عبد الحافظ سليمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الحافظ سليمان الداعية المربي


النشأة والدراسة

  • ولد عبدالحافظ سليمان في مدينة الموصل سنة 1926م
  • أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في مدينته الموصل.
  • انتسب الى كلية الإمام الأعظم (الشريعة) في بغداد وتخرج فيها سنة 1952

نشاطه التعليمي

الاستاذ عبد الحافظ سليمان

عين في عام 1952 مدرسا في المتوسطة المركزية، ثم في إعدادية الحكمة. وخلال مسيرته التعليمية الطويلة، تخرج على يديه آلاف من الطلبة الذين لا يزالون يكنون له الاحترام والتقدير ، فقد كان من المع المدرسين، وأكثرهم تأثيرا في طلبتهم، لما كان يتمتع به من أخلاق رفيعة، وسلوك متميز، ورحمة واضحة، وأريحية وبساطة في التعامل مع الناس والحياة والمجتمع.

كان لعبد الحافظ سليمان دورا كبيراً في فتح ثانوية مسائية أهلية باسم (ثانوية الأماني)، وقد تولى إدارتها ، وكان ذلك في مطلع الستينات من القرن الماضي.

وقد احتلت ثانوية الأماني المسائية، بفضل إدارته ، وما استقطبته من كفاءات علمية مقتدرة، مكانة بارزة في البنية المدرسية التعليمية الموصلية في تلك الفترة المهمة من تاريخ الموصل القريب.

وفي سنة 1969، وافقت وزارة التربية على إعارة خدمات الأستاذ عبد الحافظ سليمان إلى المملكة العربية السعودية ولمدة ثلاث سنوات. وقد عين مدرسا في ثانوية طيبة في المدينة المنورة .

احيل على التقاعد في الثمانينات من القرن العشرين فاشتغل بتجارة (المبردات الكهربائية) .


نشاطه الدعوي

انتسب الى كلية الشريعة في بغداد وكانت المرحلة الاولى منها ذات قسم اعدادي متمثلة في الثانوية الشرعية وفي فترة دراسته هذه كانت برامج تربوية، ومناهج ثقافية، ونشاط دعوي ولقاءات أُسرية، وكتائب روحية، ومعسكرات رياضية؛

يتولى التوجيه فيها ثلة من العلماء والأساتذة والمربين وفي مقدمتهم الشيخ أمجد الزهاوي والأستاذ محمد محمود الصواف، ولقد كان عام 1947م وعام 1948م من الأعوام المشحونة بالغضب والثورة على الإنجليز واليهود

فمع بداية العام الدراسي الاول (1947) في كلية الشريعة ، فوجئ العالم العربي والإسلامي بقضية (فلسطين)، حين صدر قرار التقسيم وفي العراق عقدت معاهدة (بورت سموث) الاستعمارية المسماة جبر ـ بيفن فعمّت المظاهرات الطلابية والشعبية أنحاء العراق، وبخاصة العاصمة بغداد.

حيث مقر حكومة صالح جبر الموالية للإنجليز، والتي أقرّت تقسيم فلسطين ، وعقدت المعاهدة مع الإنجليز، وكان الشيخ (الصواف) رحمه الله قد عاد لتوه من الأزهر وعين أستاذاً في (الكلية)، و كان يشتعل حماساً فتحولت كلية الشريعة إلى محرض وقائد للمظاهرات.

وانفعل طلبة الجامعات وتفاعلوا أكبر تفاعل، وفوجئت الحكومات العربية بثورة لا مثيل لها حتى تعطلت الدراسة، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها العراقيون شيخاً بعمامته وجبته يقود المظاهرات ويخطب يومياً،..

وتصدّر هذه المظاهرات وقادها طلاب الثانوية الشرعية وكلية الشريعة بالأعظمية وفي مقدمتهم: إبراهيم منير المدرس، و نعمان عبد الرزاق السامرائي ، و يوسف العظم وعبد الحافظ سليمان و عبد الله العقيل وغيرهم

حيث ألهبوا حماسة الجماهير واصطدموا بأزلام السلطة، وأعوان الطواغيت وخدم الاستعمار، فاعْتُقل من اعتقل، واسْتُشهد من استشهد، وجُرح من جرح، وفُصل من الدراسة أو العمل من فصل ولم يفت ذلك في عضدهم، ولم يوهن عزيمتهم، بل انتشر السخط في جميع البلاد وخرجت الأمة عن بكرة أبيها تطالب بإسقاط الحكومة العميلة وتم ذلك حيث استقالت الحكومة، وبطلت المعاهدة وأُلغيت بإرادة شعبية.

