حوار د. محمد مرسي في جريدة "الشروق"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار د. محمد مرسي في جريدة "الشروق"

07-05-2011

مقدمة

د. محمد مرسي رئيس "الحرية والعدالة" في حواره لـ(الشروق):

- ندرس اختيار نائب قبطي لرئيس حزب الإخوان

- لا نسعى للاقتراب من الأغلبية لأنها ليست في مصلحة مصر والإخوان

- المرشد قرر ألا يكون عضوًا في الحزب رغم أن اللائحة لا تمنعه

- موقفنا من أبو الفتوح ليس شخصيًّا

- قرار عدم خوض انتخابات الرئاسة اتخذناه قبل سقوط مبارك

- رفعنا سقف المشاركة إلى 50% في الانتخابات لنحصل على 35%

- أخشى على موسى من أعضاء الحزب الساقط

- البرادعي ما زال مترددًا والبسطويسي وصباحي محتاجان إلى جهد كبير

أثار قرار مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في انتخابات مجلس الشعب المقبل بنحو 50% من المقاعد جدلاً كبيرًا داخل الجماعة وخارجها، لا سيما أن بعض قيادات الجماعة كانوا قد أعلنوا أنهم سينافسون على ثلث مقاعد البرلمان عقب نجاح الثورة.

يأتي هذا في الوقت الذي فجَّر اختيار مجلس شورى الجماعة لرئيس حزب "الحرية والعدالة" ونائبه وأمينه العام غضب عدد كبير من شباب الجماعة الذين طالبوا بأن يكون اختيار قادة الحزب من قواعده.

محمد مرسي رئيس حزب الجماعة باختيار مجلس شورى الإخوان يوضح في حواره لـ(الشروق) مبررات شورى الجماعة في اختيار قيادات الحزب، والأسباب التي دفعت الجماعة للإعلان عن المنافسة على 50% من مقاعد البرلمان.


نص الحوار

وإلى نص الحوار:

  • ما الأسباب التي دفعت الجماعة إلى رفع نسبة مشاركتها في انتخابات مجلس الشعب القادمة إلى 50% بعد حديث عدد من قياداتها عن 35%؟
الكلام السابق صدر من أشخاص بصفتهم، وكانوا يقصدون نسبة التواجد في البرلمان لا المشاركة في الانتخابات، بحيث لا تزيد المقاعد الفعلية للجماعة في المجلس على 30 أو 35% حتى لا نثير القلق.
ومجلس شورى الجماعة هو الجهة التي تتخذ القرارات الخاصة بالانتخابات، وهو الذي حدد النسبة الـ50% ونحن لا نسعى للاقتراب من الأغلبية لأن هذا ليس في المصلحة سواء على المستوى العام أو مصلحة الإخوان.
  • نسبة المشاركة بـ50% يجعلنا أمام احتمال قوي وقائم وهو حصولكم على هذه النسبة بالفعل، أو على الأقل 45%.. فهل وضعتم سيناريو محددًا للتعامل مع نتيجة مثل هذه وكيف سيكون تأثيرها على السياسة في مصر؟
دعنا نكون واقعيين، فالإخوان عندما جرت انتخابات بها بعض النزاهة في المرحلة الأولى في 2005 كان أقصى نجاح لنا هو 80% في المرحلة الأولى.
  • ولكن رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف قال إنه منع 40 آخرين من مرشحي الجماعة حينها من الوصول للمجلس.
هذا جاء متأخرًا، أما أنا هنا فأتحدث عن المرحلة الأولى، وفي الانتخابات القادمة ستكون المشاركة والتصويت أكبر، وبالتالي ستقل نسبة النجاح.
  • إذن لا تتوقعون حصول الإخوان على 50%.. وعلى هذا الأساس لم تعدوا سيناريو للتعامل معها؟
السبب في عدم إعداد سيناريو واضح لذلك هو عدم صدور القانون الخاص بهذه الانتخابات حتى الآن (قانون ممارسة الحقوق السياسية وكذلك قانون مجلس الشعب).
فلا نعلم حتى الآن هل الانتخابات ستكون فردية أم بالقائمة أم مختلطة، وأظن أن الشكل الذي ستجري به الانتخابات سيؤثر على العدد، وعلى هذه النسبة بالسلب، لأن مَن يرد إعداد قائمة سيضطر للتنسيق مع القوى الأخرى وبالتالي يقل عدد مرشحيه.


