الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجتمع العدل والتعاون»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''مجتمع العدل والتعاون'''
<center>'''مجتمع العدل والتعاون'''</center>
 
[[ملف:العدل.jpg|إطار]]
قال تعالى: ('''وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)''' (المائدة: 15 / 16).
قال تعالى: ('''لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)''' (المائدة: 15 / 16).
 


نور، وكتاب مبين، وهدىً، واتباع .. خط مستقيم تُخط نقاطه بتلك الأربع العظيمات، موصلات المجتمعات إلى:  
نور، وكتاب مبين، وهدىً، واتباع .. خط مستقيم تُخط نقاطه بتلك الأربع العظيمات، موصلات المجتمعات إلى:  
سطر ١٤: سطر ١٣:
'''بنبذ الأنانية والأثرة .. لقد قالوا قديماً وحديثاً :''' إن العربي فردي بطبعه! إنه افتراء على هذا العربي، عندما قالوا ذلك؛ فالإسلام جعل منه إنساناً مقداماً في نبذ أنانيته بحماسة فائقة، في حين أن الذين أطلقوا هذا الكلام على العربي يغرقون في أنانياتهم الفردية والجماعية دون رادع من أخلاق أو قيم، فها هي مجتمعاتهم تغير على كل أرجاء الأرض ليس لهداية الناس وإنقاذهم، بل اندفاعاً خلف أثرة أو استئثار بممتلكات الأرض وحقوق الآخرين .. وأنت لا يغيب عنك في هذا المضمار تلك الحروب الظالمة التي تشتعل بها كل الممالك وأخص بالذكر ممالك العرب والمسلمين، فإذا جاء من ينشد مع الشاعر قوله:
'''بنبذ الأنانية والأثرة .. لقد قالوا قديماً وحديثاً :''' إن العربي فردي بطبعه! إنه افتراء على هذا العربي، عندما قالوا ذلك؛ فالإسلام جعل منه إنساناً مقداماً في نبذ أنانيته بحماسة فائقة، في حين أن الذين أطلقوا هذا الكلام على العربي يغرقون في أنانياتهم الفردية والجماعية دون رادع من أخلاق أو قيم، فها هي مجتمعاتهم تغير على كل أرجاء الأرض ليس لهداية الناس وإنقاذهم، بل اندفاعاً خلف أثرة أو استئثار بممتلكات الأرض وحقوق الآخرين .. وأنت لا يغيب عنك في هذا المضمار تلك الحروب الظالمة التي تشتعل بها كل الممالك وأخص بالذكر ممالك العرب والمسلمين، فإذا جاء من ينشد مع الشاعر قوله:


سأبدل بالكلمات الطلقات
'''سأبدل بالكلمات الطلقات'''


وأغني للشمس وللحرية / بعد قليل يهطل مطر، تعصف ريح
'''وأغني للشمس وللحرية'''
 
::::'''بعد قليل يهطل مطر، تعصف ريح'''
ينهض سيل يغمر وجه الأرض / يمسح عن وجه الأرض عيون الظلم


'''ينهض سيل يغمر وجه الأرض'''
::::'''يمسح عن وجه الأرض عيون الظلم'''


