بالفيديو.. د. محمد عمارة وجه الأزهر المشرق في زمن الانقلاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بالفيديو.. د. محمد عمارة وجه الأزهر المشرق في زمن الانقلاب


(15/06/2015)

مقدمة

أمام انبطاح المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر/ الكنيسة) أمام جرائم العسكر وتبريرها المستمر لهذه الجرائم وتآمرها على ثورة يناير والمشاركة في مشهد العار والانقلاب يوم 3 يوليو 2013 على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي يبرز المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة كأحد الوجوه المشرقة في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والذي وقف موقفا مشرفا أنقذ المؤسسة الدينية من عار هذا المشهد ليؤكد أن الأزهر لا يخلو من العلماء الربانيين الذين يصدعون بالحق في وجه الطغاة دون خوف من بطشهم وإرهابهم.

ورغم أن الدكتور عمارة تخرج من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة إلا أن سعة علمه وفكره وثقافته بالحضارتين الإسلامية والغربية جعلته يتبوأ منصب عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر.

يقول الدكتور محمد عباس

"إن محمد عمارة هو واحد من كوكبة لامعة صادقة هداها الله فانتقلت من الفكر الماركسي إلى الإسلام.. وكانت هذه الكوكبة هي ألمع وجوه اليسار فأصبحت ألمع وجوه التيار الإسلامي، ودليلا على أن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام".

استقالة من رئاسة تحرير مجلة الأزهر

وكان الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أعلن عن قبول شيخ الأزهر أحمد الطيب، الاستقالةَ التي تقدم بها من موقعه كرئيس لتحرير مجلة الأزهر، والتي كان قد تقدم بها في الثالث من يونيو الجاري.

وقال "عمارة" في تصريحات صحفية اليوم الأحد إن الهجوم عليه لم يتوقف منذ الثالث من يوليو، وبالتحديد منذ إصداره لبيانٍ أكد فيه أن ما جرى في 3 يوليو هو انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي ووأْد للتجربة الديمقراطية الوليدة بعد ثورة يناير 2011.

ويضيف عمارة

"سبق وأن تقدمت باستقالتي من موقعي في 11 سبتمبر 2014، إلا أن شيخ الأزهر رفض قبولها في ذلك الوقت وأصرّ على ذلك، ما دفعني إلى سحبها".

ويتابع:

"توليت المجلة وتوزيعها كان 20 ألف نسخة، واليوم أتركها بعد أربع سنوات وتوزيعها وصل إلى 70 ألف نسخة، كما أنها تنفد في اليوم الأول من صدورها في الأسواق، كما تم تحويلها من مجرد مجلة إلى مؤسسة نشر قامت بطباعة ونشر 50 كتاباً علمياً"، موضحاً: "قررت الاستقالة في هذا التوقيت رغبةً في استكمال مشروعي العلمي الذي توقف منذ أن توليت رئاسة تحرير المجلة".

وقال عمارة:

"لم يجبرني أحد على الاستقالة، ومنذ فترة طويلة وأنا أسمع من وسائل الإعلام عن ضغوط تمارس على المسئولين لإقالتي من موقعي، وصلت لحد تدخل السيسي شخصياً بحسب وسائل الإعلام".

موقفه من ثورة يناير

في الأيام الأولى للثورة أصدر الدكتور عمارة بالاشتراك مع علماء آخرين بيانا للخروج من الأزمة أعلنوا فيه بوضوح انحيازهم للثورة ضد نظام مبارك، وفى حديث لقناة الجزيرة الإخبارية الفضائية أثناء الثورة، أدلى بحديث للقناة

فقال:

"إننا أمام ثورة شعبية من أعمق الثورات الشعبية التي عاشتها مصر في العصر الحديث. أريد أن أقول إن هذه الملحمة والثورة الشعبية قد كشفت الغبار والمعدن الحقيقي لهذا الشعب الأصيل".

