رحلة في مرج الزهور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رحلة في مرج الزهور
"قصةٌ اعتقال وإبعاد 415 داعية ومُقاوم ومُجاهد وبطل"

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)


مقدمة

الدكتور عصام العريان في زياره للمبعدين بمرج الزهور


مع ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، نحاول أن نتعرف على بعض مراحل تربية القيادة سياسيا في أوقات تحدي المحتل الصهيوني لهم، حيث كان مرج الزهور الذي اعتبره المحتل منفى لهؤلاء القادة أصبح معسكرا لتربية هؤلاء المجاهدين..

وموقع إخوان ويكي يحاول أن يتطرق لبعض الأحداث التاريخية الهامة في تاريخ حركة حماس خاصة مرحلة النفي والتي تضامن معها العالم كله.

ولقد شارك الإخوان بمصر في أكثر من وفد لزيارة المبعدين في مرج الزهور من قادة حماس وحركة الجهاد الإسلامي حيث زارهم الدكتور أحمد الملط والدكتور عصام العريان والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم.


أسباب الاعتقال والنفي

قام الجهاز العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام) التابع لحركة حماس الإسلامية في فلسطين بعملية اختطاف جندي إسرائيلي، على إثره طالب الجهاز العسكري لحركة حماس الحكومية الإسرائيلية بإطلاق سراح معتقلين من حركة حماس وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل الساعة التاسعة من اليوم التالي وإلا فإن كتائب القسام ستقوم بقتل الجندي الإسرائيلي ..

وفعلا في مساء اليوم التالي أعلنت كتائب عز الدين القسام عن قتل الجندي الإسرائيلي لعدم انصياع إسرائيل لمطالب الجهاز العسكري.

بعد قتل الجندي الإسرائيلي اجتمع المجلس الوزاري لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 17/12/1992 واتخذ قراراً بإبعاد كافة قادة حركة حماس وعدد من قادة الجهاد الإسلامي.

أُعتقل الدعاة والمجاهدين من حركة حماس والجهاد، وانتظروا المعتقلون ثلاثة أيام وهم لا يعرفون شيئا في مصيرهم ، سوى أن هناك عدد من الاعتقالات غريبة طالت عناصر وقيادات حركتهم تتم منذ ثلاثة أيام ، قارب عدد من أعتقل فيها الألف شخص .

خلال هذه الأيام كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل على قدم وساق من أجل إعداد قائمة كاملة للمعتقلين الذين سيتم إبعادهم وكانت تحركات وتنقلات المتعقلين التابعين لحركة حماس في السجون الإسرائيلية غاية في الغرابة والتعقيد يحث لم تكن الأمور اعتيادية بل كانت على دفعات، ولم يكن يعلم هؤلاء الذين يتم أخذهم بأنهم سينقلون عبر الطائرات ( الهيلوكبتر ) أو الباصات إلى منطقة واقعة على الحدود الفلسطينية المحتلة واللبنانية .

جُمع كافة الأشخاص الذين إتخذ بحقهم قرار الإبعاد وهم أربعمائة وخمسة عشر ( 415 ) شخصا كان معظمهم من حركة حماس وقلة هم الذين يتبعون لحركة الجهاد الإسلامي قرابة 40 شخصاً ، ورغم كل هذا فلم يصدق المعقتلون الـ 415 بأن إسرائيل سوف تقوم بإبعادهم حتى إلى هذه اللحظة إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.


بداية الرحلة

الأستاذ إسماعيل هنية والدكتور عبد العزيز الرنتيسي بمرج الزهور

أنزل الجنود الإسرائيليون كافة المعتقلين من الباصات والطائرات وبدأوا بفك قيودهم ورفع الأربطة عن أعينهم وقاموا بتحميلهم على ظهر الشاحنات نقل تجارية وقد وصل عدد الشاحنات الناقلة إلى ستة شاحنات وكان يملكها أشخاص دروز يعملون في النقل بين الحدود اللبنانية والفلسطينية المحتلة، سارت الشاحنات مسافة خمسة كيلو مترات في اتجاه الحدود اللبنانية فيما يعرف بالمنطقة المحرمة وعند اقتراب الشاحنات من الحدود اللبنانية خرج الجنود اللبنانيون واعترضوا الشاحنات وطلبوا من المعتقلين عدم النزول من الشاحنات والعودة من حيث أتوا حيث لا يوجد قرار من الحكومة اللبنانية بإدخالهم إلى لبنان .

عادت الشاحنات أدراجها إلى المطلة ولكن قبل وصول الشاحنات إلى المنطقة بحوالي 3 او 4 مرات قامت القوات الإسرائيلية بفتح النيران بكثافة شديد باتجاه الشاحنات والمبعدين الفلسطينيين، الأمر الذي جعل سائقي الشاحنات يعودون للخلف ويطلبون من المعتقلين النزول من الشاحنات حيث لا مفر لهم سوى البقاء بين الناريين، نار الأسلحة الإسرائيلية ونار القرار اللبناني بعدم السماح لهم بالدخول.

نزل المبعدون جميعا من الشاحنات وحاولوا الجلوس بالقرب من وطنهم الذي ابُعدوا عنه لكن النيران الإسرائيلية منعتهم من التقدم وكان الفجر قد بدأ في البزوغ .

فقرر المبعدون الفلسطينيون البدء بأخذ زمام المبادرة حيث باتوا على قناعة تامة الآن بأنه قد تم فعلا إبعادهم إلى جنوب لبنان وأنهم قد أصبحوا خارج الوطن، فقرروا أن يجلسوا في اقرب منطقة يوجد بها ماء، وفعلا وجد المبعدون أنفسهم بعد لحظات من المسير أنهم في منطقة تلّية بين نهرين من الماء، فقرروا الجلوس بها وأقاموا تلة المبعدين .

فيما بعد عرف المبعدون أن هذه المنطقة التلية التي أقاموا بها تسمى ( مرج الزهور ) وهي قرية لبنانية يقطنها سكان لبنانيون سنيون .


فـي مواجهة الواقع الصعب

أستقر المبعدون في هذا المكان ( مرج الزهور ) والذي ارتبط فيهم فيما بعد بهم حتى هذا الوقت حيث أصبح يطلق على المبعدين مصطلح( مبعدي مرج الزهور ) ، كان البرد شديداً ، بل قارص الشدة ، وإضافة إلى ذلك كان تهطل عليهم الثلوج ، لم يكن لدى المبعدين أي ملابس إضافية أو خاصة تقيهم هذا البرد الثلجي الذي لم يعتادوا عليه في حياتهم ، فكان المبعدون قد نقلوا أو رحلّوا أو أبعدوا بنفس الملابس التي خرجوا بها من بيوتهم لحظة اعتقالهم ولم تكن تلك الملابس تقيهم برد هذه المنطقة القارسه، ثم أين سينامون أو يقيمون بين السماء والثلج ؟؟!!!!!!!!

كانت اللحظات الأولى في غاية القسوة هذا إذا ما أضفنا لها المسألة النفسية الصعبة جدا وهي تقبل فكرة الإبعاد والابتعاد عن الوطن والأهل هكذا في لحظات قليلة ، بدون سوابق إنذار وبدون أمل أو يقين بأن هذا الأمر سيكون لفترة بسيطة ، لقد كان الأمر في غاية التعقيد واليأس والتعب .

أصبح العالم صباح ذلك اليوم على قرار إسرائيل بإبعاد ناشيطي حماس والجهاد إلى جنوب لبنان فبدأت وسائل الإعلام بالتحرك السريع لتغطية الخبر كما بدأت المؤسسات الدولية والإنسانية بالتحرك من أجل المساعدة في تجاوز محنات هذا القرار الأرعن .

كان الصليب الأحمر الدولي أول من وصل إلى المبعدين في مرج الزهور وقد نقل لهم الخيام والأغطية وبعض المستلزمات الأساسية الأولية للاستقرار ، وبدأت وسائل الإعلام بالتحرك لتنقل وقائعهم صورة وصوتاً وحدثا .

وقد عرف المبعدون حينها أن القرار اللبناني بعدم دخولهم لبنان كان قرار تم بناء على اتصالات بين قيادات حركة حماس في الخارج وبين الحكومة اللبنانية من أجل خلق ورقة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادتهم إلى الوطن بدلا من إبعادهم مدى الحياة.


حياة الخيام بين الحدود اللبنانية والحدود والفلسطينية

الدكتور عزيز الدويك والدكتور عبد العزيز الرنتيسي بمرج الزهور

مرت الأيام الأوائل من الإبعاد كالحلم وبدأ المبعدون يستيقظون ويدركون أن الأمر بات حقيقة مؤكدة وأن عليهم التعامل مع هذا الواقع الذي آلوا إليه حتى يتمكنوا من البقاء والمواجهة والمقاومة ، فبدأوا في ترتيب أمورهم من أجل تنظيم مخيمهم حيث كان من المبعدين عدد كبير من مؤسسي حركة حماس منهم الشيخان عبد الفتاح دخان ومحمد شمعة والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وهم من أسسوا الحركة مع الشيخ أحمد ياسين ، وعدد آخر من القيادات مثل الدكتور محمود الزهار ..بدأت القيادة التاريخية لحركة حماس بترتيب المخيم من كافة النواحي من أجل إدخال النظام إلى حياة المبعدين ، استمرت هذه القيادة الميدانية لمدة ثلاثة شهور بعدها قامت انتخابات داخلية من أجل توسيع دائرة الشورى واتخاذ القرار، حيث بات واضحاً في الأفق أن أمورا كثيرة ستحدث ، وقرارات مصيرية ستتُخذ ، وهذا يحتاج إلى قرارات ومسؤولية جماعية وفعلا تمت الانتخابات وتم إفراز عدد من اللجان تقوم على تسهيل حياة المبعدين ، وقد مثلت اللجان الآتي :

1- لجنة علاقات خارجية: تتعلق باستقبال الوفود الإعلامية والزائرة والتنسيق معها ومع المؤسسات والهيئات التي كانت تقدم المساعدات المعنوية أو المادية .
2- لجنة إعلام خارجية وداخلية: تهتم بنقل الواقع الذي يعيشه المبعدون إلى كافة أنحاء العالم عبر اللقاءات والتصريحات وعبر البيانات الداخلية والنشرات الخاصة التي كانت توزع بين المبعدين، وقد كان على رأس هذه اللجنة الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي و كان هو المتحدث الإعلامي باسم المبعدين .
3- لجنة التموين: تهتم بكافة المئونات التي يحتاجها المخيم بالتنسيق مع اللجان الأخرى والداعمة .
4- لجنة التعليم والصحة: كانت من أبرز اللجان وأكثرها خدمة للمبعدين ، حيث كان من ضمن المبعدين عدد لا بأس من علماء ومفكرين وأطباء وخطيبي المسجد الأقصى وخطباء غزة والصفة الغربية، أدى وجود هذه الطاقات والكوادر إلى إنشاء جامعة للمبعدين (ابن تيمية) وقد تم التنسيق مع جامعات فلسطين في الضفة وغزة لاحتساب المواد التي سيدرسها الدارسون والشهادات التي ستُعطى لهم من قبل هذه الجامعة ، وفعلا أستطاع عدد كبير من المبعدين إكمال جزء كبير من دراستهم في جامعة ( ابن تيمية ) ، إضافة إلى أن الجامعة أقامت دورات في تحفيظ القرآن الكريم والتلاوة ودورات اللغات الأجنبية ، كان لهذه الجامعة نصيب من رفع معنويات المبعدين واستغلال أوقاتهم بما هو نافع لهم. وقام الأطباء في هذه اللجنة بإقامة عيادة طبية وقد تم تجهيز هذه العيادة بعدد بسيط من المعدات والأدوية واللوازم الأخرى ، حيث أصبح بمقدور هذه العيادة الطبية بإجراء عمليات جراحية متوسطة ، ومن الطريف أن عدد من سكان مرج الزهور تلقوا علاجا منها وأجريت لهم بعض العمليات الجراحية المتوسطة. رغم صعوبة المعيشة وخاصة الجانب الإنساني المرتبط بالأهل والأسرة إلا أن بارقة أمل طل على المبعدين من خلال الهواتف التي وصلت إلى المكان عبر شركات اتصالات، حيث وجد المبعدين خطا هاتفيا دوليا مكنّهم من الاتصال بذويهم.


رسالة من المبعدين الفلسطينيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة

رسالة من المبعدين الفلسطينيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة يشرحون فيها مأساة إبعادهم مرج الزهور (لبنان), 29/12/1992:

حضرة السكرتير العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي المحترم:

تحية طيبة, وبعد:

نحن الفلسطينيين الذين أبعدتهم السلطات الإسرائيلية يوم الخميس 17/12/1992, وعددنا 413, نخاطبكم والرأي العام الدولي والضمير العالمي وكل المؤسسات الإنسانية, واضعين مأساتنا في ما يلي من السطور:

1- ملخص ظروفنا:

أ- نحن المبعدين, من فئات عمرية (نسبة إلى العمر) وصحية متنوعة, منا من جاوز الخمسين وعددهم 12, ومن من هم دون العشرين وعددهم 23, البعض يعاني من أمراض مزمنة كالسكري والضغط والكلى وعددهم 52, ولدينا مصابان بالرصاص الإسرائيلي قبل الإبعاد, وبعد إبعادنا ولدى محاولتنا العودة إلى وطننا في مسيرة سلمية صامتة يوم الاثنين 21/12/1992 أصيبت 6 برصاص الجيش الإسرائيلي. ولصعوبة الأحوال الجوية وشدة البرودة وقلة المواد الغذائية تفاقمت الحالات المرضية, وأضيفت عشرات الحالات يوميا, وزاد الأمر سوءا إخراج مرضانا من مستشفاهم في لبنان.
ب- نفد ماء الشرب وتقلصت المواد الغذائية والطيبة وانعدمت وسائل التدفئة لانقطاع الكاز, ولمنع حكومتي إسرائيل ولبنان دخول المعونات إلينا.
ج ـ المنطقة التي نعيش فيها بين سلطتي الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي منطقة غير آمنة باعتبارها معرضة للعمليات العسكرية وتكثر فيها الألغام.

2- المجتمع الدولي وقرار الإبعاد:

أ- قرار الإبعاد بلا محاكمة, ومن غير تهم, مخالف للقانون الدولي ومرفوض إنسانيا.
ب- نثمن قرار مجلس الأمن 799, الذي أدان إسرائيل. لكنه لم يشتمل على إجراءات تضمن تنفيذه, مما دعا إلى أسفنا.
ج- إسرائيل تحدت المجتمع الدولي ورفضت الانصياع لقرار مجلس الأمن 791, وهذا سبب استياء ليس في أوساطنا فقط بل في العالم العربي وسائر الدول المتحضرة.
د- أعلنت السلطات الإسرائيلية عن خطأ في أسماء المبعدين, وأن بعضهم أبعد ولم يكن في القائمة, مما يجعل القرار باطلا من أساسه.
هـ بدعوى قتل جندي إسرائيلي كانت مسألة الإبعاد الجماعي العقوبة التي شملتنا, وأهلنا قرابة 3000 فرد صغير وكبير, وبالعقوبات الجماعية مرفوضة دوليا وقانونيا وإنسانيا.
وـ لدينا من الأطباء 12, والمهندسين 14, وأساتذة الجامعات 17, والعلماء 100, والصحافيين 4, وحملة الدبلوم 71, والتجار 36, الممرضين 5, والمحامين 1, فهل يتصور أن هؤلاء جميعا وراء قتل الجندي الإسرائيلي.

إننا من وسط معاناتنا ومرضانا وجرحانا, وباسم أسرانا وشعبنا, نطالبكم بالتالي:

1- العمل الفوري على إعادتنا إلى أرضنا وأطفالنا ونسائنا تنفيذا لقرار مجلس الأمن 799, وحفاظا على هيبة القرار ومؤسسته.
2- إطلاع السادة أعضاء مجلس الأمن على رسالتنا هذه.
3- إنقاذنا من مأساة المرض والموت في هذا الموقع.


بيان الحكومة الصهيونية في شأن الإبعاد

تاريخ الصدور: 17/12/1993

أ ـ قررت الحكومة في جلستها أمس. أنه إزاء أعمال الإرهاب الإجرامية التي تهدف إلى الإضرار بسكان دولة إسرائيل وتخريب عملية السلام, يجب اتخاذ خطوات ضد منظمات القتل والإرهاب الإسلامية ـ الأصولية, عدوة السلام.

ب ـ إن الحكومة, في ضوء وجود وضع طوارئ. ومن أجل الحفاظ على أمن الجمهور وأمن المناطق, قررت في جلستها أن تفوض إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع منح القادة العسكريين لمناطق يهودا والسامرة وغزة, صلاحية إصدار أوامر تتلاءم مع متطلبات الأمن الفورية الضرورية, في شأن إبعاد مؤقت فوري للمحرضين من سكان المنطقة, الذين يهددون بأعمالهم حياة البشر أو يحرضون على مثل هذه الأعمال.

ج ـ تقرر أن يحدد القادة العسكريين فترة الإبعاد المؤقت, وألا تكون هذه الفترة أكثر من عامين. د ـ يحق لمن يشمله هذا الإبعاد أن يعترض خلال 60 يوما على إبعاده أمام لجنة خاصة, عن طريق أحد أفراد عائلته أو محاميه, على أساس القواعد التي ستحدد في الأوامر.

ه ـ تؤكد الحكومة أنها تتمسك بعملية السلام حتى النهاية, وأنها لا تنوي التوقف عن مواصلة المفاوضات التي تجري هذه الأيام في واشنطن. وترى الحكومة السلام هدفا مركزيا في سياستها. وفي موازاة عملية السلام, تؤكد الحكومة أنها ستشن حرب إبادة على الإرهاب بأنواعه, وستضرب الذين يلحقون الضرر بمواطني إسرائيل وبعملة السلام.


من ذكريات مبعدي مرج الزهور

"أرادوها لنا منفى ونكبة، واخترنا أن تكون رحلة وتجربة وعودة حتمية".. بهذه الكلمات تحدث عدد من المبعدين العائدين من مرج الزهور عن تجربة الإبعاد والعودة .

سبعة عشر عاماً مضت والذاكرة لازلت حية متيقظة، تستعيد وقع أقدام الجنود الصهاينة الذين قدموا لاعتقال أكثر من 415 ناشطاً من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وإبعادهم إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.. كان ذلك في السابع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 1992

العالم ما زال يذكر صورهم وكلماتهم التي نقشوها على الثلج الأبيض سنعود.. حتما سنعود.. وعادوا قبل أن يذوب الثلج.

ليلة الاعتقال من أبرد ليالي كانون الأول

الشيخ حامد البيتاويخطيب المسجد الأقصى أحد المبعدين الى مرج الزهور

وتوثق كراسات ذكريات المبعدين ومنهم الشيح حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين وأحد مبعدي مرج الزهور الذي ألف كتاباً بعنوان: "من ذكريات مبعدي مرج الزهور"..

أخذ الشيخ البيتاوي يقلّب صفحات كتاب "من ذكريات مبعدي مرج الزهور"، وهو يحدثنا عن تجربته في الإبعاد يقول: "كانت ليلة الاعتقال من أبرد ليالي شهر كانون الأول، وكان الجو ماطراً وعاصفاً، ُطرق باب منزلي بقوة، من الطارق؟ جيش (الدفاع)...أجابوا، قاموا بتعصيب عيني وتقييد يدي وألقوا بي في سيارة عسكرية وتوجهوا بي إلى مقر الحكم العسكري في نابلس".

ويضيف قائلاَ: قام أحد ضباط المخابرات بالإمساك بلحيتي وشتمي بألفاظ بذيئة ثم طرحوني وعشرات الأخوة في العراء تحت المطر والبرد.

من ناحيته يحدثنا الشيخ الأسير أحمد الحاج علي واحد من المبعدين إلى مرج الزهور، والمعتقل حالياً في سجون الاحتلال الصهيوني، عن ليلة الاعتقال فيقول: "قاموا باعتقالي من منزلي، ومن ثم نقلونا إلى الخيم التي كانت الأنهار تجري من تحتها والماء ينفذ من سقفها، ثم حرمونا من الطعام والشراب وقضاء الحاجة لأكثر من 20 ساعة حتى اضطررنا إلى أكل بقايا الخبز الناشف، وبعد منتصف الليل حضر أحد الضباط وبدأ يلقي على مسامعنا لائحة أسماء، بعدها مباشرة أخذونا إلى الباصات مقيدين والأكياس في رؤوسنا بعد تصويرنا.

لافتة مكتوب عليها "المطلة"

الشيخ داود أبو سير أحد رموز الحركة الإسلامية في مدينة نابلس، وصف رحلة الإبعاد في الباصات فقال: "كل التوقعات كانت تشير إلى أنهم يتجهون بنا نحو سجن النقب، ولكن بعد أن تجاوزت مدة السير أكثر من 60 ساعة حرمنا خلالها من الأكل أو الشرب أو قضاء الحاجة أو السؤال عن الجهة التي نتجه إليها، عندها أيقنا أن الأمر أكبر من الأبعاد، وبعد توقف الباصات نظر أحد الإخوة من أسفل عصبة عينه ليقرأ لافتة مكتوب عليها "المطلة" فصاح أحد الإخوة إننا على الحدود اللبنانية، ووقف الشيخ حامد البيتاوي، وسأل أحد الضباط إلى أين تذهبون بنا؟ فأجاب الضابط أنتم مبعدون إلى لبنان بقرار من رئيس الوزراء (الإسرائيلي) إسحاق رابين، فرد عليه الشيخ حامد: بلغ رابين أننا لسنا مقطوعين من شجرة وسنعود بإذن الله، وأنكم بهذه الخطوة تجرون المنطقة إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

الشيخ الأستاذ حسني البوريني من قرية عصيرة الشمالية يكمل القصة فيقول: "وقع خبر الإبعاد علينا كالصاعقة، فالإبعاد اقتلاع من بين الأهل والأولاد والوطن والديار، أما المدة فلا أحد يعلمها وهي قابلة للتمديد، وبعد أن وصلنا إلى الحدود اللبنانية قام الجيش (الإسرائيلي) بنقلنا من الباصات إلى "تركات" بطريقة مهينة ومذلة ممزوجة بالتعب والجوع الشديدين، ومن ثم سلمتنا القوات (الإسرائيلية) إلى قوات لحد (قوات لبنانية متعاونة من الجيش الإسرائيلي) عندها وقف د. عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله متحدثا باسمنا، وقال لقوات لحد: إننا نرفض الدخول إلى الأراضي اللبنانية وسنبقى على المنطقة الحدودية ما بين فلسطين ولبنان حتى نعود إلى ديارنا.

قرية مرج الزهور

ويحدثنا الشيخ الحاج علي عن قرية مرج الزهور فيقول:"إن اختيار المكان كان بتوفيق الله أولاً واخيراً، فهو بالأساس معسكر سابق للجيش (الإسرائيلي) ومزود بالطرق والشوارع المزفتة، وبالقرب منه عين ماء وهو في منطقة في غاية الروعة والجمال، وسميناه باسم أقرب القرى إليه وهي قرية "مرج الزهور" التي تبعد عنا 3 كيلومترات، وهي قرية صغيرة قريبة من معبر "زمريا" الحدودي، وأهلها من كبار السن وكانوا متعاطفين معنا.

وضوء بالثلج

وعن أوائل الذين قدموا مساعدات للمبعدين يقول الشيخ داود أبو سير: "بتنا أول ليلة لنا بالعراء وبين الصخور وكان ارتفاع الثلج يصل إلى أكثر من 40 سم، وأذكر أننا توضئنا لصلاة العشاء بالثلج لعدم وجود الماء ثم صلينا على الوحل والتراب، وقضينا ليلتنا كلاً يضم الآخر من شدة البرد، ومع طلوع ساعات الصباح الأولى حضر عدد من أهالي قرية مرج الزهور وهم كانوا أول من مد يد العون لنا، وأتوا لنا بالجبنة والزيتون والخبز، وأذكر كذلك أن 14 شخصاً اشتركوا بأكل رغيف واحد و4 حبات زيتون لقلة الآكل، ومن ثم جاءت الجماعة الإسلامية في لبنان وقدموا لنا 6 خيام جعلناها لكبار السن والمرضى، وثالث يوم جاء الصليب الأحمر وقدم لنا الأغطية والخيام والخدمات الطبية، وتلقينا مساعدات إنسانية من الإخوان المسلمين في مصر وحزب الله والحكومة اللبنانية والقيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وغيرهم، ومن ثم بدأت الأمور تتحسن شيئاً فشيئاً حتى زود المخيم بكل ما يحتاج من كهرباء وماء واتصالات وأكل ولوازم طبية وغيرها.

