بيان مؤتمر العلماء الأول المنعقد بدمشق سنة 1938م

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين يقدم:

بيان مؤتمر العلماء الأول المنعقد بدمشق من 11-13 رجب 1357 الموافق 6-8 أيلول 1938

من كتاب الإخوان المسلمون في سورية مذكرات وذكريات للأستاذ عدنان سعد الدين


مدخل

كان الشيخ السباعي يأخذ على العلماء قعودهم عن مواجهة الظلم ، وتخليهم عن تحمل المسئولية ، وانزواءهم في البيوت والمعابد ، بينما تشاد معاهد التبشير ، وتحارب أحكام الله عمدا. وإذا لقيت أحدهم ، وذكرت له ما يعانيه المسلمون ، اعتذر له بفساد الزمان وضعف الوازع الديني.

قال الشيخ : وبقي الأمر هكذا حتى عاد إلى دمشق الأستاذ الجليل محمد كامل القصاب - من منفاه - عام 1938م. فرأي في تمزق العلماء وسكوتهم ما يؤذن بخطر كبير ، فعمل على تأليف جمعية تضم صفوفهم ، وتوحد آراءهم ، وتدافع عن كرامتهم ، وتسعى إلى إعلاء كلمتهم. وإبلاغ صوت الحق إلى القلوب.

لقد وصف شيخنا السباعي فضيلة الأستاذ القصاب بأنه أمة وحده ، لا تكاد تحدث أو تخالطه حتى ترى فيه همة الشباب ، وحكمة الشيوخ ، ودهاء الساسة ، وعلم الفحول ، وإيمان السلف الصالح من علماء المسلمين ، يعمل فلا يكل ، ويهاجم فلا يتراجع ، ويدعو فلا يسكت ، ويجاهد فلا يفتخر ، الخ ، دعا الشيخ القصاب علماء المسلمين في بلاد الشام والعراق إلى مؤتمر ضم أكثر من مائة شخصية ، وصفهم السباعي بأنهم طائفة كبيرة من خيرة العلماء ، فكان هذا المؤتمر بعثاً جديداً لنشاط العلماء ، ونجح نجاحا كبيراً ، واتخذ قرارات عظيمة ، بلغت سبعة وعشرين قراراً كان من أهمها : الحيلولة دون إلغاء الوقف والقضاء الشرعي ، ومعارضة حل الأوقاف الأهلية. ولأهمية هذا المؤتمر - مؤتمر علماء المسلمين الأول - الذي حضره السباعي نثبت في هذا الملحق وقائع هذا المؤتمر كما أعلنه ذووه والقائمون عليه.»

1- الفكرة العامة الموجبة للمؤتمر

لما كان هذا العصر يتميز عن غيره بتزاحم العوامل المختلفة فيه من مادية ومعنوية في شتى نواحيها وميادينها ، وكانت الأدوار الإنشائية العامة في تكوين الأمم المتحفزة إلى النهوض والحياة من أخطر الأدوار التي تمر بها الأمم كما في عهدنا الإنشائي الحديث اليوم ، إذ تكون تلك الأدوار مفترق طرق يقذف بالسائرين فيه إما إلى هناء وإما إلى شقاء من حيث تشعر أو لا تشعر في ركنى حياتها المادي والروحي قضي الواجب المحتم على كل ذي إخلاص واختصاص أن يبادر إلى المساهمة في بنيان أمته الناشئة بهمته الصادقة ، ضمن خطته واختصاصه ، ليكون ملئ الصحيفة بالآثار الناطقة الناصعة ، برئ الساحة من السؤال عن التهاون في التعاون للحياة الصالحة.

ولما كان شأن رجال الدين يقف بهم على ذروة المراقبة والنظر فيما يضمن للأمة تلك الحياة الصالحة ، وثمراتها اليانعة ، والعمل على ما يداوي عللها ، ويسد خللها ، ويمنع زللها ، ويصعد بها عارجا في مراقي الكمال البشري ، وفضائل الإنسانية ، كي لا تطغى عليها المادة فتغرقها في ضلالها عن خالقها ، وتجمح بها النزوات والنزغات في شهواتها ، فتنسيها أمانتها وواجباتها وأخلاقها ، فترجع القهقهري من حيث تظن التقدم ، وترسب في حضيض الرذيلة من حيث تبغي السمو.

