ثمن الاعتراف بـالصهاينة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:٢١، ١٦ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حماس صامدون ... ولن يعترفوا بالكيان الصهيوني

تسعى بعض الأطراف العربية في الفترة الأخيرة جاهدة إلى إقناع حركة حماس بالاعتراف بالاحتلال (الصهيوني) ، وتسوق هذه الأطراف لإقناع الحركة بذلك مبررات عدة أهمها:

1- أن دولة الاحتلال الاسرائيلي أصبحت حقيقة واقعة.

2- تجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من ويلات الحصار والحرب.

3- حالة الضعف والوهن العربي.

4- حجم الدعم اللامحدود الذي تحظى به دولة الاحتلال في المجتمع الدولي، وتحديدا من الولايات المتحدة الامريكية الدولة الأقوى في التاريخ.وقائمة التبريرات العربية فى هذا الموضوع تطول، وقد يصعب حصرها، ومن يعرف حركة حماس يعلم أن كل ما سبق وغيره لم يغب عن بال الحركة فى يوم من الأيام، ولكن يبدو أن هذه الأطراف قد غاب عنها ما هو أهم من كل ما سبق، وهو أن حركة حماس حركة تحرر وطني إسلامي، وتستمد مشروعيتها من المقاومة والجهاد قبل كل شيء، وأن مسألة الاعتراف بإسرائيل غير واردة بالمطلق على أجندة الحركة، وتدرك حركة حماس أن اعترافها بالاحتلال (الصهيوني) قد يحقق لها بعض المكاسب السياسية على المدى القريب، كرفع الحصار، والاعتراف بشرعية الحركة ،،، الخ من المكاسب التى كانت حركة فتح قد حققتها بعيد اعترافها بالاحتلال (الصهيوني).

والسؤال الذي يطرح اليوم نفسه، هو ما هي حقيقة المكاسب التى حققتها حركة فتح بعدما اعترفت بالاحتلال الصهيوني؟.

إن واقع الحال يقول بأن حركة فتح لم تجن من وراء اعترافها بالاحتلال (الصهيوني) سوى المزيد من التراجع والانهيار، ولعل الأزمة التنظيمية والسياسية التي تمر بها الحركة اليوم، تكشف مدى التأثير السلبي لاعتراف الحركة بالاحتلال (الصهيوني)، وفي المقابل يمكن القول بأن رفض حركة حماس الاعتراف بـ(إسرائيل) قد عرضها لحصار، وحرب أكلت الأخضر واليابس، ولكنها لم تفقد شعبيتها، وكان لتمسكها بالثوابت عظيم الأثر في التفاف قطاعات واسعة حولها، وواقع الحال يقول بأن حركة حماس قد بدأت في لملمة أوراقها بعيد الحصار والحرب، ولعل بقاء الحركة في الحكم بعد هذا الحصار الطويل، وهذه الحرب الشرسة، قد أكد مع الأيام صدقية رؤيتها السياسية بعدم جدوى الاعتراف بدولة الاحتلال مهما عظمت فاتورة ذلك.

وأعتقد أن من يرغب حركة حماس بالاعتراف بـ(إسرائيل) يجهل حقائق وسنن التاريخ، التي تقول بأن من يتخلى عن مشروعية وجوده في لحظة من اللحظات فإنه يفقد حاضره ومستقبله على حد سواء، حتى لو وقف العالم كله خلفه، والعكس فإن من يتمسك بمشروعية وجوده وبثوابته، فإنه يكسب حاضره ومستقبله حتى لو وقف العالم كله ضده.

إن حركة حماس تدرك أكثر من غيرها ثمن رفضها الاعتراف بـ(إسرائيل) ولكن هذا النظام يجهل ثمن قبوله الاعتراف بـ(إسرائيل) ، فما حققته حركة حماس المحاصرة فى السنوات الفائتة يفوق بكثير ما حققته حركة فتح غير المحاصرة، ولعل حالة النزوح التي بدأت من حركة فتح تعكس حقيقة ما قلناه، وهو ما اعترفت به أخيرا قيادات الحركة، وما إغلاق بعض المكاتب التنظيمة للحركة فى بعض العواصم العربية، إلا دليل قاطع على مدى ما أوصل اعتراف الحركة بحق (إسرائيل) في تآكل شعبيتها في الداخل والخارج على حد سواء.

إن النظام السياسي العربي الذي يرغّب حركة حماس بالاعتراف بـ(إسرائيل) كتوطئة لرغبته في الاعتراف بـ(إسرائيل) للضغوط المفروضة عليه، لن يجني من هذا الاعتراف أكثر مما جنته حركة فتح، ونطمئن هذه الأنظمة بأن اعترافها بدولة الاحتلال (الإسرائيلي)، وما قد يترتب على ذلك من نتائج أقلها رفع العلم (الإسرائيلي) فوق السفارات (الصهيونية) في العواصم العربية هو بداية فقدان هذه الأنظمة لمشروعية وجودها، مهما عظمت قوتها فى مواجهة شعوبها، فالأخيرة لازالت تمقت هذا الكيان وتمقت من يعترف بحقه في الوجود، رغم مرور ما يزيد عن ستين عاما على قيامه.

وأخيرا يمكن القول بأن ما عجز الاحتلال عن تحقيقه بالحصار والحرب طوال السنوات الأربع الفائتة، لن يحققه النظام السياسي العربي المتخاذل بالتحايل على الحركة للاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود.