عبد الحكيم عامر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٠:٢٢، ٢٧ يوليو ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "عبد الحكيم عامر" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المشير محمد عبد الحكيم عامر وعلاقته بالإخوان المسلمين

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمون)

مقدمة

بعد حمد الله والثناء علية أتقدم بهذا البحث عن محمد عبد الحكيم عامر وشهرته عبد الحكيم عامر ، لا شك أن الجميع قد احتار فى شخصية هذا الرجل وهل كان محبا أو كارها للإخوان المسلمين ، وعلاقته بالإخوان هل كانت إيجابية أم سلبية هذا ما سوف نستوضحه من خلال هذا البحث إن شاء الله تعالى ،وأريد أولا أن نلقى نظرة سريعة على حياة ونشأة هذا الرجل فكثيرا ما تقود البدايات إلى توقع النهايات .

نشأته وحياته

المشير عبد الحكيم عامر

عاش المشير عبد الحكيم عامر ومات دون أن نعرف الا القليل جدا عن طفولته وصباه وأيام شبابه !!

فليس معروفا على وجه الدقة ظروف نشأة الطفل( محمد عبد الحكيم عامر) لكن من المؤكد أن والده كان من أثرياء وأغنياء محافظة المنيا فى وسط صعيد مصر فقد كان لوالد عبد الحكيم مكانه كبيرة فى وسط قريتة الصغيرة الكائنة بمحافظة المنيا.

ومن الأمور التى تدعو للدهشة وربما للتأمل ما رواه (جمال القاضي)عضو تنظيم الضباط الأحرار ، وكان ذلك عن واقعة حدثت فى الأيام الأولى للثورة، قال (جمال القاضي) :كان والد عبد الحكيم عامر من أثرياء المنيا وكان يمتلك حوالى خمسمائة فدان ،وبعد أن قامت الثورة فوجىء جمال عبد الناصر بوالد عبد الحكيم عامر يأتي للقاهرة ويعطى لولده ثلثى إيراد أرضه ويقول: له لازم يا ابنى تظهر بمظهر كويس !

ولم يعترض أخوته على هذا التقسيم الظالم للإيراد حيث إن والدهم أقنعهم بأنه لازم يظهر بمظهر محترم أمام زملائه ، وكان الحاج بكرى عم عبد الحكيم عامر يأتى مرة كل أول شهر حاملا معة كيس قماش فيه النقود التى يعطيها لابن أخيه عبد الحكيم عامر وكان كل أعضاء مجلس قيادة الثورة يقترضون ما يحتاجون من نقود من عبد الحكيم عامر!

أما الابن الأكبر للمشير (عبد الحكيم عامر) واسمه (جمال) فقد قال :

كان أبى يحب المغامرة وربما وجد فى التحاقه بالجيش تحقيقا لهذه المغامرة ،وقد اشتهر عن والدي الكرم وحب زملائه والوقوف معهم فى المواقف الصعبة.

وهنا نتسأل هل كان لعبد الحكيم عامر أحاديث صحفية أم لا وهل كان يحبها ،كل من عرفوه أكدوا أنه لم يكن يحب إجراء الأحاديث الصحفية وربما ذلك ما جعله غامضا بعض الشىء وجعلنا لا نعرف الكثير عن نشأته وحياته .

تحقيق صحفى نادر

ولكن من خلال البحث تم العثور على حديث صحفى وحيد نادر لعبد الحكيم عامر ومن هنا تزداد قيمة هذا التحقيق الذى نشرته مجلة(آخر ساعة) بتاريخ 12 مايو 1954 بعنوان مواقف من ليلة 23 يوليو، وتضمن حوارا مهما جدا مع (عبد الحكيم عامر).

كان عنوان التحقيق الذى كتبته (إيزيس فهمى) هو كيف لعب القدر دورا فى حياة القائد العام للقوات المسلحة ،فانتقل من كلية الزارعة إلى الكلية الحربية ؟!

تقول فى هذا التحقيق أن والده كان صارما معه لدرجة الضرب فقد ضربة ضربا مبرحا فى يوم شم النسيم عندما كان عمرة 13 عام لأنه تجاوز النيل عوما إلى الضفة الغربية مع أخيه وابن عمة وأخذوا يلعبون فى شعاب الجبل ، وكان الأهل منهمكين من البحث عنهم ،فلما عادوا أبرحه والدة ضربا .

فهو لا ينسى أبدا قسوة أبية معه فى هذا اليوم ، وتروى إيزيس فهمي حكايته مع القصص البطولية وهو طفل وكيف أنه كان يترك دروسه ويستذكرها ،وقد أنجز دراسته الابتدائية والتحق بالمدرسة الثانوية.

وكان شغوفا بالكيمياء وكان يحلم بدخول كلية العلوم ولكنه مرض فى التوجيهية مرضا شديدا قبل الامتحان مما جعله لم يتمكن من الحصول على الدرجات التى تؤهله إلى كلية العلوم ،وبسبب المجموع التحق بكلية الزارعة ويقول أنه رسب فى السنة الأولى له فى كلية الزراعة.

الصدفة تلحق عبدالحكيم عامر بالجيش

المشير عبد الحكيم عامر

يقول عبد الحكيم عامر فى التحقيق الذي أجرته معة إيزيس فهمى أنه وعن طريق الصدفة فقط التحق بالجيش ،فيقول: أنه فى يوم من الأيام كان موجودا فى معمل كلية الزراعة وكان لى صديق متغيب عن الدراسة لفترة اسمه (عبد القادر خيري)فسألته لماذا كل هذا الغياب كنت مشغولا عليك فقال لى عبد القادر خيرى كنت بقدم فى الكلية الحربية ،فقلت له لماذا لم تقل لى كنت قدمت فيها معك فقال عبد القادر لى على العموم الفرصة لم تفت غدا آخر يوم فى تقديم طلبات الالتحاق بالكلية الحربية إن كنت جادا اذهب وقدم ،ويقول عبد الحكيم إننى نجحت فى اختبارات التقديم عن طريق الصدفة البحتة !!

ويقول عبد الحكيم عامر أنه تعرف على جمال عبد الناصر فى الكلية الحربية وصارت بينهما صداقة حميمة كان الجميع يعجب لها.

كما يقول أن اللقاء الثانى بينه وبين عبد الناصر كان فى السودان عام 1940 واستمر وجودهما معا عاما ونصف يأكلون ويشربون معا مما قوى عرى الصداقة بينهما.

ونريد أن نطرح سؤالا هل كان عبد الحكيم عامر متسرعا فى قراراته ؟

هو يجيب بأنه كان متسرعا جدا ،سريع الانفعال ،سريع الغضب ،تستفزه الصغيرة والكبيرة على السواء ،ولعلنا نلاحظ من كلامه عن نفسه السبب فى كم الأخطاء التي أوقع البلاد ونفسه فيها.

يتحدث المؤرخون عن عدد من الأخطاء أوقعه فيها تسرعه... منها ما سوف نسردة لكم بالتفصيل. (1)

أخطاء المشير عبد الحكيم عامر كما يراها المؤرخون

أولا- الوحدة مع سوريا

يتهمه السوريون مع أنور السادات بأنهما وراء إفشال مشروع الوحدة الجمهورية العربية المتحدة "بسبب سلوكهما الاستعلائي والتصرفات الارتجالية التي أضرت سوريا واقتصادها". كما يتهمه اليمنيون بأنه وراء فشل إلحاق اليمن بمشروع الوحدة المنتظرة بعد الثورة اليمنية وحرب نصرة اليمن حيث يذكر رئيس الوزراء اليمني الأسبق محسن العيني بأن تصرفاتهما لم تكن وحدوية وودية بل تصرفات قوات غازية ومحتلة ذات طبيعة عنجهية متسلطة.

أما الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف كان دائما يشير إلى سبب تعطيل مشروع الوحدة الثلاثية يرجع إلى عبد الحكيم عامر وأنور السادات.

ثانيا- حرب 1967

وضعت نهاية لمستقبله، حيث أعفي من كافة مناصبه وأحيل للتقاعد. ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، في أغسطس 1967 بسبب التصرفات الارتجالية غير المدروسة لقيادته للمعارك ثم انهياره مما أدى إلى التخبط في إصدار قرار الانسحاب الكيفي من سيناء الذي أدى للهزيمة.ألقي القبض على 50 ضابطاً ووزيرين سابقين بتهمة التخطيط لانقلاب. (2)

ولنا أن نسأل كيف تمت محاكمة المشير عبد الحكيم عامر وهل تمت المحاكمة بشكل رسمي أم بشكل ودى ومن الذين حضروا هذه المحاكمة ورد فعل المشير عبد الحكيم عامر تجاه هذه المحاكمة وهل كانت محاكمة عبد الحكيم عامر ستارا لفشل عبد الناصر فأراد أن يقدم أعز وأقرب أصدقائه كبش فداء له؟

محاكمة عبد الحكيم عامر

في الساعة السادسة والنصف من يوم الخامس والعشرين من أغسطس آب.. بدأ وصول أعضاء مجلس قيادة الثورة.. وبعد نحو خمس عشرة دقيقة أي في السابعة إلا ربع تقريباً وصل المشير عبدالحكيم عامر. وقد نفذ وزير الداخلية شعراوي جمعة وسامي شرف مهمتهما وفق الخطة الموضوعة.. وكانت تتمثل في اعتقال المرافقين للمشير عامر ووضع سيارته تحت الحراسة بعد تفتيشها في جراج منشية البكري.

ووفق ما كان وارداً في الخطة فقد دخل إلى منزل عبد الناصر في الساعة السابعة تماماً كل من: وزير الحربية أمين هويدي ومحمد المصري من مكتب سامي شرف.. وأحد الضباط الأحرار والعميد صلاح شهيب من الياوران.. وأحمد شهيب من الضباط الأحرار وعضو مجلس الأمة عن دائرة مصر الجديدة. وكان قائد الحرس الجمهوري العميد محمد الليثي ناصف يمر باستمرار حول المنطقة وداخل المنزل

في تلك الجلسة.. اتهم عبد الناصر صديق عمره عامر بالتآمر وسرد سلسلة من الوقائع قبل أن يستطرد قائل: " أنا في الحقيقة مش عارف ليه أنت بتربط نفسك بالقوات المسلحة وبقيادة الجيش. هل إحنا لما قمنا بالثورة كان هدفنا أن أتولى أنا رئاسة البلد وأنت تتولى قيادة الجيش؟.. عايز أفكركم كلكم وأنت بالذات مين اللي رشحك.. واقترح وأصر على تعيينك قائداً عاماً.. مش أنا اللي كنت وراء هذا التعيين؟.. وإذا كان الأمر كذلك طيب ألم يكن من الطبيعي بعد الانفصال وما حدث وموقف الجيش ومكتبك هناك ودورك أن تحاسب على ما حدث؟ .. حتى بعد ذلك ألم تكن هناك أكثر من مؤامرة ضد النظام ضبطت وهي من صنع رجال يعملون في مكتبك يا عبدالحكيم

لم يتمالك المشير أعصابه عند هذا الحد من اللقاء.. فانفعل وبدأ يفقد أعصابه.. فقال له عبد الناصر: "الأمور واضحة.. أنت راجل متآمر وعليك أن تقدر الموقف الصعب اللي بنمر فيه وعليك أن تلزم بيتك من الليلة

وبالطبع رفض عبدالحكيم عامر بشدة هذا القرار.. وهو ما دفع بعض الحاضرين - ومن بينهم أنور السادات- إلى محاولة إقناع المشير بقبول هذا القرار.. إلا أنه قال لهم في غضب:" أنتم بتحددوا إقامتي وبتحطوني تحت التحفظ، قطع لسانك يا....

في تلك الليلة..سب عبد الحكيم عامر أنور السادات ووصفه بما يعف اللسان عن ذكره، حاول الحاضرون إقناع المشير في تلك الليلة بأن هذا القرار يحقق مصلحة البلاد العليا.. غير أنه كان غاضباً للغاية وأصم أذنيه تماماً.. وبدا أنه يعيد النظر في كل شيء متجهاً بفكره وبصره إلى بيت الجيزة والاستعدادات والرجال هناك - وقد حضر عدد من أقارب عامر بناء على طلبه للإقامة معه في منزله- والمجموعة التي كانت معترضة على إتمام هذا اللقاء.. دون أن يدري شيئاً بأمر الاتصالات بين سامي شرف وبين كل من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد فوزي ومدير المباحث العامة اللواء حسن طلعت ومدير المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق. (3)

كيف إذا مات المشير عبد الحكيم عامر هل مات منتحرا أم مقتولا ؟

تضاربت الأقوال والحكايات عن كيفية موت المشير عبد الحكيم عامر فهناك روايتين الأولى تؤكد انتحاره والثانية تؤكد قتلة على يد عبد الناصر فأيهما أصدق لا ندرى ولكن يرى الكثيرون أن الأقرب إلى العقل والمنطق الرواية الثانية بأنة قتل على يد عبد الناصر وسوف نعرض الروايتين بنصيهما.