لهذه العوامل القوية وجب على العلماء, الأعباء ثقيلة متزايدة متزاحمة كما يرى أن يفكروا في الطرق الناجحة ، والوسائل الناجعة لجمع الجهود وتضافر القوى الصالحة على النهوض بتلك الأعباء التي تزداد وطأتها ثقلا كلما اشتدت عوامل المدنية المادية عماية وضراوة ، والتي لم تعد تغني فيها ولا تثمر جميع الجهود الفردية المبعثرة.

2- واجب العلماء في تبرئة الإسلام مما يصمه به المستعمرون

لما كان الدين الإسلامي في مبادئه الإنسانية السلمية العليا ، وفي قواعده الحكيمة الرفيعة العامة ، وفي أهدافه الإصلاحية التنظيمية الاجتماعية الكبرى لا يقتصر على أن يكون عقيدة فردية خاصة ، بل هو أيضا عمل وأمل ، وهمة وانتظام ، وحسن تدبير للحياة المشتركة بي نمن يعيشون تحت سماء واحدة تظلهم ، وفوق أرض واحدة تقلهم ، ورسالة اجتماعية عامة إلى البشر قاطبة ، جاءت تحمل الاحترام للإنسان مطلقا ، والرحمة العامة بين الناس مهما اختلفت أجناسهم ومذاهبهم ، ليعشوا بعيدين عن العصبيات الذميمة التي تقطع عليهم طريق التعاون في العمل النافع المفيد للمجموع ، تلك العصبيات التي أينما وجدت اليوم فإنما هي أثر سيئ وطابع كريه من طوابع الاستعمار الذي يئس اليوم من أن يبرر مقاصده الغاشمة فلم ير وسيلة أكبر مفعولا في إخفاء تلك المقاصد ، وسترها عن أنظار الضعفاء المبيتة لهم سوى إيجاد النعرات المذهبية ، والعصبيات الذميمة والطائفية ، ليلهيهم عن شئونهم وشجونهم ، ومتباكيا بدموع الكذب على من يسميهم بالأقليات ، زاعما حمايتها لتثبيت أقدامه فوق مخانق الجميع على نحو الأسلوب الشيطاني الذي قال فيه نبينا عليه الصلاة والسلام : «أما بعد أيها الناس : فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكن يطمع فيما سوى ذلك ، فقد رضي به ما تحقرون من أعمالكم ، فاحذروه على دينكم».

وإذا كان ذلك الاستعمار قد حاول أن يمس بهذه الفكرة الخبيثة وطنية رجال السياسة في شيء ما فقد استهدف أيضا أن يجني على الدين الإسلامي في المراكز الإسلامية جناية كبرى في وصمه ، وتشويه سماحته ورحابته ، في مبادئه الحيوية الإنسانية العامة البريئة من كريه العصبيات ، وفكرة العدوان ، ذلك لأن الدين الإسلامي وهذه مبادئه لا يأتل مع الاستعمار في مكانه أو زمان ، وهو أكبر ضمانه للعمل الدائب على طرده ، وحفظ وحدة الصفوف في الحياة المشتركة بين أبناء البلاد ، فقد قال الله تعالى في القرآن العظيم : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ وقال نبينا -عليه الصلاة والسلام- : «الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله».

لذلك وجب على علماء الإسلام أن يبادروا إلى وظيفتهم في مضاعفة الجهود ، لعرض حقائق الإسلام ، وصحائفه الناصعة التي تتكفل بخدمتين عظيمتين هما : حسم دسائس الاستعمار ، وتمتين الإسلام في نفوس أبنائه ، ذلك التمتين الذي من نتائجه تحقيق اتحاد صحيح بين أبناء البلاد الواحدة ، مبني على أساس العقيدة النبيلة ، لا على أساس المجاملات الكاذبة ، الأمر الذي لا يحمل سوى علماء اختصاص العمل في مضماره.


