ثقافة المقاومة ثقافة متجذرة وإستراتيجية فلسطينية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.


ثقافة المقاومة ثقافة متجذرة وإستراتيجية فلسطينية

حوار مع / د. أسامة العيسوي

مع اقتراب ساعة انطلاق المؤتمر السنوي للمراكز والمؤسسات الثقافية والذي سيعقد على مدار يومي الاثنين والثلاثاء العشرين والواحد والعشرين من شهر يوليو لهذا العام تحت عنوان "نحو تعزيز ثقافة المقاومة" والذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة تحت رعاية دولة رئيس الوزراء أ. إسماعيل هنية.

يطيب لنا اللقاء مع معالي وزير الثقافة د.م. أسامة العيسوي ليحدثنا عن هذا المؤتمر وما يتعلق بالتطلعات والآمال المرجوة منه وعن آخر تطورات المشهد الثقافي الفلسطيني .

  • نرغب في البداية أن تعرفنا عن سبب تسمية المؤتمر بهذا الاسم "نحو تعزيز ثقافة المقاومة" ودلالاته؟

حقيقةً إن لاختيار هذا الاسم أسباب متعددة ورسالة نود إيصالها من خلال عقد المؤتمر في هذا الوقت بالذات, فبالنسبة لثقافة المقاومة فهي ليست ثقافة دخيلة أو جديدة على الشعب الفلسطيني بل هي ثقافة متجذرة وأصبحت الآن إستراتيجية فلسطينية نجمع عليها جميعا كسبيل وحيد لاستعادة الحقوق واسترداد الأرض والحرية,علاوة على ذلك فإن جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية تضمن حق المقاومة للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال, لذلك فإننا جئنا اليوم بمؤتمر "تعزيز ثقافة المقاومة" كدعم وإثراء لهذه الثقافة وإضفاء المزيد والجديد عليها لنضمن بقائها وقوتها على الساحة الثقافية الفلسطينية, لذلك فنحن تسعي لتعزيز هذه الثقافة داخل المجتمع الفلسطيني لتكون حاضرةً على الساحة الثقافية الفلسطينية.

إن حرب غزة التي قدم الشعب الفلسطيني خلالها الآلاف الشهداء والجرحى على طريق الحرية والدفاع عن الدين والوطن, وبروز دور المقاومة الفلسطينية في التصدي لهذا العدوان والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني والدفاع عن هذا الشعب بكل ما أوتي المقاومون من قوة, في ظل هذا كله ارتأت وزارة الثقافة كونها راعية للمشهد الثقافي الفلسطيني إن يكون المؤتمر الأول للمراكز الأول تحت عنوان "نحو تعزيز ثقافة المقاومة", هذا من ناحية ومن ناحية أخري فان الحرب على المقاومة تزداد شراسة يوماً بعد يوما وتتعرض لحرب إبادة من قبل قوي الظلم العالمية التي تحاول تشويه صورة المقاومة وربطها بمفاهيم أخري كالإرهاب والتطرف, لذلك فهذا المؤتمر يأتي ليرسي ويثبت المفاهيم الصحيحة ويخرج بتوصيات تُترجم على ارض الواقع كمنهج ثقافي مقاوم ومتكامل

لكن ، لماذا المؤسسات والمراكز الثقافية ؟

لا يخفي على احد دور المؤسسات والمراكز الثقافية العاملة على الساحة المجتمعية في تعزيز الواقع الثقافي وإبراز الإرث الثقافي لأي دولة, لذلك فإن وزارة الثقافة ولإدراكها لهذا الجانب المهم تهتم بدمج المؤسسات الثقافية في المشهد الثقافي الفلسطيني من اجل خدمة القضية الفلسطينية وإشراك هذه المؤسسات في عملية تعزيز المفاهيم الثقافية لدي الأفراد كونهم أدوات وسبل على طريق تحقيق هذا الهدف, كما ترمي الوزارة من خلال هذا المؤتمر إلى بناء جسور تواصل واتصال وتعاون مع المؤسسات الثقافية العاملة.

  • في ظل التهميش وعدم فهم الدور المنوط بوزارة الثقافة والذي عانت منه خلال السنوات السابقة, هل تبحث الوزارة عن دور فعال على الساحة الفلسطينية وهل هذا المؤتمر هو إحدى الخطوات نحو تحقيق هذا الهدف؟

بالتأكيد, نحن نسعى لإعادة تفعيل دور وزارة الثقافة والتي واجهت تهميشاً في بعض الأحيان وعدم الإلمام بدورها الحقيقي أحيانا أخري, وزارة الثقافة والتي يلقي على عاتقها رسم السياسات الثقافية للدولة فالثقافة هي مرآة للشعب وحضارته ورقيه, ووزارة الثقافة يجب أن يتكامل دورها مع باقي المؤسسات والهيئات من اجل خدمة القضية الفلسطينية, ومن هنا يتوجب علينا إعطاء المزيد من الاهتمام لهذه الوزارة وان لا نغفل أو نستهين بدورها ولا أبالغ في القول إن قلت إنها من الوزارات السيادية.

