علي جريشة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
علي جريشة.. في الزنزانة

إعداد: موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مقدمة

تتزاحم الأيام بالأحداث الجسام وتتولى، ومع كل يوم نطالع نفقد احد علماء الأمة، بعد أن يكون قد أدى مهمته في الحياة، ولقد كان علي جريشة احد هؤلاء العلماء الذين ضحوا في سبيل دينهم حتى رحل عنا.

النشأة

ولد علي محمد جريشة، في إحدى قرى ديرب نجم بالشرقية عام 1935م؛ حيث التحق بكتاب القرية وتعلم فيه، غير أنه لم يستمر فيه كثير فالتحق بالتعليم، والتي دفعته للانتقال إلى القاهرة في بداية الخمسينيات، وكان سنه ثلاث عشرة سنةً حيث درس الثانوية العامة نظام (الـ5 سنوات).
التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، حيث تخرَّج في كلية الحقوق ليعيَّن وكيلاً للنائب العام في السويس، ثم انتقل ليعمل بمجلس الدولة لمدة 4 سنوات.

يقول سيد شعيب:

ولم يقف عند حدود الإجازة، فتابع سبيله بالدراسات العليا في قسم الشريعة والقانون، ثم مضى في طريق التوسع حتى أحرز شهادة الدكتوراه في التخصص نفسه وكان ذلك عام 1975م بعد مضي ثلاث عشرة سنة على تسجيله لها بسبب قضائه معظم هذه الفترة في غياهب سجون عبد الناصر، فلم يتح له حضور المناقشة إلا بعد مغادرته المعتقل إثر زوال الكابوس الكبير.
تزوج وهو في الثامنة والعشرين حيث تزوج السيدة نوال محمد عبد الهادي وزفت له عام 1963م، ورزق منها بمحمد هشام والذي ولد عام 1964م دكتوراه في هندسة العمارة من ألمانيا ثم فاطمة عام 1965م والتي حصلت على ليسانس حقوق ،ثم دعاء والتي جاءت بعد خروجه من المعتقل في عام 1974م وحصلت على بكالوريوس علوم ثم عبدالله عام 1976م وحاصل على بكالوريوس طب من ألمانيا ثم هاني عام 1978م ثم شيماء 1980م.

بين صفوف الإخوان

انتشرت دعوة الإخوان وسط المجتمع وكان من أسباب انتشارها حسن التنظيم والعمل داخل الجماعة وحسن فهمهم للإسلام الوسطي والعمل به، بالإضافة لتنظيم أنفسهم في أقسام متعددة وكان من أبرز هذه الأقسام قسم الجوالة والذي ظهر بمظهر طيب شجع الكثير على الالتحاق بالجماعة بفضل تشكيلات الجوالة المنظمة ومنهم على جريشة.

يقول عن أول معرفته بالإخوان:

بادئ معرفتي بهم كان عمري ما بين 10 و13، في بلد في السنبلاوين القريبة منا وتأثرت بهم في موقفين بارزين في حياتي.
الموقف الأول: شباب الإخوان الذين كانوا يطوفون القرية فجرًا وكان الجو شتاءً وبردًا قارسًا، ويهتفون: "الصلاة يا مؤمنين الصلاة"، وذلك في وقت وجود الإنجليز، وكانت الشعائر بدأت تُهجر أيضًا؛ حيث كان كشَّافة الإخوان يخرجون بزيٍّ موحَّدٍ ذي رباط أصفر، ويسيرون في طوابير وقائد الطابور أمامه أخ يحمل العلم الأخضر وعليه سيفين ومصحف والشعار ولفظ "وأعدوا"، وكان يمشي بخطوة منتظمة، ويهتف الهتافات الخمسة: الله غايتنا، ويبدأ وينتهي بـ"الله أكبر ولله الحمد".
والثاني: كان عمري 13 سنة وقامت حرب فلسطين، واستطاع الأستاذ حسن البنا وجنود الإخوان أن يلفتوا نظر الناس إلى قضية فلسطين، ولأول مرة يسمعون عن فلسطين في الوقت الذي كانوا فيه يسألون رئيس وزراء مصر عن القضية، فقال: "أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين"، فطبعًا كانت الجولة الأولى إحياءً للقضية في مشاعر الناس في نفوسهم، ونجح فيها البنا إلى حدٍّ كبير.

ويضيف:

تلا ذلك إرسال الكتائب إلى أرض فلسطين، وما بدأ يتردد حول بطولات الإخوان في فلسطين، وهو ما أثر فيَّ تأثيرًا كبيرًا، ثم وقع مقتل النقراشي، ثم الأستاذ الشهيد حسن البنا، وبعدها غيَّرنا سكننا إلى القاهرة؛ حيث بدأت معرفتي بالإخوان معرفةً مباشرةً عن طريق المدرسة الثانوية التي كنت أدرس فيها قبل الجامعة.
ثم تابعت جهاد الإخوان في القنال، وأثر فيَّ كثيرًا، ثم قرب نهاية مرحلة الجامعة مرَّت بي محنة 54، وكان لها التأثير البالغ والشديد في نفسي، خاصةً بعد تنفيذ حكم الإعدام فيمن نعده شهيد الإسلام عبد القادر عودة، ونطقت شعرًا في حينها؛
ثم تخرجت بعدها بعام واحد في كلية الحقوق وعملت وكيل نيابة بالسويس، وكان التأثير الإيجابي أني كنت أتخذ مواقف صارمة مع ضباط الشرطة إذا أخطئوا، وكنت أنال عقابي بقسوة، وكل ذلك كان قبل السجن الحربي، ثم انتقلت للعمل في مجلس الدولة، وبعد العمل به بـ4 سنوات شاء الله أن أكون مع الصالحين؛
حيث جاءت فترة البعثة، وهي اعتقالي لمدة 8 سنوات ما بين 1965 إلى 1973م، وأثرت تأثيرًا كبيرًا في عقلي ونفسي وجسدي؛ حيث حققت فيها ما لم أحققه من قبل، وأسميها بالبعثة الربانية؛ حيث صفت نفسي أكثر وأكثر، وتلقيت الدروس الربانية، وتأثيرها الإيجابي 90% رغم أني كنت في استضافة الظلمة.

ولقد تأثر الدكتور علي جريشة بعدد من الشخصيات كما يوضح سيد شعيب ذلك بقوله:

والده الذي تلقى عنه أوليات التوجيهات العلمية مربيًا ومدرسًا فوضع في نفسه البذور التي لا يزايل آثاره كيانه، ويلي والده مدرس له في الفترة الابتدائية هو الأستاذ محمد عبد الحليم أحمد الذي يقول عنه:
إنه كان أحد زملاء الشهيد حسن البنا، وقد ترك في نفسه أثرًا عميقًا بما كان يتصف به من الفضائل الحميدة التي تجعل منه قدوة حسنة لتلاميذه، ومن أساتذته بالثانوية الأستاذ عبد العزيز خليل المدرس الأول الذي بسبب التزامه وحرصه على التزام الفصحى كان له مع والده أكبر الفضل في تحبيبه في لغة القرآن الكريم.
أما في المرحلة الجامعية فقد أشاد بكل من العلامتين عبد الوهاب خلاف والشيخ محمد أبو زهرة في الجانب الديني من عقله وقلبه، وفي الجانب الفكري والعلمي أشاد بالدكتور عبد الفتاح عبد الباقي والدكتور محسن شفيق والدكتور سيد صبري وغيرهم.

في آتون المحنة

أعلن عبد الناصر في 1965م اكتشاف تنظيم جديد للإخوان المسلمين فأصدر قرارا باعتقال الجميع وكل من سبق اعتقاله، وتعرض الإخوان للتعذيب الرهيب الذي لم يلقوه من قبل، وكان هذا أول اعتقال للمستشار علي جريشة حيث اعتقل في في ليلة من ليالي شهر أغسطس وعلى الأخص 25 أغسطس 1965م
سمعت الزوجة ضربات عنيفة على الباب فلم تكن تتصور أن زوجها أحد أعضاء الإخوان المسلمين فلم تكتشف ذلك إلا في هذه الليلة التي هجم أوغاد المباحث العسكرية على حصنها واختطفوا من بين أحضانها وأحضان طفليها الزوج الكريم، وتعرض للتعذيب الشديد الذي لا يتحمله الرجال لولا فضل الله وقدم للمحاكمة وحكمت عليه بـ 12 سنة أشغالاً، وفي المعتقل كان كثير المشاغبة للحكومة بالقانون، بغية الحصول على امتيازات وانفراجات في المعاملة في السجن لإخوانه، فاعتبرته الحكومة مشاغباً، وقامت بنفيه وتغريبه إلى سجن قنا، بعد سجن الليمان، مما سببت مشقة على أسرته غير أن الزوجة كانت مثال المرأة الصابرة المتمسكة بقضاء ربها المحتسبة لربها فلم تجزع ولم تهرول تطالبه الانفصال بل كانت نعم السند في محنته، مما كانت لها أثرا عظيما على قلبه وثباته.

وفي يناير 1970م أرسل الزوجة تهنئة لزوجته بالعيد فقال لها:

«من محراب الحق الذي نقف فيه نعلن كلمة الله ونرجو من الله أن نكون ممن"يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" نبعث لأهل الحق وأنت منهم تهنئة الحب والوفاء وعهد الإخلاص والثبات.

وقال في موضع آخر:

شريكة الجهاد .. ما بيننا بفضل الله أقوى من أن ينال منه جفاف أو جفاء أو يغيره بعد مكان أو طول زمان فوق الرباط المقدس.... ما بيننا فوق عقد الزواج».

ويعبر عن هذا الحال في السجن بقوله:

من باستيل مصر الرهيب ... من السجن الحربى الأثيم . . مصر كلها .. هنا .. معتقلة .. هنا العامل والفلاح .. هنا القاضى وأستاذ الجامعة .. هنا الشاب والشيخ .. هنا الزوجة وهنا الفتاة .يحرسهم , أستغفر الله , بل يعذبهم .. عساكر .. قساة غلاظ .. لهم قلوب لا يفقهون بها , ولهم أعين لا يبصرون بها , ولهم آذان لايسمعون بها . .. مصر كلها .. هنا .. معتقلة .. بلغ عدد المعتقلين حتى أواخر أغسطس – ستين ألفا ... فيما أعلم . ستون ألفا من خيرة شباب مصر .. خلقا , وعلما , ودينا .. أنا أحد قضاة مصر .. قبض على رغم الحصانة القضائية .... من غير اذن .. وبغير أمر قبض ..... وفتش بيتى .... كذلك . ونمت على أسفلت الزنزانة من غير فراش وبغير غطاء . وحرمت من " الماء " فى شدة الحر القاسى.

لقد تعرض هو وإخوانه للتعذيب الشديد سواء في السجن او اثناء التحقيق أو الذهاب للمحاكمة وغيرها، فيقول:

لا أزال اعذب . بأمل الحصول منى على اعتراف .... لم أرتكب ذنبا حتى أعترف به .... كل ذنبى .. انى انتقدت .. مظالم رأيتها .. انتقدت ضياع الملايين " من المال , والألوف من الأرواح فى اليمن ... انتقدت تكميم الأفواه , واعتقال الأبرياء ... فى مصر " انتقدت تعطيل شريعة الله , واقامة قوانين .. ظالمة .. أو باطلة .. أو قاصرة .. هذا بعض ذنبى ... وبعضه الآخر .. انى رفضت أن أشهد زورا على من عملت معه ... وآخر ذنبى .
أنى عرفت الله ... فآثرته ... على أرباب متفرقين .. أعيش وسط " ملحمة " حزينة ... يشكلها .. تمزيق السياط , وأصوات الكلاب . وآهات المعذبين .. تملأ جو السجن الحربى .. وتضيف الى ظلامه ظلمات ... لا أصرخ حين أعذب .. أشغل نفسى وفمى بذكر الله .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب . جراحى لا تزال تنزف .... كثيرا ما يطفأ نور السجن الحربى .. لتنقل جثة أحد المعذبين لتدفن فى الجبل القريب .. ثم يكتب فى دفاتر السجن أنه هرب ... ترى ... متى يكتب اسمى بين الهاربين.

ويعبر عن ذلك بالشعر فيقول:

برغم المشانق رغم الطغاة

برغم السجون برغم البغاة

برغم السياط برغم الدماء

برغم العذاب سنحيا الحياة

سيرتفع النور فوق الدجى

وفوق الضلال وفوق الطغاة

ونحيا على الحق حتى الممات

ونرجو بذاك رضاء الإله

وتصور زوجته بعض هذا الشعور الذي ينتاب الأسر حينما يختطف عوائلهم غدرًا وخسةً:

عندما ألقي القبض على زوجي في صيف 1965م الحزين ساورني شعور ممض بالألم، ليس لما أصاب زوجي وأصاب الأسرة وهو أليم وأليم، ولكن فوق ذلك لما أصاب البلاد من انحطاط بلغ فيه الأمر حد اعتداء السلطة التنفيذية على السلطة القضائية!