برز الأستاذ الصواف، كقائد للجماهير الشعبية الساخطة على الاستعمار والصهيونية، يجمع التبرعات بل يجمع المتطوعين للذهاب إلى فلسطين، وارتفع صوت الشباب المسلم، يردد هتافات الإسلام، وكانت قصائد الشاعر الكبير وليد الأعظمي الحماسية على كل لسان، فقد كان شاعر الملحمة الكبرى، في التصدي للطغاة وخدم الاستعمار وأذناب الغرب والشرق، واحتل التيار الإسلامي موقعه، كقوة سياسية فاعلة، لها القيادة والريادة، اكتسحت كل ما عداها من القوى القومية واليسارية والعلمانية، وأقبل الناس وبخاصة الشباب، على الانخراط في سلك الحركة الإسلامية المعاصرة، التي تربي الشباب على منهج الإسلام الصحيح، الذي يصوغ الرجال، ويصنع الأبطال، لأنها دعوة الحق والقوة والحرية المستقاة من الكتاب والسُّنَّة وما أجمع عليه سلف الأمة.

وكان لعـلماء العراق وشبـاب الحركة الإسلامـية وفـي مقدمـتهم أمجد الزهاوي، ومحمد الصواف الدور الريادي والقيادي، في توجيه الشباب، نحو نصـرة الإسلام والالتفاف حول رايته، والتمسك بعقيدتـه، والالتزام بمنهجه.

وقد انضم الأستاذ عبد الحافظ سليمان إلى (جماعة الإخوان المسلمين ) منذ أن كان طالبا في كلية الإمام الأعظم ببغداد ، ومعه الأستاذين عبد الرزاق قاسم الصفار عبد الله العقيل .

فيقول الاستاذ العقيل

(حين كنت أدرس في بغداد في الثانوية الشرعية بالأعظمية سنة 1947م؛وكان زملائي إبراهيم المدرس ويوسف العظم، ونعمان السامرائي، وحافظ سليمان، كان لنا نشاطنا الإسلامي المتميز في الثانوية الشرعية، ومع إخواننا في الأعظمية وبغداد عموماً، وكان الإخوان المسلمون في العراق، وعلى رأسهم الأستاذ محمد محمود الصواف، المراقب العام للإخوان المسلمين)

ويقول ايضا

(ثم كانت الثورة العارمة التي قادها الأستاذ المجاهد محمد محمود الصواف؛ لإسقاط معاهدة بورت سموث الإنكليزية التي عقدها صالح جبر مع المستر بيفن، وتم إسقاط الوزارة، وإلغاء المعاهدة بجهاد الحركة الإسلامية في العراق بعد مظاهرات قام بها طلاب الثانويات والجامعة، والتحمت بهم جماهير الشعب بقيادة طلاب كلية الشريعة، واستمرت عدة أيام سقط فيها قتلى وجرحى، وكان نصيبي مع الإخوة: يوسف العظم وإبراهيم المدرس وعبد الحافظ سليمان ونعمان السامرائي وغيرهم، التوقيف في مركز الشرطة لعدة أيام، حتى تم الإفراج عنا بأمر من الوصي على عرش العراق، بوساطة الشيخ أمجد الزهاوي علامة العراق الكبير)

كان يحضر اجتماعات الإخوان في مكتبة الإخوان المسلمين في الاعظمية التي يديرها حسين علي الصالح ومنيب الدروبي وعبد الكريم عبد الرزاق وغيرهم بمشاركة طلبة كلية الشريعة ممن انضموا الى الإخوان منهم عبد الله العقيل وعبد الحافظ سليمان وعبد الرزاق قاسم الصفار

كان عبد الحافظ سليمان احد الدعاة الأوائل في حركة الإخوان المسلمين في الموصل وقد ارتبط، برابطة خاصة، مع الأستاذ الشيخ محمد محمود الصواف ، مراقب الجماعة العام .

يقول الاستاذ غانم حمودات:

(أذكر أنه في صيف سنة 1947 رجع أخ لنا من بغداد كان يدرس في كلية الشريعة ويسر الله له من يدعوه إلى الإسلام فلما لقينا في الموصل دعانا كما دعُّي ، هو الأخ عبد الحافظ سليمان ( رحمه الله )، دعانا كما دعي ،و زين لنا الاستمساك بالإسلام كما زين له الاستمساك بالإسلام ، وأنا كنت في الصف الثالث المتوسط ، ثم بعدها رجع إلى بغداد إلى كليته )

وقد شرع الأخ عبد الحافظ سليمان بالدعوة بعد أن رجع من بغداد فله السبق في انتشار أول صحوة إسلامية في مدينة الموصل، عندما بدأت الدعوة نشطة من (مسبح) الإخوان الأول هو والأستاذ غانم حمودات، اللذان عاشا تلك الولادة، واقبل الشباب إقبالا طيبا، وكان فتح فرع للاخوة الإسلامية سببا في زيادة النشاط وانتشار الدعوة في القرى وبعض الاقضية. وكان يعطي دروسه في محلة خزرج قبل افتتاح فرع الجمعية فيها.

