قالب:إمبابة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إمبابة وتاريخ الإخوان المسلمين

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مدينة إمبابة

إمبابة منطقة في شمال محافظة الجيزة على الجانب الغربي من نهر النيل. وهو اسم منطقة عمرانية تشكل جزءاً من حي شمال الجيزة وهو جزء من مدينة القاهرة الكبرى؛ وكذلك اسم مركز ريفي يتبع ذات المحافظة.

وأصل كلمة "إمبابة" يعني "نخلة الدوم المصرية" بالأمهرية ، ومن المرجح أن يكون الإسم قد أطلقه تجار ورعاة جمال متحدثين بالأمهرية كوصف للمنطقة التي كانوا يلتقون فيها للتجارة حيث تعتبر إمبابة المحطة الأخيرة للجمال التي كانت تجلب من السودان والقرن الأفريقي عبر درب الأربعين لتباع في السوق الذي يعقد كل جمعة.

ورد في كتاب (جني الأزهار) الذي ذكر أيضا أنها كانت تقع بين شطي النيل ولذلك يسمى جزء منها حتى اليوم جزيرة إمبابة وفي سنة 715 هـ تم تقسيم إمبابة إلى ثلاث نواح هي: تاج الدولة ومنية كردك ومنية أبوعلي التي تعرف اليوم باسم كفر الشوام، وفي عام 1274 هـ فصلت ناحية رابعة هي كفر الشيخ إسماعيل بن يوسف الامبابي الذي يرجع نسبه إلى سعد بن عبادة سيد قبيلة الخزرج بالمدينة المنورة أيام هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها والذي يقام له سنويا مولد من أكبر وأشهر موالد الجمهورية ويعرف باسم مولد الامبابي.

وفي عام 1300 هـ فصل منها جزء خامس هي جزيرة إمبابة. وظلت إمبابة على حالها من ناحية التقسيم حتى عام 1940م حيث كان يحكمها عمدة يساعده في أعماله مشايخ في مناطقها المختلفة حتى صدر قرار وزير الداخلية في ذلك العام بإنشاء بندر شرطة إمبابة الذي نص على أن يقوم المركز باختصاصات إمبابة وشياختها التي هي تاج الدولة وكفر الشوام وميت كردك وكفر الشيخ إسماعيل والمنيرة ومدينة العمال والمساكن الشعبية وعزبة الصعايدة ومطار إمبابة وجزء من مدينة الأوقاف وميت عقبة.

قامت بها معركة إمبابة (الأهرام) الشهيرة بين المماليك والحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت في 21 يوليو سنة 1798م.

كما أن الملك إدريس السنوسي بعد أن أستقر في القاهرة عام 1939م بدأ في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة وذلك لاسترداد وطنه ليبيا من الإيطاليين.

خريطة تفصيلية لمنطقة إمبابة (للتكبير إضغط على الصورة)
خريطة تفصيلية لمنطقة إمبابة


بداية الغيث

بعدما انتقلت دعوة الإخوان إلى القاهرة عام 1932م بعدما افتح فيها شعبة للإخوان، والتي تحول المركز العام للقاهرة بعد انتقال الإمام البنا لها، بدأت الدعوة تدخل كل حي وكل مدينة داخل القاهرة، وبعدما تشكلت فرق الجوالة بدأت تطوف في الشوارع مرددة شعارات الإخوان المسلمين، حيث قامت بحملات تعريف بالدعوة وسط الناس، بل شاركت وساهمت ببعض الأعمال مع الناس مما غرس القيمة العملية في نفوس الناس تجاه الجماعة.

كانت مدينة إمبابة من المدن القريبة من القاهرة، بالرغم من تغلب الطابع الريفي عليها، وهذا أهل الأهالي للتدين بالفطرة مما جعلهم يحبون دعوة الإخوان عن بقية الحركات التي كانت تقول ولا تعمل.

لقد دخلت الدعوة إلى مدينة إمبابة في وقت مبكر، تقريبا بعد المؤتمر الثالث للإخوان الذي عقد في القاهرة، وذلك لربما رجع لعدم شهر دعوة الإخوان وانتشارها وسط الناس، لكن مع دخول الطلبة وتحركهم بدأت الدعوة تصل إلى أماكن كثيرة، ومع ذلك دخلت الدعوة محافظة الجيزة في وقت مبكر.