ويتابع عمارة

"أنا أقول: على الشعب رغم كل البيانات والخطب أن يظل في ثورته مؤججا هذه الثورة، صانعا هذا المجد الثوري حتى تتحقق مطالبه.. والضمان الأول والأساسي والحقيقي هو بقاء الثورة مشتعلة حتى تتحقق كل مطالب الثورة. نحن نراهن على النفس الطويل..
وأنا أقول إن هذه الثورة في شعبتها أوسع انتشارا وأعمق انتصارا، هذا النظام نظام متهاوٍ، وأنا أقول إن قضيتنا ليس في إسقاط مبارك، لكن إسقاط نظام مبارك، هذا النظام الذي عاث فسادا على مر ثلاثة عقود، هذا النظام الذي وصفته إسرائيل بأنه الكنز الاستراتيجي لأمن إسرائيل، هذا عار على مصر لا بد أن يزال".

وفي حديث آخر لقناة الجزيرة مباشر أثناء الثورة قال المفكر الإسلامي:

"لم تتحرك الأمة في مواجهة حاكم كما تحركت في مواجهة حسني مبارك ولم يحدث إهانة لحاكم في التاريخ في مظاهرات كما حدث لحسني مبارك".

وقال أيضا بعد الرحيل إنه شهد رحيل الملوك:

فؤاد، وفاروق، وأحمد فؤاد، والرؤساء محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، لكنه لم يشهد رحيل حاكم شهد هذا الازدراء والمهانة مثلما حدث مع مبارك، مشيرا إلى أن هذا ليس من فراغ، بل هناك أسباب كافية لحدوث ذلك.

وقام الدكتور عمارة بتوثيق الثورة في كتاب، صدر عن دار السلام للنشر والتوزيع بالقاهرة، "ثورة 25 يناير، وكسر حاجز الخوف" والذي يقع في 142 صفحة من القطع الصغير، رصد فيه التعريفات المختلفة للثورة في الفقه الإسلامي، مشيرا إلى أن أهل السنة يوافقون على خلع الإمام الجائر بشرط ألا يستلزم ذلك فتنة وقتالا وهياجا، وهو ما اعتبره نوعا من التحفظ على التغيير بالثورة.

ويقول:

"إن الجور منكر وتغيير المنكر فريضة ثابتة بالكتاب والسنة شريطة ألا يؤدي تغيير المنكر إلى منكر أشد، وأغلب أئمة الإسلام قد أيدوا الثورات وبايعوا الثوار وتحملوا في سبيل ذلك إيذاءً شديدا".

وأوضح د . عمارة أن مصر عرفت الثورات الشعبية في عصرها الحديث أكثر مما عرفت كثير من البلاد، "حيث شهدت ثورة علماء الأزهر ضد الوالي التركي 1805، وثورة عرابي 1881، وثورة 1919، وثورة 1952 وأخيرا ثورة 25 يناير.

وأشار إلى أن ثورة يناير جاءت بسبب الفقر والإحباط الذي دفع قطاعات من الشباب للمغامرة بالهجرة غير الشرعية بل والعمل في إسرائيل، إضافة إلى تكريس جهاز الشرطة الذي زاد عدده عن عدد الجيش لحراسة النظام والأسرة الحاكمة وقهر الشعب، وتزوير إرادة الأمة في الانتخابات والاستفتاءات.

شاهد توصيف الدكتور عمارة لثورة يناير

المنقلبون على مرسي هم الخوارج

ومع بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013 على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وشروع السيسي في تنفيذ المجازر بحق الرافضين للانقلاب أصدر الدكتور عمارة بيانا متلفزا للأمة يؤكد فيه أنه ما حدث هو "انقلاب عسكري باطل شرعاً وقانونا"

مضيفاً "كنت أحسب أن موقفي لا يحتاج إلى إعلان، لكن أمام تساؤل البعض، فإني أقول إن ما حدث في 30 يونيو 2013 هو انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي الذي فتحت أبوابه ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، والذي تمّت صياغته في الدستور الجديد الذي حدد قواعد التبادل السلمي".

