محمد سعيد الطنطاوي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد سعيد الطنطاوي


مقدمة

هو محمَّد سعيد بن مصطفى بن أحمد الطنطاوي، أصغر إخوة الشيخ علي الطنطاوي والأستاذ ناجي الطنطاوي ود. عبد الغني الطنطاوي رحمهم الله تعالى .

ولد بدمشق سنة (1343هـ - 1924م) : من كبار المربِّين، وألمع مدرِّسي الفيزياء والكيمياء والرياضيات، عالم فقيه، وداعية خطيب، وأديب شاعر، وجَدِل قويُّ الحجَّة، ومثقَّف واسع الاطِّلاع وافر المحفوظ، مع ذاكرةٍ واعية مُسعفة، وبديهة حاضرة متَّقدة، اشتَهَر بالجرأة والصَّرامة، والنُّبل والشهامة.

وأحد أذكياء الدنيا وأفراد الدهر في الزهد والورع والعبادة، والأخذ بالعزائم، واجتناب الرخص. ومن رواة الشعر وحفَّاظ عيونه وروائعه، وصاحب أسلوب فذٍّ مُطرب في إلقائه، وقدرة فائقة على ارتجاله ونظمه. وبلغ منـزلةً عالية رفيعة في الإحاطة بالتاريخ الإسلاميِّ وكأن أحداثه ماثلةٌ بين عينيه، لا يغيب عنه شاردةٌ منها ولا واردة.

نشأته ودراسته

توفي والدُه الشيخ مصطفى الطنطاوي وهو رضيعٌ في شهره الثالث، وتوفِّيت والدتُه رئيفة بنت أبي الفتح الخطيب الحسَني شقيقة الأستاذ الكبير محب الدين الخطيب وما يزال طفلًا في السابعة، فنشأ في ظلِّ أخيه الأكبر الشيخ علي الطنطاوي ورعايته.

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة مسجد الأقصاب بحيِّ السادات، وبعد حصوله على شهادتها ترك مقاعدَ الدراسة، ليتفرَّغ للقراءة والمطالعة والحفظ، وحصل على شهادتي المرحلتين المتوسِّطة والثانوية في دراسة حرَّة.

انتسب إلى قسم الفيزياء والكيمياء والرياضيات في كلية العلوم بالجامعة السورية (جامعة دمشق) أول افتتاحها سنة 1946م، وكان من طلَّابها المبرِّزين علمًا وسلوكًا، ومن زملاء دراسته فيها سيِّدي الوالد الفيزيائيُّ المربِّي أحمد ذو الغنى رحمه الله.

وقرأ النحو على العلَّامة الأصولي الشيخ د. مصطفى الخَنّ رحمه الله، مع أخويه الشيخ عبد الرحمن الباني والأستاذ رشاد زَمْرِيق، وكانت المجالسُ في غرفة الشيخ مصطفى بجامع الدقَّاق في حيِّ الميدان، ولم يقرِّر عليهم كتابًا بعينه، ولكنه كان يحضِّر مادَّة علمية غنية بالفوائد، ويلقيها بترتيب وتنظيم دقيق، وأسلوب حسن واضح.

في ميدان التعليم والدعوة

بعد تخرُّجه اشتغل بالتعليم في مدرسة التجهيز الأولى (جودة الهاشمي)، وكان له أثرٌ عميق في دعوة طلابه إلى الالتزام والأخذ بمعالي الأمور، وقلَّما يدخل غرفة المعلِّمين؛ إذ يهتبل أوقاتَ الاستراحة في توجيه تلاميذه والنصح لهم، ومحاورتهم في قضايا الفكر والعلم.

وكان ينتخب منهم من يتوسَّم فيه الخير، ويربيهم تربيةً إيمانية عملية، باصطحابهم في رحلات أسبوعية إلى المتنـزَّهات القريبة من دمشق، والقرى المجاورة، سيرًا على الأقدام أو ركوبًا على الدرَّاجات، ليُمضوا الوقت معًا في تدريب ورياضة، وعبادة وطاعة، ووعظ وتوجيه، وكان يجري لهم دوراتٍ علميةً وتربوية يدرِّسهم فيها الفقه والتفسير والحديث والسيرة.