اختار اعضاء فرع الجمعية في الموصل الاخ عبد الحافظ سليمان اول رئيس مؤقت للجمعية وكانوا يمارسون الدعوة والانشطة حتى قبل حصولها على الاجازة الرسمية. نولى رئاسة الجمعية بعد ذلك في 5 تشرين الاول (أكتوبر) 1953 عبد الله الاربيلي فقد اعلنت الجمعية بذلك عن هيئتها الادارية .

عاد مرة اخرى الاخ عبد الحافظ سليمان رئيسا للجمعية عام 1954 اثر تخلي عبد الله الاربيلي عن مسؤوليته ولفترة محدودة ثم اعيد عبد الله الاربيلي مرة اخرى.

وفي ميدان التعليم كان هو الداعية المربي لاجيال الشباب فترك بصمة باخلاقه ودعوته لاتمحى من الذاكرة فقد قال الأستاذ الدكتور ذو النون الاطرقجي عن أستاذه عبد الحافظ سليمان:

(فوجئنا، وقد فارقنا المدرسة الابتدائية، بالبون الشاسع بين معلميها وتلاميذها، وازداد شساعة في المتوسطة المركزية بمدرس لا يشبه المدرسين الآخرين، علما وصرامة ، مدرس متواضع امتلك مشاعر الطلبة المذهولين بصرامته، وبساطته، وأخلاقه الرفيعة، المأخوذين بما يفعم به عقولهم وقلوبهم من صور الإيمان، ومآثر الإسلام).

ويضيف إلى ذلك قوله:

( انه أصبح يرى عددا من الطلبة يتحدثون عن دار (جمعية) للإخوة الإسلامية يتردد عليها أستاذ اللغة العربية والتربية الإسلامية عبد الحافظ سليمان، ونتهامس أنا وزميلي عادل: فلنكتشف هذا العالم الغريب ونتتبع أستاذنا الحبيب إلى دار قرب الجامع النوري الكبير، وحين يرانا يحتضننا ويغمرنا بمشاعر مزيجة من الأخوة والأبوة، مشاعر لم نعهدها من قبل لدى أستاذ من معلمينا أو مدرسينا، ونتعلق به وبجمعيته وبأفكاره ونتفجر نشاطا، وقراءة وعبادة، وثقة بالله وبالنفس ، ويصبح الكتاب صديقا، والندوة والمحاضرة حبيبين؛
نقرأ ما يلاءم أعمارنا وما هو فوق مستوى استيعابنا، وتمر الأعوام، ونلتقي ونفترق، وقد يحس احدنا أو عدد منا ، بأنه قد جاوز المرحلة المتوسطة، وأستاذنا العزيز ، ولكن أحدا منا، على مر السنين ، لم يحس بأنه اقل حبا لأستاذه، ذي القلب المؤمن الكبير الذي جعله الله سبب هدايته الأولى إلى صراط الله، وسبيل الجماعة الرائدة، والى الفهم الشامل المتوازن السليم للإسلام العظيم...).

لم يكن الأستاذ عبد الحافظ سليمان بعيدا عن هموم الناس، فلقد أسهم في النشاط السياسي في الموصل، وقد أشار الأستاذ احمد سامي الجلبي (رحمه الله) في محاضرته التي ألقاها جمعية الشبان المسلمين في الموصل يوم 2 نيسان 2004 بعنوان: ( نشأة جماعة الإخوان المسلمون في الموصل)، إلى أن الأستاذ عبد الحافظ سليمان شارك مع جماعة الإخوان في المجالس التأبينية التي أقيمت في أماكن عدة من الموصل لشهداء وثبة كانون الثاني سنة 1948 من بينها (التجمع الذي أقيم في الجامع النوري الكبير) والذي تكلم فيه الأستاذ غانم حمودات، وكان حينذاك طالبا في المدرسة الإعدادية، ثم تكلم عبد الحافظ سليمان، وكان الإخوان يهتفون هتافهم المعهود: (الله اكبر ولله الحمد).. (الله غايتنا ، الرسول قائدنا، والقران دستورنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا).

ساهم بدور اساسي مع الإخوان المسلمين في مواجهة المد الشيوعي سنة 1959 في مدينة الموصل ، وقد اعتقل بتهمة المشاركة بثورة الشواف عام 1959.