وتقول:

لقد انتهكت حرمة المؤمن وكرامة القاضي وفتش البيت بغير إذن تفتيش وقبض عليه بغير أمر قبض وأودع السجن الحربي ومورست معه عمليات تعذيبية رهيبة كنت أسمع بها كالأساطير، وكان تصوري أنه مهما كانت المبررات فلن ترقى إلى تبرير ذلك التعذيب الوحشي الذي لم يعرف إلا في عهود الهمجية وفي ظل الديكتاتورية الهوجاء، ولقد أحجمت الأسرة عن مجرد السؤال عن المكان الذي أودع فيه لأن السؤال كان يعرض صاحبه لنفس عملية الاختطاف والاختفاء.

ويذكر في كتابه (عندما يحكم الطغاة) فيقول:

عذابي ليس قاصرًا على الضرب والسياط، ولا قاصرًا على تلك الجروح التي تنزف من جسمي، ولا قاصرًا على تلك الوحدة القاسية أعيشها بين جدران مظلمة، إن هناك لونًا من العذاب قاسيًا شديدًا، هو العطش الذي أعانيه، نحن في أغسطس الحر شديد.. والزنزانة مغلقة تزيد الحر قسوة.. والجراح تنزف، تزيد قسوة العطش، والماء... لا نكاد نراه..!
واشتد بي العطش حتى أحسست أني أقترب من الموت عطشًا والدماء تنزف مني، وسمعت أصوات رش ماء في السجن.. طرقت الباب بشدة.. أطلب الماء.. رد علي السجان بسباب مقذع.. قلت له: أنا أولى بالماء من الأرض يا كلاب.!
ودعوت الله فاستجاب لي الدعاء.. سمعت صوتًا خافتًا من أسفل الباب. قال لي سأحضر لك ماء.. إنه سجين من العساكر الذين يرتكبون مخالفات داخل الجيش، فيحبسون في السجن الحربي، لكنهم أكثر منا حرية، إذ يؤذن لهم في التنقل بين السجن للنظافة، لكنهم خائفون جدًّا، يبدو أن الأوامر عليهم شديدة ألا يقتربوا منا!!
وفتح الباب، ومعه كوز من الماء، ويداي لا أستطيع رفعهما إلى فمي من شدة التعذيب، فسقاني بيده الماء. ولن أنسى له هذا الجميل.

محاكمة هزلية

تعرض خيرة شباب مصر لمحاكمة هزلية أدارها من ركع للصهاينة عام 1956م حينما اسر في غزة وسب مصر ورئيسها ومع ذلك يصبح قاضي يحاكم خيرة شباب مصر على تهم لم يقترفوها؛

فيقول على جريشة عنها:

جرى الاستعداد للمحاكمات .. رأى بعضنا الفريق الدجوى " يقف " انتباه " أمام العقيد " شمس بدران .. سيادة العقيد جالس يصدر التعليمات .. وسيادة الفريق واقف يستمع الى التعليمات . وكانت القصية الأولى التى يقف فى مقدمتها الأستاذ سيد قطب أمام محكمة الدجوى .. وأثار الدجوى سخرية الجميع .
أما القضية الثانية .. فقد عين لها فريق آخر . وسبق مثولنا أمام المحكمة استدعاء من الرائد "رياض ".كنت أنا والأستاذ "معروف الحضري" صاحب البطولات المعروفة فى فلسطين .. والأستاذ عبد العزيز علي أحد وزراء الثورة .. ومجموعة أخرى .. ضمن المطلوبين .. وتم الوعد .. مع الوعيد .. أن تكلمتم .. لها أحكام .. وان اعتذرتم .. لها أحكام . والأحكام كلها ..تتم هنا " فى السجن الحربى".