وكان لنشاطه آثارٌ بيِّنة محمودة فيمَن حوله، فكان يحثُّهم على الجمع بين الجِدِّ في الدراسة والدأب في تحصيل العلم الشرعي، والتزام الإسلام التزامًا في الظاهر والباطن، والمحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة في المسجد، والاهتمام بقيام الليل، ويرغِّبهم في اتِّباع الهدي النبويِّ بإطلاق اللِّحى، فانتشرت هذه السنَّة البهيَّة في صفوف الشباب والدعاة في وقتٍ كانت فيه مهجورةً ولا تحظى بكثير اهتمام.

وكلِّف التدريسَ بدار المعلِّمين بدمشق، وفي زمن الوحدة السورية المصرية سنة 1959 م نُقل إلى طَرَطُوس، وحين طُلب إليه المشاركة في تصحيح أوراق الاختبارات أبى أن يشاركَ في جوِّ الاختلاط بين المدرِّسين والمدرِّسات، حتى اضطرُّوا إلى السماح له بالعمل على حِدةٍ في قاعة مستقلَّة.

نشاطاته وآثاره

وهو أحد الثلاثة الذين أحيَوا مسجدَ جامعة دمشق، وأسهموا في نهضته العلمية والدعوية، وتولَّوا إدارةَ لجنته والإشرافَ على أنشطته، مع أخويه د. محمد بن لطفي الصباغ رحمه الله، ود. محمد هيثم الخيَّاط عافاه الله. وأحد من تولَّى خَطابة المسجد مع عدد من كبار رجالات الإصلاح والدعوة في الشام، على رأسهم: علي الطنطاوي، ومصطفى السباعي، وعصام العطار.

ونُشر له عددٌ من البحوث في سلسلة الرسائل التي أخرجتها لجنة المسجد، منها:

  1. مأدبة الشيطان قذرة مسمومة فاحذرها وحذر منها ، (يقصد السينما) .
  2. هل في الشر خير
  3. من الظلمة إلى النور
  4. عز الدين القسام
  5. عبد الحكيم الأفغاني
  6. 14 ربيع الأول
  7. شمس الأئمة السرخسي
  8. سعيد بن المسيب
  9. صور ومواقف قبيل المعركة
  10. صفحات من سيرة الفاروق
  11. جمال الدين الأفغاني
  12. من فضائل العشرة المبشرين بالجنة

وانتدبه شيخنا العلَّامة المربِّي عبد الرحمن الباني المفتش الاختصاصيُّ لمادَّة التربية الإسلامية بوِزارة المعارف السورية إلى تأليف عددٍ من مقرَّرات مادَّة التاريخ الإسلاميِّ لطلَّاب المعاهد والثانويات الشرعية، فيما أُسميَ (أعلام المسلمين)، وأسهم الشيخ عليٌّ الطنطاوي في وضع المنهج.

وحقَّق كتاب (رحلة الشتاء والصيف) لمحمد بن عبد الله الحسيني (ت 1070 هـ) من منشورات المكتب الإسلامي. وللشيخ مشاريع علمية كثيرة بدأ بها ولم ينجزها منها ما يتصل بتاريخ مكة المكرمة ، وله تصحيحات نادرة على أكثر الكتب التي قرأها. فضلا عن تقريرات علمية دقيقة عن بعض الكتب التي طلب منه أن ينظر فيها ويبدي رأيه بها .

جُرأته وعزيمته

للشيخ سعيد الطنطاوي مواقفُ جريئةٌ مشهودة تدلُّ على قوَّة إيمانه وشدَّة يقينه، وعلوِّ همَّته وعزيمته، وصلابته في الحق. من ذلك أن مدير التعليم استدعاه يومًا معترضًا على بعض تصرُّفاته؛ كرفضه الاختلاط ونحو هذا، فجادله جِدالًا وحاجَّه حِجاجًا، فلمَّا انقطعت حيلةُ المدير ألزمه بقرارات وِزارة التربية إلزامًا

فما كان من الشيخ إلا أن أخرج مصحفًا من جيبه وقال بشموخ واعتزاز: "هذا هو القانونُ الوحيد الذي أسمع له وأطيع، وما عداه فتحت قدمي". وعلى إثر ذلك نُقل تأديبًا إلى المجلس الأعلى للعلوم والآداب، فالتزم مكتبةَ المجلس وأكبَّ على ما فيها من مصنَّفات وأسفار يغرف من فوائدها ويعُبُّ من نوادرها، ورُبَّ ضارَّة نافعة!

