حوار مع الأستاذ سيف الإسلام البنا في ذكرى والده

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع الأستاذ سيف الإسلام البنا في ذكرى والده

[12-02-2003]

مقدمة

أ. "احمد سيف الإسلام"

- الإمام الشهيد كان رجلاً ربانيًا أسس دعوة جددت دينها وأمتها

- علمني حب القراءة وأهمية المكتبة

- وجدت في وصيته حلولاً لكثير من المواقف التي قابلتني

بعد مرور خمسة وخمسين عامًا على استشهاده يظل الإمام "حسن البنا" حيًا في قلوب أبناء الصحوة الإسلامية، ويظل- رحمه الله ورضي عنه- شامخًا، ذا قيمة ترقى إلى أعلى القيم، وذا مكانة تتبوأ الدرجات العلا.. هذا ظن إخوانه وتلاميذه ومحبيه، وهم لا يزكون على الله أحدًا، والله حسيبه وكافيه..

لقد كان الإمام "حسن البنا" سببًا في يقظة الأمة من سباتها، وتنبيهها من غفلتها، وانتشالها من كبوتها.. وقد صدق فيه قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23)، ولا زالت هناك بعض الأمور التي تخفى على الكثيرين من أبناء الدعوة نوضحها في هذا الحوار.

الأستاذ أحمد سيف الإسلام البنا هو من أفضل من يحدثنا عن الإمام الشهيد، لأسباب كثيرة: فهو ابنه والجندي المخلص في الدعوة التي أسسها والده ودفع دمه؛ ثمنًا لدورها في إحياء الأمة بعد سباتها، التقيناه وسألناه عن البنا الأب والإمام والداعية فكان هذا الحوار

نص الحوار

  • بداية هل توقفت معرفتك بالإمام الشهيد على كونك ابنه الذي عاش في كنفه 14 سنة، أم هناك مصادر أخرى عمّقت تلك المعرفة؟
أدركت منذ دراستي الابتدائية مكانة والدي الشهيد - رحمه الله- وأني ابن لرجل غير عادي، وذلك من خلال معاملة ناظر المدرسة والمدرسين شبه الخاصة لي- رغم أنها لم تكن ترضي أبي- الذي كان حريصًا على أن أكون في المدرسة تلميذًا كسائر التلاميذ، وتمثل أول مصدر في معرفتي بالإمام، هو معايشتي له في المنزل حتى المرحلة الثانوية في الدارسة، وكنت أسأله في القضايا العامة التي كنا كطلاب في المراحل الثانوية نتعرض لها، وننظم الإضرابات من أجلها.
إضافة إلى الأحداث التي مرت بالبيت، وحادث اغتياله، والذي أتذكره كأنه بالأمس، خاصة أيامه الأخيرة؛ لطبيعتها والحصار المرير الذي تعرض له في المنزل، وأحاديث الأسرة عنه، كل ذلك أضاف لمعايشتي السابقة له إعجابًا شديدًا، وتعلقًا به، ورغبة في لزوم منهجه.
  • هل يمكن أن تورد لنا مثالاً عن تلك الأحاديث؟
من القصص التي حدثني بها جدّي عن الوالد وهو صغير ولها دلالاتها.
أنه في يوم جمعة اختفى وهو صبي صغير عن الأنظار لفترة، وظلوا يبحثون عنه فلم يجدوه، ثم هداهم تفكيرهم إلى فتح باب المسجد؛ عسى أن يكون داخله، فوجدوه واقفا على المنبر يلقي خطبة في المسجد الخالي من المصلين بعد انتهاء خطبة الجمعة، تقليدًا لوالده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا ـ رحمه الله ـ الذي كان خطيبًا في ذلك المسجد.
وهذا يؤكد ان الله هيأه منذ صغره ليأخذ مسار الدعوة الإسلامية، بهذه المناسبة أذكر أن الوالد ـ رحمه الله ـ ألقى خطبة عام 1946 في ذكرى وفاة الزعيم مصطفى كامل قال فيها: "الزعماء ثلاثة: زعيم صنع نفسه، وزعيم صنعته الظروف، وزعيم صنعه الله على عينه"، وأنا أقول إن البنا من النوع الثالث.

مكتبة الإمام

الإمام الشهيد "حسن البنا"
  • ذكرت في مرات سابقة أن للجد الشيخ أحمد البنا دوره أيضًا في تشكيل معرفتك بالإمام الشهيد؟
نعم كانت أكثر الأحاديث تأثيرًا فيّ هي أحاديث جدي الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا عن الإمام الشهيد، ورغبته أن أستفيد استفادة كبيرة من مكتبة الوالد، وأن أتجه إلى التعليم الشرعي، فلذلك دفعني إلى الالتحاق بكلية دار العلوم.
كما كان لمكتبة الوالد دور في معرفتي به، فكما يقولون "إذا أردت أن تعرف رجلاً فدلني على مكتبته".
وكان لمكتبته دلالات كثيرة ففيها الكتب التي تأثر بها حسن البنا في فكره وحركته، وكانت كذلك مكتبة متنوعة المعارف والعلوم.
ويكفي أن تعلم أن المكتبة كان بها كتب خاصة عن العالم الإسلامي كله، وأخرى عن حركات المقاومة الإسلامية، وثالثة عن كل حرفة ومهنة، بل كان ـ رحمه الله ـ يُنمي فينا خاصة حب القراءة، فقد ترك لي ركنًا خاصًا فيها وزاد مصروفي خمسون قرشًا؛ لكي أشتري بها كتبًا أنتفع بها وأضعها في ركني الخاص، وكان ـ رحمه الله ـ يؤكد دائمًا في كتاباته على أهمية تكوين مكتبة إسلامية لكل أسرة.
كما تتبعت حياة الإمام من واقع أجندته ومذكراته الشخصية وأوراقه الخاصة، وقد كشفت لي كثيرًا عن جوانب شخصيته وبعضها كان فيه مقاطع أدبية رائعة.
وبعد ذلك حرصت على السماع من الإخوة الذين عايشوا الوالد كثيرًا، وسجلت كل ذلك كتابة، ومنهم المرشد الراحل الأستاذ عمر التلمساني - رحمه الله -.
كما كانت قراءتي لما كتب الإمام أكثر من مرة رصيدًا جديدًا في معرفتي به، وذلك أن القراءة الثانية والثالثة لأي كتاب أو مقال تضيف أبعادًا جديدة للفهم إلى القراءة الأولى.
والبنا - رحمه الله- كان يقول إن كتاباته ستكون سارة للقراء يفهمها الرجل العادي، وتسر الباحث بكثير من الأفكار.

رجل رباني

  • بعد كل ذلك، هل أصبح لديك قدر كبير بمعرفة الإمام البنا؟
مع هذا كله لا.... لا أكاد أعرفه، فمعرفتي به قاصرة.
  • لماذا؟
أعتقد أن البنا رجل رباني، أفاض الله تعالى عليه بكثير من المواهب والملكات، فأوصله إخلاصه لله، وفضل الله عليه إلى هذه المنزلة، وأعتقد أنه لا يعرف حق قدره إلا الله الذي وهبه هذه الملكات.
وإيماني بأن البنا رجل رباني ناتج عن تجربة شخصية، ففي الأيام الأخيرة شعر الإمام البنا بقرب النهاية، فجمعني وأختي أم أيمن وأوصاني بتوصية مشددة، وقبلها أعطاني مجموعة من الكتب نصحني بقراءتها، وفهمت منها معاني كثيرة لم يكن الوقت يسعف البنا أن يقولها لي.
وما قاله البنا لي في وصيته حدث بالضبط، وكانت مواقف محيرة، فوجدت في وصيته ـ رحمه الله ـ الإجابة عما ينبغي أن أفعله في هذه المواقف، وقد حرصت على تنفيذ الوصية وكانت قارب نجاة لي.
  • استطاع البنا في فترة وجيزة تأسيس كبرى الحركات الإسلامية، وأصبح مجدد الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري، هل يمكن أن تحدد لنا جوانب تلك الشخصية الفذة التي قامت بذلك؟
السؤال يحتاج إلى كلام كثير، ولكن سأذكر لك بعضًا من جوانب شخصية البنا التي جعلته في هذه المكانة ومنها:
أن البنا بداية قدم للمجتمع المصري والعربي والإسلامي عملاً نافعًا جدًا لهذه الأمة، قلما يأتي به شخص بمفرده.
فهو منذ نشأته تحدى الهجمة الاستعمارية الغربية على الحضارة الإسلامية، وتوعدها وهو شاب أنه سيصدها، وأن يدعو إلى الإسلام كبديل للنهضة، ولم يكن له معين في ذلك الوقت إلا إيمانه بالله، وجهاده في سبيل هذه الدعوة، فلقد ضعفت الخلافة العثمانية،ثم سقطت، واستغل الغرب هذا الضعف والسقوط ليأتي بمؤسساته وأمواله وجهوده على مدار قرن من الزمان؛ لتغريب الأمة وطمس هويتها العربية والإسلامية، فجاء حسن البنا؛ لينشئ دعوة الإخوان المسلمين التي واجهت هذا كله، وأفشلته دون سند من دولة أجنبية أو مال أو عصبية جاهلية، وهذا مثل فريد لقوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ومن هنا نفهم كلمة الإمام الشهيد "إذا وجد المؤمن وجدت معه أسباب النجاح"، ولذلك ربّى الإمام البنا جيلاً جديدًا في مصر قاوم الاستعمار البريطاني، وقاوم الاستيطان الإسرائيلي، وهو الذي أحدث تغييرًا جذريًا في تاريخ مصر الحديث.
ثانيًا: شخصية الإمام البنا وملكاته ومواهبه فريدة ومتنوعة، وقلمًا تجتمع في شخص واحد، فهو عاطفي وواقعي أيضًا، نظري وحركي، وقس على ذلك.
كل هذه المعاني تعطي للبنا عمقًا شديدًا، إضافة إلى أن حياته كلها كانت خطًا واحدًا من بدايتها إلى نهايتها في سبيل الله والدعوة الإسلامية، سخر فيها قلمه ولسانه وجهوده ودعوته لهذا الخط منذ أن نشأ إلى أن استشهد، فالبنا صناعة ربانية، عافاه الله من التخبط بين المذاهب قبل هدايته للدعوة الربانية، وكان أداء البنا في كل أعماله مثاليًا وقدوة.
ثالثًا: طهارة البنا كزعيم سياسي وقائد لحركة إسلامية طهارة مثالية، فما كتب عنه في الخارج وخصوصًا في الوثائق البريطانية ومن تخوف الاستعمار البريطاني منه ومن حركة الإخوان المسلمين دليل صدق على ذلك.
رابعًا: صدقه أيضًا مع أتباعه ومصارحتهم من أول يوم بأهداف ومرامي هذه الدعوة، وبأنهم سيتعرضون إذا انتسبوا إليها للامتحان والإبتلاء منذ أول يوم، ولم يضلل الجماهير ويسوقها إلى عمل يحقق به مصلحته الخاصة.