قال الأستاذ صلاح الدين عزيز (رحمه الله):

(ان عبد الحافظ سليمان رئيس جمعية الأخوة الإسلامية فرع الموصل سابقا، واجه ما واجه أثناء التعذيب في المعتقل، فمن كثرة التعذيب فان لحم جسده كان يقطع مع ملابسه، وكانت ملابسه ممتلئة بالدماء ومتقطعة من كثرة التعذيب.)

وعقب غانم حمودات على ذلك ( لقد فعلت العصا بجسمه ما تفعله السكين في الجلد)

وبعد إطلاق سراحه غادر مدينة الموصل متوجها إلى سوريا وبقى هناك ثلاثة أشهر، ثم عاد إلى الموصل ليواصل نشاطه الدعوي والتربوي بعد تحسن الأوضاع الأمنية وانحسار نفوذ الشيوعيين فيها .

تنقل الباحثة إيمان عبد الحميد الدباغ عن الأستاذ غانم حمودات قوله

أن الأستاذ عبد الحافظ سليمان انضم بعد ثورة 14 تموز 1958، إلى عدد من الشخصيات إلى ماسمي بـ ( الجبهة الإسلامية ) .. وقد ضمت الجبهة عبد الغني شندالة ومحمد الالوسي ومحمد سالم زيدان ، وهؤلاء انشقوا عن جماعة الإخوان المسلمين في بغداد مندفعين للتغيير بالوصول الى السلطة باسرع وقت ممكن خلاف منهج الجماعة؛
وانضم لهذه الجبهة في الموصل أشخاص أبرزهم عبد الحافظ سليمان وغانم الصفار ويحيى علاوي وحازم الحاج داؤد وعبدالاله الحمداني واحمد علي الدباغ وجمال علي البرزنجي وعبد الحافظ مجيد، و هشام يحيى الطالب وشقيقه عصام الطالب.
وكان هؤلاء يعقدون اجتماعاتهم في مقهى يحيى (مقابل المتحف الحضاري الحالي) واخذوا يصدرون نشرة باسم (الجبهة الإسلامية. وللرد على الجبهة اصدر الإخوان المسلمون نشرة مضادة لهم باسم (الكتلة الإسلامية) لان فترة العمل كانت سرية. وقد استمرت الجبهة الإسلامية بالعمل حتى فترة عمل الحزب الاسلامي العراقي.
لكن مما ينبغي تأكيده أن الأستاذ عبد الحافظ سليمان ظل متمسكا بمبادئ الإخوان، عاملا من اجل تحقيق أهدافهم ، يقول الأستاذ ذنون البكر أن الأستاذ عبد الحافظ سليمان (لم ينسلخ ، رحمه الله، عن دعوة الإخوان، واني اشهد له أمام الله أن لسانه لم يكن يلهج إلا باسمهم، وكان كل حصاده يتجمع في سلالهم)..
وهذا ما كنا نلاحظه عليه حتى وفاته رحمه الله وجزاه على ما قدمه وفعله.

وفاته

  • توفى، رحمة الله، في الثاني عشر من أيار سنة 1995.

المصادر

  1. عبدالحافظ سليمان 1926- 1995 ودوره الدعوي والتربوي ، أ.د. إبراهيم خليل العلاف
  2. مقالة الاستاذ ذنون البكر المنشورة في جريدة (الشورى) الصادرة عن مركز الموصل للحزب الاسلامي العراقي بعددها (15) الصادر في 14 آب سنة 2003.
  3. كتاب جمعية الاخوة الاسلامية في العراق (1949- 1954) دراسة (ماجستير) عن نشأة حركة الاخوان المسلمين في العراق ، للباحثة (ايمان عبد الحميد الدباغ )
  4. لقاء جريدة البصائر العراقية مع الاستاذ غانم حمودات
  5. لقاء مع الاستاذ غانم حمودات في العدد العاشر من مجلة الرائد العراقية بتاريخ 13/09/2006
  6. أعلام الدعوة والحركة الإسلامية عبد الله العقيل

للمزيد عن الإخوان في العراق

من أعلام الإخوان في العراق


المواقع الرسمية لإخوان العراق
مواقع إخبارية

مجلات وصحف

.

أجنحة المقاومة
أحزاب وحركات
كتل برلمانية
مواقع شخصية

.

مواقع تربوية ودعوية

.

بيانات الحزب الإسلامي العراقي
الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg بيانات الحزب الإسلامي العراقي الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg



وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

حوارت مع قادة الإخوان في العراق

.

أخبار متعلقة

مراقبو الإخوان في العراق

1-محمد محمود الصواف

2-كمال القيسي

3-عبدالكريم زيدان

4-زياد شفيق الراوي

وصلات فيديو

.