ذكريات داخل السجن

يتذكر المستشار على جريشة ذكرياته اليومية داخل السجن فيقول:

كان اليوم يبدأ قبل الفجر بساعتين؛ حيث يتم فتح الزنازين، وينزل من كل زنزانة شخص يقوم بحمل إناء من "الكاوتش" سعته حوالي 3 أو 4 لترات، وهو معدٌّ لقضاء الحاجة في فترة الليل بالنسبة لكل زنزانة، وكانت كل زنزانة بها حوالي 7 أشخاص، وكان يقوم بإلقاء الفضلات ويقوم بغسله بالرمل ووضع الماء به للشرب، وتنتهي هذه الجولة.
ويبدأ بعد ذلك طابور الصباح في الثامنة صباحًا، يحضره رئيس السجن الحربي اللواء حمزة البسيوني، راكبًا حصانًا؛ حيث يتم تقسيم النزلاء في سرايا كل سرية في حدود 40 إلى 50 معتقلاً، ويقف على رأس كل سرية جندي من جنود السجن الحربي، ثم تتم عملية جري لمدة ساعة، ويكون فيها نوع من التسابق؛
حيث يجهد الناس إجهادًا شديدًا، وكان حمزة إذا وجد أن الإخوان أو الشباب ما زال بهم حيوية يذهب ويعاتب الشاويش ويقول: "انتو بتدلعوهم"، ثم الإفطار لمدة نصف ساعة ويحتوي على طعام لا يقوِّم أوَدَ طفل، فكيف الحال إذا كان يقدم للشباب ثم يصفر للطابور من الصباح للظهر، ثم فترة للغداء، كنا نوزعها بين الصلاة والغداء.
وكان بعض الإخوان يترخَّصون في الخروج من الصلاة إذا نودي عليهم، وأنا لم ألتزم بهذا الترخص في إحدى المرات وظل معي نحو 20 معتقلاً تقرييًا، وكان العقاب بعد الغداء أن نجري إلى نهاية الفناء؛ حيث توجد صورة بالزيت لرئيس الدولة لنؤدي له التحية وبعضنا أدَّى التحية ترخصًا وبعضنا الآخر امتنع عن أدائها وكنت منهم.
وشخص آخر اسمه السيد أبو شلوع بصق على صورة الرئيس، فعندما عُدنا توقعنا أن هذا الأخ سيصيبه من الأذى الكثير، فقال له العسكري: لماذا بصقْت عليه؟ قال: لأنه يستحق أن يبصق عليه، فقال العسكري: نعم يستحق البصق عليه، لكن ليس أمامنا.. ولم يمس بسوء، وكانت آية من آيات الله.
وفي رمضان كان الطابور يستمر لغروب الشمس، بعدها الكل في حلٍّ من أمره إلى حدٍّ ما ليدبر أمور إفطاره، وكنا نقيم الليل ونتهجَّد.

من مؤلفاته

  1. في الزنزانة
  2. عندما يحكم الطغاة
  3. دعاة لا بغاة
  4. الإعلام والدعوة الإسلامية
  5. الإيمان الحق
  6. المبادئ الخمسة
  7. الاتجاهات الفكرية المعاصرة
  8. أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي
  9. منهج التفكير الإسلامي
  10. الأساليب التبشيرية في العصر الحديث
  11. المشروعية الإسلامية العليا
  12. دين ودولة
  13. دعاة لا جباة
  14. الإخوان المسلمون الدعوة والداعية
  15. إعلان دستوري إسلامي
  16. عوائق في طريق الدعوة، في الزنزانة
  17. آداب الحوار والمناظرة
  18. نحو نظرية في التربية الإسلامية

وفاته

علي جريشة كان احد علماء الأمة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين والفكر الإسلامي فبعد حياة حافلة بالعطاء والجهاد وخدمة الإسلام، قاضيًا وفقيهًا ومفكرًا إسلاميًّا كبيرًا وأستاذًا للشريعة الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكانت آخر زيارته خارج مصر إلى اليمن رحل في يوم 27 أبريل 2011م.

المراجع

  1. علي جريشة: في الزنزانة.
  2. علي جريشة: عندما يحكم الطغاة، دار الاعتصام.
  3. مريم السيد هنداوي، مقال نوال محمد عبد الهادي زوجة في بيت مستشار، موقع إخوان ويكي.
  4. سيد شعيب: مقال علي جريشة صفحات من الدعوة والجهاد، موقع إخوان أون لاين.
  5. أحمد رمضان: حوار مع المستشار على جريشة لإخوان اون لاين 13/ 9/ 2007م

للمزيد عن الشخصية

وصلات داخلية

من مؤلفاته

موضوعات متعلقة

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

حوارات متعلقة

وصلات فيديو

للمزيد عن تنظيم 1965م

وصلات داخلية

كتب متعلقة

مقالات متعلقة

ترجمة المتهمون في القضية

متعلقات أخري

تابع متعلقات أخري

وصلات خارجية

وصلات فيديو

.