ومن مواقفه المذكورة التي تدلُّ على قوَّة شَكيمته أنه دخل في أوَّل العهد بالوحدة بين القطرين السوري والمصري مدرسةَ التجهيز ففوجئ بتمثال كبير قد أقيم للرئيس جمال عبد الناصر في بَهو المدرسة، فما كان منه إلا أن مضى إليه مسرعًا ورفسه رفسةً أردته حُطامًا، ثم صرخ بأعلى صوته: "إنما الخمرُ والمَيسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجسٌ من عمل الشَّيطان"، ولا يخفى ما في فَعلته من جَراءة في ظلِّ نظام استبدادي مَقيت!

في بلاد الحرمين

في مطلع الستينيَّات الميلادية يمَّم الشيخ وجهَه شطرَ المملكة العربية السعودية، وهناك عُرف فضلُه وقُدِّر علمُه فاختير مع أخيه العلَّامة المربِّي عبد الرحمن الباني لوضع سياسة التعليم بالمملكة، ووضع كثير من المقرَّرات المدرسيَّة والجامعيَّة. ويعترف للباني بالفضل في مساعدته وتوجيهه، قال لي يومًا: لولا الشيخُ عبد الرحمن الباني ما استطعت أن أفعل شيئًا، فهو الذي كان يوجِّهني ويعينني في كلِّ ما أُوكل إليَّ من أعمال في المناهج والمقرَّرات.

ثم تفرَّغ لمهنته الأثيرة مهنة التربية والتعليم، فدرَّس في مدارس مكة المكرَّمة سنوات طويلة، وبقي مقيمًا فيها بجوار مسجد (فقيه)، إلى ما قبل سنوات من رحيله.

شهادات مضيئة

الشيخ محمد سعيد الطنطاوي في أيام مرضه

أشاد بفضله صفيُّه الأستاذ عصام العطار قائلًا:

|كان محمد سعيد، الأخُ الأصغر لعلي الطنطاوي، أخًا لي وصديقًا أثيرًا، ووالله ما رأيتُ على طول ما عِشت، وكثرة من قابلت على هذه الأرض، أزهدَ منه ولا أكرمَ ولا أعبد، فألفُ سلام وسلام على أخي الحبيب، وصديقي الصَّدوق محمد سعيد الطنطاوي في شيخوخته ومرضه ووَحدته في مكة المكرَّمة|.

وأسهب الشيخ علي الطنطاوي في الحديث عن عنايته بأخيه سعيد والأخذ به في عالم الثقافة، وميدان المطالعة، وتشجيعه على طلب العلم، يقول:

"وأما سعيد فكنت أنا العاملَ الوحيد في تربيته الدينية والسلوكية والثقافية، صنعتُ له - والفضل لله لا لي - أكثرَ مما صنع لي أبي رحمه الله، كان أبي مشغولًا أحيانًا عني، وكنت أنا دائمًا معه، وسيَّرني أبي في طريق العلم فقط، وسيَّرته في طريق العلم وطريق الأدب معًا، حتى صار في يوم من الأيام كأنه صورةٌ مني، ونسخةٌ عني، حتى الشواهدُ التي يستشهد بها من الأشعار والأخبار، والنكت التي يرويها.
ثم إن اللهجة التي يُلقي بها لهجتي أنا كما كنت أدرِّب تلاميذي عليها، وقد مرضتُ مرَّة، ولم يكن هذا الشريط المسجَّل، فنـزل إلى الإذاعة فقرأ حديثي عني، فما شكَّ أكثر السامعين أنه أنا، وإن أنكروا منه بعضَ الرقَّة في الصوت، وبعض الرِّخاوة في الإلقاء... اشتريتُ له قصَّة عنترة في ثماني مجلَّدات، وهي موضوعة وأشعارها مصنوعة، ولكنَّ فيها أخبارَ الجاهلية كلَّها، وفيها أسماء أبطالها، وأنباء رجالها، وكان ذكيًّا من أذكى الناس، فحفظ أخبارها وأشعارها، ثم جئته بفتوح الشام المنسوب إلى الواقدي، ثم خلَّيت بينه وبين المكتبة فقرأ وقرأ..".

وقال عنه أيضًا:

"أخواي الصغيران عبد الغني وسعيد غلبَ عليهما الاشتغالُ بالرياضيات والعلوم، وإن كان لهما نصيبٌ كبير من علوم الدين والعربية".

