بيـــان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين بمناسبة اشتداد الهجمة الأمريكية على أفغانستان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيـــان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين بمناسبة اشتداد الهجمة الأمريكية على أفغانستان
06- كانون الأول - 2009

بإرسال الرئيس الأمريكي 30 ألف جندي إلى أفغانستان؛ فإنه يعلن فشل الخطط السابقة وزيادة تكلفة هذه الحرب التي أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على خزينة أمريكا المثقلة أصلاً بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، كل هذا بحجة محاربة القاعدة والحفاظ على أمن أمريكا كما يدعي أوباما لإقناع الأمريكان بهذه الحرب التي استهدفت المدنيين دون تمييز.. وقد حدد الرئيس فترة زمنية لهذه الجيوش لتبدأ انسحابها من أفغانستان ابتداءً من 2011، مما يعني أن لها مهمات محددة وهي عسكرية في الغالب، مما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا البريئة في الأيام المقبلة.

إن خوض أمريكا لهذه الحرب الشرسة على شعب مسلم فقير أعزل في ظل تنامي الحقد الصليبي في أوروبا والغرب عموماً ضد الإسلام ورموزه غير كاف لإقناع أحد أن أمريكا تخوض حرباً للدفاع عن أمنها، بل يؤكد مشروعها الامبراطوري الاستعماري وكذب الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي لخداع العالم الإسلامي، فالقاعدة ليست موجودة في أفغانستان وحدها، ودرس العراق ليس عن أمريكا ببعيد، فقد قتلت مليون ومائتي ألف عراقي بحجة وجود سلاح الدمار الذي لم يثبت وجوده لاحقاً، وهي الآن تخوض حرباً على الأبرياء والمدنيين بحثاً عن شبح القاعدة ومحاولة للخروج بماء الوجه من حرب لن تكون فيها منتصرة أبداً.

إننا نعتقد أن هذه الجهود والأموال التي تبذل لإذلال الشعب الأفغاني وغيره لو أنفقت في معالجة مشاكل العالم من الفقر والبطالة لجعلت صورة أمريكا أكثر قبولاً، ولكانت أكثر فاعلية في الحفاظ على الأمن الأمريكي الذي تدّعي أنها تدافع عنه. وإن معطيات الواقع والعداء الذي يتولد عند الملايين من الشعب الأفغاني الذي تمتد قبائله بين باكستان وأفغانستان، وطبيعة البلاد والمقاومة هناك؛ تؤكد أن أمريكا لن تنتصر في هذه الحرب، بل ستزيد من حدة الكراهية والبغض لها، لقد سقطت أمريكا في نفس المستنقع الذي سقط فيه الاتحاد السوفيياتي من قبل ولم تستفد من تجربة الروس المريرة في أفغانستان ومن قبلهم الانجليز.

إن ما تقوم به أمريكا في أفغانستان يذكرنا بالاستراتيجية التي اتبعها الكيان الصهيوني في حربه الأخيرة على غزة وباءت بالفشل، حيث استمرت حماس في مكانها واكتسبت المزيد من القوة، وهكذا ستزداد قوة طالبان وتتجذر وسط صفوف الجماهير، ولم ولن تغير الانتخابات المزيفة التي تأتي بعملاء أمريكا من هذه الحقائق.

إننا ندرك تبعات انهزام الناتو أمام طالبان والموقف الحرج الذي ستقع فيه أمريكا نتيجة ذلك، ولذلك فهي تكابر بضخ المزيد من القوات العسكرية والميزانيات المالية وتوجيه الضربات العنيفة ودق أبواب الصين وروسيا وإيران لإخراجها من المأزق، ويبدو أن أمريكا تغامر وتخاطر بطريقة غير محسوبة العواقب وغير مكترثة بتجارب التاريخ.. بعد ثماني سنوات من الحرب، هل تستطيع أمريكا أن تحسم الأمر في سنة واحدة كما تدّعي؟!!. فخيرٌ لأمريكا أن تحفظ ما تبقى من جنودها وأموالها وتنسحب قبل أن تمنى بهزيمة جديدة أو فشل آخر يهز هيبتها ويدفع أغلب شعوب الأرض للبحث عن طريقة تنتقم منها بها وتثأر لكرامتها.

والله أكبر ولله الحمد

المكتب الإعـلامي

المصدر