وحينما أصدرت الجماعة تقرير يوضح الشعب ونوابها عام 1936م كانت إمبابة بها شعبتين الشعبة الأولى في إمبابة وكان نقيبها الأستاذ عباس عاشور – المدرس بالمدرسة الابتدائية، كما كان في وراق الحضر شعبة أيضا وكان نقيبها الشيخ علي كشك.

وفي عام 1940م انتخب مسئولاً أخر عن إمبابة فكان الأستاذ حسن التاجي، وفي عام 1944م اختير الأستاذ رضوان حجازي ليكون مشرفا على شعب مراكز الجيزة وإمبابة والعياط، وفي العام التالي 1945م اختير الأستاذ/ محمد شريف –عضو مكتب الإرشاد مشرفا على مناطق إمبابة – بنهاالإسكندريةالغربية.

وفي يوم السبت 5 ربيع الأول سنة 1359هـ 13 أبريل سنة 1940م قام الإمام البنا بزيارة إمبابة حيث عقد فيها مؤتمرا كبيرا في ميدان الجرن، وكان من الأسباب التي دفعت بالعمال للالتحاق بدعوة الإخوان حيث أن إمبابة بها عدد من مصانع النسيج والترسانة الحربية.


نشاط إخوان إمبابة التربوي

بعدما أصدر الإمام البنا رسالة المنهج عام 1936م ووضح فيها منهج تكوين الكتائب، ومنهج الجماعة من هذه الكتائب وأهدافها وآلية تكوينها وشروط من يلتحق بها اخذ إخوان إمبابة على عاتقهم تكوين عدد من هذه الكتائب حيث تم تشكيل كتيبتين تربويتين وذلك عام 1938م، خاصة بعدما أرسل مكتب الإرشاد إلى الشعب والمناطق لعمل الكتائب، فكانت الكتيبة الأولى والتي تكونت في يوليو مكونة من:

  1. حسن الباشا حسن محمود
  2. حسن محمد التاجي
  3. يوسف سليم
  4. يوسف محمود خليل الأكوح
  5. محمد رشاد علي
  6. محمد محمود لطفي
  7. علي عثمان السيد
  8. علي شعبان حسن
  9. محمد خالد علي
  10. إبراهيم خليل رسمي
  11. رياض أحمد فرحات
  12. عصفور علي البحيري
  13. عبد العزيز محمد إبراهيم
  14. أحمد علي إمبابى
  15. عبد الرحمن مصطفى الطناني
  16. عبد المنعم حسن علي فرج
  17. مصطفى إبراهيم شكرى
  18. سعد عبد العليم حسان
  19. مختار عبد العليم حسان
  20. إسماعيل علي كفافى

وتكونت الثانية في أغسطس من عام 1938م من:

  1. علي عوض الله علي
  2. محمد عارف موسى
  3. علي عثمان الطناني
  4. إبراهيم محمد عبد العزيز
  5. محمد رشاد بدوي
  6. حامد محمد إبراهيم عبد الصالحين
  7. كمال مصطفى عاشور
  8. أحمد محمد مصطفى
  9. عبد المحسن موسى محمد
  10. سعد الدين خليل أبو طالب


التصدي للفساد

كانت إمبابة بحكم موقعها قريبة من بعض أماكن الفساد كالملاهي والخمارات وبيوت الدعارة المنتشرة في الموسكي وكلوت باشا وغيرها، بالإضافة أن الأهالي كانوا قد اعتادوا على عمل مولد الشيخ الإمبابي كل عام وكان ينتهك فيه الحرمات باسم الدين.

ولقد تقدم الإخوان فى إمبابة عام 1946م بشكوى إلى أولى الأمر لمنع ما يحدث من انتهاكات خلال مولد سيدي إسماعيل الإمبابى.

وذلك بسبب ما يحدث فيها من مظاهر لانتهاك الحرمات وشرب المسكرات وانتشار المبشرين بين البسطاء والعري والخلاعة وغيرها.

ولقد كتب الشيخ عبد السلام أبو النجا سرحان عن بدعة الموالد والاحتفال بها, وبين أن هذه الموالد فى هذا الزمان بيئة للفسق والفجور وميدان للهو والفساد وسوق لبيع الأعراض وانتهاك الحرمات، كما أنه مسرح لإضاعة الأموال وكثرة البذخ, وانتهاك حرمة المساجد, وتعطيل إقامة الشعائر الدينية بها بسبب الزحام, كما أنه مكان الأغاني المبتذلة وقراءة القرآن على غير الوجه المشروع وسط اللغط والأصوات المرتفعة, واستغلال المشعوذين والدجالين للجهال والعوام وملء رؤوسهم بالعقائد الفاسدة, كما يحدث فيه اختلال الأمن العام وانشغال رجال الشرطة فتكثر السرقات والإجرام.

