مسرحيات وقصص من وحي ظلام السجن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
مسرحيات وقصص من وحي ظلام السجن

عبد الرحمن البنان

إعداد

موقع ويكيبديا الإخوان المسلمين

www.ikhwanwiki.com


الأستاذ عبد الرحمن البنان في سطور

- ولد عام 1932م في حي المناصرة.

- والده الأستاذ محمد البنان كان يعمل رئيس قسم في النيابة العامة.

- شقيقا لأربعة أشقاء فاطمة وعلي وعبد العزيز والصغير محمد.

- انتقل مع أسرته من حي المناصرة الذي ولد فيه إلى حمامات القبة وعمره عشر سنوات.

- التحق بكتاب الحي أولا ثم مدرسة الزيتون الابتدائية ثم التحق بمدرسة القبة الثانوية.

- تعرف على دعوة الإخوان المسلمين عن طريق وائل شاهين أثناء إحدى الرحلات التي كانت تخرج لجبل المقطم لتدريب أفراد الجوالة.

- سافر للاشتراك في حرب فلسطين عام 1948م وكان عمره 16 عاما وواجه صعوبات كثيرة حتى استطاع أن يصل إليها وينضم لصفوف المجاهدين فيها ويشارك في معاركها التي خاضها الإخوان المسلمون، وظل بها حتى أعلنت الهدنة الأولى والثانية ثم عقدت معاهدة رودس في مارس 1949م والتي أنهت الحرب.

- كان من ضمن المجاهدين الذين اعتقلوا بعد انتهاء الحرب وأودع مع باقي المجاهدين في معتقل الهايكستيب ثم رحل إلى معتقل الطور وظل فيه حتى أقال الملك وزارة إبراهيم عبد الهادي في عيد عام 1949م.

- بعد خروجه من المعتقل تفرغ لدراسته والعمل وسط إخوانه حتى التحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا).

- اشترك مع باقي المجاهدين الإخوان في حرب القنال عام 1951م بعد أن ألغى النحاس باشا معاهدة 1936م.

- اقترن اسمه بحادث تفجير القطار الحربي الإنجليزي الشهير في حرب القنال عام 1952م.

- انضم إلى النظام الخاص وظل به حتى اعتقل في أغسطس 1954م، وقدم للمحاكمة بعد تمثيلية حادثة المنشية، والتي حدثت في 26 أكتوبر 1954م، وحكم عليه بعشر سنوات، تنقل خلالها في سجون مصر كالسجن الحربي وسجن الواحات وليمان طرة ومزرعة طرة.

- خرج عام 1964م فحاول أن يكمل تعليمه لكن لرفضه مادة التربية القومية كان دائما ما يرسب.

- اعتقل في أغسطس 1965م وظل حتى عام 1968م حينما خرج مع من خرج من الإخوان الذين لم يحاكموا. - قرر الهروب من مصر غير أن وزارة الداخلية رفضت استخراج جواز سفر له لكونه من الإخوان، غير أن صديقه وقائده في حرب فلسطين 1948م نجيب جويفل والذي كان يعمل في الخارجية استطاع أن يستخرج له الجواز ويسافر إلى الكويت ثم لبنان ليقضي بها ردحا من الزمن.

- حصل على ليسانس آداب من جامعة بيروت عام 1972م.

- عاد إلى مصر واستطاع بعد هذا العمر أن يتزوج عام 1982م.

- عاد إلى مصر نهائيا عام 1985م واستقر بها، وأخذ يتصل بإخوانه من الرعيل الأول ويلتقي بهم في لقاءات متعددة، وزار المرشدين كالأستاذ عمر التلمساني ومحمد حامد أبو النصر ومصطفى مشهور.

- ابتلى بضياع كل أمواله في شركات الريان والتي عملت الحكومة المصرية على ضربها كاقتصاد إسلامي، فعاد وبدأ من الصفر بمعاونة زوجته.

- عمل على تربية النشء الصغير فأقام حضانة (الفجر الجديد) في فيلته بالمعادي، وكانت مثالاً للحضانات الإسلامية والتي جمعت بينها أطفال مسيحيين وأبناء كبار ضباط الداخلية، وظلت الحضانة تعمل حتى عام 2001م.

ابتلاه الله في يناير 2006م بفقد النطق، وكان ذلك بعد الحفلة التي أقامها لفضيلة المرشد العام الأستاذ مهدي عاكف، وكثير من نواب الإخوان الذين نجحوا في انتخابات مجلس الشعب، وبعض الإخوان من الرعيل الأول، والتي أقامها في ديسمبر 2005م.

مسرحية البخيل

(الفصل الأول)

المنظر: [حجرة جلوس مؤثثة بأثاث قديم ... صور قديمة معلقة على الجدران بعضها للرجال من القواد الأتراك والآخر لمناظر طبيعية من استانبول نافذة في وسط الحجرة تطل على الحديقة]

[يظهر على المسرح خادم يفض الأثاث وهو كرارة قصير القامة يبدو عليه الذكاء .. يغني]

كرارة: [وهو ينفض الأثاث وهو ينظر إلى صورة الباشا وزوجته ويشير إليها]

الغراب يا واقعة سودة .. جوزوه أحلى يمامة .. في الوجود يا ندامة كانت فين عينيك يا يا مامة لما اخترت الندامة ... ده اللي لو حطوا في ودانه جوز أرانب لم يبانوا .. [يضع الزبالة تحت السجادة]

ده الواحد حيطفش من البيت ده .. بيت مجانين منتش عارف .. مجازيب منتش عارف ... حاجة تجنن شيء يهبل [ينظر إلى الصورة] ... يضحك باستهزاء آل باشا آل .. بقى أنا عايش في بيت باشا ده [يشير إلى الأثاث القديم] شوفوا يا خواتي ... والا الأكل اللي يقرف ويعي ده الواحد حيموت خالص في البيت ده [وهنا يدخل قرندلي وهو طباخ تركي متعجرف] دي حاجة تجيب الوبا

قرندلي:[بلهجة تركية] ما تموت في ستين دواهي لما تاخدك فلاح خرسيس مرسيس أبسيس

كرارة: إيه ده .. حيلك حيلك .. يقلد قرندلي.. خرسيس مرسيس أنت دايما كده كلامك زي الطوب ولسانك تتلفع به.

قرندلي: سوس .. قليل الآداب ... مجرم كذاب .. اسكت أحسن أضربك بالحذاء والقبقاب.

كرارة: حذاء إيه وقبقاب إيه .... يا عم قرندلي أوغلي قعا

قرندلي: حمار كبير ... بهيم مكير ... أنت مش عارف اسمي لسه يا فقير .. قلت لك .. آلاف المرات اسمي قرندلي أوغلي أغا .. رئيس الخدم والحشم في هذا القصر المنيف .. وأنا غني عن التعريف.

كرارة: [باستهزاء] القصر المنيف ... منيف إيه ... متخليش الواحد يخرج من هدومه [يضحك] وخدم وحشم إيه ... خدم إيه وحشم إيه .. يا سي قرندلي طب ما أنا الخدم ... فين بقى الحشم .. دا أنا بقالي تلات تشهر يا راجل مخدتش مهيتي يا سي قرندلي يا رئيس الخدم والحشم في القصر المنيف الغني عن التعريف .. اللي مافيهوش غير واحد كنيف ..

قرندلي: حمار كبير ... لسانك طويل ... فلاح حقير ... خسارة فيك الطعام والعيش والإدام.

كرارة: [بسخرية] هأوأو ... حنخش في الإدام . طعام إيه وإدام إيه يا سي قرندلي ... قال إدام آل .. هو فيه غير العتس والنابت والسوس أبو فول.

قرندلي: أنت مفجوع وعامل زي الجربوع ... أنت فجعان وعاوز دايما بطنك مليان .. زي الحيوان.

كرارة: [يشير إلى بطن قرندلي الضخم] لا يا شيخ ... وأنت بطنك مش مليان وأنت مدكوك زي الكرنبة.

قرندلي: [بغضب] سوس قليل الآداب .. تعتدي على المقامات يا حقير يا فلاح أنا حموتك وأرتاح .. قرسيس ... مرسيس .. أدبسيس .. كفر سيس

كرارة: على مهلك يا خويا شوية .. أنا خايف لحسن يطق لك عرق ... حيلك شوية يا خويا .. حيلك شوية.

قرندلي: الحق على خطرتي .. اللي يكلم واحد حقير سائل فقير .. صدق من سماك خرارة.

كرارة: لأ لأ لأ يا سي قرندلي ... أحسن ضرعلي بقى .. أنا ما اسميش خرارة أنا اسمي كرارة .. ابن المعلم بطاطة .. ابن زلطة .. تاجر الحتة وفتوتها.

قرندلي: [باحتقار] بطاطة .. خطاطة .. كله حمير ... فلاحين حذامين ..

كرارة: حيلك .. حيلك .. متتعرضش لجدودنا أحسن لك أنا بأحترمك مش عاوز أهزأك .. كفاية الواحد حيخرج من هدومه .. من الباشا بتاعك ده واكل على تلات تشهر .. وكل ما أطلبهم منه يشتمني ... وعامل زي الغول في البيت .. ومخوف ولاده ومطهأهم في عيشتهم .. يا راجل ده عامل للحلل بتاعته مفصلات وأقفال .

قرندلي: أنت مالك يا حقير .. تتدخل في هذا الأمير الكبير .. مراد باشا رجل عظيم .. حارب في كل الميادين .. ورجل غني كريم ... يم .. يم ..

كرارة: [بذهول] كريم!!! يا خبر اسود بقى مراد باشا كريم .. طب يديني حقي اللي واكله علي .. والا يوكل ولاده حاجة غير العتس والنابت ... ده حيطفشهم يا راجل

[وهنا يدخل سمير وهو ابن الباشا ... وهو شاب يبدو عليه السذاجة مع كبر سنه .. ويتكلم بالثاء]

سمير: [واضعا يده على بطنه] أنا جعان خالص يا عم قرندلي .. الحقني يا خويا بحاجة آكلها صوتي حايخسر خالص من الجوع.

قرندلي: حاضر يا حبيبي .. يا سمير .. حاجيبلك أكل كتير .. عشان نسمع صوتك العظيم [يخرج ولا يراه سمير]

سمير: صوتي .. آه يا عم قرندلي .. حايخسر خالص .. كل يوم أقول البابا عاوز سكر نبات يزعقلي ويشتمني ..

يا خسارة يا عم قرندلي ... يا خسارة .. مش كده ولا إيه [ينظر إلى قرندلي فلا يجده]

[فيوجه الكلام إلى كرارة] مش كده يا عم كرارة ولا إيه.

كرارة: [متضررا من سوء صوته] إيه .. كويس أوي يا خويا ده يخلي الواحد يطفش

سمير: طب اسمع بقى الموسيقى الجديدة اللي ألفتها .. [بحركات مضحكة]

دو .. ري ... مي .. فا ... صول ... لا .. سي ... سي ..[يقاطعه كرارة]

كرارة: كفاية يا سي سمير .. كفاية أحسن تتعب.

سمير: [بعبط] لا ... سيبني .. يا عم كرارة سيبني [يستمر] دو .. ري .. مي ... فا .. صول ... لا .. سي.

كرارة: فاصلوليه إيه وبسلة إيه ... يا خويا ... متفكرناش بالحاجات الحلوة دي

سمير: آه ... والله يا عم كرارة .. إحنا نفسنا في الحاجات دي يا خويا .. اسمع بقى حقولك غنوة كويسة على كده.

كرارة: ... طب سمعنا يا سي سمير ...

الله عليكي يا مدرستنا .. يا مدرستنا يا مدرستنا

الله عليكي الله عليكي ... يا مدرستنا

العلم فيكي حلو ولطيف .. وأحلى منه طعم الرغيف

الإنجليزي ده مش سخيف .. وهو دايما سبب جييتنا

الله عليكي يا مدرستنا .. ... ..................

أكون بذاكر درس التاريخ .... وعقلي سارح مع الطبيخ

وأقول أجيبلي أكلة فسيخ ... وأعملها عزوة لولاد حارتنا

الله عليكي يا مدرستنا ...........

سمير: مش شاطر بقى يا عم كرارة

كرارة: [متعجبا من سذاجته] أيوة يا خويا شاطر ... شاطر أوي.

سمير: يا خسارة يا عم كرارة ... حنجرتي حلوة خالص .. بس يا خسارة مفيش غذا

كرارة: عن إذنك بقى ... أحسن أنا سامع صوت الباشا [يخرج كرارة ويلعب سمير لعبة الأولى]

سمير: بابا مش عاجبني خالص ... ما يعجبوش حاجة في الدنيا أبدا ...

الله يرحمه يا ماما .. من يوم ما ماتت واحنا مش عارفين نعيش في البيت ده خالص [وهنا يدخل مراد باشا وهو رجل كبير السن يبدو عليه أنه عصبي المزاج ويحمل في يده لفة صغيرة]

مراد: إيه يا ولد ده ... أنت مجنون .. إيه يا ولد ده .. بتكلم نفسك ولا إيه

سمير: أبدا يا بابا .. أنا كنت بأسمع موضوع الإنشاء

مراد: إنشة إيه يا ولد .. أنت مخك حيفضل تخين لإمتى .. مش مكسوف من نفسك .... جسمك زي البغل وفي ثانية ثانوي ... إمشي ورح زاكر

سمير: ما أنا بذاكر ليل ونهار يا بابا .. بس إحنا خدنا في المدرسة إن المذاكرة الكتير تخلي الواحد يتجنن

مراد: ما أنت مجنون خلقة .. ماسكلي ركوب العجل .. والبلي والمزيكة

سمير: [بفرح] أيوة يا بابا .. فكرتني ... أنا لحنت غنوة حلوة خالص .. أقولها لك

مراد: [بغضب] لا ... شم عاوز أسمع حاجة ...

سمير: [وهو يهتز] أنا في الصبح تلميذ .. وبعد الظهر نجار .. وأحب اللعب وأحب النط ..... وأكل الوز وأكل البط ..

مراد: [مقاطعا] اسكت يا حمار ... اسكت بلاش دوشة

سمير: البط البط .. هو صوتي وحش يا بابا ...؟

مراد: زي صوت الحمير بالضبط

سمير: طب هات لي سكر نبات علشان صوتي يبقى كويس

مراد: مفيش سكر نبات ولا حاجة .. اسكت بقى

سمير: منتش راضي يجيبلي حاجة أبدا .. لا بلي ولا سكر نبات ولا أكل حتى

مراد: اسكت يا فجعان .. خسارة تربيتي فيك ... ولد خسران .. امشي من قدامي يا كلب [يهم سمير بالخروج ثم يعود]

سمير: أنا عامل غنوة على الكلب يا بابا أقولها لك

مراد: [بغضب] امشي من قدامي يا حمار .. أحسن أضربك بالكرسي [يهم سمير بالخروج ثم يعود]

سمير: وعالم غنوة على الكراسي ...[يغني]

كرسي قطيفة .. أقعد عليه ... وآكل عليه .. أكلة ظريفة

مراد: امشي يا ولد [فيسرع سمير بالخروج وهو يخرج لسانه لوالده]

مراد: [ضاربا كفا على كف] أولا آخر زمن .. أنا معاكم والزمن طويل .. حأشوف أعرف أربيكم ولا لأ [ينظر إلى اللفة في يده بحذر وينظر إلى الأبواب وينادي] يا أوسطى يا طباخ يا أوسطى قرندلي [وهنا يدخل الاسطى قرندلي وينحني أمام مراد باشا]

قرندلي: نعم يا جناب الباشا ... متأسف لأني جيت وفي إيدي الماشا ... الطباخ في انتظار الأوامر لعمل غذاء القصر العامر.

مراد: [متلفتا حوله] اسمع يا قرندلي .. أنت طابخ لهم إيه النهارده ..؟

قرندلي: طابخين قرنبيط .. من غير لحوم ولا بهارات .. وبجانبه جرجير أو كرات أفندم .

مراد: طيب زي بعضه .. بس ابقى اعمل صنف واحد بس

قرندلي: أمرك عظيم .. بس أنا شاري الكرات باتنين مليم

مراد: عظيم .... عظيم .. [يتلفت حواليه] اسمع .. أنا جايبلك فرخة متنضفة جاهزة .. علشان لا حد يشوف ريش ولا مصارين ... ولا حاجات من دي أبدا.

قرندلي: معلوم أفندم

مراد: أصل أنت عارف إنها موصوفة لي من الدكتور ... أصلها موصوفة لي .. [وهنا يدخل كرارة] زيا لدوا تمام.

كرارة: أيوة مضبوط ..ده أنا شايف الدكتور .. وهو بيكتبهوله ... وقاللي خد منه شوية ...

مراد: [يخفي اللفة بها الدجاجة] بتتكلم عن إيه يا ولد ..

كرارة: باقوله عن الدوا ... اللي كتبه الدكتور لحضرتك

مراد: [باستفسار] إيه هو ... ؟ مي نقالك عليه؟

كرارة: أنا عارفه ... أنا ما بخافش على حاجة أبدا .. ده حاجة تقوي الإيمان

مراد: إيمان إيه ... يا ولد .. اللي بتتكلم عنه .. أنت دايما تحط مناخيرك في كل حاجة .. أنت لازم تعرف إنك خدام .. خدام بتاخد مهية ...

علشان تكنس وتمسح بس .. أنت فاهم ولا لأ .. قلة أدب ..

كرارة: [باستهزاء] فاهم أوي!! بأخد ماهيتي علشان أكنس وأمسح أمال إيه ... طب اديني ماهية التلت تشهر اللي فاتو يا سعادة الباشا

مراد: [بغضب] اسكت يا وقح .. يا حمار...

قرندلي: خدامين آخر زمن .. يجرأ على الأسياد باللسان ... خرسيس مرسيس جبان ..... فلاح فقير كحيان.

كرارة: حيلك ... حيلك ... أنت ما فيكش غير كرسي ولسان .. أنا بأطالب بحقي يا سي خرسيس مرسيس .. حاكم أنا عارفك تحب تهنكر وتتمريس بس

قرندلي: والله ... تالله .. بالله ... لولا صاحب الجناب لضربتك بالشبشب والقبقاب

مراد: معلش يا سي قرندلي .. وأنت ياد يا كرارة بطل الكلام الكتير ده

كرارة: كلام كتير إيه يا سعادة الباشا ... كل الخناقة الكبيرة دي علشان شوية الدوا ... شوية حديد وزرنيخ أشتم علشانهم .... يتعلن سلسفيلي وقليل الأدب ... ومجرم .. وفلاح حقير .. وخرسيس مرسيس ... كل ده علشان شوية حديد وزرنيخ .. ما فيش مانع .. أنا بأحسبك بتتكلم على حاجة تانية [ينظر للفرخة]

كرارة: على كل حال أنا تو ما آخد التلت تشهر بتوعي حفطش من البيت ده

قرندلي: في آلاف الداهيات .. حمار هلفات .. عاوز كسر دماغه بالخرباط حمار .. ضبار ..فعلات

مراد: سيبك منه دلوقتي .. اسمع [يلتفت يمينه ويساره] أنا عاوزك بقى توضب لي الفرخة دي ... ولا مين شاف ..

قرندلي: ولا مين دري.

مراد: أحسن دول عيال مفاجيع .. دناي .. يعدو يبصوا للحاجة بشكل فظيع .. مش عارف طلعين دناي لمين .. أعوذ بالله

قرندلي: الخدامين بيخسروا الأولاد .. دناي حمير كلاب .. تجروا على حظرتي بالسباب .. ومش عاملين لمقامي أي حساب.

مراد: متزعلش .. على كل حال .. دول خدامين بيخدمونا الأجرة .. اسمع خد بقى الحبز دهوه ووضبها [يلتفت حوله] وهيأها أحسن أن جعان [وهنا يطرق الباب]

مراد: [بغيظ] مين .. ادخل .. أعوذ بالله .. الواحد ما يعرفش يستريح شوية [يدخل الأوسطى عبد الجبار سواق الحنطور وهو شخص ضخم الجثة]

عبد الجبار: سعيدة .. أهلا وسهلا

مراد: [بغيظ] سعيدة في عينك .. حمار .. أنت بتدخل ليه دلوقتي .. انتب تتجسس علي يا ولد.

عبد الجبار: [باستغراب] إيه يا سعادة الباشا .. أنت مالك كده .. متهدي شوية .. هدي.

مراد: أنت دايما جلف .. ما تجيش في وقت مناسب أبدا.

قرندلي: فلاح .. عديم الأذواق ... وصوته زي الأبواق

عبد الجبار: اسكت أنت .... يا تركي يا قشلان

قرندلي: قشلان ؟؟ يعني إيه قشلان يا جبان

عبد الجبار: يعني محتشم ... يعني مفتخر

قرندلي: [يضحك] هأ هأ ... ظريف عبد الجبار ... خفيف عبد الجبار

مراد: بلاش دوشة .. هيه عاوز إيه

عبد الجبار: [يحاول الجلوس على الكراسي] تسمح لي أقعد على الكرسي أحسن الروماتيزم هرا مفاصلي.

مراد: تقعد إزاي .. قول اللي أنت عاوز تقوله بسرعة .. أنا مش فاضي [ينظر إلى الدجاجة] أنا وراي أعمال

عبد الجبار: بأه اسمع يا سعادة الباشا .. أنا بقالي 30 سنة أخدم عندكم وكان عند المرحوم والدك 12 حنطور كانوا تحت أمري .. خيلهم وسواقيهم تحت إيدي

قرندلي: متفكرناش عبد الجبار .. أيام زمان عظام كبار

مراد: ما أنا عارف .... يعني عاوز تقول إيه .. إخلص

عبد الجبار: كانوا 12 حنطور تحت إيدي وتحت أمري .. كانت أيام عز .. الله يرحمك يا قرعلي باشا

مراد: الله يرحمه ... هيه عاوز تقول إيه

عبد الجبار: وجت الأيام اللي يشتغل فيها الاسطى عبد الجبار سواق حنطور مهكع بحصان واحد نايم على روحه

مراد: يعني مش عاجبك . ما هو من إهمالك

عبد الجبار: إهمال إيه .. هو الحصان لاقي ياكل .. أقولك هات قرشين صاغ في اليوم أجيبله برسيم .. تطلع في وتشتمني وتهزأني

قرندلي: أنت كلامك كتير .. زي كرارة الجنيل.

عبد الجبار: أنا يا مراد باشا اللي عشت عندكم العرم ده كله مستخسر في اللقمة اللي بأكلها طيب والحصان ماله .. حيوان غلبان .. يتيم

مراد: بلاش دوشة .. تموت أنت في ستين داهية .. وميموتش الحصان ما أنت بتاكل أكل الحصان .. أعملك إيه

عبد الجبار: الله يكرمك .. دي آخر العشرة والأمانة .. والله يا عم قرندلي .. أنا من يوم ما ماتت الست الله يرحمها ما عرفت أتهنى على لقمة حلوة أبدا

قرندلي: [يبكي] ملاك .. ملاك .. رحمة الله عليكي يا ست الستات

عبد الجبار: أنا بقالي تلات تشهر دلوقتي ما أخدتش الأجرة بتاعتي .... وباشتغل سواق للحنطور الكحيان .... وجنايني وخدام ... وغسالة كمان وبعد كده أشتم وأتلعن؟

مراد: أنت بقيت قليل الأدب ... واتجرأت علي .. امشي من وشي

عبد الجبار: حاضر ... حامشي .. وأنا بقولك أهو .. لو ماجبتش الماهية .. حكسر العربية .. وأموت الحصان ... ومين عارف .. يمكن أتجنن وأعمل حاجة تانية [يخرج]

مراد: [بغضب] شوف الناس اللي ما عندهمش وفاء ولا أمانة أعوذ بالله [يلتفت حوليه] خد بقى الحب زده ووضبها بسرعة أحسن دول زي القطط [يدخل سمير]

سمير: بابا ... بابا .. أنا حأقولك درس الجغرافيا بالغنا اسمع يا بابا.

المناخ في شمال أفريقيا ..ممطر صيفا ... حر أوي شتاءا

مراد: يا كلب .. يا حمار .. إيه الدوشة دي .. امشي اخرج بره .. إمشي

سمير: ليه يا بابا .. هو صوتي وحش ... طب هات لي سكر نبات

امشي اخرج بره [يخرج سمير] الواحد حيجنن في البيت ده .. خد بقى الحب زده .. واعملها بسرعة دي حاجة تطير العقل [يخرج قرندلي ثم يتبعه مراد ويدخل فريد وهو شاب يبدو عليه الاستهتار وهو سكران]

فريد: أنا كنت سامع صوت بابا .. هو راح فين؟ غطس في الأرض؟ ولا الأرض غطست في بابا؟ كنت عاوز ألهف منه أد عشر خمستاشر جنيه كده ... يا سلام على طول أروح أشرب الشمبانيا المظبوطه ... المظبوطة الشمبانيا .. العشرة جنيه اللي خدتهم من جيب بابا إمبارح من بابا جيب ..من بابا جيب .. ضاعوا في الكتكان ضاعو [وهنا يدخل كرارة]

كرارة: بتنده علي يا سي فريد؟

فريد: ما نستغناش يا كركر .. يا كركر .. ما نستغناش .. إلا قولي يا كرارة .. هو بابا راح فين؟ فين راح بابا؟

كرارة: فين راح بابا ... ولا بابا راح فين

فريد: [بعد تفكير] راح بابا فين؟

كرارة: [لنفسه] الظاهر إنه سكران زي عادته .. بيت يقرف .. بوظة ..

فريد: بتقول إيه يا كركر ... يا مكركر بتقول إيه

كرارة: بقول إنك راجل طيب .. طيب راجل بقول

فريد: [ضاحكا] مظبوط ... مظبوط .. اسمع يا كرارة إيه رأيك في بابا .. بابا في رأيك إيه؟

كرارة: بابا في رأي مغفل ... مغفل في رأي بابا [ينظر حوليه]

فريد: مظبوط .. مظبوط .. أنت شاطر تمام .. من هو مغفل وكمان بخيل.

كرارة: ده جلده مقيحة .. مقيحة جلده

فريد: مظبوط مقيحة جلده .. مظبوط .. اسمع إيه رأيك في أنا

كرارة: واد عترة .. واخد حقك بالدراع.

فريد: بالدراع واخد حقي [يضحك] هو يمنع عني الفلوس من هنا وأنا آخد من هنا .. تعرف يا كرارة ... أنا باصرف في الشمبانيا أد إيه.

كرارة: كام؟ خمسة جنيه في الشهر

فريد: لا لا لا 70 جنيه أفلة شهري على الخمرة يا كرارة وده كله من جيب البخيل .. ولا هو حاسس بالدنيا .. بالدنيا ولا هو حاسس

كرارة: اصله لا مؤاخذة أهبل ... بيفكر إنه حيقدر يوفر ولكن اللي بيحوشه من هنا .. بيتلهف من هناك وعلى رأي المثل .. مال الكنزي للنزهي

فريد: من هناك بيتلهف .. أمال إيه ... الحقيقة يا كركر أنا بأتمنى إنه يموت .. يموت

كرارة: لك حق .. أهو كده البخيل .. دايما يحوش فلوسه ويأهر نفسه علشانها ... والآخر يخرج من الدنيا الناس كلها تكرهه .. وتدعي عليه .. يا ساتر يا رب

فريد: يا رب ياساتر ... أعملوا إيه يا كرارة ... هو اللي اضطرني للسرقة .. وأخلائه القاسية .. خلتني أشرب الخمرة ما بفقش منها أبدا أبدا ما بفقش منها

كرارة: معلش يا سي فريد .. ربنا يتوب عليك منها .. الله يكون في عون خالد أفندي .. أهو ده الغلبان فيكم .. طول النهار والدك يشخط وينطر فيه وييشتمه ويهزأه والجدع الله يقويه .. مستحمل زي الجمل

فريد: خالد ده عال شيخ .... أقوله يا خالد خد ... وأديله عشرة جنيه .. يعمل لي ولي .. ويقولي لا .. أنا ما أسرقش

كرارة: والله يا سي فريد .. دي بدلته اتقطعت .. وتقول لأبوه يا بابا عاوز أشتري بدلة علشان الطلبة الجامعة بتهزأوا بيه ... يقوم اللطخ لا مؤاخذة ... يشتمه ويقوله شوف لك بيت غير ده .. بدلتك دي كويسة خالص

فريد: أصله عبيط لا مؤاخذة .. تصرف يا كرارة أنا عرضت عليه فلوس كتير ... خابطها من الراجل .. كل ما أديها له يقول ... ربنا بيقول والنبي بيقول ... أصله مستشيخ وعاملي من الإخوان المسلمين

كرارة: يا ما نصحته يا سي فريد عن عن الإخوان دول .. وقلت له يا أخويا دول ناس بتوع حق .. واللي يقول الحق يشخ في الجردل

فريد: مظبوط ... يخش في الجردل اللي يقول الحق اسمع يا كرارة .. فين أخويا سوسو .. أنا عاوزه يفرفشني شوية

كرارة: يا سي سمير يا سي سمير [يدخل سمير]

سمير: أصلا أخويا حبيبي .. جبت لي السكر نبات

فريد: أيوة جبته بس غنيلي غنوة حلوة كده.

سمير: حاضر .. أقولك غنوة إيه .. غنوة الخروف والألوز والا المحشي

فريد: ابعد عن الأكل .. وغني لي .. غني حاجة كدة ... تفرفش الواحد .. أنت دايما بطنك مدوخاك

سمير: آه يا أخويا آه .. دا بابا قافلها في بطن خالص يا خويا حنجرتي تعبت من العتس يا خويا [يغني]

ياما نفسي آكل بامية ..... وعليها السمنة قيراط

ياما نفسي ألهف وزة ........ ويلاشنا من الكرات

يا ما نفسي يا ما نفسي ...... يا ما نفسي أخبط فرخة

ومعاها طبقين ملوخية ....... وتلات أربع حمامات

الله الله الله ................. الله الله الله....

الله الله الله ................ الله الله الله

يا ما نفسي يا با بفكر ........... ويجيب لنا وز محمر

ويعتقنا من عتس معكر ........ يا ما نفسي ياما نفسي

يا ما نفسي يابا يعمر ......... بطني اللي ما بتتعمر

ويرق قلبه علي ............... ويرحم بطني اللي بتكركر

فريد: لا لا .. قول لنا غنوة كويسة

سمير: هات بقى السكر النبات [يخرج له اللفة] يأخذها سمير يقرقشها

كرارة: هو السكر النبات يتقرقش كده

سمير: آه .. أصلي جعان قوي يا خويا [يغني]

جعان أوي ....... خويان أوي

للقمة ملدنة ...... ولا عضمة حنينة

جعان أوي ........ خويان أوي

فريد: اسمع يا كرارة ... هو فين بلبل .. اجري انهولي [يخرج كرارة]

سمير: بلبل ده حيموت نفسه في المذاكرة .. وكل يوم أتخان قمعاه علشان يريح نفسه شوية .. مافيش فايدة أبدا .. هم اللي ذاكروا عملوا إيه أقوله تعلى أعلمك الغنا .. ما يرضاش ... يقولي لا يا عمي أنا عاوز أطلع الأول ... مش زيك ... قال أنا خايب يا خويا

فريد: أنا خايف على الولد ده ... مش عارف طالع لمين .. أيوة بايظ .. وجده شحيح .. وعمه فنان عظيم ومغني عالمي

سمير: صحيح؟ أنا متشكر .. طيب أغنيلكم غنوة على كده.

فريد: لا مش دلوقتي كمان شوية سيبنا دلوقت وانده لخالد

فريد: أهلا بلبل .. إيه يا حبيبي ... أنت ما تسألشس على بابا ... مجيش تسلم عليه .. إخص عليك .. تعالى يا حبيبي.

بلبل: أصلي كنت بأذاكر يا بابا .. لأن الامتحان فاضل عليه يومين ...

سمير: وأنا كنت بأذاكر معاه ... أصلي أنا وهو في سنة واحدة مرضيتش أسيب ابن أخويا لوحده أبدا.

بلبل: وفي فصل واحد يا بابا .. بس هو بليد خالص يا بابا والمدرس بيضربه

سمير: بأ أنا بليد يا بلبل .. إخص عليك ... طب خاصمني بقى

بلبل: [يضحك] إزيك يا بابا .. أنا بشفكش ليه .. أصحى الصبح بدري علشان أصلي الفجر .. ألقيك نايم .. وأروح المدرسة من غير أشوفك

فريد: لا يا حبيبي أنا مش عاوزك تصلي ... بأه تصحى الفجر علشان تصلي ... تتعب صحتك يا حبيبي ...

بلبل: [بعزم] لا يا بابا ما تقولش كده ... حرام عليك أنا بأصلي لربنا اللي خلقنا يا بابا ..

سمير: وأنا بأصلي أنا كمان ... أصلي بأخاف من النار والزبانية .

بلبل: وأرجع من المدرسة .. ما ألاكش يا بابا .. وأعد أستناك أنا وماما .. وتعد تعيط علشانك.

فريد: اسمع يا بلبل ... أنا حأخدك النهارده على السينما يا حبيبي .. وبلاش مذاكرة النهارده ..

سمير: وأنا أروح معاكم يا أبيه

بلبل: أنا ما أقدرش يا بابا علشان الامتحان

فريد: لا يا بلبل ... أنا حأهيصك ... وحدوقك الخمرة كمان يا عم ... إيه رأيك بقى

بلبل: لا يا بابا ... ما أقدرش .. ودي حرام.

سمير: ولا حرام ولا حاجة .. شوف ابنك .. مش مذاكر

فريد: إيه الحكاية .. الظاهر عمك خالد مشغل الوعظ معاك .. تصلي وتصوم ... وتموت نفسك في المذاكرة ... والسينما مش عارف إيه والشمبانيا حرام ... أمال إيه الحلال .. اسمع يا بلبل ... أنا عاوز أبسطك يا حبيبي .. عاوزك تعيش سعيد .. تشرب خمرة وتلعب قمار ... وتهيص وتظأطط

بلبل: لا يا بابا .. أنا ما أقدرش .. أنت ما بتشوفش نفسك يا بابا لما بتيجي سكران [يبكي] أنت بتصعب علي يا بابا [يسرع الطفل بالخروج]

سمير: [متأثرا] مظبوط يا فريط مظبوط .. أنا عامل غنوة عليك وأنت سكران أقولها لك

فريد: [بغضب] اسكت .. مش عاوز أسمع حاجة .. اسكت [يخرج سمير]

فريد: [لنفسه] أنت ما بتشوفش نفسك يا بابا لما بتيجي سكران ... أنت بتصعب علي يا بابا [يدخل خالد ولا يراه فريد] آه مظبوط .. يا بلبل يا بني .... أبويا هو السبب .. قسوته وظلمه وبخله .. خلاني أسرق وأسكر وأهرب من البيت ... البيت كان عندي زي جهنم الحمرا ... بقيت أهرب من الواقع الأليم .. وقالوا لي إن الخمرة بتنسي فغرقت فيها ... الله ينتقم من الأبهات اللي بالشكل ده ... لكن أعمل إيه ... ما أقدرش ولازم أصرف كتير ... لأني اتعودت على كده ... لازم أسرق الله يرحمك يا ماما ... كنتي عاملة زي الملاك .. مش عارف كنتي عايشة إزاي مع الشيطان ده ... من يوم ما متي ... يا حبيبتي وأنا اتخدت في طريق الشر ... كنتي مرهم ... وكنتي برد وسلام ... الله يرحمك رحمة واسعة.

خالد: [يربت على كتف فريد] إيه يا فريد ... مالك يا أخويا فكرتنا بماما .. يا سلام على قلب الأم يا فريد ... كله رحمة وحب وحنان ... ما بقدرش الحكاية دي إلا اللي اتحرم من عطف الأم.

فريد: ووقع في براثن أب بخيل شحيح ... قاس فظيع ما عندوش رحمة ولا شفقة

يجلس فريد مفكرا واضعا كلتا يده على رأسه

خالد: [يدخل خالد] إيه بتفكر في إيه يا فريد؟

فريد: في الحالة الزفت اللي إحنا فيها دي في السجن اللي معيشنا فيه أبو شبت.

خالد: معلهش يا فريد .. نستحمله .. طبعه كده ... نستحمله يا خويا شوية

فريد: [يتنهد] هيه معلهش .. بكرة تتعدل ويموت في ستين داهية

خالد: لا يا فريد ما تقولش كده ... ده أبونا على كل حال

فريد: هو ده أب .. ده شيطان ... ده جلاد

خالد: معلهش .. أنت اتغديت يا فريد ..؟

فريد: أنا ..؟ لا أنا ما بتغداش هنا أبدا .. زهقتني من العتس والقرف ده يا شيخ .. دي حاجة تزهق

خالد: معلهش يا فريد أنا عاوزك تاكل مع ولادك ومراتك .. حرام عليك يا شيخ .. يا له يا خويا يا له [يخرج فريد وهنا يدخل مراد باشا]

مراد: إيه يا ولد يا خالد .. ما بتذاكرش ليه .. لازم تاخد فوق دماغك .. خسارة فيك الفلوس .. خسارة فيك الأكل اللي بتاكله

خالد: معلهش يا بابا ... حاضر .. أنا رايح أذاكر أهو بس والله عاوز أقولك حاجة

مراد: إيه .. مصاريف الكلية .. طبعا ... مافيش مصاريف اطلب المجانية

خالد: ما أنا بالمجانية يا بابا ... بس أنا عاوز تمن الكتب والكتب عندنا في الكلية غالية خالص وخصوصا كلية الطب

مراد: مافيش فلوس .. امشي من وشي بقى .. مافيش فلوس ..

أنتم عاوزين تنهبوني .. تفلسوني .. خربتو بيتي

خالد: هو لنا حد غيرك يا بابا .. يعني حجيب فلوس منين أسرق ولا إيه

مراد: ما أعرفش .. امشي روح ذاكر .. ومش عاوز أشوفك قدامي تاني

خالد: حاضر .. بس ليه دايما تصدني كده يا بابا .. حرام عليك

مراد: اخرس يا ولد ... امشي من وشي .. أنا حا أعرف أربيك إزاي [يخرج خالد متألما]

مراد: [لنفسه] أولاد قلالات الأدب .. آل بينصحني آل

[وهنا يدخل الطباخ قرندلي ومعه طبق مغطى وبيتلفت حواليه]

مراد: [يخطف الطبق منه ويخفيه تحت المكتب]

قرندلي: آدي الجمل وآدي الجمال [يشير لنفسه وللدجاجة] فرخة سمينة لحمها زي العجينة يا سلام .. لو تاكل معاها سلطة طحينة

مراد: طيب ... عال ... عال ... سويتها كويس

قرندلي: لحمها فصوص .. فصوص ... تخللي الواحد يلوص

مراد: طيب لما أروح أشطف قبل ما أكلها [يخرج مراد ويخرج قرندلي] [بعد برهة يدخل سمير وهو يدندن]

سمير: آه ... يا بطني .. آه يا بطني ... يا ما نفسي آكل بامية وعليها السمن قراط يا ما نفسي ألهف وزة .. وبلاشنا من الكرات [يخرج]

[ثم يعود مسرعا] [لنفسه] آه ونا شامم ريحة تجنن

أنا شامم حاجة تخبل .. ريحة وز محمر .. لا بط .. لا لا لا

فراخ محمرة مافيش شك .. ولا الحاجات دي حا تيجي منين [يهم بالخروج]

لا لا .. لازم فيه حاجة هنا لما أدور [يبحث فيجد الطبق فيفتحه فيجد فيه الفرخة المحمرة فيصعق] [لنفسه] يا خبر أبيض واسود ومشكل .. دي فرخة ولا أنا بأحلم .. [يفرك عينيه ويقرص نفسه ] دي فرخة صحيح [ينقض عليها يلتهمها التهاما مروعا بسرعة]

يا بختك يا سمير .. يا بختك يا سمير .. يا بختك يا سميرمر الله ... آه .. الله [بعد التهامها] يا خبر أبيض .. دلوقتي حأعمل إيه [يضع الطبق مكانه ويغطيه ثم يضع يده على بطنه ويقول يا نهار اسود بطني مغصت رحنا في داهية

... [ثم يخرج ببطء ثم يرجع ثانيا ويأخذ قطعة من اللحم أخرى .. ويخرج] [يدخل فريد] ويفتح درج المكتب ويخرج ورقة بخمسين جنيه]

فريد: خمسين جنيه [لنفسه] أنا ح أسرقك لغاية ما أفلسك خالص خمسين جنيه .. حأهيص بيهم .. خسارة فيك وفي خيبتك يا بخيل حوش يا خويا حوش [يخرج فريد وهنا يدخل خالد]

خالد: يا بلبل .. يا بلبل .. أنت فين يا حبيبي .. [يتجه إلى المكتب]

لما أجيب له القلم [يفتح الدرج ويأخذ القلم الرصاص وهنا يدخل مراد باشا]

مراد: أنت واقف عند المكتب ليه يا ولد؟

خالد: أبدا يا بابا ... ونا بجيب قلم علشان بلبل

مراد: [ينظر إليه] طب ابقى هاته بعد ما يتكتب به [يخرج خالد]

[ويتجه مراد إلى المكتب ويفتح الدرج ويفتح المحفظة]

مراد: [باضطراب فين الفلوس .. الفلوس [يبحث بسرعة] آه اللص المجرم .. الواد خالد الحرامي السافل [وهنا يدخل سمير ]

سمير: نعم يا بابا ... والنبي ما أنا الحرامي .. دي القطة اللي خادتها يا بابا

مراد: قطة إيه يا حمار

سمير: القطة السودة ... اللي فيها حتة بيضة .. واللي عامل فيها غنوة.

مراد: غنوة إيه يا مغفل ... خدتها إزاي يا ولد .. قول

سمير: خدتها كده ببقها

مراد: هي القطة بتفتح المكتب يا حمار ... يا مغفل

سمير: دي كانت تحت المكتب يا بابا .. أنا ماليش دعوة مش أنا اللي خدتها

مراد: مش أنت هو الواد خالد ... اللي أخدها ... أنا شوفته بعينيه الحرامي المجرم السافل ...

سمير: لا يا بابا .. والله ... خالد مظلوم في الحكاية دي .. أنا شوفت القطة وهي بتاكلها .. بعني دول

مراد: تاكل إيه يا مغفل

سمير: الفرخة يا بابا .. الفرخة [يتجه مراد إلى الطبق ويكشفه]

مراد: وكمان الفرخة يا مجرمين ... يا حرامية .. الدوا كمان يا مجرمين [يهم بضرب سمير فيسرع هاربا]

مراد: مافيش غير الواد خالد اللص .. أنا حا أبلغ البوليس وحرميه في السجن ... يا ولد يا خالد .. يا خالد [يدخل خالد]

خالد: أفندم ... حضرتك بتنده لي يا بابا... ؟

مراد: أيوة يا حرامي .. أيوة يا لص .. فين الفلوس اللي سرقتها يا مجرم هاتها أحسن أموتك .. هاتها أحسن أبلغ البوليس يا لص

خالد: إيه يا بابا .. فلوس إيه .. وبوليس إيه .. أنا مش فاهم حاجة خالص

مراد: لا يا شيخ .. عبيط ..؟ متعرفش حاجة .. فلوس إيه ... لوسي إيه الخمسين جنيه يا مجرم ... يا حرامي

خالد: الخمسين جنيه .. ما أعرفش حاجة يا بابا عنهم .. دور عليهم يمكن تلاقيهم

مراد: لا يا شيخ .. ألاقيهم .. اسمع .. إذا ما جبتهمشي أنا حا أشردك حا أطردك .. حا أرميك في السجن

خالد: يا بابا .. أنا بأقولك إني مأخدتش منك حاجة .. ولازم تعرف إن أخلاقك الشديدة د يبتكره الناس فيك .. لولا إنك أبويا وربنا أمرنا باحترامك والعطف عليك .. ماكنتش سكت على الحياة البائسة اللي عشتها معاك .. كل يوم تنكد على البيت كله .. وماما الله يرحمها ماتت من معاملتك السيئة لها

مراد: [بغضب] اخرس يا مجرم

خالد: لا .. أنا مش حا أسكت .. أنا حا أقولك الحق .. والحق بس اسمع يا بابا ... أنت غني .. ولكنك شحيح .. وبخيل بتكنز فلوسك وربنا مش حيبارك لك فيهم ... حيسرقوا وينهبوا

مراد: أنت اللي سرقتهم يا لص

خالد: أنا عاوز أقولك إني لا يمكن أمد إيدي على فلوسك أبدا ...

أنا مش حرامي .. وأنا بخاف من ربنا .. مش بخاف منك ... ولكن البخيل ربنا يسلط عليه اللي ينهبه ... ويحطم ثروته فيموت مغلول عليها ويوم القيامة يتكوي بها (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم .. هذا ما كنزتم لأنفسكم .. فذوقوا ما كنتم تكنزون)

مراد: بلاش دجل ... أنا شوفتك وأنت بتفتح المكتب ولسه طالب مني فلوس للكلية .. امشي اخرج من بيتي يا حرامي .. اخرج من بيتي .. مش عاوز أشوفك يا لص .. يا سافل .. يا مجرم .. [يخرج مراد باشا]

خالد: حاضر .. حاضر .. لكن يا بابا أنا مظلوم وربنا مع المظلوم

الستار على الفصل الأول  

الفصل الثاني

المنظر: [حجرة نوم في بيت الباشا بها سرير وبعض الكراسي وكومودنيو وعدة صور [يدخل سمير]

سمير: بابا .. بابا .. أنا حقولك غنوة كويسة تخليك تخف على طول .. [ينظر إلى السرير فيجده فارغا] الله هو فين بابا .. يحاول إصلاح صوته .. إحم إحم .. صوتي كان حيخسر خالص .. لولا الدوا بتاع بابا .. يا حبيبي يا بابا .. كل يوم والتاني .. أسرق فرخة من اللي بيخبيها .. ده بابا لقيم أوي هي هي هي .. لقيم خالص ... هو يخبي وأنا آكل .. يا ريته بقى يخبي وز ولا بط أنا باسمع من زمان عن الوز والبط .. وما شوفتهمش غير في جنينة الحيوانات في رحلة المدرسة .. آكلها بس وأضرب علقة زي بعضه .. أهي علقة تفوت ولا حد يموت .. أعمل إيه لبطني .. آه يا بطني عاوز آكل بط [هنا يدخل كرارة]

كرارة: معلهش يا سي سمير .. استحمل يا حبيبي .. هو بابا ضربك امبارح ليه ...؟

سمير: علشان سرقت اللحمة اللي كان مخبيها ..حتى أنا عامل غنوة على العلقة دي أقولها لك

كرارة: على العلقة كمان تعمل غنوة ... قول يا خويا قول.

سمير: [يغني] أنا عندي أب بخيل ..... بايخ ورزل وتقيل

وعامل في البيت عنتيل... ويمشي زي الفيل

يشخط وينطر يقول ..... يا عبيط يا واد يا سمير

ولذلك ما بحبوش .

كشر ووحش وفظيع ........ وعنده طبع مريع

ويحب الكل يطيع ...... ودايما نازل ترقيع

كرارة: على مهلك يا خويا على مهلك .. ده أنت عبقري أهو حتى على العلقة تألف عليها غنوة ... فالح زي أبوك.

سمير: أمال إيه يا كرارة... الفن يا خويا الفن ... الفن مين يعرفه .. الا اللي عاش في حماه [يقلد صوت الحمار]

كرارة: طب عن إذنك يا سي سمير .. لما أشوف مين بيضرب الجرس [يخرج كرارة]

[يفعل سمير حركات ورقصات موسيقية مضحكة] [وهنا يدخل الباشا متوكا ويبدو عليه المرض]

مراد: آه يا مجرمين .. أنا عارف إنكم فرحانين في علشان عيان ... وعاوزيني أموت لكن أنا مش حموت ... وحعيش وأعرف أربيكم يا كلاب

سمير: لا والله أبدا يا بابا .. إحنا بنحبك خال .. حتى أنا يا بابا مؤلف على العيا بتاعك غنوة [يغني] بابا جاله شلل .. عله من شر العلل

مراد: اخرس يا حمار ... غنوة إيه يا بغل .. بقى أنا عيان مشلول وأنت عمال تغنيلي ..

