شروع دولة العدو بتنفيذ سياسة عنصرية جديدة في المسجد تهدف إلى تقسيم أوقات العبادة وإقامة الصلوات داخل المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، من خلال التوقيت الزمني لأداء العبادات فيه، الأمر الذي يقود إلى تقسيم أوقات العبادة في الأقصى خاصة إذا علمنا أن هناك خمسين عيداً لليهود يتذرعون بها للتواجد الدائم في المسجد الأقصى تحت هذا المبرر المزعوم.

ويأتي هذا التقسيم في إطار تجاوز فكرة التقسيم الجغرافي مؤقتاً إلى ابتداع فكرة التقسيم الزمني لأداء العبادات في المسجد الأقصى، كبداية للاستيلاء التام على المسجد.

حيث تجاوز العدوان على الأقصى مرحلة العدوان الجزئي ليصبح عدوانا شاملا من تحت الأرض ومن فوقها.

وهذا ما يستدعي استمرار حالة النفير العام لدى الشعب الفلسطيني والتوجه للقدس المحتلة والمسجد الأقصى دفاعاً عنه وعن جميع المقدسات التي تتعرض لهجمة مبرمجة من قبل العصابات الصهيونية, عدا عن حالة الغليان التي يجب أن تصل إلى جميع المسلمين في أرجاء المعمورة للذود عن الأقصى المأمورون بالدفاع عنه.

ومن ناحية أخرى يتوجب علينا انجاز التوافق الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية بناء على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقنا في الأرض وحق مقاومة المحتل, لتقوية صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الصهيونية المتطرفة المدعومة من قوى الاستعمار والظلم في العالم.