ويقول عنه محمد المرساوي:

كنت في سن المراهقة دون الخامسة عشر من العمر، حين كنت أسمع عنه من أحبابه، وعلى رأسهم الأستاذ عصام العطار، الزعيم السوري الكبير ، وكان له صورة في مخيلتي ، من خلال الثناء العطر عليه، في عمامة كبيرة، وجبة واسعة، مثل ما يلبس علماء الشام العريقون.
وقُدِّر لي أن ألتقيه بعد سنة من هذا العمر، وأنا طالب في الصف الأول الثانوي في صلاة الظهر في بلدي ـ التل ـ التي تبعد خمسة عشر كيلاً عن العاصمة دمشق، ومعه خمسة عشر طالباً بسني معظمهم في هذا الصف ـ وفي عطلة الصيف ـ حيث نستعد لدخول ـ الحادي عشر ـ مع افتتاح المدارس، دلوني عليه
فإذا هو شيخ شاب أسود اللحية فاحمها، على رأسه قلنسوة عاديَّة، يلبس معطفاً طويلاً تحته بنطال يرتفع فوق الكعبين، سمته البساطة المتناهية، سلَّمت عليه بحرارة، ودعوته لتناول الغداء عندنا مع هؤلاء الفتيان، فوافق على شرط أن لا أضع على الغداء إلا زيتوناً وبندورة، وهو يشتري سطل اللبن الرائب، ورأيت الجدَّ الصارم منه في هذا الأمر.
فوافقت، راح يشتري اللبن، وجد البائع قد علَّق صوراً لنساءٍ في حانوته، نصحه، وناقشه، فانزعج البائع منه لتدخُّله في خصوصياته، فتركه ومضى إلى بائع آخر، اشترى منه اللبن، وكان ذلك عام ثمانية وخمسين وتسعمائة وألف للميلاد، ومضى مع هؤلاء الطلبة إلى بيتنا، وتناولوا الغداء عندنا من الزيتون واللبن والبندورة، ودعاني لمرافقتهم إلى منين، القرية المجاورة مشياً على الأقدام.
جلسنا بجوار نهر منين في ظل شجيرات جميلة، وتنوَّع الحديث فيما أذكر عن الجانب العلمي في التاريخ الإسلامي، ومن أين أتى اسم مادة الكيمياء، وأن أصلها ـ السيمياء ـ وهو علم السحر، ومحاولة صنع الذهب من المعادن العادية، وعرفت فيما بعد أنه أستاذ مادة الكيمياء والفيزياء في أكبر ثانويات دمشق (التجهيز الأولى)، وهؤلاء طلبته فيها، وهذا هو اختصاصه العلمي، وكان الجانب الآخر من الحديث عن الزهد في الدنيا، والشوق للآخرة، وكان الحديث من القرآن والسنة والشعر، وسمعت أبياتأً رائعة لأبي العتاهية وحفظت منها:

بين عيني كلِّ حيّ عَلَمُ الموت يلوح

لَتَمُوتنَّ ولو عُمِّرت مثلَ ما عُمِّر نوح

واستمرَّ الحديث قرابة الساعتين والنصف لم نحس به إلا وكأنه دقائق، ولاحت الشمس للغروب، فانفضَّ مجلسنا عائدين إلى التل، حيث صلينا المغرب هناك، ولم نجد سيارة تقلُّهم فمضوا إلى الوادي، بينما كان الشباب القادمون بالدراجات قد غادرونا إلى دمشق، حيث وجد الباقون والشيخ معهم سيارة في وادي التل ماضية إلى دمشق قريب العشاء فاستقلُّوها إليها.

وعرفت فيما بعد أن هذا ديدنه مع هؤلاء الشباب كل أسبوع، حيث يمضون لإحدى القرى المجاورة لدمشق مشياً على الأقدام وبعضهم على الدرجات ويمضون الوقت بين عبادة ورياضة وتدريب وموعظة وطعام يسير، وأصبح هؤلاء فيما بعد قادة فكريين أو علماء أو أساتذة لامعين.

