بـيـت بلا نوافـذ

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

بعد وفاة الجد انتقل أبى وزوجتاه وبنوه الى بيتنا فى حارة " خوش قدم " ، عطفة السكرى رقم 7 وكما سبق القول كان المسكن غاية فى الاتساع والشىء العجيب فى هذا المنزل الذى تبلغ مساحته ثمانمائه متر مربع أنه ليس فيه نافذة واحدة تطل على خارج المنزل كل نوافذة كانت تطل على الحوش الواسع .

كان السبب فى تنقلى بين المدارس الثانوية الثلاث موقفا حدث عندما كنت فى السنة الأولى بمدرسة الجمعية الخيرية الاسلامية إذ حدثت شوشرة بالفصل خلال الفسحة فحضر ضابط المدرسة وانتهرنا وطلب الصمت الكامل وأخذ يمر بين المقاعد فرأى طالبا اسمه “ محمد على سالم “ يتحرك فجذبه من بدلته فسال الحبر على ملابسه وعز على هذا المنظر وما كنت أعلم عن حالة هذا الطالب المالية شيئا وإن كان قد دخل مدرسة البوليس وترقى فى مراتبها حتى المعاش ولكنى رأيت حالة ظلم فلم أقو على السكوت فالتفت الى الضابط صائحا : ما هذا الظلم ؟ .. فطلب منى مغادرة الفصل فأبيت فجذبنى من ملابسى وكان أقوى طبعا فلم أكن إلا يافعا وكان هو مكتمل الرجولة وأخرجنى من الفصل بالقوة ثم تركنى على الباب وذهبالى الدرج الذى به كتبى وكراساتى وقذفنى بها فتناولتها وقذفته بها وظللنا حوالى الدقيقة نتقاذف بالكتب حتى ضاق بى ذرعا فأمسك بى وجرنى جرا الى ناظر المدرسة وكان اسمه " كرارة أفندى " فطلب منى ناظر المدرسة أنأخرج وأستحضر ولى أمرى معى فى الغد وذهبت الى والدى وقصصت عليه ما حدث وصممت ألا أعود الى هذه المدرسة أبدا .

ولم يرغمنى فأكملت السنة الأولى فى مدرسة الرشاد الثانوية وهى مدرسة أهلية فى شارع درب الجماميز ولم تكن الدراسة بها منتظمة شأن المدارس الأهلية فى ذلك العهد وفى بدأ العام الدراسى التالى التحقت بالمدرسة الالهامية الثانوية وكانت تابعة للخاصة الملكية .وفى نهاية العام حصلت على الكفاءة وانتظمت فى هذه المدرسة حتى حصلت على البكالوريا قسم أدبى . وكان الناجحون على مستوى القطر ـ عام 1924 ـ فى البكا لوريا سبعمائة وسبعين طالبا كان ترتيبى من بينهم الواحد والسبعين .

التحقت بالقسم الأدبى لأنى كنت أضيق بالحساب والهندسة ضيقا شديدا وظللت الى يومى هذا لا أحب أن يناقشنى أحد الحساب .. ذلك لأنى ـ والله على ما أقول شهيد ـ ما كلفنى أحد بعمل وقبلت التكليف إلا وأعطيت العمل كل طاقاتى وقدراتى البشرية مستعينا بالله وما كانت نتيجة التكليف تهمنى كثيرا ما دمت قد أديت الواجب فيما عهد الى من عمل وكنت أجد فى ذلك راحة نفسية لا حد لها لأن الله سبحانه وتعالى كلفنا بالعمل فقط ولم يكلفنا بتحقيق النتائج رحمه منه بعبادة .

فهرس الكتاب