مخيم المبعدين

الشيخ ياسر منصور يحدثنا عن وضع المخيم داخلياً في ذلك الوقت، فيقول: " كان مخيم المبعدين أشبه بالدولة المصغرة فقد قسم للجان مختلفة منها: اللجنة الإعلامية التي يترأسها د. عبد العزيز الرنتيسي - رحمه الله- المتحدث باسم المبعدين باللغة العربية والدكتور عزيز دويك المتحدث باللغة الإنجليزية، وكانت مهمة هذه اللجنة الحديث مع وسائل الإعلام العربية والعالمية، وهناك أيضا اللجنة المالية واللجنة الاجتماعية واللجنة الرياضية ولجنة الدعوة وغيرها من اللجان الفاعلة، وقمنا كذلك بتأسيس جامعة تضم مختلف العلوم أسميناها "جامعة ابن تيمية"، وكان هناك دورات التجويد وحفظ القرآن ودورات الكراتية والخط والخطابة ودورات باللغة الإنجليزية وغيرها الكثير من الخبرات والعلوم التي تلقينها أثناء فترة الإبعاد والتي ساهمت بإكسابنا العديد من المهارات والعلوم الدينية والدنيوية.

أما عن المبعدين فقد كانوا من مختلف الشرائح الاجتماعية منهم الطبيب والمهندس والشيخ والعامل والموظف والقاضي والتاجر، وكانت تضم خيرة أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

المحنة والمنحة

ويقول العائدون من مرج الزهور: إن رحلة الإبعاد عادت عليهم بالخير الكبير على عكس ما أراد الاحتلال، ويذكر الأستاذ حسني البوريني ذلك بالقول: "أرادت الحكومة (الإسرائيلية) من عملية الإبعاد إيقاف المقاومة وأضعاف الحركة الإسلامية بإبعاد رجالاتها، إلا أن إرادة الله فوق كل اعتبار فحولنا المنحة إلى محنة زادت من رصيد الحركة الإسلامية ليست الفلسطينية فحسب بل العالمية، فقد دخل بعض زوار المخيم من الصحفيين في الإسلام من خلال حسن تعاملنا، ومن خلال عملية الإبعاد وصل صوت الحركة الإسلامية إلى أكثر من 100 دولة من خلال جيش الصحفيين والتي كانت الوفود منهم يومية، فعرضنا وجهة نظرنا وأسمعنا العالم صوتنا، وعرف العالم حقيقة الحكومة الصهيونية التي تدعي حماية حقوق الإنسان.

ويتذكر الشيخ داود أبو سير عدداً كبيراً من رفاق رحلة الإبعاد الذين هم الآن إما شهداء مثل الشيخين جمال سليم وجمال منصور وصلاح دروزة والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والعشرات غيرهم، وإما أسرى في سجون الاحتلال مثل الشيخ أحمد الحاج علي، وجمال أبو الهيجاء وحسن يوسف، ويجمع المتحدثون على أن أكثر الشخصيات التي تأثروا بها هي شخصية الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان يستقبل الوفود الأجنبية والعربية، وكان ذو روح مرحة، يوصل الليل بالنهار لخدمة إخوانه .


لماذا كان الإبعاد إلى مرج الزهور؟

وصف منطقة الإبعاد:

لو كان مرجاً لما أبعدوهم إليه ولو كان فيه زهوراً لما قذفوهم إليه, ولكن لا مرج ولا زهور, فعلى الطريق الجبلي المؤدي إلى زمرية نصبت خمسين خيمة لـ(415) مبعداً (40)خيمة للنوم , (10) خيم لتقديم الخدمات.

تقع منطقة قرية مرج الزهور في الجنوب الشرقي من لبنان بجوار نهر الفاتر الذي من أحد روافد نهر الحاصباني أكبر روافد نهر الأردن في منطقة صخرية ليس بها أشجار إلا بعض من أشجار الزيتون والكروم المتناثرة بشكل متباعد, و أغلب الأرض جرداء يستغلها الناس وأهال القرى المحيطة للرعي وتمتلئ بالأفاعي و العقارب (وهنا يقفز للأذهان حلم هرتزل في أن يقذف بأهل فلسطين إلي مثل هذا المكان قبل حوالي مئة عام ) إن قرية مرج الزهور هي القرية السنية الوحيدة في المنطقة إلي جنوبها قريتين درزيتين (ميمس و كفير).

يغادر حتى الرعاة المنطقة في الشتاء و يعودون إليها في الصيف و الربيع , و الأغنام فيها تنعم برعي جيد _ لا تسير علي المؤدي إلى القرية سيارات عامة , و فيها حيوانات متوحشة كالثعالب وابن آوى والتي تتحرك ليلا للبحث عن الطعام، وكما يوجد في المنطقة خنازير برية وأسم هذا المكان (جبل العقارب) و قد اصطاد المعبدون الكثير من الثعابين مختلفة الأشكال و الأحجام , أشجار قليلة من الزيتون والفاكهة و الناس بسطاء و التعليم متراجع والمستوي الثقافي والتعليمي متدنٍ.


كرامات ظهرت أثناء رحلة الإبعاد

وصل المبعدون إلي مكان إبعادهم, و قد كان اختيار المكان إلهاما من الله و ليس تخطيطاً حيث إن المنطقة فقيرة ونائية و محاطة من بعيد (حوالي 3 كيلومترات) ببعض القرى و المباني المبعثرة, و لقد كان إصرار المبعدين عدم دخول دولة لبنان، و قد أرسلوا يؤكدون علي مطلبهم هذا بألا تسمح لهم الحكومة اللبنانية أو لواحد منهم بدخول أراضيها؟ و المتأمل في هذا المطلب يدرك تماما الفكر و الثقافة المقاومة التي يتمتع بها هؤلاء , لأنهم يرفضون أن يذوبوا في أي دولة أو مجتمع, لأنهم يصرون علي العودة, لأنهم يؤمنون بحقهم في العودة لوطنهم إن آجلا أو عاجلا, يصرون علي إخراج عدوهم و من أقر بإبعادهم... إنها ثقافة المقاومة, إنها التجربة الحية و لكنها ليست الفريدة و إنما هي الحالة منفردة في شكلها و مضمونها و لها الكثير من الأمثلة في تاريخ شعب فلسطين و لا تزال إلي تحقيق العودة الكاملة ,... لقد بادرت كل القوى الوطنية و المحبة للسلام و المتطوعة و الصليب الأحمر إلي مساعدة حيث حمل الصليب الأحمر الخيام و الأدوية و المساعدات, فرفضها الرجال فلسنا نحتاج للمعونات، لأننا كرام في أوطاننا و بعدها منعت حكومة لبنان يصرون علي إخراج عدوهم و من أقر بإبعادهم... إنها ثقافة المقاومة, إنها التجربة الحية ولكنها ليست الفريدة و إنما هي الحالة منفردة في شكلها و مضمونها و لها الكثير من الأمثلة في تاريخ شعب فلسطين و لا تزال إلي تحقيق العودة الكاملة.

لقد بادرت كل القرى الوطنية والمحبة للسلام والمتطوعة و الصليب الأحمر إلي مساعدتهم حيث حمل الخيام والأدوية والمساعدات, فرفضها الرجال فلسنا نحتاج للمعونات لأننا كرام في أوطاننا و بعدها مَنعت حكومة لبنان فِرق الصليب الأحمر من الدخول للمخيم .... إن رفض المساعدات الإنسانية الدولية أعطي دلالة بأن هذه المجموعة لا تنظر إلي مصلحة آنية، و إنما تسعي إلي تثبيت و تحقيق مبادئ عادلة ومهما كان الثمن كانوا في أمس الحاجة إليها و قد كان لذلك أثر في تحقيق العودة و عدم تحول المبعدون للاجئين في أصقاع المعمورة.

اقتصرت الزيارات علي الصحفيين بعد أخد إذن خاص من وزارة الأعلام و الشخصيات الوطنية لبنانية وفلسطين و عربية و حتى أجانب متعاطفين و نذكر علي سبيل المثال المواطن السيد نزيه البقاعي، والذي كان أول الواصلين حيث حط المبعدون رحالهم و معهم الشاحنات و المواد الغذائية و التموينية و استمر في نشاط اللحظة الأخيرة إلي أن عاد المبعدون لوطنهم كذلك الجندي المجهول رجل الأعمال الكبير السيد عبد الرحمن الزعتري والذي قدم كل ما استطاع علي مدي عام كامل فكان نموذجا للمواطن المقاوم, والدكتور بحميد الذي فتح مستشفاه الخاص لمعالجة المبعدين دون أي مقابل.

