سعد المهداوي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج سعد المهداوي


بقلم: غازي السامرائي

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

من هو؟


هو الحاج سعد محمد محمود المهداوي أبو معمر

مسلمٌ عامل، يجوب الأسواق داعياً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حملَ الدعوة مبادراً بها الآخرين، قاصداً النصحَ والإرشاد والتوجيه، ومنذ ثمانينات القرن الماضي وهو يصدح بدعوة الإخوان المسلمين على الملأ دون خوفٍ أو وجل، ويقوم بتوزيع رسائل الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، وخطب الشيخ كشك رحمه الله، مما أدى إلى اعتقاله رحمه الله عشرات المرات وجعله زبوناً دائماً لدى معتقلات الأجهزة الأمنية آنذاك.

ولد رحمه الله عام 1953 في قضاء المقدادية من محافظة ديالى، وسط أسرة عرفت بالتدين والالتزام، واتسمت بالبساطة وطيبة النفس، مما تركت عمقاً في شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين.


نحن أهل البلد

في أثناء احتلال العراق، كانت مدينة المقدادية كغيرها من العراق مرت بحالةٍ من الفوضى، وانعدام الأمن، فخرج مع اثنين من الأخوة وأخرج مسدسه الشخصي وأطلق رصاصات في الهواء، فتجمع حوله الناس وخطب فيهم قائلاً: (إذا انسحب الجيش والشرطة، فنحن أولى بالدفاع عن المدينة)، وبالفعل تم توزيع شباب الاخوان لحماية المراكز الحيوية مثل سوق المقدادية، والمستشفى العام، والبنك، والبلديات، ودائرة العقارات، ومبنى الكهرباء، ومشروع المياه، وكانت هذه اللجنة قد استمرت في عملها لمدة شهرٍ واحد.

استقل أنت أولاً

اعتاد الحاج سعد رحمه الله أن يزور الدوائر الأمنية بشكل شبه مستمر، وفي إحدى المرات دعاه ضابط الأمن إلى كتابة تعهد يتنازل فيه عن دعوة الإخوان المسلمين، فقال له الحاج سعد: تنازل أنت أولاً عن حزبك ثم كلمني في هذا الأمر، مما أدى إلى اعتقاله في الحال، ووضعه خلف القضبان نتيجة قول الحق في وجوه الظالمين.

مساعدة الفقراء

لما اخبر الله عز وجل عن صفات أهل الإيمان، وصفهم بالإيثار، لأنهم يقدمون سعادة الآخرين على رغباتهم وما يفكرون في الحصول عليه من هذه الدنيا.

ولعلَّ الحاج سعد رحمه الله تمثلت فيه تلك الصفة الإيمانية حين آثر الآخرين في كل شيء، على نفسه وأهل بيته وعياله، فقد كان يعيل أكثر من مائة عائلة لا تجد ما يسد رمقها، كما عمل مشروع إفطار في شهر رمضان من كل عام وذلك يجمع فيه الفقراء والنخب والعامة والخاصة ويدعوهم إلى مائدةٍ واحدة بلا تمييز أو تباين، حتى يشعرهم بأخوة الإسلام وانه لا تفاضل إلا بتقوى القلوب.

قصة الهدية

نسوق هذه الرؤية كما جاءت على لسان احد تلامذة الحاج رحمه الله

"كنت جالساً بقربه، وقد طرق الباب أحد الأخوة ومعه كمية من اللحم، هديةً من أحد أصدقائه وادخلها إلى المطبخ، فقال الحاج سعد لابنه: خذ هذه الهدية إلى بيت فلان لأن اللحم لم يدخل بيتهم منذ أيام، وما إن وصلت هذه الهدية هذا الأخ إلا وتبرع بها إلى أخ ثالث إيثاراً منه بذلك، وعندما وصلت الهدية إلى الرجل الثالث في مسيرة الإنفاق في سبيل الله قام بإهدائها إلى الحاج سعد لتعود إلى منزله مرةً أخرى فما كان من الحاج رحمه الله إلا أن يهديها إلى أخ آخر لتستقر عنده الهدية، في دلالةٍ واضحةٍ على عمق الإيثار بين أجيال المؤمنين".

امتحان الصدقة

يستخدم المربي بعض الأساليب لاختبار تلاميذه ومَن هم تحت رعايته، ليرى فيهم مستوى الاستجابة، والتلقي وطريقة التفاعل مع الأحداث والمواقف.

وقد كان أحدهم الحاج سعد يربي الشباب فكلف أحد تلاميذه بأن يأتي كل واحد منهم في اليوم التالي بمبلغ كبير لدفعه في أبواب الصدقات، وحينما جُلب المال فاجأ الحاج رحمه الله أولئك الفتية انه أراد بذلك امتحانهم كي يتحقق من استعدادهم للتضحية والبذل في سبيل الله ويعطيهم دروسا في العمل للإسلام.

شارب الخمر

مقهى "رحمن سفر" حيث يجلس ذلك الرجل "السكير" الذي أخاف الناس فتركوه اتقاءَ شره، لكن الحاج سعد لم يتركه بل توجه اليه للسلام عليه، ولما أراد مَن يرافقه منعه من ذلك بقوله كيف تُسلم عليه وهو سكير، أجابه الحاج سعد رحمه الله: نحن السبب في عدم هدايته، نحن لم نتصل به، ولم نعظه، ولم ننصحه، ولم نعنفه على هذه العادة السيئة ليتركها.

وقال الحاج رحمه الله لصاحبه: ما رأيك إذا أتيتُ به إلى المسجد خلال عشرة أيام، وعندها أكثر معه الحوار والجلوس والنصح، حتى تاب عن عادته، وشرح الله صدره للتوبة، وذهب به إلى المسجد بعد أن اغتسل وتوضأ، وعلمه الصلاة ولا زال به حتى حسن التزامه، ولم يترك صلاة الفجر منذ ذلك الحين، وهو الآن مؤذن في مسجدٍ ببغداد.

الدعوة .. بضاعتي


تنجح الدعوات حين يكون عمادها الجماهير، لأنهم الفئة التي تحدث التغيير، وتستطيع أن تغير الموازين إذا استجابت للمؤثرات.

وهذا هو ما جعل الحاج سعد أن يكون داعية شعبياً يستهدف الطبقة الكادحة من فلاحين وكسبة، بل وحتى المثقفين وأصحاب الشهادات العلمية، إضافة إلى التحرك المستمر بين القرى والأرياف ناشراً أحكام الدين وقيم الشريعة، ولمّا طبع كتاب "الحجاب" لنعمان صدقي قام بتوزيع (2000) نسخة منه، وغالبية السافرات التي وصلهن الكتاب قد ارتدين الحجاب الشرعي نتيجة خطة الحاج سعد رحمه الله في الدخول إلى الناس وجلبهم إلى الالتزام.

كما شهد سوق المقدادية له تحركات واسعة.حتى الأيام التي يشغل فيها كثيراً وتتفاقم عليه المهام، يخصص وقتاً يذهب به إلى السوق ليتصل بالمجتمع، ويدعو الناس، وكان دائماً يقول: خلقنا لهداية الناس ونصحهم، واليوم الذي لا أذهب فيه إلى السوق أشعر أني قصرت مع أهلي ومدينتي.

مع الإخوة

صلاة الفجر لها طعمٌ خاص في حياة الحاج سعد رحمه الله، حين كان يأخذ الشباب ليصلوا في الجامع الكبير بسوق المقدادية، ومَن يتخلف عن حضور الصلاة يتحمل أجور الإفطار في اليوم التالي.

وكانت لديه حلقات كبيرة يقوم على تربيتها ورعايتها، ويأخذهم في رحلات إلى بحيرة حمرين، فيتذاكرون القرآن، ودروس الدعوة، ويكثر رحمه الله من ترقيق القلوب، والحديث عن لقاء الله عز وجل، وكان من سجيته انه يزور قبر الشهيد حسين الخالدي كل أسبوع، ويقول لمَن معه: لقد عاهدت نفسي أن أزوره كل خميس، وأنا على هذا الحال من سنين طويلة.

وحرص على صحبة الشباب إلى زيارة قبور الاخوة للاتعاظ والعبرة، والتقلل من الدنيا، يذكرهم بالآخرة ولديه تسجيلات صوتية في ذلك.

كما تمثل فيه قول الله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) الشعراء: 214، إذ كانت دعوته تحقق كثيراً من النجاحات ابتداءً من الأسرة والزوج والولد، مروراً بالأصدقاء والقارب وذوي الأرحام، وانتهاءً بالعشيرة فكانت مواعظه لها طيب الأثر في نفوس الجميع.

ثبات حتى الممات

لما اشتدت الأزمة الطائفية في البلاد، هجمت قوة من المليشيات الطائفية في يوم الأحد 20/11/2005م على إحدى المؤسسات الإسلامية، وعندها خرج بنفسه حاملاً مسدسه الشخصي محاولاً إيقافهم عند حدهم، فبادروه بإطلاق النار عليه، وأصيب في أمعائه، ونقل إلى المستشفى ببغداد، وأمضى فيها عشرين يوماً متأثراً بجراحه، وهو في تلك الحال، قامت قوة حكومية باقتحام المستشفى واختطاف بعض الأخوة من هناك ومن ضمنهم الأخ معمر نجله الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.

وحين قام بعض من الأخوة بعملية نقله إلى مكان آخر حفاظاً على حياته، لفظ أنفاسه الأخيرة، ملتحقاً بمَن سبقوه في درب التضحيات والبذل ابتغاء مرضاة الله عز وجل.

رحمك الله رحمةً واسعة ، وهذا هو الطريق فهنيئا لك الشهادة يا أبا معمر فلطالما شهدت لك ميادين الدعوة والتي كانت صومعتك المفضلة فلنعمت الصومعة ولنعمت الشهادة وجزى الله الظالمين بما يستحقون . وكتب لنا المضي على خطاك .. إنه سميع مجيب .

.........


للمزيد عن الإخوان في العراق

من أعلام الإخوان في العراق


المواقع الرسمية لإخوان العراق
مواقع إخبارية

مجلات وصحف

.

أجنحة المقاومة
أحزاب وحركات
كتل برلمانية
مواقع شخصية

.

مواقع تربوية ودعوية

.

بيانات الحزب الإسلامي العراقي
الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg بيانات الحزب الإسلامي العراقي الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg



وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

حوارت مع قادة الإخوان في العراق

.

أخبار متعلقة

مراقبو الإخوان في العراق

1-محمد محمود الصواف

2-كمال القيسي

3-عبدالكريم زيدان

4-زياد شفيق الراوي

وصلات فيديو

.