سمير: طيب يا بابا حرمت .. أصلك أنت عييت علشان مش بتتغدى كويس يا بابا .. كل وز وبط وأنت تخف ..

مراد: وأنتم مخليين لي حاجة يا حرامية .. الواد خالد يسرق الفلوس وأنت تسرق الفراخ .. الدوا يا مجرم يا سافل ..

سمير: دي القطة يا بابا .. أنا شفتها بعنيه

مراد: اخرس يا كلب .. مش عاوز أسمع صوتك .. امشي برة [يخرج سمير]

مراد: [لنفسه] مفيش غير واحد بس من ولادي .. هو اللي قلبه علي ... وهو فريد [وهنا يدخل فريد إلى سرير والده ويتصنع الابتسامة والحب ... ويقبل يد والده]

فريد: يا صباح الخير يا بابا .. أنا لما ببوس إيدك يا بابا .. بأحس إن الدنيا كلها بتضحك لي .. يا سلام عليك يا بابا .. لو تعرف أنا بحبك أد إيه ...

مراد: [يربت على كتف فريد] أنا شاعر كده برضه يا فريد .. أنا قلبي دليلي .. أنا شاعر إنك أنت الوحيد اللي بتحبني .. الواحد برضه عرف يربي .. شوف يا فريد الواد اللي اسمه خالد .. بعد التربية دي كلها ..يسرقني ويشتمني ويهزأني ..

فريد: أبدا يا بابا .. مش معقول خالد يسرق منك حاجة ... يمكن واحد من الخدامين

مراد: أبدا هو .. أنا شايفه بعيني .. يجيبلي الشلل والمرض .. الحرامي الحرامي .. يسرق الفلوس الخمسين جنيه [تأتيه نوبة سعال حادة ويغمى عليه ... يجس فريد نبضه ويقول]

فريد: ده لسه عايش [وهنا يدخل خالد يستقبله فريد] أهلا خالد .. برضه كده تغيب المدة دي كلها عن البيت ..دي مش طبيعتك يا خالد ...

خالد: أنا لو عرفت إن بابا عيان ما كنتش جيت أبدا [يتجه إلى والده]

مالك يا بابا .. ألف سلامة [يفوق الباشا فيرى خالد]

مراد: مين أنت .. إيه اللي جابك هنا يا ولد ..

خالد: علشان عرفت إن حضرتك عيان

مراد: أنا مش عاوز أشوفك

خالد: ولكن أنا عاوز أطمن عليك وعلى صحتك .. وبعت دلوقتي للدكتور علشان يشوفك

مراد: أنت ملكش دعوة بي .. امشي اطلع برة .. امشي اخرج من هنا .. أنا مش عاوز دكاترة

فريد: مش كده يا بابا .. ميصحش

خالد: يا رب أنت مترضاش بالظلم .. اسمع يا بابا .. أنا عاوز أقولك إني ما سرقتش حاجة منك وأقسم على كده يا بابا .. حرام عليك .. حتموت نفسك علشان الفلوس ... في ستين داهية الفلوس .. صحتك يا بابا .

مراد: أنت مالكش دعوة بي ... امشي اخرج من بيتي

خالد: أنا مش ممكن أسيبك وأنت تعبان بالشكل ده .. أنا مش بعاملك .. أنا بعامل ربنا [وهنا تأتي نوبة حادة من السعال لمراد باشا]

مراد: آه .. صدري .. حيتقطع .. آه .. آه [شبه إغماء]

فريد: [بغيظ] ده من ظلمك .. يا ويلك يا ظالم يا ويلك

خالد: مش كده يا فريد .. وبالوالدين إحسانا

مراد: آه يا بطني .. بطني آه ... [يمسك بطنه] عاوز أروح الدورة [يسنده خاد ويخرجون]

فريد: هاها [يضحك] يلا موت في ستين داهية .. حأورسك وحبعزق فلوسك اللي حوشتها .. وسميت جسمك .. وأهرت نفسك علشانها ... حاورسك وأبعزق الفلوس يمين وشمال في الخمرة .. والقمار ... والهلس ودي آخرتك يا بخيل .. تموت مقهور .. مشلول ... مكروه من الناس والمجتمع كرهت ولادك وطردتهم وخلتني أتعلم السرقة وأنحدر للجريمة [وهنا يدخل خالد]

خالد: بابا تعبان خالص يا فريد .. إيه العمل

فريد: في ستين داهية ... يموت .. يستريح ويريح

خالد: لا يا فريد .. أنا خايف عليه ليموت دلوقتي .. لأنه معملش طول حياته عمل خير أبدا .. أنا خايف عليه من حساب الله ...

فريد: يستاهل .. ودي نهاية كل ظالم .. يستاهل [وهنا يدخل كرارة]

كرارة: الأستاذ عجيب والأستاذ عرعور جايين يزوروا الباشا .. أدخلهم أوضة الصالون ولا أجيبهم هنا

فريد: دخلهم هنا [يخرج كرارة ويدخل عبد الجبار]

عبد الجبار: أنا حكسر العربية وأموت الحصان وحجنن ويمكن أعمل حاجة تانية

فريد: إيه يا عبد الجبار ... مالك إيه ..؟

عبد الجبار: ما ليش يا سي فريد ... علشان تعزروني .. لما أموت الحصان واكسر العربية

خالد: معلهش يا عم عبد الجبار .. أنا حا أكلم بابا علشان يجيب لك الماهية عبد الجبار: بابا .. والنبي لما الفلوس تنطق .. ما حيديني حاجة .. تلات تشهر من يوم ما ماتت الست الله يرحمها .. ما خدت ولا مليم .. هي الحكاية استكراد ولا إيه .. [وهنا يدخل كرارة ومعه الأستاذ عجيب وعرعور وهو رجل كبير في السن ضعيف السمع والثاني أعمى] [يخرج كرارة]

عبد الجبار: والنبي واللي نبا النبي لأموت الحصان وأموت حاجة تانية

عجيب: بامية ... بامية إيه .. ما أوانها انتهى خلاص

عرعور: [في أذن عجيب] بيقولك حاجة تانية

عجيب: آه ... بيموت في البامية .. عندك حق وخصوصا إذا كانت باللحمة السمينة

خالد: اتفضلوا استريحوا [يجلسون] [يخرج عرعور الساعة ويقربها من عينهي

عرعور: هو فين سعادة الباشا

فريد: [يشير إلى السرير] أهو نايم على السرير أهو

عرعور: يا خبر أبيض .. لا مؤاخذة يا سعادة الباشا أصلي ما بشوفش [يقترب من السرير]

فريد: عن إذنكم رايح أشوف بلبل ..[يخرج هو وخالد]

عجيب: يصيد بلبل .. هو لسه صغير يصيد بلابل وعصافير ... شبان آخر زمن

عرعور: ما يصحش كده تتكلم قدام سعادة الباشا [يشير إلى السرير]

عجيب: [يضحك] هو فين سعادة الباشا .. وأنت نظرك على قدك ... مسكين

عرعور: ما أنا عارف .. بس أنا بامتحنك

عجيب: [ينظر لبعد الجبار] مين اللي كان بيتكلم ده

عبد الجبار: أنا خدامك عبد الجبار سواق عموم حناطير سعادة الباشا اسمي عبد الجبار عبد الصبور

عجيب: ساطور ... ضربته بالساطور... ماهو باين عليك جزار .. وليه يا بني كده

عرعور: دهب يقولك عبد الصبور

عجيب: آه .. كسر السطور ... معلهش اشتري غيره

عبد الجبار: مجنون ده ولا إيه .. اسمع يا سي عرعور .. قول للباشا .. إن ما جبش الماهية حكسر العربية وأموت الحصان ... وحجنن ويمكن أموت حد تاني سلام عليكو [يخرج]

عجيب: بيقول إيه

عرعور: مجنون

عجيب: تليفون .. هو راح يتكلم في التليفون .. في ستين داهية ده شكله يخوف

عرعور: ده من صوته زي الحرامية

عجيب: ملوخية .. يا ريت أنا نفسي في الملوخية

عرعور: أنت سمعك زي الزفت

عجيب: لا لا .. ما أحبش اللفت .. وخصوصا مع الملوخية .. الساعة كام

[يخرج عرعور الساعة ويقربها من عينه]

عرعور: الساعة خامسة وتلت

عجيب: عشرة وتلت [يضحك] يا نهار أبيض .. وأنت نظرك على قدك .. آل عشرة وتلت آل [وهنا يدخل عليهم قرندلي]

قرندلي: أهلا بالبهاوات ... قهوات ولا شربات؟؟

[يقوم عرعور ليسلم عليه فلا يراه ويمد يده ليصافحه فتصطدم بكرشه]

قرندلي: آه .. آه يا بطني يا أستاذ عرعور .. واجعني زي ما يكون فيه باجور آه آه يا غفور

عجيب: مش تخللي بالك يا أخي .. الظاهر حجر نظارتك خلص

عرعور: قديمة .. وبايخة

قرندلي: آه .. آه يا أستاذ عرعور

عجيب: حتفور ... القهوة حتفور .. طب وسبتها ليه .. ما تلحقها قل ما تفور

قرندلي: الباشا مريض تعبان .. لا ياكل ولا ينام ... تسكان ... تعبان عيان هالكان فالكان .. غاشقان .. مسكين حايموت .. ولسه في شبابه سافروت جافروت .. عاكروت .

عرعور: مسكين عاكروت .. عكروت بالتركي يعني إيه

قرندلي: عكروت يعني شركوع مسكين

عجيب: مسكين .. مين اللي اضرب بالسكين .. سكين إيه .. وساطور إيه الواحد متوغوش

عرعور: اسكت أنت سمعك على قدك [وهنا يدخل عليهم الباشا يسنده خالد فيقوم الجميع لاستقباله ويمد عرعور يده ليصافحه فتدخل في فم الباشا]

عرعور: لا مؤاخذة يا سعادة الباشا .. لا مؤاخذة

[يستلقي الباشا على السرير بمعاونة خالد ويخرج قرندلي]

عجيب: إحنا متوغوشين قوي على صحة سعادتك

مراد: جايين عشان تخدوا نصيبكم لما أموت .. مش كده ولا إيه

عجيب: الله يسلمك !! لا قهوة ولا حاجة .. كفاية نشاهد جمالك كفاية

مراد: جمالي!! لا يا شيخ !! يا لصوص !! [ينظر لخالد وهنا يخرج خالد]

عجيب: قهوة ... والله لا يمكن .. بأه تخرج يا سي خالد أفندي علشان يعمل قهوة يا سلام ... [ينادي] يا خالد أفندي تعالى وحياة والدك

عرعور: اسكت .. جتك خيبة [يقرصه]

عجيب: [يقفز] الله ... إيه الحكاية .. بتقرصني ليه يا جدع ... أنت .. مش تحتشم شوية

مراد: أنتم جايين علشان تنهبوا .. تشفطوا

عرعور: أبدا ... وعلى رأي الشاعر:

وما حب الديار شغفن قلبي .. ولكن حب من سكن الديار

عجيب: خيار .. خيار إيه يا أستاذ عرعور [يأتي الدور للباشا]

مراد: آه .. آه يا بطني .. يا بطني آه .. آه ... دورة المية .. حاموت

[وهنا يدخل خالد مسرعا] [يستند الباشا وهو في حالة تعب شديد على كتف خالد ويخرجون] [ينظر عرعور لعجيب باستغراب وهنا يدخل فريد ومعه الطبيب وهو يهودي عجوز]

الطبيب: سعيدة ... ازيكم ... فين العيان [فريد يشير إلى عجيب]

الطبيب: سلامتك يا أستاذ .. عندك إيه

عجيب: اسمي !! اسمي عجيب ابن الحاج أحمد أبو غريب

الدكتور: عجيب .. غريب أنا مالي .. اسمع [بعصبية] أنا معنديش وقت .. أنا وقتي من ذهب من بلاتين .. من ماش .. عندك إيه .. يعني عاندك إيه

عجيب: باشتغل شيخ بلد .. أيوة.

الدكتور: [يصرخ] إيه ده .. قلت لك وقتي ثمين .. وقتي من ذهب

عرعور: من بلاتين .. من ماس

الدكتور: مضبوط .. مضبوط .. يا الله يا سيدي .. شيل القميص [يضحك فريد]

عجيب: القميص ...؟ آه ده دمور ... لكن قماشته كويسة

الدكتور: وأنا مالي .. دمور بغة كستور [ينظر إلى فريد] هو فين العيان ... ده عاوز سراية المجاديب.

عجيب: أيوة .. عجيب .. اسمي عجيب .. مظبوط أديك عرفت أهه [وهنا يدخل سمير]

سمير: أهلا بالدكتور .. إزيك يا أستاذ عرعور وإزيك يا أستاذ عجيب إزيكم كلكم

الدكتور: الله يسلمك .. فين المريض .. فين العيان .. أنا وقتي ثمين .. وقتي ذهب عرعور: من بلاتين .. من ماس .. عرفنا ..عرفنا

الدكتور: مظبوط .. مظبوط [وهنا ينام الدكتور وبغط في نومه]

سمير: أغنيلكم غنوة على الأستاذ عجيب

عرعور: [بفرح] أيوة قول يا خويا قول .. متخافش ده سمعه على قده

سمير: [يغني] عجيب أفندي راجل غريب

ودانه فيها طين ودقيق .. وحالته نيلة وشكله عجيب

وفقر خالص وحالته طين ... عجيب أفندي راجل غريب

أقوله يمين يقوللي شمال .. أقوله عمه يقوللي شال

هو في وادي والناس في وادي .. أقوله جزمة يقوللي زبادي

عجيب: هو بيقول إيه

عرعور: بيغني غنى عربان.

عجيب: غربان! هي الغربان بتغني!!

سمير: وعامل غنوة كمان .. على الأستاذ عرعور ... أقولها لك ؟

عرعور: إذا كانت من النوع ده .. اوعى تقولها أحسن أملص لك ودانك [وهنا يذهب سمير لمعاكسة الدكتور وهو نائم]

عجيب: شوفوا الراجل اللي كان بيناقشني .. نايم وبيشخر زي الطور إزاي

عرعور: اسكت .. أنت مش فاهم حاجة [وهنا يدخل فريد]

فريد: هو بابا فين

سمير: في دورة المية .. أصله عنده إسهال جامد خالص وعلشان كده عملت على الإسهال غنوة

فريد: أنت غريب آوي يا سمير .. لكن الحقيقة إنك واد فنان .. اجري اندهلي بلبل [يخرج سمير]

فريد: إزيك يا أستاذ عجيب ..

عجيب: حالة وحشة .. أنا خايف عليه لا يموت.

عرعور: [في أذنه] بيقولولك .. إزي صحتك [وهنا يدخل عبد الجبار]

عبد الجبار: اسمع يا سي فريد .. أنا كسرت العربية وحبيع الحصان .. وآخد المؤخر وحخزي الشيطان .. وأشوفلي شغلة بعيد عن الباشا والدك..

ده ربنا مش حيعتقه أبدا .. بكرة تشوف

فريد: متزعلش يا عم عبد الجبار .. خد [يعطيه نقودا] وبكرة نهيصك .. بس خليك عندنا .. متسبناش

عبد الجبار: مش ممكن يا سي فريد ... ده أنا أشتغل أي شغلة بعيد عن البيت ده .. الشغل كتير... أشتغل تربي .. حانوتي .. جزار .. أي حاجة بعيدة عن البيت ده مغنم .. سلامو عليكو [يخرج]

عجيب: هو الراجل ده .. بيشتغل إيه عندكم .. ده شكله وحش خالص .. [يدخل بلبل ومع سمير يحي بلبل الضيوف]

بلبل: السلام عليكم

سمير: أهو بلبل يا سيدي أهو .. كان بيصلي .. وأعدت أضحكه وهو بيصلي مضحكش أبدا ..

فريد: أهلا بلبل تعالى يا حبيبي .. [ينظر إلى قميصه] إيه القميص ده يا بلبل لا .. لا .. أنا حجيبلك دستة قمصان حرير وبدلة بحرية .. وجزمتين لميع .. إيه رأيك يا بلبل

بلبل: متشكر يا بابا .. أنا عندي قمصان كتير .. وأنت بتجيبلي كل حاجة

فريد: وحجيبلك ساعة ذهب .. وادي الساعة دي لعمك سمير ..

سمير: ما أنا بخدها منه .. وخدتها يوم الامتحان وحطيت فيها البرشام بتاع الغش

بلبل: تصور يا بابا .. إنه يغش كل حاجة والمدرس ظبطه وكانوا حيرفدوه

سمير: آه .. لولا مدرس الموسيقى .. سامحني أصلي مؤلف عليه غنوة

فريد: أنا عوزك تطلب مني أي حاجة يا حبيبي .. وأنا أجيبها لك ..أنت ما بتطلبش مني حاجة أبدا ..

سمير: يا بختك يا بلبل .. وأنا لما أطلب من بابا حاجة يضربني .. يا بختك يا خويا.

فريد: اطلب أي حاجة يا بلبل .. أجيبلك بسكلتة ولا إيه؟

سمير: سكلتة!! بتلات عجلات !! بسكلتة

بلبل: لا يا بابا .. مش عاوز حاجة .. أنا عندي لعب كتير .. عن إذنك بقى لما أقعد مع ماما شوية [يخرج بلبل]

عجيب: هو راح يعمل شاي ..؟

عرعور: اسكت أنت .. دايما همك على كرشك

عجيب: كرشه .. راح يجيب كرشة من المدبح ؟ ده يتوه قوله ما يروحش أحسن يتوه [مخاطبا فريد]

فريد: حاضر ... يا أستاذ عجيب

عجيب: يجيب .. يجيب يجيب .. أنت حر .. الحق علي اللي أنا خايف عليه

سمير: [ضاحكا] ده أنت نيلة خالص يا أستاذ عجيب .. ده مالهوش ودان ولا إيه ..ده باين عليه أطرش

عجيب: حايطفش .. وليه يابني .. ما تصالحوه بدال ما يطفش [وهنا يدخل الباشا متوكئا على خالد]

مراد: آه .. آه .. أنا حموت خلاص .. خسارة يا مراد شبابك اللي قضيته في تربية ولادك .. مفلحش منهم غير واحد بس .. أنت بس يا فريد

فريد: [بحركات تمثيلية] بعد الشر يا بابا .. كلنا فداك .. سلامتك .. يا سلام لو قدرت أشيل الوجع ده وأحطه في جسمي .. يا ريت يا بابا يا ريت .. ألف بعد الشر [يتظاهر بالبكاء]

مراد: [يربت على كتف فريد] متعيطش يا فريد .. متعيطش يا فريد .. ما تعيطش يا حبيبي

سمير: وأنا يا بابا .. مش طلعت كويس وأخويا خالد كمان ..؟

مراد: أعوذ بالله .. متفكرنيش ..الواد ده لص .. [يشير لخالد] معندوش مروءة وأنت يا عبيط أهبل .. كلكم مجرمين [وهنا يستيقظ الدكتور من نومه]

الدكتور: إيه ده .. هو فين العيان .. أنا وقتي من ذهب .. من بلاتين .. من ماس .. هو فين المريض [تأتي نوبة سعال للباشا فيتهالك على سريره]

[يتجه الدكتور ليكشف عليه بحركات تدل على جهله التام بالطب]

الدكتور: إيه ده .. فين قلبه .. عجيبه .. فين قلبه .. أهو مظبوط ..واحد اتنين ..تلا ..خلاص .. خلاص .. قلتلكم خلاص .. نبضه وقف البقية في حياتكم .. [يقف الجميع، يصرخ سمير ويقول]

سمير: يا حبيبي يا بابا .. [يخرج]

[يسرع خالد إلى والده ويركع عند السرير]

الدكتور: عن إذنك بقى أحسن وقتي ثمين .. هات الفوزيتة يا حبيبي .. تلاتة جنيه

فريد: خد يا عم .. خسمة جنيه أهم

الدكتور: أنا عارف فيه فلوس الله يهنيك .. فلوس كتير .. عقبال البواقي سعيدة [يخرج الدكتور]

عرعور: مبروك يا أستاذ فريد .. مبروك يا حبيبي .. شوف أنا وشي كويس إزاي .. عن إذنك بقى لما أروح أستعد للميتم

عجيب: ابقى سلم لي على الباشا لما يصحى

عرعور: ده مات .. مات .. مات

عجيب: مغات .. لا لا مش حاشرب مغات دلوقتي .. مرة تانية بقى .. لما ربنا ينتعه بالسلامة

فريد: آدي نهايتك يا ظالم .... مات يا خالد مات .. وانتهى كل شيء

خالد: إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون

فريد: أنت زعلان يا خالد .. أنت زعلان ... ده يوم فرحي ومناي ... ده ياما ظلمك يا خالد .. تعرف مين اللي كان بيقشله .. أنا .. تعرف أنا سرقت منه أد إيه .. حسبتهم لقيتهم أكتر من تلات آلاف جنيه عشري في تلاتين في خمسين .. علمني السرقة والأرف .. والخمرة والقمار والهلس .. هو السبب في كل المصايب دي

خالد: الله يرحمه .. يا رب سامحه واغفر له .. وأنا يا ربي مسامحه في كل اللي عمله في .. يا رب دخله الجنة

فريد: جنة ... ده يدخل الجنة ده .. هي بتلم .. ده أنا لو لقيت الأشكال دي في الجنة .. أفكر قبل ما أدخلها .. ده ظالم مستبد .. نهايته معروفة .. زي ما أنت شايف.

خالد: على كل حال .. ده أبونا يا فريد .. ومات خلاص .. حرام عليك تلعنه وهو ميت .. اترحم عليه .. اترحم عليه يا فريد

فريد: لا يمكن أترحم عليه

خالد: على العموم .. بكرة تفوق يا فريد . أنا رايح أكلم عمي في التليفون [يخرج خالد]

فريد: إيه يا مراد باشا يا زرع النوا .. مت يا بطل .. مت يا مثال الشح مت يا جبار .. فين قوتك وجبروتك [وهنا يقوم الميت ويجلس] حأورسك وأبعزق فلوسك يا بخيل

مراد: [بصوت مرتفع] لا يا ندل [يفاجأ فريد ويضطرب] أنا ما موتش يا سي فريد .. أنا حي آهه .. مش حتورسوني أبدا .. أنا معاكم والزمن طويل [يصيح] يا خالد يا خالد ... يا خالد يا بني [يسرع خالد بالدخول] ويحتضن والده.

خالد: بابا .. الله .. بابا حمد الله بسلامتك يا بابا

مراد: سامحني يا بني أنا ظلمتك ... سامحني يا خالد .. الحمد لله إني عرفت الحقيقة .. آه يا خالد .. ظلمتك يا بني

خالد: استريح يا بابا .. متجهدش صحتك

مراد: اطلع يا مجرم [موجها الكلام لفريد] اخرج يا سافل يا ندل... خدعتني .. اخرج بره.

فريد: هاهاها .. نفدت المرة دي .. معلهش مسيرك تموت يا حلو [يخرج]

مراد: شايف يا خالد .. ده ابن ده .. أنا كنت مخدوع فيه وظلمتك يا خالد

خالد: صحيح يا بابا .. وأقسى أنواع الظلم .. ظلم الآباء لأبنائهم

مراد: [بعد تفكير] ظلم الآباء لأبنائهم .. أيوة يا بني كلامك صحيح أنا السبب في كل اللي حصل .. راح أصلح كل حاجة .. كله يصلح اجري انده إخواتك كلهم .. تعالوا كلكم .. أنا أبوكم اللي بيحبكم .. اجري .. مش راح أزعلكم أبدا .. أنا كلي لكم .. صدقت يا ربي (ولو كنت فظا غليظ القلب لافنضوا من حولك)

ستار

وهنا ينتهي الفصل الثاني والأخير من مسرحية البخيل

كتبت في أغسطس من عام 1955م بسجن الواحات

مسرحية ممنوع أكل الملوخية

الفصل الأول

المنظر: [قهوة بلدي في القاهرة في عهد الحاكم بأمره ويظهر زعبل صبي القهوة وهو يشرب القرفة بشراهة ويخرج عليه المعلم قرني صاحب القهوة]

زعبل: هنيا يا زعبل ... يا سلام دي قرفة عظمة قوي .. اتفضل كمان واحدة والنبي .. يا سلام لو ما كنتش تحلف [يأخذ أخرى ويشرب] [يدخل قرني]

قرني: إيه يا جدع اللي بتقربعه ده !!

زعبل: دي قرفة يا معلم قرني ، أصلي بردان [يستمر في الشرب]

قرني: نزلها من على بقك ياد أنت ... حتبقى أنت والزمن ... يفي من كتر المكسب يا سي زعبل.

زعبل: أعمل إيه يا معلم ... ما انت مش واخد بالك مني .

قرني: ياد اختشي وخلي عندك دم .... شايفني بأكسب حاجة ... اللي بكسبه من هنا ... بيلهفه الحاكم بأمر الله من هنا ... مش كفاية بأوكلك وبأملالك بطنك اللي زي الخرارة دي.

زعبل: أنا ما بشبعش يا معلم قرني ... أصل بطني فيها دود

قرني: دود ... قول تعابين ... قول طريشة ... دا أنا بأحط الأكل أدامك مسافة ما ألتفت كده ... ألقيك مسحته مسح ... ياد خدلك شربة سلمكه ولا حاجة

زعبل: أبدا يا معلم ... مافيش فايدة أبدا ... الخواجة يعقوب بيقول إن القرفة بتموت التعابين اللي في البطن.

قرني: لا ياخوية ... ما تموتهاش ... خلي التعابين أحسن ... واشتغل بيهم حادي ... أهي صنعة ... وإياك أشوفك تشرب قرفة تاني

زعبل: حاخد يا معلم ... بس أنا عاوز منك طلب كبير شوية

قرني: عاوز إيه ... بقى حايكون أكبر من بطنك؟

زعبل: بس أنا مكسوف أقوله ... أقول ولا بلاش؟

قرني: بأه أنت وش كسوف ... دأنت وشك زي البلاطة .. قول يا واد عاوز تقول إيه؟

زعبل: بس متهزأنيش يا معلم.

قرني: ياد أنت حاتطلع روحي .. قول عاوز إيه أوام؟ ... أحسن أنا طهقت منك .. دأنت تطهق بلد.

زعبل: طيب يا معلم .. اسمع .. أنا .. أنا ... أنا [يضحك بخجل] أنا طالب القرب منك قرني: إيه دأنت ده .. أنت اتجننت والا إيه ... القرب مني إزاي .. وضحلي شوية؟؟ الظاهر الواد إجنن

زعبل: من الست زهرة بنتك.

قرني: زهرة؟! أنت مجنون ياد أنت ... دي زهرة عندها سبع سنين

زعبل: ما أنا عارف يا معلم .. يعني لما تكبر .. وإذا وافقت .. مش حأشرب قرفة ولا حاجات من دي

قرني: ياد اختشي .. وبتبصبص لزهرة يا ملعب .. أجرنك ساهي وعنيك مفنجلة وبجحة

زعبل: أبدا والله يا معلم ... دا أنا بغض البصر .. مش لي النظرة الأولى في الشرع قرني ما هي النظرة الأولى ممكن تبقى ساعة يا ملعب .. آه يا ساهي ... وحياة طربة جوز خالتي ما أنا موريهالك بعد كده يا سي زعبل ... حاخفيها من وشك

زعبل: ليه يا معلم قرني ... يعني الحق علي اللي قولت لك ... قرني ياد أنا مربيك وآويك عندي ... وبعد كده تخوني؟ زعبل أخونك؟؟ إزاي يا معلم .. دا أنا تتقطع رقبتي وما أخونكش ... دا أنا طالب القرب بس من الست زهرة.

قرني: زهرة في عنيك.. اوعى يا واد تجيب لي السيرة دي تاني .. قولت لك دي لسه صغيرة وعمرها سبع سنين ومتعرفش حاجة متفتحش عنيها للحاجات دي.

زعبل: أبدا يا معلم ... دي تعرف كل حاجة ... حتى أنا قولت لها تتجوزيني .. قالت لي آه ... دا حنا انقضا خلاص يا معلم ... ما تحطمش سعادتنا ... ما تكونش طوبة ودبشة في طريق هنائتنا.

قرني: [يضحك] طيب يا أهبل ... كمان سبع سنين نبقى نتكلم في الموضوع ده.

زعبل: [بفرح] يا سلام يا معلم ... أنا حاعيش على الأمل ... خلاص ... إيدك يا معلم مش حا أشرب قرفة خلاص ... والا أشرب عشان أموت الدود اللي بطني.

قرني: [يسد آذانه] ياد اخرس ... أنت لمض كده ليه ... ده زمن أغبر ... مش كفاية القرف اللي احنا عايشين فيه ... يبقى الحاكم بأمر الله خارجا ... وأنت يا سي زعبل داخلا [وهنا يدخل الشيخ خنفس ... مرافق شيخ البلد خازن الميرة]

قرني: أهلا يا شيخ خنفس .. أهلا بالحكام ... حضر قرفة يا ولد .. ده عالم جليل وصل

خنفس: أستغفر الله ... أخجلتم تواضعنا ... مافيش داعي للحاجات دي [يستدرك] زي بعضه ... حضر لي شوية قرفة وشوية جنزبيل كده وجهز المعلم قوام أحسن الطامة جاية [يذهب زعبل لتجهيز الطلبات] جهز أمورك جهز

قرني: يا ساتر يا رب ... ليه يا شيخ خنفس ... ما الطامة جت الشهر اللي فات وخدتوا منا 200 دينا و70 درهم ضرايب .. ومعلوم وكل شيء.

خنفس: أنا عبد المأمور .. دي أوامر الحاكم بأمر الله ... أمر السلطان بجمع الضرايب من تانية .. أوامره السنية كده .. يجب نسمع ونطيع ... جهز أمورك كده جهز...

قرني: أجهز إيه وأعمل إيه ... حنزرع الأرض تطلع بطيخ .. والا ملوخية يا سي خنفس

خنفس: اوعى تجيب سيرة الملوخية .. أنت ما عرفتش الأمر الجديد...

قرني: أيوة ياسيدي عرفت ... ما هو المنادي كان فايت من شوية بيقول ""ممنوع أكل الملوخية"" ... مش كده يا سي خنفس ... أصل إحنا في بلد بدنجان خالص ... إحنا حانطفش من البلد دي يا راجل.

خنفس: [لزعبل] فين القرفة يا ولد [لقرني] جهز المعلوم بسرعة.

قرني: معلوم إيه ومجهول إيه... وانتو نهيتونا خلاص .. ما بقاش لا معلوم ولا مزفوت .. يا ناس حرام عليكم ... كل يوم ضرايب .. الهف اشفط اخبط إيه الحكاية ... مانش دافع حاجة .. واعملوا اللي تعلموه.

خنفس: اسمع يا معلم قرني ... الزمن ده مش عاوز جدعنة .. أنا عاوز مصلحتك .. ادفع المعلوم ونعفيك من الضريبة .. أنا جتلك قبل ما ييجي شيخ البلد .. اعمل معروف ما تضيعش نفسك .. أنت ما شوفتش الروس المتعلقة على نواصي الحواري يا راجل.

قرني: أنا ما بقتش أخاف خلاص .. يا راجل اتقي الله .. هو أنتم خليتم لنا حاجة ... دا حنا خلاص على الحديدة .. دا الموت أحسن من العيشة اللي زي القطران دي .. هو أنا أحسن من اللي راحوا [يدخل زعبل ومعه القرفة يشرب منها]

خنفس: احتشم يا ولد ... أنت بتشرب من القرفة ليه؟

زعبل: أصلي بدوقها يا شيخ خنفس .. وعلى رأي المثل .. طباخ السم بيدوقه

خنفس: سم يهدي بدنك .. هات.

زعبل: الله ... الله يا شيخ خنفس .. أنت حاتخشلي قافية والا إيه .. لا لا لأ أنت مش قدي يابو الخنافيس.

خنفس: خنافيس في عينك ما تختشيش .. أنت مش عارف مقامي لسه يا ولد ... أنا مساعد شيخ البلد في جمع الميرة من طرف أميرنا السلطان الحاكم بأمر الله.

قرني: ها ها هأو .. تشرفنا يا مساعد شيخ البلد في النهب والسلب .. تشرفنا يا سي خنفس ياللي من طرف أميرنا السلطان.

زعبل: صحيح يا معلم قرني .. إن الخنفسة بتمشي قدام العقربة

خنفس: [بشدة] تقصد إيه يا ولد ... يعني السلطان عقربة .. طيب خلاص أنت مش عارف إن الكلمة دي تعلق راسك اللي زي راس العجل دي

زعبل: أحسن من راس الخنفس ... هو حد يضمن نفسه في الزمن الأغبر ده حتى أنت يا سي خنفس.

قرني: على رأيك .. بكرة أنت راخر حتكون من اللاحقون ... عارف الأمير يرجوان مش ده كان الوصي على السلطان وهو اللي مربيه .. أهه موته .. والا صاحبه نور الدين .. والا أخوه في الرضاعة الأمير ضياء .. كل دول فين .. ما هو الحاكم بتاعك اللي قتلهم .. هو خلى حد .. وبكرة تحصلهم يا سي خنفس

خنفس: أعوذ بالله .. ما أنا عارف يا معلم قرني .. بس نعمل إيه ؟ [يلتفت حواليه] أصل إحنا عايشين في عهد مواسخ ... بس هو حد يقدر يكلم ولا يفتح بقه ... هات القرفة هات [يشرب القرفة والجنزبيل بسرع]

قرني: تفتكر إن ربنا حيسيبك ويسيب أمثالك .. ده أعوان الظالم معاه في النار .. ده شغل جنان يا راجل... كل يوم والتاني يا خدوا مننا ضرايب واللي ما يدفعش يشنقوه .. دا أنا مستلف دلوقتي ييجي ألف دينار من الخواجة كلتس ... وبالفايظ.

خنفس: بكرة تتعدل وتهون .. وكل شيء يتغير ... اسمع .. أنا حاقولك على حل ... حنعفيك المرة دي من الضرايب .. ونشطب اسمك من الدفترخانة ... بس خد بالك منا كده ... وجهز المعلوم للشيخ الكبير ولمحسوبك .. ومتنساش القرفة ... والذي منه طول ما الشيخ الكبير قاعد

قرني: أمري لله ... أستلف تاني يا سيدي .. هو شيخ البلد جاي إمتى .. وإيه الذي منه دا يا سيدي.

خنفس: إيه ... استعبط بقه يا خويا استعبط .. اسأل زعبل دا واد ناصح

زعبل: آه ... اللي بتاكله الحمير .. مش كده.

خنفس: لا لا اللي بتاكله الأرانب وأنت الصادق .. الشيخ جاي دلوقتي ... وضبوا حالكم .. سلام عليكم [يخرج]

قرني: عليكم السلام يا سيدي .. وبعدين ياد يا زعبل نعمل إيه دلوقتي زعبلك نشرب جنزبيل واحنا نفوق ونروق يا معلم ... ما دام مافيش حد بيشرب والناس مرعوبين وخايفين.

قرني: ياد افهم وافتح مخك اللي زي القفل المصدي .. أهو أنت سبب فلسنا ده ... كل يوم تنهب القرفة والجنزبيل وتسف السكر وتلحس البن... وأقولك نعمل إيه من الضرايب المتلتلة .. تقوللي نشرب جنزبيل وقرفة .. الله يقرفك

زعبل: الله يكرمك يا معلم .. دا أنا عاوز مصلحتك.

قرني: مصلحتي؟ مصلحتي إنك طول اليوم تعبي في قرفة وجنزبيل في البرميل ده [يشير إلى بطن زعبل] بقه دي مصلحتي دي؟؟

زعبل: آه .. أصلي بحب القرفة والجنزبيل.

قرني: حبك برص ... الحالة قحط وأنت عملي زي المنشار .. طالع واكل نازل واكل [وهنا يدخل المعلم كارع البلطجي وشيخ الجزارين]

كارع: سلام عليكم [يتكرع بصوت مرتفع]

قرني: عليكم السلام معلم كارع ز.. اتفضل يا شيخ المعلمين [يجلس كارع]

زعبل: إزيك يا معلم كارع النهارده ... وإزي سوق اللحمة كده .. دبحتم كتير النهارده في المدبح والا إيه؟

كارع: متخدنيش في دوكة ياد .. فين المعلوم .. والا أكسر الدكانة وأخليها ضلمة

قرني: وعلى إيه تكسر الدكانة .. خد المعلوم أحسن.

كارع: آه بأحسبك هتتلامض .. أصلي أنا محبش الراجل اللمض.

قرني: لا العفو .. إحنا تحت الأمر بس روق روق .. طلباتك إيه؟

كارع: آه .. طب هاتلي واحد شيشة وخمسة قرفة .. خلي الواحد يهضم أنا واكل تلت روس دلوقتي قبل ماجي [يتكرع]

زعبل: يا بختك .. مافيش عندكم شغلة فاضية في المدبح؟

كارع: فيه ... بس شغلة مواسخ شوية ... تنفع لك

زعبل: زي بعضه .. بس الواحد يملا بطنه ... أعمل إيه؟

قرني: إبعد عنه يا معلم كارع أحسن ده يبلع بقرى بحاله وهي صاحية ده مصيبة ... ده مطحنة

زعبل: [يضحك] أبدا ... حتى أنا أكلي ضعيف.

كارع: لا لا لا .. احنا عاوزين واحد عفيف .. لا يسرق ولا ينهب .. أحسن ما فيش مكسب والحالة يدوبك.

قرني: مكسب ... هو في الأيام دي حاجة اسمها مكسب ... أيام نيلة.

كارع: الله الله الله ... ما تعلمش دعايات مش كويسة يا راجل... أنت بتسب في السلطان ولا إيه؟ .. دي الحالة عال والأشيا معدن [يتكرع]

قرني: الأشيا صفيح مش معدن .. صفيح مصدي .. صفيح خرده ... آل أشيا آل .. دي لا أشيا ولا صحة...

كارع: اجري ياد هات الطلبات .. الله .. أحسن أخليها ضلمة [يخرج زعبل]

[هنا يسمع صوت منادي من الخارج]

المنادي: يا أهل المحروسة .. يا أهل مصر السنية .. اسمعوا أوامر السلطان صاحب المملكة والبحران .. أوامره العلية .. بمنع أكل الملوخية .. واللي ياكلها .. هو الجاني على نفسه .. ويبقى هو اللي موت نفسه .. ممنوع أكل الملوخية .. ودي أوامر السلطان السنية

قرني: ها أو أو ... الأشيا معدن .. مش كده يا سي كارع .. ليه .. هي الملوخية كمان مالها ... حشيش والا إيه رخرا .. قوللي يا سيدي .. قوللي.

كارع: دا أنا بحب الملوخية بالكوارع .. يا خسارة .. [يستدرك] بس ده السلطان ولازم نطيع أمره.

قرني: بقى إذا قالي موت نفسك .. أموت نفسي.

كارع: وده معقول .. ده راجل عاقل.

قرني: عاقل [يضحك] هو العاقل يعمل كده .. بقى دي أعمال عاقلين .. طب الملوخية مالها .. فيها إيه.

كارع: يمكن مش كويسة .. بس احنا مش عارفين مصلحتنا .. السلطان يعرف أحسن مننا .

قرني: أصلك راجل بسيط .. سيبك من الملوخية .. طيب منع دبح البقر ليه؟ مش منع دبحه؟ والا أنا كذاب .. هو كان بينه وبين البقر نسب

كارع: على رأيك .. أقولك الحق .. من يوم ما منع دبح البقر .. والشرا قل كتير .. ما يشتريش الضاني إلا المقتدر.

قرني: تبقى هوسة دي والا لأ؟ بدنجان .. مردستان..

[يدخل زعبل ومعه الشيشة وصانية عليها خمس فناجين قرفة فيشربها بصوت مرتفع]

زعبل: بالهنا والشفا يا سيد المعلمين .. أيوة كده الرجالة .. صحة وعافية يا معلم

كارع: تعيش يا واد ... قول لنا نكتة كده خلينا ندحك.

قرني: تدحك؟! بكرة يمنعوا الدحك راخر .. زي ما منعوا الملوخية ندحك على إيه؟ على خيبتنا؟!!

كارع: الله الله يا قرني .. أنت مالك كده.. إدحك يا راجل أحسن تطق الدحك كويس في الأوقات اللي ز يدي.

قرني: أطق .. هو أنا لسه ما طقتش .. هو الواحد فيه كام عرق.

كارع: قول مية ميتين.

قرني: أهو كلهم طقوا .. ما فضلش غير عرق النسا .. يا راجل ده فرفوش معملش كده .. هو حد في الدنيا يفتح الكاكين بالليل ويقفلها بالنهار؟

زعبل: دا أنا ما نامش ليل ولا نهار يا معلم .. فاضلي شوية بسيطة وأجنن

قرني: إذا كان على الجنان .. أنت وصلت خلاص [لكارع] أنا عاوز أسألك سؤال بس جاوبني عليه بصدق يا معلم كارع

كارع: خير .. قول يا عم .. وداني معاك .. ومخي مفتح... قول. قرني: شايفني مجنون أدامك .. يعني بعمل حاجات غريبة كده والا إيه رأيك؟؟

كارع: أبدا .. سيد العاقلين ... فاهم واجباتك نحونا ..

قرني: الله .. أمال إيه الحاجات اللي بتتعمل دي .. ممنوع أكل الملوخية .. وتقطيع أشجار العنب ... والكوسة اللي ياكلها يقتلوه .. أعمال مجانين ولا عاقلين دي

كارع: اسمع يا معلم قرني .. ما توقعنيش في غلط .. مالناش دعوة يا عم بالحكام .. هم يأمروا واحنا نطيع.

قرني: بلاش الحكام... مالناش دعوة بيهم .. أنت في بيتك .. لو قلت لهم ما فيش أكل رز .. وامشوا على إيديكم .. واشقلبوا وطلعوا لسانكم .. يقولوا عليك إيه؟؟

كارع: يقولوا الراجل إجنن!!

قرني: خليك معايا .. إذا جه السلطان وقالك كده .. تقول عليه إيه

كارع: أقول عليه إيه؟ ما اتجننش .. لا لا يا عم .. ما تغلطنيش .. أقول السمع والطاعة .. ده صنف تاني .. إش وصلني له يا عم ... يمكن فيه أمور مش بينالي .. بأه حتجيب الجملي زي الضاني؟

زعبل: معاه حق يا معلم قرني .. به حتجيب الجملي زي الضاني؟

قرني: إتلهي أنت .. أنت عارف احنا بنتكلم في إيه؟

كارع: على العموم .. أنا مخي كده والحاكم بأمر الله سلطانا وسيدنا يا راجل ده حاكم بأمر الله .. بأمر ربنا ... مش بأمري ولا بأمرك.

قرني: الظاهر أنت مش عايش في الدنيا ... ده عامل لنفسه دعاية إن هو ربنا .. أستغفر الله العظيم [يبصق]

كارع: يا راجل ما تفتريش .. حرام عليك ده راجل صالح .. عنده قلب وكبد رقيق

زعبل: إحنا ما يتكلمش على الأكل دلوقتي [لقرني] أنت ما بتوكلوش والا إيه اليومين دول؟ بيحرجم على القطة اللي عندي

زعبل: هو أكل القطط حرام يا معلم .. ده حلال ما دام ما ذكرش في القرآن .. ما هي زي الأرانب.

قرني: شايف .. من الأحط الي في البلد .. لا حول الله يا رب .. اوعى ياد تاكلها أحسن حرام عليك .. اصبر شوية.

زعبل: أصبر .. ما أنا صابر يا معلم عليها من زمان لما كبرت أهي ... وبقت كويسة

قرني: هو أنت غول .. أنا حخفيها من وشك قصرا .. آل المغفل عاوز يتجوز بنتي زهرة .

كارع: وماله ... ده واد عترة وفتوة معتبر.

قرني: دي سنها سبع سنين يا راجل .. دا ياكلها.

زعبل: لا والله يا معلم .. أنا مش حاكلها خالص.

قرني: ستورك يا معلم كارع .. أنا رايح أعزي جارنا الحاج مدبولي العطار لا مؤاخذة [يحاول ألا تطرف]

كارع: استنى خودني معاك .. الله .. فين المعلوم .. أنت عاوز تهرب مني

قرني: لا لا أبدا ... بكرة إنشاء الله أجهز لك اللي أنت عاوزه.

[يخرج قرني وكارع ثم يعود قرني مسرعا]

قرني: اسمع يا زعبل... لما ييجي الإمام ابن العوام .. ابقى دخله هنا .. واوعى حد يشوفه أحسن السلطان بيدور عليه وعاوز يعدمه.

زعبل: حاضر يا معلم .. ما تخافش [يخرج قرني] [زعبل يغني] زهرة يا زهرة يا حبة عيني ... يا ما نفسي أشوفك يا زهرة [وهنا يدخل بلسم بائع العرقسوس يطقطق بالصاجات] بلسم: شفا وخمير يا عرقسوس .. شفا وخميرة يا عرقسوس .. عرقسوس يروق الدم.

زعبل: يروق الدم .. إبعد يا راجل عنا .. ما تعكرش دمنا .. زهقنا من العرقسوس خلاص.

بلسم: هو حد يزهق من العرقسوس .. دا شفا وخمير .. دانت تشر برميل يا عم

زعبل: أشرب برميل صحيح .. بس مش عرقسوس .. برميل طرشي .. برميل زيت .. دا عمك الحاج أحمد حسنين فاتح جارنا محل وما دقناش العرقسوس .. ينسب بهدلنا بالزور .. ويدينا علبة حاجة حلوة عشان نشربه .. ياخد الحاجة الحلوة وأرمي العرقسوس.

بلسم: أصلك عبيط .. دا يعمل لين في المعدة.

زعبل: يعمل لين على إيه .. هو أنا باكل حاجة .

بلسم: اسمع ... أنا عندي شروة فلفل حامي ... تشتريها ...

زعبل: ابعد عني يا عم بلسم ... هو حد مصلطك علي .. مش كفاية الحاج أحمد حسنين ..ز لا يا عم ... لا عاوز فلفل ولا عرقسوس.

[وهنا يدخل شيخ يبدو عليه أنه شحات]

زعفران: أعطونا مما أعطاكم الله.

زعبل: إديله شوية عرقسوس .. علشان يحرم ييجي تاني

زعفران: من فطر صايم ... له أجر دايم.

زعبل: بأه بالذمة أنت صايم ... دا أنا شايفك وأنت بتمدغ ...طب وريني بطنك [يتحسس بطن زعفران] الله يخرب عقلك .. دأنت داببها.

بلسم: حرام عليك .. دا باين عليه راجل صالح .

زعفران: أنا راجل مسافر ...من بلاد بعيدة ... وجاي على رجلي .. لأني سمعت إن بلادكم .. بلاد خير وبركة.

زعبل: مين قالك كده؟ ... دي بلد مو ...

زعفران: مَوْ ... مو يعني إيه؟

زعبل: [بحذر] مو يعني مو....

زعفران: إزاي يا راجل ... ده مش معقول .. إحنا سمعنا إن السلطان الحاكم بأمر الله بيحكم بالعدل ... وإن البلد مبسوطة خالص

زعبل: اللي قالك كده كداب ... لا عدل ولا نيلة .. ده كل يوم تلاقي روس معلقة في الشوارع .

زعفران: أعوذ بالله من الظلم .. ما سمعتش يا بني عن عالم جليل... اسمه أحمد ابن محمد بن العوام ... راجل صالح عظيم.

زعبل: بتسأل عليه ليه؟!