ولعل من أخطرها انتشار المبشرين داخل هذه الموالد ليلتقطوا صور ليعرضوها عبر الإعلام في بلادهم ويصورون ذلك بأنه الإسلام، وأطلق الشيخ صرخة يدعو فيه المسلمين بالاحتفال بالمولد النبوي وموالد الصالحين بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه كما طالب بجمع الأموال التى تصرف على الموالد وتجهيز فرق لمحاربة اليهود فى فلسطين أو وضعها فى صندوق للفقراء أو إنشاء مصنع أو مدرسة أو مستشفى يعود نفعها على الفقراء.


أنشطة خدمية

في عام 1947م اجتاح وباء الكوليرا القطر المصري عن طريق الجنود الإنجليز القادمين من الهند، وكان موطن الداء تمثل في مدينة القرين بالشرقية، فانتفض الإخوان لمساعدة وزارة الصحة والأهالي للتصدي لهذا الوباء، ولقد ساهم إخوان إمبابة في ذلك الأمر.

ففي أثناء جولة الإخوان بمنطقة إمبابة للبحث عن مصابين, تبين لهم إصابة أحد الأفراد جهة درب العبد, فسارعوا إلى إبلاغ الجهة المختصة وضربوا حصار حول منزل المريض وحالوا دون وصول أحد إليه حتى حضرت عربة الصحة ونقلت المصاب.

ولم يقتصر الأمر على الطلاب أو عامة الشعب بل اهتم الإخوان بالعمال الموجودين في إمبابة فقد اعتنى قسم العمال بجماعة الإخوان بتربية العمال تربية دينية,وعمل أسر عمالية لهم, وأنشطة رياضية ورحلات ومعسكرات كما كان يحدث في منطقة إمبابة.

وحينما حدث صدام فى إمبابة بين العمال وأصحاب إحدى مصانع شركة الشرق للغزل والنسيج, مما أدى هذا الصدام لمقتل إحدى العمال وإصابة أخر, فتجمهر العمال على خلفية ذلك, فاضطر البوليس للتدخل ومحاولة فض التجمهر مما أدى للصدام مع العمال , فأصيب منهم عشره بإصابات مختلفة، فاستنكر الإخوان هذا التصرف وطالبوا بالعدالة الاجتماعية للعمال ولكل فئات الشعب.


النشاط الرياضي

لقد تنوع نشاط الإخوان في إمبابة، كما اهتموا بجوانب كثيرة من الأنشطة مثل الرياضة وغيرها، ففى إمبابة في مارس 1947م أقام نادي الإخوان الرياضي بها حفلا استعراضيا كبيرا يوم الأحد مع فريق تحقيق الشخصية جمع صفوف الرياضة المختلفة, وكان الفريق الضيف محل إعجاب الحاضرين, وقد برز فى الألعاب اللاعب الشرمبيلى فى رفع الأثقال, وسعد منصور وفهمى فى الملاكمة, وشندى وشميس فى البيج بنج وعصفور فى الألعاب السويدية, وانتهي الحفل وسط فرحة الجميع.

وفي يوم الخميس18/ 9/1947م وفى تمام الساعة الثامنة أقيمت حفلة لبطولة تنس الطاولة بالنادي الرياضي للإخوان بإمبابة بين إخوان المنطقة.

كما تقابل فريق منطقة الظاهر بفريق منطقة إمبابة على ارض ملعب مدرسة تجارة الظاهر، حيث كانت مباراة قوية من الطرفين.


المحنة

دخلت الجماعة في طور المحنة عام 1948م بعد قرار الحل الذي صدر ضدها، واعتقل كثير من أفرادها كان منهم كثير من إخوان إمبابة، حيث ظلوا في سجن الطور ما يقرب من العام حتى خرجوا وبمعاونة إخوانه أعادوا الجماعة وساهموا في نجاح الثورة عام 1952م حتى حدثت الأزمة بين الجماعة ورجال الثورة.