وشدد عمارة وقتها على أن

"هذا الانقلاب العسكري إنما يعيد عقارب الساعة، في مصر، إلى ما قبل 60 عاماً" بحسب البيان.

وقال عمارة

"الرئيس محمد مرسي له بيعة في عنق الأمة، مدتها 4 سنوات بحكم الدستور والقانون، ومن خرج على الرئيس الشرعي وانقلب عليه هم الخوارج".

شاهد بيان عمارة المتلفز حول الانقلاب

وفي تصريح متلفز أيضا فرَّق الدكتور عمارة بين قيادات الجيش والجيش نفسه، مؤكدا أن أول المتضررين من هذا الانقلاب هو الجيش المصري.. جاء هذا التصريح ردا على مجزرة مليشيات الانقلاب بالنصب التذكاري يوم 27 يوليو 2013 والتي راح ضحيتها حوالي 300 شهيد ومئات الجرحى والمصابين.

وفي تصريحات لقناة الجزيرة مباشر مصر شدد المفكر الإسلامي أن هناك "مؤامرة" حيكت للانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي منذ 2011. ورأى عمارة أن القوة التي تحركت وصنعت أحداث 30 يونيو هو الحزب الوطني والتيار الطائفي في الكنيسة، إضافة إلى الإعلام الذي قال إنه موّل من الخارج وقام بصنع وغسل مخ قطاع من الناس.

وانتقد أيضا الأزهر والكنيسة لحضورهما مشهد الانقلاب، كما انتقد عمارة في ذات الشأن حزب النور السلفي، وقال إنه أصبح جزءا من الانقلاب العسكري ومن التركيبة الخليجية التي أكد أنها "تآمرت على التحول الديمقراطي في مصر". وبرأي عمارة، فإن ثورة 25 يناير والتحول الديمقراطي الذي حصل في مصر هو "البعبع الذي تخافه دول الخليج وليس الإسلام".

وأضاف المفكر المصري أن ثورات الربيع العربي والتحول الديمقراطي الذي حصل أتى بالإسلاميين إلى السلطة، لكن الغرب وأمريكا والصهيونية لهم مواقف من الديمقراطية التي تفرز الإسلاميين بدليل نموذج الجزائر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بفلسطين.

سيرته ومؤلفاته

الدكتور محمد عمارة مصطفى عمارة، ولد في 8 ديسمبر سنة 1931م في قرية (صرورة) التابعة لمركز دسوق محافظة الغربية في ذلك الوقت، وهى حاليا تابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ.

حفظ القرآن في كتاب القرية وتخرج من كلية دار العلوم عام 1965 بعد اعتقاله لمدة 5 سنوات.

التحق بالدراسات العليا بالكلية وتخصص في الفلسفة الإسلامية ونال درجة الماجستير عن موضوعه: مشكلة الحرية الإنسانية عند المعتزلة سنة 1970، وقد اشتهرت كتاباته في الأوساط العلمية.

وأثناء مناقشة رسالته للدكتوراه أعرب أحد أساتذة أنه أصبح مشهورا ومعروفا في الأوساط العلمية أكثر من أساتذته، وناقش الدكتوراه سنة 1975م في موضوع: نظرية الإمامة وفلسفة الحكم عند المعتزلة. وتم التصديق على الدكتوراه بعد عام بسبب أن أحد الأستاذة عرقل التصديق عليها بحجة أن بها آراء مجددة وآراء لا يرضى عنها.

ألّف عمارة أكثر من 200 كتاب في معظمها يرد على شبهات العلمانيين واليساريين على الإسلام والفكر الإسلامي، وله صولات وجولات فكرية في خدمة الإسلام والمسلمين.

المصدر