ديوان عبد الحكيم عابدين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٨:١٩، ٢٢ فبراير ٢٠١٢ بواسطة Darsh10 (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ديوان عبد الحكيم عابدين

الإهداء

بسم الله الرحمن الرحيم
  • إلى الرجل الفرد في رجولته
  • إلى الغريب الذي يصلح في إفساد الزمن

أقدم للناس بواكير شعري وبينها قصائد بعد بإنشائها العهد فهي الآن لا ترضى الفني أو تطوري النفسي وإنما أثبتها لا قرأ فيها نفسي بعد حين وقد آثرت تبويبه على أساس جو العاطفة الذي سيطر علي أثناء تأليف القصيدة أو المقطوعة فلا غرو أن تجد الرثاء إلى جانب التهنئة في الباب الواحد مادام اتجاه العاطفة فيهما واحد وإن بدت مرة باسمه وكساها الوجوم ثانية .

وأول ما يلقاك في الديوان الشعر الإسلامي بما يحمل من روح الشباب الفتي الثائر.

وقد تعجب بعض الناس من هذه الدعوة إلى اتخاذ القوة سبيلا لبعث المجند الإسلامي الأشم وفي الحق أني عجبت لها أول ما هتفت بها قصائدي عن غير عمد مني وإنما امتزجت هذه بدمي وسيطرت على وجداني في غفلة مني باندماجي بين جماعة الإخوان المسلمين الذين أحسنوا فهم الإسلام حين أساء فهمه الناس واقتنعوا بكفاية لتمدين الحياة حين تنكر له الناس وأعدوا مناهجهم واعتدوا بإيمانهم وما يملكون من قوة لا عادة القرآن دستورا للدنيا تسير تحت رايته وتعد باستظلاله فلم يقفوا من فهمه عند حد الصلاة والصوم بل ذكروا أنفسهم والناس مع ذلك فريضة الجهاد في سبيل الله التي كان طغيان المادة على المسلمين صارفا لهم عنها فلا عجب أن ترى دار هذه الجمعية الإسلامية وقد غصت بالشباب الجامعي المثقف الذي عهده الناس نافرا من الإسلام زاهدا في آداب القرآن لأنه لم يجد من يقدم له من الإسلام الصورة التي تجذب طبيعة الشباب بما فطرت عليه من حماسة وفتة وطموح فمن اليسير أن تنعطف هذه القلوب إلى الإسلام بعد أن وصلها صوت الإخوان المسلمين بما يحمل من حيوية الإيمان ونقاء العقيدة واقتناع بقدرة القرآن على تغذية روح الشباب وإشباع طموحه مع ضابط يلزمه حدود النبل ويوجهه لسعادة الإنسانية.

ولا مناص لهذا الطموح من قوة تسنده وتشد أزره وتعين على الانتفاع به وهي بعد مستمدة من روح القرآن الكريم واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل مقتبسة من ثنايا الحديث الشريف من تعلم الرمي ثم نسيه فليس مني.

وتجد في هذا الباب نفسه دعوة إلى الأخوة الإسلامية التي لا تفرق بين شامي ومصري وعراقي ولا تحد الوطن بالجبال والأنهار وإنما تحده بهذا المبدأ الرائع إنما المؤمنون إخوة فالإخوان المسلمون إنما يعملون للإسلام فيحتم ذلك عليهم أن يعملوا للوطن لأن الحرص على عزة الوطن وكرامته من أول ما يفرض الإسلام على أبنائه وإن لمست في الشعر الوطني ما يوهم الانحراف عن هذه الأخوة فاعلم أن الفاء في الوطن الخاص أول مرحلة من الجهاد في سبيل هذا الوطن الإسلامي العام.

فلا بدع أن تجد صدى هذه الدعوة القوية في الشعر الوطني لأنه يصدر عن الإخلاص للإسلام والتفاني فيه.

أما سائر أبواب الديوان فقد كتبت فيها كما يكتب الناس لم آت بجديد يحسن أن أقدم له.

وبعد فأحمد الله أنفرج عني بإخراج هذا الديوان من القصاصات المبعثرة التي جشمني الحرص عليها عناء كبير وأنا أرجو أن أكون قد أديت للناس حقهم على بان بسطت لهم نفسي في هذه البواكير حتى أتقاضاهم حقي عليهم في تقويم ما فيها من عيوب وتنمية ما لها من محامد والسلام.

عبد الحكيم عابدين

مطر طارس فيوم في 8 من ذي الحجة المبارك سنة 1355

19 فبراير سنة 1937

سبيل النجاة

ألقيت في اجتماع الإخوان المسلمين بمدينه السويس

وداع إلى الإصلاح قلت له استقم

على أدب الإسلام يكفك ما تدعو

فكل نداء في سوء بوقه سدي

وكل بناء لم يؤسس به صدع

وكل جهاد بعده عبث وإن

تفانت له الدنيا وأيده الجمع

بلونا تجاريب النجاة فلم تزد

على أن توالى الفتق فاتسع الرقع

وكائن مشاريع تبعنا دعاتها

وتناوبنا الإخفاء منهن والخدع

وعدنا بدرس مني طويل مراسها

نتائجه جزم وبرهانه قطع

أتى الله أن يختار للنصر دعوة

يريد بها الداعي سوى الله إذ يدعو

فيا أمة أعياد العلاج أساتها

تنكب سبل الرشد ليس لها ردع

إذا رمتم للشرق برءا فشخصوا

به الداء لا يعي الطبيب له نزع

على أن يميزوا في الأساة دعيتهم

من الحاذق الواعي إذن يضمن النفع

وما داؤنا إلا انصراف قلوبنا

عن الله إلا أن يحيق بنا روع

بهذا أصبنا فاستبد بنا ولم

يعد لبني الإسلام في أرضهم نجع

لعمري ما داء بمعنى طبيبه

إذا كان للإخلاص من قلبه نبع

فإن قرن الآسى وفاة بخبره

وأيده قوم فقد بذل الوضع

وقد ضمن النصر العزيز وقد غدا

لألوية القرآن فوق الملا رفع

ونادى المنادي (الله أكبر) فازدهى

بها البحر جياشا وصال بها الصقع

فأين الطبيب المستمد دواؤه

من الله يرجى للبلاد بهدفع

هو الحسن البنا حسبك باسمه

دليلا فهذا الاسم من أصله فرع

إما أجافي مدحه خوف زجره

وإن عز فوق المادحين له ربع

يمني يديه مصحف يستضيئه

وللسنة الغراء في أختها لمع

وبين يديه سيرة السلف التي

توضح بالأعمال ما نقل السمع

ولست أرى فضلا له غير أنه

تبوع لآثار الرسول بما يدعو

ومن حوله الإخوان جند بواسل

أعزاه لم يحدد أمانيهم وسع

تآخوا على القرآن واعتصموا به

فعز لهم من سر روعته درع

يريدون ردع القوم بعدار تداعهم

وجد جميل ممن ارتدع الردع

يبيعون ديناهم بعزة دينهم

فإن منحو الأخرى فيا حبذ البيع

ينادون بالقرآن دستور أمة

تحطم منها الرأس واليد والجذع

ويبنون في ظل الكتاب لمجده

جنودا بهم يعتز إن زبحر الروع

يعدون للأحداث سيفا ومصحفا

وهذا هو الإسلام لو يفقه الجمع

إذا قرب الإسلام بالضيم باطل

أصاب حشاشات القلوب لهصدع

وخفوا إليه بالسلاحين ذادة

ففي القلب إيمان وفي سيفهم فجع

نواصع إيمان تناضل دونها

لوامع أسياف إلى احتدم الصرع

وهذه سيبل المجد حق وقوة

وذل عرين ليس يحرسه سبع

ذكرى الهجرة (حقيقة الإسلام)

على هامة الدنيا وقد فقتها قدرا

وفي ذمة التاريخ أيتها الذكرى

أطلي على رأسي الليالي منارة

وفي غسق الأحداث شعى لنا فجرا

وقومي على الإسلام تاجا يزينه

وسيفا يردي من يريد به الضرا

وأحي عزاء القلب عما أصابه

لما دهم الإسلام من محن كبرى

أعيدي ولو طيفا م الغابر الذي

تموت عليه النفس والهة حسرى

وقصي على سمعي ولو في رؤى الدجى

أحاديث يعي الدهر ترديها بهرا

يجشم داء أخدعيه معادها

كل بأذنيه إذا تلبت وقرا

أحاديث عن طه وحسبي ذكره

بلا لقب إذا ضقت عن قدره ذكرا

وصحب أباة ما رأى المجد مثلهم

ولم يرض إلا بين أنفسهم وكرا

غطاريف برج لا يجوز عديدهم

لدن أرهبوا الدنيا أصابعك اليسرى

ومن قلد الإيمان درعا ومغفرا

فلا غرو أن أعي وحيدا به الدهرا

رويدك يا ذكرى لكن تضرمين بي

مشاعر كاد الدهر يغري بها القهرا

وآمال نفس أوشكت حادثاته

إلى اليأس أن تدهى نواهضها قسرا

طلعت عل الدنيا فأذكرت آلها

مواقف للإسلام ما برحت غرا

وما الهجرة البلجاء إلا صحيفة

تتوج من دين الهدى ذلك السفرا

سرى في سبيل الله والخطب كالح

وللبيض لمع في حواشي الدجى افترا

بأيد تلظى للدماء تعطشا

وترقب أن تسقى دم المصطفى هدرا

فما هاله أن الأسنة شرع

تبارى لكن يرجعن من دمه حمرا

سرى بين صحب تسقط الشم سجدا

لإيمانهم لو أن منه لنا نزرا

عقائد تدعو المستحيل توهما

ولا ترتضي إلا لخالقها أمرا

جوارف للأطواد إن من صدها

قوانع بالأشواك أن تكسو السيرا

تساوم بالأرواح كل مهند

على عزة الإسلام تعلو بها الشعري

ليثرب شدوا الرحل يسعى يقينهم

سنا بين أيديهم إذا افتقدوا البدرا

لهم منه عزم الأسد في لمعة القنا

وحسب الفتى الساري بمثلهما ذخرا

يذلك وعثاء الطريق كأنما

يرون صياخيد الفلا بسطا خضرا

إلى حيث شاء الله للحق رفعة

وآثر للإسلام في صحبه نشرا

فلا يحسبن مرضى القلوب رحيلهم

توقى شرك يمطرهم شرا

ولا وهنا عن دعوة الله إنما

مضاء بأمر الله أن هاجروا سرا

مضوا ليعودوا فاتحين أعزة

أباة كاقعاء الهزبر إذا استشرى

وكان فلم يبعد بمكة عهدهم

من العمر حتى عاودوا فتحها قهرا

وحطمت الأصنام دون هوادة

وصال الأذان العذب في الكعبة الزهرا

ونودي فهيا الله أكبر بعدما

شكت جهل قوم كبروا بينها الصخرا

وما فتى الإسلام تعلو بنوده

ويأتيه طوع السيف من لم يجيء حرا

وأنت له أرض الجزيرة لم يدع

بها معهدا إلا استقل به نضرا

ولم تلبث الأيام أن بهرت به

علا قيصر واستنصرته على كسرى

فدالال ودالت عنهما دولتاهما

وعم الهدى فاستنقذ البر والبحرا

فمالي أراه اليوم وأحسرتا هوى

واشتمت فيه ذل أبنائه الكفرا

وأطمع فيه كل أحمق لم يكن

ليجلد يوما أن يطيق له ذكرا

وما باله، والهف ذلت شعوبه

وحكم فيها ضعفها الأهوج الغرا

متى أشهد الإسلام يرجع مجده

وترفع رايات له طويت قسرا

ألا ألمعي من سلالة يعرب

يقلده الفاروق من روحه السمرا

فيبعث للإسلام ماضي صولة

شأت في شباب لدهر وأنجمه الزهرا

ويا معشر الإسلام والحق قوة

ألا قومة للحق يحيا بها حرا

فما الحق إن لم تمنع البيض حوضه

بأخاق أن يعطى الحياة ولا أحرى

وأكفل منه للسيادة باطل

تقوم عليه السمهرية لا يفرى

بني وطني والشرق أجمع موطني

ومثلي ممن لا يدين بذا يبرا

تعالوا فهموا الإيلام فالناس أخوة

مني آمنوا لا الشام بندري ولا مصرا

وما أمم الإسلام إلا كتيبة

وقائدها القرآن عزت به دهرا

ولن تستعيد الأمر إلا بوحدة

يقرب نائبهم وتنسيهم الأصرا

لعمري ما أزرى بنا غير جهلنا

حقيقة هذا الدين أوروحه الكبرى

وإكبارنا منه القشور وهجرنا

لبابا وروحا ما أراد لنا هجرا

لعمري ما الإسلام إرسال لحية

ولا صلوات تنتضي للريا سترا

ولكنما الإسلام مجد وعزة

تباع الدماء الفيح والأنفس الغرا

فدونكم القرآن دستور مجدكم

تصولوا على الدنيا بعزته كبرا

تربوا به واسقوا العقائد روحه

وربوا عليه النشء وابغوا به النصر

صلوا بين أرواح الشباب وبينه

ولايك حظ القارئ الطي والنشرا

إذن تعلموا أن الجهاد فريضة

وأن سنام الأمر أن تفدي الأمرا

وأن أخا الإسلام ليس بمسلم

إذا ملك الأعداء من أرضه شبرا

الإسراء

رانت على صفحة الدنيا مخازيها

من طول ما هجر الإسلام أهلوها

تبدلت بابتسام النور شر دجى

فاستود أبيضها واغبر زاهيها

وظلتها من الآثام تقرفها

غشاوة طمس أبصار غاويها

فصال فيها العمى ينتاب أفئدة

كانت ينابيع نور جل باريها

عمى القلوب وقاك الله كارثة

أخف منها فراق الشمس مجريها

إن ناب قوما قوما فما الدنيا بمغنية

غنهم وإن هي أولتهم غواليها

فلا السما مثلة أمطرت شهبا

تفنى ولا الأرض إن دكت رواسيها

إلى أرى الشمس في الزرقاء شاحبة

يكاد يمسك عنا النور عاليها

والصبح يرسل في أرجائنا ظلما

كانت من النور قد ضيعت حواشيها

والفجر ينفث في آفاقنا حرقا

يكاد يلتهم الدنيا تلظيها

والريح تقتلع الجدران عاصفة

حتى لقد كاد يمحونا تصديا

والبحر أهوج تحكى الطود لجته

موقف الحشر يدري من تراميها

والسفن تحسب لمح الطرف تهلكة

فليس تألو أسى في نعي بانيها

ضل الهدى فسماء جد مرعدة

والأرض ترجف إرهابا مناجيها

حتى استغنت على الجوزاء رافعها

كما سألت رسوخ الأرض داحيها

وباتت الناس تستجدي النجاة ولو

إلى القبور ولكن أين مجديها

ولم تكد تناوي باليأس نشدتهم

حتى تجددت الآمال تحييها

وأشرقت هذه الذكرى بموكبها

يقودها الحب والتقديس يزجيها

تحوطها سجدات الروح حاملة

للكون أسعد آمال يرجيها

وتعتري ركبها نجوى ملائكة

صيغت من الطهر أنفاس تعاليها

فسبح الكون في استقبالها طرا

وكبر الدهر في ساحاتها تيها

كأنها في فم الدنيا ابتسامته

ودون قافلة الأيام هاديها

تناسقت بتسابيح الملا فبدت

قصيدة سيم الحسنى قوافيها

وفي وقعها نغمات الذكر تنقثها

أنشودة معزف الأرواح يتلوها

كأنها الغيب جاد الأرض وابله

فاخضر يابسها وأخضل قاسيها

ذكرى الحبيبي وما أدراك ما ذكر

للمصطفى تبهر الدنيا معاليها

الطهر طينتها والنور سائلها

وقدرة الله من عز تسويها

ذكرى لها تجم الألباب صاغرة

والعلم يخشع عجزا بين أيديها

يا شد ما سحر الألباب ماصحبت

من معجزات أذلت هام شانيها

كفى العداء خرسا شق الفؤاد بلا

دم يسيل ولا شكوى يقاسيها

وأن يجاء بطست الماء مثلثا

من زمزم لزوايا القلب ينقيها

نقوا بما حملوا أنق القلوب لكي

يرى الكمالات في أسمى معانيها

ما كان ينقص قلب المصطفى طهر

ولكنها حكمة الرحمن يجريها

وجاء جبريل يقتاد البراق إلى

رحاب من بلغ الدنيا أمنيها

حتى أمتطاها رسول الله فاخترقت

كالبرق حجب السماء والروح حاديها

ترجل المصطفى إذ ذاك تحرسه

عناية فذة سبحان موليها

والروح يقدمه جذلا يعرفه

ومنازل الرسل في أعلى مراقيها

فذاك آدم يلقاه وقد شخصت

نحو النبوة عيناه حييها

وذاك إدريس ماينفك ملتفتا

إلا الأخوة بالإكبار يطريها

ومر بالرسل يوليهم محبته

فيرفعون له الأجلال ترفيها

ولم يزل بينهم والروح يصحبه

حتى أتى رتبة ما كان راقيها

هنا تأخر جبريل وقدمه

حيث استقل السماء العليا لبانيها

وحيث قد سمع الأقلام جارية

على العباد بما أوحاه مجريها

وبانت الطلعة العظمى فخر لها

تهزه رعدات من تجليها

خلوة بين مخلوق وخالقه

مهما أجد وصفها أجحد معاليها

عوالم ضاق عنها المصطفى صفة

فمن سواه إذا ما ضاق يحصيها

هنالك الصلوات الخمس قد فرضت

بالعدل والرحمة الكبرى نحاديها

خمس تكاليفها يجري المقيم بها

ثواب خمسين يا بشرى مؤديها

يا طلما جحد الأسرا ملاحدة

تنفي عيونهم ما ليس يعميها

العقل أوسع من أنظارهم بصرا

سلوا العقول فما كانوا بأهليها

أيستحيل على الجبار معجزة

فيكف يفنى نفوسا ثم حييها

قل للألي جحدوا الأسرا ويحكم

أتفترن على الخلاق تمويها

صدقتم قدرة المخلوق حين أتى

بالطائرات تسامى في أعليها

بالخوانق والتدير حاكية

يوم المآب يبث الهول تشبيها

وذاك مذياعكم يسبي العقول وقد

أصار قاصي هذه الأرض دانيها

هذي عجائبكم ما بال خالقكم

ترى لقدرته ند يحاكيها

تبا لمن أنكر الإسراء من فئة

تشوه المنطلق المعقول تشويها

يستطيع خلق بأن يأتوا عجائبهم

وخالق الخلق لا يستطيع يأتين

عودوا إلى الله واستجدوه مغفرة

ينقذ عقولا تعامت من دياجيها

وسجلوا هذه الذكرى بأفئذة

ما تستقر بها إلا لتنجيها

غذوا بها قوة الإيمان تغذ لكم

شفيعة عند معطاها ومعطيها

فلنفهم الإسلام

رموا الحياة مع النجوم كراما

أو فأقنعوا بثرى القبور مقاما

ما في الحياة توسط إما البلى

يمحو وإما عزة تتسامى

طرفان إن يك من وسيط فيهما

فيهو النفاق وساء ذاك مزاما

لرضا بنصف العز شر مذلة

والذل أقبح منزل يتحامى

يا زهرة الدنيا ونخبة آلها

والمضرمين حماسها إضراما

هيا انفضوا الغفوات عن أجفانكم

وادعو العقول وأيقظوا الأفهاما

قوموا انبهوا لحكايتكم وانفر الكرى

حاشا المكارم أن ينلن نياما

هيا استخذوا الهمم الكبار فإنما

شر العمى أن تشحذوا الأقلام

واجروا فإن خذلتكم أقدمكم

فدعوا الجفون إلى العلا أقداما

حتام تصرفكم أباطيل الدنى

فتوارثوا من زيفها الأحلاما

حتام تخدعكم مطامع شرد

فتزاحموا فوق الحطام زحاما

أنستكم الدنيا معالم دينكم

فتشربتم بالصحو جوا غاما

أثرتم الدنيا تطر فصين زمامها

والدين أولى أن يصان زماما

إن تهمس الدنيا تطر وإذا مسعـ

ت الدين يصرخ تستزيد مناما

مدوا لنجدته يدا نورية

لا تبقى في شبهاته إظلاما

هذي سفاسف لم تكن لجهودكم

أهلا وعار أن تكون مراما

عار عليكم أن تولوا الترها

جهودكم والدين يشكو الساما

الدين أولى أن يوحد قبلة

للعاملين وأن يؤم دواما

أتمنحون الجد أكثره البلا

د وتحرمون أقله الإسلاما

الدين غاية كل شيء فاجعلا

كلا سواه وسيلة ليقاما

لم يخلق الله العباد ليورثو

ه ثروة أو يرفعوه مقاما

حشاه بل ليسبحوا بكماله

وليعبدوه سجدا وقياما

الدين هذبكم فحق عليكم

أن تستطيبوا في هواه حماما

أغفلتم التبعات وهي عليكم

ناءت كواهلكم بها استعظاما

قالوا لكم وطن مهيض فاشتدوا

تحريره واستصغروا الآلاما

وتجنبوا في حبه طيب المنا

م وجاهدوا الأعداء والأخصاما

بل جاهدوا بين الجوانح أنفسنا

لم تطعم الإيمان بتن سقاما

لا يصلح البلد المهين سياسية

ألغش ثروتها تراه لزاما

الدين يصلحه وفيه دواؤه

فخذوا به برءا له وسلاما

تالله ما غصب البلاد أجانب

عنا ولا كانوا لها ظلاما

لكن ظلناها بأنفسنا وأسلمنا

المواطن للعدا استسلاما

هي تحت رغبتنا ورهن بناننا

لكننا عن نصرها نتعامى

أفليس ظلما أن نعرف بالدوا

سلما ولا نبري به الاستقاما

لم يخذل الإسلام إلا أن غدا

إيماننا متدهورا يترامى

فإذا غدا إيماننا ذا قوة

فثقوا بأن النصر حان داما

غذوا القلوب به ولا تستعظموا

في الله جهدا مضنيا وسقاما

لا يضعفنكم أن تروا سبل الهدى

شوكا يضيم وأنصلا وسهاما

لا يبلغ الآمال إلا معشر

بذل الجماجم راضيا والهاما

زكوا بآلام الجهاد جسومكم

نعم الجهاد يطهر الأجساما

للجسم مثل المال تزكية فلا

تضنن ببذل زكاته فيضاما

ولنحيى بالدين الحنيف أعزة

أو فلنمت صرعى الجهاد كراما

عدة النصر (من روح الإخوان المسلمين)

تقص ما شئت أخطائي وسواتي

فما برحت غريقا في صباباتي

وما يزال الجمال الحر لي مثلا

من قدرة الله أوليه تحياتي

تالله لم أهو حسنا لا يقربني

شوقا لخالقه في كل خطواتي

ولا عشقت جمالا لا يدلهني

بالله حبا ويغري بالعبادات

يا بدر أشرق ففي إشاقك التمعت

خواطري وسمت في الشعر آياتي

ويا زهور ابسمي توحي لشاعرتي

روائع الشعر من أغلى يتيماتي

ويا طيور أصدحي تسدي إلى أدبي

صنيعة دوانها غر الصنيعات

أنا الكليم أعاني الهول من غرقي

في الذكريات ووجدت بالعظيمات

ليذهب النفس مني حسرة وجوى

ذكري مشاهد في الماضي كريمات

ما أبرقت عزة الإسلام في خلدي

إلا اعتنقت اللظى من بث أنا

حتى لامسك قلبي أن تذوبه

مدامع نزحت عيني سخينات

بالأمس شدنا على الشعر مكانتنا

واليوم تحت الثرى نرضى المكانات

ويسأل القوم ما أودى بعزتنا

وصبر الأنفس الشما ذليلات

قل داؤكم كدواكم لا يميزهما

إلا اختلاف التعاطي في الأويقات

وذاك فاعلم هو القرآن إن هجرت

أحكامه أمطر الشعب الرزيئات

وما أقيمت على آدابه أمم

إلا استقلت علاها في السموات

إلام تعجل يا بن البيد راحلة

ولم تألف السير إلا في المفازات

دعني فهذا نفير الحق يحفزنا

إلى الجهاد إلى أسمى المقامات

إلى اقتحام ديار الشرك نقلبها

معاهدا للهدى غرا نضيرات

إلى قتال عدو الله إن لنا

إذا قتلنا لجنات عليات

دعني فإني أرى من جانب أحد

ريح الجنان معاطيرا زكياتي

إلى البل في سبيل الله خافقة

بنوده بالنحايا والشهادات

لبيك يا صائح الرحمن هاك دمي

ريا ولو للجواري والمطيات

الله أكبر ما أغنى نفوسكم

يا أندر الناس فوزا باللقيمات

بنى الخيام على الصحراء ما لكم

لم تغركم شرفات في الحضارات

ما للنعم الموافي لا يؤلبكم

على عناق السيوف المشرئبات

كفاكم الله بالإيمان حاجتهم

إلى الحطام فلم تأتوا الدنيات

لم يلهكم ترف دان ولا نعم

عن نصرة الحق يوما قيد خطوات

سرير قصير يزهو تحتكم فرحا

وعرش كسرى طروب الفتوحات

حق لكم أن تسوسوا العالمين وأن

تسيروا دفة الأجيال سادات

فما لأخلاقكم واحسرتا تكصوا

على العلا واستكانوا للإهانات

ما بالهم نزلوا عما أعد لهم

من عزة وأماني منيعات

نسوا هدى الله في البأساء واطرحوا

قرنه وستجابوا للضلالات

ولن يقيلهم من عار كبوتهم

إلا الرجوع إلى خير الشريعة

فليعلموا أن تكرار التجارب لا

يدر إلا إضاعات معادات

فحاولوا ما أردتم بعث أمتكم

واستيقنوا أنه تضيع أوقات

إن لم تكن بهدى الإسلام عصمتكم

فلا نجاح ولا فوز بغايات

مهما اعتددتم لدفع الغاصبين فلا

دفع وإن تمل والدنيا معدات

لا بد من رجعة لله صادقة

تؤتيكم نصرة عند الكريهات

لابد من بيعة بالهدى ساطعة

على الجهاد له في غير إفلات

إخوان صدق على الإسلام يجمعنا

حب الفداء له في المدلهمات

وسائل من هم الإخوان هم فئة

باعوا النفوس لباريها عزيزات

هانت عليهم كبريات وإن كبرت

على الآلي عبدوا الدنيا خسيسات

هم عصبة عزة الإسلام دأبهم

يجددون بها ماضيه في الآتي

رهط يؤلف حب الله بينهم

على أناس بحب العيش أشتات

يسعى بذمتهم أدناهم وهم

يد على من سواهم في الملمات

هم غضبة ضرمت لله سورتها فأرسلوها لظى للغاصب العاتي

هم ثورة حميت في الحق جذوتها

فجاهدت باطلا جم الكتيبات

وهم وثبة بقوى الإيمان بالغة

فيما تجاهد أسمى الانتصارات

هم فيلق من جنود الله قد حملوا

لواء فغذوا نور الدجنات

يقودهم بالهدى أستاذهم(حسن)

إلى حياة فخور بالكرامات

من عزة الله يستوحون عزتهم

وتحت راياته لذوا المنيات

عزت أخوتهم في الله فانقطعت

من السرائر أسباب الخلافات

يوحدون قلوب المؤمنين لكي

تزداد أمتهم بالله قوات

حتى إذا استمسكت أوصالها وغدا

بنيانها محكما صلب العلاقات

تقدموها إلى اليوم الرهيب وللقرآن

في يدهم لمع المضيئات

بغية للدهر دستورا ونرفعه

على ربوع الورى بالسمهريات

فثم إما حبلة كلها عظم ,لا

فنبل المنايا خير منجاة

أخوتنا الإسلامية

بين الأخوة من أبناء عدنان

حلوا كراما بمصر الموطن الثاني

لا تحسبوكم ضيوفا ين أربعنا

إن الشامي والمصري صنوان

إين الضيوف وقد عزت أخوتنا

وهل تضايق في دار شقيقان

لم تغترب بيننا أبناء سورية

كل بنو أسرة في شعب عدنان

تظلنا راية للعرب بعض معا

نيها السيادة عن صدق وإيمان

بالأمس ظاللت الدنيا وما فتئت

لذاك تصبو ولن ترضى بخذلان

سيعلم الغرب عنا أننا عرب

الموت أشهى لنا من طيف إذعان

وعزة من علا الإسلام تسخر من

شم الكواكب لا يدونو لها الداني

بها ملكنا الورى قدما وسوف نرى

لأهله سادة في غير عدوان

حق لقوم بني الأخلاق دينهم

أن يعمروا الأرض من صخر ووديان

أبناء يعرب والدنيا مغالبة

أني نقيم بقايا مجدنا الفاني

أني نصون تراثا لو أتيح لأعدانا

لصين بأرواح وأبدان

أبناء يعرب هل من قومة أنفس

تهابها الأسد إن همت بإيذان

فقد سئمنا أناشيد الجهاد وكم

أذكت حماستها ناري وجداني

فهل نرى من صليل البيض طائحة

بالرأس وقع أناشيد وألحان

أبناء يعرب إن المجد معترك

يحظى به كل جلد ليس بالواني

من لم يك السيف فيه جل عدته

لم ينتفع بقديم المجد والشان

قوموا إذن نبن بالأسياف عزتنا

نعم البناء بها أو حبذا الباني

ونشر بالدم آمالا أضعن به

ما بالكلام يجار الموثق العاني

وليس ينقذ حرا من مذلته

إلا التماع الشبا في بحرها القاني

فيم النقاش وملء الأرض باطلهم

والحق أبلج لم تخطئه عينان

أيجهل الخصم أن قد بات مفتريا

كفى النفوس خداعا أيها الواني

قم انقض النوم واغش الموت مفتديا

أرض النبوة لا تخدع ببهتان

قم ننزع المجد من عاد تخطفه

وراء دعوى لإصلاح وإحسان

حتى يعز بنا دين نعز به

ويعظم الشرق والإسلام في آن

الوحدة الإسلامية

بدمي وروح الفتية الأشبال

الحافظين عهودهم أجيالا

الخالعين على الصباح جماله

والساطعين على الفضاء هلالا

المانحين شذا الورود أريجه

النافين إلى الظلام نبالا

الكاشفين دجى الخطوب إذا بدت

والراجعين ضحى بها الآصالا

الطامحين إلى الثريا منزلا

الآنفيني سوى السماء مجالا

العاقدين على السيوف رجاءهم

والخائضين غمارها استبسالا

الواهبين العز سلما نفسهم

الحاسبين لظى قناة ظلالا

البائعين بالدهم أرواحهم

الناهضين بشمها أحمالا

الناقدين إلى المنى كسهامهم

الجاهلين مع المضاء محالا

الداعمين إبائهم بدمائهم

الناسفين به ربى وجبالا

بدمى وروحى جمعهم ويجمعهم

وطنا لهم في الخافقين تعالى

وبهؤلاء وبي وبالدنيا معا

دين الحنيفة للسمو مثالا

قد كا وأفرحا نميرا صافاي

ما باله والهف أصبح آلا

يا شدما بالأمس عز جنابه

ولشدما يشكو بنا الإذلالا

بالأمس جلجل في الممالك صوته

فكأنما ريعت به زلزالا

مالي أراه زلزلت أركانه

وأثار أضعفهم عليه نضالا

ألقلة في آله؟ كلا فيا

أكثر بأبناء الحنيفة آلا

ألقلة في ماله ولقد نرى

بعض الممالك أتخمت أموالا

ألفقده عدد القتال؟ فلم غزا

بالمشرفي محمد أقيالا

كم مدفع للنار كم طيارة

أردى بها عمر الملوك قنالا

ما ضيع الإسلام إلا نومنا

عنه غداة صحا النؤوم وصالا

هنا ضعافا ف ابتغاء عدوه

حين ابتغانا بالسيوف نزالا

ووصية لله بعد وصية

شكت الضياع وأوسعت إهمالا

قال ابتغوهم فارتعدنا منهم

فرقا وملكناهم الأصالا

والممنون بكل أرض إخوة

دستور بك لم يجد إقبالا

بعثت بنا عصبية مرذولة

لم تلق بعد الجاهلية آلا

هي شتت منا القلوب وطوحت

بالمسلمين تفرقا وخذالا

أغرت بنا البغضاء بعد أخوة

سجد الزمان لصفوها إجلالا

جعلت بنا أمما تعد على الحصا

ولقد نرى لمحمد أشبالا

ولأمة الإسلام شعب واحد

بل أسرة قد بوركت أنجالا

فاستيئسوا من رفعة الإسلام إن

لم تبعثوه وحدة تتعالى

أو تبعثوه أخوة عربية

تخشى لها الأسد الشداد صيالا

مدعومة بالخلق نبراسا وبالقرآن

دستورا يفيض جلالا

وبنخوة الأعراب ركنا ثابتا

ويحزم خير المرسلين مثالا

وإذن يقض فراشنا في مصر أن

دما بأقصى الصين بات مسالا

ويهزنا بالشام شاك لم يزل

بالمغربين أنينه يتعالى

ويثيرنا في يثرب متوجع

في مصر يعيى بالخطوب توالي

كالجسم إن يألم به عضو تبت

أعضاؤه الأخرى عليه ثقالاذ

تصل النوائب بالقلوب قلوبنا

ولرب وصل قطعها الأوصالا

فهو الرباط ولن ترى كالحزن

ملامم المصابة جامعا فعالا

فلنرو بالدم عن رضا وحرية

لم ندر غير قطوفها آمالا

ونسر إلى المجد القديم خطى وإن

فرشت مضاجعنا اللذاذ نصالا

ونقلد الإيمان سيفا صارما

تخشى له نيرانهم إطلالا

لا عز شعب في تفرقه وإن

عمر الفلا بعد السهول رجالا

وإذن نجاهد خصمنا وكأننا الب

نيان مرصوصا يهاب نزالا

إن لم تعودوا وحدة لا تنشدوا

حرية أو تطلبوا استقلالا

فلسوف تلقون الجهاد مهازلا

أني افترقتم والنجاح محالا

فإذا أثرت بالعقيدة وحدة

أيأستم من نيلنا الأهوالا

ورددتم دهم الخطوب لياليا

بيضا وآلام الجهاد زلالا

وكسوتم جيد الزمان قلادة

وحطمتم الأصفاد والأغلال

وغدوتم تاج الحياة كشأنكم

بالأمس واجتحتم بها الإضلال

ونشرتم في الكون أعلام الهدى

تعنى بها الدنيا العبوس جمالا

في رعاية الله

وكم كنا شاقا أن نودع إخوننا أشبال المقاصد الإسلامية ببيروت في أوبئهم عن مصر بعد أن تأكدت بيننا روابط الأخوة وتبايعنا على الجهاد معا لله والحق ولكن لابد من الفراق.

كثر القول والعواطف أكثر

لاحبيبى دنا ولا القلب أقصر

من مسل عن السويدا قلا

بفراق من السويداء أنذر

أيها اللائمي كثرة القو

ل أندري ما بالفؤاد فتعذر

فوايم الجمال والشعر لم فتشت

عن مهجي لقلت مقصر

ورأيت الفؤاد نضو معان

دونهن اللسان يعيا ويحصر

آه لو تقرأ القلوب عيانا

لرأني الورى ملاكا تطهر

غير أن البحار يطفح بالعشب

وتخفى قيعانها كل جوهر

رب قلب دفنت فجر حياتي

في أصيل الحياة يحيا فيبهر

أبهذا الوفي صبرك فالده

ر عدو لكل من ليس يغدر

وقفه كم تكلف المرء منا

شططا من إبائك المتكبر

يا ألوفا يفنى وفاء لصحبي

أكذا يفك الشباب ويقطر

يا فؤادي أما لصبر سبيل؟

وصريع الوفاء يأسى فيصبر؟

قالا مهلا فمن أفاق أولى

من سويداى بأصطحابي وأجدر

إخوة تحت راية الله ضمت

نا وإياهم مبادى طهر

لتهتم قلوبنا عن رضانا

غاية دونها القلوب تقطر

ونرى في سبيلها الموت عذبا

إن رآه الورى عذابا تسعر

رفعة للكتاب نحيا عليها

ونلذ الفنا لها حين نقبر

واتحاد لآل يعر يعي

فصمه صولة الزمان ويكسر

وإخاء في الله نبني عليه

لبنى العرب عزة ليس تقهر

غاية تحبس النفوس عليها

ما بغير الدماء تزكو وتزهر

لم تعب غير أنها إغفلتنا

حق أرواحنا علينا فحقر

ما نرى دنيانا إذا دافعتنا

عن منانا شيئا يهاب ويذكر

غاية نقهر الزمان عليها

ونرى العيش دونها شر مقبر

وحدتنا لها العقيدة والإيمان

والصدق والإباء الموقر

وتعاهدنا بالجهاد عليها

أخوة مسلمين بالحق نجهر

سمع الله عهدنا وتلقته

السماء قدسيا يجل ويكبر

سوف نسقي الدم العهود فهل

تسقونها أم ترى الوفا يتكدر

لا وكلا بل استحال وحاشا

أن تهون العهود فيكم وتفتر

إن أحفاد خالد وبني الفا

روق أوفى بالعهد من أن يكدر

إن رحلتم عن الديار فما زا

ل هواكم على القلوب يسيطر

ولئن أحزب القلوب فراق

ومضى بالأناة نأى مبكر

فلقد يربط القلوب على البع

د وفاء للعهد ما زال يذكر

وجهاد في الله ما أنفك دأبا

لشبال الإسلام حتى يؤمر

وإذن تبلغ العروبة مجدا

كل عنه الزمان أمس وقصر

بالفداء الأبي نبني علانا

في ضمير السماء كالبدر أزهر

قد رأينا السيوف عطشى ولن يط

في ظماها سوى دم المستعمر

فاعدوا لريها جرعات

تتلظى شوقا إليها وتسعر

وغدا نلقى بمعمعة البي

ض لبعث الإسلام أبلج أحمر

ذا إباء يحوطه شفق من

دمنا بالرضا الإلهي عطر

خافقات راياته فوق أر

واح لنا تحت ظلهن تبعثر

وعلى البيض أنفس مهرقات

هتف في ذمائها الله أكبر

بين القاهرة وبغداد

حتام قيثارتي يرضيك خذلاني

وكم تلقين بالإعراض وجداني

وفيم صدك عن نفس بها اعتلجت

شتى المشاعر من صوف وأشجان

إلام تحرق من زفراتها كبدى

ولم تفز منك حراها بتحنان

هلا رجعت لقلي لحن آهته

هلا نظمت نشيدا ماء أجفاني

هلا صببت شكاة النفس في نغم

إذا رزقت سماعا كل صو

قيثارتي لا ابتغيت اليوم بي بدلا

ولا بغيرك أشجى الدهر تبياني

فما انصرافك عني شاكيا وصبا

وأنت أولى من يأس لأشجاني

إلى قيثارتي كم شاقني نغم

بالأمس من لحنك المسكوب أشجاني

لي لا تشفقي مما أبثك أو

أصليك من حرقتي ما الحب أصلاني

خواطري تبهر الدنيا طرافتها

فأرسل الشعر يشجى صم

ولست من يرسل الأشعار أول ما

تسر منها بتقطيع وأوزان

هذي الحياة جمال ليس بنقصه

إلا هتافك عن علوي وجداني

والصبح أبلج صداح ببهجته

ما في الربى من جمال أي فتان

وخلجة النيل تحكي الشرب إذنهلوا

فأصبحوا بين عربيد ونشوان

ولليل يجثم فوق الماء محتشدا

غزوة الشمس من همت بإيذان

فما يكاد يراها الصبح ساحبة

فيالقي النور تغشى كل ميدان

حتى يوليها الأدبار قد قنعت

من الغنيمة عيناه بخذلان

والورد توقظ جفنيه الصبا فإذا

خود تزيح الكرى عن جفن وسنان

والورق تلعب بالأسماع صادحة

من عرشها بين أزهار وأفنان

شعرية تملأ الدنيا وتهتف بي

فما تراني كعهدي خير معوان

فهل بأذنك يا قيثارتي صور

فتؤثري حين يدعو الشعر هجراني

قالت حنانيك كم أسرفت متهما

من ليس يألو الهوى توقيع ألحان

ما إن هجرت قلبي مني ولا غضبا

والناي يلهمني والوحي يرعاني

شغلت عنك بذكراه فكان لها

في القلب وقع الحيا من نفس ظمآن

وما جحدت له فضلا ولا أدبا

ولا سحبت عليه ذيل نسيان

ما زلت أرعى عهودا كان بوسعها

بالحب سقيا ويغذوها بتحنان

قيثارتي أقصري فالقلب في شغل

تلهيه ذكراه عن أهل إخوان

هلا أعنت على الذكرى صريع هوى

لشاعر بوفاء القلب فينان

ياما أجلك ذكرى تستقل بما

في القلب من ضبوات ذات ألوان

ذكرى إمام حباه الله منزلة

في العلم تكبر عن وصف وتبيان

عطى بني مصر منه بعض سؤلهم

وراح يشبع منه آل بغدان

تدفق النيل عن لأوائه فدعا

به الفرات قلبي دون إذان

حر الضمير فغير الله ليس يرى

فما يسجل من نبل وإحسان

لبث الكنانة والأشبال والهة

هل منك طيف يواس قلب ولهان

ألا نسيم إلى بغداد نودعه

ما يفلح النفس من مكتوم وجدان

ألا رسول لقا نفتديه بما

تطوي الجوانح عن صدق وإيمان

برحت مصر فلا روضاتها أنفس

ولا الربيع ملاهي الآسى والبان

ولا بلابلها بالسحر هاتفة

ولا خمائلها برجاس أغصان

والنيل نضو يراعي فيك همته

كما يراعى النجوم المدلج العاني

والفتية الغر فيه استأثرت بهم

حمية المجد أن يرضوا بعدوان

فأرسلوا غضبة من نارهم لفجت

برد الشتاء فصاف القوم في آن

أنساهم المجد آباهم وإخوتهم

فساوموه بأرواح وأبدان

صلوا عدوهم نارا وما فتئوا

يستقبلون قوى العادي بنيران

حتى إذا فرغوا من حربة التفتوا

فلم يزل نيلهم في زي أسوان

تفقدوك له ريا فأخطأهم

سناك فانصرفوا أنضاء أحزان

أسائل الشعر عن موحي السمولة

والنبل عمن يحليه بتيجان

والليل عمن يوقي الناس ظلمته

والورد عن عطره المذكى لوجداني

فيعتصمن بصمت من مهابة من

يسألن عنه فأغضى جد حيران

عزام ما رام عن قلبي هواك وإن

نأى مزار ك أو شط المقامان

لا زلت لي مشرفا مهما طوتك نوى

وأخطأت نورك الروحي عينان

لئن رحلت فحبيعنك تهدئة

أن قدر ركزت العصا في دار إخواي

لم يغترب في ربي بغداد ذو رحم

لمصر منتسب بالنيل ريان

إنك بني العرب شعب واحد فديت

بنا العروبة من قاص ومن دان

ولست أدري سوى الإسلام لي وطنا

بغداد فيه ووادي النيل سان

وكلما ذكر اسم الله فيبلد

عددت أرجاءه من لب أوطاني

أبناء يعرب إخوان ذوو رحم

ضللت إن قلت إن قلت إن العرب جيراني

إن لم أقل إنهم في الله أخوتنا

فلا استقام على الغسلام إيماني

الشرق حصن على إعزازه اتحدت

مني بني الشرق من كيد وعدوان

من لم يكن مسلما فالشرق وحدنا

به لسان جرى عن بنت عدنان

أولا فحسب بلاد الشرق رابطة

قد عدو على اسقلالها جاني

لا شك بعد سليل النيل إن لنا

في ربع دجلة شعبا عالي الشأن

يخطو إلى المجد في ريعان فأعن

عليه خير أحباء وإخوان

واسهر عل مجده بين الأخوة أسـ

د الرافدين فثم المواطن الثاني

فلسطين الثائرة

كذا المجد يبني والأباء يدعم

وبالدم يجنى الحر ما أخذ الدم

وما أنا إلا شاعر جل خمه

سلام ودون السف لا شيء يسلم

سلكت لنصر الحق كل طريقة

فأعيت سوى حرب ضروس تضرم

ولما مللت القول وافترس الظما

إلى الجد نفسي واعتراني التجهم

وضقت بقوم لا عتاد لهم سوى

حناجر تشتم النذير فتكتم

وساء بهذا الناس ظني وسادني

ملال بأبناء الوري وتبرم

وقمت على قبر المروءة للجوى

بأشبال صدق في فلسطين أقدموا

طحابهم في المجد قلب يثيره

على الدهر طيف الهوان محوم

إذا قامت الدنيا تحاول صدهم

عن العزة القعساء فالموت مغنم

فلسطين والدنيا غلاب يسودها

أخو غمرات بالقنا متلثم

أثيروا على الصهيون غضبة يعرب

يخروا لها جنبا فيجلوا ويحجموا

إذا العربي الحر أغضب مرة

فويل لمن يغشى النزال ويقدم

كذاك أثيروها جحيما على العدا

وخلوا السكالي بييخطبوا ويهمهموا

إذا لم تقم بالسيف عزة أمة

فلا عز مهما يمطر الحمم الفم

دعا معشر للسلم فاشتقت للوغى

وقلت لداعي السلم حتام تحلم

أبعد فلسطين الآية آية

فما نغمات الحق إلا توهم

بنى وطني والمؤمنون جميعهم

بنو وطن لا يعتريهم تقسيم

أعيذكم أن تحسبونا لخطبكم

نسيا فيما ينسى فلسطين مسلم

لعمرى لستم بالمصابيين وحدكم

فعذرا وليس الخطب وقفا عليكم

لتحن سواء في الأسى بل يزيدنا

أسى أننا نصلي المصاب ونكتم

وسرى عنكم بالجهاد الأسى فما

تبالون أن تأسوا وأن تتألموا

إذا غشيت نفس المجاهد ثورة

أذاق بها الأعداء نارا تضرم

فإما حياة تصغر النجم مركبا

وإما لي يمحو وأنت معظم

وما أعذب الموت الزؤام إذا أبى

عليك حياة حرة متحكم

فما منكم إلا عزز بعيشه

على خصمه أوميت وهو مكرم

ونحن إذا اهتجنا سلكنا سبيلكم

فنصرف عنها كارهين ونرغم

فشتان يا فخر الإخوة بيننا

وبينكم نحن المعزون منكم

نبى وطني عذرا إذا قصرت بنا

حوائل تجتاح الصلاة وتفصم

ليوجعني ألا يمد إليكم

بأقلامنا مقال ودرهم

ليؤلمني بل يذهب النفس حسرة

تقضي حياتي دون أن أفتديكم

بنى الشرق والإسلام والعرب أنكروا

نفوسكم إن لم تثوروا وتحطموا

إذا لم تشدوا أزر إخوانكم فلا

دعوتكم قومي ولا عشت فيكم

يقاضيكم أهلو فلسطين حقها

فإن لم تجيبوهم فما الناس أتم

فما المسجد الأقصى ولا الحرم الذي

فدوه حماهم وحدهم لو علمتم

الأزهر في ثورته

في صوتك الرعد أم من قلبك الشرر

تردى به من بهذا القدس قد غدروا

يا أزهرا كم رجت تمزيقه غير

فمزقت قبل أن تحظى به الغير

يا أزهرا شيب الدهر الفتى ولم

تزل بجدته الأجيال تفتخر

فردوس من صان للإسلام حرمته

وللخؤون الذي لم يرعها سقر

لو ألف الدهر سفر للخلود يرى

لكنت عنوانه العلى لمن بصروا

مرت قرون فلم تحفل بهن كما

مر الهواء بأرض ما بها مدر

هذا شبابك خلت النار غضبتهم

تهوى على الظالم ينتابها خور

كم يرهب الضيم إلماما بساحتهم

إذا أتيح له من غيرها وكر

شم وإن ظلموا غر وإن جحدوا

أنف ون غمطوا بلج وأن ستروا

لا يبلغ البرق مجراهم إذا وثبوا

والأسد دونهم بأسا إذا زاروا

يا فتية الأزهر المعمور إن لكم

مجدا على جبهة التاريخ يزدهر

فلا تنوا عنه وافدوه بأنفسكم

فالمجد أرخص ما يفدي به العمر

ورثمتموا أزهرا للدين ما عتمت

تخر بين يديه الأنجم الزهر

صونوه رغم الأذى الداهي ولا سلمت

نفس يزهدها في صونه ضرر

لا يثنيكم عن مجدكم خطر

فعاد المجد أن ينتابه الخطر

ما خير عيش يكون الذل رائده

لا عاش قوم بموت النفس قد قبروا

وليس بالحر من يزهو بمفخرة

من غير جهد يوافيه بها القدر

أو عز يسيل العلا للمغرمين بها

وما أحسن ما يجني لها الثمر

مثل الدواء الذي تخشى مرارته

وتستطاب له العقبى أو الأثر

ما زادكم خصمكم شرا ومضطهدا

إلا اعتقدت بأن الخصيم مندحر

وزادني بطشه من حقكم ثقة

فما يقاوم إلا المنصف الأثر

ولن يروق سفيها فعل ذي أدب

إلا إذا راق عين الأكمه القمر

الحق يرقص إعجابا بثورتكم

والشرق يرقب عقباكم وينتظر

أبناء جامعة الدين الوفاء لكم

من شعب جامعة بالعلم تزدهر

إنا بني العلم شعب جد متحد

وإن تعدد في أرجائه الأسر

فمضوا على بركات الله يصحبكم

فوز على صفحة الأسلاء يستطر

الدين يصرخ في الجلي ينومكم

فهل له ذائد منكم ومنتصر

وروا على الظلم من للحق غيركم

ومن سواكم بداعي الحق يزدجر

والدين يشكو لكم أن قدر تزعمه

قوم بنسبتهم قد بات يحتضر

فزلزلوهم وخلوا بين أزهركم

وبين قوم على الإصلاح فطروا ذ

ولا تهابوا أذى فالله حافظكم

من يحفظ الله لا يعبث به البشر

مرحى يا ابن سعود

رست وأذن في أركانها الأبد

حق أصاب البلى من خلدها جسد

كانت تميل مع الدنيا قواعدها

وينحنى متنها الراسي ويرتعد

لكن صوتا من التنزيل صيحته

نادى بها فنأى عن ركنها الميد

على رواس من القرآن أنشأها

يحمي الهدى بزواياه وينعقد

بين الصخور وفي البيداء قد بسقت

فروعها وتخلع عودها الأود

سما بها ابن سعود فاستقام له

على مشارفها عرش به سعدوا

ملك أعز بشرع الله ولته

فما تروعه الأجيال تحتشد

ومن تكن بكتاب الله عزته

تهن أمام قواه النار والزرد

لكم تخبط في الإصلاح ذو رشد

فبات يندب في إصلاحه الرشد

صاغوا القوانين واستندو المناهج كي

يمحوا مخازي قد شاهدت بها البلد

وكم أضاعوا الليالي في تخيرها

أدنى إلى المثل الأعلى فما رشدوا

وما أتونا بقانون يهذبنا

إلا وفي ظله للغي متسد

كم من قوانين قد عادت على يدها

حوادث الفسق والجرام تطرد

كم طاح بالفضل والأخلاق مقترف

فلم يصبه من القانون مضطهد

ماذا وراءك يا قانون من ثمر

إلا جرائم لا يحصى لها عدد

هذي السنون على القانون مشرفة

لو تملك النطق قالت إنه نكد

هذي الفضيلة بالقانون ضائع

أصاب أنصارها في ظله الكمد

هذا التهتك هذا القتل لو علموا

يقر خيبتهم هذا الدم البدد

ويحيى على ساسة القانون ويحهم

على جهود أضاعوها وما وجدوا

وبين أيديهم القرآن يوردهم

أسمى المناهج والأ؛كام لو وردوا

هذا هو ابن سعود تحت قته

يضفي على شعبه النعماء والرغد

منعم البال موفور الكرامة لم

يضق بشدته من قومه أحد

أقام فيهم حدود الله فاطهرت

نفوسهم واطمأن الناس واتأدوا

وعادت البيد في إيحاشها حرما

لو خلف القوم فيها النفس ما فقدوا

يا أخوة أشربت نفسي محبتهم

وإن أكن عنهم بالدار أبتعد

فزوا بملككم عينا فعن يده

ضمنتم جنة روادها خلدوا

إني لأشتاق تقبيلا لراحته

في الله لو لئمت طي الخيال يد

وعلى لي حجة أقضي بها عدتي

حرا وقد أنجز الأحرار ما وعدوا

ادعوا لنا الله أن نهدي سبيلكم

وقد بدأنا إليها الخطو تنئد

يا أخوة عصمت بالدين عزتهم

من أن بروع حماها زيغ من فسدوا

غدا نقفي على آثاركم ونرى

للجاحدين بهذا سوء ما جحدوا

إن دعا الغرب للفوضى ستجيب له؟

وننزوي إن دعا الإسلام والرشد

يا لهف قلبي على الإسلام كيف غدا

يودي بسلطانه أبناؤه العقد

يا آل مصر ارفعوا بالدين مجدكم

أل الحجاز بغير الدين ما مجدوا

أما ترونكم في الدين إخوتهم

قد وحدتنا تقاليد ومعتقد

حييت يا ابن سعود مسلما بطلا

في تاجه لمع الإيمان تتقد

إلى الإمام بنفسي أنت ملك

يسمو بملك إلى الفرقان يستند

العالم العربي اليوم في محن

تشقيه فوضى عليها الغرب يعتمد

نوء من الغرب راعتنا عواطفه

فضل عنا النهي والدين والرشد

لم ينج من شره إلا الحجاز وقد

مضى يدافعه عن حوضه الأسدو

وإننا لمعيدو مصر تائبة

إلى الكتاب عليها للهدى برد

لتأخذن من التنزيل شرعتها

مهما يغل يدينا دونه الصفد

لسوف تبعث إسلامية ظهرت

مما تكن عقبات الدهر تكتئد

غدا وقد أخذ الإخوان عدتهم

ترى العوالم منا صدق ما نعد

لذاك نحيا وفي هذا نموت ولا

يحلو لنا دونه عز ولا رغد

لنجريها دماء جد ثائرة

وثورة الحق لا يدري لها أمد

أو يرجع الشرع دستورا لأمتنا

فليحذر القوم إني منذر صعد

فإنها غاية يحتاج أنفسنا

لها ويضحى المال والول

غاية المسلم (عزة الإسلام)

وقف عليك دمي وفيك خيامي

وبك الحياة كريمة الأنغام

وإليك قد مت الفؤاد ضحية

ولك احتسبت الفضل من أيامي

مهلا فعنك أخذت وحي قصائدي

وبك ارتقي حسي إلى الإلهام

تالله لم أشرك بحبك قبلة

يوما ولم أمنح سواك غرامي

فمتى أراك وقد نشرت على الورى

علم الهدى يا عزة الإسلام

حسب التماسك غاية أحيا بها

ولها أجاهد ثابت الأقدام

وعلى أسنتها أموت إذا أتى

أجلي ونودي في الورى بختامي

لا هم فاشهد عرفت طريقتي

ومضيت فيما غير ذي إحجام

وتبينت لي وجهتي محدودة

فلا نفذن لها نفاذ سهام

يا طلما اضطربت بي الغايات في

فوضى الحياة فما بلن أوامي

ولكن تنكبت الهدى وتوزعت

نفسي مطامع غير ذات دوام

ونشدت في فتن الحياة سعاتي

فكأنما استمطرت ظل جهام

أملتها يوما علو مناصب

يملى على الدنيا عظيم مقامي

وعقدتها طورا بجاه واسع

يضفي على مهابة الحكام

ونشدتها حينا ثراءا ناطقا

لي بالرفاهة والمكان السامي

وحسبتها زمنا عناق كواعب

تروي مشاعر بالفؤاد ظوامي

وحسبتها وحسبتها

فوجدتها مما أرى بخصام

وعلمتها معنى أبيا ساميا

لا يستبين لغافل متعامي

فإذا السعادة لا ترى بمظاهر

ما يهول العالمين فخام

وإذا السعادة أن يراك الله جن

ديا تناضل عن حمى الإسلام

فلذاك أعدد نفسك الشماء لا

يجزع لغال في الفداء ضخام

هل في سبيل الله تغلو قربة

وتعز تضحية ولو بالهام

لا كنت من قومي ولا هم معشري

إن قر جفن فيهم بمنام

أو آثروا النعماء والإسلام في

ألبابهم ضرب من الأوهام

عجبا لقوم همهم شهواتهم

فإذا نسبتهم فللا سلام

يتمتعون ويأكلون ومالهم

من غاية في العيش كالأنعام

ما هكذا الإسلام يا حراسه

يا بانيا أدنى لي الهدام

أرأيت حامي ثروة يغتالها

تبا له من حارس أو حامي

أرأيت دينا فيه أسباب السلا

م لأهله حرموه كل سلام

أف لنا من أمة تدعي إلى

آمالها فتغط في النقام

صحوا فلن يؤتى السعادة نائم

مهما علا نسبا على الأيام

يا عصبة الإخوان هذا وقتكم

يدعوكم للجد والأقدام

ذا عالم الإسلام معقود بكم

إنقاذه من قبضة الظلام

شقوا الطريق إليه دون تخاذل

فالنصر مقرون بكل وئام

وقفوا عليه إخوة وتعاهدوا

لا تنثنوا عنه ولو بحمام

هذا الزمام ثبوا إليه أعزة

أولا يفز أعداؤكم بزمام

ثوروا على الدنيا إذا لم ترتفع

بالحق المكارم عالي الأفهام

ربوا على القرآن جبلا ناهضا

جم المكارم علي الأفهام

وابنوا على أسس الفضيلة أمة

أضحت بها الأخلاق محض كلام

واسقوا النفوس مبادئا علوية

فيها النصر العزيز تسامى

تخت لها القرآن دستورا ومن

يفعل يكن للمجد خير إمام

وتمثلت سير الصحابة منهجا

فمضت بغير تباطؤ لإمام

باللين تنشد حقها من خصمها

فإذا هو استعصى فالبصمصام

والحق أحسن ما يصان بقوة

وقف على أرجائه بحسام

يا عصبة باعوا الإله نفوسهم

لم يفتنوا بالبأس والآلام

إن تنصروا الرحمن ينصركم ومن

أوفى من الرحمن بالأحكام

يا عصبة الإخوان بثوا روحكم

في كل ناد بل بكل مقام

الجيزة الفيحاء تشكر سعيكم

وتصون عهدكم بشوق نامي

وهي الوفية بالعهود فكيف لا

ترعى لعهد الله كل زمام

سترون بعد غد جهاد رجالها

حربا على النزوات والآثام

ولتبصرن على رباها معقلا

للدين يهدم صولة الأعوام

فأمضوا رعى الله الكريم جهودكم

للمجد دون تنافر وخصام

ردوا على الإسلام عزته فما

بسواه ترجى عزة الأقوام

وامشوا على هام الزمان بهديه

غرا وضاح النور كالأعلام

ما دام في يمنا كمو هذا الكتا

ب فمن سواكم سادة الأيام

نزعة صوفية

أطل فأحداق القلوب نواظر

وما يجتلي محياه إلا البصائر

تخاذل عنه المقلتان وما نأى

ويخفى على الأبصار إذ هو ظاهر

فما كاد يحويه الخيال سحابة

على الكون حتى لازمته البشائر

تبينته بالبشر ينتظم الورى

وبالكون زانت صفحتيه المفاخر

وبالعطر تطريه العاطس إذا هفا

تمازجه الأنفاس فهي عواطر

وبالحب والألطاف يلهو خشوعها

بأفئدة صم لها اللهو غامر

تمثل في الذكرى خيلا تحوطه

قلوب وتستلقى عليه سرائر

تحامت ضروب الحب إلا محبة

بها امتزجت أرواحنا والمشاعر

تحررن من ليلي وإضرابها فما

لغير معاليه القلوب صواغر

حوته فلم تشرك غراما بحبه

ومن غيره أولى بذاك وآثر؟

حبيب يغذي الروح تطوافها به

قريب فلا تقصيه عنك المقادر

حبيب يربي عزة النفس فطرة

به يطمئن القلب والدهر كاشر

ألا نعم ذكر الله حبا مصاحبا

لمن قلبه بالحب والذكر عامر

دع الذكر شغلا للفؤاد ينقه

فقلب يطيل الذكر أبيض طاهر

صل الذكر حتى الموت في رهبة فذا

مكانكمو بين النبيين شاغر

ألا واجعل الإخلاص الذكر حاديا

فذلك يجدي حين يكدي التكاثر

وتابع رسول الله وادخر التقى

تذدعنك هول الحشر فالعيش طائر

وقف على آثار أسلافك الألي

لهم عنت الدنيا ودان الجبابر

أذلوا ملوك الفرس والروم إذهمو

حفاة جياع فيهم الفقر ظافر

إذا غمر الإيمان أنفس معشر

نبت دونهم صمم السيوف البواتر

لعمري لحب الله أنفس عدة

بها يتوقي الحتف والخطب كاسر

أرى الأرض أرضا والسماء كما

قديما فما للنائبات تعاور

وما بالنا دنا لأنذل أمة

وكانت لنا الدنيا جميعا تحاذر

هي النفس عن نفس القدامى تغيرت

وإيمانها عنه لدى الأمس قاصر

وما غير الرحمن ما بجماعة

سوى بعد إذا ألفى النفوس تغاير

هل الوطن المضني بأغلال رقة

سوى بعد إذا ألفى النفوس تغاير

هل الوطن المضني بأغلال رقة

سوى صورة من زيع قوم تنافروا

تولوا عن الإسلام وانتبهوا إلى

أباطيل من زيف عليها تشاجروا

عليك بدين الله فالكون دونه

وفيه لما أعياك دفع وقاهر

وما قلت خلوا الدر يعصيها العدا

برئت فللأوطان قلبي ثائر

ولكن أقول أنفوا الكلام وجاهدوا

فما تنقذ الأوطان قد الحناجر

إذا رمتمو للداء برءا فدونكم

كتابا به الآيات غر نواضر

أقيموا على آدابه وتلقفوا

جواهره هل فيه إلا الجواهر

وربوا على القرآن أبناءكم يكن

على يدهم نصر البلاد المؤازر

صلوا بين أرواح الشباب وبينه

فروح به يغذى من الرجس طاهر

به التمسوا إصلاح كل خطيئة

ومن رام بالقرآن نجحا فظافر

ظفر الجامعتين

العناق الثاني

إلى الصديق الباقوري زعيم اتحاد الأزهر

أخي الباقوري عانقني منذ أيام على أثر خطبة ألقيتها من منبر الأزهر مواسيا لكم في ثورتكم وكانت الجامعتان مفجوعتين الأزهرية بشيخها المصرية بمديرها.

واليوم تعانقني وقد فازتا بأمنيتهما فما أحر العناق الأول وما أعذب الثاني

تعانقني نشوان من لذة النصر

وأعذب بإشراق الأماني من خمر

عناق على البشرى وبالأمس ضمنا

عناق على الشكوى من الألم المر

فسبحان من يعدوه كل تغير

ومن يده التغيير في خلقه يجري

توحدنا أمس التعازي على الأسى

وتجمعنا اليوم التهاني على النصر

إن طاب لي هذا العناق على الرضا

لأوقع في نفي العناق على الضر

إخاء على الآلام أدوم جدة

من الود يبنيه التلاقي على البشر

أتشكر لي أن قمت فيكم مواسيا

وأغن بمثلينا عن الحمد والشكر

ومن يكفل الجرحى ويشفى غليلهم

سوى أن يواسي شاكيا فاقد الصبر

شركتكم آلامكم وسعودكم

وأحر بمثلي أن يواسيكم أحر

وردنا الشقا حتى الثمالة فلنرد

رحيق الأماني رغم عادية الدهر

ضفرتم بشمس أعور الدين نورها

وفزنا بليث يقرن العلم بالبر

فهذا إمام الدين في الشرق والتقى

وذاك منار العلم في مصر والفكر

رابطة القبر

مهداة إلى حضرة صاحب الفضيلة العلامة الكبير الشيخ سلامة العامي إمام الطريقة النقشبندية

من ضروب الذكر عند السادة النقشبندية أن يغمض الذاكر عينيه ويتخيل أنه مرض مرضاي أفضى به إلى الموت فخلعت ملابسه للغسل ثم ألبس الكفن وحمل على النعش فسار به الناس حتى أودع القبر حيث لا ينفعه مال ولا جاه ولا يؤنسه من وحشة القبر إلا عمله الصالح في الدنيا عند ذلك يخشع قلب المرء ويندم ويصر على العمل، الصلاح ويكون ذلك سبيلا إلى التوبة ويسمون هذه الحالة المتكررة كل يوم رابطة القبر.

المرض الأخير سكرة الموت الغسل الكفن والنعش وحشة القبر اليقظة.

المرض الأخير

حتام أشكو الداء والأوجاعا

وإلام تنتاب الهموم تباعا

أو هكذا الأمراض تعبث بالفتى

وتخونه عزماته فتتداعى؟

رباه إن الداء أثقل مهجتي

فغدت حطاما باهتا ورقاعا

ما بال جسمي البض بدل بالقوى

عجفا فهيأ للحياة وداعا

لم يبق هذا الداء موضع إبرة

في الجسم إلا هزة فارتاعا

جشم الضي ليلا فهل يلقى الشفا

صبحا بربه بعض حسن ضاعا

يا أيها الدنف المعنى لم يعد

في العيش من أمل فهي متاعا

أمسيت من فرط الهزال سفينة

وغدا الممات لدفتيك شراعا

فاعتد للأجري يبذل الخير عد

ل لمن يتوب من العذاب قناعا

سكرة الموت

وأحسرتاه أضعت فرصة توبتي

روحي تهم لتبرح الأضلاعا

هي ذي تمر بأرجلي وتفر من

فخذي عن رغمي فلا استشفاعا

والآن فاتت سرتي وتربائي

شلت يداي ومنكباي سراعا

بلغت مدى الحلقوم وارتفعت إلى

رأس المحطم فانثنى مطواعا

بطل التنفس أفلتت هي من فمي

أصبحت صخرا لا يحس مضاعا

الغسل

الآن ينضو الغاسلون

الآن أحرم سترة ولفاعا

والموت يعلن لي حوافي عورة

كالسر أو دع طائشا ليذاعا

والناس من حولي وقوف أشرفت

أبصارهم لمضاجعي استطلاعا

هذا مطل لا عتبار بي دنا

مني وذلك يضرع استراجاعا

أضحيت عبرة كل نفس ليتني

قبل اعتبرت فأطرح الأطماعا

ذبلت غضارة جثتي وأحل بي

حرم حييت لحوضه منعا

أخشن بمغلسلة غدت لي مضجعا

أفلل بحولي ما أطيق دفاعا

صبوا على الماء في رفق ولا

تدعو أخاكم خائفا مرتاعا

لله ما أسى يد الغسال أين

تنعم بالأمس كان يراعى

الكفن

أو هكذا كفني قماش أبيض؟

كم عفت في الدنيا الحرير قناعا

جودوا بحل ملابس أو بعضها

أبعد بقولي أن يكون مطاعا

يا ليت لي مما طرحت من التردا

كفنا يخفف عني الأوجاعا

النعش

الآن أودع آلة حدباء لا

تدع القوى ولا تهاب شجاعا

يلتف بي آل وصحب كلهم

يشرى ولو بالروح لي إرجاعا

عبثا تمنوا لا مفر إذا أنى

أجل ولو ذخروا البلاد قلاعا

فليحسن النوح إن كانوا ذوي

عطف على ويهجروا الأدماعا

ما كان مجديكم نياح أو فدا

فذرن نعش يمش بي إسراع

الآن ينمم نعش الأجداث في

جمع تفرق قصدهم أنواعا

هذا مروع بي يود لو اشترى

عودي بدنياه إذن لا بتاعا

ولرب آخر شامت سامحه لا

تقرضه يا ربي بصاع صاعا

ما زال غرا كل غمر لم يذق

طعم الممات ولو رؤى وسماعا

المدفن

الآن يرسو النعش بي متثاقلا

بين المقابر حائزا ملتاعا

فليحفرن القبر لا يترددوا

وليفرشوا لي بالدعاء القاعا

ما بال قومي واجمين لدى البلى

واستنكفوا لرفاتي ألا يداعا

هم أودعوني القبر بعد تأوه

جعل الربوع المزهرات يفاعا

هالوا التراب علي وانصرفوا كأني

كنت حلما في الصبيحة ضاعا

وحشة القبر

فتلقى يا قبر وارأف بي وخف

ف ضمة لك تحطم الأضلاعا

ما بال قبري ضيقا حرم الهوا

وأبت عليه النيرات شعاعا

ما ذلك الريح الخبيث أشمه

من لي بمسك في ثيابي ضاعا

ما لي وحيدا لا أرى بجوانبي

في القبر أصحابا ولا أتباعا

أأذل حتى لم أطق دفع الثرى

ولكم دفعت متى وذدت شجاعا

مالي فقيرا أعزلا لم لا أرى

دنيا منحت نعيمها وضياعا

الآن لا ينجيك يا مسكين من

هذا سوى بر بذلت فشاعا

انظر فهل أجداك مال أو قوى

أتستطيع لذا العذاب قراعا

قم جل بطرفك يمنة أو يسرة

ها قد ضللت الآل والأشياعا

ما هذه الأشباح تلك عظام من

سلفوا نخرن فما استطعن نزاعا

أو هكذا سأصير يوما ويلتا

أأرى طعام الدود بتن جياعا

أتجيئني صرعى الطوى وتعود من

لحمي ومن دمي العزيز شباعا؟

من ذاك؟ هذا عالم بعظاته

صان العيون وهذب الأسماعا

من ذاك ذا بر تقي مخلص

بذل السجود وللأله أطاعا

مالي أراهم خائفين رواجفا

يحكون طفلات حر من رضاعا

رجفوا لخوفهم الحساب وهو له

وتوقعوا التنكيل والإيقاعا

أكذا يكون الأتقياء فويلتي

ما بالي غر للفروض أضاعا؟

قد أشفق الأخيار من حشر فكي

ف بمن أناب لنفسه وانصاعا

ذو البر مبتئس فكيف بمذنب

قد لج في شهواته إفظاعا

اليقظة

رباه وفقني لفعل صالح

ألقاه في الحشر العظيم ذراعا

لا عدت يا ربي لأثامي ولا

أوليت صوت النفس بعد سماعا

لا حمت حول جرائمي الأولى ولا

سيرت رجلي للمعاصي باعا

لأجانبن شهوات نفسي ثم لا

آلو بني السوء العصاة قطاعا

حسب الجهول مؤدبا ذكر البلي

أغلظ به وعظا لنا رداعا

ألقيت فيه الأتقياء وقد خشوا

هول الحساب وزلزلوا إفزاعا

ورأيت رأي العين ما يغنيك عن

وغظ ويصقل للنفوس طباعا

فتية الإسلام (من أناشيد الإخوان المسلمين)

جدد العهد وجنبي الكلام

إنما الإسلام دين العاملين

وأقرع الطبل وقلدني الحسام

فبحد السيف يعلو كل دين

فتية الإسلام هيا

تتفاني في الجهاد

لنرى القرآن هديا

ساطعا في كل واد

هاهنا يعرف أشبال الفداء

فتعالوا نبع الله النفوس

نبتغي الإسلام مرفوع اللواء

فلنقمه فوق أشلاء الرؤوس

فتية الإسلام

وطني الإسلام لا أفدي سواه

وبنوه أين كانوا إخوتي

مصر والشام ونجد ورباه

مع بغداد جميعا أمتي

فتية الإسلام

أين مجد قد حباناه الرسول

أين ملك شاده الصحب الأباه

هاضه من عنت الفكر سيول

فلنعده أو لتلفظنا الحياة

فتية الإسلام

لا تقل ينقصنا سيف ونار

إن الإيمان تندك الجبال

فتية الإسلام

لا تقل ينقصنا سيف ونار

إن الإيمان تندك الجبال

فتية الإسلام

وقديما لاذ كسر بالفرار

خوف عزل من بني العرب قلال

برئ الإسلام من شاك مضيم

لا يراه غير صوم وصلاة

فتية الإسلام

راية الإسلام عزى بالشباب

وأظلي بالكتاب العالمين

من يكن دستوره هذا الكتاب

يصغر النفس فداء والبنين

إلى الجهاد أيها المسلمون (من أناشيد الإخوان)

بنور الله نكتسح الظلاما

وندرع اليقيني لنا حساما

نقل بأيده الجيش الطغاما

ونسبح في دمانا أو يقاما

هدى القرآن للدنيا إماما

نجاهد إخوة في الله غرا

نفدي أربع الإسلام طرا

بمكة والشام وأرض مصرا

وأني نستمع لله ذكرا

نسم القوم إخوتنا الكراما

حملنا راية القرآن هديا

نقي الدنيا بها شرا وبغيا

ونكفل للضعيف أعز محيا

إلى كتف القوى وإن تفيا

ظلال البيض واكتنف السهاما

بروح المصطفى نغز الحصونا

ونقتلع الجبال مجاهدينا

لنصرة دين رب العالمينا

وحق عليه نصر المؤمنينا

وإن توسعتهم الدنيا خصاما

نبيع الله أنفسنا بفخر

ولا نرجو لها ثمنا لعمري

وإن وعد المجاهد خير أجر

نحب الله عن صدق وبر

وتحت سيوفه نهوى الحماما

إذا فتن الورى بمها وغيد

فتنت بعزيمة لابن الوليد

هواي الموت في ظل البنود

وقرقعة السيوف بها تشيدي

ولذ عناقها لدمي مداما

أبا الإسلام يهزأ جاحدوه؟

ويرضى العيش في أرض بنوه

بني الإسلام إلا ترفعوه

على هام الكواكب فاتركوه

أو اتخذوا القبور لكم مقاما

في حماك ربنا (من أناشيد الإخوان المسلمين)

في حماك ربنا

في سبيل ديننا

لا يروعنا الفنا

فتول نصرنا وقنا أذى الفتن

نحن عصبة الإله

دينه لنا وطن

نحن جند مصطفاه

نستخف بالمحن

ولنا الكتاب جاه

نهجه هو السنن

فلنعش على هداه

سادة أعزة

أو نمت له فدى

في حماك ربنا

رأس ديننا الجهاد

والقتال عن هدى

الضعاف والشداد

يعرفون بالفدا

كم يثير في العباد

عزة وسؤددا

وكذاك يستعاد

مجده مخلدا

فوق هامة الزمن

في حماك ربنا

إخوة على الكتاب

مسلمون لا نكل

تحت خطونا الصعاب

ولغيرنا الملل

النفوس والرقاب

في جهادنا همل

إن مسلمي الشباب

لا يحدهم أمل

كالأسود لا تهن

في حماك ربنا

أية عدة السلام

حقكم هدى الزمن

عن زوه بالحسام

كالبناء إخوة

بين مصر والشام

والحجاز واليمن

وثبه إلى الإمام

فالفلاح قد ضمن

للمجاهد الفطن

في حماك ربنا

الكفوف في الكفوف

فاشهدوا عهودنا

الثبات في الصفوف

والمضاء والفنا

مهر في دم الألوف

فدية لديننا

وعلى شبا السيوف

نسترد مجدنا

بالكتاب شرعة

في حماك ربنا

في سبيل ديننا

لا يروعنا الفنا

فتول نصرنا

وقنا أذى الفتن

نشيد ابنة الإسلام

مهدي إلى شقيقتي الصغيرة

يا ابنة الإسلام قومي

في حمى رب السماء

وله صلي وصومي

في خشوع وصفا

املئ قلبك نورا

من هدى الدين القويم

واجعلي النفس طهورا

يتقي الله العظيم

يا ابنة الإسلام قومي...

عاملي الناس بلين

وأطيعي والديك

واشكري في كل حين

نعم الله عليك

يا ابنة الإسلام قومي

أنت في فجر حياتك

للعلا تستقبلين

فاتبعي في خطواتك

أمهات المؤمنين

إلى الإخوان المسلمين (الصيحة)

قد طال نوم بني الإسلام فانتبهوا

لا تمهلوا الخصم يوغل في غوايته

هل من كتائب بالقرآن واثبة

تذود كل غبار عن قداسته؟

تبني به وله الأجيال مبلغة

على هدى أحمد معنى رسالته

ها قد دنت عصبة الإخوان ساعتكم

أنتم له إن تولوا عن حمايته

فيهيئوها ليوم الفصل عن كثب

كتائبا تتفانى دون غايته

بالسيف بالمدفع الناري تفرضه

على زمان شقي في ضلالته

وهكذا يرجع الإسلام عزته

فينعم الدهر بالا تحت رايته

بين يدي الوطن

الوطن

أضحى بروحي حبة وذمائي

وأشق في علياه سفك دمائي

وأرضى بمالي أن يضيع ومهجتي

لأقرن أرض في العلا بسمائي

أجود بنفسي دون من لموطني

وهذا سخاء فوق كل سخاء

لئن عدت يا مصر اللظى لم أزل أرى

عناقك أشهى منية ورجاء

عهد الحرية

يا سماء الوادي استعبدي الصفاء

واطرحي عنك للهموم رداء

وأشد يا طير في حمائل حرا

إن عهد التنكيل بالحرب ناء

عن مصر الجريح عذب لجن

عل في اللحن للجراح دواء

قللها ودعي زمان لردى واست

قبلي عهدا بالعدالة فاء

قد حملت الآلام حسين شهرا

فامتعى اليوم قد منحت الرخاء

وعلى الظلم قد صرت فهاك المج

د عن صبرك الطويل جزاء

مصر طي نفسا من نسيم

جاء يقصى عن آلك الرمضاء

إيه رب الأنصاف والحزم إناء

بك نبني الرجاء ونعلي البناء

إن لمصر إليك تنظر والجا

معة اليوم تشرئب رجاء

إن مصرا هي الغريق ترامي

بينها موج الردى كيف شاء

أخي دستورها القديم وجدد

عهد سعد تلاق منها الولاء

شعب مصر يرعى الجميل يجزي

من يفي بالعهود منه وفاء

ليس ينسى لك الجهاد وإذ آ

زرت سعدا وصحبه الأوفياء

كان سعد ولم يزل روح مصر

من يصنها ير النفوس فداء

إن يهبنا الدنيا عدو لسعد

نطرحها سخطا وازدراء

أو يسقنا هواه للموت نشعر

بعد أن لم نوف سعد الجزاء

ولقد طالما عهدك أوفى

صاحب إذ قاسمته الأعباء

فجدير بمصر أن تفخر اليو

م وترجو على يديك الجلاء

نعم فألا أن ترتقي حكم مصر

يوم أبهى الأعياد فيها رواء

رجل الساعة الوحيد المرجي

لخلاص البلاد لب الرجاء

وانصر الحق لا بشيء سوى الحق

تجدنا من الخطوب وقاء

لم تزل للوفاء في مصر أهلا

رافعا للأباة فيها لواء

مصر في عيد الوطن

هواك أعز ما اعتنق الجنان

وآلك خير من عرف الزمان

دون زلال نيلك كل شهد

ودون حصى أراضيك الجمان

ومن يكفر بأنعمك الغوالي

ففي الأهرام شاهدك العيان

فإن قالوا على الماضي عفاء

فنهضتنا لحاضرنا لسان

وها هو ذا الشباب لهيب نار

يحر صريعها لقعد الجبان

تنمر للدخيل بغير سيف

ففر وقد أضر به الطعان

وما احتكر العلا سيف فكم ذا

يفوق السيف إن غضب الجنان

لقد شكت الضنى للشيب مصر

فهز لحاه إذ وثب الحنان

وهم بنصرها فارتد وهنا

ولم تجد التجارب والمران

أهابت بالشباب فإذ رآها

مكبلة يناورها الهوان

غلت كالليث عزمته تدوي

بلى لشباب مصر إن استكانوا

وهم منظم الحملات يعيا

بشدة عصفها إنس وجان

يحالف سيرها فوز ونصر

وإن لم يستلل فيها سنان

وذا ميداننا عيد اقتصاد

وهذي حربنا الشعوا أمان

يدبرها شباب ذو رجاء

يزيد قوى إذا يئس الزمان

يعز تجار مصر وصانعيها

فيسمو في التبوغ لهم مكان

يقوم لهم على يده ظهور

ويعظم كل عام مهرجان

يرى للصانع المصري فضلا

وإن لم يحل صنعته افتتان

أحمل لواء الرأي

للأستاذ العقاد في الضياء

صل في الضياء فدا يراعك مختف

في ظلمة الريب الحسام يصول

واحمل لواء الرأي إن حماته

واحسرتا في أرض مصر قليل

لا يصرفنك عن جهادك جاحد

فبكل مصر راشد وجهول

حرر كما حررت فكرك فتية

أنف للاستعباد عنه عدول

ظمأى للاستقلال لا يحلو لهم

عنه وإن عظم البديل بديل

أجهر برأيك بينهم حرا فللرأى

المحرر بينهم تبجيل

واسلل يراعك للعمية كاشفا

إن شمت ريبا في النفوس يحول

لا تلتفت شنآن قوم حسد

فغدا ترى الدول الكذاب تدول

وعلى ضفاف النيل نشء صالحي

بيني بهم أعلى مناه النيل

ومن الحرام على يراعك أن يميل عن

الهدى باغ بهم فيميلوا

لا كنت إن لم تحمهم أن ينطلي

يوما على ألبابهم تدجيل

ثكلتك مصر وإن كرمت لها فتى

إن ساد فيها عهدك التضليل

ياي طالما نشد الشباب مربيا

والدهر بالأمل العزيز بخيل

حتى أطل بك الضياء فكبروا

فرحا وذاد اليأس عنه ملول

وأهيب بالحرية الحمراء أن

تيهى فهذا سيفك المسلول

زفوا إلى الحق المهيض أن ابتهج

ما زال فينا عن حماك شبوك

عباس دونك مهجتي ما دام في

نفثات رأيك للرشاد مقيل

فإذا انحرفت ولا انحرفت عن الهدى

فبهدم من يطغى الشباب كفيل

إني سئمت عبادة الأصنام في

بلد تؤله في بنية عجول

ما حظنا أن نجتوي هبلا إلى

عزى فكلتا الحالتيني أقول

لن يستقيم لأمة شأن إذا

فتنت بتأليه الرجال عقول

عباس لا يغررك إطراء ولا

يحزنك فيهم جاحد مرذول

أبمثل رأيك تستبد ضلالة

ولو أن ممليها القنا المسلول

والرأي إن ألقى عصاه إلى فتى

لم تثنه دنيا عليه تميل

إنا أسود الشعر رجف همسنا

شم الجبال فكيف حين نصول

لقد رقدت ضمائرنا

ثورة على سيرك هاجنبك بشبرا سنة 193

إلام قعودنا والخصم جار

وحتام الرضا بحياة عار

وإني نستقل وقد جعنا

فمكنا العدو من الديار

لقد رقدت ضمائرنا وأضحت

علينا ننطلي خدع المماري

يعد لنا الشراك فندريها

ولا تنجي الدراية من عثار

يقيم ضروب الاستهواء تغري

مظاهرها ذوي الهمم القصار

فلا عجب إذا ما اشتد أزرا

وأسلنا التهاون الدمار

ولاقي الشمس في الظلماء بينا

غزانا الليل في وضح النهار

وزاد على الضلال قوى وزدنا

وفينا الحق عن صون الذمار

وعدنا في الحمى غرباء ضيفا

وأصبح مالكا في غير دار

يصيد عقولنا باللهو فاصحوا

ولا يغرركم حسن الستار

لدى شبرا أعدوها سيوفا

لنزف دمائنا الفيح الغزار

وأخفوها وراء دد ولهو

نساق به إلى بئور الصغار

فهذي حلقة الألعاب أفعى

تسمم مالكم ووشاح عار

إذا دانيتموها ذات يوم

أصرتم مالكم حطبا بنار

تزيد الأزمة الشنعاء بطشا

بكم فحذار نصرتها حذار

وما هذي سوف تضييع وقت

وإتلاف لمدخر اليسار

فيأسكم وفيه العقل يرضى

ببذلهما لتحصيل الدمار

نضن على البلاد بكل نصر

ونولي النصر غاصبها المواري

إذا ما الوقت هان على خلي

فأولى بذله لو ساء جار

وغن تؤتم بما لكم فأحرى

به طاوون في مصر عوار

ولن تغنوا وإن جلت هبات

لدئع غوائل عنهم كبار

لكم وطن معنى بالرزايا

دعائمه من البلوى هوار

فمدوه بأنفسكم رخاصا

تذودوا عنه عادية الخسار

وإلا تسمعوا وتعوا فمصر

براء منكم رغم الجوار

فغير النيل أموا إن ظمئتم

ودون ربوعه انفردوا بدار

اليقظان الحالم

شقيقتي السابقة إلى دار الخلود ذكرنك وأنا أتاهب للاستشهاد في الثورة الوطنية سنة 35 وكنت كبير الأمل في

لقائك فقلت

غدا ألقاك فارتقبي القدوما

غدا نتطارح الوجد المقيما

غدا أحظى بقربك بعد يأسي

كما كشح الضيا ليلا بهيما

غدا أرد المنى وغد قريب

وأطرح عن كواهلي الهموما

غدا سيفوتكم بي عهد جديد

يودع حائرا عهدا قديما

وخفاق بحبك ليس يدري

أجذلا سوف يصبح أم مضيما

فإن يفرحه منك لقاء أخت

يسؤه أن اجتوى أما رؤما

غدا أرنو إليك بلا ملال

لأمنح عيني النور الوسيما

غدا تصغى لما تلقين أذني

فهيا هيئ اللحن الرخيما

غدا أخلي فؤادي غير ذكرى

أرى غنها بك البدل الكريما

غدا أوتي لقاك وذاك حسبي

كسار تائه لقي النجوما

غدا وقد احتجت سنين خمسا

يضارع وجد ساعتها الجحيما

أفوز بمن حبست عليه دمعي

وعشت بهجره الدنيا سقيما

فلا لذ الفؤاد سواك أنسا

ولا لسواك راق العين سيما

تولت بعدك النكبات قلبي

فلم أجد الفؤاد بها كليما

ولم تهزز جوانحنا خطوب

وقد جشمت بك الطب الجسما

ولا دمعت على ماضين عيني

عقيب نزفتها فغدت عقيما

ويومك لا أعيد سنون ألف

دفنت به السرور فلن يقوما

خشيت عليك في القبر اتحاشا

فأودعت المنى معك النعيما

لعل بها إذا أعياك يأس

أنيسا صادقا وأخا حميما

حرمت النفس مأملها المرجي

لتأتنسى به وأرى الجحيما

وما أملي سواك فإذا توارى

فما عيش أعالجه مضيما؟

نزفت الدمع قبل سنين خمس

عليك فلم أعد أبكي عظيما

وكم نزلت كوارث ذات بال

فلم أملك لها إلا الوجوما

ولم يعرف لها قلمي حقوقا

ولم يحس لها قلبي كلوما

وقد أسعى لأرضيهم بدمعي

فيخذلني ويرجعني ملوما

وإن حال البكاء إلى التباكي

رأيت الفرق بينهما جسيما

غدا ستثور في دمنا أمان

نتضل عن قداستها الظلوما

غدا يدعو بنا الوطن المفدى

لنحمي عزة أضحت هضيما

يهيب بنا من الأصفاد كيما

نحطمها وننقذه كريم

ستصرخ مصر بالأشبال لما

غدا فيها العدو لهم قسيما

فسوف نهدم الدنيا إذا ما

تحدثنا ونقلبها هشيما

وسوف تهول غضبتنا البرايا

فنرسلها على الباغي جحيما

وسوف يسجل التاريخ يوما

لنا ينسى كنانتنا الهموما

وسوف يكون للعزمات زأر

يخر الطود خشيته قضيما

وسوف يرى الشباب وقد تبارى

جموعا للفدا برد الحميما

وسوف ترى الأسنة مشروعات

تعطش الدم المهراق هيما

وسوف ترى النفوس وكم ضننا

بها رخصت لمجد النيل ريما

فإنا لم نجد كالبطش حرزا

لعزة معشر بالخسف نعيما

وسوف تسأل أرواح سوام

فدا مصر فنحسبها نعيما

وسوف يرى الردى عذابا حبيبا

ولا تجد العزائم فيه شوما

وسوف ترص أشلاء الضحايا

لنرفع فوقها الصرح المروما

وسوف أكون في الهيجا شهيدا

أعيد لأمتي المجد العظيما

وأسقط هاتفا فلتحي مصر

وفي ظل القنا أدعو النديما

وتسبقني إلى الجنات روحي

ألا هديت صراطا مستقيما

لعل لها بسابقة لقاء

يسرى عنهما الشوق القديما

فافرح بالشهادة لي ختاما

وقد تممت منهجها القويما

وبالأخت الشقيقة بعد خمس

من السنوات ترتقب القدوما

الفاجعة

في رثاء عاهل مصر الأكبر جلالة المغفور له الملك فؤاد الأول

الله للشرق والإسلام واعب

راع الحمام بينها في أعز أب

لهفي عليهم يتامى تستيد بهم

قواتك الرزء والإشفاق والوصب

لم إدخار مآقيهم وقد منوا

بعد إدخار فؤاد سطوة النوب

لا خيف بعد فؤاد نازل عمم

ولا استحل مراق الدمع في خطب

وشرف ما تعجم الأيام مرتنا

به وقد غله ضرب من اللعب

فلينفذ الدمع من في جفنه سور

وليقتل الصبر من يبقيه للحقب

أرى لنزع فؤاد الدهم واجفة

من شر ما عصفت بالنبل في رهب

باءت بإثم يديها منه في ندم

تكسي اعتذار مسوح الود والقرب

همت تكفر عن إجرامها فمضت

تمد للشرق أيدي السلم في أدب

لا والذي شاد بالإسلام دولته

لا صفح عنها وإن ردته في القشب

ألم تعيبه عنا فترة حرمت

فيها مفاخرنا جريا مع الشهب

وما استحل تناسي مجدنا زمنا

كطرفة العين أو إبراقة الحبب

فلييأسا لدهر من صفح ومغفرة

وليعتدد لنزال الثأر عن كثب

فقد ذخرنا له الفاروق ندرك في

مضاه ثأر فؤاد باهر الغلب

قم يا فؤاد تر الإسلام في حزن

وغر أبنائه أنضاء منحب

لو كان يجديك منهم فدية لفدوا

قلامة الظفر بالأرواح عن طرب

ودولة كنت بالقرآن حاميها

باتت تداعي من الأساس للقبب

كأنها والشباب الغض لا بسها

أطلال رسم قديم دارس خرب

تحوط قبرك ضيقا بالمصاب كما

قد حطت آمالها بالعطف والحدب

أصاب ناعيك منها مقتلا وعدا

تحطيم قوتها في الجذع والعصب

فؤادها المحتفي بشرا ببهجتها

والمكتوي بالأسى إن تشك من سبب

أودي فلا غرو أن تنهار أفئدة

وأن تراق نفوس الأشبل النجب

فلن ترى مسلما في الأرض غير شج

ولن ترى عربيا غير مكتئب

ولم يعد يذكر اسم الله في بلد

غلا وخطبك فيه مبعث العجب

فؤاد قم تشهد الأهرام واهية

أركانها من جلال الرزء والكرب

تكاد تنقض من منعاك قمتها

وهي التي شابت الدنيا فلم تشب

ضل العزاء فمن نرجو تعازيهم

هم يرقبون عزانا أي مرتقب

النيل قاضي الفرات الدمع محتميا

فجف سائله عونا على الجدب

واستنصر الهرم والسور العظيم فلم

يجد سوى طلل بالحز مشتعب

والثغر للمغرب الأدنى على يده

لعل فيها عزاء عن فتى العرب

وللمقطم إقبال على أحد

فالراسيان مهبض بعد مضطرب

ومصر والهفتا مصر التي رفعت

آمالها بك فوق الأفق والسحب

جون الصباح نؤوح الأهل تحسبها

أسراب أغربة تصطف في لجب

ريعت ينعيك فالآمال راقدة

وحبلها للمعالي جد منقضب

ولم لم يمد لها الفاروق من يده

حبلا لخاب رجاء قبل لم يخب

يا أشرف ابن تروع الدهر همته

إلى أعزب أب في الدهر منسب

هل من سناك بصيص نستعين به

على اقتحام دياجي الشك ولاريب

إليك أفزع في خطب برى كبدي

كما يفئ لصدر الأم ثغر صبي

أضلتني الرزء معهود الطريق كما

تعمى عن السبل بلجأ عين مغترب

هممت أقضي وفاء الملك مرثية

أريق فيها فؤادي ناء بالوصب

فخاذلتني قواف كن طوع يدي

مثل الإماء لرب الجاه والنشب

آلين بعد فؤاد لا يصلن يدا

بشاعر في رضا لذ ولا غضب

فمن أروم لها إلا خليفته

مشفعا متقي العصيان إن يهب

أدرك وفيا يمين الشعر نقعده

عن الوفاء وغير الشعر لم يصب

والشعر أكرم ما يقضي الوفاء به

مشاعرا هن ذوب الشاعر الندب

فياسنا الملك الفاروق خذ بيدي

للشعر أنهض بحق جد مطلب

أشرق على ففي إشراقك التمعت

لي القوافي مدلات على الشهب

مفاخرات فتى ذبيان شاخرة

من أحمد لفتى حمدان ذار غب

أبو ذؤيب بما يرثين ذو خصر

وأخت صخر لما يبكين في عجب

رويد نفس يا هوى المصاب أعج

على مناقب يعي عدها أدبي

إن غاب عنا إلى خلد فما برحت

آلاؤه في ضمير النيل لم تغب

مآثر في جبين النيل قد وصلت

حديثه بقديم معجز الحسب

أولى بنيه اعتزازا بالفعال إلى

إدلالهم بتليد المجد والنسب

صنائع تخشى الدنيا لروعتها

وتنحني لعلاها هامة الحقب

لو أرسلت طرفها الزرقاء من جبل

لمد آثاره البلجاء لم تؤب

مسجلات له الحسنى كأن لها

على نداه انطلاق الألسن الذرب

تصيح في كل شبر منه مأثرة

وتزدهي كل دار منه بالحدب

تكاد لو سئلت زهر الرياض به

تعزو له نضرة الأزهار والقضب

فليس في مصر من روبع ولا علم

إلا استقل إليه مركب الدأب

فقومت يده م أعوج منه ولم

تدعه إلا قويما خالي الحدب

حتى عدت مصر دانيها ونازحها

وموائلا للهدى والعلم والأدب

كم يا فؤاد يريق الليل ماء ضحى

عطري كرك بالأغراض لم يشب

لم ينسك الله ملك جل أبهة

أعرس سواك بما للملك من حجب

لئن عززت لمصر سيدا فلكم

عززت لله عبدا جد محتسب

ألبست قرآنه بردا يليق به

زمان بالثوب تدري قيمة الكتب

ولم تجد فئه لله عاملة

إلا وثبت بها توا إلى الأرب

وهذه ابنة عدنان ومجمعها

يحيي بفضلك ماضي مجدها الأدبي

كأنني اليوم بالفصحى وقد لبست

في ظل عرشك عزا قبل لم تصب

ترنو إلى أمسها الزاهي فتفخره

بما تجدد للأجيال من نخب

ورب جامعة في مصر باعثة

حرية الفكر نبراسا على الريب

اليوم تنهض مصر في رسالتها

بوثبة مثلها الآساد لم تثب

لولاك لم تعد حلم الحالمين ولم

توجد سوى في خيال الشاعر الخصب

قلدت في حبات المهد إمرتها

فسارعت خلجات البرق في الدأب

فلم تكن فترة إلا وقد هزئت

بجامعات الورى في صبغها العرب

كم منه لك تكسى فوق ما كسيت

أمسا ودون غد من فيضك الذهبي

ولم تزل منك في ذكرى وفي منن

حتى آتاها بك الناعي فلم تهب

وترفض الواقع الملموس من دهش

وتنعت الناعي المصدوق بالكذب

وكيف يصدق ناع في عقديتا

وفضل منعيه مازال في القشب

مازال إعلامها تزهيهم منح

يكل عنها ثناء المذود الرطب

مازال أفذاذها في بدء نشوتهم

بما حباهم أبو الفاروق من رتب

أما تكاد ترى من فيضه طربا

حتى تبدل هول الحزب والطرب

والدين والأزهر المعمور كم خطرا

من نور عطفك في زهو وفي حسب

لم تأله نصرة فيما إليه سعي

وليس عطفك عن ساع بمحتجب

ماذا نعدد إقصارا فمن عبث

أن ننفق العمر بين الحصر والطلب

لم ننس مكتوبك القدسي ترسله

للشعب يدفق بالإخلاص والحدب

فكان عيدا قبيل العيد يغمره

دعاؤنا لك بالإبلال من نصب

وجمعك الزعماء المستبد بهم

تنازع لم يسق إلا إلى العطب

ضمتهم غاية في المجد واحدة

وفرقتهم ضروب السعي للأرب

أرايتهم سبل الإصلاح فانطلقوا

إلى النجاة إنطلاق السهم لم يخب

فعاد ملتما ما كان منفصما

واستمسكت أمة كانت إلى شعب

حتى أقمت على عليا مشارفها

عرشا رجت مثله الشعرى فمل تجب

فعاد ملتما ما كان منفصما

واستمسكت أمة كانت إلى شعب

حتى أقمت على عليا مشارفها

عرشا رجت مثله الشعرى فمل تجب

هاك القلوب وقد هيئن عن مقة

ملكا سما بك فوق التاج واللقب

يفنى الزمان وما زالت طرافته

زهراء نسقى بماء للوفاء عذب

ولم تكد مصر تجني ما غرست لها

حتى استوى عزها للهوج في رهب

لزلزلت فرقا أركانها وطوت

أعلامها وهوت في حزنها اللج

وخانها في شفاك الظن وا أسفا

لو صدق الموت يوما ما ظن مرتقب

لو قمت تشهدها يوم الوداع رأت

عيناك مالا ترى في الحلم من عجب

قامت بآهلها في الطرق بل سبحت

في دمعها أي تهطال ومنسكب

تهيب بالمقلة العبرى فتسعدها

وترسل الزفرة الحرى من اللهب

وقد تلؤوا من الآلام تحرقهم

كصبية سقطوا صرعى من السغب

تجمعت كتلا من فوقها كتل

ترقب النعش بين الخوف والرغب

تجنوا له فتمنى لو يمر وقد

تخشى الفراق فتسبقه عن غهب

وبين طية عين وانتباهتها

تفرق الجمع من باك ومنتحب

مت المليك فما أقسى فجيعته

يحيا المليك ملاذ الشعب في النوب

فيه أيضا

قم أمسك الأهرام أن تتصدعا

بوثاق عزم من جنانك أروعا

ما كدت تنعي في ظلال صخورها

حتى تداعت حسرة وتفجعا

بطشت بناعيك الحزين كأنما

وترت فئرن تشفيا ممن نعى

هزئت بغطرسة الخطوب فما لها

تنقض بين يدي مصابك ركعا

وتبكي مثبتها وباعث مجدها

بسماك عرش من ذراها أرفعا

لو أن شادتها شهود جلاله

لأضل خوفو ثم روع خفرعا

مهلا أبا الفاروق هل خلفتنا

إلا كما فقد الصبي المرضعا

أو مثل فرخ العش قص جناحه

واغتال نسر أمه والمرتعى

النيل مسود الشواطئ شفه

سعر المصاب فجف مما أفزعا

وهب المآقي ماءه فلئن يغض

فكفاه فيضا أن ينريق الأدمعا

وغدير ماء حال في أكنافه

جدبا وروض عاد قفرا بلقعا

أواه لو تدري المنون بمن هوت

لغدت تزاحمنا البكاء توجعا

وكأنها بي في النواح تود لو

تدري أناشيد الأسى فترجعا

وكأن شاعرتي بها إ أطمعت

في صفحنا تأبى عليها المطمعا

فتلح في طلب السماح تأدبا

وتلج في رفض الرجاء ترفعا

أبعد أن عصفت بمن نصر الهدى

وأقام للأخلاق فيه مرتعا

وأعز من محض البلاد وفاءه

وأحب من نشد القواصد مفزعا

وأجدل من أحيا الشريعة وارتقى

بالدين فوق را الكواكب موضعا

أفبعد أن نزعت فؤاد النبل واس

تبكت عليه جوارحا والأضلع

وأعز من محضر البلاد وفاءه

وأحب من نشد القاصد مفزعا

وأجل من أحيا الشريعة وارتقى

بالدين فوق ذرا الكواكب موضعا

كلا معاذ الحب أن ننسى الجوى

أو أن نحيد عن الوفا لك إصبعا

فلنصلين لظى الفراق جهنما

ولتمنحن نعيم ربك مضجعا

ولنحر من طيب الهجوع جنوبنا

ولتلذذن بين الجنان المهجعا

بين خوفو والفاروق

أعدت لتمثل في حفلة أسرة خوفو من تلامذة الفصول التجريبية بمعهد التربية

فاروق

سلام جدي على الأعلى

وإكبار وإجلال

وكم شوق بنا يجلي

فهل لعلاك إقبال

خوفو

عليك تحي تتلي

بني وفيك أختال

فخذ بالخطة المثلى

ففيك لمصر آمال

فاروق

ألا أعم به فألا

لو انتظمت به الحال

فما زلت له أهلا

فلن يهدأ لي بال

إذا لم أولها الفضلا

وقل لمصر إفضال

بروحي مصر في الجلى

ومصر النفس والمال

ومصر الجاه لا يبلى

ومصر الولد والآل

خوفو

صدقتي فاروق ظني

ونلت عطف فؤادي

فارجع لأبناء مصر

ذكرى أبيك فؤاد

وابعث لفرعون مجدا

عدت عليه العوادي

أعد لمصر جدودا

كانوا ليوث الوادي

وكم جدود أعيدا في

في نهضة الأحفاد

كذاك نسلي أباة

نظائر الآساد

دم الفرعين نار على

عدو البلاد

إذا جرى في عروق

غدت جحيم الأعادي

فعش لأبناء مصر

ملكا رفيع العماد

واتبع سبيل واحفل

بسار الأجداد

أليس قولي سديدا فاروق؟

أي سداد

فاروق

لا زلت جدي خوفو أعتز

بالأمجاد

لكن في النفس شيئا

أراه نصب جهادي

ورثت جدين أفدى علاهما

بفؤادي

فان فخرت بجدي

فرعون ذي الأوتاد

فكم أعز بأني سليل

عرب بوادي

كفاهم الدهر فخرا

وحسبهم من إيادي

أن جاء فيهم نبي

يدعو لسبل الرشاد

يهدي الغواة وأنعم

بأحمد من هاد

من يتخذه إماما

يفز بأقصى المراد

أقفو هداه وأسعى

لعزة الأجداد

أعيد أيام خوفو

في نهضة ببلادي

وأقتدي في يقيني

بعمرو والمقداد

أقيم عهد سمى

في العدل بين العباد

وعن أبي حفص أحي

مناهج الإسعاد

خوفو

أحبب بهذي الروح يا فاروق كم

تقف النفوس أمامها إكبارا

إني أباركها فواصلها تكن

ملكا لمصر بمجدا مختارا

لا زال نبت النيل يزهر بالهدى

ويدر من تقوى الإله ثمارا

لو أنني أدركت عهد محمد

لجعلت شرعته لمصر شعارا

أو كان إخواني شهود حياته

لغدوا له الأعوان والأنصارا

ما كان فرعون ليسجد قط للا

صنام أو يزجي لها الأحرار

لو لم يظن بأنها زلفى إلى

رب السماء تقرب الأبرار

فاعتد للمجلي بجيشك وادخر

تقواك تعل الخافقين منارا

فاروق

إذن فترقب الغد كيف تسمو

به مصر وتخشاها الخطوب

إذا أنا لم أبلعها مناها

فمالي في الورى شيء حبيب

سيفضل أسمها غدها المرجي

وإن غدا لناظره قريب

الشاعر الشهيد

لشهيد الوطن المرحوم عبد الحكيم الجراحي الطالب بكلية الآداب

سل قبره في مهجة الجوزاء

إن السماء له مقر ثواء

سله وقد هنئت به جنباته

عاما من النفحات والأضواء

كم هاله المسك الذكي مضمخا

بدم الشهيد ونوره الوضاء

سله أضف عليه جلاله

وكساه أعظم روعة وبهاء

كم فاخر الأرماس من هوا وكم

عالى النجوم بذكره المتنائي

قبر لو أن الخلد صور غادة

لمشت تغازله على استحياء

ولم لا وقد وسعت جوانبه فتى

أعياء بهمته القضاء النائي

لم ولا وقد أخفى هزبرا أيقظت

زرأته شعبا من الإغفاء

لم لا وقد أحيا الرجاء بأمة

ولولاه ما نعمت بقطف رجاء

لم لا وقد ملأ القولب نزيله

فحسدن قبرا فإن بالإيواء

مهج تود لو أن في مقدورها

فتحل هذا القبر في الأحشاء

مهلا سمى كل حي راجع

لمصيرك الباقي ولو بوناء

لكن كأسا أوردتك الموت لا

تسقيه غير النخبة النبلاء

يا جيد بالنفس وهي عزيزة

في غير ما وجل ولا إبطاء

لو قدم التاريخ يومك فترة

سخر العوالم من سخاء الطائي

يا شاعرا دقت مشاعره فكا

ن لجسمه في الروح أي فناء

يا أيها الغزل الرقيق فؤاده

ما للهوى ومواقف الشهداء

ما بال قلب حطمته العيد لا

يثنيه وبل الموت في الهيجاء

أحسبت ممطرة الرصاص يدا قد ان

بسطت لنا بأنامل غيداء

فمضيت خفافا تداعبها وتف

سح صدرك الغالي لها بسخاء

أم خلت ما يكسو البنادق من دم

شفة جلت عن بسمة لمياء

أم خلت لامعة القنا بكرا تبا

دلك العناق بمشهد الرقباء؟

لا بل هي النفس الأبية لا ترى

حق الحياة لها بغير إباء

يا ويح م زعموا الحسان شواغلا

عن معمعان المجد دون غناء

نفروا من الشعراء وازدحموا على

أوهامهم عطفي لهم ورثائي

قل أين صفحتكم نفاخركم بها

مجدا فهذي صفحة الشعراء

أقبلت تستبق الصفوف بعزمة

شم الجبال ذكرنها بحياء

تظن إذ تجري الإمام إلى الفدى

تجري مخافة قاتل لوراء

ورويت بالدم بقعة غصبت به

فإذا بها تؤتي ثمار فداء

وإذا الشهادة للعلا زلفى فيا

أحبب بها زلفى إلى العلياء

لي من أن أزينت باسمك عزة

وأودتها يوما كؤوس شقاء

لما نعيت إلى الرفاق توهموا

أني الشهيد فأقبلوا لعزاء

فهتفت ليت مصيرنا ومصيره

متشابهان تشابه الأسماء

ولو أنني يوم اختيارك لم أدع

وطني ولم أعرف أخا استخذاء

ما كنت فيه مع الخوالف قاعدا

عنه وإن فات الرصاص ذمائي

وظفرت بالأمل الحبيب شهادة

رفعتك فوق منازل العظماء

ولعلي إن جد فيها حادث

بك لا حق في الجنة الزهراء

قل للمعزي أكفف فإنا بالذي

عز يدا عنه ذوو خيلاء

حاشا يعزي بعضنا بعضا وإن

جل المصاب على شهيد فداء

ما كان خطبا أن يصون عرينه

ليث فيغذو فيه طي فناء

وإذا البلاد تعرضت لأذى فأر

خص ما تقدمه دم الأبناء

مصر إذا دمعت فأخون آلها

من لم يجفف دمعها بدماء

هتفت بشمس من بنيها صفوة

حسرى تشكي قسوة الأعداء

فمضوا تخال البرق دونهم وفي

أيديهم للنصر ألف لواء

نفذوا إلى ساح الحمام لينقذوا

وطنا يهيب بهم من الأعياء

لا يغسل الضيم الملم بأمة

إلا صبيب من دم الشهداء

أأخي الشهيد أرى فؤادي حاسدا

لك رغم محض صداقتي وإخائي

أوثرت دوني بالخلود إذا نطوي

لك في سبيل الله عيش هناء

كلفا بمصر بذلت نفسك راضيا

فلتحي مصر إذن حياة إباء

مجد البلاد يقوم بالدم لا على

تزيين قول أن نداء

فإذا الجماجم لم تكن لبناته

لم يحظ يوما بارتفاع بناء

أأخي وفيت النيل وعدك هاتفا

للنيل أبذل مهجتي ودمائي

حببت للناس الممات بما خلع

ت عليه من جذب ومن إغراء

أو ليس يغرى بالمنية أن يرى

عز البلاد بها رهين مضاء

أوليس يغري بالمنية جمعها

شتى القلوب على هوى ونقاء

ألفت بين نفوس قوم بذلت

من الإئتلاف أذى وطول جفاء

لم أرق مثل الرزء فيك موحدا

لعواطف الأحزاب والزعماء

جمعتهم فيك الفجيعة فاغتدوا

سدا يصد غوائل الأعداء

لا يطمع الأعداء بعدك أن يروا

بصفوفنا فرجا لدس مرائي

هيهات أن يتستروا بخصامنا

في مس هذي العزة القعساء

أو يشهروا يوما على آمالنا

بعد الميول وخلفة الآراء

ليوحدن الخطب بين جهودنا

وليجمعن مشتت الأهواء

ولتبلغن بلادنا أسى المنى

يتساند الهيئات والرؤساء

ولنقلبن النيل سما قاتلا

للعابثين به من الدخلاء

ولينبتن دمك العزيز بأرضنا

شجر البطولة وأرف الأفياء

وليغدون وشاح نهضتنا نرى

فيه شعار وفا وآي مضاء

ولنتلون به الرجولة والفداء

سورا تثير شجاعة الجبناء

ولنشدون بهذه الذكرى على

قيثارة الحرية الحمراء

ولنشئن على لوامع مجدها

جيلا من الأحفاد والأبناء

ولنرقين بمصر آفاق السما

لتشيد عزتها على الجوزاء

ولذاك ضحيت الحياة فنم على

ثقة بأنك باعث الأحياء

وبأن نور رسالة أذكيت قد

أضفى الآفاق والأرجاء

ولئن حرمت جزاء صنعك في الورى

فهناك عند الله خير جزاء

نشيد الثورة

في حمى الله وعن وحي اليقين

ننهض اليوم أباة ثائرين

نأنف الذل ونصلي الغاصبين

غضبة الليث إذا مس العرين

نشهد الدنيا الإباء

ولنعلمها الوفاء

في زمان قل فيه الأوفياء

هتفت مصر فجرم أن ننام

ودعانا المجد فالصبر حرام

فلنحرر أو لنظفر بالحمام

وليك الميدان هاما فوق هام

فعلى الأشلاء تبنى عزة

الأوطان حصنا

وبغير الدم لا يحيا رجاء

أورثنا المجد أسمى أمنين

وغدينا بلبان العزتين

فعلاي فرعون في الأعناق دين

وإباء العرب فوق الفرقين

فلنعد مجد الغوابر أو

لتحجبنا المقابر

فهي إن عز العلا خير عزاء

أمنا مصر سماء الخالدين

ولنا الحرية الحمراء دين

ومن الحق لنا درع حصين

يزدري نار العتاة الظالمين

لا أذل الله حرا نخذ الإيمان ذخرا

يؤثر الموت على عيش الإماء

يا شباب النيل يا رمز الفتوة

اجعلوا منطقكم باسا وقوة

واكشفوا عن حرم النيل عدوه

لا يكن حظكم نعن الأبوة

فإذا ظلتم نياما

غير مصر ابغوا مقاما

وسوى النيل أسألوا ري الظماء

جاوز الأعداء حد الاعتدال

وتمادوا في التحدي والصيال

علموهم أننا أسد النضال

ما على أقدامنا شيء محال

ليس تغرينا وعود

ليس يثنينا وعيد

دون ما ننشد أطباق السماء

فلتك الثورة فينا قسما

نجعل الأرض بحورا من دما

وإذا لم تعل مصر الأنجما

كان خير العيش موتا نهما

صل على الدنيا عزيا سيدا

بشباب خلقوا حتف العداء

هتف من قلبهم تبت يدا

من يني عنك بميدان الفدا

وطني ...