زعفران: أقولك الحق يابني .. بس ما تقولش لحد؟

زعبل: لا .. قول ما تخافش لا

زعفران: أصله يبقى ابن خالتي .. وعاوزه لأمر خاص بوالدته

زعبل: إذا كانت الحكاية كده ... حاقولك .. بس ما تقولش لحد .. اسمع .. هو يمكن ييجي هنا بكرة

[ينظر زعفران لبلسم بفرح]

زعفران: اسمع يابني .. حضر لي اتنين جنزبيل.

زعبل: حاضر [يذهب] [ينظر زعفران حواليه ويشير لبلسم]

زعفران: اسمع يا بلسم ... هيه .. عملت إيه .. إيه أخبار الخونة الخارجين عن السلطان

بلسم: أيوة يا سيدي ... أنا بعد ما خرجت من عند مولانا السلطان الحاكم بأمر الله ... وبعد ما إديت له أخبار إمبارح عن حي الحسين .. وعن الخونة اللي فيه ... وعن الناس الخارجين على السلطنة

زعفران: هو في حد اتشنق امبارح في حي الحسين.

بلسم: أيوة .. خمستاشر واحد من التجار .. واتنين علما من أتباع المجرم بن العوام

زعفران: ابن العوام .. أهو حيقع خلاص .. بعدما دوخنا .. عرفت من الولد العبيط ده إنه حييجي هنا بكرة.

بلسم: ده ابن العوام ذكي ... ما يقعش أبدا .. وعلى كل حال لو مسكناه نقسم الجايزة اللي عاملها السلطان للي يمسكه

زعفران: وأنت مالك أنت .. أنا صاحب الخطة .. وأنت حتساعدني بس ... أديك اللي أديهولك.

بلسم: أنت ما بتدنيش حاجة .. مش فاكر المؤامرة اللي عملناها للقبض على الأمير برجواي الوصي على العرش .. وبعدما قبضنا عليه وكل حاجة .. لهفت أنت الفلوس كلها وسيبتني أعض في الأرض.

زعفران: لا ما تخافش .. المرة دي مش حسيبك .. حهيأك خالص .. بس خد بالك معاي ... إحنا عاوزين ناخد معلومات من الواد العبيط ده [وهنا يدخل زعبل حاملا الجنزبيل ويعطيه لزعفران]

زعبل: اتفضل يا سيدنا الشيخ .. أنا حاكرمك عشان خاطر الإما ابن العوام زعفران [يتصنع الوقار] الله يكرمك يابني .. أنت باين عليك طيب .. [يأخذ بلسم زعبل إلى جانب ويقول له]

بلسم: اسمع يا زعبل ... الشيخ ده باين عليه ولي .. راجل واصل من الزهاد

زعبل: إشعرفك يا بلسم؟!

بلسم: عرفته من علامة فيه .. راجل ولي .. مبروك .. حوريلك دلوقتي [لزعفران] اسمع يا سيدنا الشيخ ... الولد زعبل ده ولد غلبان وطيب .. عوزينك والله تقراله كفه ...

زعفران: لا لا يابني .. لا يعلم الغيب إلا الله ... ده علم من الأسرار .. حرام إفشاؤه.

زعبل: لا يا سيدنا الشيخ .. مش حرام ولا حاجة .. شوفلي والنبي مستقبلي شوف كده حاتجوز مين؟؟ [يأخذ زعبل بلسم جانبا] أصل أنا ناوي أجوز زهرة ... بنت المعلم قرني .. بس هو مش راضي .. لما اشوف كده حايعرف ولا لأ

بلسم: معلش يا سيدنا الشيخ ... ده ولد ابن حلال ... وعاوز يطمن ... وده علم شريف .. حرام تحرمنا منه. [يقترب منه يقبل يده ويهمس له سرا]

زعفران: [يتصنع الرزانة والصلاح] يا بني دي أسرار العلم .. وحرام إفشاؤها متودنيش في داهية .. ده سر يا بني .. عاوز أقولك بس خايف أنضر.

زعبل: لا ما تخافش يا سيدنا الشيخ .. قولي حاجة واحدة بس عشان أطمن

زعفران: لا حول الله يا رب .. أنت أول واحد يا بني حا أقولك سري .. مش عارف حبيتك ليه؟ ... أول واحد حاقوله سري العظيم .. علمي الكبير .. أنا لسه يا بني جاي من بلاد الجزاير.

زعبل: بلاد الجزاير؟ ... دي بعيدة أوي يا سيدنا الشيخ.

زعفران: أمال يا بني .. جيتها ماشي على رجلي .. تقول من كام يوم

زعبل: في شهر ولا اتنين

زعفران: من يوم وليلة .. يا بني طويت الأرض طي .. حألك يا بني .. اسأل عاوز تعرف إيه؟

زعبل: [فرحا] أنا حاجوز مين؟ ... تعرف تقوللي؟؟

زعفران: [ينظر في كف زعبل] دي بسيطة يا بني .. أنت حاتجوز واحدة اسمها .. زهرة

زعبل: [فرحا] الله يكرمك يا سيدنا الشيخ [يقبل يديه فيشمئز من رائحتها]

بلسم: مش قلت لك إنه راجل واصل...

زعفران: ودي بنت المعلم قرني .. مش كده يا بني؟؟ زعبلك مضبوط يا سيدنا الشيخ مظبوط .. الله يكرمك .. إمتى بقى الجوازة دي ؟؟

زعفران: بعد سبع أيام ...

زعبل: [مندهشا] سبع أيام .. دي عمرها سبع سنين يا سيدنا الشيخ زعفران هات إيدك [ينظر إليها طويلا] آه يبقو سبع تشهر .. لا لا لا سبع سنين

زعبل: يا خبر أبيض .. ولسه حستنى سبع سنين .. والنبي ما تعرفش تقدمهم شوية يا سيدنا الشيخ...

زعفران: ده صعب يا بني .. لكن يمكن نقدر [يهمس بلسم لزعبل]

بلسم: ما تخافش ... أنا حكلمولك في المسألة دي ...

زعفران اسمع يا بني ...

زعبل: اسمع يا بني ..

زعبل نعم يا سيدنا الشيخ ...

زعفران: هو إمتى الشيخ ابن العوام حاييجي بالضبط .. أنا مشتاق له قوي أخوية حبيبي...

زعبل: يا سلام يا سيدنا الشيخ .. ده الشيخ ابن العوام ملك .. نور ... مفيش واحد زيه في البلد.

زعفرانك أمال إيه... من الشجرة النبوية ...زي

زعبل: والمصيبة إن السلطان ... طالب القبض عليه.

زعفران: عشان إيه يا بني؟؟!!

زعبل: شغل جبان .. هوسة .. يعني الملوخية عملت إيه لما منعها .. بيموت كل الناس الكويسين وعلشان كده أنا خايف على نفسي.

زعفران: سلطان إيه الظالم ده .. يا ساتر يا رب .. والمعلم قرني صاحب القهوة الظاهر إنه من أنصار السلطان...

زعبل: أبدا أبدا يا سيدنا الشيخ .. ده يكرهه زي العمى .. وهو اللي بيأوي ابن العوام عنده .. وبيأوي كل الهربانين من الحاكم بأمره .. ده مجنون آل يمنع بيع العنب والكوسة!!

زعفران: الله ينتقم من الظالم ... هو ربنا حيسيبه يا بني .. هو الإمام حييجي إمتى؟!

زعبل: مش عارف والله يا معلم .. لكن لازم ييجي بكرة .. لأنه بقاله كتير مجاش.

زعفران: يا سلام .. دا وحشني قوي .. طب عن إذنك أنا رايح أصلي

زعبل: تصلي؟! تصلي إيه دلوقتي .. ده مش وقت صلاة !!

زعفران: أصلي بأصلي حاجات تانية ... بكرة تعرف يا بني . لما توصل.

بلسم: أصله ولي .. إجري هاتلي شوية مية [يخرج زعبل]

زعفران: حيقع العصفور .. أنا رايح دلوقتي علشان نجيب الجندرمة ونقبض على الخونة المارقين.

بلسم: بس اوعى تنساني يا عم زعفران.

زعفران: وده معقول .. ده إحنا إخوات . [يخرجون] [يدخل زعبل حاملا الماء]

زعبل: لكن زهرة حترضى تجوزني يا سيدنا الشيخ [يلتفت فلا يجد أحد] الله .. هو راح فين .. يا خبر أبيض .. يا ريتني سألته السؤال ده [يبحث عنه فلا يجده] يا خسارة .. يا رب ترضى [وهنا يشرب زعبل الكوب ويلحس بواقي الجنزبيل .. ثم يدخل المعلم قرني]

قرني: إيه ياد ده .. بتعمل إيه...

زعبل: كنت بألحس مطرح الشيخ...

قرني: شيخ إيه يا ولد .. ؟!

زعبل: راجل ولي .. واصل .. ويقرى الكف .. ويعرف كل حاجة .

قرني: دفع ثمن الجنزبيل ولا لأ

زعبل: لا يا معلم ... ده راجل ولي .. هو الأوليا بيدفعوا

قرني: ولي إيه يا أهبل... أنت اللي حتموتني مش الحاكم بأمر الله .. يا واد أنت مش حتتعلم .. تدفع ضرايب منين .. شيخ البلد جاي دلوقتي .. والفتوة اللي اسمه كارع عاوز راخر المعلوم ... والواد زنقل بيهددني وعاوزله قرشين .. وأنت نازل شرب وبتفنجر على الناس.

زعبل: ناس إيه يا معلم... ده ولي .. وسألته على حاجة سر وقالي عليها ..

قرني: إيه هو السر ده يا خويا؟

زعبل: لأ ... أنا مكسوف [يدير وجهه خجلا]

قرني: هو أنت وش كسوف ... إذا كنت عاوز تجوز البنت اللي عندها سبع سنين ... يا عنيك يا جبايرك يا خويا ...

زعبل: ما أنا كنت بأسأله على كده يا معلم .. وطمن قلبي ...

قرني: طمن قلبك وتقولي ولي ... طب والنبي ما أنت شايفها .. دي بعيدة عن شواربك أجوز بنتي لواحد أهبل.

زعبل: بأنا أهبل يا معلم .. ده أنا ناصح خالص...

قرني: قوي .. ما هو باين عليك ... وقالك إيه كمان؟!

زعبل: سألني عن الإمام ابن العوام ... وقالي إمتى ييجي هنا...

قرني: [باضطراب] يخرب عقلك... وقولت له إيه؟!!

زعبل: ما تخافش ...

قرني: قولت له إيه ... قول؟!!

زعبل: قلت له هو حييجي هنا بكرة ... وقلت له ما تقولش لحد.

قرني: خربت بيتي خلاص ... الله يخرب بيتك .. متعرفش إن السلطان بيدور عليه واللي يلاقيه عنده حيقطع رقبته؟

زعبل: لا لا ما تخافش ... دا أنا ناصح... ده ابن خالته يا معلم ... وعاوزه علشان والدته .. هو أنا عبيط؟

قرني: لا العفو ... أنا العبيط ... الإمام أمه متوفية وملهوش ابن خالة ده نصاب .. ده جاسوس يا أهبل... وديتنا في داهية.

زعبل: هو أنا عبيط يا معلم ... أنا قلت له ما تقولش لحد .. ومحدش عرف الحكاية دي ... غير الواد بلسم بتاع العرقسوس وهو وأنا بس ... متخافش دا أنا بأحفظ السر كويس.

قرني: لا يا شيخ .. تشرفنا .. أصل أنا موجود دايما بالمصايب .... جالك الموت يا تارك الصلاة . [وهنا يدخل شحات تلم]

الشحات: إديني مما أعطاك الله ....

قرني: يحنن...

الشحات: طب إديني كوباية جنزبيل ...

قرني: يا عم إبعد عني ... قولت لك يحنن...

الشحات: استفدت إيه من يحنن ... أصرفها منين...

قرني: [بغيظ] لا حول الله يا رب.. أنت بتشحت بالزور يا عم ...

الشحات: [بسماجة] أعطيني مما أعطاك الله بقولك ...

قرني: يا عم معنديش حاجة .. مديون .. الضرايب .. والفتوات .. والنصابين والواد زعبل... فلست معنديش حاجة ... إبعد عني...

الشحات: طب إديني أي حاجة ...

زعبل: إديله كباية قرفة خليه يمشي...

قرني: اسكت ياد أنت ... أديله من التكية اللي وارثها عن جدك...

الشحات: طب إديني كباية قرفة خليني أمشي. قرني والنبي لما تنطق القرفة ما أنا مديك حاجة .. دأنت شحات تلم ...

الشحات: متشتمش أحسنلك .. دأنا باخد حقي ..

قرني: حقك إيه يا جدع أنت .. حتمشي ولا أحدفك بالكوباية في وشك

الشحات: طب إحدفهالي في بقي .. يا عم ما تبقاش بخيل ...

قرني: وأنت ما تبقاش تلم...

الشحات: طب والنبي ما أنا عاتقك [يخرج]

قرني: [يضرب كفا بكف] لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... يا رب احنا عملنا إيه ... تجيبنا في الزمن ده .. حتى الشحاتين يودوا المرستان... بس كفاية اللي إحنا فيه .. السلطان مجنون .. الملوخية ممنوعة .. والعنب والزبيب .. والكوسة محرمة .. فتوات زي الغيلان .. وشحاتين أعوذ بالله زي اللبخة.

زعبل: وأنا مش كويس يا معلم؟!

قرني: أنت؟ ... دي المصايب دي كلها كوم ... وأنت لوحدك كوم [يدخل يعقوم المنجم]

يعقوب: مساء العندليب باللبن الحليب .. [يجلس]

قرني: يا ساتر يا رب... عندليب إيه يا سيدي كمان ... يحنن يا خواجة.

يعقوب: يحنن؟ ... عيب يا حبيبي .. أنت مش عارفني .. أنا الخواجة يعقوب .. عالم الفلك والتنجيم .. مسمعتش عن اسمي؟

قرني: لا يا سيدي .. ما تشرفناش لسه .. يعني عاوز إيه؟

يعقوب: إيه ده؟ أنت بتتأمر على إيه؟ أنا عاوز مصلحتك .. أنا شفت برج المشتري بيضرب في برج العقرب فوق دكانتك ... وده يبشر بحاجات كويسة

قرني: يا عم أنا معنديش فلوس ... إبعد عني .. لا مشتري ولا عقرب ... إبعد عني ...

زعبل: لا لا يا عم قرني .. دا أنا عارفه .. دا خواجة ناصح .. بيعرف الفلك ومرة جه هنا وسألته على حاجة ...

قرني: على زهرة؟ مش كده ؟؟ آه يا ملعب .. دي بعيدة عن المشتري والعقرب

زعبل: آه يا معلم .. بس ليه الظلم ده.

قرني: وقلت له إيه؟

يعقوب: قلت له دي بعيدة عن شواربك [ينظر في نظارة] زهرة دي قطة صغيرة .. وده طور كبير. قرني مضبوط .. وأنت منجم بصحيح .. اقعد.

يعقوب: دا أنا بأروح قصر السلطان الحاكم بأمر الله ...

قرني: ما تجبليش السيرة دي ... عاوز تشرب إيه؟

يعقوب: لا لا يا حبيبي ... مش عاوز حاجة [يستدرك] إذا ما كنتش تحلف أنا محبش أزعلك .. هات جنزبيل وقرفة ..

قرني: شوفلي كده السلطان ده حيموت إمتى.

يعقوب: [ينظر في منظاره] حيموت إمتى... أيوة يا حبيبي .. أيوة ... بعد تلاتة تلات أيام ... أو تلات شهور أو تلات سنين.

زعبل: طب وأنا حاجوز إمتى؟؟

قرني: اخرس ياد أنت ... احتشم.

يعقوب: أيوة يا حبيبي .. احتشم .. أنت مستعجل على إيه؟ ... [ينظر في منظاره] أنت حتجوز في برج العقرب...

زعبل: عقرب ... يا خواجة عيب .. بقه زهرة عقرب .. دي وردة .. فلة .. ياسمينة

قرني: ياد اختشي .. أنت مش عاملي حساب والا إيه..

زعبل: دي صغيرة يا معلم.

يعقوب: [ينظر في منظاره] برج التمساح أهه ... حيجيلك خير كتير...

قرني: خير كتير ... منين يا خويا .. ما هو التمساح اللي بيلهفه .. [يشير لزعبل]

يعقوب: برج الدب الأسود أهه .. فلوس جايالك ...

قرني: فلوس؟! دي الفلوس اللي حاستلفها يا خواجة ...

يعقوب: برج الزهرة أهه ..

زعبل: زهرة .. أنت شايفها يا خواجة ..

قرني: ياد اسكت.

يعقوب: برج الزهرة .. يعني فيه ضيف عزيز جاي عندك...

زعبل: آه ... الإمام ابن العوام...

قرني: مين ياد اللي يتكلم عليه ده ... ابن العوام مين؟

زعبل: اللي مستخبي من السلطان .. واللي بتخبيه عندك .. ما تخافش يا معلم ما هو محدش سامع .. غير الخواجة .. متخافش منه .. دا راجل طيب.. ما تقولش لحد يا خواجة على حاجة.

قرني: أنا مش فاهم الواد دهب يتكلم على إيه؟؟

يعقوب: ما تخافيش يا معلم ... أنا مشوفتش حاجة .. ولا سمعتش حاجة .. هات بقه المعلوم...

قرني: معلوم إيه يا خواجة ...

يعقوب: يعني مش عاوز تجيب .. ده فيه جايزة كبيرة للي يجيب ابن العوام .. حتجيب ولا لأ.

قرني: أعوذ بالله .. خد يا سيدي وابعد عنا [يعطيه]

يعقوب: أنا جايلك بكرة آخد المعلوم.. مساء العندليب [يخرج]

قرني: مساء الزفت... عاجبك كده نيلة ... يعني أعمل فيك إيه؟ .. أطردك؟ ما يهونش علي.

زعبل: أنت زعلان علشان يجيب سيرة زهرة ... طب خلاص أنا حانساها

قرني: [يشير لرأسه] هنا فيه إيه؟ .. حجر .. طين ؟؟ براطين.. ؟؟

زعبل: لا يا معلم .. هنا فيه مخ نضيف .. يعجبك.

قرني: أنا خلاص حطق .. حاتفرس .. حاموت .. حاتشل فيك يا بو مخ تخين.

[وهنا يدخل الشيخ خنفس مسرعا]

خنفس: الحق .. وضب أمورك كده وضب ... أحسن الطامة جاية ... جهزت المعلوم ولا لسه يا راجل.. جهز نفسك جهز .. وضب الجنزبيل والقرفة والذي منه .. وضب أمورك أحسن بييجي يقطع صبرك..

قرني: حا أجيب فلوس منين؟؟

خنفس: إحنا حنعيد القصة .. شغل أمور البلونيكا يا راجل ... والهنكرة والمحل دا شيخ البلد راجل تاكل بعقله حلاوة.

قرني: وفين الخواجة كلتس الكاتب .. علشان أستلف منه ...

خنفس: ما هو مع شيخ البلد .. جهز أمورك يا جدع جهز [يفرك يديه] [وهنا يدخل شيخ البلد ومعه الخواجة كلتس الكاتب وجندي]

خنفس: اتفضل يا شيخ فاضل [يجلسون] والمعلم قرني راجل صالح وفاهم واجباته الشرعية للحكام.

فاضل: يعني عاوزه يعصي ولا يطيعش .. فين الضرايب يا جدع أنت ..

قرني: الضرايب ما أنتم خدتوها الشهر اللي فات يا ريس ...

فاضل: الشهر اللي فات .. ما أنا عارف .. أنت حاتحاسبني .. خدوه على السجن [يقبض الجندي على قرني]

خنفس: لا لا يا سيدنا الريس .. ده راجل فاهم أموره كويس جهز أمورك جهز .. سيبه [يتركه الجندي]

فاضل: أوامر السلطان متنزلش الأرض .. اوعى تكون بتاكل ملوخية ... شممني بقك كده [بشم بقة وبكم في فمه] أعوذ بالله .. وأنت واكل بصل...

قرني: ملوخية إيه وبصل إيه ... هو أنا مستغني عن رقبتي عشان شوية ملوخية

خنفس: ده شارب جنزبيل .. اجري هات للريس جنزبيل اجري [يذهب زعبل وقرني لعمل الجنزبيل والقرفة]

فاضل: [للكاتب] اقرا لي الضرايب بتاعة النهاردة يا كلتس..

كلتس: الضرايب الحقيقية والا الفلوس اللي خدناها بس ..

فاضل: اقرا لي الحساب بالتفصيل واوعى تغلط أحسن نروح إحنا الاتنين في داهية ... خد بالك .. دا السلطان ما يعرفش عدو ولا حبيب ... حبيبه النهارده عدوه بكرة...

كلتس: أيوه يا سيدي .. المعلم زعتر بياع الطرشي ... كان عليه 50 دينار ضريبة ميري ... خدنا منه 15 معلوم لجنابك ... وخمسة لي... و2 لخنفس وعفيناه من الضرايب ...

فاضل: أنا خدت 12 دينار بس...

كلتس: [بشدة] ما أنا عارف .. عارف .. وأنت حتعد علي .. والمعلم عبد الشكور الجزار .. خدنا منه فخدة لجنابك و3 رطل ليه و2 لخنفس...

خنفس: أنا واخد رطل بس يا خواجة كلتس ..

كلتس: ما أنا عارف .. يعني ولادي ما ياكلوش ولا إيه ...

[وهنا يدخل قرني ويقدم المشروب لكلتس وفاضل]

خنفس: بقى أنا اللي وقعت من قعر القفة .. فين المشروب يا راجل...

قرني: ما أنت شربت من شوية ...

خنفس: يعني مستخسر فيه ... طيب .. إحنا عاوزين الضريبة كاملة .. حضرها متأخرناش

قرني: يا راجل اختشي على دمك .. حاجيبلك منين [يحضر زعبل قرفة للجندي ولخنفس]

كلتس: [يفتح دفاتره] أيوة يا حبيبي 300 دينار و70 درهم.

قرني: أبدا يا خواجة دول 200 دينار و70 درهم.

كلتس: لا يا حبيبي .. أنا ما أعرفش .. هو كده زي ما بقولك .. عايز كام يا حبيبي كمان ...

قرني: أمري لله .. هات يا خوية 50 دينار كمان .. لما نشوف أخرتها ...

كلتس: لا لا يا حبيبي .. ما ينفعوش .. دا الشيخ عاوز 30 وأنا 20 وخنفس 10 خدمية.

قرني: لا يا حبيبي .. موتوني أحسن ... أنا مانش دافع حاجة .

فاضل: مالك يا معلم .. مالك .. زعلان ليه ؟؟

قرني: أنا خلاص حطق ... مانش دافع حاجة ..

فاضل: اسمع ... إحنا حنعفيك من الضرايب .. بس ما تنساش المعلوم

قرني: ما هو بيقول المعلوم 30 دينار لك و20 للخواجة .. و10 لخنفس

فاضل: لا لا ... ده ظلم .. أنا حخفف المسألة .. ونقسم البلد نصين حاخد أنا 30

قرني: يبقى معملناش حاجة ...

فاضل: الصبر حلو .. صبرك على صبرك ... والخواجة 10 وخنفس 3

خنفس: ليه ... هو أنا بأشحت.

قرني: لا العفو .. دأنا اللي بأشحت [لفاضل] متنزل المسألة شوية

فاضل: مافيش فايدة ... 30 ليه و10 للخواجة كلتس و3 لخنفس.

الجندي:بقى أنا اللي وقعت من قعر القفة .. وليه 2 كمان.

فاضل: آه .. وله 2 كمان.

خنفس: جهز أمورك جهز ...

كلتس: عاوز بقه تستلف يا حبيبي...

قرني: أمري لله ... يا رب مش حاترحمنا بقه .. توبنا خلاص .. هات يا خويا خمسين زفت

كلتس: ارهن يا حبيبي دكانتك .. هات الحجة..

قرني: بكرة ربنا ينتقم منكم ...

كلتس: متزعلش يا حبيبي .. ما تزعلش ...

خنفس: الحق علينا اللي رحمناك !!!

فاضل: خير تعمل شر تلقى !!

الجندي:صنف واطي .. ميجيش غير بالشدة...

قرني: بقه كده ... طب اشربوا [لنفسه] على الله الدوا اللي فيه ينفع ... اشربوا

[تأتي نوبة زغطة للجميع] ...

كلتس: هات [زغطة] الحجة...

قرني: [لنفسه] الحمد لله ... طب اصبر علي...

فاضل: ما تعطلناش [زغطة ] ورانا شغل [زغطة] ..

خنفس: هات نصيبي [زغطة] قوام [زغطة] ...

الجندي:اوعى تنساني [زغطة]...

قرني: [لنفسه] الحمد لله ... ربنا يسهل .. د هدوا معتبر ...

[تأتي نوبة من الزغطة الحادة للجميع] ...

فاضل: هات [زغطة] مية [زغطة] أنا عندي زغطة .. روحي يا زغطة ..

قرني: تعالي يا زغطة ...

خنفس: الحقنا [زغطة ] قوام [زغطة]...

كلتس: هات [زغطة] فص لمون...

الجندي:أنا [زغطة] عندي زغطة [زغطة]

[وهنا يدخل زعبل]

زعبل: الله الله ... إيه الحكاية يخويا .. مالهم دول يا معلم قرني ...

قرني: جالهم أمر الله يا خويا ... الدوا نفع ... يا رب ينخنقوا ...

زعبل: أنا عندي دوا للزغطة .. اضربوا بعض على ظهوركم ...

[يضرب قرني فاضل على ظهره ويضرب زعبل على خنفس بقسوة ويضرب الجندي كلتس وتستمر نوبة الزغطة فيسرعون بالهرب والنوبة حادة جدا]

قرني: لك الحمد يا رب ... يا سلام ... د هدوا عظيم حطيته لهم في الجنزبيل ... بس ما تقولش لحد عليه ..

زعبل: ما تخافش ... سرك في الحفظ والصون ... حتى أنا محبش أرغي ولا أكلم كتير.

قرني: أيوة ما أنا عارف ... سبحان من نجانا النهارده من الوبا .. اللي حط علينا ... دي حاجة مواسخ قوي [وهنا يدخل الشحات]

الشحات: أعطينا مما أعطاك الله ...

قرني: يحنن .. الله؟ !! ... مش أنت الرزل اللي جيت هنا من شوية ..

الشحات: أبدا .. يمكن واحد تاني .. هات أي حاجة ..

قرني: يا عم امشي من وشي .. أحسن أروح فيك في داهية ..

الشحات: ما تبقاش بخيل .. دأنت فلوسك متلتلة...

قرني: وأنت مالك ... مانش مديك حاجة

الشحات: هات أي حاجة .. هات شوية قرفة

قرني: خد الحس البراقي .. جتك لهوة .. [يشرب الشحات البراقي]

الشحات: دول بس [زغطة] دأنت بخيل [زغطة] قوي [زغطة]

قرني: وأنت رزل قوي .. في ستين داهية ...

الشحات: داهية [زغطة] لما تاخدك [زغطة] [يخرج الشحات]

قرني: [يضحك] عال عال .. الدوا ده عظيم خالص .. ياما نفسي أديه للسلطان أخليه يبطل غلبة ... وافترا على الناس ... نفسي أشوف الحاكم بأمره ده ... اللي بيقول للناس إنه إلاه ... وعاوزهم يعبدوه أبو شخة راخر.

زعبل: يعبدوه ؟! إزاي؟

قرني: أمال إيه يا سيدي .. أصل إحنا في آخر زمن .. أصله زي ما أنت عارف مجنون .. هوسة .. بدنجان .. دحك عليه شوية ومش جايين من جبل الدروز في الشام.

زعبل: مين هم ؟!

قرني: حمزة والأخرم ومحمد النجازي .. وحكم عليه وقالوا له أنت مش بني آدم .. أنت إلاه!!

[وهنا يدخل شيخ وقور عليه الهيبة فيسرع إليه قرني ويقبل يده]

قرني: أهلا مولانا ابن العوام .. إحنا زارنا النبي .. أهلا وسهلا ..

العوام: [بوقار] إزيك يابني .. أنا أشكرك على كرمك وأخلاقك ووفاءك

قرني: يا سلام ... رقبتي فداك يا فضيلة الإمام ... أأمر بس .. إمتى ربنا يفرجها بقى

العوام: اشتدي أزمة تنفرجي ... إن الله يملي للظالم ... حتى إذا أخذه لم يفلته .. لقد طغى الحاكم بأمره ... فقتل وذبح أناس أطهار .. لأنهم قالوا له اتقي الله

قرني: الله ينتقم منه ... آل عامل إلاه.

العوام: نعم، سمعت هذا .. وقد قام على رأس هذه الدعوة .. الثلاثة الفساد وجاءوا له بوثائق مزورة .. تثبت أنه إلاه وليس ببشر.

قرني: تفتكر ربنا حيسيبه لإمتى؟

العوام: كما ترك فرعون .. طغى واستكبر وذبح وقتل إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين" وبعد كده أمرهم إنهم يعبدوه

قرني: بس ربنا ما سابوش .. غرقه في البحر هو وجنوده

العوام: أمال إيه ... ما تستعجلش .. كل شيء عنده بمقدار .. والنهاية قربت خلاص ... ادعى الألوهية والقدرة على كل شيء .. وقال أنا ربكم الأعلى ..

قرني: ربكم الأعلى .. أبو شخة ده كمان .. ده يوم القيامة قرب خلاص .

العوام: وأديك شايفني يا معلم قرني مشرد مطارد كل يوم في بيت .. أنا مش خايف من الموت أبدا .. أنا بحارب هذا المتأله المتجبر على العباد .

قرني: ربنا يقويك ويديك الصحة .. وينجيك منه.

العوام: تعرف يا معلم إنه نزل أمر لخطباء المساجد إنهم يسبوا الصحابة والخلفاء الراشدين...

قرني: كان ناقص يعملها نسخة واحدة علشان يفردها في الجوامع.

العوام: أيوة يا قرني .. مش بعيد يعملها .. ونفذ حكم الإعدام في 6 من العلماء اللي رفضوا إجابة طلبه .. وأدخل الآلاف السجون...

قرني: يا رب الحقنا بقى .. تعبنا خلاص.

العوام: ما تزهقش .. خلي روحك طويلة .. لسه حاتشوف محن أشد ولما تشتد خالص حاييجي الفرج إن شاء الله .. "واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون"

قرني: إحنا صبرنا كتير يا فضيلة الإمام ...

العوام: إن النصر مع الصبر .. ما تيأسش أبدا "حتى إذا استيأس الرجل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا"

[وهنا يدخل المعلم كارع] ...

كارع: الله الله يا معلم قرني ... بتستكردني ولا إيه؟؟

قرني: خير إن شاء الله .

كارع: فين المعلوم .. هو أنا أهبل أدامك والا ...

العوام: [يقاطعه] واخفض من صوتك...

كارع: ليه ؟؟!!

قرني: حاضر... بس بكرة والا بعده.

كارع: أنت حتجيب ... والا أكسر لك الدكانة .. وأخليها ضلمة

قرني: على إيه .. روق ..روق نجيب لك إيه؟!

كارع: هات خمسة قرفة ... زي بعضه علشان خاطر الراجل الطيب ده.

قرني: خمسة قرفة يا زعبل.

زعبل: حاضر يا معلم...

العوام: أنت منين يا معلم ..

كارع: أنا من هنا .. محسوبك المعلم كارع .. فتوة الدرب بحاله .. وجزار معتبر وفتال قلة وحاجة عظمة .. مش عاوز كده تتخلص من حد .. قوللي بس وأنا أجيبلك راسه بنبك دم.

العوام: بس فيه واحد .. حيحاسبك على كل الظلم ده..

كارع: مين ده؟ .. أنت بتخوفني؟

العوام: ربنا ...

كارع: [يطرق] آه ... بس نعمل إيه؟ يا سيدنا الشيخ ... كله أكل عيش ما هي دي أرزاق برضه ...

العوام: تاكل عيش على جثث وأرواح كلها يوم القيامة حتجيلك وتشبط فيك وتاخد حقها ...

كارع: يا ساتر يا رب .. وص النبي ما أنا قاتل بعد كده يا سيدنا الشيخ... بس ما أقدرش أبطل السرقة ولا الهنكرة

[وهنا يدخل السحن بي جوهر الصقلي قائد الحرس ومع جنديان]

الجندي:الحسن بن جوهر الصقلي قائد قواد الخليفة...

الصقلي: فين الشيخ اللي اسمه أحمد بن محمد بن العوام .. إمام أهل السنة والخارج على السلطان.

قرني: خير إن شاء الله .. عاوزينه ليه؟؟

الصقلي: أنت بتجرأ وتكلمني يا حقير .. أنت مش عارف أنا مين؟

قرني: لا مؤاخذة .. لسه معرفش .. ومش عاوز أعرف...

الصقلي: أنا الحسن بن جوهر الصقلي .. قائد القواد .. ولك الشرف إنك واقف أدام قائد حرس السلطان إلاهنا العظيم ..

العوام: خسئت يا تعس .. بل هو الله الواحد القهار .. خسئت أنت وسلطانك المجنون.

الصقلي: مين أنت ... [يرفع عليه السيف] لازم أنت ابن العوام الخارج امسكوه ...

العوام: أيوة .. أنا ابن العوام ... الخارج على المتأله المجنون...

الصقلي: حنعدمك.

العوام: وعذاب الله لكم أكبر...

الصقلي: حنقطع راسك...

العوام: راسي؟ شهادة في سبيل الله

الصقلي: بكرة ولادك حيموتوا ويتشردوا

العوام: ولادي؟ ... لهم رب يحميهم.

ستـــــــــار

انتهى الفصل الأول من مسرحية ممنوع أكل الملوخية  

الفصل الثاني

المنظر: [قاعة من قصر الخليفة الحاكم بأمر الله ... نافذة تطل على حديقة غناء ... كرسي عالي في الوسط ... ويجاوره عدة كراسي .. يظهر مهرج القصر في صورة مضحكة ويعمل حركات غريبة]

المهرج: [لنفسه] أنا الحاكم بأمره ... أنا العاطي .. أنا المانع.. أنا القوي .. أنا المحيي ... أنا المميت [بضحك] السلطان إجنن يا خواتي .. آل عامل إلاه آل بالذمة مين المجنون فينا ... أنا المهرج اللي يدحك الناس .. والا حتت المهوس اللي ادعى الألوهية ... ونازل تقتيل في الناس ...

[يدخل الأمير الظاهر وهو ولي العهد وابن الخليفة وهو فتى في السابعة عشر]

الظاهر: إيه ده يا فيروز ... أنا سامعك وأنت بتكلم نفسك .. أنا باستعجب منك ... مش عارف أنت مهرج مضحك ... ولا رزين عاقل...

المهرج: يا مولاي ... أنا خدام قبل كل حاجة .. أنت ولي العهد وأوامرك فوق عيني وراسي...

الظاهر: أنت مكار خالص يا فيروز ... دايما تهرب من أسئلتي .. أنا باستغرب من تصرفاتك .. ساعات أشوفك بتهرج وعامل زي الأراجوز ... وساعات أسمع منك حكم ما تصدرش إلا من واحد عاقل خالص

المهرج: اسمع يا مولاي .. أنا مهمتي هنا في القصر .. إني أضحك السلطان ... وأهرج له ... وأتمسخر زي ما كنت بتشوفني .. ولكن الحقيقة يا مولاي ... إن دي مش حقيقتي... الظاهر دي هي الحقيقة اللي فهمتها منك .. لأني كنت متتبعك ... وكنت بأسمع منك كلام بيدل على إنك عاقل خالص ... وواخد بالك من كل حاجة ... كنت بتقول إيه دلوقتي قبل ما أدخل عليك .. أنا سمعتك ...

المهرج: طب ما دام سمعتني .. خلاص .. يبقى اللي سمعته .. لا يا مولاي سامحني أنا كنت بأهرج زي ما أنت عارف.

الظاهر: أبدا أبدا ... قول ما تخافش ... إيه رأيك إن أنا مش عاجبني تصرفات والدي الحاكم بأمر الله.

المهرج: تسمح لي يا مولاي .. ما أقدرش أتكلم في الموضوع ده .. أحسن أنا مش مستغني عن دماغي .. خليها هنا أحسن [يشير لرقبته]

الظاهر: يعني أنت مش واثف في...

المهرج: لا يا مولاي .. أنت ولي العهد .. وأنا أفديك بحياتي .. وإذا كنت عاوز تعرف رأي بصراحة في السلطان والدك .. أقوله لك .. بس تضمن لي البتاعة دي [يشير لرقبته] أصلي بأحبها أوي ...

الظاهر: قول ما تخافش ..

المهرج: السلطان مجنون..

الظاهر: وده رأي عمتي الملكة ست الملك.

المهرج: وكمان مغرور..

الظاهر: مضبوط .. والبلد دلوقتي زي البركان من تصرفات أبويه السلطان ...

المهرج: وآخر الأسافي ... ادعاؤه إنه إلاه .. وعاوز الناس يعبده هاهاها .. آل إلا آل.

الظاهر: والناس !! .. الناس حتطق .. هو ساب عيلة في البلد من غير قتل أو حبس .. دي السجون اتملت ... وكتير من العائلات الكويسة هجت من البلد .. اللي راح الشام .. واللي راح الحجاز

الظاهر: يا سلام .. للدرجة يا فيروز.

[يدخل جندي]

الجندي:السلطان الحاكم بأمر الله.

[وهنا يدخل الحاكم بأمره ويبدو عليه التناقض والجنون]

الحاكم: أنت يا ولد يا فيروز .. أنت مش بتشقلب ليه .. أنا لسه حا أعلمك مش كفاية إمبارح .. تعبت من تعليمك الشقلبة .

المهرج: [يلبس ثوب التهريج] أهلا بمولانا وسيدنا السلطان الحاكم بأمر الله

الحاكم: بأمر الله يا مغفل .. أنا الحاكم بأمري .. أنا القادر .. أنا القوي .. أنا العظيم ... أنا أحيي أنا أميت .. هات سكينة وأنا أوريلك

المهرج: ليه يا مولاي السكينة؟

الحاكم: علشان تشوف وتصدق .. إني أحيي وأميت بصحيح...

المهرج: أنا مصدق من غير ما تدبحني يا مولاي..

الحاكم: لا لا لا لازم أجرب...

المهرج: بس لما تموتني حا أعرف إزاي ... ما أنا بعدها مش حاحس ولا أشوف

الحاكم: [يضحك بحالة هستيرية] مضبوط مضبوط [ينظر للظاهر] وأنت يا ظاهر بتقف مع الخدام ده ليه ... أنت تافه .. ما تصلحش إنك تكون ابن لي أنا الحاكم بأمره.

الظاهر: هو للإله ابن ...

الحاكم: أيوة مجنون .. أنت ابني .. وأنا الإلاه .. يبقى للإله ابن .. مش مضبوط ...

الظاهر: حرام يا مولاي .. ده كفر بالله.

الحاكم: امشي يا مجنون من وشي .. امشي [يخرج الظاهر بسرعة]

[ينظر للمهرج] اشقلب بقه ... والا أعلمك .. اسمع .. أنت تحب البلوظة.

المهرج: يا سلام يا مولاي ... أموت في دباديبها ...

الحاكم: أنت واد سكرة .. [ينقلب إلى جد] أنت بتاكل ملوخية ...

المهرج: مولاي حرم الملوخية .. إزاي أكلها ..

الحاكم: كويس .. أنت بتاكل الزبيب ..

المهرج: لا يا مولاي.

الحاكم: أنت بتاكل الكوسة .. الكوسة حلوة قوي .. مش كده.

المهرج: لا يا مولاي .. دي وحشة قوي .. لأن مولاي حرم أكلها.

الحاكم: أنا بأمتحنك .. لكن طلقت لكم .. باين عليك بتاكل كل الحاجات دي ..

[بعصبية] اللي حرمها السلطان الحاكم بأمره [بحركات مضحكة] طب وريني بقك [يفتح المهرج فمه .. يتف الحاكم فيه]

الحاكم: [يضحك ويقفز] هاهاها .. وضحكت عليك .. [بعصبية] تفه إلاه مقدسة .. مش كده والا إيه؟؟

المهرج: [يبصقها] إيه.

الحاكم: اسمع .. أنت مراتك مجوزاك ... والا أنت مجوز مراتك .. اسمع أنت بتحب الفسيخ.

المهرج: لا يا مولاي .. ما بحبوش...

الحاكم: لأ حبه [بغطرسة] اسمع يا فيروز .. دلوقتي فيه اجتماع المجلس الموظفين .. هوسة .. كلام فارغ .. نظام قديم ... حا أحطمه .. مجلس موظفين إيه .. أنا الحاكم هنا بس ... حافشكل المجلس ... حافضه .. حا أحطمه

المهرج: أمر مولاي .. يعني لما ييجوا أقول للحجاب يمنعوهم ...

الحاكم: آه ... يمنعوهم ... اطردوهم [بهدوء] اسمع بلاش .. خليهم ييجوا حا أعمل فيهم فصل .. [وهو يخرج] فصل.. فصل ... فصل ...

المهرج: [لنفسه] لا حول ولا قوة إلا بالله .. آل سلطان وخليفة آل .. اشقلب حب الفسيخ .. يخي حبك برص .. هوسة إيه دي يا خويا .. مين فينا المهرج يا خويا .. الزمن لو يعدل صحيح .. أكون أنا السلطان والمهووس ده .. أجيبه يدحك الأولاد.

[وهنا يدخل الأمير الظاهر]

الظاهر: شفت يا سيدي سلطان المسلمين ..

المهرج: بس ما تنساش يا مولاي إنه والدك..

الظاهر: ما تقولش والدي .. ده كافر .. أنا ما اعتبروش والدي أبدا .. وربنا يأمرنا بالخروج عليه..

المهرج: الخروج على السلطان ..لا مؤاخذة .. إزاي يا مولاي ..

الظاهر: اسمع يا فيروز .. أنا بأكلمك باسمي كولي عهد المملكة وباسم عمتي الملكة ست الملك .. إنك تساعدنا في إبعاد الحاكم بأمره عن العرش وتنقذ البلد والإسلام من ظلمه ... وطغيانه وجبروته..

المهرج: ده كلام خطير يا مولاي .. أنا مهرج صغير .. وخدام حقير.

الظاهر: لا يا فيروز .. أنا عارفك كويس .. وعارف إن التهريج ده مظهر بس .. وعمتي هي اللي قالت لي اكلمك في الموضوع ده ... لثقتها فيك أنت بس ..

المهرج: يا سلام يا مولاي .. أنا أضع نفسي تحت أمر مولاي .. ومولاتي السلطانة ... وإن شاء الله أكون عند حسن ظنكم .. وأهي موتة واحدة .

الظاهر: الموضوع مش بسيط يا فيروز .. الشعب ضج .. وأنا باعت بعض الرسل يشوفوا لي الحالة في البلد...

المهرج: الحالة مش محتاجة لسؤال يا مولاي .. دي الحالة اتنيلت خلاص.

الظاهر: والنتيجة إيه؟ .. ثورة الناس... وهجومهم على القصر .. وقتلنا كلنا فلازم نشوف حل .. المسألة مسألة حياة أو موت ..فكر لنا كده في طريقة لإنقاذ العرش.

المهرج: العفو يا مولاي .. مهرج تافه تعتمدوا عليه...

الظاهر: أنت مش مهرج .. ثم إيه الكل هنا من القصر جبنا وجواسيس .. منقدرش نعتمد عليهم...

المهرج: أنا مستعد يا مولاي .. لأي عمل لإنقاذ الإسلام والبلد والقصر بس أنا عاوز مولاي يحدد لي نوع التخلص ... إبعاد .. قتل.

الظاهر: اسمع يا فيروز ... ده أبويا ولكنه كافر ... مجنون .. وعاوزين نتخلص منه بأي طريقة .. واعتبر ده أمر مني أنا ولي العهد .. ومن عمتي الملكة ست الملك.

المهرج: السمع والطاعة يا مولاي .. أنا عندي قاتل ... حاجربه معاه ..

الظاهر: السلطان عنده اجتماع مجلس الموظفين دلوقتي .. وحيحاكم بعض الناس النهارده .. [وهنا يظهر الجندي]

الجندي:الخواجة يعقوب المنجم يا مولاي .. عاوز يقابل الأمير ..

الظاهر: دخله ... [يخرج الجندي]

الظاهر: أهو الخواجة يعقوب ده المنجم .. من الجواسيس اللي منتظر منهم أخبار البلد...

المهرج: أستأذن يا مولاي .. علشان يقابلك على انفراد .. بس أنا عارف إن الخواجة يعقوب من جواسيس السلطان .. خد بالك منه

الظاهر: على كل حال ... أنا حاكشفه .. خليك معاي..

[وهنا يدخل الخواجة يعقوب حاملا منظارا طويلا وأدوات التنجيم]

يعقوب: [يركع محييا الأمير] نهارك سعيد يا مولاي ... أنا ما أقدرش أروح إلا إذا شوفتك ... أنت روحنا كلنا وحياتنا فداك...

الظاهر: أنا متشكر يا خواجة يعقوب .. بس اوعى الكلام ده ما يكونش من قلبك ...

يعقوب: مش من قلبي .. أبقى خاين ... أبقى معنديش ضمير ...لا يا مولاي أنا شاعر إن الدنيا كلها سعيدة بيك ... أعمل إيه النجوم ... النجوم بتقول كده .. [ينظر في منظاره] برج الزهرة بيحيي برج الأسد وباين عليه فرحان .. هو أنا جبت حاجة من عندي ... واعلم يا مولاي ...

الظاهر: أنا عاوزك تعلمني علم الفلك ده .. لما اشوف برج الزهرة بيدحك إزاي لبرج الأسد.

المهرج: [يلبس ثوب التهريج ويفتح فمه بحركة مضحكة] يضحك كده يا مولاي

يعقوب: ده سر ... ولكن مش على الملوك .. أمرك يا مولاي...

الظاهر: ما أنا طالب منك إنك تعلمني الفلك من زمان .. وأنت بتبلطج وبتتهرب...

يعقوب: لا يا مولاي .. غير مسموح لي بتعليمك الفلك إلا إذا مر برج السمكة من فوق القصر...

الظاهر: وحيمر إمتى؟

المهرج: في المشمش .. ولا في الملوخية .. والا في الفيضان.

يعقوب: أنت بتستهزأ يا فيروز .. أنت شغلتك هنا التهريج بس متأسف يا مولاي ...

الظاهر: سيبك دلوقتي من الكلام ده ... إيه أخبارك؟

يعقوب: [ينظر للمهرج ولا يريد الكلام] مولاي...

الظاهر: لا ... إكلم ما تخافش ...

يعقوب: [لا يريد الكلام] لكن يا مولاي..

الظاهر: [يهمس ليعقوب] ده عبيط ما بيفهمش حاجة ...

يعقوب: أمرك ... اسأل يا مولاي...

الظاهر: إيه شعور الناس بالنسبة لتصرفات الحاكم والدي السلطان...

يعقوب: تحميني يا مولاي ...

الظاهر: أيوة ... أحميك ...

يعقوب: الناس كلها مدايقة .. وبتقول عليه مجنون .. الله .. النجوم النهارده شقية كده ليه ؟

الظاهر: والناس بيتكلموا الكلام ده علني والا إيه؟

يعقوب: لا لا يا مولاي ... من السر .. واللي بيتكلم علني .. بيتعلق على الشجر الناس بيخبطوا بقهم خايفين .. مساكين الترزية .. شغالين ليل ونهار.

المهرج: خايفين من إيه .. من العفاريت .. والا إيه؟؟

يعقوب: اسكت أنت يا مجنون .. إش عرفك بالسياسة .. دي السجون يا مولاي بقت زي حلة المحشي .. محشي الكرنب...

