حسين محمد عبد السميع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حسين محمد عبد السميع وحادثة قنابل عيد الميلاد 1947



إخوان ويكي


مقدمة

إن تناول حياة الرجال العظماء الذين رسخوا قواعد دعوة الإسلام المعاصرة، ليست مادة تطرح من أجل الاطلاع أو التسلية بل إن مراجعة تلك الحيوات والأحداث والتصرفات هي مادة للتأمل، والتعلم، والاعتزاز بوجود مثل هؤلاء الرعيل الأول، الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يحملوا أمانة الدعوة إلى الله في وقت كانت ترزح فيه البلاد تحت نير الاستعمار.


وحسين عبدالسميع أحد الشباب الذين سعوا لخدمة وطنهم في صغرهم بالتصدي للمحتل الإنجليزي وفي كبرهم بالعناية بالعلم وتربية الشباب. لقد ارتبط اسم حسين عبد السميع بحادث شهير في التاريخ المصري الحديث وهو التعدي على نادي الضباط الانجليزي يوم عيد الميلاد (الكريسماس) عام 1947م وهم سكارى مما أحدث فزع وقلق لهم في مثل هذه الأيام التي كانوا يعربدون فيها ويتعدون على المصريين ونسائهم.


حسين هو ابن واحد من قيادات الإخوان الأوائل وعضو الهيئة التأسيسية الأستاذ محمد عبد السميع الغنيمي الذي خرج من الجماعة في أزمة الأستاذ أحمد السكري في نوفمبر 1947م. ولد حسين عبد السميع في حي الظاهر تقريبا عام 1929م والتحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية بالعباسية قبل أن يتخرج في كلية الزراعة، ويحصل بعد سنوات طويلة على درجة الدكتوراه من ألمانيا الغربية عام 1960م في الاقتصاد الزراعي ليعين في جامعة الأزهر بكلية الزراعة ويختم حياته فيها.


حسين وسط الإخوان

كان للبيئة التي نشأ فيها حسين (حيث كان والده أحد كبار الإخوان) سببا في التعرف على دعوة الإخوان منذ صغره وارتباطه بها ارتباطا وثيقا حتى أنه كان أحد دعاتها منذ صغره. لقد كان حسين سببا في معرفة كثير من الشباب بدعوة الإخوان المسلمين بل وضمهم للنظام الخاص الذي كان أحد أفراده، أمثال أحمد عادل كمال وعبد المجيد أحمد حسن.


ويحكي عادل كمال بعض مواقفهم الوطنية منذ صغرهم فيقول:


ولم يزد. ذلك أن اباه الأستاذ محمد عبد السميع الغنيمي كان من الإخوان وكان ذا نشاط فى شعبة الظاهر بالسكاكينى فكان أحيانا يأخذه معه إلى تلك الدار فيسمع بها تلك الهتافات. وبعد أن انتهت المظاهرة واتجهنا إلى الانصراف ظهر شخص لست أذكره – صديق لحسين ولعله عرفه فى شعبة الظاهر – سار معنا أو سرنا معه من عابدين إلى الحلمية الجديدة


حتى وصلنا إلى دار المركز العام للإخوان المسلمين الذى كان يشغل الدار رقم 13 شارع أحمد بك عمر وكان يطل على ميدان الحلمية فوجدتاه محاطا بالبوليس وقد أغلقت أبوابه بالشمع الأحمر. فى الحقيقة لقد كنت متورطا فى السير مع حسين وصديقه إلى مالا أدرى غير أن إلحاحهما وتشبثهما بى منعانى أن أتركهما وأعود بمفردى.


اتجهنا بعد ذلك إلى بيت الأستاذ المرشد العام قريبا من دار المركز العام. وهناك لم نجده وإنما كان عدد من الإخوان يزيد على الأربعين ملئوا غرفة المكتبة وقد افترشوا أرضها ووقف الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة خطيبا فيهم. وأذكر من كلامه يومذاك أن الحالة لا تدعوا إلى القلق وأن فضيلة الأستاذ المرشد يعالج الأمر مع السلطات بحكمته وأن دور الإخوان لا تلبث أن تفتح وأن يعود نشاطها من جديد. انتهى ذلك اليوم ورجعت إلى بيتى بأول فكرة عن الإخوان المسلمين لم تكن واضحة بطبيعة الحال ولا تركت فى نفسى أى انطباع.