نحن أسد النيل لا نخشى النضال

نستلذ الموت في ظل النصال

ننسف الدنيا ونجتث الجبال

إني أتى الدهر علينا ما نشاء

وطني...

لمن الملك الذي راع الورى

والحضارات بها النور سى

لمن النيل تهادى كوثرا

لمن الأهرام يخشاها الفناء

وطني...

في ربانا بلغ الفن المدى

وبنا عزت ديانات الهدى

وغدا فرعون والعرب يدا

تفتدي آمال مصر بالدماء

وطني...

فلتجاوز أمس آمال الغد

ولنفق بالجد عز المحتد

لا تقفنا غاية من سؤدد

إن ملكنا الأرض يمنا السماء

وطني...

ولنثبت في السماء العدما

باذلين الروح سلما والدما

ولنسد في ظل مصر الأمما

أو نمت دون علاها شهداء

نشيد العلم

أيها الخافق ظلل العالمين

العالمين كلنا يفتديك

نيلنا الدافق كوثر الطامحين

للعلا من بنيك

استقل السما أبهذا العلم

وارتفعي في أمان

وأبهر الأنجما بجلال

الهرم رغم أنف الزمان

أيها الخافق...

المعالي لنا من قديم الزمن

شيدتها الجدود

فتعالوا بنا نبن مجد الوطن

بدماء الجنود

أيها الخافق ...

مصر سودي الملاي واستردي علاك

بالشباب الإباة

إن وردنا البلى وقضينا فداك

فهي أشهى حياة

أيها الخافق ...

وثب الشرق في عزم أشباله

وحباك القياد

فأكرمي وأشرفي برضا

آله وهبيه المراد

أيها الخافق ...

كلنا فاعلموا أمة واحدة

رغم بعد المقام

المنى والدم ألسن شاهدة

بالإخاء والوثام

أيها الخافق ...

الحجاز الشام العراق اليمن

حصن مصر الحصين

فالأمام الأمام نبتني للوطن

عزة السالفين

نشيد فتاة النيل

مهدي إلى شقيقتي الصغيرة

فتاة مصر انهضي لرفع

مجد الوطن

فمجدنا يقتضى عزائما

لا تهن

تهيئي للغد بكل

خلق جميل

فأنت لن تسعدي بغير

قلب نبيل

فتاة مصر انهضي...

فيا ابنة النيل لا تدع

يداك العلم

وأثبتي للملا يا فتاة

فقد دعاك الجهاد

ولا تريدي الحياة بدون

عز البلاد

إني شبل الهرم

نشيد وطني للناشئين

مهدى إلى التلميذ النجيب محمود شكري الشافعي

نحن في صبح العمر

نقتدي مجد الوطن

ولمصر ندخر كل

عز وقوى

همنا أن تنتصر حرة

طول الزمن

تحت أكناف العلم

عزمتي مثل الجبل

ليس يثنيها خطر

ومضائي لا يكلمن

جهاد مستعر

ولو أني لم أزل ناشئا

رهن الصغر

إنني شبل الهرم

أيها النيل اسقنا واجر

فينا كواثرا

وتدفق بيننا

مستخفا بالورى

لم تزل تفدى بنا فاروق

مصرا لترى جنة بين الأمم

فليحي النيل

نشيد للناشئين

مهدي إلى التلميذ النشيط حسين كامل الشافعي

نحن الأشبال

نحمي الأوطان

ولنا آمل

في المجد حسان

نحيا لنعيد

مجد الأهرام

ولمصر نبيد

تحت الأعلام

نحن الأشبال

فليحي النيل

شهد الأبناء

ولكل دخيل سم

لا ماء

نحن الأشبال

لبلادي

شبل كشاف

أرجو بجهادي

نشر الإنصاف

الحق والقوة العسكرية – الدفاع الوطني

مرحى شباب النيل بل أشباله

ردوا على النيل العزيز جلاله

ما أحوج الوطن الحبيب لقوة

يحي علاه وتدعم استقلاله

يا قوم ما بالقول تنقذ أمة

مل الكلام لطوله قواله

إني لأخجل أن تكون رسالتي

ليكم كلاما أزدرى إرساله

لو يستطيع دمي الهتاف بغايتي

لأرقته يدعو الحمى ورجاله

كم ثرت في شعوري وثرت به وثر

ت عليه لما أن سئمت صالة

هيا نعد لحق مصر جحافلا

تكفيه بأس الجور أن يغتاله

ما الحق إن لم تكتنفه قوة

إلا سرابا خادعا رحاله

فإذا وقفت له بسيف صارم

فلقد فرضت على الورى إجلاله

يا قوم قيد طال الرقاد فوثبة

نحي القديم ونبتعث أجياله

وإلى الجهاد شباب مصر فإنما

بالجد يدرك ذو المنى آماله

هيا إلى الجندية الكبرى ولا

تتهيبوا قيل الجهول وقاله

ليسمها من شاء هزلا راجعا

عبث الطفولة للشباب وحاله

وليدعها من شاء مشروعا ولم

يستوفي عطف الشعب أو إقباله

وليزعموا أن النجاح خصيمه

أو أن للفشل الشريع مآله

إني لسابقكم إلى ما بت أد

عوكم إليه وأنشد استكماله

كيلا يقال أخ كلام لا يصا

دق فعله في شدة أقواله

أن شاعر يستلهم الأوهام غي

ر مجاوز أحلامه وخياله

فإذا رؤيت أحيد عنه فاطرحوا

ودي وقولا خادع سوى له

تالله إن العسكرية في دمي

قد خالطته ولازمت تجاله

والعسكرية خير ما عزت به

أمم تسد على الزمان مجاله

هي منطق الدنيا الذي تحيا به

وبحبها الإسلام يغري آله

فليأتها من أهلته السن ول

يبذل لها من لم يطق أمواله

خلو الشباب جنود مصر وقدموا

مال الشيوخ لها يدر غلاله

وامضوا لمشروع الدفاع بعزمة

تبقى على الوطن المجيد صياله

وتقيم عزته على ببيض القنا

حمراء تكتسح العدو وماله

وتعيد بأس الدهر طوع بنائه

فيخاف سلطان العد إطلاله

وأرض الحياة على الكفاف محقرا

ترف الحياة محطما أغلاله

فلأن تعيش على الكفاف أحب من

رغد تفيأ بالهوان ظلاله

في الحرم الجامعي (الليث أولى بعرينه)

في استقبال الأستاذ الكبير الدكتور طه حسين بعد غيبته عن الجامعة

من للعرين غير الليث يحميها

من للكمائم إلا الزهر تحليها

من للبدور سوى الجوزاء تسكنها

من للسماء سوى الأقمار تأويها

ومن الأفئدة الأبناء غير أب

ومن له غيرهم يزهو بهم تيها

إن فرق الظلم بين ابن ووالده

فللقلوب لقاء من تناجيها

أو بات يحرم طيب الفيح غارسها

فسوف يحظى بها يوما فيجنيها

والشمس تبرح شرق الأرض ثم ترى

في كل صبح وشرق الأض حاويها

كلية الأدب الزهراء غرسك يا

طه وأنت بكره الدهر جانيها

أبعدت عنها زمانا رد حالتها

كالروضة امتقعت من بعد ساقيها

واليوم عاد زمان الحق منتصرا

فليأخذ القوس رغم الظالم باريها

انتصار

وهي قطعة رمزية من الشعور التمثيلي تصور إقصاء الدكتور طه حسين بك عن الجامعة المصرية وفترة غيابه عنها ثم إعادته إلهيا يتخلل ذلك التعرض لبعض الأسباب السياسية في إبعاد مع تصوير لبعض خصائص الدكتور وآرائه في الحرية الجامعية وصلة الطالب بالأستاذ وموقف الفتاة في الجامعة

وقد وضعت قبيل عودة الدكتور إلى الجامعة منذ ثلاثة أعوام على أن تمثل في أحد الاحتفالات باستقباله ثم حالت أوهام دون ذلك ولما هممت بنشرها اليوم تمنيت لو أجد من الوقت ما يمكنني من أن أدخل بعض التغييرات على أسلوبها وعلى الآراء الواردة فيها فلما عز الوقت آثرت أن أرسلها كلما أرسلت غيرها من المخلفات بغير تهذيب إلا ما ندر مما سمحت به المراجعة الخاطفة لأقرأ فيها بعد إن كان في الأجل بقية صور من مكانتي الفتية والنفسية في هذا الدور من حياتي العلمية

الفصل الأول

تتمثل الجامعة في صورة فتاة عليها من الملابس والإشارات ما يمكن أن يدل على أنها تمثل الجامعة برفع الستار

وتبدو وفي مكان لائق مشرفة على الحرم الجامعي حيث ينتشر بعض الطلبة

الجامعة

أتى الصباح وزالت وحشة الظلم

هذي معاهدي الكبرى وذا حرمي

وثم أبنائي الأحرار قد سرحوا

في ساحتي سروح الأسد في الأجم

يا بوركوا لي أشبالا ويا فرحا

بهم على البأس أجنادا ذوي همم

ما كنت إلا بهم في الشرق جامعة

مصرية يتهادى الخلد في شيمي

في كل كلية أغذو نفوسهم

من الثقافة ضربا جد منسجم

علم وطب وقانون إلى أدب

ينقي بها في ربوع النيل كل ظمى

بهم تلألأ آمالي وقد حملوا

رسالتي أمناء واحتذوا علمي

لسوف أبني بهم للنيل عن كثب

جيلا جديدا في الروح ذا شم

يظهر بالقرب منها بعض الطلبة

أحدهم لمن ترى هذي البدور الساطعة

آخر ذي أننا لا شك هذي الجامعة

جميعهم هيا بنا نتلو النشيد

الجامعة

الطلبة

مشرق العلم ومرقاة العلا

بونى مصر المكان الأولا

لا تنى عن رفعها بين الملا

إنها شادت عليك الأملا

سئمت مطل السياسة

فرجت بالعلم جاها

ما غدا العلم أساسه

نازع الدنيا بقاها

طابع العلم الخلود..

كعبة الآداب جدي في الدأب

إنما بالجد إدراك الأرب

واتقى الضر بنا إنا نرى

لك بذل الروح أدنى ما يجب

إيه يا مهد الثقافة

ثبتى القلب الضعيف

وأبذرى فينا الحصافة

مما سما إلا حصيف

يدرك الأمر البعيد

انشري الآداب والعلم الخصيب

عاملي القانون الشعب الحسب

واجعلي الطب عليه ساهرا

ولنحن الجند فدعي نستجيب

نعم أجنادا شبابك

شعلة من وطنيه

بهم فاضت رحابك

وهم في الخطب فديه

لك يرعون العهود

مهبط الحرية أسمى أبدا

ولك الأحرار ما عاشوا فدى

توجي الشرق يفاخر أهله

جامعات الغرب نورا وهدى

ارفعي مصر وسودي

رغم كيد الحاسدينا

وعلى الأخلاق شيدي

للعلا جيلا متينا

يبعث المجد التليد

يا شبابا وحدته الجامعة

وسقته في الفروع الأربعة

اجمعوا الرأي على إعزارها

وأروها النهضات الرائعة

قدسوها إن عنها

تتلقون الحياة

وبها اعتزوا فمنها

قد منحتم كل جاه

وهي الأم الودود

يحيون برؤوسهم وينصرفون

تبقى الجامعة منفرد يدخل الحاجب محييا

لمجدك يركع كل مجيد

وبين يديك يطيب السجود

الجامعة تأخذ بيده

لعا لك ما شيمتي الكبرياء

أفق قل أعندك لي من جديد

الحاجب أجل ربي قد أتى سيد يريد لقاك

الجامعة

على به مسرعا لا ير

د عن بابنا سيد أو مسود

(يمضي ويعود مقدما الزائر)

الحاجب رئيس الحكومة

الجامعة

ما جئتنا هنا

اليوم إلا لأمر شديد

صدقي باشا

أجل قد أتيت لشأن خطير

أرى نيله منك غير بعيد

الجامعة

إذا كان ذلك في طاقتي

وإلا فمن لا يجد لا يجود

صدقي باشا

علمت بقوتي وعظيم آدي

وكيف أخفت أنصار الجهاد

وكف بطشت بالأحرار لما

مضوا عني ولجئوا في العناد

الجامعة

لذا شيء يبغضكم إلينا

ويجعل كرهنا لك في ازدياد

صدقي باشا

وقارك ربة العرفان إني

عددتك ذات حلم واتئاد

أبدت الوفد

الجامعة

إن الوفد باق

أعز شريعة بأعز وادي

صدقي

دعي هذا لقد أست حزبا

يضم من الكرام ذوي الأيادي

ويدعي الشعب

الجامعة منه الشعب يبرأ

صدقي أخاف عليك عاقبة التمادي

يبرز جريدة الشعب

وتلك جريدتي سيكون طه محررها لتنهض بالبلاد

الجامعة وهمت أتبتغي طه أجيرا

صدقي باشا له ما شاء من مال وآد

على به أسر إليه

الجامعة في ثقة طه!

دكتور طه ألا لبيك يا مرمى جهادي

الجامعة في سخرية عظيم رام لقياك

صدقي باشا في حذر استمع لي

دكتور طه بشوق

صدقي باشا في لين

أنت ندب ذو سداد

تعالى محررا بالشعب واسأل

تجيب ما شئت عندي من مراد

دكتور طه في أنفة

معاذ البر لست أبيع رأي

ولا بالكون يصبح في قيادي

لبتر يدي ولا أعصي ضميري

أحب ولا مراء إلى فؤادي

وما مثلي ولا أمثال مثلي

لمثلك ناصرين على الفساد

فرم غيري على الإرهاق عونا

صدقي باشا حسابك في غد فأحذر عنادي

صدقي باشا يخرج

الجامعة

بم أسر لك هذا الطاغية

إن تك قد أجبته فالداهية

دكتور طه

لست بحاجة إلى سؤاليه

فأنت تدرين جميع ما بيه

وتعلمين أن نفسي عالية

غرسك ظهر لا أزال جانيه

ولن يخالف الأساس بانيه

الجامعة

نعم والله منك هذا الأباء

هكذا هكذا يكون الوفاء

لا يروعنك زجره

دكتور طه

ضل زجرا

أعلى مثلي ينطلي الأغر

الجامعة كيف أجزي وفاك

دكتور طه

ذلك طبعي

أفيجزى على العذوبة ماء

الجامعة مل تشأ فرقتي

دكتور طه

أأرضي بديلا

منك مهما يفض على الثناء

الجامعة بم أجزيك؟

دكتور طه

قلت خل جزائي

ليس يجزى على الهبوب الهواء

وائذني لي فقدي مكثت طويلا

الجامعة (تبصر إقبال طلبة) بل رويدا قد جاءك الأبناء

طالب

لم طال الغياب بالله عنا

يا أبا ما كمثله الآباء

دكتور طه كنت في أمر لعمري شاغل

الطالب فرحا كل حين أنت مشغول الفؤاد

دكتور طه وأراكم تذكروني أبدا

طالب قلما يسلو عن الماء الصوداي

دكتور طه

هكذا الأستاذ من تلميذه

كالأب البر لأبناء جياد

إن في جامعة قد قدست

كل حرياتها رغم العوادي

لا تؤدي الخدمات الحق ما

لم يك الحب لها أقوى عماد

فإذا لم ترضى هذا شرعة

فلأن تغلق خير البلاد

صلة الطالب بالأستاذ لم

تستقم إلا على أس الوداد

ضل من يزعم أن سلطة

ترغم القلب على غير المراد

طالب

يا بارك الله لنا فيك أبا برا

وأستاذا كريما طيبا

آخر غذ عقولنا وزدنا أدبا

دكتور طه

دام نقاشكم لنا محببا

ماذا أردتم للنقاش سببا

طالب

نريد أن نعرف عنك مذهبا

في جاهلي الشعر كيف كتبا

دكتور طه

في الجاهلية قيل الشعر أجوده

خياله النوق والبيداء والجبل

وكان جزلا فتنا من جزالته

وأفضل الشعر عندي الرائع الجزل

وإن نفي ذلك المستشرقون فذا

صدى لنعرتهم تالله ما عدلوا

وصفوة الرأي عندي أن أصارحكم

بأن أكثر هذا الشعر منتحل

طالب مندهش وحدة أستاذ

دكتور طه مبتسما مهلا أخي إني كذاك أرى ولي براهين

الطالب قلها إنني عجل

دكتور طه في نظمه رقة من قبل ما عهدت لجاهلي

بعض الطلبة كلام صادق جلل

دكتور طه لا فاتركوا صاحبي ينطق بحجته

المتعرض ما كان هذا بكاف

دكتور طه لم تزل علل

لم تأت إلا مع الإسلام بضعة ألفاظ بها قام

بعض الطلبة ما في رأيه خطل

دكتور طه

ودونكم شعرهم في دقة فلكم

به دليل على ما قلت أو مثل

أنظر لرقة هذا البيت منئدا

أذاك يعزي إلى الأعشى ونحتمل

ودع أمية إن الركب مرتحل

وهل تطيق وداعا أيها الرجل

الطالب مقتنعا حقا

دكتور طه

ويدعم هذا الرأي عندي تجريحي الرواة الآلي للشعر قد نقلوا

كانت دوافع من دين ومن خلق

مع السياسة تغزيهم بما فعلوا

ومن دوافع من دين ومن خلق

مع السياسة تغريهم بما فعلوا

ومن عوامل نحل الشعر عندهم

تعصب قبلي ليس يحتمل

قد يمسخ الشعر راو إن أري به

هجاء قوم لهم ينمي ويتصل

إلا زهيرا فلم تجرح قصائده

ولم يشب شعره فيما أرى دخل

طالب ولم؟

دكتور طه

لأن له في الشعر مدرسة

معروفة حفظتها الأعصر الأول

رعى خصائصها حسان وهوله

والأخطل الفذ تلميذان

الطالب

دكتور طه أواضح

طالب كالشمس

دكتور طه بل كسالي زيدوا نقاشا لي أو جدالا

ألا يريد طالب سؤالا؟

طالب لما تذر لسائل مجالا

دكتور طه إذن فقد فهمتم المقالا

طالب أستاذ

دكتور طه مرحى صاحب النداء

الطالب لم لا نظن أغلب الشعراء؟

أتاهم الوحي من السماء

فرق شعرهم مع الصفاء

دكتور طه

هذا عن العلم الدقيق نائبي

وليس من طبيعة الأشياء

موعدنا غد إلى اللقاء

ستار

الفصل الثاني

يرفع الستار عن مكتب العميد الأستاذ الدكتور طه حسين بك حيث يجلس وعن يساره حضرة سكرتيره

تدخل طالبة فتحي الدكتور ثم تقول

يا أبا يفضي إليه بالكاة إنني جئت هنا عن إخواتي

دكتور طه

أفصحي عما يرمن إنما يستوي عندي بني وبناتي

الطالبة

لقد حرمنا من حقوق نالها

غيرنا من طالبات الجامعات

حرموا النادي علينا وادعوا

أنه يغدو مثار الشبهات

خسئوا ما علموا أنا هنا

قد تعارفنا على أنثى الصلاة

مثل أفراد حواهم منزل

دكتور طه مقاطعا بل أشقاء لأوفى أخوات

ثم ماذا؟

الطالبة

الاتحاد عجبا

قد حرمناه فهل من موجبات؟

لم لا نمنح عضويته

أفلا نستطيع حمل التبعات

رب خود ذات عزم صارم

رغم ضعف الجسم يزري بالقناة

لم لا نعطاه حقا هل رأوا

أننا لا نرتقي غير شتات؟

دكتور طه

أبنتي ذي فكر كم شغلت

خاطري واضطربت في جانحاتي

إنها موضع بحثي فارقي

أن تلبي وقريب كل آت

الطالبة

وإذن قد وعيت كل شكاتي وقبلت الرجا؟

دكتور طه بكل مسرة

الطالبة خارجة فسلام أبي

الدكتور

سلام فتاتي هكذا أبتغي الأوانس حرة

الدكتور كأنما يناحي نفسه

إني بما طالبتني جد مقنع

ودونه عقبات كيف أخطوها

هذا الوزير يرى حل الحرام ويد

عي احترام تقاليد أقاموها

إذا هممت بإصلاح له خطر

قالوا التقاليد نأبى أن تضيعوها

فتحت كليتي للطلبات فكا

نت رأه لست أدري ما سيتلوها

لكنني مبرم رأي وإن كرهوا

مادام خير لمصر كيف آلوها

السكرتير وقد رأى وزير المعارف يدخل مرحبا

يلتفت إلى الدكتور طه سيدي وزير المعارف

دكتور طه حاسبا أن السكرتير يمزح

والتقاليد؟ هات هذي الطرائف

السكرتير سيدي لست مازحا

دكتور طه وقد تنبه

ذا عجيب دون وعد

الوزير

بل ذاك أمر مصادف

فسلام عليك

دكتور طه واقفا

ألف سلام

ما أجل المزار

الوزير جامل ولا طف

دكتور طه

هذا المزار غريب غير معهود ترى لأم

الوزير

حلمي عيسى باشا أمور ذات تعقيد وقد أتيت بلا وعد لتحفظها سرا

دكتور طه لسرك عندي غير مورود

حلمي باشا أرى إعوجاجا وأرجو أن أقومه

دكتور طه وأين

حلمي باشا (كلية الآداب ) مقصودي أريد فصل بنيها عن أوانسها

دكتور طه حاشا

حلمي باشا محذرا ألا لا تثير سخط التقاليد تأبى التقاليد في مصر تجاورهم

الجامعة (مستنكرة) بل ذاك وهم لعمري غير محمود

حلمي باشا ثائرا والدين لا يرضى

دكتور طه منصرا

ألم تك نسوة عند الرسول مع الرجال تعلم؟

حلمي باشا متحديا لابد رأيي

الدكتور مشيرا للجامعة

لتلك قداسة لا تستباح على يدي أو تهدم

خذ رأيها فبه نصرف شأنها

حلمي باشا متصنعا اللطف

ما خلتها بمطالبي تتبرم

الجامعة

أجئت تصدع وحدتي لمزاعم

حملت إليك بأن ذاك محرم

أيحال بين أخ وأخت لم يزل

بشمو طهرها الورى يتكلم

إن كنت تنشد غير ذلك مطلبا

عدلا فقله تجده عندي يبرم

حلمي باشا في غضب حرية الطلاب جازت حدها فلننقصنها

دكتور طه ما بهذا أحكم

حلمي باشا وليلغ هذا الاتحاد

دكتور طه لأيما إثم وعندي أنه لا يئثم

الوزير مغيظا

في الواقع الحق ونفس الأمر

بأن في رأيك عين الخسر

الدكتور طه بإباء

سومحت معذورا ودون عذر

لكن رأيي الرأي رغم القهر

الوزير ملتفتا إلى الجامعة

ما باله صلبا يغالبني ولا أقوى عليه

الجامعة بكبرياء كتائبي لا تهزم

الوزير متوعدا

فلا حرمك منه إن لم تخضعي

وأراه منك إذا تمادى تحرم

فرد أضيق به وهذي أمة

أضحت لصولتي العظيمة تجثم؟

لأفرقنكما

الجامعة

بعيد ما ترى

أيفارق الإنسان قلب نابض

الوزير للدكتور طه هيا أبرح الآداب

دكتور طه نفسي دونها

الوزير بعظمة أمر الحكومة ذا فليس يعارض

يتهيأ الدكتور طه للخروج

الجامعة الوزير ماذا؟ تمهل قليلا

الوزير نافرا لست ذات مهل

الجامعة لا تمض أشهد عليك الله والناسا

الوزير كفى

الجامعة منتهرة

فكيف إذن أحيا بلا عضد

مددت منه إلى الأمال أمراسا

الوزير شاعرا بالغلب

كذا التقاليد لا تعصي إرادتها

إلا تروع للعاصين إحساسا

الجامعة معتدلة

لله في حرمتي في العلم في أدب

لما يجد غير طه الحر نبراسا

الوزير دعي ثيابي

الجامعة بتحكم

فأردد ما اختطفت وخذ

ما شئت خذ مهجتي فما آسى

الوزير

وهل يلذ انتقام لا أنال به

قلبا بما تضمر الأحداث حساسا؟

دكتور طه أبيا في ألمه

وداع على رغمي غدا يتحقق

وإن نك بالأرواح لا نتفرق

وداعا وما مثلت بعدك ساعة

سوى جذوة من واقد الشوق تحرق

وداعا وما آسى لجاه حرمته

ولكن لحق من يد الظالم يرهق

غذوت فؤادي بالإباء فلم يزل

شعارا له مهما ير الجور يطبق

وأرضعتني حرية الرأي فهي لي

منار ولو أني بها لا أوفق

ولو كنت لا أصبحت أمعة لما

تخلل عيشينا النوي والتفرق

أقلي ابتئاسا لست أغلو ضحية

لحرية من دونها الروح تنفق

يدخل معالي مدير الجامعة

للجامعة

كأني بطه مرزمعا عنك رحلة

إلى أين طه؟ ماله ليس ينطق؟

دكتور طه وداعا أبي لطفي قضى الظلم أمره

يبهت مدير الجامعة ويخرج الدكتور طه

المدير للجامعة وداعا أمزح أم ترى هو يصدق؟

لجامعة في ألم

فجعت بطه غيل مني عنوة وكم كنت من هذي العواقب أشفق

المدير متحمسا

أيبعد طه عنك دون استشارتي

أمثلي من يعنو لبطش ويفرق

أمثلي من يقصى ابنه وهو صامت

تغل يداه في الأمور ويوثق؟

إذا لم أك الحر الكفيل لعزتي

فلست بما أولاني العلم أخلق

للجامعة

إن كنت تنشد غير ذلك مطلبا

عدلا فقله تجده عندي يبرم

فيا أمتنا الكبرى أراني أقولها

وقلبي بما أصرت أسوان يخفق

سأحرم نفس لذة العيش في ذرا

معاليك عن كرم وفي تشوق

سأمضي لأعطي الحمق درسا يريهم

قداستها العليا وكيف تحقق

وأدري الذي لم يدر أخلاق من غدا

مديرك كم سمو يتخلق

فلا تحسبني جاحدا إن رأيتني

أثور على ظلم يحنذك يلحق

وداعا إلى اللقيا

يحي ويخرج

الجامعة

وأنت بمن إذن

أشم عبيرا للحياة وأنشق

تسقط مغمي عليها

ستار

الفصل الثالث

تبدو الجامعة في ثياب حداد وكأنما شلت يمناها تقف متألمة كأنما تبحث عن شيء يرفع عن الستار وهي تقول