المهرج: اوعى تجيب سيرة المحشي .. أحسن ممنوع أكله..

يعقوب: أبدا .. دي الملوخية والكوسة والعنب ... وجزم الستات...

المهرج: جزم الستات .. كنت بتاكلها والا إيه...

يعقوب: أيوة وحياة العزيز .. خالتك أليجرا كانت بتضربني بيها على الصبح .. الحمد لله إن السلطان أمر بمنع بيع جزم الستات راجل حكيم .. كل حاجة منعها بسبب ... مافيش حاجة تفوت عليه الله يكرمه ... عتقني من الضرب.

الظاهر: أنت مبسوط إن السلطان منع بيع جزم الستات [يضحك] لكن تقدر مراتك تضربك بشبشب والا قبقاب .. والقبقاب خطر ...

المهرج: [يضحك] وتشوف برج دماغه عامل زي برج السرطان وهو بيضحك لبرج القبقاب [يضحك]

الظاهر: طيب .. اتفضل أنت يا خواجة يعقوب .. [يعطيه نقودا]

يعقوب: [وهو ينسحب] أمر مولاي [يخرج]

الظاهر: اسمع يا فيروز .. نفذ أمري ...

المهرج: [ينقلب إلى الجد] أمر مولاي .. أنا حاحط له السم النهارده في الشربات

الظاهر: أنا بأصارع نفسي وضميري يا فيروز .. ده أبويا ... ولكنه مجنون وده السلطان ولكنه كافر ... والظالم لازم نهايته تكون كده.

ولو على إيد ابنه [يخرج الأمير الظاهر]

المهرج: [لنفسه] بأمري .. خلص البلد من الكافر المجنون ... أيوة حاموت الإله المتكبر ... أيوة حاموته.

[وهنا يدخل الحاكم بحركاته المجنونة]

الحاكم: كنت بتكلم نفسك والا إيه ... أنت مجنون .. كنت بتقول إيه؟

المهرج: [يتصنع التهريج] كنت بحكي لنفسي حكاية يا مولاي .

المهرج: حكاية ؟؟ إيه هي يا فيروز ... والنبي احكيها لي ..

المهرج: كان في أسدين...

الحاكم: اتنين؟؟

المهرج: أيوة .. واحد صغير ... وواحد كبير .. هجموا على بعض .. وكلوا بعض وما فضلش غير ديولهم بس

الحاكم: ما فضلش غير ديولهم ... طب الباقي راح فين؟ طب استنى واحد كل التاني ... وبعد ما خلصه .. آم التاني أكل التاني ... مضبوط مضبوط ... وإيه يعني .. تاكل فاصوليا ..

المهرج: أمر مولاي ...

الحاكم: تاكل كشري ... [بعصبية] اسمع... أنا إلاه .. مش كده إلا لأ [بطريقة هزلية] مش باين علي برضه يا فيروز ... اتنطط [يقفز المهرج ويتراقص الحاكم] اسمع يا فيروز .. دلوقتي في اجتماع لمجلس الموظفين .. آل عاوزين يشاركوا في الحكم آل .. المجرمين السفلة ... أنا الحاكم بأمري .. أنا المعطي .. أنا المانع .. أنا حا أشنقهم وحموتهم ...

المهرج: يا مولاي .. ما تزعلش نفسك .. روق روق دمك .. أجيبلك حاجة ساقعة تشربها يا مولاي ...

الحاكم: لا مش عاوز .. أنا الإلاه .. لا باكل ولا باشرب ... عشان معملش حاجة ... أنت عارف لسه .. والا إيه .. أنت شوفتني كلت قبل كده والا شربت ...

المهرج: لا مؤاخذة يا مولاي .. أنا ... أنا نسيت.,.

الحاكم: أنا خارج دلوقتي في قاعة العرش .. وخلي الحاجب يدخل مجلس الزفت .. أنا حا أحله .. حا أشنقه ... أنا عندي سبع سموات حا طربق واحده على دماغهم ... [يخرج الحاكم]

المهرج: [لنفسه] مسكين يا فيروز ... ربنا ابتلاك من صغرك .. معلش استحمل بكرة تتعدل [يدخل الحاجب معلنا دخول الشيخ فاضل]

الحاجب: الشيخ فاضل ... خازن الميرة .. [يخرج فيروز]

[يدخل الشيخ فاضل ويخرج الحاجب ويبقى فاضل وحده]

فاضل: [يكلم نفسه] يادي الحوسة يا ولاد ... يادي النصيبة .. يادي الليلة السودة .. أهلا يا مولاي السلطان [ينحني] يا سلام أد إيه أنا مبسوط [لنفسه] افرض ضربني بالقلم .. أعمل إيه .. أيوة .. أروح بايس إيده .. أحسن ما يشيل دماغي كلها ويقولليأد إيه الضرايب .. أعمل إيه يا خواتي ... دا أنا ما جمعتش حاجة .. والا اسمع يا واد يا فاضل .. الخواجة كلتس موضب كل حاجة ... والواد خنفس ناصح .. سيبك من الضرايب افرض قالي اشقلب .. يادي الليلة الزرقة .. افرض نشف دماغه وقالي لازم أشقلب ... وأنا لا أعرف أشقلب ولا حاجة .. [وهنا يدخل الحاجب معلنا قدوم الخواجة كلتس]

الحاجب: الخواجة كلتس دفترحالجي الميرة .. اتفضل...

كلتس: نهارك سعيد .. يا شيخ فاضل ... ازيك يا حبيبي ... مالك ... لونك زي اللمونة .. أنت واكل بيض..

فاضل: اشمعنى؟؟

كلتس: الصفار باين على وشك ...

فاضل: اسكت يا شيخ .. هو ده وقت هزار ...

كلتس: أنت مالك كده خايف ليه...

فاضل: بقى مش عارف .. خايف ليه .. خايف من المجنون [يلتفت حوليه] حنعمل إيه في الحسابات...

كلتس: أنت مالكش دعوة .. أنا موضب كل حاجة ...

فاضل: اوعى تكون نسيت حاجة كده ولا كده ...

كلتس: معاك عقل زي الدفتر .. ما تخافش علىحاجة ... بس كل حاجة بتمنها.

فاضل: تقصد إيه؟

كلتس: يعني إذا كنت عاوز الحساب يبقى مضبوط ..لازم تروق المخ ده [يشير لرأسه] بحاجة كويسة كده.

فاضل: ما أنت واخد فلوس كتير يا خواجة كلتس .. مش كده يا راجل ... ما تجيش غير في الوقت العصيب ده وتهددني...

كلتس: أبدا يا حبيبي .. أنا عاوز مصلحتك . تدفع 100 دينار والا هيه أحسن أخلي مخي يتلخبط .. أنت حر..

فاضل: يا دي المصيبة اللي حطت علي يا خواتي .. أنت حرامي..

كلتس: لا لا لا .. امسك لسانك .. أنا راجل شريف .. ما أحبش تمس شرفي..

فاضل: شريف .. أنت شريف .. وانت [يقاطعه كلتس]

كلتس: أنا يهودي أحب الحق .. ما أحبش أظلم حد .. لا أظلمك ولا أظلم نفسي .. أحسن ربنا يعذبني .. يقوللي كنت بتسيب حقك للناس ليه .. لا يخوية .. أنا خايف من ربنا

فاضل: لا يا شيخ ... بقه كده .. طب بس لما أفضالك يا كلتس ..

كلتس: أنت بتهددني .. طب أنا حا أعرفك قيمة الخواجة كلتس ... حا أخليك تبوس حبال الصندل بتاعي.

فاضل: اخرس يا كلتس .. واختشي واتلم [ يعطي ظهرة لكلتس وكذلك كلتس]

[وهنا يدخل الحاجب معلنا دخول الشيخ خنفس]

الحاجب: الشيخ خنفس مرافق خازن الميرة .. اتفضل

خنفس: الله .. الله .. الله .. إيه الحكاية الشر باين من عنيكم .. يا ساتر يا رب .. إيه الحكاية يا شيخ فاضل .. مالك .. مالك

فاضل: شوف الخواجة يا سيدي .. عمال بيهددني إنه يكشف السرقات للسلطان وعاوز 100 دينار علشان ما يكلمش ..

خنفس: لا لا يا خواجة كلتس .. ده عيش وبلح يا راجل ..

كلتس: ما أنت لك منهم 10 دينار .. الحق علي ...

خنفس: لا لا يا شيخ فاضل .. دي حاجة بسيطة يا شيخ .. ومكسبك كتير .. زي بعضه .. زي بعضه ..

فاضل: آه يا صلاتي ... الحق علي أنا برضه ..

[وهنا يدخل الحاجب معلنا دخول الخواجة يعقوب منجم القصر]

الحاجب: الخواجة يعقوب منجم قصر السلطان .. اتفضل..

يعقوب: نهاركم سعيد يا حبايب ... إزي صحتكم .. مالكم مبلمين كده .. أشوف لكم الطالع بتاعكم ...

فاضل: أيوة والله يا خواجة يعقوب .. شوف لي يا خوية شوف

يعقوب: [ينظر في منظاره] برج العقرب أهه..

فاضل: يا ساتر يا رب .. ابعد عن العقرب يا أخي [يبعد المنظار]

يعقوب: برضه برج العقرب .. اسمع .. في راس عجل صريح ..

كلتس: دير اسه هو [يضحك]

فاضل: يا ساتر يا رب .. الله يخرب بيتك ما تبشرش

يعقوب: ويتعلق ويتقطع من لحمه..

فاضل: أعوذ بالله .. أعوذ بالله .. كفاية بقه .. مش عاوز أسمع حاجة ابعد عني .. أعوذ بالله .. أنت كلامك وحش .. زي الزفت جتك البلا

يعقوب: أعمل إيه ... إذا كنت شايف كده...

فاضل: بقه شايف عجل راسه مقطوعة وعمالين يقطعوا في لحمه حد يصدق الكلام ده ,, عة احنا عبط ولا هبل أدامك.

كلتس: مش قلت لك .. هات بقه الميت دينار ونجي نفسك ...

فاضل: طب وحنجي نفسي إزاي ... إذا كان بيقولك .. الطور معلق وبيقطعوا في لحمه ...

خنفس: هو أنت طور ... وأنت سيدنا وريسنا ...

[وهنا يدخل الحاجب معلنا دخول السلطان]

الحاجب: السلطان الحاكم بأمره اركعوا على الأرض ..

[يركع الجميع ويدخل الحاكم متصنعا الرزانة]

الحاكم: قوموا .. اتفضلوا .. [يقومون ويجلسون ويجلس هو على الكرسي ] أهلا بمجلس الموظفين .. اهلا بالعلماء الأجلة .. فين رئيس الحرس [يشير بيده للحاجب] انده لي الحسن بن جوهر الصقلي قائد الحرس.

الحاجب: حاضر يا مولاي .. منتظر أمرك [يخرج]

الحاكم: أنتم اللي الشعب اختاركم علشان تتعاون في حكم البلد .. مش كده؟

فاضل: نعم يا مولاي .. الشعب اختارنا .. مضبوط..

يعقوب: لمساعدة السلطان في أمور الدولة ...

كلتس: وعلمنا وحياتنا .. للشعب وراحته ..

خنفس: ونحن رجال الدين .. اختارتنا العامة لورعنا وتقوانا ..

الحاكم: هيه ... في حاجة تانية .. اكلموا .. اكلموا .. كلام جميل ...

فاضل: إحنا حنجتمع النهارده علشان ندرس أمور الدولة .. أنا من ناحيتي عشان أعبر عن شعور الناس ... لأني أنا شيخ البلد... زي ما مولاي عارف.

كلتس: وأنا بصفتي رئيس حسابات ودفترخانة البلد جاي أقدم لمولاي حسابات الضرايب.

يعقوب: وأنا يا مولاي بصفتي عالم فلك المملكة ورئيس مراصد مصر المحروسة .. جاي علشان أقدم نصايحي للسلطان.

الحاكم: أهلا وسهلا ومرحبا .. برجال الدولة ورجال الحقيقة .. أهلا وسهلا ...

الجميع: متشكرين يا مولانا ..

فاضل: أخجلت تواضعنا ..

خنفس: لا تقصم ظهورنا يا مولانا ..

الحاكم: لا .. دا أنا حأحطم ظهرك . من المدح .. هيه ..

خنفس: لا لا يا مولانا .. الفضل لله وحده..

فاضل: جايين علشان نتشاور في أمور المملكة .. مع مولانا السلطان

السلطان: لا يا شيخ البلد ... نتشاور في أمور المملكة... هي بوظة [يقف ويتكلم بعصبية] أنتم عاوزين أتشاور مع جرابيع زيكم هو سوبيا .. هي لوبيا ..

فاضل: [بخوف] إحنا يا مولاي مجلس الموظفين اللي أمرت بجمعه للمشاورة في الحكم...

السلطان: مشاورة في الحكم يا مزابل ... مشاورة في الحكم يا مواسخ .. قوموا اتنططوا ... أنتم باين عليكو بتاكلوا ملوخية .. يا ولد [يحضر الحاجب ويهمس له الحاكم ويخرج الحاجب]

السلطان: أهلا بالحكام .. أهلا بالأفاضل ... تاكلوا فاصوليا

خنفس: أمرك يا مولاي ...

الحاكم: [لخنفس] حا أطم ظهرك .. [ينظر ليعقوب] وأنت يا خواجة يعقوب جاي تقدم لي علمك ونصايحك .. بدنجان بدنجان .. تاكلوا خرنفش...

يعقوب: أيوة .. ناكل خرنفش .. أيوة كويس قوي الخرنفش ..

الحاكم: [لفاضل] اشقلب يا عجل أنت .. يا ...

فاضل: عجل .. يخرب بيتك يا خواجة .. اتعلقت خلاص يا فاضل ...

الحاكم: اشقلب...

فاضل: ما أعرفش يا مولاي ...

خنفس: اشقلب يا شيخ فاضل ... اشقلب ...

الحاكم: وأنت كمان .. والا بلاش .. أهلا بالحكام ..

كلتس: أنا ماليش دعوة بيهم يا مولاي .. أنا جاي أقدم لمولاي الضرايب أنا راجل كاتب.

[وهنا يدخل الحاجب ومعه طبق كبير مغطى] [يرفع الحاجب الطبق فتظهر راس قتيل مذبوح] [موجة هرج ومرج يخرج الحاجب بالطبق]

الحاكم: بلاش دوشة .... إيه مالكم ... مخضودين ليه ... دي راس واحد مدبوح ... هي دي حاجة تخوف .. لذيذة خالص .. زي راس العجل

فاضل: [يمسك رأسه] توبت خلاص يا مولاي .. حرمت .. توبت .. اعتقني لوجه الله ..

خنفس: علشان ادعيلك دعوة خير ...

يعقوب: وأقولك سر الفلك ..

الحاكم: أنا قادر .. أنا عظيم .. أنا قوي .. أنا أحيي .. أنا أميت .. مش كده والا إيه ...

كلتس: مضبوط .. وأنا أول من أومن بيك ..

الحاكم: عفوت عنك يا أيها العابد التقي الورع ..

يعقوب: [ينظر في منظاره] النجوم بتقول إن حاييجي في مصر حاكم وينقلب ويبقى إلاه .. مضبوط .. وأنا أؤمن بيك يا مولاي ..

الحاكم: ابعثوا حسن بن جوهر الصقلي حالا...

فاضل: يا مولاي .. سامحنا ..

خنفس: اعتقنا لوجه الله ..

[وهنا يدخل الحسن بن جوهر الصقلي وينحني على الأرض]

الحسن: أمر مولاي السلطان.

الحاكم: قول للسياف يحمي سيوفه .. ويسنها ...

الحسن: لقتل المرقة دول .. السفلة المجرمين والا غيرهم يا مولاي ي...

الحاكم: هم وغيرهم .. هو في حد تاني قبضتم عليه ..

الحسن: أيوة يا مولاي .. قبضنا على ناس كانوا بيسبوا في السلطان .. وكانا مخبين واحد مجرم ... مارق .. خاين .. حقير ..

الحاكم: مين هو؟ .. ضبطه بياكل ملوخية ..

الحسن: لا يا مولاي .. عدوك اللدود .. الشيخ ابن العوام .

الحاكم: [بفرح] ابن العوام .. قبض عليه .. طب امشوا يا ولاد الخرنفش من وشي دلوقتي .. امشوا لغاية ما أنده لكم .

[يخرجهم ويجري وراءهم]

الحاكم: بقه مسكت الشيخ ابن العوام .. أنا حاديلك جايزة سنية

الحسن: أنا عاوز رضاك يا مولاي أقطع دماغه لا لا أنا عاوز ألعب بيه .. عارف زي إيه ؟ زي القطة متعلب بالفار .. كدهه [يعمل حركات مضحكة] آل عاووز يعمل وصي علي .. حخليه يركعلي ويعبدني .. وبعدين أقتله وأقطع لحمه .. حته حته حته حته .. [يشير بيده ] كدهه كدهه كدهه حته حته

الحسن: أروح أجيبه يا مولاي دلوقتي ...

الحاكم: هو في حد معاه ...

الحسن: أيوة يا مولاي ..

الحاكم: هاتهم الأول واحد واحد .. وهاته هو الآخر ...

الحسن: أمر مولاي ... [يخرج]

الحاكم: وقعت يا بن العوام .. وبقيت ابن الغرقان .. عدوي اللدود اللي حاربني وعاملي جماعة علشان تحاربني .. بحاربوا الإله بتاعهم [بحركات مضحكة] اصلهم مجانين .. مجانين ... مجانين .. أنا قوي [ينظر لعضلاته] أنا عظيم [ينتفخ] أنا قادر [ يمثل الإعطاء] أنا محيي .. أنا مميت .. مضبوط مضبوط ... يبقى أنا إلاه لازم الناس تعبدني .. لازم تعبدني [حركات مضحكة]

أنا أحب البلوظة .. تاكل فاصوليا ..

[يجلس على الكرسي وينادي فيدخل الحاجب ] يا ولد

الحاكم: انده للواد اللي اسمه الشيخ فاضل.

الحاجب: أمر مولاي .. [يخرج]

الحاكم: وبعدين الآخر تدبحهم رخرين .. أنا الحاكم العادل أحكم بما أشاء .. ,افعل ما أريد ..

[وهنا يدخل المعلم قرني محاطا بالحسن وحارس]

الحاكم [يتصنع الوقار] هو فين شيخ البلد الشيخ فاضل:

الحسن: جاي حالا يا مولاي ...

الحاكم: مين الجدع ده يا حسن يا صقلي يا أمير الحرس ...

الحسن: ده اسمه قرني.

قرني: محسوبك المعلم قرني .. صاحب قهوة عظمة قوي .

الحسن: اخرس يا حقير .. أنت بتتكلم أدام مولاك بالشكل ده ..

قرني: هو أنا بأقول حاجة .. بيسألني عن اسمي جاوبته ..

الحسن: اخرس أنت

قرني: خرست يا سيدي .. حكم.

[وهنا يدخل الشيخ فاضل]

الحاكم: أهلا بشيخ البلد .. روح أنت يا حسن [يخرج حسن]

اسمع يا قرني .. ما تخافش يابني .. أنا عادل في حكمي .. قول زي ما أنت اوز .. أنا ما أحبش أظلم حد .. والا إيه يا شيخ فاضل...

فاضل: أيوة ايوة ..ده عدله ينضرب بيه المثل..

قرني: طب ما أنا مظلوم أهه .. روحني بقه ...

فاضل: لا ما تخافش .. كلها خمس دقايق وتروح ..

قرني: والله يا شيخ فاضل أنا ما عملت أي حاجة ولا مسيت لحد طرف ليه البهدلة دي والإهانة ..

الحاكم: هو حد أهانك والا أذاك...

قرني: أمال إيه يا سيدنا السلطان .. دي حاجة الواحد ما سمعش عنها .. ضي عند اليهود .. ولا الكفرة.

الحاكم: أنت كداب .. وباين عليك مجرم .. يا حسن [ينادي للصقلي]

[يدخل الحسن الصقلي]

الحاكم: الجدع ده ناسي .. فكره كده وهاته .. [يجذب الحسن قرني ويخرج هه] ازيك يا شيخ فاضل .. بقى عاوز تساعدني في الحكم يا سيدي .. أهلا بالحكام أهلا بالطاهر التقي الورع .. تاكل فاصوليا ...

فاضل: آكل فاصوليا ولوبيا ... وكل حاجة يا مولاي ..

الحاكم: تاكل خرنفش ؟

فاضل: آكل خرنفش وخرشوف وخروب وكل حاجة ..

الحاكم: خروب؟ ممنوع أكل الخروب..

فاضل: لا مؤاخذة يا مولاي [هنا يدخل الحسن قرني] [يبدو على قرني الإرهاق]

الحاكم: [بهدوء] افتكرت يا قرني؟

قرني: افتكرت إيه ؟ دا أنا متلخبط خالص..

الحاكم: حد أهانك والا حاجة

قرني: [ينظر للحسن] ده لسه دلوقتي مخرجني بره .. وهيدني علقة .. لسه ما بردتش

الحاكم: أنت كداب مش معقول .. حتى حسن ده طيب خالص .. وقلبه حساس خالص

قرني: طيب قوي ... ده باين عليه مش بني آدم [ينظر لحسن] د هزي الملايكة

الحاكم: اخرج يا حسن [يخرج] اسمك إيه؟ .. وإيه تهمتك .

قرني: اسمي نسيته من اللي شوفته .. وتهمتي !! [يضحك] آل تهمتي آل ماليش تهمة والله.

الحاكم: بتاكل ملوخية .. بتاكل عنب ..قول ما تخافش .. دي محاكمة عادلة .. وده شيخ البلد كمان أهه ..يدافع عنك

قرني: طب ما تدافع عني يا شيخ فاضل .. سكت ليه؟

فاضل: أدافع عنك إيه أنت راخر إش عرفني بيك يا جدع أنت

قرني: لا يا شيخ .. مش لسه شافط المعلوم من قيمة يومين ..

فاضل: الظاهر إنه مجنون يا مولاي ... ده حايوديني في داهية ..

الحاكم: الظاهر كده... [لقرني] أنت بتاكل عنب ... أنت بتبيع سمك بقشره

قرني: هو حد يقدر ياكل الحاجات دي .. هو حد مستغني عن رقبته ..

الحاكم: بتاكل إيه أمال؟

قرني: باكل فول .. قرنبيط .. أي حاجة ..

الحاكم: طب أمال إيه تهمتك يا أخي .. يا حسن [يدخل الحسن] .. إيه تهمته الولد ده .. الواد ده أتى إيه؟

الحسن: كان آوي الخائن ابن العوام .. وكان بيمول حركته .. وبيصرف عليها آلاف الدنانير ..

قرني: آلاف إيه يا جدع أنت ... هو حيلتي حاجة ...

الحاكم: تقول إيه في التهمة دي

قرني: أنا فاتح قهوة أبيع فيها قرفة وجنزبيل .. قهوة لأي واحد .. حاسأل كل واحد عن اسمه والا إيه .. بصيت لقيت العسكر بتهجم على الدكان .. وقبضوا على الزباين وعلي .. غير الإهانات اللي شفناها هي دي حاجة ترضي ربنا !!؟

الحسن: اخرس يا حقير .. أنت بتتكلم إزاي أدام مولاك وإلاهك

قرني: إلاهي .. مين إلاهي ده يا خويا .. أنا ماليش غير رب واحد ..رب عادل بصحيح .. أكلم أدامه زي ما أنا عاوز .. أشكيله وأطلب منه على كيفي [يشير للسماء] ربنا اللي مع المظلوم ...

الحاكم: يعني أفهم إنك مش مؤمن بي..

قرني: بإيه؟ أحسن أنا فهمي على قدي ...

فاضل: قول يا بني ونجي نفسك

قرني: أقول إيه ..

الحاكم: إني أنا إلاه قادر .. أحي وأميت .. أقدر أدبحك وأموتك .. وأقدر أعفو عنك وأحييك ..

قرني: أستغفرك يا رب وأتوب إليك [ينظر للسماء] حلمك واسع قوي يا رب ... كفاية بقه .. أنا مستبيع خلاص..

الحاكم: أيوة كده .. أنت مضبوط .. أنا حلمي واسع .. قبلت استغفارك خلاص ...

قرني: هو أنا بأقولك أنت ... هو أنت إيه .. إلاه إيه الا ننيله ده .. ما تعملش زي الناس... وتروح الكنيف .. أنت إلاه مو خالص ... يا عم الموت عالحالة دي وفي البلد دي .. هو الفرج والنجاة ..

الحاكم: خذوه فغلوه .. ألقوه في السجن .. حتى أزهق روحه النجسة [يقبض عليه]

قرني: [وهو خارج] بكرة أقابلك هناك عند ربنا .. وأبص عليك وأنت في النار بتهري بدنك يا مو .. [يسحبوه بقوة]

فاضل: لا حول ولا قوة إلا بالله ..

الحاكم: أنت مش عاجبك ؟؟؟

فاضل: [يسمك رقبته] إزاي ما يعجبنيش...

[وهنا يدخل الحسن الصقلي ومعه زعبل]

زعبل: والنبي يا عم ما عملتش حاجة ...

الحاكم: اسمك إيه يا ولد ؟؟

زعبل: اسمي زعبل كعبلها ..

الحاكم: إيه تهمتك ؟

زعبل: تهمتي .. يعني إيه والله يا عم ما عملت حاجة .

الحسن: من أعوان ابن العوام .. وكان آويه في دكانته ..

الحاكم: أنت تعرف قرني؟

زعبل: أيوة أعرفه كويس .. أصل أنا ناوي أجوز بنته زهرة .. وحيجيب لها جوز أساور ..

الحاكم: وإيه كمان .. جزمة حريمي؟ ... مش كده.

زعبل: آه .. حجيب لها جوزين جزم حريمي بمبة مشخلح ...

الحاكم: آه يا مجرم ... ظبطك .. أنت مش عارف إنه ممنوع بيع الجزم الحريمي؟

زعبل: آه عارف ... بس أنا حجيب لها الجزم بعد 3 سنين ...

الحاكم: يعني إيه؟ ... اشمعنى؟!!

زعبل: يكون السلطان غار في ستين داهية .. على رأي المعلم قرني

الحاكم: كده .. وإيه كمان [يشير للحسن بالصمت]

زعبل: هو أنت رئيس الشرطة والا إيه ؟!!

الحاكم: لا .. أنا صاحبك .. ما تخافش ...

زعبل: طب والنبي يا عم خرجني بقى .. أصلي أنا لسه ما دخلتش دنيا عاوز أتجوز زهرة .. والنبي يا عم خرجني .. [ينظر لفاضل] وعم الشيخ فاضل يضمني...

فاضل: أضمك؟! .. أنا ماليش دعوة .. هو أنا أعرفك يا بني ..

زعبل: أيوة يا عم فاضل .. بأمارة لما خدت منا الفلوس وعفيتنا من الضرايب

فاضل: يا واد ما تكدبش .. أنت حاتودينا في داهية ..

الحاكم: الظاهر كده ... تاكل إيه ... تاكل فاصوليا .. والا ملوخية [لزعبل]

زعبل: أيوة والله يا عم .. عاوز آكل . نفسي في الملوخية .. عندكم ملوخية الله يخرب بيت السلطان .. آل يمنعها آل ...

الحاكم: خد الواد ده يا حسن على السجن...

زعبل: الله .. مش قلت لي ما تخافش .. والنبي أنا في عرضك يا عم فاضل عاوز أتجوز زهرة [يسحبوه ويخرج]

الحاكم: ظبطك يا شيخ فاضل .. الظاهر إنك من أنصار الشيخ ابن العوام

فاضل: أبدا يا مولاي .. أنا ما أعرفوش أبدا ...

الحاكم: لا يا شيخ ... امشي يا مجرم من وشي .. يا حسن [يدخل حسن] خد العجل ده على السجن [يأخذه الحسن ويخرج]

الحاكم: أعوذ بالله .. مافيش تقدير .. مافيش وفاء .. خيانات.. غدر .. غش .. مع إني عاوز مصلحتهم .. مجانين .. [ينادي] يا فيروز [يدخل فيروز]

فيروز: نعم يا مولاي

الحاكم: هات لي شوية مية ...

فيروز: مية ... مية ... حاضر يا مولاي [يفرك يديه]

[وهنا يدخل الحسن ومعه كارع .. يدخل كارع ويتكرع بشدة ]

كارع: [يتكرع]

الحسن: الله يقرفك .. دايما التكريع ده ... أنت دلوقتي أدام السلطان ...

كارع: لا مؤاخذة يا مولانا .. أصل دي عادتي [يتكرع] صحة وعافية في عهدكم الجميل ...

الحاكم: عظيم .. عظيم...

كارع: [يتكرع] مساء الفل والجمال يا مولانا ..

الحاكم: الظاهر إنك مظلوم ؟؟

كارع: مظبوط يامولاي .. أنا بس عارف إيه اللي جايبني هنا .. وأنا من أنصار السلطان وأحبابه [يتكرع] لا مؤاخذة ...

الحاكم: استعبط ياخوية استعبط ...

كارعك والله أنا مظلوم في الحكاية دي ..

الحاكم: أنت فاركوس ..

كارع: [يتكرع] فاركوس يعني إيه بلا قافية ..

الحاكم: أنت باين عليك مناكف .. فاركوس يعني فاركوس ...

كارع: طب يا مولانا .. أنا فاركوس ..

الحاكم: حا أضربك بالصرمة ..

كارع: الله يكرمك.

الحاكم: وحعلق راسك اللي زي راس الطور ..على سور القصر ..

كارع: مظلوم .. سامحني ..

الحاكم: حكمت عليك بالموت والصلب ..

كارع: حرام عليك .. أنا مظلوم ..

الحاكم: خدوه على السجن ..

كارع: حرام عليك ... ولادي .. يموتوا ... [يسحبوه ويخرج]

الحاكم: العدل أساس الملك .. [يسمح يديه] أعمل إيه ... الشعب مش مقدر الخدمات ... شعب جاهل ..

[وهنا يدخل الحسن ومع الشيخ ابن العوام]

الحاكم: أهلا بالشيخ ابن العوام .. سيبه يا حسن .. الله .. ماسكه كده ليه .. هو أجرم .. سيبه .. سيبه [بعصبية] اسمع يا بن العوام وقعت في إيدي يا إمام المسلمين وعالمهم ...

ابن العوام: وبكرة تقع في إيد حاكم منتقم جبار .. حيحاسبك على ظلمك ...

الحاكم: وقعت في حضرة الوصي على العرش ... كنت عاوز تعمل وصي علي يا سيدي

ابن العوام: ليه ... وأنت كبير .. أنت مسكين .. عاوز أوصياء كتير عليك ..

الحاكم: أنا حموتك .. حقتلك ..

العوام: أنا ما بأخافش من الموت ... لأنه شيء مكتوب علي وعليك ...

الحاكم: أنا مش حا أموت .. أنا حي .. أنا إلاه ...

العوام: أستغفر الله ... حرام عليك .. أنت إنسان مخلوق من طين .. وحتموت وحتبقى رمة .. وياكلك الدود ...

الحاكم: [يضطرب] .. مش معقول .. أنت ما تعرفش السر الكبير المكتوب في ورق البردي .. مكتوب فيه إني أنا إلاه حي

العوام: دي خدعة من الدرزي الكافر ... اتقي الله .. وارجع عن غيك [بسخرية] وهش الطير اللي على وشك " وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب"

[وهنا يدخل المهرج حاملا كوب الماء .. يأخذها الحاكم ويلقيها على الأرض]

الحاكم: اخرج من هنا .. [يخرج المهرج] [ للعوام] أنت مش خايف من الموت..؟؟

العوام: الموت؟! .. الموت حق .." أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" حساب ربنا حيكون لك كبير.

الحاكم: اخرس .. أنا حموتك .. أنت وأنصارك .. تحاربوني وعاوزين تحطموني .. أنا حا أحطمكم..

العوام: كل شيء في سبيل الله يهون .. اسمع .. افعل ما بدا لك . فالله موجود .. وهو القادر على حماية دينه ودعوته ..

الحاكم: ادبحوه اقتلوه ... [يدخل الحسن ويقبضون عليه هو والجنود]

العوام: ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي

ستار

انتهى الفصل الثاني من مسرحية الحاكم بأمره "ممنوع أكل الملوخية"  

الفصل الثالث

المنظر: [حجرة سجن "حجز" ملحقة بالقصر .. يفتح باب السجن ويدفع السجان قرني فيسقط على الأرض وينفض ملابسه ويقف]

قرني: [لنفسه] لا حول الله يا رب .. ليه بس كده يا رب .. عملنا إيه في البهدلة اللي شفناها دي .. حِكَم .. "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" خير لك ؟؟ !! إزاي ... بأه البهدلة دي خير لنا.. ؟! قفشنا ورمينا في السجن .. وبعدنا عن ولادنا وأهلنا وقفل بيوتنا .. وتشريد أطفالنا ليه يا رب بس .. عملنا إيه ... كفرنا بيك .. أبدا .. افترينا .. أبدا .. حكم .. والحاجة اللي مجنناني إن الكافر الظالم والمفتري ..هو اللي جايبنا ومتحكم فينا .. حكم .. ؟ ليه بس يا رب كده .. أستغفر الله العظيم .. حرام عليك يا واد يا قرني . أنت بتعدل على ربنا .. ده دبيره وحكمه حرام عليك يا واد أحسن تكفر.

[وهنا يدخل عليه من حجرة جانبه رجل مجنون]

المجنون: صباح القرنبيط ... بالنبيت..

قرني: [يفاجأ بوجود الرجل فيتراجع] بسم الله الرحمن الرحيم .... أنت طلعت منين يا جدع أنت .. إنس ولا جن [يتف في صدره]

[يتقدم المجنون عليه بينما يتقهقر قرني]

المجنون: مالك كده ... خايف ليه ... ما تخافش .. أنا كسرى ملك الروم .. ما تخافش مني...

قرني: كسرى ملك الروم؟ ...روم إيه ياجدع أنت .. قوللي .. أنت طلعت منين الأول؟!

المجنون: من قاعة العرش .. في القصر الإمبراطوري .. [يشير بيده للحجرة]

قرني: إمبراطوري إيه .. وقصر إيه؟ .. دا إحنا في سجن يا أخ...

المجنون: سجن إيه يا أكتافيوس .. أحسن يقوللوا عليك مجنون ...

قرني: أكتافيوس إيه يا جدع أنت .. أنت حاتجننا معاك .. الظاهر عليك مجنون .. قوللي أنت جيت منين ...

المجنون: من هنا ..من القصر ..[ يتجه قرني للحجرة]

قرني: أما أشوف يا خويا القصر ده .. [يخرج]

المجنون: [لنفسه] يا قيصر .. أنا حا اهزمك في المعارك العتيقة والغير عتيقة والخفيفة والغير خفيفة .. يا قيصر .. خد البزة واسكت .. خد البزة ونام ... صباح العندليب .. صباح النرجس .. . يا ملعب [يعمل حركات مضحكة ويدخل قرني]

قرني: دي أوضة ضلمة ... سجن يقرف .. شفت الصراصير والأكلان اللي الحيطان ...

المجنون: لا لا .. أنت مش عارف .. دي مش صراصير .. ده وز .. حتى أنا بأكلها

قرني: إع .. ما تقرفناش يا جدع أنت .. [بسخرية] والا يمكن ده أكل مخصوص للقياصرة ...

المجنون: أنا لازم أدوقك الوز .. ده لذيذ خالص .. تعال معاي أدوأهالك ده لذيذ خالص ...

قرني: الله يقرفك .. تاكل صراصير ..

المجنون: لا لا ... ده وز ... مش قولت لك إنك مجنون..

قرني: صدق اللي قال .. المجانين في نعيم .. السجن قصر .. والصراصير وز ... وهيصة ..

المجنون: أيوة يا سيدي ... اسمع ... أصلي أنا حاربت قيصر ملك الفرس .. وهزمته في معركة بالطوب والكوارع .. رحت ضربه بالقبقاب .. وبالنبلة ... راح مات على طول .. مات من الغيظ وأنا موت من الدحك هاهاهاهاها .. وجيت على القصر بتاعي أصيد وز وآكله .. أعمل إيه ... فاضي ... والفاضي يعمل قاضي [يضحك]

قرني: على رأيك .. كل يا خويا وز وبط .. فكرتني بمين يا ترى اللي كان عاوز ياكل وز وبط .. [يخرج المجنون]

قرني: أنا أراهن إن الجدع ده .. إجنن من القرف اللي شافه في البلد ... تلاقيه كان بيحب الملوخية والا الكوسة ومنعوها عنه .. الله يكون في عونه الحمد لله إن الواحد لسه بعقله [وهنا يفتح الباب ويرفع الجندي زعبل]

قرني: تعالى ياد يا زعبل .. تعالى يابني ..

زعبل: أهلا عم قرني .. أنت لسه عايش .. الحمد لله .. إحنا فين يا عم قرني

قرني: في السجن .. يا بو نسب .. آنست ...

زعبل: ليه .. واحنا عملنا حاجة ..

قرني: ما هو يوم القيامة قرب خلاص ...

زعبل: أنا زعلان خالص يا عم قرني ...

قرني: ليه ياد يا زعبل...

زعبل: أصل أنا جعان .. بطني بتكركر ..

قرني: هو الواحد قادر يحط اللقمة في بقة .. تقوللي جعان !!؟ دي حاجة تخلي والواحد يطرش.

[وهنا يضطرب زعبل ويحاول تفتيش ملابسه بذعر شديد]

زعبل: الجن يا عم قرني ... في حاجة في قفاي .. تعبان .. آه .. الحقوني [يسرع قرني بتفتيش ملابس زعبل]

قرني: الحق يا شاويش ... تعبان .. تعبان..

[يخلع زعبل القميص فيجد به صرصارا]

زعبل: صرصار .. الله يخرب بيتك .. خوفتني [وهنا يدخل المجنون]

المجنون: إيه ده .. إيه الدوشة دي ... الشعب عاوز إيه .. أنا مش فاضي أنا وراي شئون الدولة .. إيه ده ...

زعبل: صرصار ...

المجنون: الله .. دي وزة سمينة .. هاتها أضمها لعشش القصر [يأخذها ويخرج]

زعبل: مين ده؟!

قرني: واحد مجنون .. زي حالاتك ..

زعبل: هو عنده وز ... طب عن إذنك لما أروح آكل معاه ...

قرني: أعد يا واد .. أنت عقلك نيلة خالص .. أقعد ..

زعبل: طب حنروح امتى يا عم قرني ... نفسي أشوف الست ... [بخجل]

قرني: اخرس ... إحنا في إيه ولا في إيه ..بكرة راسك دي تتعلق على السجر .. والست يعلفها واحد غيرك..

زعبل: ليه يا عم قرني .. وأنت عملت حاجة ...

قرني: دي أوامر الحاكم بأمره يا سيدي .. مزاجه كده ... حتدخل في مزاجه يا سيدي .. مش فاكر الناس اللي اتشنقوا عندنا ... ما هي الحكاية بالدور...

زعبل: يعني مش حنروح خالص...

قرني: أيوة ... حنتشنق يا حلو نبقى نتقابل في الجنة ...

زعبل: [بحزن] بس أنا ما بصليش يا عم قرني ... وساعات كنت بأصلي من غير وضوء .. أعمل إيه دلوقتي ؟؟

قرني: الحق نفسك ... ادخل الأوضة دي .. وصليلك ركعتين .. استغفر ربنا ... يمكن يتوب عليك ...

زعبل: آه .. جالك الموت يا مكروت الصلاة .. عن إذنك لما أصلي ... وحادعي لحد علشان يبقى معايا في الجنة ...

قرني: مين؟؟

زعبل: مش حا أقولك .. أحسن تزعل ...[يخرج]

قرني: مسكين .. مش حاسس بالمصايب المتلتلة اللي حاطة علينا ... مصايب نازلة علينا [يفتح الباب ويدخل الشيخ فاضل مندفعا] ومصايب داخلة علينا .. أله أله .. الشيخ فاضل .. أهلا بالشيخ فاضل خير .. إيه اللي جابك هنا .. سبع ولا ضبع ...

فاضل: قط .. فار .. خنفسة .. صرصار .. زي ما تحسب ..

قرني: إيه الحكاية .. وضحلي ... أنا شوفتك لسه امبارح مع الحاكم .. وكنت بتحاكمني يا سيدي .. إيه اللي جابك السجن ...

فاضل: والله ما أنا عارف ... مش بيقولوا الدنيا بالدور .. مسمعتش المثل اللي بيقول .. من جاور الحداد ينكوي بناره...

قرني: هو أنت لسه ما عرفتش المثل ده إلا دلوقت .. بس المرة دي مش حتتكوي بناره .. دا أنت حتتعلق على سجره يا حلو ...

فاضل: يا راجل اختشي على دمك .. ما تبشرش .. أنا راجل لي ظهر قوية في البلد ... ما يقدرش يعملها ...

قرني: أنت لسه ما فقتش يا راجل .. دا اللي بيحاكمك مجنون .. لا يعرف ظهر ولا صدر ولا ورك ... ولا حاجات من دي .. ده مجنون ... مهووس.

فاضل: مجنون ... يعني ناوي يقتلني بصحيح .. أنا [بفزع] صاحي يا قرني ولا نايم ... اقرصني كده لما أشوف...

قرني: [يقرص قرني بشدة] آدي قرصة تفوق طور ...

فاضل: طور... يا ساتر يا رب .. متبشرش يا راجل .. الله يخرب بيتك يا يعقوب .. دا أنا صاحي بصحيح .. يادي المصايب اللي حطت عليك يا فاضل...

قرني: ما تزعلش ... بكرة تهون ...

فاضل: تهون ؟! تهون إزاي ... هو الواحد له كام روح يا راجل .. آه ياخواتي .. الله يخرب بيت اليوم اللي شفتك فيه ..

قرني: طب وأنا ما لي يا أخي؟

فاضل: مش بقول عليك أنت .. أنا بقول على سلطان الشؤم دا كان يوم أسود يوم ما اشتغلت عنده .. أنا بختي من يومي اسود.

قرني: اصبر ... اصبر.

فاضل: اصبر ..؟ هو أنا في حيل .. دايما مبلي في حياتي .. ربنا رزقني بحما زي العقربة ...منكدة علي عيشتي .. وأولاد زي الزفت .. وآدي آخرة المصايب ...

قرني: وزعلان ليه ... ؟ .. ما ربنا حيرحمك من كل القرف ده .. هي الحما اللي زي العقربة دي ... قليلة يا راجل .. ده حيرحمك .. إبسط إبسط ...

فاضل: أبسط؟! .. أبسط على إيه يا جدع أنت .. أبسط إن العجل حيتعلق [يستدرك] الله يخرب عقلك لخبطني .. يا شيخ آل عجل آل ..

قرني: ما أنا فهمت قصدك .. لا يا شيخ متبشرش على نفسك ... إن شاء الله العجل مش حيتعلق ولا حاجة ..

فاضلك يسمع من بقك ربنا .. إن جيت للحق أنا عاوز أعيش .. أنا لسه في شبابي [يبكي] عاو أتمتع بالدنيا ...

قرني: هو اللي ليه حما يعرف يتمتع بحاجة .. د تبقى عاملة زي الفولة في البيت

فاضل: يعني أنت مالكش حما ...

قرني: كان ليه حما عاملة زي الحما ... حمة الموراتزم...

فاضل: يا خبر أبيض .. أهو الموراتزم ده اللي هد بدني .. هيه .. وعملت فيها إيه..

قرني: رحت مبلغ عليها إنها بتاكل ملوخية .. راحم قفشنها ولغاية دلوقت مرمية في سجن النسا ...

فاضل: بقالها أد إيه؟؟

قرني: بقالها ييجي شهرين..

فاضل: أنا سمعت إنهم بيموتوا نفسهم من سوء المعاملة هناك...

قرني: لا وحياة والدك .. دي من سوء أخلاق المحروسة حماتي ... حتشطب عليهم كلهم .. وتقعد هيه على تلها .. ده لسانها خمس أمتار أفلة .. وعاملة زي اللوح .. وإيدها .. زي المرزبة ..

فاضل: يا ساتر يا رب... متفكرنيش بحماتي يا شيخ .. إيه رأيك أنا حا أعمل فيها الفكرة دي ...

قرني: فين؟ في الجنة ... ولا في النار !!


فاضل: يا ساتر يا رب ... يا راجل متبشرش ... أنت مالك ومالي .. أنا عملت فيك حاجة ..

قرني: ما فيش حاجة أبدا .. دا أنت راجل ورع .. ما عملتش في حاجة أبدا كنت بتقشلني بس .. وتخليني أشحت .. حاجة بسيطة خالص ...

فاضل: هو أنا مالي ... أنا عبد المأمور .. اجمع ضرايب .. أجمع ضرايب .. متجمعش .. ما أجمعش.

قرني: خد المعلوم ... تاخد المعلوم .. متخدش المعلوم ... متاخدش .. مش كده .. أديك وقعت يا حلو .. عشان تعرف إن الله حق .. إنت مش قلت إن انصار الظالم معاه في النار ...

فاضل: بس ده أكل عيش .. أعمل إيه...

قرني: اتصرف يا أخي ... يأمرك أمر شرير .. صهين .. طلع له حجج .. خليك مع المظلوم .. حتى يغلبك...

فاضل: ما أنا كنت مع المظلومين بقلبي ...

قرني: لا وحياة والدك ... أنت كنت معاهم بجيبك ...

فاضل: يا راجل حرام عليك ... ارحمني شوية ... أنت مالك ومالي ...

قرني: كنت أنت رحمتني زمان .. لما أرحمك دلوقت ... وعلى كل حال إحنا الاتنين في وقعة واحدة ... لأن الظالم ما بيفرقش بين عدو وحبيب

فاضل: مضبوط يا عم قرني مضبوط ... دا موت أمه يا راجل ... هو ده عاقل أنا مش عارف إزاي كنت باشتغل عنده لغاية ما وقعت الوقعة المهببة دي ...

قرني: ما تزعلش ... وعلى رأي المثل ... لما يقع العجل تكتر عليه السكاكين..

فاضل: متجبش سيرة العجل يا جدع أنت ...

قرني: لا مؤاخذة ...ما أقصدكش يا شيخ فاضل .. مستأسفون ...

فاضل: أنت لك ولاد عم يا قرني؟!

قرني: أمال إيه .. صاحبك عترة .. عندي 9 أولاد والبقية فيفت حناطة ... ونكلة ,, وكعبر.. وزهرة

[وهنا يدخل زعبل مسرعا وعليه الخوف]

زعبل: زهرة؟؟ مالها زهرة بسم الله الرحمن الرحيم .. والنبي طمني يا عم كفا الله الشر...

قرني: يا واد احتشم .. أنت بتكلم أبوها .. خلي عندك دم ... ما أنا متك لأموتها ...

زعبل: موتني أنا يا معلم .. أنا فداها .. أنا حياتي فدا زهرة ...

قرني: يا أخي اتلهي جتك الهم ... وأنت قادر تفدي نفسك ...

فاضل: وليه تصده يا عم قرني .. جوزها له واخلص ..

زعبل: [ينظر لفاضل] الله !! إيه اللي جابك يا شيخ فاضل.. قوله والنبي ..

قرني: النبي تبرى منك .. امشي ادخل مع المجنون اللي جوه [وهنا يدخل المجنون ثائرا]

المجنون: أنا مجنون ... أنت بتقول إني أنا مجنون .. هات رقبتك لما أخنقك هات رقبتك هات ...

قرني: يا عم هو أنا مالي ومالك .. أنا مجبتش سيرتك يا عم...

المجنون: أنت بتقول إني أنا مجنون ...؟

قرني: أنا ... أبدا . ينقطع لساني .. دا أنا لسه بقول عليك إنك راجل صالح وطيب .. حرام عليك ما تفتريش علي ..