سرنا أن نصل إلى شىء ما ... إلى أى شىء نخرج به من هذه الشعبة. غير أنه قبل أن يختم حديثه دعا أحد إخوانه وطلب إليه أن يحضر لنا استمارات انضمام فملأها لنا وكانت تتضمن بيانات عن أسمائنا وأعمارنا وأعمالنا وعناوين بيوتنا ووقعنا عليها وظننا أننا نستطيع أن نذهب.


ولما وقفنا لننصرف قالوا لنا عندهم محاضرة يسرهم جدا أن نسمعها وأن نحضرها معهم والتفوا حولنا كل يحبذ لنا حضور المحاضرة. كانت فصلا من مدرسة رصت به القمطرات. وكان محاضر الليلة الشيخ محمد جبر التميمى. وحضر معنا تلك الليلة الأستاذ عبد السميع الغنيمى وكان معه نجله حسين.


ويضيف:


ومضت أيام. ثم زارنى حسين فى منزلى ومعه خطاب لى من شعبة الظاهر يقولون إنى التقيت بهم وارتبطت معهم على هذه الفكرة ثم غبت عنهم وقد شغلهم غيابى (!) فإذا لم أزورهم فى وقت قريب فسيكون من واجب لجنة الزيارات بالشعبة أن تزورنى للاطمئنان على


غاظتنى فكرة أن تزورنى تلك اللجنة وأنا حتى ذلك اليوم لا أكاد أزور أو أزار وبهذا الدافع وحده راودتنى نفسى أن أزور الشعبة مرة أخرى حتى لا يزورنى أحد.لم أكن أكره الإخوان ولم أكن منكرا لدعوتهم غير أنهم كانوا يعاملونني بخلاف ما ألفت فاتفقت مع حسين على موعد نذهب فيه معا إلى شعبة الظاهر بالسكاكينى وفى الموعد كنا هناك.


وسط عمليات النظام الخاص

انضم حسين عبد السميع للنظام الخاص وهو طالب في الثانوية، ونشط في ترشيح أخرين له أصبحوا فيما بعد قادة للنظام أمثال عادل كمال.


يقول عبد المجيد أحمد حسن:


وفي سنة 1944 افتتحت شعبة حدائق القبة، وانتقل هذا النظام إلى هذه الشعبة، وكونت أسرة من الطلبة كان أعضاؤها حسين محمد عبد السميع، وأحمد عادل كمال، وطاهر عماد الدين، وأحمد محمود كامل، وممدوح حافظ، ومحمد وجيه الباجوري، وصلاح الأفندي، وكنت أنا عضوًا بهذه الأسرة؛ لأن اتصالي بشعبة الحدائق قطع صلتي بشعبة الظاهر، وسارت هذه الأسرة على نفس النظام.


ويقول عادل كمال:


فى يوم من فبراير 1946 دعانى حسين عبد السميع إلى منزله فى موعد حدده وأكد على الميعاد لأن هناك مقابلة هامة ورفض أن يزيد على ذلك حرفا. وفى الموعد وجدت رجلا لم أكن أعرفه فى انتظاري عرفنى به حسين على أنه الأخ أحمد حجازي من الإخوان الموثوق بهم ثم تركنا حسين وانصرف فى غرف البيت.


وكان من أشهر العمليات التي قام بها النظام الخاص ضد جنود المستعمر البريطاني أحداث ليلة عيد الميلاد (الكريسماس) يناير 1947م حيث كانوا يغشون أنديتهم والكباريهات والحانات فيسكرون ويعربدون ويتعدون على المصريين والمصريات في هذا اليوم فقرر النظام الخاص إلقاء الرعب والفزع فيهم بإلقاء قنابل صوتيه عليهم وقت احتفالهم لنشر حالة من الرعب والفزع وسطهم حتى لا يعتدوا على المصريين وهم سكارى.