القائمة المفتوحة

والله هذا ما نُفكِّر فيه، ونعتقد أنه أنسب للمصريين وليس للإخوان فقط، ولكن هذا مجرد توقعات، فحتى هذه اللحظة ليس لدينا أي تسريبات حول الشكل المحتمل للانتخابات، ولكن أنا أتوقع ألا يكون النظام فرديًّا فقط، فسيكون هناك نظام القائمة والفردي، وبالتالي نسبة الـ50 أو الـ45% ستقل.
  • وهل فكرة القائمة الموحدة التي طرحها الدكتور بديع خلال لقائه مع رؤساء الأحزاب في المجلس العسكري، ونوقشت في حوار من أجل مصر، ما زالت مطروحة؟
طبعًا، وما زلنا نرى أنها مهمة جدًّا لأننا نريد مجلس شعب قويًّا، وهذا المجلس يحتاج إلى تجانس ومعارضة قوية، وأيضًا أغلبية ائتلافية، وهي أفضل بكثير من الأغلبية المحسومة لحزب واحد، وبالتالي الائتلافية أو الوطنية ستكون الأنسب؛ لأننا لن نستطيع وحدنا أن نقوم بشئون مصر لا نحن أو غيرنا، لأن الوضع في مصر يحتاج إلى تضافر كل الجهود بغض النظر عن مرجعيات الأحزاب أو المستقلين.
  • طريقة اختيار مجلس شورى الإخوان لقيادات الحزب أغضبت فريقًا من شباب الإخوان وتساءلوا لماذا لم يتم انتخابهم؟
هذا تساؤل طبيعي لأن البعض لا يعرف تفاصيل ما حدث، وهؤلاء عددهم ليس كبيرًا، ولكن في النهاية هذا الخلاف مقبول، فنحن أرسلنا جدول الأعمال لأعضاء الشورى قبل الاجتماع بأسبوع لدراستها ومناقشتها، بالإضافة إلى أنه تم اختيار مجلس الشورى العام بالانتخاب، وهو يمثل كل قواعد الجماعة، وأنا شخصيًّا عقب توزيع اللائحة عقدتُ لقاءً على مستوى قطاع القاهرة بالكامل، وكان من بين هؤلاء شباب لكي نناقش ما سيناقشه مجلس الشورى، واستمر الاجتماع لأكثر من 3 ساعات، وتم تلخيص نتائج اللقاء في عدة ورقات، وفي النهاية أعضاء مجلس الشورى يحملون آراء الإخوان، والمجلس ناقش الأمور باستفاضة خلال يومين، فضلاً عن أن معظم المؤسسين من الإخوان؛
حيث قاربت نسبة المؤسسين من غير الإخوان 30% وعدد المؤسسين جميعًا تجاوز الـ8 آلاف، وبالتالي مجلس شورى الإخوان يحمل إرادة الإخوان ويحمل إرادة المؤسسين، والذي تصل نسبة الإخوان فيه 70%، وأقول ذلك لأننا في مرحلة انتقالية حيث إن مرحلة التأسيس يتلوها مباشرةً مرحلة العمل المؤسسي، ونحن ما زلنا لم نتقدم بعد بأوراق الحزب، وفي الحياة الحزبية لا يسمى المؤسسون بهذا الاسم قانونًا إلا بعد أن تقدم الأوراق، وبالتالي نحن في هذه المرحلة التي سيتبعها المؤتمر العام الذي لن يقل عدد المشاركين فيه عن 1000 وستكون الهيئة العليا في حدود 150 فردًا، وهيئة المكتب 15 فردًا، وبالتالي مجلس الشورى اختار 3 فقط من القيادات.
ونحن لدينا في اللائحة مرحلة انتقالية عندما يجتمع المؤتمر العام يقصرها، أو يطولها هو حر ولكن في مرحلة التأسيس دعنا نكون واضحين لا بد من وجهة نظر الإخوان، والإخوان وضعوا مجموعةً من الضمانات.
وكي نضمن الاستقلال قرر المجلس أن يتخلى الثلاثة عن عضويتهم في مكتب الإرشاد، فمجلس الشورى قال سنختار ثلاثة كي يقوموا بالإجراءات بما أن الجماعة هي التي ستؤسس الحزب، وبعد ذلك سيكون الحزب مستقلاً، ولكن أود أن ألفت النظر إلى شيء وهو أن المشروع واحد والفكرة الإسلامية واحدة.
ولكن العمل الحزبي السياسي هذا عمل متخصص، فأرض الإسلام واسعة وأرض الجماعة ضيقة وأرض الحزب أضيق وأضيق، وبالتالي نحن لسنا في مرحلة الصواب والخطأ، ولكن الصواب والأصوب، ولكن كثيرًا من الإخوان لا يعلمون التفاصيل، إضافةً إلى أنه ليس كل المستويات في الجماعة تعلم كيف يتم اتخاذ القرارات ولا يصوتون عليها؛ حيث يصوت العضو العامل فقط، فنحن لدينا محب ومنتسب وغيره وليس معنى هذا أن هؤلاء الأشخاص أقل أهميةً.


