كيف يجيد الزوجان فن التعايش مع الأخطاء ؟
إن كان التعايش في العموم فنون ، فإن للتعايش في ظل الخطأ ، ومع معرفته ، يحتاج إلى فنون خاصة ، ولذلك فلن نتحدث عن فنون التعايش , من القواعد المعروفة والمشهورة ، مثل :
- البحث عن منطقة مشتركة
- البحث عن عمل مشترك
- عدم ذوبان الشخصية
- المحافظة على الاستقلالية
- الاندماج وعدم العزلة
- السلوك الحسن وعدم التنازع
- الصدق فى النية والاحترام
- المرونة والحب والقبول
ولكن حديثنا سيكون حول بعض الفنون الخاصة , للتعايش بين الزوجين في وجود الخطأ ، ومن هذه الفنون :
1-احذرا الذوبان الزوجي :
التكافل الزوجي ، لن يتحقق بين الزوجين ، إلا باستقلالية كل من الزوجين ، في اتخاذ قراره وتحمل المسئولية عن تصرفاته ، والذوبان الزوجى المكروه ، هو الذي يؤدى إلى إلغاء الآخر وتهميشه ، فلو أذابت الزوجة نفسها فى زوجها وألغت شخصيتها ، وأصبحت تبع له , حيث لا همس لها ولا صوت ولا رأى ، فهذا تحطيم للثقة بالنفس وتدمير للشخصية .
والإسلام نهى عن ذلك ، حتى تستقيم الحياة ، يقول تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فاطر : 18 ، والنبي صلى الله عليه وسلم , كان يشجع زوجاته ، على الاستقلالية ، وربما فعلن أمراً ولما علم به النبي ، ما عنفهن ولا عاتبهن أو لامهن .
2- اعتدلا في المزاح الزوجى :
والمقصود به المزاح الثقيل ، الطاعن فى رجولة الرجل ، أو الذي يجرح مشاعر المرأة ، لقد أرسلت لي زوجة تقول : ( إن جرح المشاعر أقسى من طعنة السيف ) ، خاصة المزاح أمام الأهل والأصدقاء والأبناء ، فكل ما أدى إلى الإيلام ، يفتح أبواب الشر ، مما يكثر من الأخطاء .
3- انتبها لفخ ما بعد الأربعين :
بعد الأربعين ، هـل تبدأ مراهقة جـديدة ، خاصة عندما تتحول الزوجة إلى أم ؟ ... ليس على الإطلاق ، وليس المجال في تبادل الاتهامات بين الزوجين ، فتقول الزوجة : الزوج يتصابى ، ويقول الزوج : الزوجة استسلمت للشيخوخة ، ولكن الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه ، وهواياته ، وتوفر له الأمان والاستقرار ، والمشاركة الفعلية ، هي التي تمنع وقوع زوجها في هذا الفخ ، الذي يتوهم بأن ذلك حقه الطبيعي , في أن يستمتع بشبابه .
وهذه نصيحة من زوج ، أطلق على نصيحته : ( نصيحة من رجل أفشى سر بني جنسه ) ، بأن الوقاية تبدأ من السنين الأولى للزواج ، بصداقة حقيقية ، وعدم نسيان الزوج أثناء رحلة تربية الأولاد ، والحوار في كل القضايا التي تهم الزوجين حتى لا تتسع الفجوة بينهما ، فالاعتناء بالزوج كالاعتناء بالزرع ، إذا أهمل جف ومات .
وقد اتفق الخبراء على التالي :
- لا تضطربي وحافظي على هدوئك .
- لا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته .
- أبدى إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك بذلك .
- لا تعترضي على نشاطه بحجة أنه أصبح كبيراً .
- حاولي التقرب منه أكثر مما سبق .
- أشعريه أن هناك الكثير من أحلامكما لم تتحقق .
- لا تسخري مما يبديه من مشاعر الشباب .
- كوني له الصديقة المتفهمة لمشاعره وجاذبيته .
- اهتمي بنفسك وبمظهرك وثقتك بنفسك .
- مارسي أنوثتك التي لا تهرم أبداً ولا تقولي كبرت .
4- فنون بعد الوقوع في الخطأ :
- الزوجة : تتقبل اعتذاره بأى شكل ولا تقابله بالسخرية .