كان حسين عبدالسميع واحد من المكلفين بهذا العمل، غير أنه وقت ما كان جميع أفراد النظام الخاص يستعدون لأداء مهمتهم ألقى واحد من المصريين بقنبلة على قرب النادي البريطاني فأحدثت دوي لكنها جعلت قوات البوليس المصري والبريطاني على أهبة الاستعداد لمنع وقوع أى عملية أخرى.


يقول عادل كمال:


سقط صدقى وعاد ذلك الرجل – السيىء عند الإخوان وغيرهم – النقراشي رئيسا للوزارة يوم 9 ديسمبر 1946. وفى الأيام الأولى من وزارته قمنا بعمليتنا الجماعية التالية. فقد أتى الكريسماس – عيد الميلاد عند المسيحيين الغربيين – وفى هذا اليوم اعتاد جنود الجيش الإنجليزى بكل أجناسه {استراليين – نيوزيلنديين – جنوب أفريقيين.. الخ}


اعتادوا أن يحتفلوا به على طريقتهم. هذه الطريقة كانت تقوم أساسا على السكر والعربدة فى الحانات والكباريهات ودور المجون التى امتلأ بها وسط القاهرة وكثير منها خصص لجنود " الحليفة" انجلترا فى ذلك الوقت ثم يخرجون فى صخب شديد ليجتاحوا ما أمامهم. كانوا ينهبون المحلات ويخطفون النساء ويستبيحون كل شىء.


وقرر النظام مقابلة هؤلاء فى شوراع وسط القاهرة. ولكن قرار النظام جاء متأخرا بعض الشىء وتصادف أن مكثت فى عملى بالبنك الأهلى المصرى حيث كنت أعمل من الصباح حتى الحادية عشرة مساء. فلم أعلم بذلك القرار ولم يبلغنى به أحد. وكان التوقيت المحدد للعملية من الساعة العاشرة إلى العاشرة وعشر دقائق ثم الرجوع. وكانت البارات والحانات التى تعج بهم ذات أبواب زجاجية بشدة بحيث تحطمه وتنفذ من خلاله فتنفجر بالداخل وسط الجنود.


ولكن حدث شىء من سوء الحظ فبعد أن تم تسليم القنابل للإخوان وصدرت التعليمات إليهم وكانت تصدر إليهم فى بيوتهم حدث فى حوالى الساعة الثامنة مساء أن مرت سيارة مسرعة أمام نادى الاتحاد المصرى الإنجليزى بالزمالك وألقى مجهول قنبلة يدوية من السيارة على النادى ولاذ بالفرار.


هذا النادى كان رمزا للصداقة المصرية الإنجليزية وكان أعضاؤه بعضا من الإنجليز مع بعض المصريين العملاء. وكان لهذا الحادث أثره فقد أعلنت حالة الطوارىء فى البوليس المصرى وبين قوات الجيش الإنجليزى. وانتشر البوليس المصرى العلنى والسرى وكذا قوات البوليس الحربى الإنجليزى انتشرت فى الشوارع فى حالة من التأهب والترقب لأى محاولة جديدة.


وكانت التعليمات تقضى بأن من يجد صعوبة فى تنفيذ عمليته أن يعود دون أن يغامر بنفسه. ويبدو أن العملية كانت صعبة بالفعل فى ظروف اليقظة التامة والتأهب. ومع ذلك فقد نفذ كثير من الإخوان عملياتهم بنجاح فكانت شبه مذبحة للجنود الإنجليز السكارى.


وكانت القوات تروح وتجىء تتفرس وجوه الناس فاشتبه ماهر رشدى حكمدار بوليس العاصمة وكان فى لورى بوليس اشتبه فى شابين يسيران متجاورين فى شارع عبد الخالق ثروت وأوقف سيارته ونزل جنوده بسرعة فأحاطوا بهما واقتادوهما معهم فى السيارة. كانا محمود نفيس حمدي وصديقى حسين عبد السميع وكانت قنبلته ما زالت فى جيبه... وصارت قضية وكان حسين ونفيس أول صيد يقع منا


كما أن عبد المنعم عبد العال نفذ عمليته وعاد إلى بيته بالعباسية وكان يوم الاحتفال بعرس شقيقته فشارك أهله الاحتفال حتى منتصف الليل. وحين أراد ابن خالته كمال القزاز الانصراف نزل معه لتوصيله إلى محطة الأتوبيس ودفعه حماسه أن يأخذ معه قنبلة أخرى. وفى عودته صادف أحد لوريات الجيش الانجليزي فى شارع الملكة نازلى – رمسيس حاليا – يعود بحمولته من الجنود فى اتجاه ثكناتهم بالعباسية.