علاقة الجماعة بالحزب

  • هل يعتبر أعضاء مكتب الإرشاد وأعضاء مجلس شورى الجماعة أعضاء في الحزب بالتبعية؟
بالاختيار، وليس بالتبعية.
ممكن أن يكونوا أعضاء بالحزب، فالإخوان جميعهم لهم أن يكونوا أعضاء بالحزب ما عدا المرشد هو الذي اختار وقرر أنه لن يكون عضوًا باختياره هو، لأنه ليس لدينا لائحيًّا ما يمنع انضمامه للحزب، ولكن توزيع الموارد البشرية هو الذي سيتحكم في ذلك، ويحدد من يكون في الحزب ومن يكون في الجماعة حتى يستمر شغل الجماعة.
  • هل هناك نية لإسناد مواقع قيادية في الحزب لأقباط؟
هناك فكرة وهي ليس غريبة ولا بعيدة بأن يكون النائب الثاني لرئيس الحزب قبطيًّا، أو من خارج الإخوان لكنها لم تتبلور بعد حيث يتم تداولها في مجلس الشورى، وهناك طرح أن تترك هذه الفكرة لرئيس الحزب أو للمؤتمر العام، وما زال قيد الدراسة.
  • من أبرز القيادات القبطية التي انضمت للحزب بخلاف رفيق حبيب؟
أنا لستُ متذكرًا، ولكن عدد الأقباط في الحزب من بين المؤسسين تجاوز المائة عضو.
  • بيان مجلس الشورى قال إن الحزب يتمتع بالاستقلالية مع التنسيق مع الجماعة فما شكل الاستقلالية الذي قصدتموه؟
نقصد هنا الاستقلالية الكاملة والمشترك هو المشروع والفكرة.
  • وهل من الممكن أن يتخذ الحزب قرارات مخالفة لرأي الجماعة؟
دعونا لا نسبق الأحداث لأن الحزب يحمل مشروع الإخوان، وطريقة تفكير مشابهة لتفكير الإخوان، لكنه مستقل، وفي النهاية الحزب يحتاج لدعم الإخوان، ولا أحد يسعى للاختلاف، بل للتوافق، وهو مبدأ إنساني.
الاستقلال الذي قصدناه هو الاستقلال الإداري والحركي والمالي بمفهوم العمل الحزبي المتخصص، وهذا الأمر ليس رأيي الشخصي، ولكن هو ما يقتنع به الإخوان.
  • قلت إن الحزب يتمتع بالاستقلالية وفي الوقت ذاته قلت إن الحزب في مرحلة انتقالية تقتضي بعض الاستثناءات فهل معنى ذلك أن الجماعة ستدعم الحزب ماليًّا في البداية؟
التمويل تحديدًا لا.. ومن ضمن الأوراق الخاصة بالحزب أن يكون هناك حساب مفتوح في البنك وتكون هناك مراقبة من الجهاز المركزي للمحاسبات، والجماعة لديها ما يكفيها من المطالب والمشاكل بالنسبة لنفسها، وفيما يخص الحزب فتمويله سيكون من خلال اشتراكات وتبرعات مؤسسيه، هذا إضافةً إلى تبرعات غير الأعضاء المقتنعين بأفكار الحزب.
  • هل الحزب ملتزم بقرار الجماعة بعدم الترشح للرئاسة أم سيكون له رأي آخر؟
نعم، لأننا لا نريد في هذه المرحلة أن نقول إن الحزب سيتخذ موقفًا غير الجماعة، فنحن ما زلنا إخوانًا، وليس مناسبًا بالنسبة لمصر ولا للإخوان ترشيح أحدهم للرئاسة.