في إطار المؤتمر, فان الوزارة تعتبر هذه التظاهرة بمثابة خطوة أولى نحو إعادة صياغة دور الوزارة خاصة و أن ثقافة المقاومة هي ثقافة أصيلة وثابتة تحتاج إلى إرساء وتعزيز.

  • المثقف الفلسطيني عانى هو الآخر من الإهمال وتعطيل لدوره, أين هو من خطط الوزارة ومن المؤتمر ؟

مما لاشك فيه أن دور المثقف لا يقل أهمية عن دور المقاوم على الميدان , فالمثقف كان ولا يزال حاملا لهم القضية و المقاومة والتحرير وما دليل على ذلك إلا تعرض المثقف الفلسطيني إلى الاغتيال والاعتقال بهدف إنهاء مقاومته التي لم يسعي الاحتلال لوقفها لولا تداركه لفعاليتها.

وأنا اتفق معك في أن المثقف يعاني من النسيان والإهمال والإغفال لدوره مما أدي إلى عدم انخراط الكثيرين من أبناء الطبقة المثقفة في المشهد الثقافي الفلسطيني وبقائهم في الظل بسبب عدم وجود وزارة ثقافة مهتمة ومؤسسات ثقافية تقدر وتستوعب المثقفين .

من خلال المؤتمر والذي دعونا فيه كافة المثقفين من جميع أطياف الشعب الفلسطيني إلى المشاركة بفعالية, ونحن نسعى لدمج المثقف الفلسطيني في الساحة الثقافية الفلسطينية وإبقائه على اطلاع فيما يخص التغييرات والتجديدات التي تطرأ على هذه الساحة ونحن في وزارة الثقافة نضع المثقف الفلسطيني في دائرة الاهتمام وقمنا بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي استهدفته كما ونقوم بطباعة ونشر الأعمال الثقافية التي تخرج عن مبدعينا ومثقفينا انطلاقا من اهتمامنا بهذا المثقف كونه احد وسائل التغيير وإرساء الثقافات .

ومن هنا اكرر دعوتي ثانية إلى كل الأدباء والمفكرين والكتاب من جميع الأطياف والألوان والشرائح إلى المشاركة في المؤتمر وفي كل التظاهرات الثقافية الفلسطينية والتي من أهمها فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية والتي هي مناسبة مميزة للمثقفين للقيام بدورهم نحو قضية القدس.

  • هي التطلعات والآمال للمؤتمر السنوي كونه تجربة أولى وفريدة, وكيف تقيم دور الحكومة في انجاز المؤتمر؟

حقيقة, نحن في وزارة الثقافة لم ولن ندخر جهدا في سبيل إنجاح هذا المؤتمر, وعلى صعيد الآمالوالطموحات فإننا بالتأكيد نرجو أن يتكلل جهدنا بالنجاح وأن نخرج من هذه التجربة النوعية وقد حققنا تقدما على الساحة الثقافية وأحدثنا حراكاً ثقافيا ايجابيا ليكون علامة بارزة في المشهد الثقافي الفلسطيني, كما نأمل أن نقوم بجمع كافة مثقفينا ومؤسساتنا الثقافية لنضع جميعاً رؤية ثقافية موحدة تخدم ديننا ووطننا.

وفيما يخص دور الحكومة, فالحكومة برئاسة أ.إسماعيل هنية ومنذ اللحظة الأولي وهي تقدم الدعم بكافة أشكاله من اجل إنجاح هذه التظاهرة الثقافية على الرغم من مما تعانيه هذه الحكومة من حصار خانق, وأنا من هنا اثني على أداء الحكومة في هذا الإطار وأثمن جهودها ليس على صعيد المؤتمر فقط بل على صعيد الاهتمام بالمشهد الثقافي الفلسطيني وبالمثقفين والمؤسسات الثقافية على حد سواء .

وأخيرا اسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه رضا الله وخدمة ديننا ووطننا وشعبنا وقضيتنا وثقافتنا المبنية على أسس صحيحة وسليمة تخرج لنا شعبا مثقفا حضارياً يظهر بصورة مشرقة أمام العالم كله

المصدر : فلسطين الأن