عبد الحكيم عامر وكيف مات

يقول أمين هويدى: دخل عبد الحكيم عامر بعد جلسة محاكمته بمنزل عبد الناصر إلى دورة المياه.. ثم خرج بعد قليل حاملاً ورقة سيلوفان فارغة وكوباً في يده رماها علي طول امتداد ذراعه قائلاً: اطلعوا بلغوا الرئيس أن عبدالحكيم خد سم وانتحر".. ثم دخل إلى الصالون بهدوء ليجلس على نفس الكنبة التي كان يجلس عليها وهو يبتسم في هدوء وكأنه لم يفعل شيئاً

ويقول أمين هويدى أنهم وجدوا فى فمه سائل أصفر حدد الأطباء هذا السائل بأنه أفيون وانه أخذ منه جرعة كبيرة جدا ولم يستطع الأطباء إنقاذه ومات منتحرا بالأفيون.(4)

والرواية الثانية تؤكدها زوجته السيدة برلنتى عبد الحميد فتقول : أكدت إنها توصلت إلى دليل مادي قوي على قيام أجهزة عبدالناصر بقتله بالسم للتخلص من الحقائق التي بحوزته بشأن أسرار حرب الأيام الستة.

وقالت إن الطبيب الذي حقق في الوفاة الذي تم توصيفه انتحارا، أكد لها أنه مات مسموما وتحقق من ذلك بأدلة مادية لا يمكن دحضها، وأطلعها على صورة التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت ذلك .(5)

يتبقى لنا أن نذكر الدور الذى قام بة المشير عبد الحكيم عامر مع رفيق دربه جمال عبد الناصر فى إضهاد وتعذيب الإخوان المسلمين داخل المعتقلات والسجون وسوف نسرد الأدلة على هذا الموقف الغريب الذى كان من المشير ضد كل من ينتمى من قريب أو بعيد للإخوان المسلمين.

دور عبد الحكيم عامر فى تعذيب الإخوان

أولا- دورة فى التخطيط لحادث المنشية

بتخطيط من المخابرات الأمريكية تم عقد مجلس حرب على جماعة الإخوان المسلمين الحادث مبررا للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين لأنهم في نظرهم العقبة الكئود أمام مخططهم في المنطقة فأقام مذبحة السجن الحربي الأولي بعد أقل من ساعتين من الحادث لأن الأمر كان معدًا من قبل ولقد استمرت التحقيقات أو قل «انتزاع الاعترافات» من الإخوان ومحاكمتهم عاملا كاملا!! وعلق على أعواد المشانق ستة من الإخوان في مقدمتهم أربع من قيادات الجماعة على رأسهم القاضي الشهيد الأستاذ عبد القادر عودة، والشيخ محمد فرغلي قائد الإخوان في حرب فلسطين ونائب الشهيد يوسف طلعت .. بالإضافة إلى الذين أزهقت أرواحهم تحت وسائل التعذيب الجهنمية أثناء التحقيقات.. وزج في غياهب السجون ما يقرب من ألف من خيرة أفراد الجماعة أصدرت محاكم عبد الناصر العسكرية عليهم أحكاما بالإعدام خفف إلى المؤبد (25سنة أشغال شاقة مؤبد) وأحكامًا أخرى قل حكم فيها هو الأشغال الشاقة خمس سنوات.

وكانت هذه الضراوة والقسوة والوحشية التي واجه بها عبد الناصر للإخوان في السجن الحربي.. وتحت السياط، وعلى أعواد المشانق والمبالغة في إصدار الأحكام بالسجن مددا تتراوح بين 25سنة و 5سنوات أشغال شاقة والضغط والتضييق وتكدير حياة المسجونين بكل الوسائل ليلا ونهارًا في السجون المدنية وإرهاب أهالي الإخوان خارج السجون والضغط على الزوجات والأبناء والآباء والأمهات وإرغام زوجات الإخوان على طلب الطلاق من أزواجهن ومحاولات الانحراف بمن يستطيعون الانحراف به من أهالي الإخوان خارج السجون كل هذا وسيلة ليس هدفا في ذاته .. كان وسلة لتدمير الإيمان في قلوب الإخوان «بدعوتهم» والانفضاض عن جماعتهم !!

وهذا هو الثمن .. أو بعض الثمن الذي قدمه جمال عبد الناصر للأمريكان في مقابل كفالته ودعمه وتصفية كل القوى التي تقف عقبة في طريق خلق شخصية (الزعيم) وإفراده بالسلطة والزعامة!!

وكان عبد الناصر يظن أن هذا الهدف سهل ميسور، ويعتقد أنه لن يبقى من الإخوان من يتحمل هذه الضراوة ويبقى على استمساكه بدعوته وتمسكه بجماعته... ولكن خاب ظن عبد الناصر وباءت جهوده كلها بالفشل فالإرهاب الذي وصل إلى ما هو أفظع من الموت!! لم يمنع الإخوان من مواصلة الجهاد والعمل للدعوة والاستمساك بالجماعة حتى في أشد أيام الإرهاب وليس أدل على ذلك من أنه رغم محاكمة كثير من الإخوان الذين لم يمكنوا أجهزة عبد الناصر من القبض عليهم وإصدار أحكام غيابية عليهم إلا أن هؤلاء الإخوان لم يتقاعسوا ولم يتوقفوا عن العمل للدعوة الشهيد محمد يوسف هواش عندما ذهبوا للقبض عليه واختفى الشهيد هواش ولكنه أخذ ينظم من بقي من الإخوان خارج السجون وأخذ يقودهم هو واستطاعت أجهزة الأمن أن تكتشف نشاط هواش الجديد فألقت القبض على التشكيل وتمكن هواش من الإفلات للمرة الثانية من أجهزة عبد الناصر .. وأخذ يشكل تنظيما آخر وكان هذا التنظيم من شباب المدارس الثانوية وطلاب الجامعات .. وكان من بين هؤلاء من لا تزيد سنه عن الخامسة عشرة إلا قليلا وحتى أقطع الطريق على المضللين وأزيل الغشاوة التي صنعتها دعاية عبد الناصر ورجاله إعلامه المفترين للكذب أقول إن هذا التنظيم الأخير كان من أجل تمويل أسر المسجونين التي لا عائل لها !!

وفي هذه المرة ألقى القبض على الشهيد محمد يوسف هواش قدرا وكان أغلب إخوان «مذبحة ليمان طرة» موضوع هذا الكتيب من هذا التنظيم أي من طلاب المدارس الثانوية وطلاب الجامعات

انتهت عمليات القبض على الإخوان ومحاكمتهم بعد أكثر من عام ورحل من صدر عليه حكم بالسجن إلى السجون المدنية واعتقل من لم تستطع المحاكم العسكرية أن تختلق له تهمة تدينه بها واستمروا في المعتقل بالسجن الحربي وسجن القلعة ما يقرب من عامين...

وكانت حياة المسجونين لا تخلو من وسائل الضغط والتضييق والاستفزاز والتكدير .. ومر أكثر من عامين على حادث المنشية لاقى فيهما الإخوان ما لا قوة من قتل وتعذيب واعتقال وسجن وتشريد ومطاردة داخل البلاد وخارجها.. ولقد أنشئت سجون خصصت للإخوان في «الواحات» و «المحاريق» في صحراء الصعيد الغربية ولكن هذا كله لم يهن في عزائم الصادقين من الإخوان ولم يصرفهم عن دعوتهم و «جماعتهم» بل كلما اشتدت وسائل الضغط والتضييق والتعذيب ازداد الإخوان تماسكا ببعضهم البعض واستمساكا بدعوتهم وجماعتهم.

ولقد حاولت أجهزة عبد الناصر وبصفة خاصة القسم الخاص بالنشاط الإسلامي من المباحث العامة أن توجد ثغرة تنفذ منها داخل صفوف الجماعة لتمزقها واستطاعت هذه الأجهزة أن تنشر الفتنة عن طريق التلويح بالإفراج لبعض الذين لم يتحملوا صنوف الضغط الواقع على الإخوان داخل السجون وعلى أهلهم خارج السجون وصورت هذه الأجهزة لهؤلاء أن الأمر بسيط لا يعدو مجرد إرسال برقية تأييد لنظام جمال عبد الناصر !!وكانت هذه البرقية يطلق عليها الإخوان «الزحليقة» لأن الذي رضى لنفسه أن يرسل هذه البرقية رضي أن يكتب ما هو أسوأ منها! ولكن بعض هؤلاء لم ينحدر إلى أبعد من إرسال هذه البرقية!!