المجنون: لا لا لا .. مافيش فايدة .. هات رقبتك هات [يهجم عليه]

قرني: الحقه ياد يا زعبل .. الحقه ... [يمسكه زعبل]

زعبل: معلش ... تعال معاي .. على القصر .. ناكل وز .. تعالى

المجنون: ناكل وز ... مشوي ولا محمر ...

زعبل: محمر ....

المجنون: طيب ... ياله ... [يخرج زعبل والمجنون]

فاضل: إيه ده يا قرني ... ؟

قرني: [يلتفت حواليه] ده مجنون !! ... عن إذنك لما أروح أصالحه ... أحسن يخنقني وأنا نايم [يخرج قرني]

فاضل: آه يا خواتي ... عملت إيه وحش يا شيخ فاضل ... لما تتبهدل البهدلة دي؟

آه يا خواتي ... والله لو ربنا نجاني .. لنا دابح عجل للفقرا ... وأبوظ النبوءة بتاعة يعقوب الكلب ... كل سنة عجل من الحلال ... وحتوب خلاص يا رب عن الحرام ... لا سرقة ولا نهب ... يا رب توبت بس نجيني من الورطة دي ...

[وهنا يفتح الباب ويندفع الشيخ خنفس]

فاضل: الله الله ... وأنت راخر يا شيخ خنفس

خنفس: على رأي المثل ... الطيور على أشكالها تقع ... أهلا بالشيخ فاضل .. أهلا أهلا ...

فاضل: يعني أنت مش همك يعني ... دأنت قلبك جامد ...

خنفس: وراي ظهر يا شيخ فاضل .. وراي ظهر يا خويا ...

فاضل: مين؟

خنفس: الخواجة كلتس الكاتب .. دا راجل داير ... والسلطان بيحبه قوي أنا قاعد ... وفي بطني بطيخة صيفي .. أعرف أمشي شغلي .. مش زيك مطب ...

فاضل: أنا مطب يا جدع أنت

خنفس: أيوة مطب ... ليه ما تعملش زي .. تشغل أمور البلونيكا والمحلسة ده اللي ينفع في الزمن ده يا راجل ... هنكر .. امسح جرح .. اتمحلس للحكام .. امدح القرد واعمله غزال .. الزمن ده عاوز كده ...

فاضل: زمن أغبر .. آه منكم ياللي عملينلي علما ووعاظ .. وأنتم عاوزين الحرق [وهنا يفتح الباب ويندفع كارع]

خنفس: يا ساتر يا رب ... بسم الله الرحمن الرحيم

فاضل: الظاهر ده عشماوي جاي علشان يشنقنا ...

كارع: [يتكرع] السلام عليكم... خنفس عليكم السلام ... حتاخدنا على فين يا عم ...

كارع: على جهنم الحمرا ... على توكر .. أنا عاوز أموت النهارده .. عاوز أقتل .. حخليها ضلمة ...

خنفس: [بخوف] الرحمة يا عم .. الشفقة .. دأنا بيني وبين السلطان معرفة

كارع: وقعت يا حلو .. السلطان .. دا أنا لو طلت السلطان حخنقه كدهه [يحاول خنق خنفس فيصرخ ويجري وراءه ... فاضل يظهر الخوف .. يدخل قرني]

قرني: إيه الحكاية يا جماعة ... إيه الحكاية .. [يحاول كارع الهجوم على قرني]

قرني: أنا قرني يا عم كارع .. هدي نفسك هدي ...

كارع: الله .. عم قرني .. إيه اللي جابك مع قريب السلطان ده ...

قرني: مين ؟ آه .. الشيخ خنفس ... وأنت طيب راخر يا عم ...

خنفس: حوش عني الغول ده ... يا عم قرني .. حوش عني وحياة والدك

كارع: والنبي ما أعتقه ... لازم أهيده علقة .. ده قريب السلطان يا راجل ...

قرني: لا قريبه ولا حاجة .. أنت قريب السلطان يا شيخ خنفس

خنفس: ولا أعرفه .. ده سلطان مواسخ .. أصلي قلت له كده لأني بأحسبه سجان .. عاوز يشنقني .. أصل شكله يخوف ..

كارع: شكلي يخوف يا صرصار .. ياخنفس ... أنا مخليها لك ضلمة النهارده ..

فاضل: [لخنفس] اخرس يا واد يا خنفس .. أنت دايما لسانك طويل كده .. اختشي على دمك شوية .. متزعلش يا عم [ينظر لكارع]

كارع: [يتكرع] صحة ... هم حيعملوا فينا إيه يا عم ...

الجميع: الله يخرب بيتهم ...

قرني: حيدبحونا يا حلو .. [يضع الجميع أيديهم على رقابهم]

كارع: لا والنبي ما يقدروا .. طب يجربوا ... والنبي أخنقهم واحد ورا واحد ... أنت مش عارفني يا عم قرني ..

قرني: عارفك قوي ... وعارفهم كمان ...

فاضل: أنت حتقدر على مين ولا مين .. دول زي النمل ...

كارع: اسمع يا جدع أنت وهو ... احنا عاوزين نختار لنا ريس هنا ...

فاضل: ريس على إيه يا جدع ... وحنسميه إيه ... ريس الهم ولا ريس الغم ..

خنفس: كلام فارغ ... ملوش معنى ..

قرني: لا لأ ... ريس عشان يدخلنا الجنة صف واحد ...

كارع: [بشدة ] أنتم بتستهزءوا بي ؟ عاوزين ريس يعني عاوزين ريس نختار واحد ...

خنفس: [بخوف] إذا كانت الحكاية كده ... يبقى المعلم قرني ...

قرني: لا لا يا عم ... مش عاوز المريسة اللي تودي في داهية ...

كارع: اسمع يا جدع أنت وهو ... أنا الريس هنا ... حد مش عاجبه ... اكلموا .. إيه ياد يا خنفس .. شايفك بتتلامض ليه ..

خنفس: لا العفو يا ريس .. إحنا تحت الأمر ...

كارع: والريس له حقوق شريفة ...

فاضل: إيه هي؟ ...

قرني: الاحترامات ... والتبجيلات ...

كارع: الحاجات دي واجبة .. ولكن البرادس .. كل واحد فيكم يدفع 10 دراهم كل جمعة .. فاهمين ولا لأ ...

خنفس: ليه ... علشان إيه ...

كارع: اسكت يا وله .. بلاش لماضة .. مش عارف علشان إيه؟

إتاوة يا نور عيني .. وإذا اتلامضت تاني .. حخلي ليلتك ضلمة .. حكسرك يا شيخ فالصو ...

قرني: كل أسبوع 10 دراهم .. مقدم ولا مؤخر ...

كارع: معادا أنت يا عم قرني .. أنت في حمايتي ...

قرني: الله يكرمك ..

خنفس: وأنا مش في حمايتك يا معلم كارع ..

كارع: أنت عالصرمة .. يا لمض .. عملي فصيح ..

فاضل: أنت مش عارفني يا معلم كارع ..

كارع: لأ مش عارفك لسة ...

فاضل: أنا شيخ البلد .. خازن المية ...

كارع: هأو أو .. تشرفنا يا سيدي .. تدفع برضه .. كلكم سواسية .. زي أنياب المشط [يشير لأسنانه] إيه اللي في الأوضة دي لما أشوف كده ... [يخرج]

فاضل: مين الجدع ده يا عم قرني ...

قرني: ده فتوة الدرب بتاعنا .. بلطجي وشضلي زي ما أنتم شايفينه ...

خنفس: لولا إنك تعرفه يا عم قرني .. كنت شويته من الضرب .. قليل الأدب ..

قرني: [يضحك] معلش يا شيخ خنفس ...

خنفس: معلش إزاي .. مش لازم يحفظ للواحد مقامه .. ولا الحكاية سايبه .

فاضل: اسكت أحسن يسمعك أهه .. دأنت كنت أدامه زي الأرنب [وهنا يدخل المجنون ووراء كارع وزعبل]

المجنون: فلوس في عينك ما تختشيش .. وواحد حقير زيك... يطلب من كسرى ملك الروم .. عشر دراهم .. يا عسكري حقير ... يا تافه مليون دينار معقول...

كارع: اللهم طولك يا روح ... مين الجدع ده يا قرني .. بيتلامض ومش عاوز يدفع ... يعني أخلي ليلته ما تفتش النهارده والا إيه ...

قرني: لا لأ وعلى إيه ... ادخل يا خويا كل وز ...

المجنون: وهزمت جيوش قيصر ... وضربتهم بالشلوط [يضرب خنفس ويخرج]

قرني: اسمعوا يا جماعة ... دلوقتي إحنا عاوزين نستغفر ربنا .. أحسن نهايتنا أربت ...

زعبل: أنا صليت 30 ركعة والله يا عم قرني .. ودعيت لك ودعيت كمان ل .. [يمسك زعبل فمه]

قرني: اخرس ... عارف ... عارف حتقول إيه ...

خنفس: ما احنا والحمد لله .. عباد زهاد ... لى إيه الصلا ..

فاضل: يا شيخ اتلهي على عيشتك .. لحمد ده كله متربي من الحرام .. وتقوللي من الزهاد والعباد ...

كارع: هو حد يقدر يقرب على .. والنبي أقطم رقبته ...

قرني: طيب بلاش تستغفروا ... روحوا نامولكم شوية واستريحوا ... قبل الخبر ما ييجي ...

فاضل: أيوة والله .. إحنا تعبانين ..

خنفس: خدني معاك يا شيخ فاضل...

كارع: تناموا من الركن الشمال ... صف واحد ... فاهمين ... يالله قدامي [يخرج الجميع ويبقى قرني وزعبل]

زعبل: هم ناويين يموتونا بصحيح يا عم قرني ...

[وهنا يفتح الباب ... ويدخل الشيخ ابن العوام فيستقبله قرني وزعبل بسرور]

قرني: الشيخ ابن العوام إمامنا .. يا ريتك موت يا قرني قبل ما تشوف إمامك معاك في السجن ...

ابن العوام: لا لا متقولش كده ...ده قضاء وقدر يا بني ..

قرني: كان لازم أكون أحرص من كده ... أنا الغلطان برضه ..

العوام: إرادة الله يا بني .. إزي صحتك ... شد حيلك كده يا معلم قرني .. إزيك يا زعبل ..

قرني: أنا اللي أشد حيلي يا سيدنا الأمام .. يا سلام لو كنت أقدر أفديك .

العوام: الله يحفظك .. أنت قاسيت كتير .. وتعبت كتير يا قرني ... ولكن كله عند الله ...

قرني: يا ريت ربنا يتقبل بس ...

العوام: إحنا دلوقتي على أبواب الآخرة .. ولازم نستعد لها يا قرني ..

زعبل: أنا صليت 30 ركعة يا سيدنا الإمام .. مش أبقى كويس بقى ..

العوام: [يضحك] كويس جدا .. ادعي على الظالم يا بني .. باين عليك قلبك أبيض .. ادعي عليه .. لأن دعاء المظلوم لا يرد أبدا ..

قرني: والله أنا بأدعي عليه ليل ونهار .. مافيش فايدة أبدا ..

العوام: ما تزهقش ... كل شيء عنده بمقدار .. وكل حاجة لها وقت .. ما تزهقش

زعبل: أعمل لك قرفة يا سيدنا الإمام ...؟

قرني: ما قفلتها يا فقري .. [يستدرك زعبل]

[وهنا يدخل الشيخ خنفس ...]

خنفس: اسمع يا عم قرني .. مين أنت يا سيدنا الشيخ ..

العوام: أخوك ... محمد بن العوام ...

خنفس: أهلا يا إمام المسلمين .. لا حول ولا قوة إلا بالله ... معلش يا عم ... اصبر ... اسمع يا عم قرني ... أنا جت لي فكرة كويسة تخلينا نخرج على طول...

قرني: خير إن شاء الله ؟!

زعبل: قول والنبي يا شيخ خنفس ... قول .

خنفس: نكتب عريضة للسلطان نستسمحه فيها ... ونقوله فيها إن احنا مؤمنين بيك إلاه ..

العوام: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... أستغفر الله ...

خنفس: بس خليكم معاي ... أنا واعظ وعارف الحاجات دي ... في آيه بتقول .. إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيما" ... وكل حاجة ... وفي نفس الوقت نخرج نتمتع بالدنيا ..

زعبل: آه والله ... دي فكرة كويسة .. علشان نخرج ونتمتع بالدنيا .. أصل أنا نفسي أدخل دنيا .. وأكمل نص ديني ...

العوام: [يبتسم] بقى عاوز يجوز ... اطمن يا بني .. في الجنة حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ...

خنفس: اسمعوا .. أنا حاقرالكم العريضة ...

قرني: مش عاوزين نسمع حاجة ز يدي .. متبقاش مو ..

العوام: سيبه يقرا ... اقرا ...

خنفس: حتعجبكم أوي ... بلاغة إيه .. وفصاحة إ]ه .. أصل أنا عالم جليل ولا فخر .. اسمعوا ... حضرة مولانا وسيدنا إلاهنا العظيم

قرني: لهوة لما تلهيك .. اختشي على دمك يا راجل ..

خنفس: اسمع بس .. ده كله مسح جوخ يا راجل ... اسمع ... احنا نسجد تحت أقدامك ملتمسين العفو والصفح .. ونتطلع إلى قعر أعتابكم السنية .. وأنواركم البهية .. وعهودكم الزاهرة ...

زعبل: الله .. كويسة أوي الزاهرة دي ...

خنفس: وأفضالكم الفاضلة .. وأعمالكم الهائلة .. وأرزاقكم العامرة .. نتضرع بنور وجهك ...

العوام: كفاية .. كفاية .. هذا كفر بالله العظيم .. اسمع يا شيخ .. اسمك إيه؟

خنفس: اسمي الشيخ خنفس .. أبو ذيل ... مرافق شيخ البلد جامع الميرة ...

العوام: اسمع يا شيخ خنفس .. أنت عاوز تخرج .. وعلشان كده كتبت العريضة دي .. مش كده ؟؟..

خنفس: أيوة .. بس مش علشان نفسي .. أ،ا ما بيهمنيش حاجات ز يدي؟

ولكن علشان أولادنا ... أكبادنا .. تمشي على على الأرض .. وعلشان القطاقيط الصغيرين .. وامهم...

العوام: كويس .. بس إزاي ترضى نفس أي إنسان شريف .. عنده ذرة من الكرامة والمروءة إنه يطلب العفو من واحد ... أهانه وأذله وحرمه من الحرية ...

قرني: نعمل إيه للناس اللي معندهاش دم ... العوام: دي حاجة .. الحاجة التانية .. إن هذا الرجل كفر بالله وجحد نعمته وادعى الألوهية .. وضغى وبغى في الأرض .. وهو إنسان تافه حقير .. حيكون جيفة تاكل الدود منها ... إزاي أطلب منه العفو .. لا لا يا شيخ خنفس ... حرام عليك ... اتقي الله ... واطلب من ربك وحده .. العفو والعافية ...

خنفس: أصل الحكاية واضحة ... إننا حتموت حتموت ...

العوام: إذا كنت متأكد من كده .. ليه ما تموتش وأنت عزيز كريم ...

خنفس: أصل الدنيا حلوة .. يا فضيلة الإمام ...

زعبل: أيوة والله .. كلامه مضبوط ...

العوام: بس الجنة أحسن منها .. فيها .. مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ... وإحنا دلوقتي مقبلين على الموت .. فاسألوا الله .. العفو والعافية .. اللهم إن حلمك على هذا الظالم قد أضر بمصلحة العباد .. وكاد يزلزلهم .. فارأف بهم يا رءوف وأنزل عليهم الرحمة والسكينة ...

قرني: آمين .... آمين ...

خنفس: بقى رأيك إني ما أبعتش العريضة دي ...

العوام: رأي إنك تقطعها ... وتستغفر الله عليها .. وتدعي ربك إنه ينقذك وينقذ إخوانك ...

خنفس: وده معقول يا خواتي ... وده معقول ..

العوام: معقول أوي ... ما تستبعدش حاجة على ربنا .. ربك رحمته واسعة رحمته وسعت السماوات والأرض ...

قرني: أنا حادعي أنا .. إذا كنت مستكبر على ربنا .. يا رب .... أنت شايفنا ضعفنا ... ولوحدنا .. لمعانا كاني ولا ماني .. وعدوك يا رب جبار خالص ومفتري وظالم .. آدي حكايتنا .. أنت عارفها يا رب .. فإذا كنت ترضى بالظلم ... وإذا كنت ترضى إن واحد يعمل إلاه .. ويفتري على عبيدك خلينا هنا .. وإحنا راضيين ...

زعبل: آه والله يا رب .. أنا مع عم قرني ..

خنفس: عن إذنكم لما أروح أنام شوية ... لما أستعد بقى للشنق يا خويا [يخرج]

قرني: روح نام لك شيوة ياد يا زعبل...

زعبل: أنا مش جايلي نوم وخايف أحلم بـ .... أحسن متخانق معاي لما أروح أقعد أفكر شوية .. عن إذنكم .. [يخرج]

العوام: ده ود طيب باين عليه ...

قرني: ده عبيط خالص .. وعلى نياته ..

[وهنا يدخل فاضل صارخا]

فاضل: الحقني يا عم قرني .. الحقني يا خويا .. حوش عني ... [يحتضنه]

قرني: إيه الحكاية .. مالك ... مالك ... ما تخافش ...

فاضل: كابوس .. شفت كابوس وحش خالص ... شفت إني اتشنقت وبعدين اتقلبت عجل والناس عمالين يقطعوا في لحمي .. آه ياني آه يا خواتي ..

العوام: خير إن شاء الله ... دي رؤية طيبة إن شاء الله .. ومتخفش ..

[وهنا يدخل الشاويش ضخم الشارب قاسي المنظر]

الشاويش: استعدوا للإعدام ... المعلم كارع العتريس

[يدخل كارع ويبدو عليه أنا مستيقظ من النوم]

كارع: مين بينده علي .. [يتكرع بشدة ]

الشاويش: جهز نفسك للموت ضربا بالبلطة المتلمة ...

كارع: موت إيه ...؟ ... والنبي اللي حيقرب علي حشرب من دمه .. بلطه متلمة يا مزابل ...

الشاويش: ما تعملش فتوة يا حلو .. الشيخ خنفس أبو ديل ... بالضرب حتى ينفق.

خنفس: [يسرع بالحضور] مين بيجيب سيرتي ...

الشاويش: حكم على الشيخ خنفس أبو ديل ... بالضرب حتى ينفق...

خنفس: [يصرخ] آه يا خراب بيتك يا خنفس [يسقط على الأرض]

الشاويش: قرني حسنين .. حكم عليه بالتعليق في السجر .. والجلوس على نار مشتعلة

قرني: هأو أو .. قال يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم .. وأنا يهمنيش يا مجانين يا ظلمة ..

الشاويش: زعبل كعبلها ... حكم عليه بالموت جوعا وعطشا ...

زعبل: ما يهمنيش يا عم ... مش الجنة فيها تفاح وكمثرى .. أحسن من الزفعيلم بتاعكم ده .. يا له يا خويا .. خلص خلص ..

الشاويش: حكم على الإمام ابن العوام ... بالقتل ضربا بالبلطة ..

العوام: مرحبا بالموت في سبيل الله .. اقتلوني أيها الظلمة .. فإن نهايتكم قد قربت ...

الشاويش: فاضل قفل الباب ... حكم عليه بالشنق بالسلبة ..

فاضل: مش قلت لكم .. مش قلت لكم .. الله يخرب بيتك يا يعقوب

الشاويش: استعدوا .. حنطلبكم دلوقتي حالا .. جهزوا نفسكم .. مش عاوزين حاجة ..

العوام: بلغ سيدك لعناتنا .. وقوله بكرة حتحصلنا .. لكن حسابك حيكون كبير [يخرج الشاويش]

خنفس: ما فيش فايدة ... مافيش فايدة .. مافيش فايدة .. مافيش فايدة

كارع: آه يا ولاد الفاركوس .. أنا حخليها عليكم ضلمة

زعبل: هو في الجنة لحمة يا سيدنا الإمام ...

العوام: فيها كل اللي تطلبه ...

فاضل: معلش .. يا خواتي ... توبنا إليك يا رب سامحنا ,...

قرني: والنبي أنا فرحان يا سيدنا الإمام ... زي ما يكون النهارده يوم الدخلة بتاعتي ... حنقابل أحبابنا ...

العوام: ربنا يجمعنا في الجنة إن شاء الله مع محمد وصحبه في جنات الفردوس

خنفس: يعني ما فيش فايدة .. مش حنقابل السلطان ..

[وهنا تحدث ضجة ويدخل حارس ومعه الخواجة كلتس ]

الشاويش: السلام عليكم ..

الجميع: إحنا جاهزين ...

الشاويش: فين الشيخ محمد بن العوام ..

العوام: أيوة .. أنا أهه .. السلام عليكم يا إخوانا .. إلى اللقاء في الجنة [يدخل الخواجة كلتس]

كلتس: لا لا ما تخافش يا حبيبي ... بشرة كويسة ما تخافش يا عم فاضل

الشاويش: أنا جالي أمر حالا دلوقتي من السلطان .. بالإفراج عنكم

العوام: السلطان مين ...؟ المجنون!!!

الحارس السلطان الظاهر [يتهلل الجميع]

قرني: الظاهر طب .... والحاكم راح فين؟

كلتس: حاقولكم أنا ... الحاكم خرج للمرصد في جبل المقطم آموا الناس هجموا عليه .. وموتوه ... وقطعوا لحمه حته حته ... مات خلاص ... [هرج ومرج]

كارع: مش قلت لكم ... لازم اللي قتله واحد من رجالتي ... هي الحكاية فوضى ... والنبي كنت حخليها عليهم ضلمة. [يتكرع]

خنفس: وأنا ... مش قلت لكم برضه .

زعبل: جوزني بقى زهرة ... قوله والنبي يا سيدنا الإمام.

فاضل: [يقبل يد العوام] والنبي أنت بركتنا ... وعلشان خاطرك ربنا نجانا

العوام: لا لا ... ما تقولش كده ... شوفوا يا جماعة قدرة ربنا ... قادر إنه يحطم أكبر عرش ... وقادر إنه يذل أكبر طاغية ... وقادر عظيم ... ولكنكم تستعجلون ... وصدق الله العظيم...

"حتى إذا استيأس الرسل .. وظنوا أنهم قد كذبوا ... جاءهم نصرنا .. فنجي من نشاء .. ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"

ستار

ينتهي الفصل الثالث والأخير من مسرحية "ممنوع أكل الملوخية"

كتب في سجن الواحات عام 1958م

مسرحية الفرسان الثلاثة

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول

شخصيات المسرحية حسب ظهورهم على المسرح

الفصل الأول

1. الخواجة ليشع : يهودي ماكر

2. مرسي : خادم مخلص ذكي

3. جرجس أفندي : مسيحي خبيث

4. عصفور : لص عصبي الحركات

5. التركي : تركي متكبر

6. روبير : شقي وماكر

7. الحاج مهنى : طيب ساذج مسلم

8. الضابط : ضابط مباحث النقطة

9. المخبر : لص شرس  

الفصل الأول

المنظر: [محل جواهرجي باترينة بها ساعات وأساور ذهبية .. ساعة كبيرة على الحائط .. خزانة كبيرة في الواجهة .. بنك في طرف المحل عدة كراسي ... يجلس الخواجة ليشع وينهمك في فحص المجوهرات]

ليشع: يا صباح نادي عليك يا ليشع [يعد من واحد لتمانية] البيعة دي جابت 8 جنيه ... الثلاثة دول علشان ليشع ... يا واديا مرسي أنت يا اللي نايم على ودانك ... طيب ... خصم يوم وحياة القديسة اليجرا ... [يدخل مرسي مسرعا]

مرسي: نعم يا خواجة ليشع .. أنت بتنده علي ...

ليشع: لا أبدا بأنده على نفسي .. بانده على الخواجة ليشع .. مخصوم لك يوم وحياة القديسة اليجرا

مرسي: ليه يا خواجة ليشع ... هو أنا عملت حاجة .. لسه بتقول يا فتاح يا عليم .. تخصم لي يوم .. عملت إيه بس ..

ليشع: ما عملتش حاجة ... نبحت صوتي .. الله يفقد صوتك ... بقالي ساعة انده عليك ... يا مرسي ... يا سي مرسي وحضرتك ولا سائل .. خنزير اللي بينده عليك ده ...

مرسي: ساعة إيه يا خواجة ...دا إحنا فاتحين المحل بقلناش عشر دقايق حرام عليك ...

ليشع: حرمت عيشتك .. أنت شغلتك إيه هنا ... أنت خدام .. أنده عليك ألقيك أدامي على طول ...

مرسي: حاضر يا خواجة .. أنا خدامك بس بلاش خصم اليوم ده .. أنت الشهر اللي ده خاصم لي تلات أيام .. وجرجس أفندي خاصم لي أربع أيام حرام عليكم يا ناس....

ليشع: ما هي من أعمالك وإهمالك .. هنا محل جواهرجي يا حبيبي .. مش مسمط عاوزينك تبقى مفتح ودانك وعنيك ... مش نايم على روحك وعاملي زي تنابلة السلطان ... امشي اكنس الأرض أدام الدكان كويس ...

مرسي: [بغيظ] أمري لله ... طيب حاكنس .. [يخرج بغيظ]

[وهنا يدق التليفون]

ليشع: ألو .. أيوة يا حبيبي .. اتفضل شرف .. أي خدمة ... طلباتك كلها هنا .. مين صاحب المحل .. أيوة الحاج منهى وشركاه ليشع وجرجس احنا منتظرين سعاتدك ... سعيدة يا حبيبي ...

[يضع السماعة وهنا يدخل جرجس أفندي]

جرجس: صباح الخير يا ليشع ... ازيك وازي ولادك ..

ليشع: زي الزفت يا جرجس ... مجننني ... اقعد يا جرجس .. أنا عاوز أكلمك في موضوع الحاج مهنى .. الشريك المخالف ..

جرجس: منهى إيه ... وزفت إيه ... ده موضوع بسيط خالص [يصفق] يا واد يا مرسي [يدخل مرسي مسرعا وبيده المكنسة ويصطدم بجرجس]

مرسي: نعم يا جرجس أفندي.

جرجس: الله يقرفك .. إيه النصايب دي .. أنت بترمي جتتك علي كده ليه .. أنت مافيش فايدة في تربيتك أبدا ...

مرسي: ليه يا سي جرجس أفندي ...

ليشع: بأه مش عارف ليه ... قليل الأدب ...

مرسي: الله يكرمك .. سمعتك بتنده علي .. جيت أجري أحسن تخصم مني يوم أنت راخر ...

جرجس: أنت بقيت قليل الأدب خالص .. مخسرك الحاج منهى [بتهديد] امشي يا واد اكنس أدام الدكان ..

مرسي: [بغيظ] حاضر .. حاكنس .. [يخرج]

جرجس: يا واد يا مرسي [يدخل مرسي] ورشها كويس .

مرسي: [بغيظ] أرشها كويس .. حاجة تانية .. ما المعهاش بالورنيش كمان .. والا بالجملكة [يخرج]

جرجس: شايف قليل الأدب .. بيرد علي الحمار .. ما هو مهنى اللي مخسره علينا ومطعمه فينا .. طيب بكرة حاطفشه هو وسيده شريك الهم ..

ليشع: طيب يا أخي متخلصنا من مهنى ده ... فين مخك النظيف .. اسمع يا جرجس أفندي .. أنا يهودي وأنت قبطي .. والحاج منهى مسلم .. ومش ممكن نعرف نتفق مع بعض أبدا .. شوف لنا حل يا جرجس ...

جرجس: ما أنت السبب يا ليشع .. إيه خلاك تشركه معانا في المحل يا ليشع ..

ليشع: كنت بأحسبه عبيط .. لقيته أنصح مني ومنك .. كنت عاوز ألهف الفلوس اللي معاه ... لكن مافيش فايدة .. عينه مفتحة زي النمس ده مصيبة .

جرجس: أنت زهقت منه خلاص .. غلب غلبك ...

ليشع: زهقت ... دأنا حاطلع من هدومي منه .. جربت معاه كل شيء عشان أطفشه ما عرفتش أبدا ..

جرجس: كل اللي عملته فيه ده شغل عيال .. لعب صغار...

ليشع: لعب صغار .. عيب يا جرجس .. الحق على اللي عاوز أكسبك دا أنا جربت معاه كل الطرق .. دي البت راشيل بنتي ما قدرتش تأثر عليه شوف جميلة أد إيه .. دا حجر مش بنآدم .. أبدا ..

جرجس: أنا اللي حاطفشه ... بكرة نشوف يا ليشع .. حر آصه .. حامسخره

ليشع: مش حاتقدر .. دي كانت راشيل بنتي أول ما تدخل عليه يروح سايبها المجنون ومصلي .. تديله خمرة علشان يشربها يروح دالقها المغفل .. جننني ...

[استعداد عصفور]

جرجس: غلب حمارك يا ليشع .. خلاص سلمت .. أنا جرجس ابن بطرس .. ابن متى .. الي حاطفشه . أنا اللي حرأصه .. أنا اللي حامسخره ..

ليشع: لما نشوف يا سيدي.

[دخول عصفور]

[وهنا يدخل عصفور وهو شاب يبدو عليه الذهول وهو لص مجوهرات] عصفور: صباح المنى .. صباح الهنا .. صباح الزمرد والأماز والألماظية ....

ليشع: صباح الخير يا حبيبي .. اتفضل استريح.

عصفور: لا لا لا .. أنا مش فاضي .. أنا مستجل .. أنا صاحب أعمال

جرجس: تشرفنا .. أهلا وسهلا .. [بغيظ] أي خدمة يا سيدي ..

ليشع: أساور للعروسة الحلوة .. خلاخيل للست حماتك ... ساعة لجنابك

عصفور: إيه كمان الأصناف اللي عندك ... قول .. هيه.

جرجس: اسمع يا أستاذ .. أنت ناوي تشتري ولا إيه الحكاية.

عصفور: أنت بتتأمر على إيه .. يا جدع أنت .

جرجس: ما هو مش باين عليك ناوي تشتري حاجة .. فاضي وبتضيع وقتنا

عصفور: يا راجل خلي عندك نظر.. أنا أقدر أشتري دكانك ده باللي فيه أقدر أشطبه .. أمسحه .. أخليه على البلاطة .. أقدر أشفطه..

ليشع: اسكت أنت يا جرجس .. [لعصفور] عاوز إيه يا حبيبي .. أي خدمة .. [يذهب جرجس إلى البنك ويجلس]

عصفور: أيوة كده ... أنت بتفهم كويس... مش زي الجدع ده ... ما بيقدرش الناس .. ما عندوش نظر ...

ليشع: أيوة يا حبيبي .. أي خدمة .. تحت أمرك..

عصفور: أيوة يا سيدي .. قولت لي .. أصلي أنا لقيت كنز .. واخد بالك مني كويس والا لأ ...

ليشع: أيوة يا حبيبي .. واخد بالي قوي .. لقيت كنز؟!! يا حبيبي فين هو .. وريني الكنز يا حبيبي..

عصفور: [يتلفت حوله] صبرك علي .. وعاوز أبيع الكنز ده .. إيه رأيك

ليشع: أنا أشتريه يا حبيبي .. أنا أشتريه فين هو ...

عصفور: صبرك علي .. صبرك .. تدفع فيه كام ..؟

ليشع: وروهولي الأول .. هو كنز إيه يا روحي ..

عصفور: كنز ذهب وفضة وألماز .. وألماظية.

ليشع: ألماظية [يفخر لجرجس] ورهولي يا حبيبي .. معاك عينة.

عصفور: [يلتفت حواليه] اوعى تكون مباحث.

ليشع: لا وحياة العزير أبدا .. أنا صاحبك يا حبيبي [بجشع] وريني.

عصفور: الجدع ده معاك ولا كده وكده [يشير لجرجس]

ليشع: لا لا ما تخافش يا حبيبي .. وريني .

[يخرج عصفور أساور ذهبية من جيبه]

ليشع: [بجشع] وريني ... يا عزير الحقنا ... ده دهب بصحيح.

عصفور: أمال إيه .. دأنا تعبت لغاية ما جبتهم .. قطع .. قطع .. اكسر اكسر .

ليشع: قطع إيه واكسر إيه يا حبيبي.

[استعداد مرسي]

عصفور: الكنز .. الحجر .. أصل أنا بحاثة .. بتاع آثار خوفو .. خفرع ... منقرع .. حتشبسوت.

ليشع: كده ... طيب .. تبيع الحاجات دي بكام يا سيدي.

عصفور: لا لا لا ... ده في غيره كتير كمان.

[وهنا يدخل متلصصا]

مرسي: [يقترب] أهلا وسهلا يا بيه ... أي خدمة .. قهوة .. شاي .. سوبيا

جرجس: امشي يا ولد .. يا قليل الذوق .. يا قليل الحيا .. امشي اطلع بره.

عصفور: مين اللي قليل الذوق وقليل الحيا .. اللي بيطلب لي الحاجة .. والا اللي بيمنعها عني ... [ينظر للمجوهرات]

مرسي: الله .. إيه الحاجات الحلوة دي ... حتشتريها بكام يا أستاذ

ليشع: اخرس ياد أنت .. أنت مالك ... امشي اطلع بره.

مرسي: أديني حاطلع يا سيدي.

[يخرج]

ليشع: أيوة يا حبيبي .. أنت كنت بتقول إن في حاجات غير دي كتير.

عصفور: كتير زي ما أنت عاوز .. على عينك يا تاجر.

ليشع: شوف يا جرجس أفندي ... إيه رأيك مش دهب ده والا فالصو [يعطيه الأساور]

جرجس: وريني يا سيدي [بعد فترة ] إيه ده ... ذهب فالصو ما يساويش نكلة.

عصفور: فالصو يا فالصو .. ما يساويش نكلة .. أنت اللي ما تساويش حزمة فجل ... هات البيعة .. أنت بتبيع أم الخلول ولا طرشي.

جرجس: ما تزعلش كده [يفحص] .. استنى شوية .. لما أشوف كويس لما أتأكد...

ليشع: ده دهب أفرنجي يا جرجس شوف كده.

جرجس: مضبوط يا ليشع مضبوط ...لكن نوع وحش خالص .. مالهوش قيمة عيار بوصة.

عصفور: هات ... أنا مش عاوز أبيع حاجة ... هات.

ليشع: لا لا يا حبيبي .. ما تزعلش وريني .. وهات الباقي .. واحنا نشتريه مرة واحدة .. خد عشرة جنيه أهم عربون .. واحنا نهيصك لما تجيب الباقي ..

عصفور: [يخطف النقود] ما فيش مانع .. أنا جاي حالا ... عن إذنكم مرسيه يا خواجة .. [لجرجس] دهب فالصو يا فالصو [يخرج]

جرجس: [بفرح] يا نهار زي بعضه يا ليشع .. دهب عيار 21 يا ليشع .. دول يساوو متين جنيه .. الله يخرب عقلك ...

ليشع: امال إيه يا حبيبي .. دا كنز بصحيح .. آدي المكسب والا بلاش

جرجس: جابهم منين يا ترى .. أنا مش عارف شوفت الشكل ده فين .. مش غريب اوعى يكون سارقهم.

ليشع: اوعى يكون سارقهم ..لا العفو يا سي جرجس .. دا زارعهم مش سارقهم يا خويا ... مش كده.

جرجس: ما هو بيقول لقيهم في كنز يا ليشع ...لا زم ناخد بالظاهر.

ليشع: لا يا شيخ لقيهم في كنز .. ناخد بالظاهر.

جرجس: طيب زي بعضه .. بس على الله عمك الحاج مهنى ما يعرفش بالموضوع ده حضرته عاملي ولي .. ما يشتريش الحاجات المسروقة.

ليشع: حيعرف كل حاجة ... طول ما الرزية دي موجودة هنا ... هو حاطه هنا .. عشان يتجسس علينا.

[هنا يدخل مرسي .. يخفي ليشع المصاغات]

مرسي: صباح الخير ... أجيب لكم شاي.

ليشع: لا يا شيخ .. من إمتى بنشرب شاي على الريق

جرجس: امشي اطلع من هنا .. أحسن أقطم زمارة رقبتك.

مرسي: يا عمي الحق علي .. طيب بلاش مش حاجيب حاجة .. عن إذنكم لما أكنس هنا,

جرجس: لا مش عاوزينك تكنس هنا .. امشي بره.

مرسي: حاضر... [يتوقف ويقول] طيب أقولكم نكتة.

جرجس: امشي اطلع برة .. مش عاوز نكت .. نكتة في عينك..

[يخرج]

جرجس: الظاهر إن الواد ما خدش باله من البيعة دي .. كتم بقى .. يا ليشع .. كتم.. المكسب بيني وبينك بس ...

ليشع: لما نشوف لنا طريقة الأول لبوز الإخص مهنى .. عاوزين نتخلص منه ... مضيق علينا عيشتنا ..

جرجس: ما تخافش يا سيدي ما تخافش ... أنا موضب كل حاجة .. حاخليه يحط إيده في الشق .. حاخليه يطفش ... حاجننه..

حامسخره .. ح أرقصه

ليشع: ح تعمل إيه .. قوللي...

جرجس: حاجات كتير ... جوابات تهديد .. فتوات ينكدوا عليه عيشته ... وغيره. ... وغيره ... وح تشوف بعينك إن جرجس لما يحب يعمل حاجة يعملها .. مش زيك .. بقالك شهرين يا مولا كما خلقتني ..

ليشع: بكرة تشوف شطارتك يا جرجس أفندي .. الكلام ببلاش يا خويا ..

[هنا يدخل عميل تركي ... يقف جرجس وليشع لاستقباله]

ليشع: أهلا وسهلا سعادة البك .. اتفضل استريح.

التركي: استريح .. على هذا الكرسي الحقير .. دا محل مجوهرات ولا أدبخانات .. دا كله قاذورات.

جرجس: لا مؤاخذة يا سعادة البك .. إحنا لسه فاتحين دلوقت [يصفق] يا واد يا مرسي [يدخل مرسي] اكنس الأرض بسرعة.

مرسي: مش لسة قايللي ما تكنسش

جرجس: [بلطف] اكنس يا مرسي.

مرسي: [يتعجب] [ينظر إليه بدهشة .. يكنس ناحية التركي]

التركي: إيه ده يا حقير .. يترمي على حضرتي غبار كتير ..

مرسي: [ينظر للتركي ثم لجرجس] اكنس ولا لا

التركي: قلت لك ما تكنس يا ولد يا حقير..

مرسي: إذا حضرته .. بيتلقفلي على غلطة علشان يخصم مني يوم ولا يومين وابقه فقير وحقير ...

التركي: بتعيب علي يا خدام .. أنا فيه مجوهراتي ولا في مورستان.

ليشع: [لمرسي] اخرج يا واد يا مرسي من هنا [يخرج مرسي] [للتركي] ما تزعلش يا بيه.

التركي: مازعلش إزاي... ما فيش احترامات .. ما فيش تبجيلات .. ما فيش احتشامات

جرجس: أبدا يا سعادة الباشا ... ما تزعلش .. استريح .. ما تزعلش

جرجس: لا مؤاخذة يا سعادة البك .. اتفضل .. اتفضل...

التركي: ينفخ وهو يجلس ويعض على صوابعه] هات واحد مية سقعة نظيفة ...في كباية إزاز...

جرجس: يا مرسي .. [يدخل مرسي] هات إزازة كازوزة.

التركي: قلت مية يا ولد.

جرجس: لا كازوزة يا سعادة البك.

التركي: مية !!

جرجس: كازوزة يا مرسي.

ليشع: هات له ماية يا أخي .

مرسي: ما تحيرونيش وسطكم .. مية والا كازوزة .. أنتم عاملين زي الـ....

جرجس: كازوزة.

التركي: [بعصبية] مية .. يعني مية...

ليشع: ماية يعني ماية ... هات له ماية .. رايحوا يا جرجس.

مرسي: لما تتفقوا ابقوا اندهولي ... ولا حجيب مية وكازوزة وأنت تختار .. واللي ما تشربوش أنت أشربو أنا .. [يخرج]

التركي: أف .. أف .. الحر شديد .. دمي بيفور...

جرجس: ما تزعلش يا بيه .. ما تزعلش نفسك .. أي خدمة يا سعادة البك.

خواتم .. عقود .. أساور..

التركي: القصر بتاع حظرتي كان مملوء مجوهرات بالآقات .. الخدامين بتوع حظرتي كان عندهم مجوهرات أحسن من كل اللي في الدكانات.

جرجس: طبعا .. طبعا يا سعادة البيه .. لكن برده نقدر نوريك حاجات كويسة من باريس .. حاجات مودة خالص.

التركي: موده إيه .. كله كلام فارغ .. حاجات زمان عظيم تمام... أنا كان عندي عقود فيها خمسين فصوص.

ليشع: يعني حضرتك ناوي تشتري من عندنا ولا لأ؟

التركي: لا لأ .. أنا مشتريش حاجات نقل من المقامات

جرجس: أمال ناوي إيه يعني.

التركي: أنا كان عندي تصور فيها الحرير العطور ...

جرجس: [مقاطعا في ضيق] عارفين .. عارفين .. فيها الجواهر والزمرد والياقوت .. وكل الحاجات.

التركي: مضبوط ... مضبوط.

ليشع: الخدامين عندهم مجوهرات أحسن من اللي في الدكانات

التركي: مظبوط مظبوط .

جرجس: وبعدين .. خلصنا ... عاوز إيه دلوقتي و... عرفنا المقامات والقصورات وكل الحاجات.

التركي: اسمع أنا عندي خاتم عظيم ... فاخر كبير ... حظرتي عاوز أبيعو

جرجس: [ساخرا] آه حضرتك عاوز تبيع الخاتم في الخحل الحقير.

التركي: مظبوط مظبوط..

ليشع: حضرتك يا صاحب القصور عاوز تبيع الخاتم في المحل اللي زي الأدبخانات ... مش كده يا جناب البهوات.

التركي: مظبوط ... مظبوط.

جرجس: تشرفنا يا كبير المقامات.

التركي: حظرتي متشكرون.

ليشع: شرفت الدكانات.

التركي: معلوم معلوم ... [وهنا يدخل مرسي حاملا صينية عليها زجاجة كازوزة وكوباية ماية]

مرسي: اتفضل الكازوزة يا بيه .

جرجس: لا وحياة العذرا .. اديله المية .. المية بس يا مرسي

ليشع: خسارة فيه والعزير ما هو دايق حاجة .. جنننا .. نشق ريقنا.

جرجس: تركي قشلان.. كان ناقص يجيب لنا فلل .. سيب دي واشرب من دي [لمرسي] اخرج [يخرج مرسي حاملا الصينية ويدخل روبير]

روبير: بابا .. بابا .. [يدخل وبيده ساندوتش . يصطدم بالتركي]

التركي: ابعد يا حقير.

روبير: اديني الوردة دي يا عم [يخطف الوردة من عروة التركي]

[التركي يضربه فيفلت الطفل فيكاد التركي يقع على الأرض]

التركي: ما فيش آداب .. هات الزهرة يا عكروت.

روبير: وأنا مالي .. ما ليش دعوة .. [يبكي] .. حوش عني المصيبة دي يا بابا.

التركي: أنا مصيبة يا سفروت يا عكروت .. شايف ابنك الحقير .. والله .. تالله .. وبالله ... حخليك تندم على اللي عملته.

جرجس: ح تندم .. ح تندم على إيه .. يعني ح تعمل إيه ...

التركي: ح أحرمكم من تشرف حضرة جنابي في دكانكم الحقير . وتندموا حيث لا ينفع الندم...

ليشع: اسكت يا جرجس لحسان تندم يا جرجس.

التركي: مضبوط .. مضبوط .. أنت مضبوط .. علشان خاطرك حانتنازل وحاكسبكم مكسب كبير ..

[يخرج الخاتم] خد شوف هذا الخاتم بلا تينية .. تشتريه بكام جنيه.

ليشع: [يفحص الخاتم] شوف يا جرجس كده .. [يعطي الخاتم لجرجس]

روبير: [يعبث بالزهرة] أنا حاشوف لك يا بابا الخاتم ده فالصو ولا كويس [يقطع الطفل أوراق الوردة .. بينما ينظر إليه التركي بغضب]

روبير: فلصو .. كويس .. فلصو .. كويس .. فلصو ... كويس .. فالصو .. هيه فالصو . فالصو .. اوعى يابا تشتري الخاتم ده فالصو يا بابا فالصو فالصو يا تركي.

التركي: اخرس يا خرسيس .. اسكت يا مرسيس .. أنا حاقطع ودانك يا خنزير.

روبير: [يخرج لسانه للتركي ويعمل حركات تغيظه] فالصو فالصو

جرجس: الخاتم ده ماركة قديمة.

التركي: قديمة وعظيمة .. أنا كان عندي قصور.

ليشع: ولا قصور ولا عصور .. الخاتم ما يزيدش عن ثلاثة جنيه حاتبيعه ولا تندم .. حتندم يا تركي اوغلي أغا.

التركي: فلاحين .. أنا حاندم .. اتف اخص على لسانك الزفر عاوز قطعة بالمنشار [بغضب] يا حقير .. والله تالله بالله

جرجس: [مقاطعا] اسمع يا حبيبي .. عاوز تبيعه بثلاثة جنيه .. بيعه وأنت ساكت .. مش عاوز تبيعه بلاش أباحة وشتيمة واحفظ كرامتك أحسن تندم يا تركي أوغلي أغا.

الطفل: فالصو فالصو يا تركي .. تركي يا فلصو

التركي: أنا المحقوق .. حا تندموا يا كلاب .. أنا المحقوق .. [يخرج بغضب]

جرجس: أوعوذ بالله .. على رأي المثل أقرع ونزهي .. مفلس وقليط .. لكن إيه رأيك في الخاتم.

ليشع: مش وحش يا جرجس .. يمكن يرجع تاني .. نبقى نزوده جنيه ولا نص [ينظر لساعته] يعني مهنى اتأخر.

جرجس: دلوقت ييجي يا خويا ويعمل لنا زي العضمة في الزور أهو دا الشريك المخالف .. روبير .. اسمع يا روبير

روبير: نعم يا عم جرجس.

جرجس: عاوزينك تعمل لنا شوية مقالب في الحاج مهنى.

ليشع: اسمع كلام عمك جرجس كويس يا روبير.

روبير: حاضر يا بابا عاوزين تعملو يه إيه بس قولو لي جرجس: ثلاث حاجات .. خد بالك معايا .[مرسي يتسمع ولا يراه أحد] أول حاجة هو هيطلب شاي زي عادته ... جيبه أنت له وحط الدوا ده فيه [يعطيه ورقة ملفوفة]

روبير: [فرحا] الله .. الدوا ده بتاع إيه يا عمو.

جرجس: بتاع إسهال... يجيب إسهال ومغص.

روبير: [بفرح] يعني تخليه يهر .. [يضحك] هرهر.

ليشع: أيوة... خد بالك يا حبيبي اوعى تقول لحد .. أوعى يا روبير روبير: ما تخافش يا بابا.

جرجس: حاجة تانية.. عاوزك ترمي تحت رجله قشرة موز تزحلقه .. تكسر له رجله..

روبير: [بابتهاج] هيه .. الله .. طيب هات لي موز يا بابا.

ليشع: حاديك فوارغ...

روبير: فرواغ؟ يعني إيه فوارغ يا بابا...

ليشع: يعني .. ح أديك قشر موز بس.

روبير: لا وأنا مالي ...

ليشع: إيه يا روبير .. أنت فاكر أبوك اتجنن .. فوارغ يا حبيبي بس ..

روبير: لا .. وأنا مالي هات لي موز .. آكل الموز وأزحلقه بالقشر .. لا ... بلاش .. أحسن أقول لعمي مهنى ... هيه..