وصموه بالإرهاب وعدم التعاون، وهم بذلك يقتلون العدل، ويطلون وجه السلام بلون حكاياتهم المفتراة..!! ويصبغون وجه الأرض بطلاء زائف من شعارات خادعة، ترتفع في مقدمة زحفهم المتوحش باتجاه العالم .. فلا تغرنك أحرفهم الجهنمية، التي تشكل كلمات زاعمة أنها: حرية، حقوق إنسان، وديموقراطية وانفتاح، وأرز إلى قول ربك النابذ للأنانية والعزلة والفردية المغرقة بالأثرة '''(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)'''. واستمع إلى نبي الهدى يقول: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض ...) رواه مسلم في صحيحه. واسمعه يقول: '''( ... إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)''' رواه الترمذي وهو من الصحيح. وراجع عبادات ديننا المعبأة بالاجتماع ونبذ الأثرة والأنانية والانعزالية، فإنك ستجد صلاة الجماعة وما فيها من ائتلاف الصف والتعارف والتعاون والانتظام والدعاء الجماعي .. وكذلك فإنك ستجد فريضة الحج، التي تسمو بالإنسان إلى أقصى درجات الاجتماع والتعاون والتعارف والخدمة الجمعية. إنها العبادة الجماعية التي تقرب المسافات بين الناس، وتجمعهم على صعيد واحد، يلهجون بشعار واحد، لا تعرف غنيهم من فقيرهم ولا سيدهم من عبدهم ولا صغيرهم من كبيرهم، تشاركهم نساؤهم حذو القذة بالقذة، بلا أنانية ولا أثرة ولا عزلة، '''(تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً)'''. وكانت ذروة هذا الاجتماع والإيثار والتعاون والسلام في المجتمع المهتدي بالأربع العظيمات، أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها: (لا خير فيها هي في النار) رواه البخاري ومسلم.
وصموه بالإرهاب وعدم التعاون، وهم بذلك يقتلون العدل، ويطلون وجه السلام بلون حكاياتهم المفتراة..!! ويصبغون وجه الأرض بطلاء زائف من شعارات خادعة، ترتفع في مقدمة زحفهم المتوحش باتجاه العالم .. فلا تغرنك أحرفهم الجهنمية، التي تشكل كلمات زاعمة أنها: حرية، حقوق إنسان، وديموقراطية وانفتاح، وأرز إلى قول ربك النابذ للأنانية والعزلة والفردية المغرقة بالأثرة '''(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)'''. واستمع إلى نبي الهدى يقول: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض ...) رواه مسلم في صحيحه. واسمعه يقول: '''( ... إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)''' رواه الترمذي وهو من الصحيح. وراجع عبادات ديننا المعبأة بالاجتماع ونبذ الأثرة والأنانية والانعزالية، فإنك ستجد صلاة الجماعة وما فيها من ائتلاف الصف والتعارف والتعاون والانتظام والدعاء الجماعي .. وكذلك فإنك ستجد فريضة الحج، التي تسمو بالإنسان إلى أقصى درجات الاجتماع والتعاون والتعارف والخدمة الجمعية. إنها العبادة الجماعية التي تقرب المسافات بين الناس، وتجمعهم على صعيد واحد، يلهجون بشعار واحد، لا تعرف غنيهم من فقيرهم ولا سيدهم من عبدهم ولا صغيرهم من كبيرهم، تشاركهم نساؤهم حذو القذة بالقذة، بلا أنانية ولا أثرة ولا عزلة، '''(تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً)'''. وكانت ذروة هذا الاجتماع والإيثار والتعاون والسلام في المجتمع المهتدي بالأربع العظيمات، أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها: (لا خير فيها هي في النار) رواه البخاري ومسلم.


ومن الأعمدة التي تنبني فوق أساسات نبذ الأنانية وترك الأثرة، وتساهم في صنع قواعد مجتمع العدل والتعاون والسلام: التيسير والصفح الجميل والخلق القويم والرفق الأصيل. ونصوص الإسلام مسكونة بالطلب من الإنسان أن يكون متفوقاً في تلك القيم ليتسنى له بناء مجتمع العدل والتعاون والسلام، وإلا فإنه مجتمع الأنانيات والأثرة والحروب الظالمة والقهر المقيت والركض المضني غير المجدي: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) (طه: 124).
ومن الأعمدة التي تنبني فوق أساسات نبذ الأنانية وترك الأثرة، وتساهم في صنع قواعد مجتمع العدل والتعاون والسلام: التيسير والصفح الجميل والخلق القويم والرفق الأصيل. ونصوص الإسلام مسكونة بالطلب من الإنسان أن يكون متفوقاً في تلك القيم ليتسنى له بناء مجتمع العدل والتعاون والسلام، وإلا فإنه مجتمع الأنانيات والأثرة والحروب الظالمة والقهر المقيت والركض المضني غير المجدي: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) (طه: 124).