3- غاية المؤتمر العملية

لما كان تعاقب الحوادث قد أفقد المسلمين كثيرا من مقوماتهم الدينية ، والأخلاقية والاجتماعية حتى أصبح منظورا في حياتهم من هذه النواحي نواقص كثيرة ، يجب تلافيها في ظواهرها وخوافيها.

وكان التطور الزمني يقضي بأن يكون ذلك التلافي نظما وعاما في جميع المراكز الإسلامية ، وقائما على أيد دائبة دائمة في جبهة موحدة مشتركة من العلماء قد عزم العلماء بعد أن تراسلوا من مختلف البلاد الشامية للنظر في سائر الشئون المتقدمة الذكر ، واتخاذ الذرائع المنتجة لتحقيق ما يجب فيها ، وتنظيم الجبهة العلمية تنظيما يضم النهضة والاضطلاع بأعباء هذا الأمر الجلل. تنفيذا لهذه العزيمة قامت (جمعية العلماء بدمشق) بتوجيه الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر الميمون فلباها من القدس ونابلس النجف وبيروت وصيدا وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة وحلب وأنطاكية إدلب والبا ومنبج ووادي العجم والقنيطرة ودير عطية والنبك جمهور عظيم من أكابر العلماء فيهم الشيخ المسن الذي لم تثن عزيمته مشقات السفر ، والشاب الذي لم يؤثر هواه فعلى واجبه ، فانضموا جميعا إلى أخوانهم العلماء في دمشق ، فبلغوا مائة وخمسة أعضاء ، عقدوا مؤتمرهم ثلاثة أيام بلياليها وصالا ، ووضعوا مقررات لها من الشأن والخطورة في ذلك ما لها.


4- خلاصة مقررات المؤتمر

أما المقررات التي وضعها مؤتمر العلماء في مختلف الفروع ، تحقيقا لغايته السامية فإنه سينشر نصوصها كاملة في رسالة خاصة ، وإن المؤتمر في مقرراته هذه التي لم تتناول في الحقيقة إلا جزءا من مدى غايته قد راعى الاقتصار على ما يسعف الوقت في تنفيذه ويمكن من تطبيقه.

وهذه هي خلاصة تلك المقررات:

1- مطالبة الحكومة الكريمة بإنشاء مدارس شرعية منظمة ابتدائية وثانوية في المدن ، والعناية بتنظيم المدارس الموجودة حاليا ، وتأسيس معهد عال شرعي ضمن الجامعة السورية ذي ثلاث سنوات لتخريج القضاء الشرعيين والمفتين سدادا للحاجة الملحة اليوم ، وإحياء للتراث التشريعي الإسلامي الجليل ، ذي الشأنين العلمي والعقلي في تاريخ التشريع الإسلامي خاصة والعالمي عامة ، والإسراع بإرسال بعثات لهذه الغاية إلى مصر للتخصيص.

2- مطالبة الحكومة بإصلاح المحاكم الشرعية ، والعناية بها عناية تامة ، وملء شواغر القضاء الشرعي بقضاة شرعيين ، وإلغاء القرار الحكومي السابق الذي يقضي بانتداب الحكام المدنيين مكان القضاة الشرعيين ، مع احترام المؤتمر لجميع الحكام المدنيين ، وذلك لضمان تطبيق الأحكام الشرعية بمقتضى الاختصاص.

3- المطالبة بملء الشواغر من الوظائف الشرعية كالإفتاء والتدريس العام سدا للحاجة القائمة.

4- المطالبة بإعادة الأوقاف المستولي عليها من قبل بعض الدوائر الحكومية ، وبدفع جميع عائدات الأوقاف العشرية التي تدخل على الخزينة - إلى دوائر الأوقاف.

5- تأييد ما قرره مؤتمر الدفاع عن الأوقاف المنعقد بحلب سنة 1353هـ و1934م من وجوب إدارة الأوقاف الإسلامية إدارة أهلية طائفية انتخابية ، والمطالبة بالإسراع في وضع النظام الطائفي الانتخابي لإدارة الأوقاف على أن يكون مضمونا فيه وجود أكثرية من علماء الدين في مجالس الأوقاف المحلية والعليا.

