انقلاب موريتانيا يعمِّق شرخ اتحاد المغرب العربي
17/08/2008
الرباط- عبد الله الراشدي:
تباينت ردود الفعل حول الانقلاب الموريتاني في السادس من شهر أغسطس الجاري بين المغرب والجزائر؛ باعتبارهما أهم مكوِّني اتحاد المغرب العربي؛ الذي يضم المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا.
وفي الوقت الذي أرسل المغرب مسئول الاستخبارات "لاجيد مصطفى المنصوري" إلى موريتانيا لتبليغ ما أسمته المصادر الرسمية بـ"الاطمئنان على المصالح الإستراتيجية للمغرب"؛ رفض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبال وفد العسكر بقصر المرادية بالجزائر، داعيًا إلى احترام المؤسسات الدستورية وعودة الشرعية الديمقراطية والرئيس المنتخب ديمقراطيًّا إلى السلطة.
ولم يصدر أي بلاغ رسمي من المغرب حول الانقلاب سوى ما كان من إشارات سفر المسئول السامي المغربي، واستقبال الرباط وفد العسكر لتوضيح حيثيات الانقلاب.
وطالبت ليبيا في تصريح رسمي باحترام الشرعية السياسية بموريتانيا دون إبداء موقف صريح من الحدث، بخلاف الموقف الأمريكي والأوروبي الذي رفض الانقلاب مؤقتًا، غير أن مكوِّنات المجتمع المغربي ما زالت تترقب الأمور دون إبداء موقف سياسي واضح إلا ما كان من موقف حزب العدالة والتنمية الذي ندَّد بالانقلاب، وسبقه تنديد المركز المغربي لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية غير حكومية، بالانقلاب.
وأكد بيان لحزب العدالة والتنمية المغربي وصل (إخوان أون لاين) نسخة منه رفْضَ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الموريتاني المنتخب، واعتبار هذا الحدث انتكاسةً للتجربة الديمقراطية بموريتانيا الشقيقة، وطالب الحكام الجدد في نواكشوط بالعودة إلى المسار الديمقراطي، واعتبر المركز المغربي لحقوق الإنسان من جهته أن الانقلاب يُعَدُّ خرقًا سافرًا للدستور والقوانين المعمول بها وقواعد اللعبة الديمقراطية في أدنى تجلياتها.
وأوضح بيان المركز أن الديمقراطية في موريتانيا فتيَّة، وكان من الأجدر حمايتها بدلَ تقويضها والتسبُّب في إهدار كل المبادرات البنَّاءة التي أسّست لعهد ديمقراطي جديد، مشيرًا إلى أن تبرير الانقلاب بالرغبة في معالجة الأخطاء والقرارات السياسية غير الصائبة للرئيس المخلوع هو "قولٌ مردودٌ لا يبرِّر فعل الانقلاب العسكري؛ إذ كان من الممكن أولاً إفساح المجال لسبل معارضة مدنية وسياسية لاتخاذ القرارات المعنية وترك أية وصفة جاهزة وغير محبذة إلى المقام الأخير، وعودة العسكر إلى ثكناته، وهي موقعه الطبيعي، وإعادة الأمور إلى نصابها".
ولمزيد من تعميق الشرخ في جدار اتحاد المغرب العربي الذي وُلِدَ مريضًا سنة 1989م، نشرت الوكالة الرسمية على صدر صفحتها الأولى مقتطفاتٍ من رسالة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إلى الأمين العام الأممي "بان كي مون" حول المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء "بيتر فان فالسوم"، وأنه قد أقصى نفسه "بشكل كامل" من قيادة أية مفاوضات مستقبلاً بين جبهة البوليساريو والمغرب.
وقالت الوكالة الجزائرية نقلاً عن الأنباء الصحراوية: "إن المبعوث الشخصي قد تجرَّد من سلوك الحياد الذي كان ينبغي له التحلي به، ضاربًا بالشرعية الدولية عرض الحائط، ومُقْصيًا بذلك نفسه بشكل كامل من قيادة المفاوضات مستقبلاً بين جبهة البوليساريو والمغرب".