تأديب النبوى إسماعيل !!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

ويحضرنى هنا أن وزارة الداخلية بعد مقتل السادات كانت أشبه شىء بقلعة محصنة حتى أننى لما دعيت لمقابلة نبوى إسماعيل وزير الداخلية مررت من أمام أجهزة تبين إن كنت أحمل أى شىء معدنى أم لا ووجدت مدفعين رشاشين يدلان على شدة التوتر العصبى فى تلك الأيام . وفى هذه المقابلة أخبرنى أن ا لمرحوم كمال السنانيرى انتحر فى زنزانته . كما سألنى إن كنت أريد أن أنتقل الى معتقل قصر العينى أم لا ؟ .. فأجبته أن الأمر عندى يستوى هنا أو هناك . ولكنه فى عصر ذلك اليوم 12 نوفمبر ( تشرين الثانى ) 1981أرسل الى ضباطا نقلونى الى معتقل قصر العينى حيث التقيت بالكثير من الزعماء وذوى الفكر فى مصر . وانصافا للرجل ـ اللواء نبوى أسماعيل ـ إننى بعد الافراج عنى بأشهر كنت فى زيارة لأحد وزراء ذلك العهد ولا يزال حيا فأخبرنى هذا الوزير أن السيد نبوى اسماعيل عارض فى اعتقالى معرضة طويلة شديدة ولم يسكت إلا بعد أن أمره السادات أن يترك هذا الأمر بالمرة فسكت ولكن مدير سجن طره كان يخبرنى باستمرار أن السيد النائب ( يقصد وزير الداخلية ) كان يوصى بتوفير الراحة لى هذه ا لراحة التى لم أعرف لها طعما طوال إقامتى فى مستشفى ليمان طره وكانت الكثرة من الضباط تشدد الرقابة على الى درجة المضايقة . والقلة هى التى تعطف . وفى هذه المقابلة شكوت الى وزير الداخلية ما كان يحدث من تعذيب تحت نافذة غرفتى من منتصف الليل حتى مطلع الفجر بصورة مزعجة والصراخ الذى يتصاعد من حناجر المعذبين فكان رده إن ذلك لم يكن تعذيبا ولكن فى لوائح السجون شيئا اسمة التأديب وهو عبارة عن جلد المذنبين المخالفين للوائح السجن على ( العروسة ) فلم أناقشه لأنى أعلم أن التأديب ألغى من لوائشح السجن وأنه كان يتم بالنهار وليس فى غسق الليل .

وتسعفنى ذاكرتى بأن جمال عبد الناصر جمع كل الصحف والمجلات التى فيها انتقادات لحكام المنطقة ومطالبتهم بتطبيق الشريعة الاسلامية وهى مقالات كتبت بأقلام بعض الإخوان تحريضا لأولئك الحكام على الاخوان .

أى أنه لم يكن يكفيه ما كان يفعله بالاخوان فى مصر ولكنه يطلب من سائر حكام المنطقة أن يباشروا مع الاخوان ما باشره هو معهم من التعذيب والقتل والتشريد وكان ذلك فى مؤتمر الرباط الذى عقده ملوك وأمراء ورؤساء البلاد الاسلامية فى ذلك الحين .

كما افتخر فى موسكو بأنه اعتقل عشرين ألفا من الاخوان فى ليلة واحدة . إننى لا أذكر ذلك إلا تسجيلا للذكريات . فى حين أننى أدعو له بالرحمة ولكل مسلم مذنب أو عاص .

وهذا ما أوصى به كل مسلم . لا تجعلوا همكم الدعاء على الظالمين ولكن فكروا كيف تكفونهم عن الظلم . ولا ننسى أن عبد الناصر طالما انتقد ( فاروق ) فى إساءة استعمال اليخت ( المحروسة ) فلما استوى على حكم مصر كان يستعمل هذا اليخت فى نزهاته البحرية بين مصر وأوربا ومعه كل أسرته وأنسبائه . وفى عهد عبد الناصر ساد شعار تفضيل أهل الثقة حتى ولو كانوا جهلاء على أهل التخصص والدراية حتى ولو كانوا أكفاء . ومن منا ينسى مجوهرات بيت آل محمد على وما أثير حولها من كلام كله اتهامات وكانت الأركان فى كل مكان وكانت محل انتقادات عبد الناصر فلما آل الأمر اليه استولى أهله وذووه وذوو الثقة عنده على تلك المجوهرات واستعملوها أسوأ استعمال .


فهرس الكتاب