موســـم الاعــتـقـالات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

  • جلست أمام رئيس الوزراء والمسدس مصوب الى رأسى .
  • رشحت نفسى لمجلس النواب مرتين ولم أنجح فى أيهما !!
  • تعاطفت مع ألمانيا وتظاهرت مع سعد زغلول .

ثمانية عشر عاما قضاها المجاهد " عمر التلمسانى " وراء قضبان السجون والسجن فى حياة المجاهدين ليس ترفا يتفاخرون به أمام الأجيال إنما هو تضحية لا يقدر عليها إلا من عرف معنى الشرف ومعنى الكرامة ومعنى الحرية ومعنى الايمان .

ولقد وجد عمرالتلمسانى نفسه منذ فجر شبابه فى خضم الحركة الوطنية المصرية ..

وعاصر زعاماتها المختلفة والتقى واحتك وتحاور مع العديد منهم بدءا بسعد زغلول وانتهاء بحسنى مبارك .

كيف بدا " عمر التلمسانى " حياته السياسية ؟ وما نوعية الفكر السياسى الذى استخلصه لنفسه وارتضاه مرشدا علىالطريق الوطنية الصادقة ؟

وهل كان مغامرا يبحث له عن دور فى دهاليز السياسة والزعامات والمجتمع ؟

يجيب عمرالتلمسانى عن كل هذه التساؤلات المطروحة فيقول :

أخذت على نفسى عهدا بألا أسىء الى إنسان بكلمة نابية حتى ولو كنت معارضا له فى سياسته وحتى لو آذانى ولذلك لم يحصل بينى وبين إنسان صدام لمسألة شخصية وإنما القضايا العامة أو على وجه الدقة الكاملة أن عملى فى حقل الدعوة الاسلامية أثار على جمهرة الكثيرين وما كان هذا ليحزننى لأنى كنت على ثقة بأن ما أصاب به ليس لإساءات بدرت منى ضد غيرى ولكن عملى فى سبيل الله هو ا لذى حمل البعض على الاساءة الى والنيل منى فكنت أكله الى الله غير مبال بما يفعل ولا بما يترتب على تصرفاته نحوى لقيت من المرحومين إبراهيم عبد الهادى وعبد الناصر الكثير من الظلم فلم أحقد ولم أضمر سوءا .



موســـم الاعــتـقـالات

أما " إبراهيم عبد الهادى " فقد اعتقلنى عام 1948 فى معتقل الهايكستب " ثم نفانى الى جبل الطور ولما تعقدت الأمور بين يديه وأحس باهتزاز الكرسى من تحته استدعانى من الطور مع المرحوم الأستاذ البهى الخولى والأستاذ محمد الخضرى أطال الله فىعمره وكانا معتقلين معى فى الطور . وذهبنا فى حراسة الشرطة الى مقر رئاسة مجلس الوزراء وأجلسونا فى غرفة واسعة أمام مكتب إبراهيم عبد الهادى . ثم نودى علينا فرادى لمقابلته .

ودخل المرحوم الأستاذ البهى أولا ثم الأستاذ الخضرى ثانيا وأثناء وجود الأستاذ الخضرى فى غرفة رئيس مجلس الوزراء حضر المرحوم كريم ثابت باشا فى خطى مسرعة وكأنما يطارده أحد ودلف الى حجرة إبراهيم عبد الهادى ولم يلبث إلا دقائق ثم خرج بالسرعة نفسها التى دخل بها . فقد كان الجميع يعيشون فى فزع نتيجة لما كانوا يتبعونه فى سياسة الحكم من قمع وقسوة . ولئن كان عبد الناصر أمعن فى تلك المظالم فإنه بدأ من حيث أنتهى ابراهيم عبد الهادى وبذا كان أستاذ ا لمن جاء بعده فى فنون الايذاء والتعذيب وكانت خاتمة حكم ابراهيم عبد الهادى مؤلمة لذوى الضمائر الحية . فقد أقاله الملك ليلة العيد وجاء فى صحف ذلك العهد أن فاروقا جعل إقالته هدية العيد للشعب المكبوت . وياليت من جاء بعده اتعظ بهذه الخاتمة المخزية ولكن من يقرأ ومن يسمع ؟

فجاء دورى فدخلت وعباءتى على كتفى فسلمت وجلست علىالكرسى المقابل لمكتبه لكنه لم يرد السلام !

فعذرته لما كان عليه من اضطراب وقلق ووقف خلفى بمسدسه بين كتفى ضابط كبير اسمه " عمر حسين " ولعله كان رئيس المباحث فى ذلك الوقت .. وحدثتنى نفسى بأن أخرج من جيبى علبة السجائر لأدخن سيجارة ولكن فى لمح البصر أدركت موقف الضابط الذى يقف خلفى بمسدسه بين كتفى وقدرت أن وضع يدى فى جيبى قد يؤدى به الى الظن بأننى سأخرج سلاحا رغم التفتيش الذى حدث قبل المقابلة فيفرغ رصاصة فى رأسى وأموت "فطيسا " فى غير معركة وإن كانت الميتة استشهادا حقيقيا .


وبدأ الكلام فى الموضوع مباشرة ولكنه لم يخاطبنى بلغة أنور السادات " :

( يا عمر ـ ياعمر ) وكان ينقصه أن يقول : " نعم يا سى عمر "

بدأ كلامه :

إنى سائلك ثلاثة أسئلة يا أستاذ عمر فإن أجبت أطلق سراحك وسراح الإخوان جميعا وإلا فذنب المعتقلين جميعا فى رقابكم باعتباركم أعضاء مكتب الارشاد :

1ـ أين مخازن الأسلحة ؟

2ـ أين تقع محطة الارسال التى تستخدمونها ؟

3ـ من هم قادة النظام الخاص ؟

وكان ردى الصادق أننى لآ اعلم شيئا عن كل ما سألتنى عنه وعدنا الى معتقل الهايكستب ولم نعد الى الطور .

فهرس الكتاب