في ثانوية جودت الهاشمي

قُدِّر لي أن أكون طالباً في التَّجهيز الأولى ـ ثانوية جودت الهاشمي فيما بعد، وكان أساتذة المادة خمسة مدرسين، ولم يقدر لي أن أكون عنده، ولم أكن من المبدعين في الجانب العلمي، حيث اخترت أن أُتم الشهادة الثانوية فيما بعد في الفرع الأدبي، وكنت أسمع عن قصصه العجيبة في الثانوية فلم يكن ليدخل قاعة المدرسين في الفرصة إطلاقاً، إنما يتجمع الطلاب حوله في نقاش فكري معه، وأسئلة علمية وأذكر إحدى هذه الفرص، فقد علَّم طلابه أن عندهم امتحاناً (مذاكرة) على رأس كل شهر عربي

فجاءه طالب وسأله:

أستاذ: هل عندنا امتحان في شهر جَماد الأول؟

قال له: شهر جَماد؟ (مستنكراً) شهر جُمادى. أما سمعت قول الشاعر؟

ركبت من المقطم في جمادى إلى بشر بن مروان البريدا

قال: لا ، قال له: ألا تعرف بشر؟ قال: لا . قال: أخو عبد العزيز. أما تعرف عبد العزيز؟ قال: لا . قال: أبو الأشج، ألا تعرف الأشج؟ قال: لا (وكلنا نستمع وكلنا لا نعرف شيئاً مما يسألنا عنه) قال: الأشج والناقص أعدلا بني أمية، ألا تعرف الناقص؟ قال: لا . قال: بشر هو بشر بن مروان بن الحكم، وأخوه عبد العزيز بن مروان والي مصر لأخيه عبد الملك بن مروان، وعبد العزيز هو أبو الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، الذي سُمِّي بالأشج، لشجَّةٍ كانت في وجهه أو رأسه، والناقص هو يزيد بن الوليد الذي ثار على الوليد بن يزيد وقتله.

وكان عمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد هما أعدل بني أمية ، وقُرع جرس انتهاء الفرصة ومضينا إلى صفوفنا. وشهدت آنذاك، ثقافته التاريخية الواسعة، وعرفت أنه داعية في كل لحظة من لحظات حياته، فهو مع الطلبة والشباب في كلِّ لحظة ينهلون من علمه، ويستفيدون من ثقافته.

وحدثني ـ فيما بعد ـ أنه كان يُعطي الطلبة في دمشق أربع دورات علمية في الصيف: بعد صلاة الفجر، الذين كانوا يمشون ما بين الخمسة والعشر كيلو متر كل يوم قبيل الفجر ليحضروا هذه الدورات في الحديث والفقه والسيرة والتفسير، إضافة إلى رحلاته الأسبوعية التي لا تنقطع معهم.

منهجه التدريسي

مما عرفته عنه أنه كان دائماً ينهي المنهاج التدريسي قبل زملائه جميعاً لأنه يعتكف في العشر الأخير في رمضان كل عام، سواءٌ وافقت الوزارة أم لم توافق، ولا يمكن للوزارة أن تحاسبه، فتدريسه وطلابه أكثر الطلبة جداً واجتهاداً، وكان لا يخل إطلاقاً في لحظة من لحظات تدريسه، وينهي المنهاج قبل زملائه المدرسين، ولا يقبل أي عذرٍ لتغيُّب الطَّلَبة عن الحصَّة الدراسية.

وكتب زهير سالم عاش حياته يؤثر العزلة والانفراد . وتقدمه في علوم الرياضيات وغيرها مما يبهر أولو الألباب .. اللهم تقبل منه واقبله وارفع مقامه ..وعوض المسلمين في مصيبتهم خيرا .. وأوفى مشاعر العزاء لمحبي الشيخ ولأسرة الإيمان والعلم في سورية الحرية والأحرار ..

لندن : 25 محرم - 1441

24- 9 - 2019

وفاته

انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى صبيحة يوم الثلاثاء 25 محرم 1441 هجري، الموافق 24 أيلول - سبتمبر 2019 ميلادي، في مستشفى فقيه بمدينة جدة، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

ألبوم الصور

محمد-سعيد-طنطاوي.1.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.2.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.3.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.4.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.5.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.6.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.7.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.8.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.9.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.10.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.11.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.12.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.13.jpg
محمد-سعيد-طنطاوي.14.jpg

للمزيد عن الإخوان في سوريا

مراقبو الإخوان في سوريا

1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان.

2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م).

3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م).

4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م).

5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م).

6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م)

7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر).

8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م)

9- د. حسن هويدي (1991- 1996م).

10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م)

11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010)

.

من أعلام الإخوان في سوريا
أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وثائق ومتعلقات أخرى

وصلات خارجية

الموقع الرسمي لإخوان سوريا

وصلات فيديو

.