الــزوج : يتقبل الاعتذار ويحاول أن ينفذ إلى المشاعر .
- الزوجة : تظهر سعادتها عند عودته إلى البيت مهما كانت الظروف .
الــزوج : يقدر تعبها وخدمتها في البيت مهما كانت الظروف .
- الزوجة : عندما تشعر بالغضب تنسحب حتى لا تنفجر أمامه .
الــزوج : عندما يشعر بالغضب يتوقف ويناقش الأمر .
- الزوجة : أمام الآخرين لا تتحدث ولا تنبه على أخطائه .
الــزوج : أمام الآخرين احترام وتقدير ولا داعي للمزاح الثقيل .
- الزوجة : لا تعمم فتتهمه بالإهمال وعدم المسئولية .
الــزوج : لا يستخدم الألفاظ الجارحة حتى ولو كان محقاً .
- الزوجة : تظهر عدم رضاها بطريقة لبقة لا تجرح مشاعره .
الــزوج : ييظهر عدم رضاه بلطف ورقة ولا يجرح مشاعرها .
- الزوجة : تعبر عن مشاعرها السلبية باعتدال بلا لوم أو عتاب .
الــزوج : لا يظهر خيبة أمله أو يتكلم في عصبية وغضب .
- الزوجة : تختار الوقت والأسلوب المناسب لتبث شكواها من آثار خطأه .
الــزوج : لا يشكو من خطئها على مائدة الطعام أو حينما تكون متعبة .
- الزوجة : تستمع له بإنصات دون أن تنشغل بشيء آخر .
الــزوج : ينصت لها بتقدير ولا يبدى انشغالاً عنها بأي شيء .
5- مراعاة الخصوصية بين الزوجين :
هل لكل من الزوجين عالمه الخاص؟
هل يصارح أحد الزوجين الآخر بكل شئ ؟
وما حدود إخفاء بعض الأشياء عن الطرف الآخر ؟
وهل التدخل الزائد فى شئون الآخر يدمر الحياة ؟
أم أن المغالاة فى الخصوصية هى السبيل الناجح ؟
وحتى لا يحتار الزوجـان ، فقد اتـفق الخبراء بأن الخصوصية حق للزوجين ، ولكن فى الحياة الزوجية مطلوبة باعتدال ، فالصراحة المطلقة والتكتم المطلق كلاهما مرفوض .
وطبيعة العلاقة بين الزوجين ، هى التى تمثل حجم ومساحة الخصوصية بين الزوجين ، من التفاهم والمرونة والحب والحوار والثقة والصراحة .
6- ابتعدا عن مصائد الأخطاء :
1- الرجل يكره استجواب زوجته له ، ففي الوقت الذي تطمئن فيه عليه ، تدفعها اللهفة والقلق عليه ، إلى سؤاله : أين كنت ؟ مع من تجلس ؟ متى ستأتي ؟ ! , فإنه يعتبر ذلك استجواباً ، يحول دون حريته ! .
والحل : أن يفهم الزوج , بهدوء تساؤلات زوجته ، وعليه بالتوازن في حياته ، ومراعاة أن لا يترك زوجته , نهباً للوحشة والوساوس والأزمات .
2- مصيدة الملل ، إذا وقعت فيها الحياة الزوجية ، عاش الزوجان كموظفين متجردين من أى مشاعر ، وتمضى الأيام ثقيلة ، وتتباعد المسافة بينهما يوما بعد يوم ، ولعلاج الملل على الزوجين , التعاون معاً , في ثلاث خطوات : طرد الملل بالانشغال بأمور نافعة , وإشاعة جو من المرح والبهجة والحوار السهل لكسر الروتين اليومي , ثم التغيير الدائم في كل جوانب حياة الزوجين , المكانية والزمانية والنفسية والرياضية , والتناغم الدائم مع الحياة .
3 – كثرة العتاب بلا سبب , والتمادي في إلقاء اللوم , مثل : لمَ قلت ؟ لمَ صنعت ؟ لماذا أتيت ؟ كيف فعلت ؟ فكل ذلك يجعل الطرف الآخر , يرد بطريقة خاطئة , إما الإهمال , وإما الاستفزاز , ولا تنتصر في حياة الزوجين إلا الأخطاء من الجانبين .