الهيئة التأسيسية بعد الإمام البنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الهيئة التأسيسية بعد الإمام البنا

مركز الدراسات التاريخية ويكيبيديا الإخوان المسلمين

حكمت المحكمة عام 1951م بإلغاء قرار حل الإخوان المسلمين رقم 63 لعام 1948م، وإعادة الجماعة لنشاطها مرة أخرى، لكن عادت الجماعة بدون مرشد بعد استشهاد الإمام حسن البنا، فكان أول ما قامت به الهيئة التأسيسية أن اجتمعت لاختيار مرشد عاما جديدا خلفا للإمام البنا.

طرحت 4 أسماء ليتم اختيار واحد منهم، غير ان الأستاذ عبد الحكيم عابدين والشيخ أحمد حسن الباقوري انسحبوا من سباق الترشح وظل الأستاذين صالح عشماوي وعبد الرحمن الساعاتي (أخو الأستاذ البنا)؛

ولم يتنازل واحد للأخر فوجدت الهيئة التأسيسية السبيل في اختيار واحد من خارج الأسماء المعروفة ليكون مرشدا عاما للإخوان فتقدم المستشار منير الدلة وعرض اسم المستشار حسن الهضيبي، وكان الكثيرين لا يعرفون انه واحد من الإخوان المقربين للأستاذ البنا؛

فوافقت الهيئة التأسيسية، وعرض عليه الأمر فرفض في بداية الأمر حتى ألح عليه عدد من الإخوان بالهيئة في قبول المنصب حتى لا يحدث انشقاق داخل الجماعة وتحت هذا الضغط استجاب لهم بشرط موافقة الهيئة التأسيسية كاملة عليه وبالفعل تمت الموافقة.

يقول الأستاذ حسن العشماوي:

وحين عقد الاجتماع الموسع في منزل منير الدلة رحمه الله لم يكن هناك مرشح غير حسن الهضيبي، واتفق على البدء في الخطوتين التاليتين؛ الحصول على ترشيح الهيئة التأسيسية له رسميا بأغلبية الثلثين، والحصول على موافقته.
أما الهيئة التأسيسية فكانت تضم رسميا مائة وخمسين عضوا، ترك الجماعة منها عضوان، ووافق الباقون بالإجماع على الترشيح.وأما المستشار فقد ذهب إليه منير ومعه أربعة من مكتب الإرشاد يحملون قرارا من المكتب، وموافقة الهيئة التأسيسية، ويعرضون عليه الأمر ... فرفض .. وأصر على الرفض..
وشاع نبأ رفضه بين الإخوان، فراحوا يتوافدون عليه في منزله جماعات وأفرادا، يصرون أن يقبل ، ويبايعونه رغما عنه .. ويقول له قائلهم: إن كنت ترى قتل حسن البنا إثما لا يغتفر .. فكيف ترى تشتيت هذا الجمع في الله؟ أليس إثما أكبر؟

وهكذا، وافق .. وافق وبشروطه

  1. أن نقدر سنه وطبعه ..
  2. أن نتعاون في حمل العبء عنه، فلا نختلف حتى نجد بيننا من يحل محله ..
  3. أن لا جهاز سري في الجماعة .. فالدعوة عامة، والجهاد ليس مفروضا على البعض دون البعض الآخر .. فيجب أن يتهيأ الجميع لتحمل أعبائه.
ووافق الإخوان على شروطه، وعند أول اجتماع رسمي للهيئة التأسيسية في الدار المؤقتة للإخوان في أواخر عام 1950 حيث بايعت المرشد الجديد، واختارت مكتب الإرشاد .. واختارت وكيلا للجماعة، الشهيد عبد القادر عودة، الذي كان قاضيا واستقال من منصبه القضائي ليعمل في الجماعة التي كان أحد أبنائها من قديم.
وبدأ عهد جديد ... بأسلوب جديد .. لم يتغير فيه الهضيبي عن طريقته التي عرفناه عليها قاضيا .. فكان مرشدا مستشار. (1)

ظل أعداد الهيئة التأسيسية كما هو ما يقرب من "150" عضو بالهيئة، ولم يحدث إلا تغييرات بسيطة مثل استقالة أحد الإخوان من الهيئة ومن جماعة الإخوان كلها كالشيخ أحمد حسن الباقوري وغيره.

شاركت الجماعة في حرب القنال عام 1951م وقدمت الشهيد تلو الشهيد أمثال عمر شاهين وأحمد المنيسي وعادل غانم وغيرهم.

ثم حدث حريق القاهرة في 26 يناير 1952م حيث اختلف الباحثين عن الطرف الذي وفق وشارك في هذا الحريق، لكن بعده تسارعت الأحداث فحاصر الإنجليز مقار الشرطة في الإسماعيلية وقتلوا أعداد كثيرة من الضباط والعسكر، مما زاد من غضب الرأى العام على النظام الملكي وشعروا بتواطئه مع الإنجليز على حرق الوطن، ولذا حينما اندلعت ثورة 23 يوليو لم يتحرك الشارع لنصرة الملك بل خرجوا مهللين وفرحين بنجاح الثورة وعزل الملك.

تعتبر هذه الفترة من الفترات التي شهدات كثير من الأحداث سواء داخل الجماعة او خارجها، فقد حدثت عدة انشقاقات داخل الصف الاخواني بسبب التفسيرات الكثيرات لعلاقة الإخوان بالعسكر، وآلية التعامل معهم، وهي التفسيرات التي استغلها عبد الناصر لصالحه في زيادة الشق الإخواني.

يقول ريتشارد ميتشل:

إلا أن أعضاء الهيئة التأسيسية بدأوا مع حلول شهر أغسطس يعقدون اجتماعات محدودة غير رسمية لتدبر المشكلات الداخلية والخارجية، التي أصبح لها الآن أبعادها الخطيرة وتحول أحد اجتماعات الهيئة التأسيسية والذي عقد في سبتمبر إلى نقاش مفتوح لكل التجاوزات والأخطاء.
وفي 8 أكتوبر اجتمعت الهيئة التأسيسية من جديد لاختيار مرشدا عاما وتم انتخاب المستشار حسن الهضيبي مرة أخرى، كما ناقشت الهيئة موضوع إنشاء حزب سياسي. (2)

يقول عبد العظيم رمضان:

وقد تم عقد الجمعية التأسيسية للإخوان مرتين ولم يسفر الاجتماعان إلا عن تمسكها باعتبار الإخوان هيئة سياسية. فبالإضافة إلى أن هذا الحل يمنع الازدواجية فإنه يتفق مع فكرة الإخوان وفهمهم للإسلام وهو أنه لا يفرق بين الدين والدولة. (3)

المراجع

  1. حسن العشماوي: جانب من قصة العصر (الأيام الحاسمة وحصادها)، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
  2. ميتشل:الإخوان المسلمون، مرجع سابق.
  3. عبد العظيم رمضان:الإخوان والتنظيم السري، مرجع سابق.

إقرا أيضا