إمبابة وحادث المنشية

ارتبط اسم إمبابة بحادث المنشية حيث أن المتهم الأول من قبل النظام كان من إمبابة وأيضا القائد الذي كلفه –حسب كلام نظام عبد الناصر- كان أيضا من إمبابة.

لقد كان محمود عبد اللطيف يعيش في الكيت كات وكان فرد في مجموعة النظام الخاص مع محمد نجيب راغب وغيره، وكان مشهود لمحمود عبد اللطيف بالكفاءة والإخلاص والمهارة حيث شارك في حرب فلسطين والقنال وأبلى فيهما بلاءا حسنا.

وحتى الآن لا يعرف احد ما حدث ليلة حادث المنشية، وما الدافع الذي جعل محمود عبد اللطيف يسافر الإسكندرية؟، وهل فعلا كلفه هنداوي دوير بمحاولة اغتيال عبد الناصر أم مراقبته وتقديم تقرير عن تحركاته؟ وهل هذا التكليف كان من قبل هنداوي دوير أم من قبل قيادة النظام عموما؟ وما دور الدكتور عبد العزيز كامل في هذا الحادث والذي يقال أنه اخبر عبد الناصر بتبرئه من دمه فهل وصله شئ يقول أن أحد سيقتل عبد الناصر؟

وهل ثمة اتفاق حدث بين هنداوي دوير وعبد الناصر أم انه لم يحدث ذلك؟ وهل كان محمود عبد اللطيف يعرف بما يحاك ام انه كان ينفذ تعليمات قائده فحسب.

أسئلة كثيرة وأجوبة متخبطة، لكن الواضح الجلي أن الإخوان لم يكن لديهم نية في قتل عبد الناصر وأنهم لم يكلفوا احد بذلك، وأن ما تم لا يعرفون عنه شئ.

لكن على العموم لقد كان هذا الحادث وبلا على الجماعة عامة وعلى إمبابة خاصة، حيث نشط البوليس في اعتقال كل إخوان إمبابة وعلى رأسهم النظام الخاص وقادته أمثال علي نويتو وعصفور البحيري ومحمد علي نصيري وغيرهم.

ولقد تعرض الإخوان لكثر من محنة سواء حادث المنشية او تنظيم التمويل عام 1955م أو تنظيم عام 1965م.


ما بعد المحنة

خرج الإخوان بعد المحنة فنشطوا وسط الطلبة والمجتمع فأعادوا الحياة الإسلامية، وكان لتواجد كل فرد في الجماعة في محل حياته نموذجا يحتذي به أمثال الحاج مصطفى الورداني وسعد حجاج وغيرهم.

وفي الثمانينات دفع الإخوان في العمل العام والانتخابات فشاركوا الوفد عام 1984م بسبعة أفراد، وفي عام 1987م شاركوا حزبي العمل والأحرار، بما يقرب من 36 عضو كان من إمبابة الدكتور عصام العريان عن دائرة ناهيا وكان اصغر عضو وأيضا الشيخ مصطفى الورداني والذي كان من أبرز المهتمين في البرلمان بقضايا التعليم، وخاصةً التعليم قبل الجامعي، وكان ممن نادوا بتطوير المدارس للكتاب المدرسي.

وفي عام 2010م رشح الإخوان الدكتور ياسر عبد الوهاب في دائرة إمبابة ولقد تعرض الإخوان لتزوير شديد في هذه الانتخابات مما اضطرهم للانسحاب في جولات الإعادة.


ما بعد الثورة 2011م

نشط الإخوان في إمبابة بعد ثورة 25 يناير والتي ساهموا فيها بقوة، وكان من فتوحات الثورة أن افتتح الإخوان في إمبابة مقر لشعبتهم في يوم الخميس الموافق 14 يوليو 2011م – 13 شعبان 1432هـ وكان عنوان المقر 334 ش كورنيش النيل أمام مصلى النيل، حيث حضر حفل الافتتاح الأستاذ السيد نزيلي عضو مجلس الشوري للجماعة ومسؤول المكتب الإداري لإخوان الجيزة .

المراجع

1- مجلة النذير: [العدد 9 من مجلة النذير|السنة الأولى – العدد 9] – صـ9 – 27 جمادى الأولى 1357هـ / 25 يوليو 1938م.

2- جريدة الإخوان المسلمين اليومية: العدد 342 السنة 2 / 24 رجب 1366 هـ, 13/6/1947 ص4.

3- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

4- موقع إخوان إمبابة.


قالب:روابط الجيزة