6- الاحتجاج على غصب الخط الحجازي واستثماره لمصلحة شركة خطوط دمشق حماة وتمديداتها (D.H.P) لما في ذلك من عدوان على المؤسسات الوقفية المقدسة ، ومخالفة للعهود الدولية ، ولحقوق المسلمين الدينية ، مع المطالبة بإعادة هذا الخط إلى الأوقاف الإسلامية.

7- تأييد رسالة (جمعية العلماء بدمشق) التي أصدرتها بشأن عدم جواز حل الأوقاف الذرية وإلغائها ، وجمعت فيها فتاوى علماء الأمة ومفتيها من مختلف البلدان ، بالنظر لصراحة الأدلة والأحكام الشرعية فيها ، ولأن إلغاءها علاوة على ذلك سيكون مبعث أضرار عامة سياسية واقتصادية ، ولاسيما في هذا الوقت الذي عرف مما ظهر في فلسطين الشقيقة شأن عظيم لملكية العقار في مستقبل البلاد وأهلها.

8- المطالبة بزيادة الدروس الدينية في مدارس المعارف ، من ابتدائية وثانوية ، وخاصة منها دور المعلمين والمعلمات ، وجعل الدروس الدينية في جميع تلك المدارس تابعة للامتحان ، ومدارا للنجاح والرسوب ، كسائر الدروس أسوة بمصر والمطالبة بتعيين ذوي اختصاص الشرعي لتعليم هذه الدروس الدينية وألفت نظر الحكومة لإصدار أمر لأساتذة المعارف وتلامذتها بالمحافظة على القيام بالشعائر الدينية ضمن المدارس.

9- المطالبة بصيانة الآداب والأخلاق العامة وذلك :

(أ) بمراقبة الأشرطة السينمائية مراقبة أخلاقية علاوة على المراقبة السياسية بالمقتصر عليها الآن.

(ب) بمنع كل ما يخل بالآداب العامة والمصونة بالشرائع والقوانين.

(ج) بمراقبة لغة الشوارع ، وفرض عقاب على من يتلفظ بالألفاظ المستهجنة المخجلة ، التي تصدر من بعض الجهلة على مسمع من الأحداث والنساء ، لما في ذلك من الإساءة إلى سمعة آداب البلاد.

10- الاحتجاج الشديد على ما يجري في فلسطين الشقيقة المعذبة لإجلاء أهلها عنها ، وتقسيمها بين الدخلاء ، ومن أعمال السلطة الإنكليزية من قتل وتعذيب ونسف للمنازل والقرى ولمدينة جنين ، والاعتداء على كرامة رجال الدينين الإسلامي والمسيحي ، ومعاملتهم كالجناة المجرمين ، وانتهاك حرمات المعابد ، وتعطيل المجلس الإسلامي الأعلى ، والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية مع تأييد فتوى علماء العراق الأجلّة من أهل السنة والشيعة باعتبار جهاد فلسطين جهاد مشروعا ، وتأييد أعمال (اللجنة المركزية بدمشق للدفاع عن فلسطين) في يوم 27 رجب يوم فلسطين لجمع الإعانات لمنكوبي أهلها ، وأن المؤتمر يرسل تحية خالصة مملوءة بالإكبار والإعجاب لزعماء فلسطين وشعبها الباسل في جهادهم الشريف العظيم.

11- الاحتجاج الشديد على ما آل إليه الوضع الحاضر في لواء اسكندرون ، الذي شتت فيه شمل المتمسكين بدينهم من العرب وغيرهم وقضى به على الحريات الدينية والقومية ، وانتهكت حرمات رجالها ، وغير ذلك مما هو جار تحت سمع رجال السلطة وبصرهم.

12- المطالبة بضمان مستقبل طلاب العلوم الشرعية بحصر وظائف دوائر الأوقاف ، ودواوين المحاكم الشرعية بهم ، وإشراكهم في تدريس العلوم العربية في مدارس الحكومة.