ألا ألقاه أني تراه غابا

وهل من مرشد يعطي جوابا

إلى طه ألا أهدي سبيلا

فأعتبره ولو عرا يبابا

ألا بيد فأقطعها إليه

وإن ألق المخاوف والذئاب

فلست أهاب بعد غياب جندي

وشل يدي على الدنيا مصابا

ترى هل غاب بعد لغير عود

فأبكيه أم ارتقب الإيابا

ترى على المكتب كتابا

وإن يك لا يروم إلى عودا فلم في ساحتي ترك الكتابا؟

تمسك بالكتاب

تعال أشم فيك عبير طه

وفسر لي إذا استطعت لغيابا

تتذكر لقد ذكرتني غصبوه مني

سلبت حبيبي الحر استلابا

متعجبه أكل فتى أبي الأذلال حرا

ورام كرامة سيم العذابا؟

الطلبة يهرعون

نراك تخفين أبانا طه لم لا يرى

الجامعة ولن تروه

الطلبة (يتعجبون) واها

الجامعة هيا استعيضوا الخير عنه الله غصبته أبناء

الطلبة يكذبون ما يرون ما دهاها؟

الجامعة مؤكدة بشيء من الحمق

لم يهذ فمي فيما فاها غصبته

الطلبة صارخين دهياء ما أقساها

وكيف؟

الجامعة

أتاه وزير التقاليد

نادراه في حذر واختلى

فأملي عليه مواضيع لم

ترقه ورأ يا جلي الخطا

وقد رام قلب نظامي على

يديه فأكبر أن يقبلا

ولم يمض رأيا له فاستشا

طه غيظا وقال له أبرح هنا

فلم يرض أستاذكم فرقتي

الطلبة أيرضى النجوم فراق السما

الجامعة

ولكن جندا شدادا أتوا

وطاروا به بعد هذا الإبا

الطلبة (يضجون- يتقدم أحدهم للخطابة)

تبا لمن حرموك خير عميد

لن تفرحي من بعده بجديد

نفسوا عليك أن ارتقيت به وما

عمدوا لرأي في الأمور سديد

وكذاك رب الحقد يضرم غيظه

من بات أسمى منه جد مجيد

فالثورة الإضراب لا يرهبكم

إرجافهم بالزجر والتهديد

ما بعد ذاك فجيعة فتعرضوا

للفصل بل للسجن والتشريد

ينزل وتتقدم طالبة

إلام النم حتام التواني

أأرضاكم إذن عدو الزمان؟

أقد أنت كرامتكم عليكم

وليس تهون إلا بالجبان

مشيرة إلى الجامعة

أما استبكاكم شللك بأمي

وقد فجعت بسلطان البيان

لقد غصبت أبانا فلنجاهد

لعودته ولا نأل التفاني

طالب ثالث

أحزموا الرأي واستميتوا وئاما

واحتلوا النوم في الجهاد حراما

لا تخافوا فهين كل شر

بعد إذ عدتم لعمري يتامي

أرفعوا شكواكم لكل ولي

فإذا لم يجب فخلوا السلاما

واعصفوا بالضلال أو يعصف الظلم

بكم واستعدوا عليه الأناما

يمموا ساحة الوزارة ثم ام

ضوا لطه وأبلغوه السلاما

وليكن طه قبلة الجد والجا

معة احموا ذمارها أن تضاما

فلنعش في ظلالها العرم أحرا

را من الذل أو لنقص كراما

يخرج الجميع وهم يهتفون

فليدم الجهاد

للجامعة المصرية

يسقط الاستبداد

ولتعش الحرية

تبقى الجامعة منفرد تصمت طويلا ثم تناجي نفسها

غاب أبنائي طال بي الانتظار ما عسى أن تكنة الأقدار

على طول الغياب يعقب خيرا

الطلبة يدخلون لا تراعي

الجامعة تسأل بلهف أبناء ما الأخبار

طالب

قد شكونا فلم تلب شكاة وانتظرنا فلم يفد الانتظار

الجامعة غاضبة لم جئتم إذن؟

طالب أبانا لم يرقه الإضراب

الجامعة بإعجاب نعم الوقار

طالب آخر

قال عودوا إلى الدروس فعدنا ليس تعصي الأصابع والأوتار

الجامعة متنهدة

لنا الله ما حلت بنا المحنة الوعر

تطوح بنا لولا الرزانة والصبر

وما عسرة فأصبر لها أن تتابعت

بباقية ألا سيتبعها يسر

إلى درسكم لا خيب الله سعيكم

وأن جد أمر فليكن لي به خبر

الفصل الرابع

يرفع الستار فتبدو الجامعة مناجية نفسها

هل ينقضي ألمي وطول تحيري

فأبل من شلل ونار تحسري

أيعود لي طه فأشفى رب ما

شيء سواك مخالفا لتغير

أتبدل الأحوال ظن واهم

يدخل طالب فجأة ويصيح فرحا أماه أسقطت الوزارة أبشري

الجامعة تثب من مكانها هلا صدقت؟

الطالب بلى

الجامعة متنهدة

استجيبت دعوتي

وأفاد عن غدر الطغاة تصبري

هل باد عهد الظلم حقا وانطوى

زمن أصار العدل جد مكدر

الطالب

وتلاه عهد بالعدالة حافل

وشعاره الإنصاف

الجامعة (مرتاحة)

طالب آخر يدخل ويقول

وقد زرنا الوزير مهنئينا

وبلغنها مطلبنا الثمينا

الجامعة وماذا كان منه

الطالب حنا علينا وقال أهدوا أجب ما تسألونا

الجامعة ومن يدعي الوزير

الطالب هو الهلالي

الجامعة فرحة

نجيب لم يزل ندبا أمينا

ألا حيوه عني إنه ابني

الطالب لكم أنجبت للعليا بنينا

الجامعة وماذا تم لي في أمر طه

الطالب لسوف يعود رغم الكائدينا

الجامعة متى؟

الطالب حالا

الجامعة

إلى أزدك عطفا

قد وقيتني ألما دفينا

الطالب ولاستقباله نعتد

الجامعة

مرحى لكم

سأرى إذن ما تعملونا

أريد بأن تعدوه احتفالا

يدوم بذكره ألفا سنينا

ليعلم أنكم قوم كرام

يعزون الكرام الماجدينا

ويعرف قدر إجلالي لقوم

يرى حرية الآراء دينا

أرى التاريخ يرقبكم فجدوا

يحدث عن وفائكم القرونا

الطالب

سوف ترين كيف نفي لطه

ونجعل عوده لك يوم عيد

تشاركنا أوانس طاهرات

ذوات فضائل شم وجود

فما زالت مآثره علينا

شعار قداسة وحلى جيد

ولم نجحد أياديه كعاد

ألا بعدا لعاد قوم هود

تسمع ضوضاء من وراء الستار موسيقى غناء هتاف

صدح موسيقى تعالى

وأناشيد شجية

وهتافات توالى

ونداءات علية

الطالب آذن الصبر بنيل الأمل

الجامعة (تحس اقتراب الضوضاء)

اخلعوا عني أثواب الحداد وابسطوا اليمنى تفق من شلل قد أتى من شلها منه البعاد

(تبصر الدكتور طه قادما عليها فتعانقه)

أترى جاء حبيبي مرحبا

إنما اليوم بلغت الأربا

عد لتحي في ربوعي الأدبا

ما ترى هذا التلاقي معجبا

دكتور طه

أبى الله أن أعودك ثانيا

وشاء دعاة الظلم إبقاء نائبا

فكان الذي شاء الإله وأخفقت

مشيئتهم فليطرح اليأس باليا

أتيت على رغم العداة ولم أكن

لعمرك لولا رحمة الله آتيا

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما

يظنان كل الظن ألا تلاقيا

ستار الختام

رجعة الأمل

ألقيت بين يدي معالي الأستاذ لطفي السيد باشا عند عودته للجامعة المصرية

بأنملة الوفاء أخط ذكرى

ليوم بذ في المقدار دهرا

ورب سويعة أولتك مجدا

يضيق به الزمان علا وذكرا

هداك مشاعري ما بال قلبي

أليف الحزن طار اليوم بشرا

أراني أزحم الدنيا وأسمو

على العنقاء منزلة وقدرا

ظفرت بمن وقفت عليه حبي

وأفزعت الصحائف فيه شكرا

فقلدني القريض لعل فيه

شفا كبد ببث الشوق حرى

وهبني من بيانك بعض نور

أطيق به لبعض نداك حصرا

أراود كل زهر عن بهاه

بنفسي كي أند منه درا

وأستوحي الحمام الورق لحنا

فأنثره عل الأسماع شعرا

أهيب بهجتي لتكون عونا

واستملى فؤادي الوحي حرا

لعل القلب ينهض بالتحايا

وقد أعجزنني شعرا ونثرا

فلنثر دون هواده فإذا

عشنا فساده

وإذا متنا فنحن العظماء

في حمى الله

(من الأناشيد الوطنية)

في حمى الله وظل العلم

انهضي مصر وسودي واحكمي

وانشدي مجدك فوق الأنجم

لا تهابي لا تني لا تحجمي

حسبك الإيمان ذخرا والشباب

عدة في كل خطب تتقين

مصر يا مهد الخلود لك

والنيل الفداء

سبة ألا تسودي

ما جرت فينا دماء

شبل مصر لا يلين

نحن جند الله نحمي الوطنا

وعلى الأخلاق نبني مجدنا

وخلاص النيل عهد بيننا

قاطع نلقي عليه ربنا

إن صرح العز يبني بالرقاب

ويروي بدم المستشهدين

مصر يا مهد الخلود

أيها الغاصب مهلا سترى

كيف تحمي الغاب آساد الشرى

لا سقانا النيل حتى يطهرا

من أعاديه بنا أو نقبرا

إن الاستشهاد في المجد رضاب

مستساغ للأباة الآنفين

مصر يا مهد الخلود

كلنا ابن النيل يفنى في مناه

ويفدي بالدم الغالي ثراه

ليس منا من يماري في علاه

أو يرى النفس حلالا لسواه

علم النيل ارتفع فوق السحاب

وانتظم تحت لواك العالمين

مصر يا مهد الخلود

النشيد الوطني

علم الحرية أخفق في السما

وبمجد النيل هز الأنجما

روع الدنيا بمصر مضرما

في دم الأشبال وقاد المضاء

وطني هذا دمي

بحياتي أفتديك

هاتفا سد واعظم

واسم في ظل المليك

إننا جند الفداء

أطل على بنيك أبا كريما

وأشرق في سماء العلم بدرا

وبدلنا بنار اليأس نورا

ببلغنا الرجاء أعز نضرا

ألا أجر على رقاب البغي سيفا

وعد لدياجر الأفكار فجرا

جشمنا في واك العيش ليلا

قدعنا نطره بلقاك ظهرا

دعك الفكر إذ غلوه عونا

ولم ير في سواك العلم ذخرا

وجامعة لك ابتنيت عرينا

بها وبهم سواك إذا وأحرى

فمن ليجبني التاريخ أحجي

بها وبهم سواك إذا وأحرى

بغثت بها أرسطا ليس مجدا

وشدت بها لأفلاطون عصرا

فكانت للهداة حمى ومأوى

وللباغين مهلكة وقبرا

رماها الغرور بسوء قصد

فكان كناطح بالرأس صخرا

تستر بالتقاليد البوالي

لينفث سمة في العلم شرا

ألا خسئت تقاليد ترابي

وتلبس لاقترافي الإثم سترا

بلغنا بالجديد الزهر مجدا

فهل أجدي القديم عليه شبرا؟

أجامعة البلاد ردي الأماني

عذابا واستعيدي المجد نضرا

ولا يحزنك ما ظلموا سنينا

وحسبك ساعة في العام نصرا

فيوم الحق مهما قل عمرا

يعادل في حساب الظلم دهرا

ويا لطفي ولطفك غير خاف

وقد وسع الورى عطفا وبرا

بجامعة البلاد فق الثريا

وخلدها على الأجيال ذكرا

وعش في جيدها العقد المحلى

وفوق جبينها التاج الأغرا

بشرى بشرى

ألقيت في حفل الابتهاج بشفاء المرحوم الأستاذ طه إبراهيم بعد مرضه الأول

يا ساجع الغصن لا تضنن بألحان

على محب يخمر العين نشوان

أنعم بسجعك للولهان من شيم

يطفي المهيب ومن ري لظمآن

وقع على معزف الأرواح أغنية

كالسحر تنفي الكرى عن جفن وسنان

لا تشك قلة أعواد فمن كبدي

والقلب عود وناي يستجيبان

ما الرق والبم والأوتار عازفة

إلا صدى منك في أبن وتحنان

يا آية الله صاغت حسنها يده

حاشا يساميك حسنا صنع إنسان

غرد فمن فيك كشف الغم عن مهج

لولا غناك انطوت أنضاء أحزان

يا رب مثلي غريب الدار مبتئس

لفرقة الأهل يسلوهم بألحان

مهلا فؤادي لا تشك التغرب ف

جمع كذاك بآي الحب ريان

لئن حرمت من القربى أبا وأخا

فقر منهم بآباء وإخوان

يا طيب مجتمع بالبشر ضمهم

ومجلس الهم بالصفو مزدان

تطاف بالكأس بالحلوى محافله

كجنة الخلد في حور وولدان

قد ألف الحب والإخلاص بينهم

وزانهم من هوى طه كساءان

رضا عليه وفوز من رضاه بما

يغني به الجيد عن أعقاد عقيان

سمي طه وحسب المجد أنكما

لسيد الدين والدنيا سميان

لا غرو أن جمعتنا فيك آصرة

تشتد بأسا إذا رث الجديدان

حف على بثك الإخلاص مؤتلف

كما تعانق فوق الدوح طيران

أشجاه بالأمس أن تلفى طريح ضنى

له السهاد وشكوة الداء صنوان

واليوم طار سرورا إذ رجعت له

في موكب برضاي الأرواح ملآن

لئن حرمت شهورا تاج عافية

فانعم على مهجتي دهرا بتيجان

أوبات جسمك يشكو للضنى وهنا

فحسبك الروح حيا غير وهنان

سلامة الجسم تبني بالعلاج وذي

إن نالها الوهن استعصت على الباني

يا صاحب الجسم دون النسر خفته

والقدر فوق السها في رقعة الشان

كم كنت أرضى بروحي للشفا ثمنا

لو كان يشري بأرواح وأبدان

فعد لنا قمرا بعد الخسوف وكن

على كتاب السجايا خير عنوان

فكل وجه تراه آية شهدت

بما سما لك من حب وتحنان

يا رب داء لعفو الله مجلبة

ومحنة أصبحت مفتاح غفران

وكل قول ترى أو أنت سامعه

صدى من القلب أو توقيع ألحان

أتينا يا ربيع القوم في عدة

مع الربيع ألا دام الربيعان

الوفاء الباكي

مهداة إلى روح الأستاذ الصديق المرحوم طه إبراهيم

(ألقيت في حفلة التأبين)

ألم يأن للأيام أن تقف الرجما

وتصرف عنا من حوادثها الدهما

أفي كل يوم فجعة تلو فجعة

تصم بها الآذان أو تصدع الشما

أمن كل قلب ينزع الخطب مهجة

وفي كل جنب برشق الدهر بي سهما؟

أما تفتأ الأيام يترى اعتداؤها

وتعمل في العزل المثقفة العصما؟

أما يبرح الأذهان قرم قد أنطوى

شهيد فدا إلا ويطوي البلى قرما

وهل جف لي دمع على فتية شروا

بأرواحهم حرية الوطن الأسمى

أوفاهم دمعي الجزاء فينبري

لي الدهر بالسهم الأخير الذي أصمى؟

أم أن شهيد العلم أكبر أن يرى

بنية ترامي في الجهاد ولا يرمى

وعز عليه أن يرى الموت فرصة

ولم يدخر من نبل غايته قسما

فراح فداء العلم بأذل نفسه

إلى العلم قربانا ليحي به القوما

ولم يك لولا سطوة الداء بالذي

على مصر يأبى الروح والقلب والجسما

فإن شهداء النيل دانوا خلاصه

فكم دان في مصر الثقافة والفهما

وسيان في شرع الجهاد فتى قضي

شهيدا وقد مات إذ يخدم العلما

لقد أودعوه حفرة دفنوا هبا

لعمري النهى والنبل والذوق والحلما

أأصبح هذا الطهر في ذمة الثرى

يعز به ضيفا فيوسعه لثما

وهل يسع التراب اعتلاء جبينه

ويجرؤ دود القبر أن يقرب العظما؟

ويا عجبا كيف احتوى القبر أمه

ورب فتى يربو على أمة هما

وبدر به يستأثر الرمس كم زها

بدنيا فأقصى عن سماواتها الغيما

أبي ودرى الرحمن ما كنت من أبي

أقل مثولا في الجوانح أو رسما

عزيز على نفس سقيت إباءها

بنفسك أن تبكي وإن جلل طما

ولولا الذي أذكيت من عزة بها

حياتك لم تأنف لدى موتك اللطما

وأي مصاب بعد رزئك فادح

يسيل الدموع الجاحدات دما جما

عرينه مجد أقفرت من هز برها

وروضة علم تفقد الزهر والكما

ومشفى نفوس بات ينعى طبيبه

وليل سراه حالك يندب النجما

وإخوان صدق لو فتحت قلوبهم

لألفيت فيها الحب بالحزن معتما

وآمال أبناء على هديه سمت

فأوسعها ريب المنون به هدما

ورب صغار لا يزالون صبية

تفتت أكباد العتاة لهم روحمى

إذا ما بكوا في ظل مخضرة ذوت

وإما دعوا روح الأب استلفتوا الصما

وإن هتفوا وألو عتاه فلعنه

على كل قلب يملك الصبر لا يدمي

ومختار صنو البدر يشحب لونه

فلا يجهل الأم في وجهه الغما

يكاد يشق الراسيات نحيبه

ويرجف مما يندب البطل الشهما

ويفزع للأم ابتغاء حنانها

فليس يرى غلا الأسى الضنى أما

ورب أب فاق الجبال رزانة

تعود به الآلام طفلا فلا عزما

أس غرقت في الدمع لحيته وقد

يحاول مكدودا لهذا الأسى كتما

يود لو استطاع الفداء مخلفا

فتاة يعاني بعد مصرعه اليتما

وذكرى لها في القلب أرفع منزل

غدت مضرم الآلام تصمى ولا تصمى

زمان اجتمعنا في شفائك مرة

تطالعنا البشرى وتغرقنا النعما

هناك ابتهجنا بالشفاء وتبودلت

كؤوس عذاب من يردهن لا يظمأ

وطافت بنا الحلوى وطابت فكاهة

وألقي بنوك النثر لا هين والنظما

فيا عجبا للدهر يسعد لحظة

فتاة بما يشفى به أمة دوما

وسخرية الأقدار ذات تناقض

فأين ابتهاج الأمس من حزننا اليوم؟

ولم نك ندري يوم حفلك ما الذي

أجنت لنا الأقدار في صحفها قدما

ولا أو ما كنا به أمس جنة

ستسخر منا اليوم في الجنة العظمى

فنم في جوار الله جوار الله جذلان هادئا

فيا طالما عانيت في عيشك السقما

لئن تكن الدنيا عداك نعيمها

ففي جنة الفردوس ترقبك النعمى

تاريخ الإسلام السياسي

قل لباك على خوالي العهود

قر عينا بمجدها المردود

من يكن شفه الحنين لماضي

من جلال الإسلام عال مجيد

فكفاه تأسيا أن يراه

قصة في كتاب علم فريد

دبجته براعة لإمام

حسن الخلق بالذكاء وحيد

حذر في أمانة حسين يروي

تارك الزهو إن أتى بجديد

مؤمن في نزاهة إن تصدى

لعدو بالنقد والتفنيد

لم يسوغ إيمانه جحد خصم

إن بعض الإيمان نبذ الجحود

منصف في حمية لجلال ال

حق خلو من الهوى والحقود

يا سجل الإسلام حسبك في أخ

راك تسجيل ذا الكتاب الرشيد

رددت فيه للنبي صفات

دونها النجم في علا وسعود

ضمنت عطفه عليك وأولت

ك رضا الله يوم نصب الحدود

كنت فيما جمعت فيه وجدد

ت مثالا للمنصف المحمود

شبه من تحامل الخصم تجلو

ها عن الدين مفحما في الردود

في كتاب أرحت فيه علا الإس

لام عن خبرة وعلم مديد

فاق فيما تناول ابن جرير

وعلا ابن الأثير والمسعودي

حسبنا سيرة الرسول به هد

يا من الغي والهوى والشرود

قبس من إبائه يلهب النفس

فلا تحتفي بزاد الأسود

طالع المرء من كتابك مجلو

وا بأسلوبك الرشيق الفريد

رب جيل من الفتوة ولي

بانطواء الفاروق وابن الوليدي

ثار من صفحتي كتابك وقدا

وفي نفوس تماثلت للخمود

يتلقى الشباب عنها إباء

لم يزل طارفا بدهر تليد

ويرى في عظاتها كيف يبني

بفناء القديم خلد الجديد

بين العلم والسلطان

قيلت بمناسبة منح أعلام الجامعة المصرية ألقاب الباكوية والباشية

أهب بها ولواء النصر معقود

ألا يزعك من الأنوار تهديد

شقي العباب أمنا بالشبال ولو

أن السبيل إلى ما رمت مكئود

وأطوي بنا اليم طي البرق أجنحة ال

فضاء لا السهل يعييه ولا البيد

لا هز ركنك من لجاته صخب

صوت الحقيقة في ضوضاء مفقود

جوبي بنا الدهر يما ولازمان فلا

وأبغي السهي شاطئا فالحق صنديد

من يدر عه كما استلأمته ردحا

لم يثنه مجهل بالشوك مسدود

هذي الشواطي تدعو السفر فاقتحمي

مخاوف اليم فالأقدام محمود

وابني على الرأي والعلم النزيه علا

شعب مجيد أضاعته الرعاديد

طيري إلى الغاية الكبرى مظفرة

لا يثنيك من الحساد تنديد

ما دام عطف أبي الفاروق رمزك فال

جلى ذلول كيد الدهر مردود

لله من عطفه الغالي ومنحته

يوم يتوج هام العلم مشهود

يومن يعز به تاريخه ويرى

عيدا لأشباله ما مثله عيد

يزهو به العلم إدلالا وتحمده

فتيانه الغر والغيد الأماليد

يا فخر جامعة بالعلم نهضة

لصوتها في الملا العلوي ترديد

أضفي على أسدها عطف المليك حلى

وازدان بالمنة الكبرى لها جيد

فكبر المجد في ساحاتها وعلا

أزر لها بوفاء الملك مشدود

كسا نوابغها ألقاب تزكية

بمثلها غيرهم في الناس محسود

لكنهم بسمات العلم قبل سموا

فحين زاد تحليهم به زيدوا

أولاهم العلم ألقابا فكان لها

من عزة الملك إقرار وتأكيد

دعائم في صروح العلم ليس له

في غيرهم أمل يرجى وموعود

غر ميامين أقطاب جهابذة

بلج غطاريف أمجاد محاميد

ومن كلطفى تنير التيه حكمته

ويجتلي لأرسطو فيه تقييد

كأنما الدهر في ميزانه عرض

والجوهر الفرد علم عنه مورود

تكاد تسمو لكشف الغيب همته

لو لم يحل قدر لله مقصود

والصاحبان النبيلان الذان سما

ركن بجهدهما للعلم موتود

في اسميهما قبس من آي نبلهما

منصور طه وحسب المدح تجريد

فتي يصول الغزالي في خواطره

ونابغ نده في الرأي مفقود

وباعث رابع الأهرام مفخرة

لمصر إذ هو بالحدثان موءود

ما كان يفتن كرنورفون عالمه

حتى استوى لسليم فيه تمجيد

أماثل دلة العليا بهم كلفا

عزائم دونها تلقى المقاليد

يسرى بهم في دياجير العقول هدى

وإن تعاور مسراهم جلاميد

والعلم طب القلوب التائهات ولن

يهدي لهن بغير العلم تشريد

وتستجيرهم الحرية اضطربت

في صرحها فإذا للصرح تشيد

والرأي إن لم يصن حرا كفطرته

فإن حق مسوى الرأي مجحود

الله أنشأه حرا وشببه

حرا فلا كان إن أرضاه تقييد

لا يظلم الدين ذو جهل فيحسبه

يلغي العقول فما في الدين تقليد

ولو تبصر رامية لأيقن أن

الدين ثورة أفكار وتحديد

محمد وهو خير المرسلين ومن

بدينه تشرف الأمصار والبيد

ما كان يوما لتغزو الدهر دعوته

لو لم ينلها من الأحرار تأييد

فامضوا في رعي الله محياكم لغايتكم

وليتل مجهودكم للحق مجهود

تالله ما بوسام صغت تهنئتي

يوما ولا لي بالألقاب تغريد

أكرم بشعري أن تسبيه بارقة

من المظاهر أو يغريه تنجيد

أدل بالشعر عرفانا بمنزله

كما تدل بطوق اللبنة الغيد

حتى ليسأل صحبي ما لشعرك لم

تثمل به الأذان أو يرقص به العود

مهلا فلا قلت إلا ما أحس به

معنى أبيا له في النبل تخليد

وهذه الغاية الكبرى لنا برزت

وجلل العلم للسلطان تمجيد

وعز للحق شأن كان ضلله

عنه زمان عليه الحر مجحود

وأنصفت بعد ما يأس قضيته

والعدل عنها طوال الدهر محدود

إلا تكن بأبي الفاروق نصفتها

فعند من يرتجي الإنصاف والجود

أقوى الممالك ما يبني على عمد

من المعارف فيها الحق منشود

وأوفر العلم نفعا ما أتيح له

رضا إمام به الإجلال معقود

لا عز شعب إذا لم يسق ودهما

تعاونا فيه للجلاء تبديد

فلترج مصر وفير الخير عن كثب

ففي إخائهما للنصر توطيد

تعانقا يوم ميلاد المليك فيا

ليت المليك طوال الدهر مولود

إذا تقر به عين البلاد ويرى

في المجد شعب بداء الجهل مكدود

وتبهر الناس غز من صنائعه

في كل يوم وآيات محاميد

من برج إلى برج

أين تنوي عن العرين الرحيلا

قف نمتع بك النفوس قليلا

أبهذا الأب الكريم أناة

نشف بالقرب منك هذا الغليلا

أ كذا العيش نعمة إن قربنا

ظلها أدبرت تريد الأفولا

لم نكد نستزيد للنفس ريا

منك حتى قبضت هذا الجميل

كيف هنا عليك حتى أسغت ال

بعد عنا ولم تهبنا القوبلا

رب كلية رضيت النوى عن

ها ترى قربك الرجاء الظليلا

عشقت فيلسوفها الفذ منصو

را فليست تريد عنه عدولا

هي لو خيرت لجادت بما ته

وى لتبقى رجاءها المأمولا

أفترضي عنها الترحل مهما

تلقى في غيرها الرقي مقيلا؟

كنت أحنى أب تمهد فيها

لأبنك البر كيف يحيا نبيلا

كم حرست الأخلاق فيها فلم تت

رك بنيها إلا إباة عدولا

وسقيت الآداب في كل فن

روحك العذب سائغا سلسبيلا

ونشرت الغرام بالمثل العل

يها وندنو لها قليلا قليلا

أنت أنهلتنا الإباء فهلا

قمت حتى نعله موصولا

كنت تنشى لمصر بالعلم أجنا

دا وتبني على الفضيلة جيلا

وإذا لم تك الفضيلة أسا

لبناء هين أن يزولا

ولكن كنت تمنح الدين حبا

ومقاما من النفوس جليلا

لست أنسى لك المصلى يدا بب

ضاء أنشأتها لنا إكليلا

رغبة لم تكد تبين منا

لك حتى وهبتها المسئولا

ما دعا طالب إلى الخير إلا

لقي النصر منك والتبجيلا

فإلام النوي رويدا فإني

بك أملت نفسي التأميلا

ألدار الكتب الرحيل تهي

لنبوغ الشباب فيها السبيلا

ما أرى لي تأسيا عنك إلا

أن ستسدي للشرق صنعا جميلا

ولعمري لو لم ترضنا على الإي

ثار ما استطعت عن حمانا رحيلا

ما للنواح خلقت

كانت الزميلة .. تحمل إلى مقتطعات من شعرها بين الفترة والفترة فلحظت أن أكثر شعرها مستغرق في البكاء على أمها التي حرمتها منذ قريب