الإمام أديبًا

الإمام الشهيد "حسن البنا"
  • أحد النقاد المتخصصين ذكر أن الإمام البنا كان أديبًا إسلاميًا فذًا، ولكن شهرته كداعية وزعيم إسلامي غلبت عليه فما رأيك؟
حقًا، وأنا أرى أن أحد أهم جوانب شخصية البنا الفذة أنه كان أديبًا إسلاميًا، بل مؤسسًا للأدب الإسلامي في العصر الحديث، وقد قمت بجمع أعماله الأدبية البحتة في كتاب خاص سيصدر قريبًا، وأهم ما يميز البنا صدقه الفني فلم يعبر إلا عما يحسه ويشعر به وهو الإسلام.
فهو يستقي أدبه من القرآن الكريم وبلاغته، وهذا الأدب الذي كنبه البنا أنشأ مدرسة أدبية جديدة بحكم دعوته لأفكار معينة حملها مجموعة من الناس، ودعوا إليها وعبروا عنها تعبيرًا مميزًا، فنشأت المدرسة التي كانت صدى لفكر البنا.
ومن رموز تلك المدرسة كل أدباء وشعراء الإخوان، بل امتد تأثير المدرسة إلى أدباء العصر كله، فاتجهوا إلى مسايرة التيار الإسلامي في كتاباتهم؛ لأن الكتاب الإسلامي بحكم الواقع أصبح الأكثر رواجًا وتوزيعًا منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
كما أن مؤرخي الأدب المعاصرين كتبوا عام 1953 أن أكبر ظاهرة أثرت في الأدب الحديث هو ظهور جماعة الإخوان المسلمين.
  • كيف استطاع البنا الوصول سريعًا إلى قلوب الناس، وإقناع الآخرين بفكرته؟
كان - رحمه الله- إمامًا في الخطابة الدينية، ويكفي أن تعلم أن الخطب الدينية قبل الإخوان كانت تقرأ من الكتب القديمة، ومنفصلة تمامًا عن الواقع المعايش.
وعندما جاء البنا ومدرسة الإخوان ظهر أسلوب جديد في الخطابة التي جمعت بين الديني والسياسي، أو الواقع الذي يمس الحياة المعاصرة وتتعرض لمشاكلها، ومن ثم نستطيع أن نقول أن الإخوان مدرسة خطابية، كما أن الخطابة مع الإخوان لم تعد قاصرة على الأزهريين، بل ذهبت إلى الجامعيين كذلك.
واذكر أن مجلة آخرساعة أجرت استطلاعًا عام 1947 عن أفضل خطباء العصر فكان حسن البنا هو أفضلهم طبقًا للاستطلاع.

عاطفة جياشة

كان ـ رحمه الله ـ يحب إخوانه ويحمل لهم عاطفة جياشة، ويحترم في كل أخ ارتباطه بالدعوة وأدائه للبيعة، واستعداده للتضحية في سبيل دينه ودعوته، وهذا واضح في كثير من كتاباته فكان يمدح الرعيل الأول من الجماعة الذين بذلوا جهدهم من أجل الجماعة، فقد قال عنهم في مذكراته "... وبمثل هذه التصرفات التي تذكرك بصحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قامت دعوة الإخوان المسلمين".
وأذكر لك مثالاً عن حبه وتقديره لإخوانه رأيته بنفسي، وذلك عندما جاء مندوب مجلة المصور عام 1946 ليجري حوارًا مع الوالد بعنوان "يوم في حياة الشيخ حسن البنا"، قام المصور بالتقاط صورة عفوية له وأحد الإخوان يعطيه سماعة التليفون لكي يرد عليه، فرفض الوالد نشر الصورة، وبعث خطابًا إلى المجلة مؤكدًا لهم فيها أنه ليس في الإخوان جندي وقائد فكلنا جنود في سبيل الله.
كما كان ـ رحمه الله ـ صادقًأ حتى مع مخالفيه، فكان عف اللسان معهم، ولا تستطيع أن تجد كلمة نابية واحدة في تراث البنا، وعندما اعترض البعض على هذا الأسلوب تجاه المخالفين كتب مقالاً أكد فيه وجوب التمسك بهذا الأسلوب.
وكان ـ رحمه الله ـ ذا نظرة ثاقبة في كثير من القضايا، أذكر أنه كتب مقالاً عام 1945 بعنوان "نداء إلى شعب المملكة المتحدة" نصح فيه بريطانيا أن تجلو عن مصر، وأن تخرج من المنطقة وهي صديقة لشعوبها الذين عاونوها في الحرب العالمية الثانية قبل أن تأتي الولايات المتحدة لتخرجها من هذه المنطقة بأسلوب أو بآخر، ولو أخذت بريطانيا بهذه النصيحة لما بكى "انطوني ايدن" عندما أجبره الأمريكان على الخروج من مصر بعد العدوان الثلاثي عام 1956.
وكذلك مقالاته عن سيناء والسودان، وعن توقعه قيام ثورة في مصر إذا لم تنصلح الأحوال، ومطالبته عام 1942 بتدريب مرشدين مصريين لقناة السويس؛ حتى لا نكون في قبضة الأجانب إذا حدثت أزمة، وهو ما حدث فعلاً عام 1956, وهذا قليل من كثير.

