فليمت مهند نيروخ! / إسماعيل إبراهيم الثوابتة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فليمت مهند نيروخ!


بقلم:إسماعيل إبراهيم الثوابتة

استفقت في الصباح على عنوان خبر سرق نظري وفي ذات الوقت آلم قلبي وأوجع فؤادي، عنوان الخبر كان "مهند نيروخ المختطف في سجون الضفة الغربية يدخل في حالة موت سريري" بعد أن نقل إلى المستشفى بعد 45 يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الأجهزة الأمنية (الفلسطينية)، ذلك لأنه يملك قرارا منذ أكثر من سنة بالإفراج من محكمة العدل العليا الفلسطينية ولكن تلك الأجهزة الأمنية تضرب بذلك القرار عرض الحائط، وتواصل اعتقاله في ظروف اعتقالية مأساوية!!.

تراودت الأنباء وتأكدت– كما قالت والدته – أن مهند دخل حالة موت سريري، وذلك نتيجة الصلف (الفلسطيني) الذي رفض الإفراج عن ولدها وإخوانه في الإسلام والعقيدة، بعد عهود قطعتها (الأجهزة الأمنية) على نفسها، أمام الناس ومؤسسات حقوق الناس!!.

اليوم نحن نقف على أعتاب جريمة متحققة منذ شهور متلاحقة، ولم يتبقَّ منها سوى فصلها الأخير، وهو الأكثر إيلاما، وقد كتبنا عنها مرارا ولا مجيب، بل كانت ردات فعلهم "فليمت مهند نيروخ وزملاؤه في السجن كما تموت الـ..."!.

متى يدرك هؤلاء تلك الحقيقة؟!، إنهم ينتظرون أن يموت مهند وإخوانه تحت التعذيب والاضطهاد وفي المسالخ والزنازين وعلى وقع السياط الملتهبة إياها التي ذكرناها سابقا، لكننا نتوقع أن يكون بعد تلك الجريمة ما يكون، وسوف تحرق (هذه الجريمة) السفن بما فيها!!.

نعتقد أن دماء مهند التي تجمدت في عروقه، وبان لونها من فوق جلده الآخذ على الازرقاق لن تذهب هدرا ولن تمر مرور الكرام، بل ستكون لعنة تطارد المسئولين عن تلك الجريمة، وبعدها لن يغفر لهم غافر، وسيكون التاريخ هو الشاهد الأكبر على تلك الجريمة التي نفذت على مسمع ومرأى الناس ومؤسسات حقوق الناس وبعلم ودراية من الفصائل الفلسطينية إياها.

واليوم البنان مشار إلى رئيس السلطة محمود عباس ومعه ماجد فرج وغيره من قادة الأجهزة الأمنية، خاصة جهاز المخابرات، حيث أنهم هم من يتحملون المسئولية الكاملة عن وقائع وفصول هذه الجريمة التي نفذت بتدبير وبقصد وبعمد!.

لقد بات المضربون عن الطعام في سجون الضفة الغربية أقرب إلى الشهادة منهم إلى الحياة، وباتت الخطورة تشتد منذ أن شددوا إضرابهم بالامتناع عن تناول السوائل منذ الخميس الماضي، على خلفية تنصل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية من تنفيذ التفاهمات التي وافقت بموجبها على تناول المضربين السوائل إلى حين يتم نقلهم لمدنهم تمهيدا للإفراج عنهم بموجب قرار محكمة العدل العليا الصادر منذ أكثر من سنة.

إننا اليوم نجدد تحذيراتنا من ذلك الوضع الخطير للمضربين عن الطعام في سجون الضفة الغربية، وندعو إلى الاصطفاف الجماهيري حول هذه القضية التي مثلت بالفعل قضية رأي عام، والمطالبة والضغط على كافة الأطراف من أجل الإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الغربية المحتلة، خاصة الإفراج عن هؤلاء المضربين عن الطعام والذين بات جميعهم غير قادرين على الوقوف على الأقدام ودخول بعضهم حالة من الغيبوبة والإغماء وفي ظل التدهور الصحي الخطير الذي دخل هؤلاء فيه!.

وأخيرا نقول متى سيتحرك القاعدون والمتفرجون على هذه الجريمة التي ترتكب في سجون الضفة الغربية المحتلة، وإذا لم يتحرك هؤلاء، فليتحرك غيرهم!.