تباينت المواقف تجاه المبعدين ما بين الرسمية و الشعبية حتى بين الفلسطينيين في الداخل أو الخارج ومن يخشى أن تؤثر هذه المجموعة سلبيا علي بعض الأمور في لبنان و غيرها, حتى القرويون اللبنانيون والتي أحاطت بمنطقة مخيم الإبعاد قد توجسوا خيفة من هؤلاء علي بناتهم و نسائهم و أبنائهم (خاصة وأن بعضا من الفلسطينيين قد ترك أثراً سيئاً في تصرفاتهم مما أوجدوا انطباعا سلبيا تجاه كل الفلسطينيين, والذي زال بعد أن توقفت علاقة المبعدين بمن حولهم وعرفوا حقيقتهم, وقد أحاط بمخيم القدس – العودة ثلاث قرى لبنانية هي (لباية, مرج الزهور, مينس) وكانت لباية ومرج الزهور تمدان المبعدين بالمواد الغذائية, أما مينس فقد أمدتهم بمياه الشرب طول فترة وجودهم, كما أن المبعدين ساعدوا مزارعي هذه القرى في موسم قطف الزيتون وهذه رسالة تعبر عن صدق العلاقة التي قامت بين الطرفين من أحد أهل مينس والتي جاء فيها :

"جاورتمونا وسمعنا عنكم الكثير عن علمكم وأدبكم وجامعاتكم التي تأسست بين الصخور فكنتم المثل الأعلى لكل الأحرار المظلومين على الأرض وأن حبة القمح فيها من الحياة ما يفوق جبالا من التبن" وقد أهدى المبعدون رداً على هذه الرسالة مجموعة من الكتب الثقافية إلى مكتبة مينس العامة.

وكان التعتيم الإعلامي سمة الموقف الرسمي العربي من المبعدين خاصة بعد أن تم الاتفاق على العودة إلي المفاوضات العبثية في الدورة التاسعة بواشنطن.

إن الشباب المسلم من لبنانيين و غيرهم قطعوا المسافات الطويلة عبر الجبال و الطرق الوعرة سيرا علي الأقدام يحملون علي ظهورهم كل ما يلزم من احتياجات في المخيم تأكد معه أن الإسلام بخير و أن الحق ثابت و الأخوة الإسلامية تفوق كل التوقعات.

إن أبرز ما شعر به الأخوة المبعدون متجسدة حول العناية الإلهية التي أحاطت بهم جميعا واضحة جلية في كثير من الأشياء منذ البداية مسيرة الإبعاد فقد ألقى جواً من الطمأنينة وهدوء النفس علي هؤلاء رغم قسوة القرار ووحشة المكان حتى أن الصحفيين و الزوار كانوا يبادرون بالقول: أن أمركم عجيب أيها المبعدون, إننا مستاءون و محزونون عليكم و لكننا نجدكم سعداء في وضعكم الحالي سعادة الواثق بربه وقدره, حيث لم يكن حرص أولئك علي الحياة إلا من باب الحرص علي العودة إلي الوطن لما عجزوا عن تدبير معاشهم لا سيما وأنهم جميعا حملة شهادات وأصحاب كفاءات عالية, و هذا ما كان له الأثر في معيشتهم في المخيم فأقلقوا أعداءهم و تركوا إسرائيل نادمة علي ما فعلت يقول أحدهم: لقد كان المطر نازلا و غمرت الثلوج المكان و كان الصباح الجمعة, كدنا نفقد مكان صلاة الجمعة إلي أن أشرقت الشمس فجفت الماء وسويت الطريق و أتممنا الصلاة بخطة كاملة وما أن انتهينا حتى نزل المطر ثانية.

لقد وصلت إلي المخيم الشبكة الأمريكية للإعلام أل CNN مجانا و بلا مقابل (مع العلم أن الساعة تبث في المحطة مقابل 3 آلاف دولار) و هذا إنما يدرك علي أن الله يسخر للمبعدين إعلاما من أعدائهم و يسدد عنهم ديونهم و إلا ما الذي جاء بأكبر محطات الأخبار و شبكات العالمية و أغناها إلي هذا المكان المقفر في جو عاصف ماطر مثلج حيث الكرامة الإنسانية تنتهك و العدالة تذبح قربانا للظالمين , لقد كنا جميعا (يتحدث أحد المبعدين ) نسهر و لا تنام نراقب الغيوم فإذا اشتدت الغيوم توجهنا بالدعاء والتضرع أن تكون الأمطار حوالينا وليس علينا و فعلا كان يحدث ذلك ...... و المشهد كان لمدة 6أيام مسيرة اعتصام أمام معبر زمريا مثال علي توفيق الله المثقف الثوري د/عبد العزيز الرنتيسي وإن رجال الحكومة السورية استمعوا لحوالي (500) تصريح للرنتيسي, فلم يجدوا ثغرة واحدة, لقد أبهرت الفعاليات الإعلامية العالم و نقلت صورة لرجالات فلسطين تختلف عما أصاب الفلسطينيين من وهن وخيبة أمل في بعض رجالها و ألم هؤلاء الرجال مختلفون صادقون عاقدو العزم و النية علي إرسال دعائم ثقافة مقاومة للأجيال علي مر الزمان و في أي مكان حتى لوكالة الإحصاء و إلا بعض (415) رجلاً من كافة الأعمار و مختلف الفئات و متعددي الثقافات يقذف بهم في العراء نهبا لعواصف الرياح و سباع البرية و أفاعي الصخور ليكونوا عبرة لمن يعتبر كما أراد اليهود, و لكنهم كانوا عبرة و قدوة كما أراد لهم الله وكما أرادت لهم عزائمهم و ثقافاتهم وكفاءتهم العلمية و التي لم تكن حبرا علي ورق و إنما كانت التحاماً بالدين و القضية و الأهل و الوطن حتى لو أبعدنا.

إن العداء اليهودي للإسلام و المسلمين له جذور ثابتة في الأرض و حقدهم علي الإسلام معروف و لكنه في هذه المرة كان الأسوأ و الأقسى, استمرار لخطوات الترانسفير المعلنة و الخفية, فهم حاولوا برفض لم الشمل والتباطؤ بإعطاء التصاريح للزيارة أو مدها تصاريح الخروج لثلاث سنوات ليتمكن الشخص خلال هذا الوقت من ترتيب أمور حياته في المهجر, والتضييق علي الأفراد في العودة إلي أن مدة تصاريحهم فيصبحوا نازحين ولا يستحقون العودة, هذه أشكال و طرق لتفريغ الأرض من أهلها الأصليين.

لقد تجرأ اليهود علي الإسلام والمسلمين و جعلوه بعبع العالم خاصة الذين خانوا علي كراسيهم و مراكزهم وكان آخر ما أرشدهم إليه استيطانهم في شوكة أهل فلسطين إبعاد (415) شخصا من جميع قري و مدن قطاع غزة والضفة في وقت واحد, وتمهيدا لتمرير المشروع الاستسلامي الانهزامي والذي كانوا للآسف فئة من أهل فلسطين المضللين ولكن جاءت رياح المقاومة المثقفة و المتعلمة بما لا تشتهي سفن العدو, فقامت الدنيا ولم تقعد, تضامنا مع هؤلاء المبعدون ... إنها ثقافة الإيمان والتمسك بالمبادئ والعمل علي استعادة الحق والوفاء للقضية الفلسطينية .... لقد بدأت بذرة المقاومة تنمو و تترعرع بما أسس لها المبعدون منذ نشأتهم الأولي في أسرهم ومدارسهم ومجتمعهم وجامعاتهم ومساجدهم التي تربوا علي قرآنها.

التنظيمات الإدارية التي أنشأها المبعدون لتنظيم حياتهم

ومن أشكال المقاومة بل بداية المقاومة دقة التنظيم والإدارة في مخيم الإبعاد حيث تم اختيار لجنة إدارة المخيم (عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار وجمال منصور و ماهر عبيد و عزيز دويك وعبد الله الشامي) لترتيب أوضاع المخيم مما أذهل الزوار والصحفيين ثم تم تقسيم المعبدين علي أساس القرى والمدن و المخيمات التي أبعدوا منها و يكون لهم ممثل في لجنة موسعة حوالي (25) مندوبا, وأفرزت اللجنة الرئيسية عدة لجان فرعية (إعلامية و اجتماعية و صحفية ).

كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الناطق الرسمي باسم المبعدين , و هذا يدل علي خبرة و حنكة من أولئك الرجال المقاومين, مقاومة الأدباء و العلماء و المثقفين, و قد سبق و أشرنا أن تصريحات الرنتيسي كان لها صدي كبير و لم تواجه أي انتقاد فهو شخص خبير ...

حرص المبعدون علي التكامل و التآزر و خدمة بعضهم و تأمين مياه الشرب و الغذاء بعيدا عن استقطاب الهيئات الدولية و ألا يكون الانطباع عن هذه الفئة انطباع المشرد و المحتاجين للمعونات فقط... و إنما أوصل هؤلاء قضيتهم إلي أسمي درجة, تكلفت لجنة إمداد المخيم بالتموين لحمل المواد التموينية علي الأكتاف لمسافة تتجاوز (8 كم) حيث لم تسمح الحكومة اللبنانية للمتبرعين بإيصال تبرعاتهم، وكان هناك لجنة الكافتيريا التي تقوم بشراء الاحتياجات, واللجنة الإعلامية صاحبة الدور البارز في الندوات الصحفية و السياسية و الإعلامية و أقاموا المؤتمرات المختلفة.

ولا ننسي في هذا المقام الدكتور عزيز دويك كمثال حي للمحاضر الجامعي (جامعة النجاح الوطنية) المتحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة مما وفر للمبعدين تواصلا مع وسائل الإعلام الغربية, وقد استخدموا الهواء كوسيلة للإيصال و هذه إحدى التجارب اليومية الثورية المقاومة حيث أطلقوا البالونات مكتوبا عليها أسماء أطفالهم في الهواء و التي وصل الكثير منها حتى الجليل في شمال فلسطين المحتلة فكان الانهزام لدولة الاحتلال بكل دباباتها و عتادها.

اللجان التي شكلها المبعدون:

لجنة الحراسة .. أحد اللجان التي شكلها المبعدون لتنظيم حياتهم بالمخيم
  • اللجنة الرياضية: وتشرف علي اللياقة البدنية للمبعدين حيث كان من بينهم مدربين للكاراتيه وكرة القدم وفنون القتال, وقد أقيمت المهرجانات الرياضية في المخيم .
  • أما اللجنة الثقافة: فقد أشرفت علي كل ما يتعلق بالثقافة من نشاطات ومهرجانات ومحاضرات ومسابقات, وقد أقيمت مكتبة للمخيم ضمت حوالي (1000) كتاب, وكان إشرافاً علي الخطابة (خطباء الجمعة) والتدريس, وهذا يؤكد أهمية وزارة الثقافة و التي نفتخر بها.
  • اللجنة الطبية: برئاسة د/عمر فروانة من أهم اللجان لأنها حرصت علي حق المبعدين و تابعت أحوالهم وقد أقامت عيادة و صيدلية حتى أنه تم إجراء بعض العمليات الجراحية في عيادة المخيم وحتى أنهم تداووا بالأعشاب المتوفرة في المنطقة خاصة في قرية ميمس وكان د. تايه عبيات مشرف العلاج بالأعشاب (عشبة الجعدة).
  • لجنة الحراسة: والتي حافظت علي أمن المخيم فمنعت الدخول إليه أو الخروج منه ليلا حتى تم محاسبة بعض الأفراد و سجنهم في المخيم العودة ليوم أو أكثر وبأشكال مختلفة.
  • لجنة الأرشيف: واختصت بتوثيق الأعمال و يوميات المبعدين و كل ما يرد لهم من أوراق و فاكسات, وأرشيف مصور لكل النشاطات مما تعجز عنه أكثر الجامعات.
  • لجنة الساحة والعمل التطوعي: والتي أشرفت علي المرافق العامة والنظافة و النظام, وكما اهتمت اللجنة التربوية بالشأن التربوي النفسي تجاه المبعدين وأشرف أعضاؤها علي الدروس التربوية والروحية الهادفة وأما لجنة الإصلاح فقد ضمت عدداً من العلماء والتي كان لها كلمة الفصل في كثير من القرارات والمواقف.

لقد أنشأ المبعدون جامعة (ابن تيمية) و كان التدريس فيها علي أسس علمية وجامعية كالمعتادة في جامعات فلسطين, و قد تم اعتماد نتائج هذه الجامعة بعد ذلك, والتي لم تكن نوعاً من الكلام والدعاية بل هي واقع وحقيقة, وقد كانت فكرة الشيخ أحمد ياسين منذ البداية إنشاء الجامعات الإسلامية في كل مكان وأي زمان لتخريج الأجيال المسلمة والمقاومة حتى لو كانت في مرج الزهور وقد ضمت الجامعة (88) طالباً برئاسة د. عبد الفتاح العويسي ود. موسى الأطقم ود. عدنان مسودة ود. غشان حرناس ود. عزيز دويك ود. عزام سلهب ود. بسام جرار, وقد تخرج في الدفعة الأولى (15) طالباً وتم اعتماد شهادة الخريجين في جميع الجامعات الفلسطينية بعد ذلك, وتمكن المبعد إبراهيم أبو سالم من إتمام شهادة الدكتوراة في المخيم بتفوق حيث أرسلت جامعة أم درمان بالسودان والمنتسب إليها إلى المبعد لجنة خاصة من المناقشين إلى لبنان لإتمام الرسالة.

إنها جامعة من الخيام والأساتذة والطلاب من المبعدين والمساقات في عدد كبير من التخصصات وحتى المكتبة موجودة (حوالي 1000كتاب) وهكذا تكون جامعة ابن تيمية شيئاً من الإبعاد.

لقد انبهر الجميع بثقافة المقاومة التي أرساها هؤلاء المبعدون والذي كان مخططاً لهم أن يتيهوا في الأرض أو تأكلهم السباع فأكلوا خير الأرض وتغلبوا علي ظروف الطبيعة الهوجاء إلى أن عادوا رافعي الرؤوس منتصرين محلقين في فضاء الوطن ليقاوموا من جديد بشكل ومضمون جديد .

احتفل المبعدون بالمناسبات والأعياد وقاموا بتقديم واجبات العزاء لمن حولهم, كما وأقاموا حفلات (العقيقة) حيث رزقوا في فترة إبعادهم (108) مولود ما بين 17/12/1992 إلي أيلول 1993 و كانوا يدعون جميع الزوار والإعلاميين, شارك المبعدون في احتفالاتهم في الاستقلال مع اللبنانيين وكانوا يغرسون علماً أبيض باتجاه الأراضي الفلسطينية إيمانا منهم بالعودة مهما طال الزمان, وهذا هو الفكر المقاوم و تلك هي ثقافة المقاومة.


مواقف يحفظها التاريخ

موقف مجلس الأمن الدولي من الإبعاد

  • صدر قرار مجلس الأمن الدولي 799 و القاضي بإعادة المبعدين إلي وطنهم فورا بلا قيد أو شرط و أن طرد هذا العدد من الفلسطينيين و بهذا الشكل هو انتهاك إلي القوانين الدولية و ضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة 12/آب /1949 علي كل الأراضي الفلسطينية و بما فيها القدس و كذلك احترام و استقلال و سيادة لبنان و ضمان العودة السالمة للمبعدين و فورا مع إرسال مندوب عن الأمم المتحدة لمتابعة قضية المبعدين.