فبعثت إليها بهذه القصيدة معارضا آخر قصيدة لها في هذا المعنى

أختاه مالك لا يغيض أساك

أقد احتسبت على الأسى دنياك

أم ما لدمعك لا نضوب له فهل

خلقت لمتصل البكا عيناك

أختاه مالك بالحياة سخية

في غير ما هدف يبيح سخاك

ما بال شعرك لا رنين له بغي

ر الحزن والآلام بعض جواك

أختاه مالك للهموم فريسة

إيك والعقبي أجل غياك

أخطأت يا أختا سبيلك والتوى

فهم الحياة على ذكي نهاك

ما للنواح خلقت فالله الذي

سواك قدر ماله سواك

لأمانة أبث الرواسي حملها

فرقا وإشفاقا من الإنهاك

فتبنى خطر الرسالة تحقري

دهم الخطوب وتكرمي محياك

وزني الأمور على ضياها تدركي

للعيش معنى فوق ذا الإدراك

رفقا بنفسك لا تذبها حسرة

مما يحل الدهر بالأفلاك

إني ليحزنني شباب طامح

تلقى به الأوهام في الإدراك

ويسوؤني النش الوثوب تحطه

غير الزمان عن الطموح الزاكي

وثير عطفي غض عيش يستوي

للريح تقصفه بغير حراك

أختاه فاعتصمي بعقلك تبلغي

رشدا فتثبت للردى قدماك

فاشدتك الإيمان إلا ذدت عن

محياك هذا الجازع المتباكي

صوني شبابك ناعما واستبعدي

ما حول مضجعه من الأشواك

أنا لا أقول ردى النعيم وعطلي

صوت المشاعر في سبيل هناك

أو لا فلست بشاعر يناسب من

قيثارتي الوجدان سلوة شاك

حاشا ولا أرض التمسك بالحيا

ة تمسكا ينسيك حق علاك

مثلي يقدس للمشاعر حقها

ويؤم قبلتها ولو لهلاك

لكي على أن تستقل بها المعا

لي دون إهدار لوهم باك

وأرى الفدى عذبا ولكن في سبي

ل الله لا جزعا على هلاك

وأرى الوفا للراحلين ولا أرى

ما تفعلين أمارة لوفاك

أرفا تمنيك اللحاق بمن قضى؟

يا بعد ما بين الوفاء ومناك

ما كنت أول من أصيب بأمه

كم من بلاء دونه بلواك

كم غال سهم الموت أحبابا وكم

فجع الرفاق بنابه الفتاك

كم هاض أجنحة وروع صبية

والناس بين تواجع وتشاكي

فهل أكتتب على البكاء وآثرت

نفس لحاق الراحلين سواك

أم غاض في الأرض لوفاء فلم يجد

غلا أنينك واتصال بكاك

مهلا فما يرضى الفقيدة أن ترى

وقفا على شكوى الأسى عيناك

أختاه ما يجدي البكاء وإنما

للصبر جدوى لا تقاس بذاك

فالله فأدعى يغن أمك رحمة

ويهون البلوى ويجز رضاك

لم يعرف الله امرؤ إلا رأى

دهم الخطوب توافها فهداك

نشيد العلم والجندية

لفرق التدريب العسكري بالجامعة المصرية

إلى المجد أشبال مصر الأباة

فأرضكم منبت الماجدين

ولست أرى قيمة للحياة

إذا لم يسد وطني العالمين

تعالوا نمارس ضروب الجهاد

ونغمر ميادينه الواسعة

فتعتد للحرب أقوى عتاد

ونعتز بالعلم في الجامعة

إلى المجد أشال مصر الأباة

إذا هزها في شمالي الكتاب

أهل له في يميني الحسام

بهذا ننير عقول الشباب

وعن ذاك نصدر يوم الصدام

إلى المجد

نؤيد بالسيف حق الوطن

ونغذو بنية جمال الفنون

أسود بساح الوغي لا نهن

وفي السلم نور به يهتدون

إلى المجد

كذلك قد قام مجد الجدود

فقادوا البلاد وسادوا الشهب

وكلهم العلماء الجنود

سواء فراعينهم والعرب

إلى المجد

فهيا بني مصر جند الهرم

نعد مجدنا بالدما والفداء

وفي ظل فاروق نعلم الأمم

ونبني مكانتنا في السماء

إلى المجد أشبال مصر الأباة

فأرضكم منبت الماجدين

ولست أرى قيمة للحياة

إذا لم يسد وطني العالمين

باكورة الحب

بهرت ضياء الشمس تبهر

وهل بصرت عين لغيرك تنظر؟؟

برغمي أن تلفى ضيا كل مقلة

وإن كان هذا ما به الغيد تؤثر

أضن بهذا النور أن تسعدي به

سواي وإني بالضنانة أفخر

أراني أناني الغرام وإنني

بذاك على بغضي الأنابي أجهر

كرهت الرضا إلا بحبك سيدا

وعفت الولا إلا لجفنك يأمر

حذرت إلى العشرين أن أقرب الهوى

لقولهم في الحب نار تسعر

وظلت حريصا أن أجنبه إلى

أن استل من عينيك للقلب خنجر

فعدت صريع الحسن أمضى بأمره

ولو للقاء النار ما أتأخر

أصبت بسيف اللحظ عفوًا حشاشتي

فأرديت عفوا في الهوى أنعثر

وما خلت عزمي وهو يهزأ بالقنا

ستحطمه حوراء في الحلى تخطر

ومن أنا ممن ضيع الحب عزمهم

ألم يك من صرعاه قبلي قيصر

ولست بذلي في هواك عليمة

ولن تعلمي ما دمت بالعقل أظفر

فإن تسلبينيه وقد وكدت مرة

فلست بمعذول إذا الحب يظهر

أخالسك الألحاظ خيفة أن ترى

بوجهي هوى قد بت إياه أنكر

وإن منحت عيناك تربك نظرة

يذب غيرة قلبي وذو الحب أغير

وإن يولها أواه ثغرك بسمة

أشم في محياك المفاتن تسكر

فلا كنت إذ ضاحكتها لك قبلة

ولا قبلتي إلاك حين أفكر

مددت صلاتي كلما قمت عادني

هواك فألهاني فعدت أكبر

وقد لامني من قبل حبك رفقة

لهجري شعر الحب قلت ألا أصبروا

ألا إن شعر الحب ليس بجيده

سوى عاشق من لوعة الوجد يهصر

فأين هم أقرئهم اليوم ما اشتهوا

إذا لرأوا قلبا على السطر يعصر

تعالوا وقد طاح الهوى بحشاشي

تروا مهجة في صورة الشعر تهدر

أطلوا تطالعكم خلال قصائدي

حريق الصبا من جوف حرا تزفر

تعالوا أنظروا دمعا يصاغ قصائدا

وشعر تلاقي فيه مزن وأنهر

ومن عجب أني على طول قربنا

أرى القلب من حر الصبا يتفطر

وقفت عليها فكرتي وعواطفي

وإن لم كن في بالها الهر أخطر

كسار وحها شعري فأزهر واغتدت

بشعري على عرش الجمال تؤمر

لا أهوى سواك

قولي لتربك تعدني عيناها

وتكف عني حين تبسم فاها

ما كنت عاشقها ولا صبا بها

فلتحب هذا اللطف من يهواها

لا تكتميها أن قلبي لا يعي

شيئا سواك فلاتته بلماها

أو لا أدع عيني تصد لحاظها

أشدد بصد العين لو تنهاها

ولئن قسوت لرب قسوة زاجر

أجدى لها من رأفة ترضاها

لا يخدعنها طول لحظي إنما

بك لا بها ترجو العيون ضباها

لولا رضاك بها وحقك خلة

أوسعتها زجرا فثار بكاها

ولكم أحاول صدها فتردني

تقواك إن لك أظهرت شكواها

هل بعد حسنك منية لمتيم

علق المحبة واصطلى بلظاها

لولا يقبني بالإله وخوفه

لعبدت في ذاك الجمال إلها

ما بالي قلبي إذنبا عن طاعتي

ألقى إليك قيادتي ورماها

فعصى النصيحة وهي خير إذ وهي

لك كل مأساة له فأتها

هلا أبنت لنا أمارات الرضا

يوما كذا تخفى الحسان رضاها

عجبا تجاذبني الهوى من لم أرد

وتصدر من ملك الفؤاد هواها

ليعب جمالك ذو العمى عنه فما

يصغى لمن جحد الشموس سناها

ما إن عشقتك للجمال وإنما

أهوى الجمال لأنه بك باهي

ما أرقى في الحسن إلا أنه

قبس يمثل وجنتيك شباها

وحي العشرين

بسحر عينيك ما غيني برائية ض

سوى بهاك وما في غيره سقمي

ومقتي بلحاظ غير عامدة

أردت فؤادي نهب الحزن والألم

نعمتي بالهوى إذ كنت أحسب أن

أجتاز عمري محروما من النعم

سلخت عشرين لم أدر الغرام سوى

شعر به يتغنى الناس من قدم

واليوم أدرية ذلا في رحابك لم

يسامه عند غيري بالغ الشمم

اليوم أدرية خمرا في لماك وإن

حرمت مرشفة إلا لدى الحلم

اليوم أدرية أسيافا تشق بها

عيناك قلبا بهذا غير ذي سأم

اليوم أدريه سحرا في حديثك قد

منحت عفوا وشهدا من سقاط فهم

اليوم أدريه حرجا في الحشا نعمت

به وإن لم يكن يوما بملتم

يا من لها أسلس القلب الزمام ولم

تعلم بأن لها صبا أخا سقم

ما ضرني أن ترى بالحب جاهلة

فما بحبي أرجو نيل مغتنم

إني عشقتك لم أطمح بذاك لأن

تبادليني الهوى أو تحمدي شيمي

لكنما هو أمر القلب ما بيدي

إلا المضي به حتى إلى العدم

ملكته بجمال زانه خفر

وبالوقار يحليه ابتسام فم

هذا الحياء الذي يكسوك علمني

فضل الحياء فزننت الحب بالكتم

ولم أحمل سوى قلبي لظاه ولو

لا حرقة السر ما أدريته قلمي

إلا يقر بك أن النفس راجية

وصلا فلست براجية على ضرمي

في سبيل الهوى دمي

نفر الظبى من دعبة صبة

مادري أنه صريع بحبه

آلمته دعابة من حبيب

لم يجد غيرها عزاء لقلبه

قلب الحب نفرة فليسائل

أفلم يأس قلبه بعد قلبه؟

أمن العدل أن يولي كبرا

عن محب يجل رغم سبه

أمن العدل قطعه حبل ود

شفق قلبي عذابه قبل عذبه؟

لي سيان أن تصافي وتنأي

فأنا العاشق الولوع بكربه

لست أشكو جوى الغرام بقلبي

فالجوى للغرام ترب لتربه

وأسير الهوى قنوع بما يج

ري ولو لم تحطه علما بذنبه

زد دلالا فإن قلبا كقلبي

عبد الحسن لا يضيق بلعبه

ما صلى جمرة الهوى بعجيب

لفؤاد خص الجمال بذنوبه

ما صلى جمرة الهوى بعجيب

لفؤاد خص الجمال بذوبه

أله حتى بعزتي وهي أغلى

ما أباحت للمرء عصيان قلبه

يا مذيب الفؤاد سائل تجده

صادق الود في نواه وقربه

أحلال أن تستخف بمن لو

لاك لم تعصف العوادي بلبه

إن قلبي الذي وهبتك قد نز

هته عن قبول أجر لحبه

أنا عبد الجمال فليرض قلبي

رغم أنف النهي بأحكام ربه

خمر اللحاظ

روحي فدا عينيك مهما زدتني

هجرا وأنكرت الهوى في أعيني

مازدت قلبي جفوة إلا أرى

قلبي مع الإعراض أطوع مذعن

الحب نار والجفاء هواؤه

إن بعشه يضرم لظاء فيثخن

لم تنكرين علي فؤادي حبه

لا كان قلب بالهوى لم يطعن

هل كان جراما أن يدله شاعر

بالحسن غاض الشعر عن لم أفتن

لست الذي يهوى ليفخر بالرضا

حسبي رضا قلبي العفيف الموقن

ولئن فتنت بكل حسن إن أف

تن عذاب في هواه يروعني

أهوى وأكلف بالجمال صبابة

قرن الهوى بالوصل أم لم يقرن

وأهيم بالوجه النضير لأن في

قسماته نور الإله يهولني

للحب حبي لا لدعوى خادع

يغري الحسان بصيدها متفنن

لي في الهوى مثل أبين تجمعا

لسواك من فنن ونبل بين

ومحاسن ضن الزمان على البدو

ربها فحين سألته لم يضنن

إن لمت لومي أن حسنك فاتن

لا أن لي قلبا يراه فينثنى

إني لأهوى منك بغضك للهوى

وأرى البراءة منه ذات تمكن

وأحب قلبك مغلقا حتى إذا

فتحته بيدي أقمت بمأمن

ما زال مثل الورد بدله الندى

سحرا فأطرق الحي المحزن

فليمح شعري من غشاوته كما

كشف الصباح النور عن ورد جنى

هل كان إلا قلب خود لينا

والغيد آثر بالفؤاد اللين

هيا إلى قيثارتي تسحرك من

نغم على ناي القلوب ملحن

هيا بنا نتساق عذري الهوى

في روضة للشعر ذات تفنن

حيث الملائك يرقبون بثينة

وجميلها في لهفة وتحنن

لا تعجبي لهواي رغم تديني

عشق الجمال الحر خير تدين

إني لأسجد للذي خلق الجما

ل إذا سباني الحسن سجدة مؤمن

خلي فؤادي ينطلق من سجنه

إن القلوب تعف مالم تسجن

فإذا سجن عففن عن رغم إلى

أجل فإن ثمن الهوى لم تؤمن

تالله لو أطلقته لرشفت من

نعمى الهوى ما كنت عنه بمكمن

ولذدت حرمان المنام سعادة

ورأيت أمن الحب ألا تأمني

ولعنت أياما قضيت بلا هوى

ما كنت حالمة لها أن تلعني

وكرهت إلا بالهوى أن تسعدي

وأبيت إلا الهوى أن تذعن

أغنية ذل الهوى

هتفت بي

فإذا للسحر في أذني رنين

ويح قلبي

لم يعد يحلو له إلا الأنين

أيها القلب رويدا

لا تكن لحب صيدا

إن صيد الحب ما عاش سجين

يا فؤادي

كنت جلدا يحطم الدهر عليك

أي غادي

حبيب الذلة للغيد إليك

أم ترى ذل الغرام

عزة ليست تضام

وإياك الحب

أن تسبيك عين

بالعين

أقصدني بسهام النظرات

ما تريني

أعبد الحسن بهذي القسمات

لحظة أنست مناي

بك معشوق صباي

ولو أن القلب

واف لا يمين

يا محاسن كل فاتن

سويت للحب من روح الإله

ياسنا حور السما

أنت وحي الشعراء

هاك روحي

نفحة شعرية عنك تضوع

من جريح

ينشد الحسن بذل وخشوع

لا يعب ذلي خلى

أنا في ذلي أبي

والفنا في الحسن

للشاعر دين

مصادفة سعيدة

هذا الأصيل يغشى الكون من ذهب

مذوب في سماء الجو منسكب

والشمس للسفر الدوري قد أخذت

تعتد غضي لما في الكون من ريب

بين الخمائل ترنو للورى شذرا

تنعى الشباب وتبكي ماضي الحسب

كالليث أقعده في غابة هرم

فبات ينظر للأشبال في غضب

تبين حمرتها ف وردة بيدي

ظللت من حسنها الموموق في عجب

حتى لمحت خدود الغيد فاضطربت

وريدتي وهوت خجلي على الترب

خطون نحوي فاهتز الفؤاد وقد

يممن مثلي اتفاقا دار الكتبي

وحادثني أحداهن تسأل عن

وبين جنبي قلب جد مضطرب

خففت كالطير إسراعا لما سألت

وبين جنبي قلب جد مضطرب

يحاول الوثب من جسمي ليشهدها

خفوقه ثورة بالشوق كاللهب

ولم أزل ممتعا نفسي برقتها

حتى ظفرت بما رامته من طلب

وامطرتني ثناء طي بسمتها ال

خفراء يفصح عن نبل وعن أدب

فسرت عنها مغيظا من نشاطي إذ

قضى مناها وأقصاني من الأرب

فليتني كنت مكسالا فأصحبها

لأيا بحجة طول البحث والدأب

وردة الصدر

يا وردة في صدر من أهوى

تزهو بنضرتها على الورد

كفى أمام جمالها الزهوا

هلا فننت بحمرة الخد؟

حقا حمت معاني الحسن

ووسمت ربته بأحلاها

لكن حسنك ذاب من فتن

لما رأى إشراق محياها

زينتها بك زينتك فلم

يظفر بحسنك في الربى زهر

حسدتك أزهار الربيع ولم

لا تحسدين وغصنك البدر؟

يا وردتي لو فزت بالبصر

فقرأت في قسماتها السحرا

لذبلت من خجل على الصدر

وسجدت بين نهودها سكرى

ذات الفتننين

ومترفة لها قلبي ركاب

إذا تختال وهو بها مذاب

تنازعها الغنى والحسن لما

أعز الفاتنين ها انتساب

تدلئهني بها القسمات حبا

إذا أعرى الجهول بها الثياب

أهيم بها وإن هامت بقتلي

وأرضاها لمهجي اعتصاب

يخبئ وجهها عني سناها

ويملأ مقلتي بها الغياب

ولو نطقت حماها الله سبا

لكان أشد ما أهوى السباب

وترشق باللحاظ فليس يحلو

لها من غير مهجتي القراب

لها حرق هي الشهد احتساء

وآلام هي الأمل الباب

وما صدق الهوى إلا مطال

تبوء به المواعيد الكذاب

وليس لأنفس الشاق عز

سوى أن تستبد بها الكعاب

بنفسي نظرة لولا يقيني

سجدت لها وأدركني ارتياب

وبين جوانحي قلب غيور

تصول بغيظة الأسد الغضاب

أعار من النسيم العذب إما

له عن وجهك انكشف الحجاب

وإن حادثت من صحبي صديقا

فأبعض من ترى العين الصحاب

وما تدرين من أمري فتيلا

ولم يخطر ببالك لي حساب

ولست بسائل وصلا وآني

علا إني على حبي أثاب

ألا برى الهوى العذرى ممن

يحب لكي يكال له الثواب

ونفس تشرئب إليك حيرى

بمعنى لا يفسره الحساب

يجللها الغموض فليس تدري

أعذب ما تؤمل أم عذاب

تبيت بهذه الأوهام غرقي

يلازمها سهاد واضطراب

فإن قطعت فراجية طموح

وإن وصلت فعف لا تثاب

الجمال المجحود

لمن أبسط الشكوى وقد عز منصفي

وألفيت من أدعوه عونا معنفي

ومن يد من أرجو الدواء ومن يدي

أساتي جراح دونها جرحي الخفى

عييت بصحب كلما رمت سلوة

لديهم لقيت الهم أي مضعف

يعيبون ذوقي عيب ذوقهم على

هيامي بظني قاتل الدل أهيف

على شفتيه الخمر يثمل رشفها

فمالي بها نشوان من غير مرشف

وفي مقلتيه السحر أعنو له وإن

يكن بالسنا الوهاج عني يختفي

ومتهم بالضعف قلبي ولم تكن

قيل هواه تحمل الأرض موقفي

ويعزو افتتاني في الهوى وتدلئهي

إلى خرف تالله لست بأخرف

ولكن لي قالبا على الحسن ساهيا

يكلفني من أمره كل مدنف

عصمة مريم

(أمرها أن تكتب البيت على السورة فخجلت ثم سارت وكتبت )

مشت تدل بقد

في ظله الهام يحطم

خفراء كل حياء كل

عليها يعلم

قامت توضح معنى

بيت من الشعر مبهم

ومن سواها لنجوى

مشاعر القلب يفهم

وجدان سمح كريم

بجوده يترنم

قد فصلته حروفا

كالعقد بل هي أنظم

فطرته ضياء

على ظلام مجسم

قامت توضح معنى

بيت من الشعر مبهم

ومن سواها لنجوى

مشاعر القلب يفهم

وجدان سمح كريم

بجوده يترنم

قد فصلته حروفا

كالعقد بل هي أنظم

فطرته ضياء

على ظلام مجسم

الخط أبيض زاء

واللوح أسود أسحم

كما غزا ليل يأس

صبح الرجا بمقدم

أضفت عليه بيانا

من سحرها المتكلم

تفوق سحبان وقعا

بنطقها المتعلثم

وتملأ الكون معنى

بصمتها المتعلثم

وتملأ الكون معنى

بصمتها المبتسم

غيدا إن لامستها

فيح النسائم تأثم

تغشى الرجال وتحكي

للناس عصمة مريم

أست قلوب صحابي

إلا فؤادي المتيم

آبوا بما أملوه

وآب نهبا يقسم

غير أن مما حبتهم

من عطفها متألم

ظمآن والماء يدعو

ه قيد شبر فيحجم

ألو بالصمت عجزا

والنار في القلب تضرم

ويسأل الخل ما بي

سؤال من ليس يعلم

يقول ما بال عهدي

بك التوي وتحبهم

وأين منك لسان

إذا تكلم أفحم

أخي هديت اتئادا

صنو العجول التندم

أما رأيت هواها

بمهجتي يتحكم

أما تراني ضنينا

بها على كل مغرم

أغار من كأس ماء

لثغرك الخلو يلثم

ومن نسيم صباح لها

تجي ويبسم

أشتط في بغض صحبي

إذا أتاها يسلم

أود أن جوار ال

فتاة فيهم محرم

وأنها في سماء

لست تحف بأنجم

فلا يراها سوى شا

عر بها الشعر يلهم

غضب نبيلة

رحماك لا تدمي الفؤاد جفاء

ما بال ظنك في صريعك ساء

رحماك لا ترضا الوشاة وجانبي

شطط الظنون وآثرى الأغضاء

أو كل ذنبي أن أبثك صبوتي

حراء عبر قصيدة غراء؟.

