انتهى عام الأسرى .. ماذا بعد ؟ / رياض خالد الأشقر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٠١، ٦ يناير ٢٠١١ بواسطة Opsa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
انتهى عام الأسرى .. ماذا بعد ؟


بقلم:رياض خالد الأشقر


انتهى عام الأسرى 2010، واجتهد الجميع لكي يعيد لتك القضية أولويتها ومكانتها التي تستحق، وشهد هذا العام المئات من الفعاليات والنشاطات في الداخل والخارج، وقد كان من ثمره تخصيصه لقضية الأسرى، بان دفعت كل المخلصين والمحبين إلى أن يكون لهم دور وبصمة في التضامن مع الأسرى، وإبراز قضيتهم، وإيصال صوتهم المخنوق إلى كل أنحاء الكون، لعل وعسى أن يحدث اختراق في المفاهيم والمواقف لصالح إطلاق سراح الأسرى أو حتى التخفيف من معاناتهم، فكان مؤتمر فلسطيني أوروبا الذي خصص هذا العام للأسرى، ثم كان الحراك العربي والاسلامى في القاهرة ودمشق، وبيروت وماليزيا وتركيا، ثم مؤتمر أسرى فلسطين الدولي في غزة، وبعده الملتقى العربي الدولي فى الجزائر..

حراك رسمي وشعبي ومؤسساتي لم تشهد له القضية مثيلاً منذ سنوات طويلة، بل لم تشهد مثله على الإطلاق،ولكن السؤال الأهم ماذا بعد ؟ هل ينتهي كل ذلك بانتهاء عام الأسرى، هل نذكر الأسرى في عام واحد وننساهم بقية الأعوام، هل نشد على ايدى الأسرى، عدة شهور، ثم نتخلى عنهم ونتركهم يصارعون الجلاد الحاقد لوحدهم.

ما تم انجازه مهم جداً ولكن الأهم ان نستمر، ولا نتوقف، لأن معاناة الأسرى وذويهم لا زالت متفاقمة، ولم تنتهِ بانتهاء العام، من الضروري ان نتابع التوصيات التي أقرتها المؤتمرات والملتقيات واللقاءات وورش العمل الخاصة بالقضية، فى الجانب القانوني والاعلامى والمادي، فقد أقرت توصيات لو تمت متابعتها وتنفيذ بعضها وليس مجملها لاستطعنا بالفعل ان نحقق شيئاً عملياً وان نغير فى واقع الأسرى السيء، بعيداً عن الشعارات والكلمات المنمقة المزركشة، والاختبار الحقيقي يبدأ الآن بعد انقضاء 2010،لأنه في أيام العيد الجميع بلا استثناء يعود أقرباؤه وأحبائه،ولكن ما أن تنقضي تلك الأيام المباركة، القليل من يثبت.

من ينادى بحرية الأسرى لا يختطفهم

أقف مستغرباً عندما أرى مسئولا فى حكومة فتح برام الله يحرك يديه عالياً ويصرخ بأعلى صوته، وهو يتحدث عن الأسرى فى سجون الاحتلال، ويطالب بإطلاق سراحهم، وضرورة تدخل المؤسسات لحمايتهم، بدءا من رئيس فتح محمود عباس مرورا بفياض وانتهاء بالمناضل عيسى قراقع الذي للأسف تجرع المرارة ولكن يبدو ان طعم الكرسي والمنصب الشهي أنساه مرارة الأسر والتعذيب، فلم يحرك ساكناً تجاه ما يجرى للأسرى المحررين في الضفة والذين عاش هو نفسه عدة سنوات برفقتهم فى الزنازين والمعتقلات وجلدوا بسوط واحد، وشبحوا على نفس الكرسي وقيدوا بنفس الكلبشات في سجون الاحتلال.

وها هو اليوم يخون زملاء القيد والمعاناة، حين يتعرضون للتعذيب والشبح والضرب في سجون الأجهزة الأمنية وهو لا يحرك ساكناً، وكأنهم جاؤوا من كوكب آخر.

ويقول فياض في حديث للإعلام "أن الوفاء لقضية أسرى الحرية، يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية " يبدو أن المسئولية الوطنية التي يتحدث عنها فياض تتطلب إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، لكي تتلقفهم عناصر أجهزته الأمنية التي تدربت على يد جنرالات أمريكا فتسومهم سوء العذاب، ويبدو ان تلك المسئولية ايضاَ تتطلب محاكمة الأسرى في محاكم السلطة وهم لا زالوا يقبعون في سجون الاحتلال،وترسل التهديدات والبلاغات إلى ذويهم،وتقتحم منازلهم.

مواقف غريبة ومتناقضة من هؤلاء الذين تجردوا من كل معاني الوطنية والإنسانية ، فأمثال هؤلاء لا يحق لهم الحديث عن معاناة الأسرى أو المطالبة بإطلاق سراحهم، لأنهم أول من أساء لتلك القضية العادلة، ولأنهم جعلوا من يوم تحرير الأسير يوم حزن وهم،بدل أن يكون يوم فرح وسرور، لأنه سيخرج من سجن إلى سجن ومن تعذيب إلى تعذيب اشد وأنكي.