أول مقال

  • أخيرًا كيف كان البنا في بيته بوصفك ابنه الذي عايشه أكثر من 14عامًا؟
كان ـ رحمه الله ـ رب أسرة مثالي لم يقصر في أي حق من حقوق هذه الأسرة، وأول مقال كتبه كان بعنوان "الدعوة إلى الله فريضة"، والثاني "لمن توجه الدعوة" أكد فيه أن الأسرة هي رقم واحد ممن توجه الدعوة إليهم، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ".
  • هل صحيح ما ذكره البعض أن البنا ترك أمر دفن ابنه لوالده لانشغاله بأمور الدعوة؟
لم يحدث؛ فالإمام كان يحسن إحسانًا شديدًا في استغلال وقته، وكان الله تعالى يبارك له في الوقت بحكم الطاقة الروحية العالية التي كان يتمتع بها، والتأثير الرهيب في نفوس كل من يتعامل معه.
ولم يقصر في حق أسرته فكان رحمه الله يجعل لكل منّا ملفًا خاصًا به منذ ولادته، يضع فيه شهادة ميلاده، ومواعيد تطعيمه والروشتات والتذاكر الطبية، والأدوية التي تناولها ومدة المرض، والشهادات الدراسية وتعليقاته عليها، وكان يوفر لبيته ما يحتاجه، أما ما قيل أنه عندما توفي أحد أبنائه تركه لوالده ليدفنه فلم يحدث؛ لأنه بالفعل توفي لأبي طفل صغير ولكنه دفنه بنفسه.

تعريف بالأستاذ سيف البنا

الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا ، ولد في 22 نوفمبر 1934، كان أول طالب مصري يلتحق بكلية دار العلوم من الثانوية العامة وليس من الأزهر كما كان متبعًا من قبل.

- والده هو الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وجده هو الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، المحدث المعروف، وصاحب كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، الذي ظل يعمل فيه ثلاثين عامًا؛ لترتيب 40 ألف حديث نبوي على أبواب الفقه.

- درس في كلية الحقوق مع دار العلوم في آن واحد، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956، ودار العلوم 1957، وعمل بالمحاماة منذ ذلك الحين رافضًا جميع الوظائف الحكومية بالداخل والخارج.

- انتسب للإخوان، واشترك في جميع أنشطة الجماعة منذ عام 1946 تقريبًا، تم اعتقاله عام 1965، وأفرج عنه بعدها بقليل مع تحديد إقامته في منزله عامًا، ثم اعتقاله ومحاكمته عسكريًا عام 1969، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات قضى منها 4 سنوات لخروجه أول أكتوبر 1973.

- تم انتخابه عضوًا في مجلس الشعب عام 1987 عن الدائرة الرابعة، والتي كان مقرها قسم "السيدة زينب".

- خاض انتخابات نقابة المحامين عام 1992، وحصل على أعلى الأصوات، وأعلى من النقيب ذاته الأستاذ أحمد الخواجة، واختير أمينًا عامًا للنقابة.

وفي أول انتخابات بعد رفع الحكومة المصرية يدها عن النقابة عام 2001 حصل البنا أيضًا على أعلى الأصوات في تصويت حدث فيه شبه إجماع على البنا، حيث حصل على 25 ألف صوت، حتى الأصوات الباطلة التي لم تحسب كانت معظمها أيضًا للبنا.

- هو الآن أمين عام نقابة المحامين كبرى النقابات المصرية.

- رزقه الله بأربعة أبناء، اثنان من الذكور وفتاتان، جميعهم تلقوا تعليمًا أزهريًا نموذجيًا.

المصدر