توثيق المقابلات الصحفية وردود الفعل العالمية

  • مراسل شبكة CNN الأمريكية (برانت سدلر): إن المبعدين يتمتعون بمعنويات عالية وهم متكاتفون رغم غموض مصيرهم.
  • مراسل صحيفة الإندبندنت قال " كان المبعدون في غاية البراعة حيث استقطبوا الصحافة العالمية بابتساماتهم وأعمالهم ، ولم أجد مكانا أو حدثا استطاع أن يستقطب كما من الصحفيين كمرج الزهور حيث يعسكرون"
  • مراسل مجلة هولندا الحرة (ادياتوس دندون): " لقد مرغت إسرائيل وجهها بإبعادكم فأنتم أصحاب حق، لستم إرهابيين ، لقد لمست فيكم حب العقيدة والفكر الثوري وثقافة المقاومة،عاش الصحفي أسبوعاً كاملا في خيام المبعدين واعدا بنقل معاناتهم.
  • الصحفية البليجيكية (مارلين بوذاتيكا): لقد ذهلت عندما قرأت وعرفت تكوين شريحكتم(علماء، أطباء ، مهندسون ، أكاديميون ، شيوخ ، شباب) وهذا يدحض أقوال إسرائيل بأنكم إرهابيون.
  • في 11/1/1993 تنادي وزراء الخارجية العرب إلى اجتماع طارئ لدراسة ما تم التوصيل إليه في شأن المبعدين.
  • اجتمع بطرس غالي في باريس بوزير خارجية إسرائيل شمعون بيرز وأعرب له عن استياء المجتمع الدولي لعدم إذعان إسرائيل لقرار(799), لقد حاولت إسرائيل شرخ قوة المبعدين بإصدار قرار بإعادة 101 مبعد منهم وتخفيض مدة الإبعاد سنة واحدة بدل سنتين, لكن المبعدين صوتوا بطريقة ديمقراطية (إذا كانت الديمقراطية الغربية هي مقياس العدالة في العالم)، وتم رفض هذا القرار والإصرار على العودة بشكل جماعي وفي 17/4 اجتمع وزراء الخارجية العرب في دمشق وقد تزامن اجتماعهم مع مسيرة الأكفان التي نفذها المبعدون إلى معبر زمرية محاولين اختراق الموانع ( يلبس كل واحد منهم كفنه استعداداً للاستشهاد).


مسيرات المبعدين واحتجاجهم

المبعدون في وقفة إحتجاجية
  • اعتصموا على الجبال وكتبوا رقم (799) بأجسادهم لمدة 3 ساعات بوجود الصحافة العالمية، 17/1/1993 هدم المبعدون خيامهم احتجاجاً على عدم تنفيذ إسرائيل قرار 799 وإرجاعهم إلى بلادهم.
  • 19/1/1993م، وصلت قوات بريطانية على متن 3 مروحيات وتحدث معها المبعدون وأكدوا أن قضيتهم سياسية وليست فقط إنسانية.
  • 1/2/1993 أجتمع المبعدون ورفضوا صفقة أمريكية إسرائيلية بإعادة 101 مبعد وتخفيف مدة الأبعاد لمعرفتهم لسوء نوايا الصهاينة.
  • 28/1/1993 رفض المبعدون التعاطي مع قرار إسرائيل بقبول اعتراضات المبعدين على نقطة الحراسة الإسرائيلية.
  • 17/2/1993 قرر المبعدون تنفيذ فعالية مسيرة الأكفان حيث ارتدوا أكفانهم وساروا إلى معبر زمرية ليعودوا إلى وطنهم رغم إطلاق النار الكثيف والمتواصل وأن موتهم كان محققاً.
  • 10/5/1993 وصل مبعوث إسرائيل درزي يحمل كشفاً به (189) اسماً وحدد فيه يوم عودتهم.
  • يوم الخميس 7/9/1993 عاد المبعدون ولكن الحقد الصهيوني كان غلافاً لعودتهم حيث اعتقلوا في سجن كتسفون في النقب وذلك قبل مؤتمر مدريد بأيام، هؤلاء هم أهل الدعوة حملوها ولم تحملهم, قدموا لها ولم يأخذوا منها منحوها كل ما يملكون ولم يتنظروا مقابلاً بل وتحملوا في سبيلها ما لم تحمله الجبال.


بعض أسماء المبعدين

  1. محمود محمد أبو الهنود عصيرة الشمالية - نابلس - مات شهيداً
  2. إبراهيم احمد القواسمي - الخليل - مات شهيداً
  3. إبراهيم عيسى فرج الله - النصيرات - مات شهيداً
  4. أحمد السلامين السموع - الخليل
  5. فتحي القرعاوي - الخليل - أسير
  6. عمر داود - الخليل - أسير
  7. جهاد أنيس - الخليل - أسير
  8. صلاح أبو صلاح - خارج الوطن
  9. ياسر الأقرع
  10. عزام الأقرع
  11. جهاد نشاطة - أسير
  12. حسن أحمد - غزة
  13. عماد الحديدي - غزة
  14. أيمن طه - البريج
  15. محمد جواد هاشم الفرا - خانيونس
  16. خليل ربعي يطا - الخليل
  17. ماهر عبيد الخليل
  18. عبد الفتاح دخان - النصيرات
  19. محمد طه - البريج
  20. سالم سلامة - المغازي
  21. حسن الرفاتي - المغازي - توفي
  22. صلاح العايدي - المغازي
  23. فضل أبو تيلخ - دير البلح
  24. حماد الحسنات - النصيرات
  25. أحمد النقلة - دير البلح
  26. علي نصار - المغازي
  27. أنور نجم - دير البلح
  28. حسن زهد - النصيرات - مات شهيداً
  29. وحيد موسي - المغازي
  30. عامر عيسى - البريج
  31. عماد عيسى - البريج
  32. علي أبو عجوة - البريج
  33. أنور أبو شاويش - المغازي
  34. أكرم الطلاع - المغازي
  35. محمود عقيلان - دير البلح
  36. عز الدين بشير - دير البلح
  37. يوسف صرصور - خانيونس
  38. وفيق العدلوني - خانيونس
  39. أحمد حمدية
  40. عمر فروانة - غزة – الصبرة
  41. عبد السلام الحايك - زيتا - جماعين
  42. عامر أبو رمضان - غزة – الرمال
  43. رضوان النخالة - غزة
  44. أشرف نصار - غزة – الزيتون
  45. إحسان علي
  46. محمد الشروف
  47. جهاد ربايعة
  48. أشرف أبو سارة
  49. أكرم حجازي
  50. أنور حرب - دورا - الخليل
  51. إياد صلاح
  52. باسم السيوري
  53. بلال ناصر الدين - الخليل
  54. جميل علقم - بيت امر - الخليل
  55. جواد بحر
  56. حاتم قفيشة الخليل
  57. حازم الهيموني
  58. حامد فاخوري
  59. حسام الجعبري
  60. حسام جمجوم
  61. حامد الهور صوريف - الخليل
  62. حسام الجعبة
  63. حسين عواودة كرمة - الخليل
  64. حسين طه
  65. حسين مشارقة - دورا - الخليل
  66. حماد العملة - بيت اولا - الخليل
  67. خالد صلاح
  68. رضوان عطوان
  69. رستم كسواني
  70. زكريا جعبري الخليل
  71. زوادي الشلالدة سعير - الخليل
  72. سليمان قواسمي الخليل
  73. شاهر عبيدو
  74. إسماعيل العواودة - دورا - الخليل
  75. حسين العواودة
  76. محمد جمال النتشة - الخليل - أسير
  77. طاهر دنديس - الخليل
  78. طلال سدر الخليل
  79. عامر ناصرالدين
  80. عبد الخالق النتشة - الخليل - أسير
  81. عبد الجليل أبو خلف
  82. عبد الفتاح العويس
  83. عبد الله القاضي - صوريف - الخليل
  84. عدلي طنينة - ترقوميا - الخليل
  85. عدنان مسودة
  86. عزام شويكي
  87. عزام سلهب - الخليل
  88. عزيز المحتسب
  89. فايز الخضور - بني نعيم
  90. فتحي عمرو - دورا - الخليل
  91. كمال التميمي
  92. كمال الطيطي - الفوار
  93. ماجد الجعبة
  94. مالك عبد السلام - مصباح ناصر الدين الخليل شهيد
  95. محمد شاور
  96. محمد ابوشلبك
  97. محمد الخروف الفوار
  98. محمد قواسمي
  99. [محمد ماهر بدر] - الخليل
  100. محمد أبو ريش - بيت كاحل
  101. محمد عصافرة - بيت كاحل
  102. محمد شروف نوبا – الخليل
  103. محمد ابوجميشة اذنا - الخليل
  104. مصطفى شاور - الخليل - أسير
  105. منير مناصرة - بني نعيم
  106. موسى غانم العروب
  107. نايف الرجوب - دورا - الخليل
  108. نزار رمضان الخليل
  109. نبيل النتشة - الخليل
  110. نضال قواسمي - الخليل
  111. نوح موسى - بني نعيم
  112. هيثم حلالحله
  113. ياسر كتلو - دورا - الخليل
  114. ياسر الرجوب - دورا - الخليل
  115. يوسف الحسني
  116. يوسف طبيش دورا - الخليل
  117. عبد الله عبد القادر القواسمي - الخليل - مات شهيداً
  118. عزيز الدويك - الخليل
  119. فتيح خلف الله
  120. محمود الزهار غزة - الزيتون
  121. عبد العزيز الرنتيسي غزة – الشيخ رضوان - مات شهيداً
  122. صلاح الدين دروزة - نابلس - مات شهيداً
  123. حسين المصري غزة
  124. أحمد علي الحاج - نابلس أسير
  125. خالد طافش
  126. نضال القواسمي
  127. محمد مطلق أبو جحيشة - الخليل
  128. جمال طلب نصار - غزة - الزيتون
  129. كمال طلب نصار - غزة - الزيتون
  130. فلاح طلب نصار - غزة - الزيتون
  131. محمد طلب نصار - غزة - الزيتون
  132. أبو ناصر الكجك غزة – الشيخ رضوان
  133. أحمد نمر حمدان - خانيونس
  134. يوسف أبو هين غزة – الشجاعية شهيد
  135. محمود أبو هين غزة – الشجاعية شهيد
  136. أيمن أبو هين غزة - الشجاعية شهيد
  137. محمد فؤاد أبو زويد
  138. حامد البيتاوي نابلس
  139. جمال سليم - مخيم العين - نابلس - مات شهيداً
  140. يوسف خالد عبد المجيد السركجي - نابلس - مات شهيداً
  141. يوسف قنن
  142. أبو أحمد جاد الله غزة – الشيخ رضوان
  143. إبراهيم أبو سالم - رام الله - أسير
  144. حسين مشارقة - جهاد اسلامي
  145. جمال عامر أبو عامر
  146. مأمون عامر أبو عامر
  147. هشام سليم سلامة - قلقيلية - مات شهيداً
  148. يونس الأسطل خانيونس
  149. زكريا أبو مصطفى
  150. صبحي كلاب
  151. أحمد أبو عرة
  152. إسماعيل أبو طامع - جنين
  153. بسام السعدي - جنين
  154. عبد الرحمن سعيد محمد حماد - قلقيلية - مات شهيداً
  155. جمال عبد الرحمن محمد منصور - مخيم بلاطة - نابلس - مات شهيداً
  156. سمير القاضي - الخليل
  157. تحسين شاور - الخليل - أسير
  158. حسن يوسف - رام الله - أسير
  159. عز الدين صبحي الشيخ خليل غزة - الشجاعية - مات شهيداً
  160. ماجد أبو درابي شمال غزة - مات شهيداً
  161. مصعب أبو الخير غزة - الشجاعية - مات شهيداً
  162. زاهر صالح أبو حسين نصار - غزة - الزيتون - مات شهيداً
  163. نادر إبراهيم سلامة الجواريش - مخيم عايدة – بيت لحم - مات شهيداً
  164. داوود ابوسير نابلس
  165. خليل ابراهيم القوقا - غزة - الشاطئ
  166. وجيه قواس - قلقيلية - أسير
  167. إسماعيل هنية غزة - الشاطئ
  168. أحمد بحر غزة – الشيخ رضوان
  169. رمضان الصيفي - غزة – الزيتون
  170. بسام الصيفي - غزة - الزيتون
  171. إبراهيم المقادمة - البريج - مات شهيداً
  172. عبد الله الشامي غزة - الشجاعية - جهاد اسلامي
  173. فضل صالح رام الله - البيرة
  174. حسن البوريني عصيرة الشمالية
  175. ياسر منصور نابلس
  176. جمال أبو الهيجاء - جنين - أسير
  177. نور الدين الشريدة - نابلس
  178. عوض عودة - قلقيلية
  179. عادل نعمان الجنيدي - الخليل
  180. نايف الحروب - خاراس - الخليل
  181. كمال أبو طعيمة - مخيم الفوار - الخليل - مات شهيداً
  182. عمر أشتية - قرية تل - نابلس
  183. تيسير عمران - نابلس
  184. عمر بدير
  185. وليد حمدية - غزة - الشجاعية
  186. أمجد عليان زامل - مخيم العين - نابلس
  187. راغب بدر - نابلس
  188. حسام أبو حيط - بيت فوريك - نابلس
  189. محمود عبد الفتاح - صرة - نابلس
  190. محمد مصلح نزال - قلقيلية
  191. إياد عز الدين أبو عمر - برقة - نابلس
  192. زهير لبادة - نابلس
  193. صلاح المصلح - نابلس
  194. جمال حدايدة - طولكرم
  195. عبد الغني الشاعر - نابلس
  196. محمود عثمان عاصي - قراوة بني حسان – سلفيت - نابلس - مات شهيداً
  197. عبد الرحمن تمراز - شمال غزة
  198. عبد الرحمن إبراهيم يوسف العاروري - عارورة – رام الله - مات شهيداً