أكبرت قدرك أن أصارحك

فبعثت في شعري الفؤاد رجء

أودعت أبياتي هواي ومهجتي

فمضت إليك رسالة فيحاء

رحماك ما هجرا نطقت أساء من

لم يأل لمهرك في الهوى إطراء

ولم يسمك مريما شعري ويس

تشعر بك القدسية العصماء

الله في صب جريح شاعر

عف يزيد على لسدود وفاء

وإذا بحثت عن الوفاء ضللته

مالم تلاقي الرسل والشعراء

ما بال بشرك لي يحول غضاضة

ويعود لينك قسوة وجفاء

أأنال عطفك قبل علمك بالهوى

فإذا علمت قتلني إزراء؟

قربتي بالنبل مك أخا فحين

عرفتني صبا صددت غباء

لو كنت أملك ذود حبك ذدته

عني لأرض نفسك الشماء

ولكن هممت بذاك فاستعصى الهوى

وأتى بغير يد الحمام جلاء

آلي ليحتكمن بي حتى يرى

روحي لموطئ خطوتيك فداء

قرشها الحبيب

أترى تذكر ذات القرش ما

صنع القرش بصب أغراما

نسيته وأنا الوافي الذي

أفتدي الذكرى واسقها الدما

منحتني القرش إذ أملته

من يديها مازحا مبتسما

وعدت وأحسرتا عادية

مزقت من شملنا ما التأمل

ليت هذا الشعر يأبى طاعتي

إن دعا القلب ويؤتي الصمما

قرأت في روحه وجدي بها

فمضت غضبي وثارت شمها

قطنني إذ درتني عاشقا

ولو أن الحب عذرى سما

أكبرت مني أخا حتى إذا

رمتها صبا أبت أن تسلما

نفرت كبرا ولما تبق لي

غير قرش فنحتني قسما

نسيت أن لها قرشا معي

يرجح الأرض لعيني والسما

أم تراها حسبته لم يقم

غير ساعات معي ثم ارتمى

عمرك الله حياتي دونه

كم أراه لفؤادي شيما

أيها القرش الحبيب أتل الهوى

سورا واملأ فوادي ضر ما

أنت يا قرش المفدى كل ما

صين من ذكرى برتني سقما

حرمتي كل شيء في الهوى

غير قرش مونس لن أحرما

أه لو تعلم منى وقعة

لحسنت لكنها أن تعلما

فله كل صباح لثمة

من فمي تنسى الفؤاد الألما

فيه رياها إذا أعوزني

عبق الند وصهباء اللما

ولكم أهوى عليه خاشعا

لجلال الحب نضوا مؤلما

كدت أدعى جاهليا فيا لهوى

ويرى القرشي أمامي صنما

هو سلواي عن الوصل إذا

قتل النفس لرياها الظما

جزت غايات السخا إلا به

وأرى البخل بقرشي كرما

أيها القرش الحبيب أتل العزا

عن جفاها لفوادي بلسما

أيها القرش الحبيب أتل العزا

عن جفاها لفؤادي بلسما

لما أصلتني الصد لظى

كنت بردا وسلاما ملهما

أيها القرش المفدى بدمي

عش لآلام وآمالي دما

وأخيرا

ثم على العقل يا فؤاد ولا

يك في الحب شأنك الخجلا

ما ترى غاية الغرام إذا

عشت عمت تحب منعزلا

لم ستر الهوى سموت به

عن بني الأرض تنشد الرسلا

طرت نبلا إلا ملائكة

صاغك الله بينهم أزلا

كم فؤادي تظل معتقدا

أن بادي الغرام ما نبلا

تحسب النيل أن تخبئة

وتعاني لهيبه جذلا

إنما النيل أن تبين به

فترى في سموه مثلا

كم تلذ العذاب مختفيا

عن فتاة تربكه سبلا

أعلى حبها تموت وما

علمت عاشقا بها قتلا

الرجاء الأفل

أذب في اليأس مأملك

فقد آلى التعلل لن يؤوبا

صليت لظى الهوى عشرين شهرا

كتوما بالذى تصلى طروبا

ضننت بسره حتى عليها

وإن فصح الجبين به خطيبا

توراى بادعاء الظروف شوقا

يسعره الجوار بها لهيبا

تصنع بين رفقتك ابتساما

وتخفى من صبابتها ندوبا

وكم ألهمت من غر القوافي

تنفس عن تكتمك الكروبا

فكنت تصونها عنها لئلا

تصارحها هواك فتستريا

وما قاضيتها ووصلا بشعر ض

لو امتحن الحديد به أذيبا

رضيت بها لمهجتك احتراقا

أبيا أن تحملها نصيبا

معزل الفؤاد بأن يوما

موافيه بحيرتها قريبا

فتجعل تستعد له وتبني

على استقباله النعمى ضروبا

وبين ضلوعك المضناة نفس

تتوق إليه راجية دموبا

تكمل في حياتك كل نقص

وتهجر مثل هجرتها العيوبا

لكي تغدو بنشدتها خليقا

فلا يقسو عليها أن تجيبا

وها قد هيئت لسواك حظا

وحق على رجائك أن يخيبا

مضت حيل التعلل بالأماني

وهاض الواقع الحلم الخلوبا

وكانت خطبة وهواك باق

على الأوهام يأبى أن يثوبا

فحيا الله نبلك كيف سامى

عفاف الرسل واحتقر الخطوبا

يطيق لك الفناء على هواها

ويأبى أن يريك لها حبيا

غدا تلقاك جاهلة كأمس

هواك ويغفر الجهل الذنوبا

فلا تنقم عليها بل تصنع

رضا واحسد على النعم الخطيبا

وقم ودغ رجاءك في خفاء

كما استقبلته حرا ليبا

هي معجبة

ومالكة ولم تعلم جناني

أرى إقبالها أسمى الأماني

تمر على في غير اكتراث

فأترك اصطلى نار افتتاني

وكم منيت نفسي دون جدوى

حديثا مستفيضا بالحنان

ولو أني استطعت له شراء

بنفسي ما رؤيت أخا توان

أعالج حبها سقما ووجدا

وتجهلني فما أقسى الغواني

ولولا أن في الرؤيا عزاة

لخان الصبر في النجوى جناني

فثرت على الحياء وهممت جهرا

بها وكشفت قلبي للعيان

وها هي ذي تريد يزميلتيها

على أن تمضيا لتهنئاني

تقول صديقتي ألا دعاني

أصافح شاعرا حلو المعاني

أثار رثاؤه الشهداء نفسي

فأصدقه التحية والتهاني

أشعرنا أجدت جل وكانت

قصيدة أمس رائعة المباني

تفوق قصائدا أخرى أطلت

بها صحف الصباح إلى العيان

خلصت بها إلى الهدف المرجي

وناجيت الشهيد بلا توان

وقد وفيته عنا ثناء

وحمدا مستفيضا بالأماني

تصور من مشاعرنا وتتلو

خواطرنا على سمع الزمان

كأنك من عواطفنا هتاف

قوى الجرس مضطرم المعاني

أجل أنشأت للشهداء ذكرا

بالاستشهاد يغري كل عان

فكنت موفقا في كل معنى

وللألفاظ تنسيق الجمان

فلو بدلت من لفظ سواه

لكان العجز عما رميت شاني

كأنك أحمد تطريك نفسي

براي أبي العلا كما تراني

فقلت وقد أثار دمي حنين

يكاد يبثه ولها لساني

أللشهدا كنت إذن وفيا

وقد أرضيتكن ألا كفاني

ألذ فيك عذابي

وهج من الشوق يبريني تلظيه

ويسعد القلب أحيانا ويشقيه

إلى ملاك من الرحمات مؤتزر

ثياب أنس عن الحساد تخفيه

يا من أسبح في صغري محاسنها

بقدرة الله مولى الحسن أهليه

لو لم تسود قلوبا بالجمال عنت

لك النفوس التي دينت بتنزيه

إذا ذكرتك عفت وسمت

مشاعري ودعاني النبل حاميه

أذوب في عزلتي وجدا ويقذف بي

كتماني الحب في رمضاء واديه

ألذ فيك عذابي وهو مهتصر

غصن الشباب الذي يغري تثنيه

واستطيب الجوى في العشق بل صدى

عن غير ضيق بعذب الماء صافية

وأدعت حبك قلبي فاستقل به

فلم يعد يرعوى يوما لتنبيهي

مالي أريه الهدى إذ تفتكين به

فيؤثر الفتك عصيانا لهاديه؟

قد خصنا الله بالوجدان نرسلة

شعرا تطل المعالي من حواشيه

وصف حول الحياة الحسن نأخذ عن

جلال روعته إجلاء بانيه

والعشر إن لم تكن هذي رسالته

فاصرفه عنك ولا تحفل بشاديه

في الميادين المختلفة

فلاح مصر

مهداة إلى الفلاح الزميلة (ابنة الشاطئ)

ملك في ثيابه الباليات

بين أسماله حمى المكرمات

ما لأخلاقه تسامي الثريا

وهو عند الثرى رهين الفلاة

خير ما يجتلي غنى النفس فيه

وهو يطوي النهار بالكسرات

إن يكن بالعفاف قد أجدب الده

ر ففي كوخه يرى الثكنات

إذا الجود غاض في كل أرض

فاض عنه جداولا دافقات

أجدر الناس بالمراحم بينا

هو أقصاهم عن الرحمات

شمم في تواضع وسخاء

مع فقر ورأفة في ثبات

والتقي فوق كل شيء إذا ما

هجر الكون وده بالصلات

مسجد القرية البسيط بناء

عامر بالرجال في الأوقات

لو ترى سعيهم وقد أذن الفجر

فخفا مواكبا للصلاة

قد سعى نورهم وضيئا كريما

بين أيديهم وفي الطرقات

ملك العاشقين

(إدوارد الثامن)

يهين عرش الثرى وعرش الجمال

روع الخافقين عنف النضال

لحظات من الصراع قصار

يعقم الدهر بعدها بالجلال

جبروت الهوى ينازل فيها

ملكوت الورى أشد نزال

والزمان العتيد يرتقب العق

بى بعيني تهيب وخبال

مشرئب إلى المصير ليتلو

من ثناياه عبرة الأجيال

فإذا بالصدام يكشف عما

لم يدر قط لامرئ في خيال

وإذا الملك عنده لا يساوي

بسمة من حبيبه المختال

ملك العاشقين مرحى فأنت ال

يوم برهاننا على الجهال

أرأوا أن للسعادة معنى

في فرق الميزان والمكيال

سلمت يد الساعاتي

يمنك تنقش أم أي ح

يهفو بها قلبي على الصفحات

وإن صغت وجداني قصيدا صغته

نقشا يمثل روحه أبياتي

فإخال ريشتك الرفيقة ألبست

قلمي فتظهر ما طوت نفثاتي

فمين يراه أخو الجمال كخاشع

يستقبل المحراب في الصلوات

وأكاد أهتف كلما استوضحته

في نشوة سلمت يد الساعاتي

نصيحة مردودة

يقولون لي لا تنظم الشعر طالبا

فمضيعة للوقت أن تنظم الشعرا

لقد حكموا إذا عفا الله عنهم

وقالوا بما لم يعلموا فأتوا نكرا

ترى حسبوا نظم القريض تجارة

إذا لم تساقط ربحها لاقت الهجرا

هي النفس ترضى أو تهاج فينثنى

بها القلب وجدانا فأرسله شعرا

ولي مهجة خلت الهواء أديمها

يعيث بها صافي النسيم إذا مرا

وقلب يروم الليل عاما لصمته

ويأخذه ثغر الصباح إذا افترا

وعين ترى الطفل اليتيم فتجتوى

حياة هموم ما تزال بها عبرى

ولي كبد إما أحست غضاضة

لهجر حبيب خانني اضطرمت جمرا

ليأخذني الوجه الصبيح فأنحني

فآخذ معنى الشعر من كبدي الحرى

وأزفر إذ يرمى الهوى بشراره

فأودع أنفاسي قصائدي الغرا

وما هذه الأيام إلا قصيدة

حوت خبث الأشعار والصافي الحرا

كذا العيش يوم لا تطيق سواده

ويوم ترى الدنيا وقد طفحت بشرا

أهكذا الناس

يمن على بالنزر اليسير

وآتى المن بالجلل الخطير

إذا جادوا على ببعض فضلي

وهذا نادر نزلوا بخيري

رذاذهم لدي غزير وبل

ودون القطر عندهم غزيري

سامر القرية

للشاعر في قريته مطر طارس من أعمال الفيوم جلسات حبيبة بين أهله وأصدقائه كان حرمانه منها شاقا عليه

تمتعوا بفؤادي إذا ناى البدن

لن يبرح القلب أ؛بابا بها سكنوا

تعلموا عنه معنى الحب كيف سما

وعشرة الناس كم يرى لها سنن

لا عدت بعدكم أدري السرور ولا

للبشر بين ثنايا مهجتي طن

من لي بأيامكم غرا ودوركم

زهرا وأنفس صحب كلها حسن

أين الزعيم أظلتكم مآثره

وطوقت جيدكم من جوده المنن

وأني نعماته الزهراء يرسلها

نورا على القوم لا ينتابه وهن

وأين منها مزاح كنت أحسبه

من الطلاوة قرآنا به فتنوا

وأين مقدامنا الغالي أبو عوض

وضحكنا منه إذا ينتابه الوسن

أين الجبالي تشجينا طرائفه

من الروايات يحكيها لمن فطنوا

وابن العراقي بين القوم مضطجعا

يمد ساقيه ميلا وهو مرتكن

وأين معترض كم كنت أحفزه

عليه حتى يثورا بعد إذ سكنوا

ما كان أعذب أن نلقى شجارهما

سلوى عن الهم ينسى الهم من حزنوا

وأين حدادنا ينساب فلسفة

ما كنت أدري بأي الكتب تختزن

بغير معنى ومعنى لا وجود له

وللمعارض شما محكما يزن

وغير ذاك وهذا من أحبتنا

محافل كل ما فاضت به منن

إلى اللقاء وجوها فالقلوب لها

من الوفاء ملتقى بالشوق يقترن

ساقي الشاي

ذاك نعناعه يغازلني

فيصدر الهجوم من وسنى

مغريا بالتهام كوبه

قم شابه قبل مفتتن

هو ذا الشاي لاح ممتزحا

لي بنعناعه كيف أني

ساقي الشاي جزء إلى به

ألف شرب له تقدمني

أنا من أرتوى به سحرا

ألف كوب فلا يؤقني

أنامن ألهم القصيد به

غزلا في مزاجه الحسن

أنا في الشاي فاق شعري ما

جاء في خمرهم عن الحسن

أيه يا صالح اسقني عجلا

عسجدي الصفاء يفتنني

اسقني الشاي خالصا ذهبا

واسقه الأدعياء باللين

ليلي

صديقتي الرضيع

هزئت بالبدر ليلي

إذا بدت تختال ليلا

يتهادى المركب الوا

ني بها تيها ودلا

وهي في الديباج غرقي

ترفا تزهو نبلا

ملؤها خفة روح

وبها النعمة تجلي

كملت حسنا ولما

تكتمل في العمر حولا

طفلة تغرى الفتى اليا

فع أن يرجع طفلا

يثب القلب حنانا

إن رآها تتجلى

وإذا داعبتها لم

لم أرع لي سنا وعقلا

كم تجاهلت وقاري

وقلبت الجد هزلا

ولقد أحملها السا

عات لولا أن تملأ

هي من رحمة ربي

تغمر الآفاق ظلا

هي نور قدسي

صاغه للناس فضلا

يحسد القلب عليها

جيرة قربي وأهلا

من أب يحنو وأم

عشقتها نفس ليلى

بل أراني أحسد المر

ضع والخادم جذلا

ليت لي منها جوارا

طيلة العمر ووصلا

إنها أنشودة الخ

لد على الأيام تتلى

شهيد المرؤة

في رثاء الصديق المرحوم محمد أفندي العياط الذي احترق لينقذ امرأة من النار

قل لجبريل يجمع الأصحابا

ليعيدوا لهي الجنان مآبا

وادع داود بالمزامير يصدح

في ربى الخلد أغنيات عذابا

تلك ذكراك شغل كل لسان

كسيت من ثنائنا أثوابا

ومشى الدمع حولها يطفئ الن

ار من القلب ما تلظى وذابا

يا شهيد المروءة انظر نجدها

تقتل الصبر أر تشق الثيابا

رحت بالأمس كي تلبي نداها

وتنجي من الهلاك مصابا

فكان المنون أغرت بها النا

ر لتلقاك طعمة ومنابا

رحت تفدي من المنية نفسا

توغل النار في حشاها انتهابا

فصددت الحريق عنها فنالت

ثأرها منك وارتضتك مثابا

بات جلبابك الرقيق غذاها

ثم حاكت لك اللظى جلبابا

واستبدت بجسمك النضر ترعى

منه ما تشتهي وتدمى الإهابا

يا لها غلظة تروع الرواسي

وتهد الربي وتبلى القبابا

أي شهيد المروءة أنعم بدار الخلد

واقنع بالأنبياء صحابا

لن ترى النار بعد أو تبرح الجن

ة أو يحرم الرضا والثوابا

وجوار الإله أكرم مثوى

من أمان في العيش تغدو كذابا

كل حي إلى مصيرك مهما

عدد الناس للفنا أسبابا

لايسئك الصغار فالله أولى

بهم منك وهو أوسع بابا

أي فقيد الشباب والخطب قاس

كم تثير الجوى وتبكي الشبابا

ذقت بالنار لحظة من عذاب

ونرى ذكرك الحياة عذابا ذ

رب أم تود لو كنت باكي

ها لو قدمت عليك حسابا

وأن زانه وقار شيوخ

بات كالطفل لا يمل انتحابا

وصغار لهم حييت ملاذا

نوحهم يصدع الصخور الصلابا

زفرات من الصدور تغطي

أفق الروض بالهموم ضبابا

أيه فتحى ما للهموم تراى

في محياك ألسنا وحرابا

عجبا ما رأيت قبلك طفلا

يحمل الهم و يخاف المصابا

يا بني اخلع الحداد لك لله

ولا تخشى للحوادث نابا

من يرى الله من أبيه بديلا

يصغر الدهر عنده أن يهابا

بهاء

تحية للصديق بهاء الدين سامي في عيد ميلاده

ب)

بهاء لا يعادله بهاء

أفاض عليه رقته بهاء

هنيئا للمكارم يوم أنس

بمولد صبها وكذا الهناء

أ)

أخي أراك في العشرين فذا

وكم أخفى أخا المئة الغباء

أقام المجد يوم ولدت عرسا

ولبى في الخلود له نداء

عدنان

نجل حضرة الزميل إسماعيل معتوق

ع)

عدنان فيك صفونا مجتمع

ومن محياك السعود ينبع

د)

دمت لوالديك ذخرا ينفع

ونعمة من الهنا تسجع

ن)

نما بك الرجاء وكاد يقطع

فانهض أبيا لا يرعك فزع

أ)

إلى العلا مثلك لا يروع

أشبه أباك بالمعالي يولع

ن)

نعم الأب البر والابن لطيع

ما بين عينيه الأماني تلمع

فلاح مصر

مهداة إلى الفلاح الزميلة (ابنة الشاطئ)

ملك في ثيابه الباليات

بين أسماله حمى المكرمات

ما لأخلاقه تسامي الثريا

وهو عند الثرى رهين الفلاة

خير ما يجتلي غنى النفس فيه

وهو يطوي النهار بالكسرات

إن يكن بالعفاف قد أجدب الده

ر ففي كوخه يرى الثكنات

إذا الجود غاض في كل أرض

فاض عنه جداولا دافقات

أجدر الناس بالمراحم بينا

هو أقصاهم عن الرحمات

شمم في تواضع وسخاء

مع فقر ورأفة في ثبات

والتقي فوق كل شيء إذا ما

هجر الكون وده بالصلات

مسجد القرية البسيط بناء

عامر بالرجال في الأوقات

لو ترى سعيهم وقد أذن الفجر

فخفا مواكبا للصلاة

قد سعى نورهم وضيئا كريما

بين أيديهم وفي الطرقات

ملك العاشقين

(إدوارد الثامن)

يهين عرش الثرى وعرش الجمال

روع الخافقين عنف النضال

لحظات من الصراع قصار

يعقم الدهر بعدها بالجلال

جبروت الهوى ينازل فيها

ملكوت الورى أشد نزال

والزمان العتيد يرتقب العق

بى بعيني تهيب وخبال

مشرئب إلى المصير ليتلو

من ثناياه عبرة الأجيال

فإذا بالصدام يكشف عما

لم يدر قط لامرئ في خيال

وإذا الملك عنده لا يساوي

بسمة من حبيبه المختال

ملك العاشقين مرحى فأنت ال

يوم برهاننا على الجهال

أرأوا أن للسعادة معنى

في فرق الميزان والمكيال

سلمت يد الساعاتي

يمنك تنقش أم أي ح

يهفو بها قلبي على الصفحات

وإن صغت وجداني قصيدا صغته

نقشا يمثل روحه أبياتي

فإخال ريشتك الرفيقة ألبست

قلمي فتظهر ما طوت نفثاتي

فمين يراه أخو الجمال كخاشع

يستقبل المحراب في الصلوات

وأكاد أهتف كلما استوضحته

في نشوة سلمت يد الساعاتي

نصيحة مردودة

يقولون لي لا تنظم الشعر طالبا

فمضيعة للوقت أن تنظم الشعرا

لقد حكموا إذا عفا الله عنهم

وقالوا بما لم يعلموا فأتوا نكرا

ترى حسبوا نظم القريض تجارة

إذا لم تساقط ربحها لاقت الهجرا

هي النفس ترضى أو تهاج فينثنى

بها القلب وجدانا فأرسله شعرا

ولي مهجة خلت الهواء أديمها

يعيث بها صافي النسيم إذا مرا

وقلب يروم الليل عاما لصمته

ويأخذه ثغر الصباح إذا افترا

وعين ترى الطفل اليتيم فتجتوى

حياة هموم ما تزال بها عبرى

ولي كبد إما أحست غضاضة

لهجر حبيب خانني اضطرمت جمرا

ليأخذني الوجه الصبيح فأنحني

فآخذ معنى الشعر من كبدي الحرى

وأزفر إذ يرمى الهوى بشراره

فأودع أنفاسي قصائدي الغرا

وما هذه الأيام إلا قصيدة

حوت خبث الأشعار والصافي الحرا

كذا العيش يوم لا تطيق سواده

ويوم ترى الدنيا وقد طفحت بشرا

أهكذا الناس

يمن على بالنزر اليسير

وآتى المن بالجلل الخطير

إذا جادوا على ببعض فضلي

وهذا نادر نزلوا بخيري

رذاذهم لدي غزير وبل

ودون القطر عندهم غزيري

سامر القرية

للشاعر في قريته مطر طارس من أعمال الفيوم جلسات حبيبة بين أهله وأصدقائه كان حرمانه منها شاقا عليه

تمتعوا بفؤادي إذا ناى البدن

لن يبرح القلب أ؛بابا بها سكنوا

تعلموا عنه معنى الحب كيف سما

وعشرة الناس كم يرى لها سنن

لا عدت بعدكم أدري السرور ولا

للبشر بين ثنايا مهجتي طن

من لي بأيامكم غرا ودوركم

زهرا وأنفس صحب كلها حسن

أين الزعيم أظلتكم مآثره

وطوقت جيدكم من جوده المنن

وأني نعماته الزهراء يرسلها

نورا على القوم لا ينتابه وهن

وأين منها مزاح كنت أحسبه

من الطلاوة قرآنا به فتنوا

وأين مقدامنا الغالي أبو عوض

وضحكنا منه إذا ينتابه الوسن

أين الجبالي تشجينا طرائفه

من الروايات يحكيها لمن فطنوا

وابن العراقي بين القوم مضطجعا

يمد ساقيه ميلا وهو مرتكن

وأين معترض كم كنت أحفزه

عليه حتى يثورا بعد إذ سكنوا

ما كان أعذب أن نلقى شجارهما

سلوى عن الهم ينسى الهم من حزنوا

وأين حدادنا ينساب فلسفة

ما كنت أدري بأي الكتب تختزن

بغير معنى ومعنى لا وجود له

وللمعارض شما محكما يزن

وغير ذاك وهذا من أحبتنا

محافل كل ما فاضت به منن

إلى اللقاء وجوها فالقلوب لها

من الوفاء ملتقى بالشوق يقترن

ساقي الشاي

ذاك نعناعه يغازلني

فيصدر الهجوم من وسنى

مغريا بالتهام كوبه

قم شابه قبل مفتتن

هو ذا الشاي لاح ممتزحا

لي بنعناعه كيف أني

ساقي الشاي جزء إلى به

ألف شرب له تقدمني

أنا من أرتوى به سحرا

ألف كوب فلا يؤقني

أنامن ألهم القصيد به

غزلا في مزاجه الحسن

أنا في الشاي فاق شعري ما

جاء في خمرهم عن الحسن

أيه يا صالح اسقني عجلا

عسجدي الصفاء يفتنني

اسقني الشاي خالصا ذهبا

واسقه الأدعياء باللين

ليلي

صديقتي الرضيع

هزئت بالبدر ليلي

إذا بدت تختال ليلا

يتهادى المركب الوا

ني بها تيها ودلا

وهي في الديباج غرقي

ترفا تزهو نبلا

ملؤها خفة روح

وبها النعمة تجلي

كملت حسنا ولما

تكتمل في العمر حولا

طفلة تغرى الفتى اليا

فع أن يرجع طفلا

يثب القلب حنانا

إن رآها تتجلى

وإذا داعبتها لم

لم أرع لي سنا وعقلا

كم تجاهلت وقاري

وقلبت الجد هزلا

ولقد أحملها السا

عات لولا أن تملأ

هي من رحمة ربي

تغمر الآفاق ظلا

هي نور قدسي

صاغه للناس فضلا

يحسد القلب عليها

جيرة قربي وأهلا

من أب يحنو وأم

عشقتها نفس ليلى

بل أراني أحسد المر

ضع والخادم جذلا

ليت لي منها جوارا

طيلة العمر ووصلا

إنها أنشودة الخ

لد على الأيام تتلى

شهيد المرؤة

في رثاء الصديق المرحوم محمد أفندي العياط الذي احترق لينقذ امرأة من النار

قل لجبريل يجمع الأصحابا

ليعيدوا لهي الجنان مآبا

وادع داود بالمزامير يصدح

في ربى الخلد أغنيات عذابا

تلك ذكراك شغل كل لسان

كسيت من ثنائنا أثوابا

ومشى الدمع حولها يطفئ الن

ار من القلب ما تلظى وذابا

يا شهيد المروءة انظر نجدها

تقتل الصبر أر تشق الثيابا

رحت بالأمس كي تلبي نداها

وتنجي من الهلاك مصابا

فكان المنون أغرت بها النا

ر لتلقاك طعمة ومنابا

رحت تفدي من المنية نفسا

توغل النار في حشاها انتهابا

فصددت الحريق عنها فنالت

ثأرها منك وارتضتك مثابا

بات جلبابك الرقيق غذاها

ثم حاكت لك اللظى جلبابا

واستبدت بجسمك النضر ترعى

منه ما تشتهي وتدمى الإهابا

يا لها غلظة تروع الرواسي

وتهد الربي وتبلى القبابا

أي شهيد المروءة أنعم بدار الخلد

واقنع بالأنبياء صحابا

لن ترى النار بعد أو تبرح الجن

ة أو يحرم الرضا والثوابا

وجوار الإله أكرم مثوى

من أمان في العيش تغدو كذابا

كل حي إلى مصيرك مهما

عدد الناس للفنا أسبابا

لايسئك الصغار فالله أولى

بهم منك وهو أوسع بابا

أي فقيد الشباب والخطب قاس

كم تثير الجوى وتبكي الشبابا

ذقت بالنار لحظة من عذاب

ونرى ذكرك الحياة عذابا ذ

رب أم تود لو كنت باكي

ها لو قدمت عليك حسابا

وأن زانه وقار شيوخ

بات كالطفل لا يمل انتحابا

وصغار لهم حييت ملاذا

نوحهم يصدع الصخور الصلابا

زفرات من الصدور تغطي

أفق الروض بالهموم ضبابا

أيه فتحى ما للهموم تراى

في محياك ألسنا وحرابا

عجبا ما رأيت قبلك طفلا

يحمل الهم و يخاف المصابا

يا بني اخلع الحداد لك لله

ولا تخشى للحوادث نابا

من يرى الله من أبيه بديلا

يصغر الدهر عنده أن يهابا

بهاء

تحية للصديق بهاء الدين سامي في عيد ميلاده

ب)

بهاء لا يعادله بهاء

أفاض عليه رقته بهاء

هنيئا للمكارم يوم أنس

بمولد صبها وكذا الهناء

أ)

أخي أراك في العشرين فذا

وكم أخفى أخا المئة الغباء

أقام المجد يوم ولدت عرسا

ولبى في الخلود له نداء

عدنان

نجل حضرة الزميل إسماعيل معتوق

ع)

عدنان فيك صفونا مجتمع

ومن محياك السعود ينبع

د)

دمت لوالديك ذخرا ينفع

ونعمة من الهنا تسجع

ن)

نما بك الرجاء وكاد يقطع

فانهض أبيا لا يرعك فزع

أ)

إلى العلا مثلك لا يروع

أشبه أباك بالمعالي يولع

ن)

نعم الأب البر والابن لطيع

ما بين عينيه الأماني تلمع