تلويحات الاحتلال.. عدوان أم ضربة أم حرب نفسية؟! / إسماعيل إبراهيم الثوابتة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تلويحات الاحتلال.. عدوان أم ضربة أم حرب نفسية؟!


بقلم:إسماعيل إبراهيم الثوابتة

يبدو أن قادة الاحتلال "الإسرائيلي" اتفقوا معا في مجالسهم المصغرة وفي الأروقة الداخلية خلال الاجتماعات المغلقة، على الشروع بسلسلة طويلة من التصريحات الإعلامية - المتوافقة نوعا ما- عبر كافة وسائل الإعلام حول نية "إسرائيل" شن حرب على قطاع غزة، شبيهة بتلك الحرب العدوانية التي أسماها الاحتلال "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة بسبب قذيفة هاون وقعت هنا أو صاروخ محلي الصنع أصاب هدفا هناك..

وفي هذا المقال نتناول جانبين اثنين وهما؛

الأول: اندلاع حرب برية ضروس تأكل الأخضر واليابس، والثاني: هو استمرار الحرب النفسية على الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة.

وحتى لا نُحسب على المتفائلين؛ فإننا نؤكد على أن الاحتلال "الإسرائيلي" ماكر إلى أبعد الحدود، وربما نجهل بعض نواياه الهمجية، ونغفل بعض التحليلات التي توصلنا إلى حقيقتهم الخبيثة، وربما من المحتمل أن تقع هناك ضربة معينة أو كما يقولون "حرب برية"، وهذا ما يستوجب فعليا الانتباه واليقظة الدائمة والاستعداد الكلي من قبل المقاومة الفلسطينية وقادة الرأي لأي توقعات قد تحدث في هذا الاتجاه، وإننا لا نتوقع أن تقع حربا ضروسا على غرار الحرب العدوانية التي شنتها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة أواخر العام 2008 وأوائل 2009 والتي استمرت 23 يوما، وإنما نتوقع أن تكون هناك ضربات جوية مكثفة من قبل سلاح الجو "الإسرائيلي" بكافة أنواع الطائرات (إف 16 وأباتشي وزنانات) على بعض ما يسميه الاحتلال "أهدافا" في قطاع غزة بغض النظر عن نوعية هذه الأهداف (منازل مدنية – سيارات مدنية – مواقع مدنية – منشآت مدنية - وغيرها).

ولكن ما نود التأكيد عليه في الجانب الثاني من المقال هو أننا نعتقد أن ما يقوم بها قادة الاحتلال من تصريحات وتخويفات وتلويحات بشن عدوان أو حرب على قطاع غزة، إنما تدخل في إطار الحرب النفسية والإعلامية التي يحاول الاحتلال تصعيدها خاصة في الآونة الأخيرة، وذلك بهدف خلق نوع من الخوف والبلبلة في الجبهة الداخلية الفلسطينية، وبالتالي محاولة زعزعة الاستقرار، وبكل تأكيد فإن الاحتلال "الإسرائيلي" يصبو من وراء ذلك إلى خلط الأوراق من أجل الوصول إلى أهداف وحسابات معينة، وبالتالي وضع المحللين في رؤى متناقضة بخصوص شن عدوان أو عدم شن عدوان..

قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تحاول التوغل بين الفينة والأخرى في المناطق الحدودية وعلى الأطراف بهدف استفزاز المقاومة الفلسطينية وجس نبضها، وكذلك استدراجها بإخراج ما لديها من صواريخ أو قذائف ليتعرف الاحتلال على إمكانيات المقاومة الفلسطينية وعتادها العسكري الميداني، وهذا ما أتوقع أن الاحتلال فشل في تحقيقه تماما، وحاول أن يقيم الدنيا ولا يقعدها بزعمه أن المقاومة الفلسطينية استخدمت صاروخا من نوع (كورنيت) لأول مرة في قطاع غزة، ويحاول أن يملأ الدنيا صراخا بهدف التبرير لأي ضربات جوية قد يقوم بها ليرتكب مزيدا من المجازر والجرائم ضد المدنيين في قطاع غزة وضد الأطفال والنساء وتلاميذ المدارس، على غرار جرائمه التي ارتكبها خلال العدوان على غزة قبل عامين..

وهنا لابد من توجيه دعوة إلزامية إلى كافة دول العالم والدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكافة المؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمية لاسيما المهتمة برصد جرائم الحرب وحقوق الإنسان؛ بضرورة الوقوف كل منهم عند مسئولياته بخصوص تهيئة الأجواء للاحتلال "الإسرائيلي" لشن عدوان على المدنيين في قطاع غزة على غرار الحرب الفائتة إياها..

ولابد أن يعلم هؤلاء بأن أي ضربات عدوانية جوية "إسرائيلية" على منازل المدنيين في قطاع غزة أو أهداف مدنية وفق القانون الدولي الإنساني فإنهم يتحملون جزءا من المسئولية إلى جانب المسئولية المباشرة للاحتلال "الإسرائيلي"، كون حالة الصمت التي تسود أجوائهم قد تعطي الاحتلال ذريعة لشن أي عدوان – بغض النظر عن نوعيته – على قطاع غزة..