فمن التيسير: ما أمر به جل وعلا: '''(وما جعل عليكم في الدين من حرج)''' (الحج: 18) ... ومنه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وسددوا وقاربوا ...) رواه البخاري ومسلم.
فمن التيسير: ما أمر به جل وعلا: '''(وما جعل عليكم في الدين من حرج)''' (الحج: 18) ... ومنه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وسددوا وقاربوا ...) رواه البخاري ومسلم.


ومن حسن الخلق: قوله جل وعلا: '''(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)''' (آل عمران: 134) ... وقوله جل من قائل: '''(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)''' (فصلت: 34) ... ثم قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: '''(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم)''' رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
ومن حسن الخلق: قوله جل وعلا: '''(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)''' (آل عمران: 134) ... وقوله جل من قائل: '''(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)''' (فصلت: 34) ... ثم قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: '''(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم)''' رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.


ومن الصفح والرفق قوله تعالى: '''(وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)''' (الحجر: 58) ... وقوله تعالى: '''(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)''' (النور: 22).
ومن الصفح والرفق قوله تعالى: '''(وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)''' (الحجر: 58) ... وقوله تعالى: '''(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)''' (النور: 22).


ومنه توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: '''(إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)''' متفق عليه، وقوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: '''(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)''' رواه مسلم.
ومنه توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: '''(إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)''' متفق عليه، وقوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: '''(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)''' رواه مسلم.


وبعد .. أو ليس الدين الذي فيه كل ذلك العدل والتعاون والرفق والصفح والقيم والخلق حرياً بالناس أن يراجعوا كل ما هم عليه، ليدخلوا في السلم كافة، ذلك السلم الذي جعله رب العالمين قانوناً لهم يفوزون باتباعه بخيري الدنيا والآخرة..؟
وبعد .. أو ليس الدين الذي فيه كل ذلك العدل والتعاون والرفق والصفح والقيم والخلق حرياً بالناس أن يراجعوا كل ما هم عليه، ليدخلوا في السلم كافة، ذلك السلم الذي جعله رب العالمين قانوناً لهم يفوزون باتباعه بخيري الدنيا والآخرة..؟

مراجعة ٠٨:٥٧، ١٤ مايو ٢٠١٠

مجتمع العدل والتعاون
العدل.jpg

قال تعالى: (لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) (المائدة: 15 / 16).

نور، وكتاب مبين، وهدىً، واتباع .. خط مستقيم تُخط نقاطه بتلك الأربع العظيمات، موصلات المجتمعات إلى:

1- سبل السلام المجتمعي والعالي.

2 - إخراج الناس من ظلمات الوهم والركض خلف الدنيا إلى النور المبين الذي يعطي للإنسان معنىً لحياته وأمناً لوجوده وحراكه.

3- ثم لا يكون للمستقيم اعوجاج أبداً في مسيرة الدنيا؛ لأنه الصراط الذي اختطه موجد الأكوان سبحانه وتعالى، فلن تجد فيه إلا (استقم) .. (قل آمنت بالله ثم استقم)؛ فليس فيه عدوان ولا تزييف للحقائق ولا اعتداء على كرامة الإنسان، ولا انحراف به إلى مساحة الظلام، التي تجرّ إليها مواضعات غير المهتدين؛ حيث مساكنة الظلم والظالمين، وفي ذلك ما فيه من فقدان الأمن والعدل واختراق أسس التعايش والتعاون، ويظل نداء الله العزيز الحكيم بشأن مجتمع العدل والتعاون والسلام يحدونا ويقودنا ويرأف بحالنا نحن المخلوقين، وذلك حين ينادينا رب العزة بقوله جل من قائل (وقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم). وهنا لا بد أن نوضح كيف نظم الإسلام ودلنا على سبل السلام لإقامة مجتمع العدل والتعاون والسلام:

بنبذ الأنانية والأثرة .. لقد قالوا قديماً وحديثاً : إن العربي فردي بطبعه! إنه افتراء على هذا العربي، عندما قالوا ذلك؛ فالإسلام جعل منه إنساناً مقداماً في نبذ أنانيته بحماسة فائقة، في حين أن الذين أطلقوا هذا الكلام على العربي يغرقون في أنانياتهم الفردية والجماعية دون رادع من أخلاق أو قيم، فها هي مجتمعاتهم تغير على كل أرجاء الأرض ليس لهداية الناس وإنقاذهم، بل اندفاعاً خلف أثرة أو استئثار بممتلكات الأرض وحقوق الآخرين .. وأنت لا يغيب عنك في هذا المضمار تلك الحروب الظالمة التي تشتعل بها كل الممالك وأخص بالذكر ممالك العرب والمسلمين، فإذا جاء من ينشد مع الشاعر قوله:

سأبدل بالكلمات الطلقات

وأغني للشمس وللحرية

بعد قليل يهطل مطر، تعصف ريح

ينهض سيل يغمر وجه الأرض

يمسح عن وجه الأرض عيون الظلم

وصموه بالإرهاب وعدم التعاون، وهم بذلك يقتلون العدل، ويطلون وجه السلام بلون حكاياتهم المفتراة..!! ويصبغون وجه الأرض بطلاء زائف من شعارات خادعة، ترتفع في مقدمة زحفهم المتوحش باتجاه العالم .. فلا تغرنك أحرفهم الجهنمية، التي تشكل كلمات زاعمة أنها: حرية، حقوق إنسان، وديموقراطية وانفتاح، وأرز إلى قول ربك النابذ للأنانية والعزلة والفردية المغرقة بالأثرة (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). واستمع إلى نبي الهدى يقول: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض ...) رواه مسلم في صحيحه. واسمعه يقول: ( ... إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) رواه الترمذي وهو من الصحيح. وراجع عبادات ديننا المعبأة بالاجتماع ونبذ الأثرة والأنانية والانعزالية، فإنك ستجد صلاة الجماعة وما فيها من ائتلاف الصف والتعارف والتعاون والانتظام والدعاء الجماعي .. وكذلك فإنك ستجد فريضة الحج، التي تسمو بالإنسان إلى أقصى درجات الاجتماع والتعاون والتعارف والخدمة الجمعية. إنها العبادة الجماعية التي تقرب المسافات بين الناس، وتجمعهم على صعيد واحد، يلهجون بشعار واحد، لا تعرف غنيهم من فقيرهم ولا سيدهم من عبدهم ولا صغيرهم من كبيرهم، تشاركهم نساؤهم حذو القذة بالقذة، بلا أنانية ولا أثرة ولا عزلة، (تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً). وكانت ذروة هذا الاجتماع والإيثار والتعاون والسلام في المجتمع المهتدي بالأربع العظيمات، أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها: (لا خير فيها هي في النار) رواه البخاري ومسلم.

ومن الأعمدة التي تنبني فوق أساسات نبذ الأنانية وترك الأثرة، وتساهم في صنع قواعد مجتمع العدل والتعاون والسلام: التيسير والصفح الجميل والخلق القويم والرفق الأصيل. ونصوص الإسلام مسكونة بالطلب من الإنسان أن يكون متفوقاً في تلك القيم ليتسنى له بناء مجتمع العدل والتعاون والسلام، وإلا فإنه مجتمع الأنانيات والأثرة والحروب الظالمة والقهر المقيت والركض المضني غير المجدي: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) (طه: 124).

فمن التيسير: ما أمر به جل وعلا: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (الحج: 18) ... ومنه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وسددوا وقاربوا ...) رواه البخاري ومسلم.

ومن حسن الخلق: قوله جل وعلا: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) (آل عمران: 134) ... وقوله جل من قائل: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (فصلت: 34) ... ثم قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

ومن الصفح والرفق قوله تعالى: (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل) (الحجر: 58) ... وقوله تعالى: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) (النور: 22).

ومنه توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وقوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.

وبعد .. أو ليس الدين الذي فيه كل ذلك العدل والتعاون والرفق والصفح والقيم والخلق حرياً بالناس أن يراجعوا كل ما هم عليه، ليدخلوا في السلم كافة، ذلك السلم الذي جعله رب العالمين قانوناً لهم يفوزون باتباعه بخيري الدنيا والآخرة..؟