ليشع: يا واد اخرس ح أديك موزتين وأنت طالع فجعان .. لازم تكون عفيف يا حبيبي

جرجس: دي حاجة بسيطة .. [يدخل مرسي ومعه المكنسة ويكنس فيراه جرجس]

جرجس: بتعمل إيه هنا ياولد.

مرسي: يعني إيه بأعمل إيه .. قاعد في الظل .. ولا عاوزني أتقدح في الشمس

جرجس: أيوة .. عاوزك تتقدح في الشمس .. امشي اخرج برة .. اتقدح

مرسي: [وهو يجلس] أنت مالك ومالي يا عم جرجس... أنا قاعد في التل تبتاع الحاج مهنى.

ليشع: تلت الحاج مهنى مش هنا يا حبيبي ... تلته الناحية دي [يشير للداخل]

مرسي: طب أنا ح أقعد في تلته [ينتقل]

جرجس: امشي اخرج برا أحسن لك .. أحسن أهزأك ..

ليشع: [بلطف] اخرج يا بني احنا بنكلم في حاجات عائلية .. يعني عاوز تسمع سيرة بيوت يا مرسي .. مش عيب..

مرسي: عيب قوي .. ده اللي اختشوا ماتوا [يخرج مرسي]

جرجس: مصايب .. اسمع يا ليشع .. اسمع .. أنت عاوز الواد اللي جاب لنا السيغة من شوية .. الواد مش على بعضه ده ...

ليشع: آه .. السيغة اللي لقاها في الكنز مش كده .

جرجس: أيوة .. تعرف أنا افتكرت شوفت الشكل ده فين ... تعرف فين يا ليشع

ليشع: في الكنز وهو عمال يفحر .. يفحر .. كسر .. كسر .. يعني شفته فين..

جرجس: آه .. في الجورنال يا ليشع.

ليشع: جرنان .. إيه .. فين .. وليه...

جرجس: جرنان الأسبوع اللي فات .. الحرام يبتاع شبرا اللي موت الست وقطع إيدها ورجليها .. وسرق السيغة .. وعرفوه بالبصمات اللي سابها .. ونشروا صورته .. والجرنان عندم في الدرج

ليشع: [يخرج الجرنان ويقرا ويلطم] اجرنوا بيقول قطع .. قطع .. مضبوط يا جرجس ... هو بالضبط .. ح نعمل إيه .. أحسن يطب علينا البوليس .. وبعدين يا جرجس .. خد السيغة يا عم عندك .. ماليش دعوة ..

جرجس: أنت مالك كده خواف .. خليك تقيل يا راجل.

ليشع: [يقف ممسكا السيغة في يده وركبته تهتز] ماليش دعوة يا جرجس خدهم عندك .. [هنا يدخل مرسي]

مرسي: أي خدمة يا خواجة ليشع .. مالك زعلان ليه .. عاوز حاجة .. أوزنهملك ولا إيه ...

ليشع: [باضطراب] انخرب بيتي خلاص.

جرجس: اسكت يا ليشع [لمرسي] وأنت يا واد اخرج من هنا .

ليشع: خدودك عندك .. مش عاوزهم . ارميهم .. ادفنهم.

مرسي: إزاي ما كنتوش عاوزينهم اديهم لي .. ادفنهم لكم عندي...

جرجس: [يضرب مرسي] امشي اخرج برة [يخرج]

ح تفضحنا يا ليشع .. ما تخافش . أنا عامل فكرة كويسة .. اقعد بس روق دمك...

ليشع: [يجلس باضطراب] قوللي ح تعمل إيه ..

جرجس: [يفكر قليلا] [ويضرب رأسه] فكرة .. اسمع يا سيدي . احنا مش عاوزين نتخلص من شريكنا الحاج مهنى المسلم.

ليشع: [واقفا] أيوة يا جرجس ... بس خلصنا من المصيبة دي الأول ...

جرجس: ح اخلصك من الاتنين مع بعض .. اقعد بس وهدي نفسك كده ..

روبير: هات الموز بقى يا بابا .. قبل ما ترجع في كلامك ..

ليشع: وحيات العزير لنا ضربك لما أفوقلك .. احنا في إيه ولا إيه دلوقت .. موز في عينك قليل الحيا ..

روبير: طب ح أقول لعمي مهنى كل حاجة .. وأنا مالي هيه ..

جرجس: ما تزعلش يا روبير .. ح أديك أنا اللي أنت عاوزه يا حبيبي .. أقة موز بحالها .. خد [يعطيه نقود] خد اشتري أقة موز لك

ليشع: [يمسك بابنه ويحاول أن يستخلص النقود فيفشل فيقول له] طب اسمع يا روبير .. ابقى هاتها الأول هنا وأنا أديك واحدة واحدة

روبير: لا وأنا مالي ياكلها لوحدي يا بلاش هيه .. خد مش عاوز [يجلس ويعطي النقود لجرجس]

ليشع: طيب اتلهي واسكت دلوقت [لجرجس] وبعدين يا جرجس هنعمل إيه دلوقت في المصيبة دي .. الحقنا يا جرجس.

جرجس: أيوة يا سيدي شوف .. ح نحط السيغة المسروقة في درج الحاج مهنى ونبلغ البوليس عليه ... ييجي البوليس يفتش الدكان يلاقي السيغة المسروقة في درج الحاج مهنى .. الحرامي .. مش كده ولا إيه.

ليشع: [يفرح] الله يخرب عقلك يا جرجس .. دا أنت مصيبة .. دا أنت عقلك فظيع ..

جرجس: أمال إيه يا حبيبي .. ربنا خلقلنا المخ ليه ... علشان نشيله هنا بس ..

لا لا .. علشان نشغله .. علشان نستعمله .. علشان نعيش بيه ونفكر .. مش قلت لك .. ح اطفشه . ح امسخره .. ح ارقصه..

ليشع: الحقيقة أنا آمنت بعبقريتك يا جرجس .. دا أنت مصيبة

جرجس: الله يحفظك..

ليشع: دا أنت نايبة مسيحة ..

جرجس: يكرمك المسيح يا ليشع ..

ليشع: يا أخي بلاش من الكلام ده دلوقت .. خد يا حبيبي .. قرش صاغ هات بيه 4 موزات كويسين .. أنا خايف عليك أحسن بطنك تطق [ياخد روبير النقود ويخرج مشيحا بيده]

ليشع: بس مين اللي حيحط السيغة في الدرج يا جرجس .. ده مفتاح الدرج ما بيخرجوش أبدا من جيبه أبدا.

جرجس: متخافيش .. أنا ما اللي ح أوضب كل حاجة .. ما تخافش . أنا اللي ح أفكر وأنفذ .. هو ربنا ادانا المخ علشان إيه ..

[وهنا يدق التليفون]

ليشع: أيوة يا حبيبي .. صباح الخير .. خواجة يوسف حاضر .. أنا جاي لك حالا .. [لجرجس] الخواجة يوسف المرابي كان له طلب صغير أنا راح أوديهوله .. شد حيلك أنت [يخرج] [يجلس جرجس ويقرأ ورقة في يده ويرفعها على عينه .. يدخل مرسي]

مرسي: إحم .. إحم .. يعني أنا راضي بالهم .. والهم مش راضي بينا آه .. آه .. إحم .. إحم...

جرجس: [يرفع رأسه] بقول إيه يا ولد؟

مرسي: بأقول أنا راضي بالهم والهم مش راضي

جرجس: تقصد إيه يا ولد.

مرسي: أقصد اللي أقصده أنت ح تحاسبني.

جرجس: وبتجرأ وتكلمني كده يا ولد

مرسي: [يعمل حركات مضحكة بوجهه]

جرجس: يقف غاضبا ويصرخ] يا قليل الحيا .. مرفود وحياة والدك [وهنا يدخل الحاج مهنى فيتغير جرجس من الغضب للابتهاج]

جرجس: [مرحبا بالحاج مهنى] أهلا ... أهلا .. الحاج مهنى .. صباح الفل وعليه شوية نرجس وحبة ياسمين ..

مهنى: صباح النور يا جرجس .. إزاي صحتك يا خويا النهارده

جرجس: والله زاي الزفت يا حاج مهنى .. المغص مجنني زاي ما أنت عارف

مهنى: [يجلس] أنا جبت لك التحويجة اللي قلت لك عليها . حاجة معتبرة .. ولها فوائد تانية .. [يعطيها له] كانت دايما جدتي تديها لجدي في السر كده .. حاجة مقوية قوي .. [يقف مرسي ضاربا كفا بكف] تشربها على الريق مع شوية مية تبقى زاي الحصان .. حاجة مقوية جدا ..

جرجس: الله يكرمك يا حاج مهنى .. آي حاجة منك تبقى فيها شفا وعافية أنت كلك بركة .. أنت راجل ولي..

مهنى: العفو يا جرجس .. المهم إن ربنا يشفيك .. يا شيخ أنا امبارح قعدت مستني عند العطار ... لغاية ما خلصت .. تشربها كل يوم على الريق [ينظر لمرسي] أنت فطرت يا مرسي

مرسي: فطرت .. أيوة فطرت .. فطرت شوية شتيمة على شوية تهزيق ... على شوية خصم ... على شوية طعمية

مهنى: أنت اجننت يا مرسي .. شتيمة إيه وطعمية إيه .. أنت واكل حاجة كده ولا كده.

مرسي: أيوة .. واكل لما طافح الكوتة .. لسه الخواجة ليشع خاصم لي يوم ع الصبح ومهزأني على الريق ..

جرجس: [بحنان] ليشع خصم لك يوم .. ليه يا مرسي .. أنت زي السكر يا بني .. لأ لأ .. مش ممكن أبدا .. ما تخافش يا مرسي أنا ح استسمحه .. روق دمك يا حبيبي ... ما تزعلش ...

مرسي: كده .. يا سلام على أخلاقك يا سي جرجس .. يا سلام .. على ذوقك ... يا سلام على أمارتك ... دا أنت شربات .. دا أنت سكر معقد ..

مهنى: أهو أنت دايما كده يا مرسي .. دايما تشتكي من الشتيمة .. والتهزيق .. كلهم بيحبوك ..

مرسي: [بغيظ] قوي .. بيحبوني قوي .. وأنا كمان بأحبهم .. وزاي اللي قال يا جحا حماتك بتحبك .. قال يمكن اجننت ... مهنى [ضاحكا] فكرتني بالسخماطة .. اجري هات لي علبة سجاير [يخرج مرسي]

مهنى: [يخرج علبة] وآدي علبة مفتقة للخواجة ليشع كمان .. العكروت عاوز يسمن مفتقة عظمة .. ابقى أجيب شوية يا جرجس.

جرجس: تعيش يا حاج مهنى .. أ،ت خيرك دايما علينا .. مافيش مانع .. شوية كده للمضروبة بنتي .. أحسن عاملة زاي العصاية..

مهنى: عيني يا جرجس .. أنتم بعتم حاجة النهارده جرجس: أبدا يا حاج مهنى .. بيع .. السوق واقف والحالة زاي الزفت. واحنا تعبنا إننا شرفا .. ما نحبش نشتري حاجة كده ولا كده علشان سمعة المحل.

مهنى: أمال إيه يا جرجس سمعة المحل الطيبة تجيب لك الزباين وهم مطمنين المال الحرام ما يبقاش يا جرجس...

جرجس: أمال إيه .. ما يبقاش أبدا .. بس الكار بتاعنا عايز الواحد يغمض عنيه ..

مهنى: إزاي .. يعني تقصد إيه يا جرجس.

جرجس: ما تدقش .. واحد جايب لك جواهر .. مش لازم تسأل عن أصلها وفصلها اشتريها وخلاص ..

[يغمز مهنى .. فيقف مهنى]

مهنى: [في وقار] جرى إيه يا جرجس .. ابعد إيدك يا راجل أحسن بغير وأنا لو أشك في واحد .. مش ممكن أشتري منه أبدا .. يا راجل الفلوس الحرام تاخد الحلال معاها.

جرجس: [بسخرية] على رأيك .. بتاخد الحلال معاها..

مهنى: هو فين ليشع.

جرجس: راح يحاسب الخواجة يوسف .. زمانه جاي دلوقت .. وحياة والدك اديني حبتين قرنفل لحسان أنا واكل بصل النهارده ..

مهنى: [يبحث في جيبه] القرنفل د هدوا معتبر يروق الدماغ [يفتش في جيوبه] فين المفاتيح .. [يفتح الدرج] قرنفل من جاوة حاجة منعشة قوي [هنا يدق التليفون]

جرجس: [يتظاهر بأنه مشغول] وحياتك يا حاج مهنى لحسان أنا مش فاضي

مهنى: طيب [يدق الجرس] الله .. الله مستعجل على إيه استنى يا أخي .. لما أقفل الدرج ..

جرجس: لا لا .. يا حاج مهنى شوف التليفون أحسن السكة تنقفل وسيب الدرج دلوقت ..

مهنى: الله .. فين المفتاح..

جرجس: الحق التليفون يا مهنى.

مهنى: طيب ... طيب .. في التأني السلامة يا أخي ..

جرجس: سلامة إيه يا حاج مهنى .. سيب الدرج مفتوح وشوف التليفون أحسن تكون حاجة مهمة

مهنى: ما تشوفوا أنت يا جرجس .. أنت خفيف عني [يسكت الجرس]

جرجس: أهي السكة انقطعت يا سيدي.

مهنى: في ستين داهية .. استنى بقى لما أجيب لك القرنفل.

جرجس: قرنفل إيه دلوقت .. تعال شوف الحسابات دي يا حاج مهنى .. [يحاول أن يقفل الدرج فيستعصي عليه] سيبك من الدرج دلوقت

مهنى: لا يا عم دي كمبيالات المحل كلها فيه يا جرجس.

جرجس: ما تخافش يا حاج مهنى ما تخافش .. أصل إحنا عاوزين ختمك عاوزين ختمك على شوية أوراق كده.

تعال يا حبيبي تعال .. [يتقدم مهنى ناحيته يعطيه كمبيالات ليقرأها] شوف دي يا حبيبي تعال ... عند النور.

مهنى: [يقرأها] الله ... طب مانا شفت الكمبيالات دي قبل كده.

[يتجه جرجس متلصصا إلى الدرج ليضع فيها السيغة المسروقة]

مهنى: [يتوقف متأففا] اقراها تاني يا حاج مهنى.

مهنى: طب تعال شوف يا جرجس مش داه ختمي أهو ..

جرجس: اختمها تاني يا حاج مهنى.

مهنى: [يلتفت] أختمها تاني .. أنت اجننت ولا إيه يا جرجس .. أختمها تاني إزاي .. أنت مالك النهارده مبسوط شوية

[يتجه إلى المكتب] مش على بعضك ..

جرجس: [بضيق] الله يخرب بيتك يا ليشع ..

مهنى: هو ليشع عمل فيك حاجة .. ده راجل على نياته.. [يدخل مرسي]

مرسي: الست باعته لحضرتك وبتقول ابعت هولي قوام وبتقول هيه كلمتك في التليفون ... ما حدش رد عليها ..

مهنى: التليفون بقه هي اللي كانت بتكلم من شوية .. يادي المصيبة السودة اللي انحطت على نفوخك يا مهنى .. قولها يا بني مش فاضي عنده شغل كتير قوي [يخرج مرسي]

جرجس: مش قلت لك يا حاج ترد على التليفون .. تقوللي في التأني السلامة

مهنى: [يجلس ويمسح عرقه] يا خراب بيتك يا مهنى ... ده في التأني الندامة مش السلامة .. ح يتعملي محكمة عسكرية لا محامي ولا أفوكاتو اللهم هدي سرها ...

جرجس: بالدرجة دي يا حاج مهنى بتخاف من الست بتاعتك

مهنى: هي دي ست .. دي دبابة .. دي من الأسلحة الفاسدة

جرجس: وإيه اللي خلاك وقعت الوقعة دي ..

مهنى [يتنهد] دي حكاية طويلة يا جرجس على رأي المثل قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة ..

جرجس: الله يصبرك ..

مهنى: يصبرني .. دا أنا صبرت خلاص .. دمي نشف .. تعمل إيه في البخت اللي زاي الكوبيا .. رحت يا سيدي أخطب بنت العمدة .. عمدة كفر أبو رواش بيت معمر وحاجة عظمة ..

جرجس: هيه وبعدين ..

مهنى: وشفت صورة العروسة وراتهالي الخاطبة .. الله ينكد عليها مطرح ما تروح .. وينتقم منها .. ولقيتها جمال إيه ودلال إيه .. إيه صورة تفتن العباد ..

جرجس: طب أمال إيه اللي حصل ..

مهنى: أحكي لك يا سيدي . ليلة الدخلة ..

[هنا يدخل التركي]

التركي: الخاتم بخمس جنيهات مصريات

مهنى: [يقف] أهلا وسهلا .. أيوة يا فندم ... في كل حاجة .. في خاتم بخمسة .. وفيه بعشرة جنيه .. وفيه بعشرين .. كل حاجة بمقامها .. اتفضل.

التركي: متشكرين .. أنت مضبوط.

مهنى: الله يحفظكم .. واحد عظيم زاي حضرتك .. له حاجة عظيمة

التركي: معلوم معلوم ..

جرجس: أنا في عرض العذرا والمسيح [ينظر إليه التركي باحتقار] ارحمنا يا رب ارحمنا..

جرجس: عن إذنك يا حاج مهنى خمسة .. أحسن أنا ح أطق .[يخرج]

التركي: في آلاف الداهيات.

مهنى: خير إن شاء الله .. هو أساء لحضرتك .. اتفضل.

التركي: ما يقدرش يسيء .. حقير .. عكروت.

مهنى: أيوة .. ده عكروت مضبوط عكروت.

التركي: أنت لطيف [يغمزه]

مهنى: لا مؤاخذة .. حضرتك تشرب إيه.

التركي: كاكاو بالألبان الطازة .. وعلبة مكسرات.

مهنى: يا مرسي [يدخل مرسي]

مرسي: أهلا وسهلا .. ميه ولا كازوزة.

مهنى كاكاو باللبن

التركي: باللبن الطازة يا وله وعلبة مكسرات.

مرسي: مكسرات [يضحك] حاضر ... [يخرج]

مهنى: حضرتك عاوز خاتم بخمسة جنيه.

التركي: أيوة .. معاي خاتم بخمسة جنيهات مصريات.

مهنى: أيوة حاضر .. [يحضر له خاتم يعطيه إياه] شوف يا سعادة البك حاجة عظيمة ..

التركي: خاتم حقير.

مهنى: طب شوف ده.

التركي: برضه حقير .. شوف الخاتم العثمانلي العظيم

مهنى: عظيم قوي

التركي: حضرتي عاوز أبيعه بخمسة جنيه .

مهنى: حضرتك عاوز تبيعه بخمسة جنيه .. ما كانش ينعز

[يدخل جرجس]

جرجس: الله .. الله .. هو أنت لسه هنا يا صاحب القصور ..

التركي: [لجرجس] هس ... الخاتم العظيم بخمسة جنيهات ما ينقاصوش مليمات.

جرجس: وحياة المرحوم جدك ما يساوي 2 مليم .. اتفضل بقى من غير مطرود

التركي: صنف الفلاحين .. ما يستاهلوش الخيرات .. حمير .. خراسيس.. مراسيس .. خرباط [يخرج]

جرجس: [لمهنى] ده عملي زي اللزقة .. وقلاطة فارغة.

مهنى: الله يخيبه .. نساني حكاية الست .. عامل زي التركي اللي فلس ومر في الشارع يشحت ... عارف بيقول إيه .. شوية رز وملعقة جاته البلا .. تركي قشلان .. الله يخيبه .. [يضحك]

[يدخل روبير حاملا الموز]

مهنى: أهلا روبير . . ازيك يا عكروت.

روبير: ازيك يا عم مهنى .. ازي صحتك.

مهنى: جيت في وقتك .. اجري بقى هات لنا كوبايتين شاي بسرعة خد [يعطيه نقود] ... وخد القرشين دي لك..

روبير: حاضر يا عمي .. [ياكل الموز بسرعة ويلقي القشرة على الأرض ويخرج]

جرجس: خد بالك من كلام بابا .. يا روبير .. فاهم.

روبير: أيوة يا عمو .. ما تخافش.

جرجس: ما كملتش حكاية العمدة وبنته.

مهنى: أنا قلت لغاية فين

جرجس: لغاية ما الخاطبة ورتك صورتها.

مهنى: والله يبليها زاي ما بلتني أصلي أنا اللي يأذيني ما يكسبش أبدا ..

جرجس: أبدا .. وأنت ولي والله يا حاج مهنى..

مهنى: الله يكرمك [ وهنا يدخل روبير ومعه كوبايتين شاي]

جرجس: خد بالك من كلام بابا يا روبير .. فاكر ولا لأ

روبير: ما تخافش يا عمي جرجس[يستدير ويضع الدواء في كوباية ويضعها أمام الحاج مهنى ويعطي الأخرى لجرجس..]

[يدق التليفون ويذهب جرجس إليه]

[يذوق منهى الشاى]

مهنى: الشاى ده سكره زيادة قوي يا روبير .. لما أشوف الكباية دي [يذهب ويذوقها] الله .. دي مضبوطة ..

[يضع كوبته مكانها]

روبير: [يفرك يديه بفرح] أما حتت فصل[يضحك] ..هه ... هه .. بدل الكباية

مهنى: مين الي بيتكلم يا جرجس..

جرجس: حامد بك الزيات .. جاي يشتري بضاعة من هنا.

ليشع: [يدخل ليشع] [فيدوس على قشرة الموز فيقع على الأرض]

آه يا راسك يا ليشع ... آه ..

مهنى: [يقوم وينهضه] لا حول الله يا رب .. في حاجة يا ليشع .. إزاي دماغك يا نهار أبيض دي مكلكعة خالص.

ليشع: يا خراب بيتك يا ليشع .. دي بطيخة طلعت من ورا .. طيب يا روبير إن ما كسرت لك دماغك .. بقى برضه كده .. توقعني أنا في قشرة الموز ...

روبير: أعمل إيه يا بابا .. مش أنت وعم جرجس قولت لي ..

جرجس: قلت لك إيه يا روبير .. قلنا لك ارمي القشرة على الأرض .. وزحلق بابا .. مش تحاسب على كلامك..

روبير: أعمل إيه إذا كان حظك كده ..

مهنى: ما تبقاش ترمي القشر يا بني .. أحسن ده خطر .. الحمد لله اللي جت على كده .. بسيطة .. بسيطة .. خد اشرب كوباية الشاي دي علشان تفوق ..

ليشع: شاي .. هات [ياخذ الكوبة منه]

جرجس: لا يا ليشع ... بلاش كوبايته .. خد كوبايتي أنا .

ليشع: ليه .. اشمعنى.

جرجس: اسمع الكلام .. خد كوبايتي أنا ..

ليشع: آه مش تقوللي [يعطيه الكوبة] لا خد كوبايتك يا حاج مهنى بالهنا والشفا يا حبيبي .. ها يا جرجس.

مهنى: والنبي ما هو ممكن بقى ترجع الكوباية .. وإيه الفرق .. عيب يا ليشع إحنا اخوات.

ليشع: أيوة أخوات ..بس مش في الشاي .. وحياة العزير .. الشاي ده لك .. أنت يا حبيبي .. ده مفيد قوي .. مفيد للصحة..

جرجس: طب حنقسمه إحنا الاتنين..

ليشع: زي بعضه يا جرجس ... يكرمك العزير .. ده أنا بطني مشيت وكركبت قبل ما أشرب [يقسم الكوباية ويشرباها]

مهنى: على كيفكم.

روبير: يا نهار أبيض .. فصل لذيذ قوي. [يضحك]

ليشع: هه .. هه... أنا ح أبسط يا روبير .. أنت ولد شاطر .. تستاهل كل خير ..

جرجس: أنا ح أجيب لك أقتين موز.

مهنى: هو نجح في الامتحان ولا إيه..

ليشع: نجح ونص يا مهنى..

جرجس: وطلع الأول يا حاج مهنى .. وفي ناس طبو .. زي الرطل.

ليشع: الله يسهل عليك .. ويسهل لك ..

مهنى: الله ... الله .. أنا شايفكم مبسوطين كده .. ومفرفشين مش زي عادتكم .. إيه الحكاية يا ليشع .

ليشع: يوم المنا قرب...

جرجس: يوم الهنا جه ..

مهنى: هنا إيه .. ومنى إيه .. إيه الحكاية.

ليشع: فرج الله جاي .. [يدخل مرسي]

مرسي: الست حرمك مستنياك أمام الدكان يا حاج مهنى .. وفي إيدها ..

مهنى: [واقفا مذعورا] يادي الخراب المستعجل يا ولاد .. وجت لغاية هنا دي لازم مستعجلة قوي .. هي معاها حاجة ..

مرسي: شايف معاها عصاية تحت البالطو..

مهنى: عصاية .. يا دي النيلة الزرقة .. يا دي المصايب المتلتلة [وهو خارجا] وقوع البلا.

جرجس: اجري يا روبير .. شوف حتعمل فيه إيه .. [يخرج روبير]

ليشع: على الله تهزأه .. عملت إيه يا جرجس .. حطيت السيغة في الدرج بتاعه ولا لأ .. أحسن أنا بلغت الضابط بتاع النقطة ..

جرجس: أبدا معرفتش .. آدي فرصة ما تتعوضش .. هات السيغة [يسرع ويضعها في الدرج]

جرجس: الحمد لله .. تم المطلوب [يركع] الشكر لله يا ستي يا عذرا يا ما نفسي تبقى مسيحي يا ليشع ... يا ما نفسي ربنا يهديك وتدوق حلاوة الإيمان ..

ليشع: الله .. الله .. يا جرجس .. أنت ح ترجع للكلام ده تاني .. مش قلنا خلينا حبايب يا حبيبي .. والعزير لما تجيلي العذرا هنا تترجاني ما أسيب ديني أبدا ..

جرجس: طب نبقى نكلم في الموضوع ده في وقت تاني .. قوللي دلوقت أنت قلت إيه للضابط...

ليشع: لا ابعد عن الحكاية دي .. خلينا في الجد .. قلت له إن لنا شريك اسمه الحاج مهنى .. اشترى سيغة مسروقة .. واحنا منعناه .. ولكن مرضيش وهم جايين دلوقتي يفتشوا درجه..

جرجس: قولت لهم إن احنا الاتنين .. ما وافقناش يا ليشع .. أنت متأكد ..

ليشع: أيوة يا حبيبي . .. أمال إيه .. ما تخافش.

جرجس: متأكد .. إحنا الاتنين .. ولا إيه يا ليشع .. اوعى تعملها ..

ليشع: لا وحياة العزير

جرجس: تحفظك العذرا يا ليشع .. يا رب توفق بالهداية يا حبيبي . ده يوم المنا .. يا سلام لما تسمع كلام القس سرياؤس .. زي السكر ..

ليشع: مش عاوز أسمع يا جرجس .. لا سكر ولا عسل يا أخي .. أنت لحوح كده ليه .. ما تتعبش نفسك يا جرجس.

جرجس: أنا بطني بتكركب يا ليشع.

ليشع: وأنا راخر يا جرجس.

[وهنا يدخل ضابط في ملابس ملكية ومعه مخبر]

ليشع: أهلا وسهلا حضرة الضابط .. اتفضل ..

الضابط: فين الراجل اللي بتقوللي عليه يا خواجة .. هو يبقى شريككم ..

جرجس: أيوة يا حبيبي .. يا ما نصحناه .. يا ما كلمناه .. تقوله الحرام بياخد الحلال [يتلوى من المغص]

ليشع: ولا يسمع كلامنا يا بيه [يتلوى من المغص]

جرجس: زهقنا منه .. الخواجة ليشع يقوللي نبلغ عليه .. أقوله استنى عليه يمكن يتوب .. لقيناه ما فيش فايدة [يتلوى من المغص]

ليشع: الصنف ده .. صنف واخد على الحرام [يتلوى]

الضابط: الله .. الله . إيه الحكاية .. عملين تترقصوا كده ليه..

الضابط: فين مكتبه علشان نفتشه.

جرجس: اتفضل يا بيه علشان نتأكد قبل ما ييجي [يتلوى]

[يفتح الضابط الدرج ويخرج السيغة]

الضابط: مضبوط .. هي دي الحاجات المسروقة

[ينتهز المخبر الفرصة ويضع عدة خواتم في جيبه فيراه ليشع]

ليشع: لا لا يا حبيبي .. اللي حطيته في جيبك ده مش مسروق

المخبر: أنت حاتسكت ولا ناخدك مع الراجل التاني ...

الضابط: إيه يا ولد اللي خدته.

المخبر: ولا حاجة يا سعادة البك.

ليشع: خد خاتم يا حضرة الضابط .. أنا شوفته بعنيه..

الضابط: خرج اللي في جيبك .. يا وله واختشي.

[يخرج المخبر من جيبه أساور وعدة خواتم وساعات]

جرجس: يا نهار أسود . كنت لاهف كل الحاجات دي

الضابط: [يضرب المخبر على كتفه] كسفتنا الله يكسفك ... أنا حاحبسك أنت .. بأه أنت مخبر أنت .. طلع كل اللي في جيبك.

[يخرج أشياء كثيرة]

المخبر: ما هي حاجات مسروقة يا بيه.

الضابط: اخرس.. فين الشريك تباعكم اللي اسمه مهنى.

[يدخل مهنى مضطربا]

مهنى: الله ينكد عليها .. والله تستاهل العما حتى .. أمال إذا ما كنتش مهيأها وجايب لها السيغة ملو درعتها ..

الضابط: من السيغة المسروقة طبعا.

مهنى: مسروقة .. مسروقة إيه يا جدع أنت .. اختشي على دمك ..

الضابط: يا اللا قدامي على القسم يا حرامي .. أنا ضابط البوليس

مهنى: القسم .. ضابط البوليس .. حرامي .. أنا حرامي .. إيه الحكاية يا بيه .. إيه الموضوع يا جماعة.

الضابط: هناك في القسم حتعرف.

مهنى: وساكت ليه يا جرجس وأنت يا ليشع.

ليشع: معلش يا حاج مهنى.. اصبر يا حبيبي

جرجس: مع السلامة يا حاج مهنى .. آهي شدة وتفوت . الله يقوي إيمانك

مهنى: يقوي إيماني .. إيه الحكاية يا جماعة .. فهموني الموضوع ..

الضابط: ما تضيعش وقتنا .. اتفضل.

مهنى: اتفضل على فين يا بيه .[ وهنا يدخل مرسي ويضرب كفا بكف]

مرسي: يا حول اله يا رب .. والله يا بيه مظلوم .. ومش بتاع حاجات ز يدي أبدا.

المخبر: اسكت ياد أنت .. أحسن ناخدك أنت كمان .. تعالى [يفتشه]

مرسي: هات المحفظة .. الحق يا بيه خد المحفظة بتاعتي.

المخبر: أنا ح افتشها يا بيه .. [يخرجها له من جيبه] مهنى: أنا اللي يضرني ما يكسبش أبدا .. [يغمزه المخبر] ابعد إيدك عن بطني واحتشم.

الضابط: يا اللا أدامي [يخرج المخبر والضابط والحاج مهنى ومرسي]

جرجس: [يفرك يديه بفرح] مش قلت لك يا ليشع أنا ح اطفشه.. ح أمسخره .. ح أرقصه .. [يتلوى]

ليشع: آه يا بطني ... ده مصيبة يا جرجس .. دأنت جن يا حبيبي [يتلوى] أيه ده .. بطني بيكركب

جرجس: أمال إيه .. في ستين داهية .. إيدك يا ليشع .. تعلى نقرا سوى إصحاح النور .. قول معايا .. باسمك يا عذرا ..

واسمك يا مسيح . .. بطني يا مسيح الحقها ..

ليشع: أحنا ح نرجع تاني [يمسك بطنه] آه يا بطني ... بطني سايبة

جرجس: [يمسك بطنه] وأنا كمان يا ليشع .. آه يا بطني ..

[يدخل مرسي]

جرجس: [يمسك بطنه] مطرود من النهارده ياسي مرسي .. راضي بالهم والهم مش راضي بينا .. مش كده آه يا بطني ..

ليشع: ومخصوم منك تلات أيام كمان .. آه ح تتقطع يا عزير .. الحقني ..

مرسي: مرفود .. وخصم تلات أيام .. والحاج مهنى وديتوه السجن عاوزين تعملوا إيه كمان .

جرجس: اختشي يا مرسي .. وخليك بأدبك [يتلوى]

ليشع: خلينا حبايب أحسن [يتلوى]

مرسي: حبايب .. أنتم حبايب . أنتم مصايب ... أنتم ظلمة .. أنتم زبالة .. تفتكروا إن ربنا ح يسيبكم . بكرة تشوفوا ..

وعلى رأي المثل: اللي بيحفر حفرة لأخيه... بيندب فيها

ستار

يقفل الستار بانتهاء الفصل الأول من مسرحية الفرسان الثلاثة.  

الفصل الثاني

شخصيات المسرحية حسب ظهورهم على المسرح

الفصل الثاني

1. مرسي : الخادم

2. العمدة : نسيب الحاج مهنى

3. عقدة : مرافق العمدة

4. زعتر : صاحب البيت

5. الحاج مهنى : صاحب المحل وشريك ليشع وجرجس

6. توما : اللص الشريف

7. سوسو : مساعده

8. روبير : ابن ليشع اليهودي

9. المحضر : محضر المحكمة

الفصل الثاني

المنظر: [حجرة مكتب في منزل الحاج مهنى .. مكتب في الوسط وصور معلقة .. عدة ترابيزات .. نافذة في منتصف الحجرة وراءاها ستار ... عدة كراسي..]

[يدخل مرسي الخادم]

مرسي: اتفضل يا معلم زعتر .. اتفضل [يدخل المعلم زعتر... رجل بلدي قصير]

زعتر: ألف نهار أبيض يا مرسي .. ألف مبروك يا حبيبي.

مرسي: الله يبارك فيك يا معلم زعتر .. اتفضل استريح ..

زعتر: فين الحاج مهنى يا خويا .. أنا عاوز أطمن عليه .. ألف نهار أبيض

مرسي: لسه خارج والله يا معلم .. لسه دلوقت مبقالوش خمس دقايق.

زعتر: ودي أصول .. مش لازم يعمل حسابه إن له حبايب .. ح ييجوا يهنوه بالإفراج عنه .. الا قولي إيه الحكاية بالضبط.

مرسي: حكاية إيه يا معلم .. كله من ولا الإيه .. الله ينكد عليهم الشركا بتوعه .. هما اللي عملوه فيه كده .. بلغوا عليه إن عنده سيغة مسروقة .. والمصيبة إن هما اللي شرينها وحطوها في درجه.

زعتر: الله يقطع ولاد الحرام .. طب وساكت لهم ليه .. لو كنت منهم لقطعت خبرهم

مرسي: هو فاهم إنهم ملايكة يا سيدي .. راجل على نياته يا معلم زعتر.

زعتر: هو خرج بكفالة والا كده على طول.

مرسي: بكفالة خمسين جنيه..

زعتر: ده خراب بيوت .. خمسين جنيه حتة واحدة . يا ترى يقدر يدفع إيجار الشقة .. والله إيه رأيك.

مرسي: استنى عليه شوية يا معلم زعتر.

زعتر: أنت عارف الحال يا مرسي .. الواحد مستني القرشين اللي بياخدهم من الشقة .. والدنيا غلا .. زي ما أنت عارف ..هي الست حرمه هنا ..

مرسي: اسكت ... ما تجبش سيرتها .. أحسن دي قلبه البيت نكد ... ولاوية بوزها وحالتها كرب.

[وهنا يدق الجرس]

مرسي: عن إذنك لما اشو فمين [يخرج]

زعتر: وبعدين يا واد يا زعتر .. الظاهر مش ح يقدر يدفع إيجار الشقة الشهر ده وبعدين إيه العمل.

[هنا يدخل مرسي ومعه العمدة .. ومرافقه]

العمدة: أنا مش عاوز كلام كتير .. فين زفت الطين ..

مرسي: زفت الطين .. زفت الطين مين يا حضرة العمدة..

عقدة: أنت ح تستعبط يا وله .. اكسره يا حضرة العمدة.

العمدة: استنى شوية .. [مشيرا لزعتر] ومين ده.

زعتر: محسوبك صاحب البيت اللي فيه الحاج مهنى.

العمدة: حاج مهنى مين وزفت إيه ... قول الحرامي .. قول النصاب .. ما تقولش حاج أبدا.

مرسي: هدي نفسك .. يا حضرة العمدة بس ...

العمدة: دا فضحنا في البلد .. إذا كان مكتوب في الجرانين بالخط التخين ... مكتوب إيه يا واد يا عقدة ..

عقدة: مكتوب .. تاجر مجوهرات يشتري مجوهرات قتيلة شبرا .. ومصورين الحاج مهنى في الوسط ... شوف الفضيحة ..

العمدة: ما تقولش الحاج زفت ... قول النصاب .. قول الحرامي

زعتر: مع عدم المؤاخذة .. حضرتك تبقى قريبه ولا إيه

العمدة: نسيبه يا سيدي .. شوف البخت المايل .. واخد الست أختي .. دي ضفرها يساوي عنيه الاتنين ... هي فين الست يا مرسي ...

مرسي: جوا .. يا حضرة العمدة ... اتفضل. [يخرجون ويبقى زعتر وعقدة]

زعتر: الظاهر إنه مظلوم في المسألة دي يا علبة أفندي.

عقدة: ما اسميش علبة..

زعتر: مع عدم المؤاخذة .. اصلي أنا فاهمي على قدي . اسمك إيه

عقدة: محسوبك عقدة ... مساعد حضرة العمدة في إدارة الأمن.

زعتر: عقدة والعمدة جاي علشان يهنيه بالإفراج عنه ولا ناوي إيه .. لا الشر في عنيه خالص.

عقدة: الشر بس .. امال أنا جاي معاه ليه .. أنا ح امسخر زفت الطين ... ضيع هيبتنا في البلد .. كل الناس عمالة تكلم في سيرتنا .. برم فروتنا ... نسيب العمدة حرامي ... نسيب العمدة نصاب .. نسيب العمدة في السجن .. العمدة ما اطقش ...

زعتر: بس الظاهر إنه مظلوم يا عم عقدة ...

عقدة: مظلوم .. دا مية من تحت تبن .. اسألني أنا عنه .. ده مشرب الست الكوتة..

زعتر: دا راجل مقتصر ... دا راجل باين عليه الصلاح .. ما تستعجلو بس كده ... ويمكن مظلوم ... [هنا يدخل العمدة]

العمدة: لا لأ .. أنا ما اقدرش اسكت على كده أبدا ...

عقدة: خير ... يا حضرة العمدة

العمدة: مش كفاية إنه حرامي .. لا .. حضرته عامل راجل على الجماعة بتوعه ... عامل راجل على الست ...

عقدة: إزاي يا حضرة العمدة .. يستجري

العمدة: تصدق يا عقدة .. ياخد رجل الست يولعها...

زعتر: يولع رجل الست ... ؟! دا إجنن ولا إيه...

عقدة: يا خراب اسود .. دا أنا ح اشرب من دمه

العمدة: وكسر بقها وسنانها ...

عقدة: دا حقه يروح المورستان .. ده ما يستناش هنا أبدا..

العمدة: فين .. هو راح فين ... يا أنا يا هو النهارده

عقدة: امال أنا شغلتي إيه يا حضرة العمدة

زعتر: لكن يا حضرة العمدة ماخذنيش في السؤال كده .. هو حرق رجل الست إزاي...

العمدة: أنت مالك يا جدع أنت .. أنت بتدخل في المواضيع العائلية ليه .. إيه اللي حشرك ... إيه دخلك...

العمدة: وعلى رأي المثل .. يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ...

عقدة: صنتها ...

زعتر: لا مؤاخذة .. بس أنا أحب أستوضح .. وإزاي يكسر بق الست .. لا مؤاخذة

العمدة: أنت راجل باين عليك زذل .. رجل الست .. بق الست .. أنت مالك ومال الحاجات دي ... ما هو ما يسكنش الحرامي إلا حرامي زيه .. لازم أنت شريكه..

عقدة: أيوة ... لازم أنت شريكه .. أوضبه يا حضرة العمدة.

العمدة: لأ استنى على ده شوية ...

[هنا يدق الجرس]

العمدة: أهو وقع أهو .. استعد يا عقدة .. استعد.

عقدة: ح اشرب من دمه .. [هنا يدخل مرسي مسرعا يفتح الباب]

مرسي: [حاملا طرد] طرد للحاج مهنى...

العمدة: هو فين هو .. ياد يا مرسي .. قوللي على طريقه أحسن ... إذا قلت الحق ح تنفد من إيده..

عقدة: أوضبه يا حضرة العمدة

العمدة: لأ .. استنى عليه شوية

مرسي: والله ما أعرف هو راح فين

العمدة: طب وإيه الصندوق ده فيه إيه..

مرسي: ده طرد مش عارف فيه إيه..

العمدة: لا يا شيخ استعبط .. قول الحق أحسن لك.

عقدة: الحق ينجي يا وله.

العمدة: أنا ح افضحه .. ح أكشف سره ... ح افضح أمره .. زي ما فضحني هات ياد مقص ..

زعتر: ما يصحش يا حضرة العمدة .. أحسن الحاج يزعل ..

العمدة: أنت مالك أنت ... اسكت.

عقدة: اخرس.

زعتر: سكت ... خرست ... بس مع عدم المؤاخذة..

العمدة: هات المقص [يحاول فتح الطرد]

مرسي: يا حضرة العمدة ما يصحش .. مش كده .. دي مش طريقة..

العمدة: اخرس .. آدي علبة .. افتح شوف فيها إيه ياد يا عقدة [يفتح عقدة العلبة فتسقط من يده]

عقدة: عقارب يا حضرة العمدة ... عقارب يا حضرة العمدة.

[هرج ومرج]

العمدة: موت ياد موت ... [يحاولون ضرب العقارب بالقباقيب والأحذية]

عقدة: [يصرخ] آه .. يا صباعي .. صباعي .. يا حضرة العمدة .

زعتر: لا .. أنفد بجلدي يا عم ..ده بيت مجانين [يخرج مسرعا]

العمدة: هو اللي عامله فينا .. مهنا الكلب ... الله منه ... هات منديل يا واد يا مرسي .. اجري بطله إيدي

[يربطون يد عقدة]

وأنت ياد يا مرسي عارف إن فيه عقارب وما تقولش

مرسي: والله ما أعرف فيه إيه

عقدة: آه يا إيدي ... دماغي بتلعب يا حضرة العمدة.

العمدة: خدوا يا واد يا مرسي جوا ونيمه على سرير وشرط إيده إجري ..

[يخرج مرسي وعقدة]

العمدة: [لنفسه] وبعدين يا عباس حا أعمل إيه دلوقتي .. أنا لوحدي وأنا كنت جايب الواد عقدة عشان يرصه .. اتهزأت خلاص يا عمدة .. لا حول الله يا رب

[يدق جرس الباب ويتوجه العمدة لفتحه]

العمدة: هو أنت جيت .. أهلا وسهلا.

مهنى: أهلا .. حضرة العمدة ... يا الف نهار أبيض .. بقى تتعب نفسك وتيجي من البلد لغاية هنا ... علشان تهنيني بالإفراج.

العمدة: أهنيك بالإفراج .. إفراج إيه يا حضرة الحرامي ... يا حضرة النصاب.

مهنى: يا مش كده يا حضرة العمدة ... ما يصحش .. ما تتعجلش في حكمك .. والله ما أنا عارف لغاية دلوقتي .. إيه الموضوع

العمدة: لا يا شيخ .. خش في عبي شوية .. خش ..

مهنى: الله .. الله ... يا حضرة العمدة.. ما يصحش كده .. بدال ما تهنيني بالإفراج تيجي تبستفني وتهزأني ...

العمدة: حرامي وعامل جدع على الست اختي .. مش حرام عليك يا راجل اللي بتعمله فيها .. مش كفاية هي راضية إنها تعيش مع واحد حرامي ...

مهنى: حرامي ... عيب يا عمدة .. إذا كنت ح تفتح موضوع الست ح ألبخ أنا واطلع اللي في قلبي .. دي منكدة علي عيشتي .. هي دي ست . دي غول ..

العمدة: د كمان تحرق رجلها يا مفتري ..

مهنى: أعمل إيه ... إذا كانت كل شوية تخلع رجلها الخشب .. وتضربني بيها .. أسيبها .. حرق رجلها الخشب .. بدال ما هي نازلة ضرب بيها .. هي دي بنآدم ..

العمدة: مش عاجبك الرجل الخشب يا سي مهنى .. بتعايب على خلقة ربنا د احنا شارينها بخمسة وعشرين جنيه .. اللي حرقتها دي وكمان كسرت طقم سنانها يا ظالم ...

مهنى: أعمل إيه يا عمدة .. إذا كانت كل ما تتخانق معايا .. تروح مركبة الطقم .. وعضاني بيه [يكشف عن ذراعه] شوف يا سيدي شوف .. وهنا كمان .. دي غوله .. دي نداهة .. دي مصيبة .. مش الحق على اللي مجوز عانس ...

العمدة: عانس ... عيب يا جدع أنت ... ما تعيبش ... دي عمرها 45 سنة هو حد غصبك ...

مهنى: ما أنتم غشتوني .. هو أنا كنت عارف إني ح اجوز محل روبابيكيا ... رجل خشب .. وطقم سنان .. وعين إزاز .. وأمراض الدنيا كلها في بدنها ..

العمدة: اختشي يا جدع أنت ... اختشي أحسن لك ...

مهنى: ما أنت اللي فتحت الموضوع .. أنا راضي بالهم .. والهم مش راضي بي .. يا راجل ده أنا مستحملها .. علشان خاطرك ... ويقول أهي زاي والدتي ...

العمدة: والدتك ...؟! ..

مهنى: آه والدتي .. وهي ما تعرفش غير النكد والشتيمة .. والأذية ..

العمدة: أنا كنت جاي علشان آخذها ... فضحتني في البلد ... الناس كلها عمالة تقول ... نسيبك حرامي .. نسيبك نصاب ..

مهنى: الناس ما بيصدقوا واحد يقع ... كلهم ينزلوا فيه تقطيع .. مافيش رحمة وإذا كنت عاوز تاخدها .. خدها وريحنا منها ...

[هنا يدخل عقدة رابطا ذراعه]

عقدة: أنت وقعت يا بوز الإخص .. اختار لك موتة .. حرامي وتهزأ الست ..ز وتبعت لنا عقارب ..

مهنى: إيه المجنون ده يا عمدة ما تعقله .. عقارب .. إيه الللي بتتكلم عنها الهوس ده

عقدة: أنا مهوس .. أنا ها أشرب من دمك يا جبان

مهنى: جبان في عنيك .. عديم الحيا .. اخرس ياد أنت ... أنتم طمعتوا .. إني أنا ساكت لكم يا مرسي .. [يدخل مرسي] اطرد الجماعة دول برة البيت

العمدة: يطردنا .. ده آخر الزمن.

مرسي: يا للا يا خويا أنت وهو .. وإلا نجيب لكم البوليس .. وتتنشر صورتكم في الجران بكرة .. يا للا يا خويا قدامي ..

عقدة: الله الله ... إيه الحكاية .. أضرب يا حضرة العمدة.

العمدة: لا مش دلوقتي .. استنى شوية ..

مهنى: وخد الست معاك يا حضرة العمدة .. وحشتريها رجل خشب وطقم جديد وأبعتهملك على البلد مع لوزمها وكراكيبها..

عقدة: أسيح دمهم يا حضرة العمدة

العمدة: استنى شوية يا عقدة.

مهنى: مع ألف سلامة .. معاهم يا مرسي .. جهز للست هدومها

العمدة: سامعة يا حاجة ..