وقذف اللورى بالقنبلة فأحدثت دويا فى سكون الليل واجتمع حوله حرس الليل من البوليس المصرى وحاصروه بصفافيرهم حتى قبضوا عليه. فكانت قضية ثانية. وأودع المتهمون فى هاتين القضيتين سجن الأجانب الذى كانت تشرف عليه حكمدارية بوليس القاهرة هذا البوليس كان الإنجليز هم الذين يديرونه بشكل مباشر.


يقول مهدي عاكف في مذكراته:


في عام 1947م، حاول الإخوان في عيد الميلاد أن يبثوا الرعب في قلوب الجنود والضباط البريطانيين الذين كانوا يعيثون في الأرض فسادا، فاتفق النظام الخاص أن يقوم أفراده بإلقاء قنابل على النادي الإنجليزي بالقاهرة، ولكن قام مجهول بإلقاء القنابل على النادي، وفر هاربا قبل أن ينفذ أفراد النظام الخاص خطتهم، وقام البوليس بتمشيط المكان، وقبض على الأخوين محمود نفيس حمدي وحسين عبد السميع أثناء سيرهما في شارع عبد الخالق ثروت


وعثر في جيب أحدهما على قنبلة، فألقي القبض عليهما، وقدما للمحاكمة أمام أحمد الخازندار - الذي كان قد نقل من الإسكندرية إلى القاهرة - وكان المحامي الذي دافع عن الأخوين هو الأستاذ فتحي رضوان (رئيس الحزب الوطني الجديد)، الذي عمد بدوره إلى نفي الاتهام، مفترضا أنه إن ثبت، فهذا بدافع وطني ضد جنود المحتل. غير أن الخازندار رفض هذا الكلام، وقال: لا تقل "جنود محتلون، لكنهم جنود حلفاء بموجب معاهدة 1936م".


كان لحسين عبد السميع دولاب في كلية الزراعة وكان يحتفظ فيه ببعض القنابل، حيث يقول عبدالمجيد أحمد حسن: "قبيل ليلة عيد الميلاد سنة 1946 ذهبت أنا وحسين عبد السميع إلى الجامعة وكانت محاصرة وتمكنا من تسلق سور كلية الزراعة وقصدنا إلى الدواليب الخاصة وأعطاني عبد السميع مفتاحا لاحتفظ به وفتح هو بمفتاح آخر أحد هذه الدواليب ونظر فيهم كما نظرت أنا أيضا فشاهدت تسع أو عشر قنابل.


ويقول عادل كمال:


وكان لحسين عبد السميع دولاب فى كلية الزراعة كنا نحتفظ فيه بعدد من القنابل اليدوية احتياطا للحاجة إليها فى نظراتنا إذا ما اصطدمت بالبوليس واحتاج الأمر. فلما قبض على حسين أردنا استخراج القنابل من دولابه وكان لابد من أحد منا يعرفه. وقال عبد المجيد حسن أنه رآه مرة وأنه ترك معه أحد مفاتيح الدولاب.


وذهب عبد المجيد مع أحد إخوان الكلية لتنفيذ المطلوب ولكنهما وجد أن الدواليب قد نقلت من مكانها.وبعد صعوبة بالغة استطاعا التعرف على الدولاب فى مكانه الجديد دون لفت الأنظار. وذهبت لأبشر حسين فقد قدرنا أنه يحمل هم ذلك الدولاب وكان المتهمون – وكلهم كانوا محبوسين انفراديا – يجلسون على حواف نوافذهم ينظرون إلى الطريق فقد كان السجن الأجانب فى شارع الملكة نازلى.