المراجع

1- سعيد معلاوي: كي لا ننسى , تقديم د. أنيس الصايغ .(نسور في مرج الزهور).

2- حماد عليان: (مبعد عائد),ذكريات مرج الزهور ,غزة.

3- د.عاطف عدوان: الأيام العصيبة الأولى (مذكرات مرج الزهور) –مراجعة الشيخ رائد صلاح ,دار البشير للنشر والطباعة والتوزيع ,ج1 وغزة .

4- بحث بعنوان :تجربة محلية رائدة في تعزيز ثقافة مقاومة الشعب الفلسطيني (تجربة الإبعاد إلى مرج الزهور)... ورقة عمل مقدمة للمؤتمر السنوي الأول نحو تعزيز ثقافة المقاومة المنعقد في 21/7/2009م... إعداد أ. فدوى الشرفا.

ألبوم صور

ألبوم صور الدكتور قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل

 

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

أيمن-المصري-مع-مع-المبعد-الإعلامي-نزار-رمضان-في-مخيم-مرج-الزهور-في-يومه-الأخير

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الشهيد-عز-الدين-خليل-يقرأ-القرأن

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الرنتيسي-وهنية

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الرنتيسي-وعصام-العريان-(مصر)-وإبراهيم-المصري-(لبنان)-وجمال-منصور-بمرج-الزهور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الدويك-والرنتيسي-وطفلة

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الدويك-والرنتيسي-وسط-اخوانهم

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الخيام-بمرج-الزهور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الدويك-والرنتيسي

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الرنتيسي-وصلاح-الدين-دروزة-بمرج-الزهور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الرنتيسي-والدويك-وجمال-منصور-والزهار

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الدويك-وسط-اخوانه-المبعدين

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الدويك-وجمال-منصور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الدويك-والزهار

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

في-مرج-الزهور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

صور-متنوعة-عن-حالهم-6

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

طهي-الطعام

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

صور-متنوعة-عن-حالهم-4

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

صور-متنوعة-عن-حالهم-5

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

صور متنوعة عن حالهم 3

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

سعيد-صيام

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

أيمن-المصري-مع-القائد-الشهيد-عبد-العزيز-الرنتيسي-عند-معبر-زمريا-قبيل-خروجه-من-الأراضي-اللبنانية-إلى-الأراضي-الفلسطينية

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

المنشد-ابو-رامي-الصيفي

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

المبعودن-وقت-الحراسة

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

المبعدين-في-الجبال

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

المبعدون-في-الخيمة

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

المبعدون-في-الجبال

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

المبعدون

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

القائد-الشهيد-عبد-العزيز-الرنتيسي-يغسل-ثيابه-في-مخيم-مرج-الزهور..-وبدا-خلفه-الشهيد-جمال-سليم

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

الشيخ-ماهر-الخراز-وشريدة-وجمال-سليم-وجمال-منصور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

اسماعيل-هنية

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

إسماعيل-هنية-بمرج-الزهور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

تناول-الطعام

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

جمال-سليم-وجمال-منصور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

جمال-منصور-بمرج-الزهور

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

جمال-منصور-وسط-المبعدين

قادة حماس في مرج الزهور عام 1993م

خطيب-المسجد-الأقصى-الشيخ-حامد-البيتاوي-عند-معبر-زمريا-لحظة-إعلان-اسمه-للعودة-إلى-الأراضي-الفلسطينية


للمزيد عن الإخوان في فلسطين

أعلام الإخوان في فلسطين

العمليات الجهادية لكتائب القسام منذ تاريخها مقسمة حسب الشهر

المواقع الرسمية لإخوان فلسطين

مواقع إخبارية

الجناح العسكري

.

الجناح السياسي

الجناح الطلابي

الجناح الاجتماعي

أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو

.