[يدق الجرس .. يفتح مرسي الباب .. يدخل محضر ومعه دفاتر كثيرة ويلبس نظارة سميكة]

المحضر: يا ساتر .. إحم إحم .. لمؤاخذة يا هانم [يشير للحاج مهنى] فين الحاج مهنى يا هانم...

مهنى: هان في عينك ما تختشيش .. أنت ما عندكمش نظر والا إيه

المحضر: لمواخذة يا بيه .. أصل النور مش واضح .. والنضارة جديدة .. ومزغللة عنية .. فين الحاج مهنى..

مهنى: أنا الحاج زفت .. عاوز مني إيه .. أنت مين.

المحضر: أنا المحضر .. مطلوب منك يا سيدي 375 جنيه بكمبيالات بحساب شركة النجوم الثلاثة الدفع أو الحبس.

مهنى: 375 جنيه والدفع أو الحبس .. الدفع أو الحبس . هي المصايب تحط مرة واحدة كده.

العمدة: ازيك يا حضرة النصاب .. بتطردنا من بيتك .. الدفع أو الحبس يا حضرة الحرامي ..

عقدة: شوف آخر ظلمك.

العمدة: حتبوس إيدنا .. أنا في إيدي حبسك .. وفي إيدي عتقك .. ولكن هخليك تاخد جزاءك

مهنى: ما هو من أصلك .. أنتم مستنين إيه .. يلا في ستين داهية .. خد المصيبة وادوني عرض كتافكم .. يا للا

العمدة: حبقى آجي أتفرج عليك في السجن يا حضرة النصاب.

عقدة: ونردك زيارة خاصة [وهم يخرجون]

المحضر: [للعمدة] وحياتك يا شاطر هاتلي كوباية مية

العمدة: شاطر في عينك .. أ،ت معندكش نظر

المحضر: أعمل إيه ..ما أنت صوتك رفيع زي العيال .. وجسمك سفيف

مهنى: ده جسم سفي فده .. أنت لابس إيه .. قعر كباية ولا قعر بطرمان يا للا وروني عرض كتافكم [يخرجون]

مرسي: وبعدين يا ح مهنى [للمحضر] مش ممكن نقسط المبلغ.

المحضر: لا يا حبيبي .... مش ممكن ... ده مطلوب الدفع أو الحبس وأنا جاي أحجز على البيت مهمتي طب اصبر علي شوية لما أروح أشوف الجماعة دول أحسن يسرقوا هدومي رخرا [يخرجون]

المحضر: [يتلفت حواليه] لكن ممكن برضه نأجل الموضوع شوية .. لو خدتم بالكم مني ... أخوك باين عليه راجل طيب .. الله هو ما فيش حد هنا والا إيه .. يخلع النظارة .. أمال أنا كنت شايف خيال .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. كنت بأحسب الشماعة بني آدم .. الظاهر مافيش شماعة ولا حاجة ... ده إيه ده .. ده باين عليه دولاب ده والا إيه .. الله أعلم [يدخل مهنى]

مهنى: آه يا إيدي .. آه يانا .

المحضر: إيه .. مالك ياحاج مهنى مالك.

مهنى: لكت إيدي .. كلعت اللحم في بقها ..

المحضر: مين هي دي .. القطة

مهنى: قطة .. لا الكلبة .. الغوريلا

المحضر: أنت فاتح جنينة حيوانات في الشقة والا إيه؟

مهنى: أكثر يا خويا .. أه يانا

مرسي: إزاي عضتك .. وأنت سرقت الطقم بتاعها وكسرته

مهنى: كان عنده طقم سنان يا خويا .. أول ما قربت عليها . ركبته وهجمت علي .. تسيبها تاخد هدومي يا مرسي وأنت ساكت.

مرسي: دأنا عبيط يا حاج مهنى .. أنا شفت اللي حصلك ..كنت مسورق مملة تاخد حقن الكلب.

مهنى: على رأيك .. آه يا إيدي

المحضر: نا مش فاهم حاجة أبدا.

مهنى: خليك كده أحسن .. آنستنا يا حضرة المحضر .. أنت جيب من هنا .. والخيرات نزلت علي من هنا .. وشك حلو قوي ..

المحضر: الله يحفظك .. يعني ناوي تدفع .. وترفع الحجر والا إيه.

مهنى: أدفع .. أدفع منين يا خويا .. خلوني على الحديدة .. الله ينتقم من اللي كان السبب

مرسي: يا ما حذرتك منهم يا حاج مهنى.

مهنى: ما كنت أفتكر إن فيه ناس بالشكل ده أبدا .. عملت فيهم إيه .. لما يعملوا فيه كده ... بس حرام تظلمهم يمكن مش هما ..

المحضر: وبعدين يا حضرة الأفندي ناوي إيه .. نحجز والا تدفع .. والا ممتنع ..

مهنى: ما في اليد حيلة .. بقيت على البلاطة .... يا مولاي كما خلقتني معييش حاجة ...

المحضر: يعني الحبس يا حاج .. وأنت مش بتاع حاجات ز يدي .. وسمعتك واسمك ..

مهنى: هي بقى في سمعة والا اسم ..الحاجات دي انتهت خلاص

مرسي: يعني ما فيش طريقة نأجل الموضوع ده لما ربنا يفرجها شوية

المحضر: مافيش مانع ... أقدر أأجل الموضوع بس يعني خدوا بالكم إن الحكاية دي عاوزة تعب كتير ومواصلات وأوراق وأنتم سيد العارفين.

مرسي: طيب خد .. أدي كل اللي محوشهم .. وأجلنا الموضوع شوية

المحضر: [ينظر للنقود] الاتنين .. عشان خاطركم .. أنا حا أتم .. الموضوع ده تمام. بس دول ما ينفعوش .. فيه دفعة تانية .. السلام عليكم [يخرج يصطدم بالمنضدة ويسقط]

المحضر: يا ساتر يا رب .. لا مؤاخذة أحسن النظارة جديدة [يخرج]

[مهنى بذرع الحجرة جيئة وذهابا]

مرسي: اسمع يا حاج مهنى .. ما تزعلش نفسك .. وعاوزين نفكر كده .. إزاي ننتقم منهم

مهنى: بس يا مرسي أنا ما أحبش أظلم حد ... يمكن ليشع وجرجس مظلومين في الموضوع ده .. دول كانوا محتارين يجيبوا لي إيه ولا إيه.. وأنا في القسم .. مش معقول يكونوا هم اللي عملوها يا مرسي.

مرسي: يا حاج مهنى .. بلاش الدروشة دي .. والله أنا سامعهم بوداني وهم بيدبروا المؤامرة دي

مهنى: يا راجل أنت ... دايما تظلمهم .. مع إنهم دايما يكلموني عن تزويد مهيتك

مرسي: تزويد مهيتي .. دول هاريين بدني شتيمة وتهزيء

[وهنا يدق الجرس] [يفتح الباب ويدخل روبير]

روبير: سعيدة يا حاج مهنى .. [يضحك] حمد الله ع السلامة

مرسي: أنت جاي هنا تعمل إيه ..

مهنى: الله .. إيه يا مرسي الحكاية .. سيبه أنت مالك بيه ... ازيك يا روبير .. اقعد يا بني ... فين بابا .. ماجاش ليه معاك.

[يخرج مرسي]

روبير: بابا [يضحك بشدة]

مهنى: بتضحك على إيه

روبير: كان حتة فصل .. ده بابا عيان ... حيموت خالص .. إيده وجعاه من وقعة قشرة الموز .. وبطنه سايبة خالص ..

مهنى: بطنه سايبة من إيه؟

روبير: من الدوا اللي في الشاي [يضحك] وأنت حظك بمب يا عمو ...

مهنى: أنا حظي بمب .. إزاي يا بني ..

روبير: مش ح اقولك إلا لو اديتني خمسة صاغ .. لأ عشرة صاغ جربت نوثي ده بابا ده حظه وحش .. وجرجس أفندي لقيم خالص

مهنى: حديلك ريال بس قوللي

روبير: هات الأول ... لحسن تضحك علي زي جرجس أفندي.

مهنى: خد يا روبير ..بس قول..

روبير: أصل كنا متفقين نعمل فيك فصولات ... نرمي قشر موز عشان تزحلق .. ونتصرو يا عمو .. إن بابا اللي اتزحلق فيها .. مش أنت [يضحك]

مهنى: عمو مين اللي قالك تعمل كده يا روبير...

روبير: جرجس أفندي وبابا ... لكن بابا اللي وقع فيها .. وكمان حطيت لك دوا يعمل إسهال في الشاي ... بس حظك حلو أوي يا عمو مهنى .. بابا وعمي جرجس افندي هما اللي شربوا الكوباية اللي فيها الدوا .. وأنت شربت الكوباية الكويسة حظك بمب ...

مهنى: كده .. وإيه كمان يا روبير...

روبير: بس اوعى تقول لبابا ... ليضربني .. اوعى تقول يا عمو ...

مهنى: لأ .. ما تخافش .. وقالك إيه كمان ..

روبير: أنت ما جالكش طرد لسه مهنى طرد .. طرد إيه ... لا ما جاليش طرد ولا حاجة .. هو أنتم بعتم طرد من الدوا بتاع الإسهال ده.

روبير: لا أنا بأسأل بس... سعيدة بقى .. أحسن بابا مستنيني ..كان بعتني أشوفك عامل إيه ... اوعى يا عمو تقوله أرفوار .. أرفوار [يخرج روبير]

مهنى: [لنفسه] بقى كده .. والله أنت عامل زي طور الله في برسيمه يا مهنى .. هما عمالين يدبروا في مقالب .. دأنا بافتكرهم ناس طيبين صالحين .. أنا اللي غلط برضه .. واستاهل أكتر من كده [يدخل مرسي] طيب يا ليشع يابن كوهين وأنت يا جرجس يا بن بطرس .. أن ما ربتكوش ... ما أبقاش أنا مهنى ...

مرسي: الحمد لله يا حاج مهنى .. إنك فقت وعرفت الموضوع .. لكن إيه اللي خلاك تصدق دلوقت

مهنى: خلاص يا مرسي .. سيبك من الموضوع ده دلوقتي .. أنا خارج علشان أدبأ على قرشين ... عشان نسد الكمبيالات دي .

مرسي: ح تروح فين دلوقت .. والدنيا وخري .. خليك للصبح.

مهنى: لا .. خير البر عاجله ...... أنا خارج ... ابقى جهز لقمة خفيفة حطهالي هنا .. [يخرج]

مرسي: آه لو طلتك يا ليشع الكلب ... وأنت يا جرجس يا تعبان الغيط يا ساهي .. لكن معلهش .. كل شيء له نهاية .. [يخرج ويغلق النور]

[يظهر ضوء بطارية من النافذة]

توما: اطلع على مهلك .. هيه .. وصلت ... ما تعلمش صوت ..

سوسو: وصلت يا ريس .. الدنيا ضلمة خالص يا ريس .. اطلع بقى ما تسيبنيش لوحدي .. [يدخل اللص سوسو من النافذة ويتبعه الزعيم توما]

توما: اتصفت كويس يا سوسو .. خد بالك .. ده بيت جواهرجي .. ح تروح متحينين النهارده.

[سوسو يصطدم بكرسي ويحدث صوت]

توما: إيه ده حاسب .. أنت مش ح تتعلم أبدا .. أنت فين ما تحطش رجلك إلا إذا حسست مكانها .. ح تتعلم لإمتى يا أهبل.

سوسو: لا مؤاخذة يا ريس توما .. الحقيقة أنا خايف .. سامع صوت ركبي ... والنبي ولع النور..

توما: طيب .. طيب .. ما تخافش... وطي صوتك ... خليك هنا وأنا داخل أشوف حد صاحي .. والا إيه..

سوسو: ح تسيبني لوحدي يا توما .. ما تغيبش ..

توما: اكسف .. وأنت شكلك يخوف بلد .. عضلاتك دي كلها .. وجبلة كده

[يخرج]

سوسو: [تصطك أسنانه بصوت مسموع] .. الدنيا برد والا أنا اللي خايف .. أنا اللي غلطان برضه .. إن اسمع كلامك يا توما .. [يدخل توما]

توما: اسمع يا سوسو .. مافيش حد صاحي يا بطل .. اطمن .. حسس على زر النور وولعه...

سوسو: حاضر يا ريس .. [يفتح النور]

توما: مش مكسوف من نفسك .. العضلات دي ... وخايف زي الفار ..

سوسو: أبدا يا ريس توما بس ما أحبش الضلمة .. أحسن بيقولوا فيها عفاريت

توما: اسمع يا سوسو .. أنا عايز أعلمك علشان تبقى الساعد الأيمن .. لتوما اللص الشريف .. قريت عن أرسين لوبين

سوسو: أيوة يا ريس ... قريتله كتير ..

توما: أهو أنا زيه بالضبط .. أرسين لوبي نبتاع مصر .. اللص الظريف توما أسرق من الغني وأدي الفقير ..[يشير لنفسه ولسوسو]

سوسو: على رأيك .. ما تخافش .. معاك قلب حديد... بس ابعد عن الضلمة .. وأنت تلاقي معك أسد

توما: شوف يا سوسو .. احنا ح نتبع أحسن أساليب السرقات شوف يا سيدي .. أولا .. وارتدي أرسين لوبين قفازه حتى يخفي بصماته ..

سوسو: بصماته يعني إيه يا ريس.

توما: أنت غبي يا سوسو ..كل يوم ح أعلمك .. بصماته يعني صوابه .. البس قفازك ..

سوسو: قفازك .. قفازك يعني إيه يا توما ..

توما: إيه ده . قفازك يعني الجونتي بتاعك .. البس وأنت تفلق .. [يرتدي الجونتي] ودلوقتي ح نفتش كل البيت تفتيش فني جدا

سوسو: طيب عن إذنك أروح أفتش أنا المطبخ.

توما: أنت عبيط .. ح نلاقي في المطبخ إيه

سوسو: ح ألاقي المحمر والمشمر

توما: إحنا جايين نسرق جواهر .. جواهر .. افهمني..

سوسو: والجمع بينهما أفضل... لازم نشطب البيت .. من خزاين المطبخ إلى خزاين الجواهر .. [ينصت] اسمع يا توما ..أنا سامع صوت يا خويا ..

توما: [ينصت] أبدا .. مافيش حد .. البيت فاضي .. مافيش حد خالص اطمن ..شوف يا سيدي ... ح نفتش البيت حتة حتة .. وبعدين ناخد الجواهر ونقضي ليلة سعيدة ..

سوسو: ح نروح السيما يا توما ..

توما: امال إيه ... طبعا ...

سوسو: يا حلو يا حلو ..

توما: اليوم أمر .. وغدا سيما وخمر ...

سوسو: دأنت لقطة يا توما ..

توما: دأنت لقطة يا توما ..

توما: أشكرك ..مرسيه يا ساعدي الأيسر

سوسو: الأيسر

توما: لا مؤاخذة .. أصل أنا أشول .. شوف يا سوسو .. غذا حد فاجئنا هنا... تعمل إيه .. فكر كده .. ؟

سوسو: نفط ونجري...

توما: لسه عبيط

سوسو: أمال نعمل إيه ...

توما: [يفكر قليلا] شوف يا سيدي .. نروح عاملين كراسي ...

سوسو: عاملين كراسي ... إزاي يا ريس نعمل كراسي ..

توما: لسه غبي برضه .. شوف يا سيدي .. [يركع على الأرض] حط المفرش ده على .. هيه .. شكلي زاي إيه دلوقت

سوسو: مضبوط ... كرسي معتبر. [يقوم توما]

توما: اقعد يا كنبة [يركع سوسو] أهو أنت شكلك كنبة بالضبط... قوم [يضربه] أنت استحليت القعدة والا إيه ...

سوسو: طب عن إذنك دقيقة واحدة لما أوصل المطبخ

توما: وبعدين يا سوسو ..بعد ما نخلص خالص .. ح أكلك كباب..

سوسو: أنا ما أرعفش اشتغل إلا لما أملا التنك .. عن إذنك ثانية واحدة على المطبخ .. [ هنا يدق الجرس]

نهرب يا ريس .. نفط .. [يحاول القفز من النافذة]

توما: هس . اسكت .. [يكتم فمه] .. يا اللا يا كنبة ..

سوسو: [يركع ويغطيه توما بملابسه .. وكذلك يفعل توما بجانبه ويكلمه من تحت المفرش] يا لا نهرب يا توما .. قبل ما يكشفونا يا توما ..

توما: اسكت يا سوسو ما تبقاش عبيط .. هس ..

[يدخل مرسي الخادم وهو يفرك عينيه]

مرسي: مين ... الله .. إيه النور ده يا خواتي .. أنا طافيه قبل ما أنام

[يدخل العمدة ومعه عقدة]

العمدة: فين زفت الطين ...

مرسي: يا فتاح يا عليم .. انتو مش خدتوا لحمتكم .. عايزين منا إيه ...

عقدة: فين زفت الطين .. يعني فين زفت الطين ... أضربه يا عمدة

العمدة: لا مش دلوقتي .. استنى شوية

مرسي: عاوزين إيه دلوقتي ..

العمدة: السيغة بتاعت الست .. نسينا ناخدها ...

عقدة : حرامية عاوزين يلهفوها ..

العمدة: يا اللا ياد أدامي .. [يخرجون] مرسي: لما نشوف آخرتها .. [يخرج]

سوسو: [من تحت القماش] توما .. يا اللا يا خويا نمشي قبل ما يكشفونا ده العمدة وصل...

توما: اسكت ما تخافش .. ح هيصك ...

سوسو: مش عايز أهيص ولا حاجة .. يا اللا نرح يا توما ..

توما: لما ناخد الجواهر الأول ...

سوسو: ما هما جايين ياخدوا السيغة يا توما .. يا اللا يا خوايا ..ز

[هنا يدخل العمدة]

العمدة: خبا السيغة الحرامي .. والنبي ما أمشي من هنا الا ما آخدها على داير الخاتم وآدي قعدة .. [يجلس على سوسو] [سوسو يبدو عليه الألم]

العمدة: الله يكسفك .. دي كراسي دي .. كراسي مخلعة ...

[يجلس على توما .. توما يميل .. يسقط العمدة ]

الله يخرب بيتك .. آل جواهرجي آل .. وكراسيه مكسرة .. [من الباب]

هيه يا واد يا عقدة .. لقيت السيغة والا لسة ..

عقدة: [من الداخل] لسه يا حضرة العمدة.

العمدة: أنا جايلك أهه [يخرج]

سوسو: من تحت القماش... آه يا ظهري .. آه .. شوفت الحيطة اللي حطت علي .. كسر ظهري الله يكسر ظهره ...

توما: وأنا يا سوسو .. ده وزنه ييجي ميتين كيلو ... اسمع .. أنا نشلت المحفظة بتاعته .. مش برافو علي ..

سوسو: برافو عليك .. بس يا اللا نمشي .. [يدخلون جميعا]

عقدة: أنا عارفك .. أنت يا مرسي الكلب .. ح تقولللي فين خبيت السيغة .. والا اكسر دماغك دي .. اكسرها يا عمدة ...

العمدة: لا مش دلوقتي .. كمان شوية ..

مرسي: أنا لا أعرف سيغة ولا ميغة .. مش تتفضلوا بقى من غير مطرود

العمدة: قطع لسانك .. قليل الحيا .. احنا هنا على قلبها لطولون .. اقعد يا واد يا عقدة ...

مرسي: اقعدوا .. إن شاالله تقعدوا للصبح .. [يخرج مرسي]

[يجلس العمدة على سوسو .. ويجلس عقدة على توما]

عقدة: كراسي تقرف ...

العمدة: وآدي قعدة .. [يخرج المنديل فيسقط بعض أصابع الموز فيلتقطها سوسو ويلتهمها بسرعة]

العمدة: الموز وقع ...

[يبحث عنه فلا يجده]

الله .. فين يا خويا الموز .. لسه واقع دلوقت ..

بسم الله الرحمن الرحيم ... قوم ياد يا عقدة .. دور في المكتب على السيغة .. [يقومون]

صورة إيه دي [يحاول أن يجر الكرسي]

لما أشوف الصورة دي .. يا خويا الكرسي ما بيتحركش ...

أعوذ بالله [يدفع الكرسي فيندفع معه .. يقف على الكرسي بمساعدة عقدة .. الكرسي يرتفع وينخفض]

يا نهار أبيض .. الكرسي عليه عفريت .. يا واد يا عقدة ..

عقدة: دي السست يا حضرة العمدة ...

[ينزل العمدة]

العمدة: سست!! [يضع توما قشرة موز تحت أقدام العمدة فيتزحلق ويسقط على وجهه]

آه ياني .. اتهزأت يا عمدة ...

عقدة: اسم الله عليك يا حضرة العمدة .. ما تيا اللا ..

الظاهر مافيش فايدة ..

العمدة: يا اللا يا واد .. لأحسن الست مستنية وحدها في المحطة يا واد يا مرسي [يدخل مرسي] قول لسيدك يجهز السيغة بتاعت الست أحسن له ...

عقدة: أحسن ما نهزأه ونمسخره ...

مرسي: طب يا الله مع السلامة ..

العمدة: قليل الحيا ..

عقدة: أضربه يا عمدة ..

العمدة: لأ مش دلوقتي كمان شوية ..

[يخرجون]

مرسي: إحنا في سيما ولا في رواية ولا إيه .. إيه الناس اللي زاي الأراجوزات يا خويا [يخرج]

سوسو: إيه ده يا توما .. أنت بتحلم .

سوسو: آه يا إيدي ...

توما: يا نهار أبيض .. دي عقربة اللي بتقرص فيك يا سوسو شفتها بعنية ...

سوسو: آه يا إيدي .. إيدي يا توما .. العقربة يا توما ..

توما: ما تزعقش يا سوسو .. ما تفضحناش ..

سوسو: أنت السبب يا توما .. أقولك نروح ما تسمعش كلام ...

آه يا إيدي .. يا توما .. ح أموت خلاص ...

توما: وطي صوتك ياسوسو .. الخدام خد باله ولسه ماشي دلوقت استنى شوية .. أنا ح أعملك إسعافات أولية .. هات إيد الكنبة .. أقصد إيدك ..

مضبوط ح أربطهالك بمنديل ..

سوسو: آه .. آه .. يا إيدي ..

توما: ما تزعقش .. ح أشرطها لك كمان .. قرصة تفوت ولا حد يموت .. شد حيلك يا بطل ..

سوسو: هو أنا فيه حيل علشان أشده .. ده أنا استريحت دلوقتي لما شرطتلي إيدي ... شرط كمان يا توما .. أنت ما بتسمعش كلامي أبدا يا توما .. عمال أقولك نروح من الصبح ولا سائل فيه ..

توما: خليك جدع أمال .. إحنا جايين نلعب ولا إيه .. ما سمعتش قول الشاعر: قد فاز باللذة كل مغامر .. وخاب بالقرصة كل جبان

سوسو: الله يسامحك ... مش تتوب أحسن من السرقة يا توما

توما: نتوب إزاي يا عبيط .. أنا لص شريف ... آخد من الغني وأدي الفقير

سوسو: طب ربنا يسهل يا توما .. ويفوت الليلة دي على خير ..

اسمع يا توما .. أنا سامع صوت ..

توما: أيوة مضبوط .. قوم نستخبى في الأوضة التانية .. [يخرجون]

[يدق جرس]

[يفتح مرسي]

مرسي: مين .. اتفضل يا حاج ...

[يدخل الحاج مهنى]

مهنى: ما فيش خير في الدينا دي يا مرسي .. كل صحابي يتهربوا مني .. خلاص بقيت بتاع سجون .. بقيت نصاب .. كان مكتوب فين دا كله يا مهنى ..

آل أبويا يسميني مهنى آل ..

مرسي: ما تزعلش يا حاج ... كل حاجة تصلح ..

مهنى: تصلح إزاي يا مرسي يا بني .. إذا كان مطلوب مني كمبيالات دلوقت ضحك علي جرجس الكلب .. يشتري سيغة .. ويكتبوا كمبيالات باسمي ..

مرسي: قلت لك يا حاج مهنى وحذرتك ..

مهنى: ما كنتش بافكر إن فيه ناس بالشكل ده يا مرسي .. دول تعابين .. شوف ليشع الناعم .. أقول تكتب الكمبيالات باسم المحل يقوللي [يقلد صوت اليهود] عيب يا حاج مهنى المحل محلك وإحنا كلنا على حسك طيب يا ليشع الكلب إن ما ربيتك وأنت يا جرجس

مرسي: طيب ما تسحب نفسك من الشركة المنيلة دي ..

مهنى: ما أنا وقعت خلاص .. كانوا عمالين يمضوني على ورق وكنت مستأمنهم .. ماكنتش بأبص على حاجة ... الظاهر مضوني على تنازل عن حقي في الشركة .. خلاص .. طلعت من المولد بلا حمص ..

مرسي: يعني إيه العمل .. أروح أنهب الدكان ..

مهنى: السجن في أماكن فاضية يا مرسي ... تعمل إيه فيهم يا مهنى ..

[يفكر] آه لو أعرف واد حرامي حرك شوية يشطب المحل ... وأقسم أنا وهو بالنص ..

مرسي: يا ريت يا حاج مهنى ... بس الحرام يده ح نجيبه منين ..

مهنى: فكر كده معايا فكر .. يا ما نفسي أنتقم يا مرسي .. يا ما نفسي أشوفهم وهم ع البلاطة .. روح ناملك شوية يا مرسي .. روح يا خويا .. أنت اللي فاضللي في الدنيا دي .. لكن تعرف مع كل المصايب دي .. أنا كسبت مكسب كبير قوي ...

مرسي: كسب إيه هو اللي كسبته ده ز..

مهنى: بقى مش عارف إيه ..

مرسي: أبدا ...

مهنى: المصيبة اللي كانت على قلبي .. أم رجل خشب وعين إزاز وطقم معض .. الحمد لله ... أنت كنت بتصعب علي .. لما أسمع صوت الرجل وهي نازلة عليك .. دي مرة خبطتني رجل .. كنت ح أموت فيها ... يا

ساتر

مهنى: ما تفكرناش بقى يا شيخ .. روح ناملك شوية .. روح ..

مرسي: طب .. أسيبك بخير .. [يخرج]

مهنى: وبعدين ياد يا مهنى .. متعوس .. خايب الرجا ... مش مهنى .. يا هناك يا مهنى .. الدنيا كلها في إيدك أم رجل مسلوخة .. أم عين إزاز .. مهنى أمال إيه .. وصاحب محل مجوهرات أد الدنيا .. في يوم وليلة .. أبص ألاقي نفسي في السجن وكل كمبيالات وبقيت حرامي ونصاب .. يا سلام على الهنا اللي حط عليك يا مهنى [يظهر توما]

مهنى: تعمل إيه يا واد ..

توما: بسيطة يا حاج ..

مهنى: [بدون أن يشعر به] بسيطة إزاي ..

توما: مش أنت عايز واحد حرامي شاطر ..

مهنى: أيوة عاوز حرامي .. بس ح أجيبه منين ...

توما: أنا حرامي .. وشاطر كمان [ينظر إليه فجأة]

مهنى: يا خبر أسود [يرتعش] .. أنا في عرضك . أنا ما حلتيش العما .. وحياة أبوك ..خلاص.

توما: هدي نفسك .. ما تعليش صوتك .. اقفل بقك.

مهنى: [بذعر] حاضر .. قفلت بقي .. حاضر .

[هنا يظهر سوسو]

سوسو: أخلص عليه يا ريس ..

توما: لا يا سوسو عيب ... توما ما يموتش حد ..

مهنى: أيوة في عرضك يا توما أفندي .. في طولك .. أنا ما حلتيش حاجة ..

سوسو: اطلع من دول ... إحنا عارفين كل مخائبك ... ح تجيب ولا هيه [يحاول الهجوم عليه]

توما: بس يا سوسو .. ابعد .. [يبتعد]

مهنى: أيوة يا خويا .... الله يكرمك ... أنت باين عليك .. ابن حلال ... الله يكرمك ..

توما: اسمع يا حاج .. مش اسمك مهنى ..

مهنى: أيوة يا سيدي .. اسمي الحاج مهنى .. بس أنا الحقيقة مش متهني ولا حاجة .. ده أنا ع الحديدة ...

توما: أنا عارف كل حاجة ... أنا هنا من الصبح وعرفت كل حاجة ..

سوسو: ده مكار يا ريس ... شوف المكر طالع من عنيه إزاي ..

أصل أنا ما بيفوتش علي الحاجات دي

توما: اسكت أنت يا سوسو دلوقت .. روح أنت ع المطبخ

سوسو: مطبخ .. وأنا بتاع حاجات ز يدي ..

توما: طب اقعد ساكت ..

سوسو: حاضر يا ريس .. بس اوعى يضحك عليك ..

مهنى: الحمد لله .. أنت سمعت كل حاجة ... الحمد لله ..

توما: عرفت كل حاجة ... أنت يا سيدي كنت شريك لواحد يهودي وواحد قبطي .. مش كده ..

مهنى: مضبوط .. مضبوط .. الله ينكد عليهم ...

توما: وبعدين ورطوك في شوية مقالب وكمبيالات .. وودوك السجن علشان يتخلصوا منك .. مش كده ..

مهنى: مضبوط .. بقيت مديون ومسيري أروح السجن ...

توما: إيه رأيك بقى .. إن أنا دلوقت جيت هنا عشان أسرقك ولكني لما عرفت حكايتك دي .. ح أحاول أنقذك ..

سوسو: يا ريس .. إحنا مش جينا هنا .. عشان ناخد من الغني وندي الفقير .. أمال بتقول مش ح تسرق منه وننقذه ننقذه إزاي يا ريس ..

توما: استنى أنت يا سوسو .. حبقى أفهمك كل حاجة ..

سوسو: يعني أنا بافهمش ولا إيه .. والخضة اللي الواحد اتخضها النهارده .. والعمدة اللي زي الطورناطة .. اللي كسر ظهري وبعد كده تقول ننقذه ..

توما: وبعدين يا سوسو .. إيه ده .. قلت لك اسكت دلوقتي ..

سوسو: سكت يا سيدي ... أديني ساكت لما أشوف آخرتها معاك

مهنى: والنبي يا بني ما حيلتي حاجة ...

سوسو: لا يا شيخ ..هو أنا عبيط .. دأنت مجوهراتي أد الدنيا ..

[ينظر إليه توما غاضبا] خلاص سكت .. مش ح أتكلم ..

توما: استريح ..

مهنى: يا سلام .. أنت نزلتلي من السما .. يا سلام لو أعرف أنتقم ..

توما: أنت ترعرف أرسين لوبين اللص الشريف ..


مهنى: آه .. أمال إيه ... ده حاجة عظيمة قوي ... حضرتك تبقى سين لوجيم ..ز

توما: [يضحك] أهو أنا زيه بالضبط .. اسمي اللص الشريف أسرق من الغني ... وأدي الفقير .. وننقذ الضعيف ..

مهنى: الله يكرمك .. ويقويك ..

سوسو: وأنا إيده الشمال ..

مهنى: وفين إيده اليمين أمال ..

سوسو: ما هو أنا برضه .. أصل هو أشول.

مهنى: آه الله يكرمك ..

سوسو: الله يحفظك .. أنت باين عليك طيب ..بس طلع الجواهر والسيغة بالذوق أحسن لك .. [ينظر إليه توما]

سوسو: سكت أنا الغلطان...

توما: فأنا سمعت حكايتك .. وأنا ح أنقذك وأديك حقك ..

مهنى: حقي ... تديني حقي كمان .. إيه السعد اللي حط عليك على غفلة يا مهنى .. إزاي يا سيدنا الأفندي ..

توما: ده سر المهنة ... هات عنوان المحل بتاعك ...

مهنى: شارع الصاغة 197 وآدي مفتاح الباب الخارجي كمان وآدي مفتاح الخزنة الصغيرة .. بس خد بحقي ...

توما: لا لا لا .. أنا مش عاوز الحاجات دي ..

مهنى: أمال حتدخل المحل إزاي ...

سوسو: خدها يا ريس .. أمال ح تدخل المحل إزاي ...

توما: مالكوش دعوة .. أنا لي خططي السرية ..

مهنى: اللي يعجبك .. ربنا يقويك ..

توما: وح آخد النص .. وأنت النص ..

مهنى: يا سلام .. دا يبقى كرم منك .. ايدك ..

توما: بس تضمني منين ..

مهنى: دأنت دلوقت تبقى صاحب فضل .. ما هم نصبوا علي وطردوني ..ما بقاش لي حاجة في المحل ... دا أنا دلوقتي علي ديون 375 جنيه ..

توما: ما أنا عارف ..

سوسو: طب عن إذنكم .. أروح المطبخ ... أحسن أنا سامع هناك صوت ..

توما: صوت بطنك .. خليك هنا ... إحنا ماشيين ..

سوسو: بقى نطلع من المولد بلا حمص ..بس خمسة ..

توما: لأ خليك ..

سوسو: حاضر يا سيدي ... لما أشوف آخرتها معاك ...

توما: هما عملوا فيك المقالب دي ... وظلموك .. ربنا ح يسلط عليهم اللي يظلمهم ... وعلى رأي المثل: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ...

ستار

يقفل الستار بانتهاء الفصل الثاني من مسرحية الفرسان الثلاثة  

الفصل الثالث

المنظر الأول

شخصيات المسرحية حسب ظهورهم على المسرح

الفصل الثالث

1. ليشع : اليهودي الشريك

2. ليتو : يهودي شريك جديد

3. جرجس : المسيحي الشريك

4. الشيخ النمس : شيخ متفرنج

5. سوسو : مساعد اللص

6. توما : اللص الشريف  

المنظر الأول من الفصل الثالث

المنظر: [نفس محل المجوهرات .. ليتو الموظف الجديد جالسا مع ليشع]

ليشع: خد سيجارة يا ليتو .. ولا بلاش أحسن دي مضرة

ليتو: أنا متشكر قوي يا خواجة ليشع

ليشع: عيب يا ليتو .. إن ما كنش لنا خير لبعض يبقى ما فيش فايدة فينا يا ليتو ...

ليتو: يا سلام ... أنا مش مصدق نفسي .. بقى أنا أبقى موظف عند الخواجة ليشع اللي اسمه قد الدنيا ..

ليشع: هو فيه فرق بينا يا ليتو .. ابن أختي ... زاي ابني بالضبط ... ده أنا قعدت أحرجم لغاية ما زحلقت الحاج مهنى عشان أشغلك معايا يا حبيبي

ليتو: يكرمك العزير يا خالي ليشع ... بقى عملت كل ده علشان خاطري ...

ليشع: أمال إيه يا ليتو .. أختك راشيل غالية علي قوي .. وكمان ما تنساش إن إحنا بعد ما تكون لنا قرشين .. نلم نفسنا ونروح على إسرائيل على طول ... بلد المنا ...

ليتو: يا سلام يا خالي .. إمتى نسافر بقى .. ده يوم المنا . عشان أطوع في الجيش

ليشع: كلها شهر ولا شهرين .. لما نتخلص من جرجس راخر .. ونلم لنا قرشين كويسين

ليتو: عليك نور يا خالي ليشع ..

ليشع: أمال إيه يا ليتو ... هو إحنا بنلعب .. وعلى رأي المثل ... أنا وأخويا على ابن عمي ... وأنا وابن عمي على الغريب .. بس شد حيلك معانا كده ...

ليتو: أؤمر بس يا خالي ليشع .. أنا تحت أمرك

ليشع: مافيش يا ليتو ... مافيش يا حبيبي .. خد بالك يا ليتو من جرجس ما تعرفوش إنك يهودي .. وإن إحنا قرايب .. فهمه إنك مسيحي أنا قلت له كده .. وح أبقى أشخط فيك قدامه .. بس ما تبقاش تزعل ...

ليتو: عشان إيه يا خالي ...

ليشع: أصله عاوز يلم لي الفامليا بتاعته هنا .. ويعلمهالي سلطة .. بكرة أتخلص منك يا جرجس الكلب ...

ليتو: بإذن العزير يا خالي .... إمتى بقى .. نروح إسرائيل ... عشان أطوع في الجيش [هنا يدخل جرجس]

جرجس: صباح الخير يا حبايب ..

ليشع: يا صباح النور يا جرجس ... أهلا وسهلا يا حبيبي .. أنا عاوز أبوسك يا سيد النبها

جرجس: على إيه يا ليشع

ليشع: بقى مش عارف على إيه .. يسلم مخك يا حبيبي .. دأنت خلصتنا من كابوس

جرجس: تقصد الحاج مهنى... لا لا ل أدي حاجة بسيطة خالص .. عارف ده عامل زاي إيه ... زي الشعر من العجين ... طلعتها كده ...

[يشير بيديه] حاجة سهلة خالص [لليتو] إزيك يا حبيبي أنا بأنسى اسمك ..

ليتو: اسمي .. اسمي جرجس زاي اسمك ...

جرجس: أنت قلت لي اسمك بطرس

ليتو: أيوة ما أنا لي اسمين ..

ليشع: أصله لما اتولد .. اتخانق أبوه وأمه على تسميته .. واحد يقول بطرس وواحد يقول جرجس...

جرجس: أنا ح أسميك بطرس..

ليتو: حاضر يا خواجة .. زاي ما والدتي بتناديلي ..

جرجس: والدتك .. دا والدك يا بطرس ...

ليتو: ايوة والدي مضبوط .. أصل والدي والدتي واحد

ليشع: خد بالك يا بطرس ... إحنا هنا مش عاوزين لعب .. خد بالك من نفسك .. إحنا جد ما بنحبش إلا الجد .. عاوزين اللي يشتغل عندنا يكون أمين .. فاهم ولا لأ

[يخرج ليتو]

ليشع: عن إذنك يا خواجة جرجس أنا رايح للخواجة يوسف أصل كان عيان إمبارح [وهنا يدق التليفون] جرس

ليشع: ألو ألو أيوة يا حبيبي ألو مين

هنا محل مجوهرات ليشع وشركاه أيوة يا حبيبي اتفضل شرفنا يا بيه حضرتك مدحت بك البرديسي إتفضل يا بيه المحل تحت أمرك إتفضل أوروفوار [يضع السماعة]

مدحت بك البرديسي جاي يا جرجس.

جرجس: يا خبر أبيض مدحت بك البرديسي هنا يا ليشع ده راجل غني تمام دا راجل إيده سايبة ..

ليشع: ربنا يسهل طب عن إذنك بقى

جرجس: ما تغبش يا ليشع ... [يخرج ليشع]

[يدخل ليتو]

جرجس: الله الله يا ليشع .. طب وبتتأمر عليه كده ليه ...

ليتو: عن إذنكم أشرب كباية شاي ..

جرجس: إتفضل يا حبيبي .. عيني باردة عليك [يخرج ليتو]

[هنا يدخل شيخ معمم متفرنج اسمه الشيخ النمس]

'النمس:' جود موننج يا خواجات .. جود أفطرنون ..

ليشع: أهلا بسيدنا الشيخ .. اتفضل يا حبيبي ..

النمس: شوف يا حبيبي ... أنا عاوز واحد رنج ..

جرجس: رنج .. رنج بقى إيه يا سيدنا الشيخ ..

النمس: [يضحك] أنت ما تعرفش أفرنجي ولا إيه .. رنج .. بقى خاتم

ليشع: عندنا يا سيدنا الشيخ .. عاوز رنج نوعه إيه ...

النمس: شوف يا سيدي .. أصلي أنا منظر على واحدة خواجاية ... عاوز أجوزها .. ماريد هير ... يعني أتجوزها بالإنجليزي ..

ليشع: أيوة يا حبيبي ..

النمس: عاوز خاتم شفتش كده .. واكتب لي عليه ... الإنجليزي .. هيرتي فول .. إن يور لف...

ليشع: أيوة يا حبيبي عارف ... [هنا يدق التليفون]

ليشع: آلو .. آلو .. أيوة يا حبيبي .. آلو ... مين .. أيوة ..

هنا محل مجوهرات ليشع وشركاه .. [يستدرك] وشريكه .. أيوة ... يا حبيبي ... اتفضل شرفنا يا بيه .. حضرتك مين ... مدحت بك البرديسي ... اتفضل يا بيه .. المحل تحت أمرك .. اتفضل أرفوا [يضع السماعة]

النمس: يا سلام .. مدحت بك البرديسي ده راجل عظيم .. ده راجل جنتلمان ...

جرجس: هو جاي هنا يا ليشع ... ده راجل غني تمام دا يده سايبه ...

النمس: ح تقوللي أنا عليه .. راجل وارث ييجي ألف وخمسين فدان حد قده ..

ليشع: تعرفه يا سيدنا الشيخ ...

النمس: اسمع عنه بس ... سمعت عنه وأنا أوروبا .. أصلي رحت هناك فسحة "إن إي جيرني" بقى فيه رحلة ... أوروبا دي حاجة تفنن .. آه يا خواتي على أوروبا .. فري جود فري نيس

ليشع: حضرتك عاوز خاتم خطبة مش كده

النمس: عليك "ليت" عاوز حاجة مشخلعة .. ومدندشة .. أصلي أنا راجل "سبور" متفركش الجتة..

جرجس: أنا يعجبني المشايخ الاسبور اللي زيك .. هو اسمك حضرتك إيه

النمس: "مرسي بيكور" .. اسمي يا سيدي "عبد الله نمس" أو مستر عبد الله .. أصلي رحت أوروبا .. يا سلام عليكي يا أوروبا حاجة فتنة .. أنا نفسي أعيش فيها على طول ...

ليشع: عاوز تكتب على الخاتم حاجة تانية ...

النمس: أرسم لي "هيرت" [يشير بيده راسما قلب] هيرت وفيه سهم سرح .. آخده منك إمتى...

جرجس: بس إدفع عربون الأول يا سيدنا الشيخد ..

النمس: عيب يا خواجة ... أنت "فري باد" آدي اتنين جنيه ... بس زاي ما قلت لك حاجة مدندشة .. حاجة مقلوظة .. حاجة .. سبور .. حاجة "جانتيه" .. ما تنساش الكتابة والقلب .. عن إذنكم بنسوار شيري "جود أفترنون"

[يخرج]

جرجس: أم شيخ مسخ خالص .

ليشع: شيوخ آخر زمن ... إن إذنك يا حبيبي .. أروح أطل على الخواجة يوسف .. لحسن كان عيان إمبارح [يخرج ليشع]

[يدخل ليتو]

جرجس: أهلا بطرس .. إزيك يا حبيبي .. بكرة تستريح وتاخد على الشغل كويس ...

ليتو: مرسي .. يا جرجس أفندي ... أنا خايف لحسن الخواجة ليشع يرفدني واكمني أنا مسيحي زايك وهو يهودي ..

جرجس: يستجري ... هي الحكاية لعبة [يغضب] هي إيه .. تعرف يا بطرس .. أنا كنت بأحسبك يهودي ... كنت ح أنكد عليك لغاية ما أطفشك .. أصل حضرته عاوز يعمل المحل لوكاندة لكل قرايبه ... هي سلطة ..

ليتو: بقى تحميني من الخواجة ليشع يا جرجس أفندي ..

جرجس: أحميك بعنية يا بطرس ... إحنا لبعض يا خويا .. والعذرا أما أنا عاتقه ليشع الكلب ..بكرة أطرده زاي ما طردت مهنى...

بكرة أرقصه ..

ليتو: مهنى الراجل المسلم شريكم ...

جرجس: أيوة .. طردته ووديته السجن وعرفته مقامه ... هي الحكاية فوضى .. بس خليك كده نبيه ... وخلينا قلبنا لبعض .. عشان العذرا تكون معانا ...

ليتو: خلاص يا جرجس أفندي .. يوفقك المسيح ..

جرجس: آمين يا بطرس ..اسمع .. أنت فطرت ...

ليتو: لسة يا جرجس أفندي ..

جرجس: روح افطر يا بني ..

ليتو: أنا خايف لحسن الخواجة ليشع يمسكها علي ..

جرجس: ما تخافش يا بطرس .. معاك أسد ..

[يخرج ليتو]

[هنا يدخل اللص سوسو في ثياب نظيفة]

سوسو: [يتكلم بلهجة مؤدبة] صباح الخير يا خواجة ...

جرجس: صباح النور يا حبيبي ..

سوسو: مدحت بك البرديسي ... كلمك في التليفون من شوية ..

جرجس: أيوة يا حبيبي .. هو فين ..

سوسو: هو برة في العربية ..

جرجس: خليه يتفضل .. [يقوم لاستقباله]

سوسو: دأنت حظك من السما .. إن البك ح يشتري منك النهارده

[يدخل توما في زي مدحت بك البرديسي]

جرجس: يا سلام .. أهلا وسهلا مدحت بك .. إحنا زارنا المسيح يا أهلا وسهلا

توما: مرسي .. مرسي ... [بلهجة أرستقراطية] أنا كلمتك في التليفون من شوية ..

جرجس: أيوة يا فندم مضبوط .. اتفضل يا مدحت بك ...

توما: لا لا مش فاضي ... أنا عندي اجتماع في شل ... ح أقعد عندك خمس دقايق بالضبط .. اسمع يا شفيرن [يقف سوسو بانتباه]

سوسو: أفندم يا سعادة البك.

توما: [لجرجس] خد الـ10 جنيه دول وشوفا سورة كده للشفير أصله خاطب ...

سوسو: ربنا يخليك يا سعادة البك .. بس خسارة ... إسورة بـ 10 جنيه مرة واحدة ...

توما: مش خسارة فيك ... أنت أمين.

جرجس: مش خسارة فيك ولا حاجة .. وأنت أمين .. والبك عاوز يكافئك

سوسو: ربنا يحفظك لنا يا سعادة البك ... خيرك علينا دايما ... ده العفش اللي حضرتك جبتوهولي .. بتاع واحد موظف كبير .. مش سواق بسيط ...

توما: لا لا .. دي حاجة بسيطة ... مفيش داعي للكلام ده ..

[لجرجس] اسمع يا خواجة [هنا يدخل ليشع]

ليشع: أهلا وسهلا ...

جرجس: مدحت بك البرديسي ..

ليشع: يا أهلا وسهلا .. هي عربية حضرتك اللي برة .. دي آخر طراز روزريز ... حاجة جميلة ...

توما: أبدا .. أنا ح أغيرها ... لونها مش عاجبني ..

جرجس: البك جاي يجيب للسواق بتاعه هدية .. عشان جوازه عاوز إسورة بأد عشرة جنيه ...

ليشع: حاضر يا سعادة البك ... [للسواق] تعالى نقي... تعالى شوف [يذهب السائق إليه وينتقي]

توما: [لجرجس] أنا كمان حاضر شوية حاجات للعروسة بتاعتي .. مشكلة كبيرة

جرجس: مافيش مشكلة ولا حاجة يا سعادة البك .. المحل كله تحت أمرك

توما: مرسي مرسي .. أنا ما أعرفش أنقي .. الستات لهم مزاج مخصوص يرو شدي ماتينيه .. يرو شدي سواريه ... أنا ما أعرفش في الحاجات دي ...

ليشع: الست لو تشوفنا هنا مع حضرتك ..

توما: كانت جاية معايا .. لكن بابا حاشها .. راجل محافظ زيادة عن اللزوم .. من فضلك تليفون [يذهب إلى التليفون]

آلو ... بيت الدكتور تيمور باشا .. أيوة .. بسرعة يا كاتي ... ابعت لي توتو .. قولها مدحت .. أيوة .. آلو .. هالو توتو أنا مدحت .. أنا مدحت يا توتو .. بتكلم من محل مجوهرات ليشع وشركاه .. ليه ما جتيش زاي ما اتفقنا .. أنا مش عارف أنقي حاجة .. أنا محتار يا شيري ... مش ممكن تيجي بالعربية بسرعة .. تختاري وترجعي على طول [بغضب] بابا .. بابا ... كل حاجة بابا ما يرضاش .. وبعدين .. أنا ح أجيب لك أي حاجة وخلاص .. ماما .. ماما كمان عاوزة تشتري حاجات أصل إيه لبابا .. أروفوار .. [يضع السماعة]

جرجس: حضرتك مناسب من بيت الدكتور تيمور باشا ..

