مكلمة الأسبوع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
02-09-06-82384702.gif

مكلمة الأسبوع أقامها مجلسا الشعب والشورى فى مصر بمناسبة الاعتداءات، التى مارستها إسرائيل على المقداسات الإسلامية فى الضفة الغربية والقدس. صحيح أن المجلسين تحدثا فى الموضوع الأسبوع الماضى، لكن يبدو أن جرعة الاحتجاج لم تكن كافية ولم تبرزها وسائل الإعلام، فعاد المجلسان للاجتماع مرة ثانية يوم الأحد الماضى (7/3) ــ مصادفة طبعا!ــ لكى يتحدثا فى نفس الموضوع، بعد رفع سقف الكلام وتصعيد لغة الإدانة والشجب.

فى جلسة مجلس الشعب قال الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس إن ما أقدمت عليه إسرائيل يمثل اعتداء على المقدسات الإسلامية، وإن ممارستها يجب أن تواجه بكل حسم. وقال الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة لشئون المجالس النيابية إن الحكومة ترفض القرارات الإسرائيلية، وطالب المجتمع الدولى بجميع مؤسساته وهيئاته، الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والبرلمان الأوروبى والأورومتوسطى القيام بمسئولياتهم تجاه السياسات الإسرائيلية وعواقبها المدمرة على المنطقة، حيث يتعين على تلك الجهات أن تتحرك بصورة عاجلة لوقف تلك الإجراءات، وفى كلمته زف الدكتور شهاب إلى مجلس الشعب الخبر التالى: إنه نتيجة للتحرك المصرى والعربى، أعربت المديرة العامة لليونسكو ايرنا بوكوفا عن «قلقها» إزاء التوتر الذى يمكن أن يحدثه القرار الإسرائيلى فى المنطقة.

فى الجلسة ذاتها وقف ممثل الأغلبية الدكتور عبدالأحد جمال الدين وحمل المنظمات الدولية المسئولية عن استمرار تلك الانتهاكات، وطالب الاتحادات البرلمانية الدولية باتخاذ موقف واضح إزاءها. أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية الدكتور مصطفى الفقى، فقد عبر عن غضبه ــ هكذا قالت صحيفة الأهرام ــ وطالب لجنة الحريات بالكونجرس الأمريكى بالقيام بدورها فى حماية الحقوق العربية المشروعة. على ذات المنوال تحدث رئيس لجنة الشئون الدينية، الذى طالب الأمة الإسلامية بالتحرك، ورئيس لجنة الشئون العربية، الذى طالب بتحرك عربى وباتمام المصالحة الفلسطينية.

أما رئيس مجلس الشورى السيد صفوت الشريف، فقد ألقى خطبة عصماء استنكر فيها «بقوة» الإجراءات الإسرائيلية، فقال إن من شأنها أن تؤدى إلى إفشال مهمة المبعوث الأمريكى وإجهاض المفاوضات، المزمع إجراؤها بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولم يفته أن ينوه إلى أن مصر تبذل كل جهد ممكن للتخفيف من حدة الصراع. وقرأ فى الجلسة بيان لجنة الشئون العربية والخارجية للأمن القومى، الذى أيد الموقف المصرى فى القرار الإسرائيلى «الذى يمثل رسالة مصرية واضحة وقاطعة لإسرائيل وللقوى الدولية المعنية، بأن القرار الإسرائيلى يتعارض مع كونها قوة احتلال».

وطالب البيان مجلس الأمن الدولى بأن يتحمل مسئولياته طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. كما طالب الإدارة الأمريكية بأن تضع تعهدات الرئيس أوباما، التى أعلنها فى جامعة القاهرة موضع التنفيذ. وطالب أيضا منظمة اليونسكو المعنية بالحفاظ على التراث الإنسانى العالمى بالقيام بدورها فى الحفاظ والدفاع عن التراث الدينى الذى سرقته إسرائيل.

ما قيل فى المجلسين لم يتجاوز التعبير عن الغضب لمجرد رفع العتب.

ذلك أننا لو قمنا بتصفية الكلام «وغربلته» فسنجد أنه تراوح بين الهجاء والرجاء. هجاء إسرائىل وسياستها إزاء المقدسات والأراضى المحتلة، والرجاء من الآخرين أن يفعلوا شيئا. والآخرون فى هذه الحالة هم الولايات المتحدة والرباعية والمؤسسات الدولية والاتحادات البرلمانية واليونسكو والأمة الإسلامية، أما الذين يتعين علينا نحن أن نفعله، سواء فى مصر أو فى العالم العربى. فقد تجاهله الجميع ولم يتطرقوا إليه لأسباب يخجل المرء من ذكرها.

هذه الثرثرة التى حدثت فى المجلسين «الموقرين» تمثل ضوءا خطرا لإسرائيل يبعث إليها برسالة تقول: لا تقلقوا. فلن نفعل شيئا من جانبنا يمس علاقاتنا معكم أو مصالحكم معنا، لكننا نعول على أريحية الآخرين، واعذرونا فى ذلك، لأنه كان علينا أن نبرئ ذمتنا فلجأنا إلى الاستغاثة بهم، ونحن نعرف أنهم أصدقاؤكم.

مع ذلك ولكى لا نبخس أحدا حقه، فينبغى أن نسجل التقدير للجهد الكبير، الذى بذلته مصر لكى تجعل مديرة اليونسكو تعبر عن «قلقلها» إزاء الممارسات الإسرائيلية. وهو جهد إذا أضفته إلى ما أصاب حناجر أعضاء المجلسين النيابيين من إرهاق وكَبدَ، بذلوه فى الهجاء والرجاء، فستدرك مدى العناء الذى صرنا نتحمله لأجل القضية!


المصدر : جريدة الشروق