وكانت فتنة بدأت أول ما بدأت في سجن الواحات الذي أنشىء خصيصًا للإخوان والذي كان يضم معظم قادة الجماعة وعلى رأسهم: الأستاذ عبد العزيز عطية رحمه الله، والشيخ أحمد شريت رحمه الله .. والأستاذ عمر التلمساني رحمه الله والسيد محمد حامد أبو النصر أعضاء مكتب الإرشاد الذين ثبتهم الله على دعوتهم ومئات آخرون من الجيل الذي رباه الإمام الشهيد حسن البنا على الجندية الحقة والفدائية الخالصة أمثال الأخوة: أحمد حسنين.. ومصطفى مشهور وكمال السنانيري عليه رحمة الله، ومحمد سليم عليه رحمة الله، ومحمد العدوي.. وصلاح شادي، ومصطفى الكومي.. وغيرهم كثيرون .. كثيرون ثبتوا على دعوتهم كالقمم الراسيات .. لم يهنوا ولم تضعف عزائمهم ولم تلن إرادتهم ولم تترنح قلوبهم ولم تنل منهم الفتنة، بل ازدادوا استمساكا بدعوتهم وحرصا على جماعتهم ف ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا).(6)

ثانيا :دورة فى استقدام خبراء أجانب روس ومن جنسيات مختلفة لتلقينهم فنون التعذيب ضد الإخوان المسلمين.

لقد كان عبد الحكيم عامر يحضر بعض فترات التعذيب هو وبعض أذنابه وكلابه، هل يعقل أن يعذب إنسانا حتى بعد صدور الحكم بإعدامه، هل يعقل أن تدبر وتنفذ مجازر جماعية لمن صاروا مسجونين مثل مذبحة ليمان طرة التي صدر بشأنها حتى الآن أربعة كتب.

إن خبراء التعذيب الشيوعيين والغربيين الذين استقدمهم (عبد الحكيم عامر) لم يذهبوا إلى هذا الحد في معاملة الخصوم، إن تعليق المعتقلين عرايا وبأساليب بشعة، إن الزنزانة رقم 24 والتي عمقها متر مليء بالماء والتي يترك بها المعتقل أياما فيصاب بالانهيار العصبي لعدم النوم، .. النفخ، كما جاء في كتاب "أقسمت أن أروي، لقد عشت هول المعركة" للكاتب اللبناني، هتك أعراض النساء والرجال، تعذيب الرجال عن طريق امتهان آدميتهم ورجولتهم وكرامتهم وتسميتهم بأسماء النساء، تطبيق أساليب الحرب النفسية ونظرية بافلوف الشيوعي لغسيل المخ في السجون والمعتقلات، كما ذكرها المجرم صلاح نصر رئيس مخابرات عبد الناصر، اعتقال 120 فردا في كل حجرة صغيرة بصورة لا إنسانية بل ولا حيوانية لشهور طويلة، هذا قليل من كثير، استعمال الكلاب، والصعق بالكهرباء والبقاء في الماء، والتعليق بصورة مؤلمة، والضرب بالعصي والكرابيج، وإرغام المعتقلين أن يضرب بعضهم بعضا، وأن يسب بعضهم بعضا، لقد ترتب على ذلك أن انتشرت الأوبئة والأمراض وأصيب البعض بالجنون بعضهم بالصرع والأمراض النفسية وبعضهم بالشلل والقرح والأمراض المعدية.