توما: أيوة .. عيلة كويسة ..

ليشع: من أحسن عائلات البلد ...

سوسو: أنا عاوز دي يا خواجة ...

ليشع: لا يا حبيبي .. دي بـ 25 جنيه ..

توما: معلهش .. أديها له يا خواجة .. هي بكام .. بـ 25 جنيه .. خد ... [يعطيه] آدي 15 ومعاك 10 يبقى 25 جنيه ..

سوسو: لا لا يا سعادة البك .. أنا مش فاكر إنها غالية بالشكل ده ..

توما: خلاص .. خلاص .. خدها ..

سوسو: يا سعادة البك ... مش ممكن أبدا ..

ليشع: خلاص يا حبيبي .. ما تردش النعمة ... سعادة البك قال خدها يعني خدها

جرجس: يا بختك بسعادة البك .. دأنت في نعمة .. احمد ربنا ...

توما: أنا ماشي .. ما ليش حظ ... أشتري منكم .. كل حاجة بابا ما يرضاش إيه ده .. [يهم بالخروج]

ليشع: [يقف أمامه] يا سعادة البك .. إذا ما كانش هي تيجي .. المحل يروح هناك ... إحنا دايما بنعامل العائلات بالشكل ده

توما: ح تتعب مافيش داعي ...

جرجس: أبدا يا سعادة البك .. ما فيش تعب أبدا ..

توما: طب إذا كانت الحكاية كده ... يبقى ده حل معقول .. تعمل إيه للدكتور تيمور باشا .. راجل دقة قديمة ...

ليشع: ليه حق يا سعادة البك .. الزمن وحش ...

توما: أنا عارف إنكم ح تتعبوا معانا كتير ... الستات متعبين كتير .. عشان ينقوا .. العنوان طبعا عارفه .. شارع سليمان باشا 135 .. الدور السابع .. عيادة الدكتور تيمور باشا .. اكتب العنوان عندك .. [يكتبه جرجس]

ليشع: هو حد ما يعرفش عيادة الدكتور تيمور باشا ...

جرجس: نيجي إمتى يا سعادة البك ...

توما: شوف يا سيدي .. [يفتح المفكرة] ممكن يوم التلات الساعة 11 صباحا .. مين اللي ح ييجي فيكم ...

ليشع: أنا يا بيه ..

جرجس: لا أنا ...

الاتنين: طب إحنا الاتنين ..

سوسو: لا مؤاخذة يا مدحت بك .. حضرتك عندك ميعاد في سميراميس يوم التلات الساعة 12.5 ..

توما: أوه .. مضبوط .. مع سفير مصر في باريس .. مضبوط .. طب خليها الساعة 9.5 صباحا .. وأنا ح أفوت على الهانم دلوقتي علشان ما أتحرجش .. أروفوار ..

جرجس: أرفوار سعادة البك ..

ليشع: مع السلامة يا مدحت بك ..

[يخرج توما وسوسو]

[يحتضن ليشع جرجس]

ليشع: جرجس..

جرجس: ليشع .. دي فرصة العمر ... دي لقطة يا ليشع .. يشتري للسواق أسورة بـ25 جنيه .. ده كنز يا ليشع ...

ليشع: دهب ير وإحنا اللي ح نفضيه .. ح نشفطه يا جرجس ..

دي فرصة العمر يا جرجس ..

جرجس: شوف وش بطرس حلو إزاي يا ليشع ...

ليشع: تقصد ليتو ..

جرجس: ليتو مين .. أنا بأقول بطرس الموظف الجديد ...

ليشع: آه .. ده وشه حلو قوي

[هنا يدخل ليتو]

جرجس: يحرسك المسيح يا بطرس .. عيني باردة عليك ...

ليتو: يا نهار أبيض .. دي حتة عربية .. عمري ما شفت أختها ...

دي قصر على عجل ...

جرجس: أمال إيه يا حبيبي .. كل زباين المحل بالشكل ده ...

ليشع: شوف يا جرجس ... إحنا عاوزين نجهز شنطتين مليانين سيغة عشان ميعاد يوم التلات ..

جرجس: مين اللي ح يروح فينا يا ليشع .. أنا .. مش كده ...

ليشع: ما أقدرش أسيبك لوحدك .. نروح إحنا الاتنين .

جرجس: والمحل .. ح نقفله يا ليشع ...

ليشع: نقفله يا حبيبي ... يعني إحنا بنبيع قوي ...

جرجس: زاي بعضه يا ليشع .. شوف السعد بدأ يدخل علينا إزاي من يوم ما جه بطرس .. عيني باردة عليك

ليشع: ده اسم المحل اللي زي الطبل ليشع وشركاه .. [يستدرك] وشريكه .. أمال إيه يا حبيبي ..

جرجس: اوعى تشكر نفسك يا ليشع ... أحسن تتفر ...

مين اللي بيرسم لك الخطط .. مش جرجس بن بطرس بن متى يا ليشع .. أنت ح تنسى ولا إيه .. مين اللي كرش لك الحاج مهنى .. مين اللي رقصه .. مين اللي هزأه ..

ليشع: أنا صاحب الخطة يا جرجس .. أنت ناسي ولا إيه .. على كل حال .. إحنا حبايب يا جرجس .. وخلينا إيد احدة .. وعلى رأي المثل أنا وأخويا على ابن عمي [ليتو يمد يده على إيديهم]

ليتو: وأنا وابن عمي على الغريب ...

ستار

يقفل الستار بانتهاء المنظر الأول من الفصل الثالث من مسرحية الفرسان الثلاثة .  

المنظر الثاني

شخصيات المسرحية حسب ظهورهم على المسرح

المنظر الثاني

1. إدريس : تمرجي

2. قنديل : صبي التمرجي

3. الدكتور تيمور : دكتور

4. سوسو : مساعد اللص

5. توما : اللص

6. عقدة : مساعد العمدة

7. العمدة : العمدة

8. ليشع : اليهودي

9. جرجس : المسيحي

10. مهنى : المسلم  

المنظر الثاني من الفصل الثالث

المنظر: [غرفة الانتظار في عيادة الدكتور تيمور باشا ... عدة مقاعد وفوتيان ... وصور صحية .. ومناظر طبيعية .. وتليفون]

التمرجي: [أسمر اللون .. يجلس على كرسي وهو نائم ويعلو شخيره ... يظهر خادم وعليه البلاهة]

قنديل: [يقترب من عم إدريس] [بعبط]: عم إدريس .. اصحى أحسن الدكتور زمانه جاي [يغط إدريس في نومه] عم إدريس .. نايم ...

الحمد لله ... طب والنبي ما أنا كانس .. وح أسيب الدنيا وسخة كده لغاية ما ييجي الدكتور ويهزأه .. دا عامل زي بجور الزلط [يقلد صوت وابور الزلط] أنا ح أعمل فيه حتة مقلب ... الله [يصفق بيديه] ح اربط رباط الجزمة في بعض .... ييجي يقوم يروح واقع .. ح أخلص الضرب اللي بيضربه في ... [يربط رباط حذاء إدريس وهو نائم]

هيه .. زمان الدكتور جاي دلوقتي ... آدي صوته أهه ..

[يختفي ويدخل الدكتور تيمور باشا]

الدكتور: [ينظر لإدريس وهو نائم] الله الله .. حضرته نايم؟

سي إدريس أفندي .. لوكاندة ... الأرضية وسخة والكراسي مش ملمعة .. أنت إدريس .. قوم فز ...

إدريس: [وهو نائم] اسكت يا واد يا قنديل ابعد عني يا وله ... روح شوف شغلك

الدكتور: أنا مش قنديل يا إدريس قوم .. إيه ده

إدريس: لا يا شيخ .. امشي أحسن أضربك بالكرسي ..

الدكتور: قوم فز [يضربه بيده] كرسي في عينك ما تختشيش ...

[يفتح إدريس عينه فيجد الدكتور فيبهت]

إدريس: [مضطربا] الدكتور تيمور باشا ... لا مؤاخذة يا سعادة الباشا .. أنا بأحسب سعادتك الواد قنديل ...

الدكتور: قنديل في عينك .. دي عيادة دكتور دي ؟! .. شوف .. إيه الوساخة دي ... امشي اكنس الأرضية دي ..

إدريس: حاضر يا فندم [يحاول المشي فيسقط على الطبيب]

الدكتور: إيه يا ولد ده أنت نايم على نفسك ولا إيه

إدريس: لا مؤاخذة يا سعادة الباشا .. أحسن الجزمة لزقة في بعض

الدكتور: لزقة في بعض إزاي يا مجنون .. أنا جايبك هنا أنت والواد قنديل علشان تلعبوا ..

إدريس: لا مؤاخذة يا سعادة الباشا .. أنا ح اعرف أربيه [يقطع الرباط]

الدكتور: أنت مالك .. سكران ولا إيه ... شارب بوظة .. أنا داخل أودة العمليات وعاوز أرجع ألاقي العيادة زي البنور .. فاهم ...

إدريس: حاضر يا فندم .. حاضر . [يخرج الطبيب]

طيب يا واد يا قنديل .. هو ما فيش غيرك اللي عملها .. بقيت مهزأة على آخر الزمن يا إدريس ... أنا ح أخلي عيشته مقندلة .. يا واد يا قنديل ..

قنديل: [يدخل متصنعا البراءة] .. أفندم يا عم إدريس .. هو حضرتك بتنده علي

إدريس: لا أبدا ... أنا بنده على نفسي .. تعالى هنا أنا عاوزك

قنديل: عاوزني ليه يا عم إدريس .. أصلي أنا ورايا شغل .. أنا بأنضف الدورة جوا

إدريس: لا يا شيخ .. معلهش تعالى خد ... أنا جايب لك حاجة عاوز أديها لك .. شرف أهه ..

قنديل: أنا مش فاضي دلوقتي يا عم إدريس

إدريس: بأقولك تعالى خد .. [ يمسكه من خناقه] مين اللي عمل دي؟

قنديل: إيه هية دي يا عم إدريس ... أنا مش فاهم أنت بتتكلم على إيه ..

إدريس: اسمك قنديل .. مش كده... أنا ح أقندل ليلتك النهارده ... اختار لك علقة . برجل الكرسي .. ولا بالخرزانة ..

قنديل: [يتظاهر بالبكاء] حرام عليك يا عم إدريس .. والنبي مش أنا اللي ربط الجزمة في بعضها .. دا عم حسين البواب .. أنا شوفته بعيني ..

[إدريس يضرب قنديل على ظهره .. هنا يدق الجرس]

إدريس: امشي ياد يا قنديل نضف الشقة أحسن سعادة الدكتور جاي دلوقت

قنديل: حاضر [ينصرف]

[يدخل سوسو بملابس أنيقة]

سوسو: [يتصنع الأرستقراطية] صباح الخير .. سعادة الدكتور تيمور باشا موجود .. أصل جورج بك عاوزه

إدريس: أيوة الدكتور موجود.

سوسو: أصل توما باعتني أجس النبض

إدريس: توما مين ده اللي باعتك .. أنت بتقول جورج بك

سوسو: [يمص أصبعه] لا لا ... أصلي أنا نسيت .. أصلي باحب أهزر معاك .. توما بصلة .. أصل أنت دمك خفيف ..

إدريس: [يضحك] أنت باين عليك ابن ليل وفايق .. اقعد استريح الدكتور زمانه جاي دلوقت...

سوسو: أنا اتأخرت على توما دلوقت.

إدريس: أنت عليك عفريت اسمه توما.

سوسو: لا مؤاخذة ..أقصد جورج بك.

إدريس: مين جورج بك ده .

سوسو: راجل مالي كبير .. عاوز الدكتور .. وبعتني أشوفه .. وهو مستني تحت في العربية ..

إدريس: الدكتور موجود .. قول لجورج بك يتفضل.

سوسو: [وهو خارجا] طب أنا رايح أقوله .. أنت دمك شربات [يخرج]

إدريس: [لنفسه] طب لما أطولك يا قنديل الكلب .. هزأني أدام الدكتور [يدخل هنا توم اللص في زي أنيق ومعه سوسو]

توما: صباح الخير يا حبيبي .

إدريس: صباح الخير يا فندم.

سوسو: دا يبقى جورج بك اللي عاوز الدكتور.

إدريس: أهلا وسهلا جورج بك .. اتفضل [يقفز ليقدم إليه كرسيا]

سوسو: دا راجل لطيف خالص يا جورج بك ...

توما: كده .. فين الدكتور تيمور باشا .. أنا عاوزه لموضوع مهم

إدريس: في أودة العمليات .. اتفضل استريح.

توما: هي الساعة كام دلوقت [ينظر لساعته] الساعة تسعة .. دا فاضل نص ساعة .. هو الدكتور حا ييجي إمتى والله

[يدخل الدكتور]

الدكتور: أهلا وسهلا .. اتفضل .. أي خدمة

توما: سعادتك تيمور باشا .. الحمد لله ...

الدكتور: أيوة يا أفندم .. أنا الدكتور تيمور .. أي خدمة

إدريس: جورج بك .. يا سعادة الباشا

سوسو: جورج بك كاتريان ... [يعطس في وجهه]

توما: إيه يا ولد ده .. أنت مش ح تتعلم الذوق .. امشي استنى في العربية

سوسو: طيب .. ح امشي .. استنى ولا أمشي

الدكتور: إيه ده .. دا السواق بتاعك؟

توما: أصل ولاد العرب مهما تعلمه مش ممكن يتعلم أبدا .. امشي استنى في العربية

سوسو: مشيت .. ربنا يستر .. طيب عن إذنك بس أروح المطعم اللي جانب العمارة علشان آكل لقمة.

[يخرج] [يخرج التمرجي]

الدكتور: هي عربية جنابك اللي مستنية تحت؟

توما: أيوة يا دكتور .. روز رايز .. عاوز أغيرها بشيفورليه

الدكتور: لا دي لطيفة جدا ..

توما: اتفضل يا دكتور ...

الدكتور: مرسيه يا جورج بيه .. أي خدمة أقدمها لك

توما: [ينظر لساعته] زمانهم جايين .. أنا والله مكسوف يا دكتور أكلم حضرتك في الموضوع ده...

الدكتور: العلاج ما فيهوش كسوف يا جورج بك

توما: أصل الموضوع غريب خالص ... ويضحك كتير

الدكتور: خير .. وعلى أي حال اطمن .. أسرار المهنة في الحفظ والصون يا جورج بك ..

توما: طيب يا دكتور... أنا ح أفهم حضرتك الموضوع .. شوف يا دكتور أنا لي اتنين قرايب عاوزين يتجوزوا

الدكتور: كويس .. وبعدين

توما: وإحنا اليهود متعودين نعمل عملية الختان قبل الزواج

الدكتور: مضبوط .. دايما المسلمين واليهود هما اللي بيهتموا بالناحية دي أيوة ..

توما: فإحنا عاوزين نعمل العملية دي لهم بدون جرح شعورهم .. لأن الموضوع حساس زي ما سعادتك عارف ...

الدكتور: بس أنا ما باعملش عمليات ختان يا جورج بك ...

توما: يعني حضرتك تفكر ناس زينا نعملها فين .. أنا مستعد أدفع زي ما سعادتك عاوز ...

الدكتور: أنا ما باعملش عملية أقل من 100 جنيه

توما: أنا يا دكتور مستعد أدفع المبلغ اللي تطلبه .. وآدي 200 جنيه الفلوس مش مهمة .. بس أهم حاجة شعورهم ما يتجرحش

الدكتور: أنا ح أعمل العملية دي علشان حضرتك بس [ياخذ النقود] عملية غريبة خالص.

توما: أنا كنت مكسوف أكلم حضرتك .. لكن سعادتك مقدر الموضوع..

الدكتور: مضبوط [يضحك] موضوع حساس جدا .. بس حاجة محرجة شوية لهم.

توما: ما هو المهم إنهم ما يحرجوش

الدكتور: إزاي؟

توما: أنا فكرت في الموضوع ده يا دكتور

الدكتور: أيوة والله شوف لي حل

توما: شوف يا دكتور .. أنا ح أجيبهم هنا على أساس زيارة عادية للدكتور تيمور باشا لتهنئة بزواج ابنته

الدكتور: أنا بنتي لسه ما تجوزتش

توما: أنا باقول لحضرتك على الحل اللي أنا فكرت فيه

الدكتور: كويس .. وبعدين

توما: جايين يهنوا سعادتك .. يشربوا فنجان قهوة ولا شاي عند سيادتك .. يكون فيه المخدر .. يناموا وتعملهم العملية بدون ما يشعروا ولا إحراج ولا حاجة ...

الدكتور: فكرة جهنمية .. دا أنت فنان .. طيب هما جايين إمتى؟

توما: جايين الساعة تسعة ونص .. فاضل حاجة بسيطة .. أنا أنزل انتظرهم .. أنا شاكر يا دكتور .. انقذتني من ورطة كبيرة .. مرسيه

الدكتور: لا .... العفو يا جورج بك .. العفو .. بس ما فيهاش إحراج بعد العملية

توما: أبدا يا دكتور... أنا فاتحتهم في الموضوع من بعيد .. وإحنا اليهود من عادتنا أننا نتظاهر قبل الزواج ... دول ح يفرحوا إن المسألة تمت بالصورة البسيطة دي ...

الدكتور: ربنا يسهل .. عن إذنك أجهز للعملية ..[يخرج]

توما: [لنفسه] برافوا يا توما .. أرسين لوبين مصر .. برافو [يضحك] ييجي الخواجات معاهم الكنز في الشنط .. يشربوا القهوة .. يناموا .. هم يدخلوا على أودة العمليات .. وأنا أضبط الشنط والمجوهرات .. برافو عليك يا توما .. أما أخرج استناهم [يخرج]

[هنا يدخل إدريس ووراءه قنديل بفرح فاركا إيده]

قنديل: أنت دايما تظلمني يا عم إدريس .. با أنا معقول أربط رجليك

إدريس: اخرس .. أنا ح اعرف أربيك وأخليك تمشي ع العجين ما تلاخبطوش

قنديل: يا ما في السجن مظاليم [يخرج قنديل]

[هنا يدخل عقدة]

عقدة: وسع يا جدع أنت .. حضرة العمدة جاي .. اتفضل يا حضرة العمدة [يدخل العمدة]

استريح يا حضرة العمدة.

العمدة: مش هنا شفخانة الدكتور تيمور باشا يا شاطر

إدريس: هنا عيادة مش شفخانة .. الشفخانة دي في كفر دور المش كفر شق التعبان

عقدة: اختشي يا جدع أنت .. أنت بتكلم عمدة كفر الرواش

إدريس: بلا كفر الرواش بلا كفر البلاص .. إحنا هنا في البندر .. اتكلم كويس

عقدة: أسيبه ولا إيه يا حضرة العمدة

العمدة: استنى عليه شوية .. اسمع يا بني .. إحنا عاوزين نقابل الدكتور أحسن مستعجلين ..

إدريس: الحكاية مش فوضى .. خد دورك .. ادفع الكشف وخد نمرتك

عقدة: ادفع الكشف يعني مش مستأمن حضرة العمدة يا أبو ديل

إدريس: أبو ديل !! بلاش لماضة .. النظام كده

العمدة: أصلي مش أنا اللي حأتعالج يا بني

إدريس: أمال مين

العمدة: الست أختي مستنية في أودة الحريم هنا

[وهنا يسمع صوت نسائي أجش ينادي]

الصوت: يا واد يا عقدة ... [صوت كحة طويلة]

عقدة: الست بتنده علي يا حضرة العمدة ... لما أروح أشوف عاوزة إيه ربنا يستر [يخرج]

إدريس: هي الست عيانة بإيه.

العمدة: شوية أمراض بسيطة كده.

إدريس: إيه يعني كده.

العمدة: بخر وغازات وتصلب في الشرايين وضغط دم وبهاق وجرب

إدريس: كفاية كفاية .. إيه دي .. دي خرارة .. دي بؤرة

العمدة: تعمل إيه يابني .. ما هو من الزعل .. جوزها الله ينتقم منه هو السبب .. الزعل وحش يا بني

إدريس: الزعل .. بقى الزعل يجيب الوبا ده كله ... بخر وغازات وبهاق وجرب ... يا ساتر يا رب ... عايز تعالج فيها إيه ... حطها في معزل أحسن ..

العمدة: عيب يا بني ربنا ما يوريك .. أنا جيت هنا مخصوص للدكتور تيمور باشا... راجل مشهور أد الدنيا .. وإن شاء الله يكون شفاها على إديه

إدريس: ليه هو نبي .. اصرف نظر عن الموضوع ده خالص .. حتى الدكتور تيمور طبيب جراح مش باطني

العمدة: جراح .. ما هو ينفع برده للحاجات التانية ..

إدريس: الحاجات التانية .. هو لسه فيه حاجات تانية

العمدة: حاجات بسيطة ..

إدريس: بسيطة زي البخر والغازات .. إيه يا سيدي كمان

العمدة: عاوزين نعملها طقم جديد وعين إزاز حمرة

إدريس: طقم وعين إزاز حمرة .. واشمعنى حمرة يعني

العمدة: لون عينها التانية العجين

إدريس: عينها الصحيحة لونها أحمر .. وبطقم وعنيها لسة الأوبئة دي يا عم اصرف نظر ... ثم إن الدكتور هنا جراح ولله الحمد والشكر.

العمدة: أنا مستعد أدفع زي ما أنتم عاوزين

[وهنا يسمع صوت ضجيج]

عقدة: [من الخارج صائح] آه .. حاضر يا ست حاضر بس بلاش ضرب .. آه .. حاجيب سد الحنك منين دلوقت..

الصوت: اخلقه من تحت الأرض

عقدة: حاضر يا ست حاضر بس بلاش ضرب وحياتك.

الصوت: صنف الرجال ما يجيش إلا بالشدة

العمدة: لما أروح أشوف إيه الحكاية ... أحسن الست جاتلها الحالة العصبية [يخرج]

إدريس: بقة هي دي الست عنده حالة عصبية كمان يا دي المصيبة يا رب لا اعتراض الحمد لك يا رب وعلى رأي المثل من شاف بلاوي الناس هانت عليه بلوته.

[هنا يدخل الخواجة ليشع وجرجس ومعهما توما وسوسو]

توما: اتفضلوا . اتفضلوا أهلا وسهلا

إدريس: أهلا جورج بيه .. أهلا وسهلا

توما: أهلا إدريس ... والله تجيب لنا جلاس

[يخرج له جنيه] وخلي الباقي لك .. [يخرج إدريس]

توما: شوفير

سوسو: نعم يا بيه.

توما: أنته مستني هنا ليه روح استنى في العربية

سوسو: طيب عن إذنك أنا رايح للراجل بتاع الفطير أحسن نفسي هفتني عليه

توما: فطير إيه يا تومة دلوقتي .. امشي استنة في العربية

سوسو: ربنا يفوت اليوم ده على خير

ليشع: هي فين العروسة يا مدحت بيه

توما: أيوة حالا إحنا ها ندخلها دلوقت .. إحنا تعبناكم لكن نعمل إيه التحكمات الباشا.

جرجس: معلهش يا مدحت بيه الحشمة كويسة

ليشع: على رأيك يا جرجس حتى في البيت شديد كده براه بنتي راشيل متخرجش إلا معايا .. الأدب كويس ومع اللي أقلها اخرجي معاه.

جرجس: ده احنا جايبين للعروسة الدكانة كلها .. ما فيش صنف إلا جبنة منه .. أصل الستات مزاجهم دليكيت

مدحت: على رايك .. عن إذنكم لما أدخل أسلم وآجي حالا عشان ندخل سوا

جرجس: اتفضل يا حبيبي ربنا يهنيك [يخرج مدحت]

ليشع: آدي المكسب ولا بلاش شايف

جرجس: شايف إيه .. طيب دا الزبون دا بتاعي أنا

وعلى رأي المثل الخير على قدوم الواردين..

ليشع: واردين إيه... هو كل حاجة تنسبها لنفسك يا جرجس

جرجس: أصلي أحب أضع الأمور في نصابها .. بكرة تعرف قيمتي يا ليشع .. بكرة تعرف قيمتي..

ليشع: أنا عارف قيمتك خالص .. أنت ما تشاويش نكلة ..

جرجس: نكلة ... طيب ... طيب يا ليشع .. مش عاوزين نتخانق أدام الناس أنا ح أعرف أدبك ... خير تعمل شر تلقى ..

ليشع: أدب نفسك يا جرجس واختشي على دمك

جرجس: طب يا ليشع .. ح أدب نفسي يا ليشع .. كله يطلع في الغسيل يا ليشع.

[هنا يدخل إدريس]

إدريس: الولد راح يجيب الجلاس حالا يافندم.

ليشع: وعلى إيه هو إحنا غرب

جرجس: ما فيش داعي للحاجات دي

الدكتور: [من الداخل] يا إدريس

إدريس: نعم يا سعادة الباشا [يخرج إدريس]

جرجس: دلوقتي نعمل هدنة مع بعض .. روق دمك دلوقتي .. علشان نعرف نشتغل .. دي بيعة العمر يا ليشع.

ليشع: طب يا جرجس .. بس ابقى خد بالك كويس ... ابقى ارفع التمن .. دول ناس متريشة

جرجس: ما تخافش أخوك مفتح

[يدخل الدكتور ومعه توما]

الدكتور: أهلا وسهلا ومرحبا

جرجس: أهلا سعادة الباشا .. ألف مبروك يا باشا

ليشع: دا يوم المنا والهنا ... إحنا كلنا تحت أمرك

الدكتور: الله يحفظكم ويبارك فيكم .. إحنا شاكرين على تعبكم ومجيئكم لغاية هنا

جرجس: دا إحنا خدامين .. ما نجيش إزاي يا سعادة الباشا

ليشع: ألف مبروك يا سعادة الباشا

الدكتور: الله يبارك فيكم .. ربنا يتمم بخير

توما: الدكتور تيمور باشا جراح عالمي

جرجس: وعلشان كده جينا واحنا مطمنين

ليشع: جبنا روحنا وحياتنا معانا .. تحت أمركم.

توما: بإذن الله ح تكون المعرفة مستديمة [هنا يدخل إدريس معه صينية قهوة يدخل من الباب الآخر قنديل ومعه طبق الجلاس يضعوا الصواني ويخرجان]

الدكتور: اتفضلوا .. طب عن إذنكم دقيقة واحدة [يخرج الدكتور]

توما: اتفضلوا القهوة.

ليشع: لا مؤاخذة يا بيه .. أنا ح آخد الجلاس

توما: لا يمكن .. لازم تشرب القهوة .. وتاكل الجلاس كمان

ليشع: وحياة العزير ما بحب القهوة .. كفاية الجلاس يا حبيبي

توما: لا لا .. أنت ح تخليني أزعل ولا إيه .. تيمور باشا راجل عربي

جرجس: وبعدين يا ليشع .. اشرب القهوة أنت لازم تزعل البيه .. راضيه يا ليشع .. أنا ح أشرب القهوة أهه .. [يشرب]

ليشع: ما تعفنيش منها يا مدحت بك

توما: أنت بتهني ولا إيه يا خواجة ... إحنا عندنا عيب لما نقدم للضيوف حاجة ويرفضوها...

جرجس: عيب يا ليشع ما تكسفناش .. ما تزعلش البيه .. ما تغيرش دمه

ليشع: خلاص ح اشرب يا حبيبي علشان خاطرك .. وحياة العزير ما بحبها .. [يشرب بتأفف]

توما: النهارده ح ترجعوا محينين .. الست حماتي ناوية تشتري حاجات كتير جدا ...

جرجس: طبعا يا بيه ... اشرب يا ليشع [ليشع يبتلع الفنجان]

ليشع: أنا شربت القهوة علشان خاطرك يا مدحت بك [يبدأ النوم يلاعب جفونهم يقدم سجار]

ليشع: الدنيا بتلف يا جرجس [يمسك الشنطة بشدة]

جرجس: هو فيه زلزال يا ليشع

توما: [بفرح] لا لا .. دي حاجة بسيطة

[يقف على الباب وينادي الدكتور .. يدخل الدكتور]

ليشع: إحنا فين يا جرجس [يحتضن الشنط بشدة]

جرجس: مش عارف يا ليشع

الدكتور: الظاهر إن المخدر عمل مفعوله

[ينامدون وتسقط الشنطة فيلتقطها توما ويضعها على المنضدة] يا إدريس ..

[يدخل إدريس ومعه قنديل]

معانا دخلوا الأفندية دول على أودة العمليات

[يتعاونون مع الدكتور وتوما في حمل ليشع]


الصوت: حرام عليك .. فرقتوني من جوزي .. أنا عاوزة أروح للحاج مهنى .. أروح لبيتي وأليفي

عقدة: يا ستي .. دا بيكرهك [تحدث ضجة شديدة وصراخ]

آه يا دراعي .. الدم بيشر .. آه

الصوت: اخرسي [هنا يخرج توما ويفرك يديه بفرح ويسرع إلى الحقيبة ويفتحها]

توما: يمسك المجوهرات] جواهر .. دهب .. برافو عليك يا توما أرسين لوبين مصر .. خد من الغني وادي الفقير [يشير لنفسه ويضحك] أما حتة فصل يهلك من الضحك .. الجرايد ح تكتب لما تشبع .. جاتلي فكرة .. ابعت لمهنى علشان تكمل البرتيتة

[يتجه للتليفون ويدي القرص]

توما: ألو .. الحاج مهنى .. أيوة أنا [يلتفت حواليه]

أنا توما .. عارفني طبعا .. اللي زرتك باللي .. فاكر .. أنا منتظرك علشان تاخد نصيبك .. أيوة كل حاجة انتهت .. تعال حالا في تاكسي .. العنوان عيادة الدكتور تيمور باشا .. شارع سليمان 17 أيوة أنا في انتظارك .. [يضع السماعة ويضحك] ألطف حاجة أهم ح يقعوا في بعض .. وأهرب أنا بكل المجوهرات .. الدهب [هنا يدخل سوسو]

سوسو: توما .. يا اللا بقى احنا اتأخرنا خلاص

توما: هي .. وطي حسك .. أنا مش اسمي توما دلوقتي

سوسو: أيوة عارف .. بس يا اللا بقى .. سرقت السيغة ولا لسة

توما: [يضع يده على فمه] هس هس .. أنت ما بتفهمش .. انزل وأنا ح أحصلك ...

سوسو: طيب ما تتأخرش .. أصل أنا عندي رانديفو

[يخرج سوسو]

توما: إدريس [يدخل إدريس]

خد الورقة دي .. وابقى اديها للدكتور لما يخلص العملية .. أصلي أنا رايح مشوار صغير وجاي حالا .. [يعطيه ورقة ويخرج]

[يدخل الدكتور]

الدكتور: حاجة غريبة خالص .. كانوا بيهلوسوا بحاجات غريبة خالص .. إذا صحت تبقى مصيبة .. نبقى وقعنا تحت براثن محتالين [لإدريس]

هو فين جورج بك.

إدريس: جورج بك خرج من شوية .. وساب لسعادتك الورقة دي

الدكتور: هات [يقرأها بسرعة] .. [يمسك رأسه] أخ أنا وقعت سرقة مجوهرات .. دي جريمة .. سمعتي .. راح فين يا إدريس... اجري حاول تلحقه بسرعة...

إدريس: حاضر يا سعادة الباشا

[يخرج إدريس مسرعا]

الدكتور: إيه موقفي أنا ... وبعدين

[يدخل حجرة العمليات]

[أصوات من الداخل]

ليشع: [من الداخل] مين عمل دي .. مين عمل دي ..

جرجس: كده يا ليشع .. تعمل فينا كده .. فين الجواهر يا ليشع

ليشع: الجواهر .. آه .. آه .. الجواهر .. خرجنا بره

جرجس: مش عاوزين نقعد هنا...

ليشع: مين عمل دي .. فين الجواهر

[يدخل جرجس وليشع وقد بدا عليهما إعياء شديد]

جرجس: أنت السبب يا ليشع

ليشع: حطوا لنا المخدر في القهوة [يقلد جرجس] تقوللي .. اشرب يا ليشع .. كويس كده يا سي زفت الطين ...

جرجس: ما أنت السبب يا ليشع الكلب [يخرج الدكتور] بقال هنا .. أنت شريك الحرامي .. إحنا نوديك في داهية

الدكتور: هدوا نفسك بس .. أنا بلغت البوليس .. ح أقول لكم الموضوع أنتم وقعتم في إيد واحد نصاب .. ضحك عليكم وعلي .. وساب ورقة أهه

ليشع: وريني هات .. آه ياني

الدكتور: استنى أنا حاقراها لكم [يقرأ]

أنا توما اللص الظريف .. أنتقم من الظالم وأسرق من الغني .. .. وأدي الفقير وأدي صاحب الحق حقه

جرجس: لازم زفت الطين مهنى هو اللي سلطه علينا

ليشع: ما أنت السبب يا جرجس الكلب [يقلد جرجس] ح امسخره .. ح أرأصه ... مش كده يا سي جرجس .. هو اللي مسخرك ورأصك وقطع خبرك [يقلده] حارأصه

جرجس: اختشي يا ليشع أحسن أهزأك

الدكتور: بلاش خناقة .. دلوقتي البوليس يجي ونعرف الموضوع كويس اسمعوا [يقرأ] أنت يا جرجس وأنت يا ليشع .. كانت حياتكم كلها نصب واحتيال وسرقة ونهب .. وعلشان كده ربنا سلط عليكم توما اللص الشريف .. علشان يأخذ منكم حق المظلوم منكم وماضي تحت توما اللص الشريف وساعده الأيسر سوسو

جرجس: طيب يا مهنى الكلب .. بس لما أشوفك .. هو سبب كل المصايب دي

ليشع: لا يا شيخ .. بأه هو السبب .. مين اللي طفشه .. مين اللي نهبه .. مين اللي سرقه [يقلده] حامسخره .. حارأصه جات على دماغنا كلنا يا ناس .. [وهنا يدخل الحاج مهنى]

مهنى: في واحد اسمه توما هنا يا جماعة ...

جرجس: [يمسك في خناقه] وقعت يا مهنى الكلب .. بأه تعمل فينا كده

ليشع: بأه تظاهرنا وتسرق الجواهر يا حرامي

مهنى: أظاهركم ... الله الله ... إيه الحكاية .. إيه اللي جابكم هنا .. عن إذنكم أنا ماشي

الدكتور: محدش يخرج من هنا .. لما البوليس ييجي

مهنى: بوليس .. بوليس علشان إيه

جرجس: علشان إيه .. علشان يقبض عليك يا حرامي .. علشان يقبض عليك يا نصاب .. أنا حامسخرك .. أنا حامسخرك حارأصك.

ليشع: يا أخي اتلهي ... هو اللي مسخرنا ورقصنا ... أنت السبب يا جرجس أنا حاقول كل حاجة للبوليس

الدكتور: أيوة أنا عايز أعرف الموضوع بالضبط

ليشع: كنا إحنا التلاتة شركا في محل مجوهرات .. قعد يمرن لغاية ما طرده .. آم انتقم منا بقينا إحنا التلاتة على البلاطة .. غير اللي حصل بقة كده يا جرجس

جرجس: ما أنته كت موافق على كل اللي حصل

مهنى: مش حرام عليكم تشوفه نهاية الظلم

ليشع: أنا آمنت دلوقت الظلم وحش يا مهنى

جرجس: يعني ما فيش فايدة .. يا مسيح ارحمنا .. إحنا السبب برده

[وهنا يسمع صوت من الداخل]

الصوت: أنا شفت الحاج مهنى وهو داخل .. صالحوني معاه رجعوني لأليفي

مهنى: يا خبر اسود .. إيه اللي جاب المصيبة دي هنا .. الغولة والنبي لما تنقلب السما على الأرض ما أرجع لها تاني

[هنا يدخل العمدة ومعه عقدة]

العمدة: إيه اللي جابك هنا يا حاج مهنى .. الست عايزة ترجع تاني

مهنى: ترجع تاني .. والنبي أحط نفسي تحت القطر

عقدة: حرام عليك شبابها

مهنى: شبابها قول شباشبها مش شبابها

العمدة: يعني مفيش فايدة

مهنى: أنا حاعترف إني أنا اللي سرقت الجواهر علشان أروح السجن بعيد عنها

عقدة: دي بتحبك يا حاج مهنى... دي تروح وراك سجن النسا

العمدة: يعني ما فيش فايدة يا لا يا عقدة

[يخرج العمدة وعقدة]

الدكتور: أنتم لازم تنهوا الجناية بتاعتكم دي أحسن هاتروحوا كلكم السجن .. انهوها أحسن

ليشع: أيوة والله يا مهنى مظبوط

جرجس: وحياة المسيح سامحنا

مهنى: أسامحكم على إيه ما هي المصيبة حلت علينا كلنا كنا شركا و إخوات .. دخل الشيطان بينا لغاية ما فرقنا وحصل اللي حصل

جرجس: على رايك يا مهنى

ليشع: مضبوط يا مهنى

الدكتور: اسمعوا يا جماعة .. عاوزين تاخدو درس من اللي حصل ده وإن الفرقة والاختلاف بيجيب النكد والهزيمة فيجب إنكم تتحدوا مع بعض وبلاش المقالب وعلى رأي المثل البلدي اللي بيقول... من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

ستار

يقفل الستار بانتهاء المنظر الأخير من الفصل الأخير من مسرحية الفرسان الثلاثة  

رواية قلب الأم

حقا إن العيد في الغد وإن هذه الليلة هي ليلة العيد .. يا ألله ما أجملها من ليلة .. ظلام حالك رهيب .. وزنزانة قذرة ضيقة. وأصوات الحرس الخشنة وسعال المساجين المستمر وأصوات الحشرات والهوام وهي تدب وتزحف ومع ذلك كله فالغد هو العيد ...

وشرد ذهن الفتى بعيدا وتخطى جدارا به زنزانته السميك وتخطى بذهنه الأسوار والحراس وشرد بعيدا .. مع ليلة العيد إنها ليلة ليست محسوبة من الأيام فهي طيف جبل وحلم بديع فيها تضمك الدنيا بأكملها ويتعطر الجو وتتزين الحياة ولكنها هنا في السجن طويلة كالحة حزينة ساهمة.

وحاول الفتى النوم فلم يستطع وتقلب على فراشه الوثير الذي يتكون من (برش) ليف فوق الأسفلت الجيد ورطوبة الأرض برائحتها العفنة تعطر الجو ..

لم ينم الفتى هذه الليلة قط .. وكيف ينام وهو يعلم أنه قد ترك أسرته أمه وإخوته الخمس تركهم جميعا لأنه فضل وطنه ودينه عليهم فكان نصيبه السجن ونصيبهم الحزن المحض والألم المرير .. كيف يقضي العيد هؤلاء المساكين .. أمه الحبيبة وأخوته الأعزاء، وأصدقاؤه الأوفياء لا بد وأنهم لم يناموا هذه الليلة مثله متألمين لحاله .. لا بد وأنهم يعيشون هذه اللحظات معه كما يعيش هو معهم.

إن الوفاء جميل .. وإن الإنسان الذي يملك حب هذه القلوب جميعا قلب الأم والإخوة والأصدقاء السعيد حقا حتى ولو كان في السجن وابتسم الفتى ابتسامة عذبة وغطى وجهه البشر وتسرب النوم رويدا إلى عينيه فأسلم نفسه للنوم.

ونام الفتى ولكن روحه حلقت هناك عند الأحبة .. سعيدة هانئة ولكن تلك السعادة لم تكد تبدأ لتنتهي فقد استيقظ من نومه فرأى الجدران ما زالت قاسية صلبة والرائحة العفنة تتصاعد والحشرات تسعى والظلام الكئيب ينتشر ولكن العيد وسيقابل الأحبة اليوم سيأتون إليه ليزروه ستأتي أمه الحبيبة وأشقاؤه الخمس وأصدقاؤه جميعا.

سيستيقظون مع الفجر وسيسرعون إلى ساحة السجن ليقابلوا عزيزهم ليقابلوه هو .. وإنها للحظات سعيدة حقا.

فليستعد للقائهم وليمسح تلك التقطيبة الحزينة من على وجهه .. وليقابل الأحبة القادمين .. بوجه باسم طلق فإن اليوم يوم عيد وأشرقت الشمس وأشرقت معها نفوس ... وجوه المساجين المساكين وأخذوا يهنئون بعضهم بعضا بالعيد .. حقا إن البشر يكسو وجوههم ولكن الصدور تحمل ما تحمل من ألم دفين.

وجاء وقت الزيارة فالزيارة مباحة للجميع في يوم العيد وحدث هرج شديد .. وانطلقت ضحكات صاخبة وتبادل المساجين التهاني ووزع البعض كعك العيد من السجن وهو خبز أسود معجون بزيت قليل ونادوا أسماء.. المزارين .. وأرهف الفتى أذنيه ولكن لم يسمع اسمه بين الأسماء وعلا وجهه وجوم .. أنه أول عيد يمر عليه بعيدا عن أهله .. ترى ماذا أصابهم ليته يستطيع أن يفديهم بحياته ولكنها القيود ولكن الظلم هو الذي قيده.

ترى ما الذي أخرهم .. إنه لفي شوق شديد لرؤياهم يا لجمال الأخوة وروعة الصداقة!

وانتبه الفتى فقد سمع اسمه فانطلق سريعا ليزور أعز الناس عليه في الوجود وانتظر الفتى أمام شباك كئيب مغطى بالأسلاك لضيقه والحديد الغليظ ألا تبا لتلك القضبان ألا يستطيع أن ينتزعها ليستطيع أن يرى الأحبة ويروه.. ودوى صوت هادئ إنه صوت الزائرين وقد انطلقوا يتسابقون عشرات الرجال وعشرات النساء والأطفال كل منهم ينادي بأعلى صوته عن أخوه أو ابنه أو قرين ... أصوات عجيبة مختلطة ولكنها رائعة النغم لأنها تعبر عن الشوق والحب واللهفة والحنان .. ابني ولدي أخي .. أبي .. عمي .. خالي كل هذه الأسماء تتردد في وقت واحد من الطفل الحائر الصغير ومن المرأة العجوز البائسة ومن الأب العطوف ومن الأم الرءوم .. أصوات هادئة ولكنها كنغم القيثار .. وكصوت البلابل وكغناء الكروان وسمع الفتى صوتا خافتا يناديه باسمه فتلفت الفتى حوليه.. ونظر هنا وهناك فرأى أمه الحبيبة بوجهها الملائكي الصغير أماه.. انطلقت من فمه كصرخة مستغيث.. فسمعتها الأم فارتمت على صدره ولكن الأسلاك القاسية والقضبان الغليظ منعتها .. وفدمعت عيناها .. عين الأم وأخذت تبكي بكاءً صامتا.

أما رددها الفتى مرات وحاول أن يمد يداه.. ليضع ذلك الرأس الحبيبة على كتفيه ويمسح تلك الدموع بكفيه ويقبل اليد ويزيل عن ذلك الملاك الحبيب حزنه وألمه .. ولكنها الأسلاك قد ردته هو الآخر يا لقسوة الإنسان!

وجاهد الفتى نفسه ليمنع تلك الدمعتان الكبيرتان من السقوط.. ولكن هيهات فقد سقطتا تتدحرجان عن وجهه .. وأحس بمرارة في حلقه ولم يستطع إلا أن يردد تلك الكلمة الحبيبة .. أماه.. أماه.. أماه.. وأخيرا استطاع الفتى أن يتكلم وأن يملك زمام نفسه فمسح تلك الدمعتان الكبيرتان وقال لأمه .. بربك لا تبكي يا أماه فإن بكاءك يقطع قلبي ويمزق أحشائي.

فمسحت الأم دموعها ولكن هيهات

ابتسمي يا أمي فإني أحب أن أراك مبتسمة.

بالله لقد جاهدت تلك الحبيبة جهادا جبارا حتى تبتسم وأخيرا أشرق ذلك الوجه الملائكي بابتسامة لترضي ابنها ابتسم وجهها وفي قلبها نار تحترق وأقبل الحارس بوجهه المقطب وشاربه الضخم وصوته الأجش معلنا انتهاء الزيارة فدمعت عيون وغصت حلوق واضطربت قلوب وودعت الأم فتاها وكأنهم ينتزعون منها فؤادها .. فاستوقفها الابن وقال لها بصوت حزين أين إخوتي يا أماه.. ولم لم يحضروا لأراهم؟

فقالت بصوت خافت: معذرة يا بني كانوا متعبين.

- متعبين؟ كلهم يا والدتي؟ ماذا بهم؟

- لا شيء هم بخير ولكن ليلة أمس كانت ليلة العيد وكانوا في دار السينما لساعة متأخرة بالليل

- بلغيهم تحية أخوهم السجين.

ودفعها الحارس أمامه فخرجت رافعة يدها إلى السماء وعاد الفتى مطرقا برأسه إلى الأرض وما إن وصل "زنزانته" حتى جلس واضعا رأسه بين كلتا يديه ورآه أخ له على هذه الحالة فآلمه ما رأى قال له

- مالي أراك هكذا حزينا واليوم يوم عيد؟

- لا شيء.

قال له

- بالله خبرني ولا تحمل في قلبك هما أكثر من هم القيود والسجن .. خفف عن نفسك فإن الألم والحزن إذا أغلقت نفسك عليهما كفيلان بتحطيمك بالله قل لي ما الذي يؤلمك؟

- هل في الدنيا رثاء؟ هل فيها حب وعاطفة؟ أم أنها غدر ونفاق؟

- لا تكن متشائما

- إننا بشر نتكون من مشاعر وأحاسيس ولقد قضيت ليلة بالأمس قلقا لم أذق للنوم طعما عشت فيها مع والدتي وإخوتي وأصدقائي تمنيت تلك اللحظة التي أراهم فيها ... أراهم هؤلاء الأعزاء الذين أحببتهم أكثر من نفسي وأخلصت لهم في حبي وأخوَّتي وصداقتي ولكنهم على غير ما أظن فقد فجعت فيهم جميعا .... أين إخوتي؟ أين أصدقائي؟ إنهم لم يكلفوا أنفسهم زيارة هذا السجين البائس ... الذي دخل السجن في قضية شريفة كما يعرفون جيدا لم يكلفوا أنفسهم السؤال عن ذلك الشريد الذي حطمت أمراض السجن صحته ... قضيت ساعات الأمس أذكرهم وأدعو لهم وهم قضوا ساعات الأمس في دار السينما يلهون ... إنني لا أحجر على حريتهم ولكني أطالبهم بأقل واجبات الأخوة والوفاء ... تكفي كلمة طيبة أو زيارة عابرة لتريح النفس لسجين بائس.. أبعد عن المجتمع ظلما وعدوانا إن الناس يحبونك ويحترمونك طالما كنت نافعا لهم وطالما كنت قويا غير محتاج فإذا فقدت هذه المقومات فقدت معها كل شيء فقدت الأخوة والصداقة والحب والوفاء وهذه هي الحياة على حقيقتها.

- إنك لا زلت متشائما .. ألم تأت والدتك اليوم لزيارتك؟

- قال بحرارة نفس نعم يا أخي قد جاءت ولكن إخوتي وأصدقائي بخلوا حتى بالسؤال إن الأم هي رحمة الله على الأرض إنها ينبوع لا يفض من الحب والعطف والحنان سيتخلى عنك كل الناس ... أما أمك فلن تتخلى عنك حتى ولو كنت مجرما أو عربيدا أو قاتلا ستكون أمك معك في أسى ظروفك وفي أحلك أيامك وفي أشد لحظاتك.

- قد تكون محقا فيما تقول ولكن هناك أصدقاء أوفياء وإخوة فضلاء. فتنهد الفتى وقال:

- إنني أشك في ذلك وإن وجد هؤلاء فإنهم شواذ يا صديقي والشاذ لا يقاس عليه ... !!!

تمت