كان قد حدث في بداية عام 1946م عمل مشابه لذلك بالإسكندرية وتصدر أحمد الخازندار للحكم على الشباب المصري حيث جاءت أحكامه شديدة، وقد تفاجأ الجميع بنقل أحمد الخازندار كرئيس لمحكمة القاهرة وتقديم قضية حسين عبدالسميع وعبدالعال إليه مما تأكد أنه نقل مخصوص لسرعة الحكم في هاتين القضيتين، حيث تكلم السفير البريطاني مع النقراشي بأن القضاء المصري بطئ على خلاف القضاء البريطاني وأنه يثق بأنه سيعالج الأمر بسرعة ويحفظ دماء الجنود البريطانيين، وهو ما يفسر نقل الخازندار للقاهرة.


يقول عادل كمال:


صدر الأمر بنقل أحمد بك الخازندار من الإسكندرية ليشغل وظيفة رئيس محكمة استئناف القاهرة. وقدمت إليه القضيتان. القضية المتهم فيها حسين ونفيس والقضية المتهم فيها عبد العال. ولقد شهدت جلسات القضية الأولى. اعتمد الدفاع أساسا على نفى إتيان المتهمين لأى اعتداء على جنود الحلفاء ثم على طريقة المحامين ذهب الدفاع إلى أنه إذا افترضنا جدلا أن لهما شأنا فى ضرب الجنود الإنجليز السكارى بالقنابل فأى دافع يكون وراء ذلك؟


لا شك أنه دافع وطنى يهدف إلى تحرير أرضنا من دنس الإحتلال ... وإذا بالخازندار بك ينتفض فوق منصته ويدقها بقبضته ويصيح فى الأستاذ المحامى الذى كان يترافع بذلك فقال له "كلام فارغ إيه ده يا استاذ اللى بتقوله؟ دول حلفاء موجودين هنا للدفاع عنا بموجب معاهدة الشرف والاستقلال... تبقى فوضى لما نسيب كل ولحد يدى أحكام على كيفه وينطلق الأولاد فى الشوارع بالقنابل والرصاص! لا ده كلام فارغ ما نسمعوش أبدا!!"


من الناحية القانونية الصرفة التى لا شأن لها بأى اعتبار آخر ربما كان كلامه سليما... ولكن... كان هذا الكلام صدمة لنا. وصدرت الأحكام. حكم على حسين عبد السميع بالحبس ثلاث سنوات وعلي عبد المنعم عبد العال بالسجن خمس سنوات. واستأنف الإخوان الأحكام لكن محكمة النقض أيدت الحكم على حسين محمد عبد السميع بالحبس ثلاث سنواتن وقررت إعادة محاكمة عبد المنعم عبدالعال التي حصل على البراءة.


قضى حسين عبد السميع فترة حكمه في سجن مصر العمومي بحي الخليفة حيث كان سجن مصر يختلف تماما عن سجن الأجانب فليس فيه أثر للنظافة وكانت زنازينه مظلمة لا تدخلها الإنارة وكان النوم على "برش" نسج من حبل من مسد خشن جدا والغطاء قطعة من بطانية غاية فى القذارة. ولم يكن لنوافذ الزنازنين ما يقفلها فيحول دون الرياح الباردة التى تجتاحها ولا ماء المطر الذى يكاد يغرق أرضها. وكانت جدرانه مليئة بالبق الذى يقض المضاجع. كما كان الطعام فيه رديئا وعلى نفقتنا وهو غالى الكلفة.


بعدما خرج حسين عبدالسميع من السجن أكمل دراسته في كلية الزراعة حيث حصل على الماجستير ثم الدكتوراه من ألمانيا الغربية عام 1960م، ولا توجد معلومة عن حياته بعد خروجه من السجن هل استمر وسط الإخوان أم تركهم.


للمزيد

  1. أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، الزهراء للإعلام العربي، 1987م.
  2. محمود الصباغ: حقيقة التنظيم الخاص، دار الاعتصام، 1989م.
  3. أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم: جامعة الأزهر، قسم الاقتصاد الزراعي، كلية الزراعة