13- تأييد اقتراح الأستاذ الكبير الشيخ عبد الكريم الزنجاني من علماء إخواننا الشيعة في النجف في وجوب جمع كلمة المسلمين من مختلف المذاهب الإسلامية ، الذين تجمعهم عقيدة التوحيد ، ومقاصد الإسلام ، لمكافحة الإلحاد ، ولتنظيم العمل الاجتماعي ، والشئون الإسلامية التي تهم الجميع وشكر الأستاذ الزنجاني على هذه الفكرة ، وتكليف اللجنة التنفيذية للمؤتمر بالسعي لتهيئة الدعوة إلى مؤتمر عالمي لعلماء المسلمين لتحقيق هذه الفكرة السامية وفقا لاقتراحه الطيب.

14- المطالبة بزيادة الاعتناء باللغة العربية :

أولا : في المدارس بشكل يحفظ جوهر اللغة ، ويفقه في أساليبها وآدابها ، مع لفت نظر الحكومة إلى الخطأ الكبير في إرسال بعثات معلمي اللغة العربية وآدابها إلى أوروبا للتخصص في ذلك ، والمطالبة بإرسال تلك البعثات إلى مصر منبع اللغة وآدابها عوضا عن أوروبا.

ثانيا : في دواوين الحكومة ودوائرها في لغة المعاملات الرسمية التي يجب أن تكون سليمة من الأخطاء العربية لأن لغة الدوار تمثل قومية الحكومة الكريمة وعروبتها.

15- اعتبار جمعية العلماء بدمشق لجنة تنفيذية مركزية للمؤتمر ، على أن يدخلوا معهم من شاءوا من أعضاء المؤتمر من دمشق.

16- تأليف جمعيات للعلماء في المدن خلال ثلاثة أشهر من انفضاض المؤتمر ، واعتبار تلك الجمعيات لجنا تنفيذية فرعية للجنة التنفيذية المركزية ،على أن يعتبر الآن أعضاء المؤتمر من كل بلدة لجنة تنفيذية فرعية مؤقتة إلى أن يتم تأليف الجمعيات المذكورة.

17- تكرير عقد المؤتمر عندما تدعو الضرورة إليه ، وذلك بدعوة من اللجنة التنفيذية المركزية. 18- تكليف اللجنة التنفيذية بتنظيم مالية دائمة للمؤتمر ، وطبع مقرراته.

19- المباشرة بتنظيم مشروع القرش ليصرف في سبيل تأسيس مدارس علمية ، ومياتم ومستشفيات ، ويكون أساسا لأموال المؤتمر.

20- إصدار صحيفة لجمعيات العلماء.

21- تكليف جمعيات العلماء في المدن بالعمل للإصلاح بين الناس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونشر الآداب الإسلامية ، وحمايتها في المدن والقرى.

22- تكليف اللجنة التنفيذية المركزية بوضع نظام للعلماء بعد أخذ اقتراح جمعيات العلماء في البلاد يشتمل على الأسس الآتية :

أ- تعيين الصفات العلمية التي بموجبها يعرف العلماء.

ب- تبيين الواجبات الأدبية والعلمية المطلوبة من العلماء في أعمالهم ومظاهرهم.

ج- تعيين شعار خاص بالعلماء ليتميزوا عن غيرهم من الدخلاء ، وأخذ امتياز رسمي به ليكون ممنوعا عن سواهم.

د- تعيين لجنة علمية لتطبيق النظام ولترتيب المسئوليات المتحتمة على العلماء عند خروج أحدهم على النظام.

23- تكليف جمعيات العلماء في كل مدينة لتسجيل أسماء العلماء فيها ليكون أساس للاعتبار عند الاقتضاء.

24- إذاعة بيان عن أعمال المؤتمر وفي مقدمته إعلان المبادئ الإسلامية في المساواة بين المسلمين وبقية المواطنين ، وشجب الدعايات الاستعمارية لسمعة الإسلام عن طريق إثارة فكرة الأقليات ، ووصم المسلمين بالتعصب الذميم.

25- العمل على توثيق الصلات بين علماء الأقطار ، وسائر الجمعيات الإسلامية ، وبين منظمات الشباب المتعلم ، لتسهيل القيام بالواجب الملقي على عواتق الجميع.

26- توجيه شكر للحكومة السورية الكريمة على شمولها المؤتمر بالعناية والرعاية والاعتبار الجليل.

27- شكر الصحافة السورية اهتمت بشأن المؤتمر ونشر أخباره ومباحثه.

5- آمال المؤتمر من الحكومة والصحافة والشعب.

هذه هي مقررات مؤتمر العلماء الأول التي بلغت سبعة وعشرين قرارا تناول كل واحد منها ناحية هامة مادية أو معنوية في الحياة العلمية ، والنظم الاجتماعية ، والآداب العامة ، والتأسيسات العلمية ، يعاهد المؤتمر الله جل شأنه على احترامها ، والسعي لتحقيقها بالحكمة واليقظة ، وهو يضعها أمانة بين يدي الحكومة الجليلة ، والصحافة النبيلة ، والشعب الكريم ، آملا أن يكون لها من هذه القوى الثلاث في الأمة احترام وتقدير ، وحرص على تحقيقها.

6- كلمة إلى رجال السياسة المحترمين

هذا وإن المؤتمر يجد من الواجب عليه أن يلفت أنظار رجال السياسة في البلاد المسئولين عنها إلى ضرورة الاهتمام بالتهذيب الديني ، وأثره في النفوس ، ذلك الأثر الذي لا يقوم مقامه سواه في تكوين صلاح الشعب ، وإعداده للحرية والاستقلال وأن لا تكون دعايات الاستعمال الكاذبة في تشويه سمعة الإسلام ، وتصويره بصورة الخطر على العناصر المواطنة الدينية الأخرى ذريعة تحمل على اجتناب الجهر بالمحافظة على الأوضاع الدينية ، بداعي إيجاس الخيفة من دسائس الاستعمار ، فإن ذلك الاستعمار ورجاله الماهرين لا يعدمون وسائل أخرى غير الدين يتخذونها مبررا للتدخل ، وتحقيق مطامعهم ، فليكن أقوى سلاح لمحاربة الاستعمار في المراكز الإسلامية هو مجابهة الاستعمار بفضح دسائسه على الدين الإسلامي ، وبكشف حقائق الإسلام الاجتماعية ، التي هي خير ضامن للوحدة الوطنية بين أبناء البلاد ولتك الذريعة الحكيمة الصد هجمات الاستعمار هي تقوية العقيدة الإسلامية ومبادئها ونتائجها في النفوس ، فإن الإسلام كما رأينا لا يأتلف مع هذا الاستعمار الهدام في زمان ولا مكان ، ويأتلف في الحياة المستقلة مع جميع العناصر ، ويحترم حرية الأديان ، وحقوق أصحابها أكثر مما يدعيه المستعمرون لأنفسهم من حماية حقوق الأقليات المستعمرة ، فإن الإسلام يقول لمن يعيشون إلى جانب أبنائه من المواطنين : لهم ما لنا وعليهم ما علينا كما قررته القواعد الإسلامية ، بينما لم نر إلى اليوم دولة من دول الاستعمار جعلت لن تدعي حمايتهم : لهم ما لها وعليهم ما عليها.

7- كلمة إلى العلماء في أقطار العالم الإسلامي

لئن كان هذا المؤتمر الأول للعلماء اليوم إقليميا بالنسبة إلى المشتركين فيه من علماء بلاد الشام وما جاورها ، فإنه في فكرته وأهدافه علمي شامل ، فإلى علماء المسلمين في جميع الأقطار الإسلامية يتوجه هذا المؤتمر الأول بندائه ، مستفزا شعورهم ، ومستثيرا خوالج نفوسهم المتأججة بغيرتها ، داعيا إياهم أن يعدوا العدة ويتأهبوا لعد مؤتمرهم العالم العالمي الذي يكون صخرة مقدسة في بناء حصن الإسلام ، وأن يكون أول معداتهم منذ الآن تواصلهم وتعاهدهم ، وعقد المؤتمرات المحلية في مواطنهم ، لتكوين نواة قوية المنبت لذلك التنادي العام الأكبر في سبيل صد طغيان المادة الجشعة ، وتحقيق المبادئ الإسلامية في خدمة الإنسانية.

والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اللجنة التنفيذية المركزية بدمشق

أعضاء مؤتمر العلماء الأول المنعقد في دمشق

في 11-13 رجب سنة 1357 و 6-8 أيلول سنة 1938

مرتبة أسماؤهم على حروف الهجاء

أصحاب الفضيلة