قضية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح

  • ما موقفكم كحزب تابع للجماعة من قضية عبد المنعم أبو الفتوح وترشحه للرئاسة؟ وما الأسباب التي دفعتكم لرفض ترشحه؟
مجلس شورى الإخوان اجتمع يوم 10 فبراير أي قبل سقوط مبارك بيوم وكان هذا الاجتماع بكامل هيئة مجلس الشورى كاملة لأول مرة منذ عام 1995، وقبل أن يظهر ترشيح أبو الفتوح وكان موقف مجلس الشورى هو الإعلان عن عدم الترشح للرئاسة؛

لأنه ليس من المناسب في هذه المرحلة أن يكون لنا مرشح، وهذا موقف ليس معنيًا به أشخاص، حيث كنا نرسي مبادئ وقتها، وكذلك قرار منع الانضمام لأحزاب أخرى، لأنه ليس من المنطقي أن أنافس المشروع الخاص بي.

  • نحن بصدد استحقاقات انتخابية أخرى خلال الفترة القادمة منها مجلس الشورى والمحليات بعد حلها فهل نسبة الـ50%، ستسري على تلك الانتخابات؟
لسنا متأكدين هل ستجري انتخابات مجلس الشورى المصري في نفس يوم مجلس الشعب أم لا، لذلك لم يشمله قرار مجلس شورى الجماعة، وعندما تتضح الأمور سيكون للإخوان قرار بشأنه، وإذا اتضح موقف هذه الانتخابات، وكان الحزب وقتها قد أعلن سيكون القرار الخاص بها من الحزب وليس الجماعة.
  • كيف ترى الأسماء الذين أعلنوا عن عزمهم الترشح للرئاسة؟
عمرو موسى يتحرك وهناك بعض السلبيات التي نراها في حركته من خلال الإعلام، وأخشى أن يسيء إليه أعضاء في الحزب الساقط بحركتهم التي قد تُنسب إليه.
البرادعي، بدأ حركته متأخرًا وما زال يلاحظ على حركته بعض التردد، ولكنه بدأ حملة وأظنه سيكتسب أرضًا.
المستشار هشام البسطويسي رجل قضاء فاضل ويتحرك الآن، ولكن يحتاج إلى جهد كبير كي يعرف الناس بمشروعه.
حمدين صباحي، من المرشحين الذين لهم رغبة في خدمة الوطن، لكن المسألة أن الساحة المصرية كبيرة جدًّا وتحتاج مجهودًا.

المصدر