كما ترتب على شدة عبد الحكيم عامر وأعوانه في حربه ضد الإخوان، أن أدار هو وأذنابه حربه ضد أسر المعتقلين، فانهارت أسر، وتشرد أطفال، وضاع مستقبلهم، وكثرت حالات الطلاق، كما ترملت الكثير من السيدات لاستشهاد أزواجهم، حتى أقارب المعتقلين لم يفتهم إرهاب عبد الحكيم عامر وأعوانه، من اعتقال وفصل من وظائفهم ونقل إلى جهات نائية، وتهديدهم إن هم عاونوا أسر قريبهم المعتقل.(7)

لا شك بأن هذا الدور الغير إنساني الذى قام به عبد الحكيم عامر ضد الإخوان قد أثار حفيظة بعض الشرفاء من أمثال( كمال الدين حسين) فأرسل إلى عبد الحكيم عامر برسالة سوف نورد نصها إن شاء الله. نص رسالة كمال الدين حسين لعبد الحكيم عامر ورده عليها

أرسل( كمال الدين حسين) ببرقية حادة وقاسية إلى (عبد الحكيم عامر) يقول له فيها (لا خير فى إذا لم أقل لك اتق الله).

كانت البرقية بتاريخ 12 أكتوبر سنة 1965 وبعد ثلاثة أيام بالضبط صدر الأمر باعتقال (كمال الدين حسين)وتحديد إقامته فى فيلا بالهرم.

وقد أرسل كمال الدين حسين فى يوم 25- 10– 1965 خطابا إلى عبد الحكيم عامر هذا نصة

بسم الله الرحمن الرحيم

يا عبد الحكيم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمة صريحة لن تنزعج بعدها فقد تعودت أن أكون صريحا ،فاننى أرى أنه لا عيش لى فى بلد لا يستمع الى كلمة أتقى الله ،فانا عندما قلت أتقى الله كنت أقصد إتقاء الله فى شعب قمنا لخلاصة واسترداد حريته ،قلت لكم أتقوا الله بعد أن ألجمتم كل الأفواه الا أفواه الطبالين والزمارين من المنافقين،قلت لكم اتقوا الله بعد أن أردتم إستنعاج هذا الشعب،فانتم حولتم ثورة الحرية الى ثورة إرهاب ،لقد أصبحتم فى نظر الشعب جلاديه ،يا عبد الحكيم لقد قتلتم أمانة الدين الذى أمرنا بالعدل وغيبتم البلاد فى ظلام لا نور فية ،أريد أن أقضى ما تبقى من عمرى فى السعودية قريبا من بيت الله الحرام أتعبد الى الله .

فماذا كان رد عبد الحكيم عامر على كمال الدين حسين منتهى السخرية بالدين والعرف والزمالة والشرف العسكرى .

رد قائلا:إن طبيعة الرساله التى تلقيتها منك كانت بمثابة صدمة فأنت أشعرتنى وكأنك تقول (من كمال رسول الله الى عبد الحكيم كسرى أنو شروان) أى من نبى مؤمن إلى قائد ملحد إن مؤامرات الإخوان المسلمين هى التى تلحق الأذى بالبلاد وليس نحن من نفعلها فاى حرية تريد أن نعطيها لهؤلاء، أيريد سيد قطب الذى كنت توزع كتبه أن يصنع من نفسة نبيا!(8)

يتبين من الرد كيف كان جبارا لا يخشى الله وفى النهاية فقد عاقبة الله فى الدنيا فسبحان مقلب القلوب فاللهم لا شماته ، كما يتبين لنا من كل هذا مدى كراهيتة للإخوان دون ذنب غير أنهم قوم يقولون ربنا الله، وهو قد كاد للإسلام وجزاء الذين يكيدون للدين ويقتلون ويروعون الأمنين من الناس عند الله عظيم وأخيرا فقد أفضى الى ما قدم وأجره على الله إن شاء عفا عنه وإن شاء الله عذبة والحمد لله فى الاولى والاخرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهم المراجع والمصادر

1-كتاب حياة المشير(دار الخيال القاهرة)

2-كتاب روبرت سان جو (مكتبة الأسكندرية)

3-مذكرات سامى شرف (مدير مكتب عبد الناصر لشئون المعلومات) بعنوان سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر.

4-كتاب قبل الطوفان (تاليف :ياسر ثابت)

5-كتاب المشير وأنا(تاليف : برلنتى عبد الحميد ) صدر فى أوائل السبعينيات.

6-حسن التهامى (مجلة روزاليوسف)

7-قال الناس ولم أقل في حكم عبد الناصر(أراء المعاصرين فى جمال عبد الناصر وحكمة)بقلم الأستاذ عمر التلمساني(مأخوذ من كتاب مصطفى أمين سنة تانية سجن)


أقرأ-أيضًا.png
اغتيال عبد الحكيم عامر